نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار- الجزء 1
التجميع مكتبة العقائد
الکاتب السيد علي الحسيني الميلاني
لغة الکتاب عربی
سنة الطباعة 1404




إهداء

الى حامل لواء الامامة الكبرى والخلافة العظمى

ولى العصر المهدى المنتظر الحجّة ابن الحسن العسكري أرواحنا فداه

يا أيّها العزيز مسّنا وأهلنا الضّرّ

وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل

وتصدّق علينا إن الله يجزي المتصدّقين

علي



مقدّمة هذه الطبعة

لقد سبق وأن انتشر من كتابنا: حديث الثقلين، وحديث السفينة، وحديث النور، وحديث الغدير، وقسم السند من حديث أنا مدينة العلم وعلى بابها

وكانت في عشرة أجزاء.

ووقع - والحمد لله - موقع الرّضا والقبول، والتقدير اللائق والثناء الجميل من مراجع الأمة، وكبار العلماء، ورجال الفكر والتحقيق

ولهم منّى الشكر الجزيل المتواصل

ولا عجب فإنّ كتاب ( عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار ) كتاب لم يؤلَّف مثله في بابه في السّلف والخلف كما وصفه علماؤنا الكبار

والجهد الذي بذلته في سبيل إحيائه بنقله الى اللغة العربيّة، وتخليص لبابه، ومراجعة مصادره، وتنظيم بحوثه، والتعليق والاستدراك عليه لا يبذله الّا الأقلّون

ومن شاء الوقوف على جانبٍ من عظمة الكتاب فليرجع الى المقدّمة التي أسميتها بـ ( دراسات في كتاب العبقات ).


وهذه الطبعة

جاءت منقّحةً ممّا كان في الطبعة السابقة من أخطاء علمية أو فنيّة أو مطبعيّة ومزيدةً بفوائد كثيرة تجعلها متميّزةً عن تلك كتوفّر طائفةٍ كبيرةٍ من المصادر المخطوطة سابقاً أو العثور على جملةٍ من المطبوعات فكان من الضروري إرجاع المطالب المنقولة عنها إليها. والأهم من ذلك: أن بعض المصادر التي نقل عنها بواسطة مؤلّفاتٍ أخرى أصبحت الآن بأيدينا - بفضل المطابع ودور النشر - فأوردت البحوث عنها مباشرةً، ووضعتها في محالّها في الكتاب، إلى جنب الروايات المنقولة بالواسطة. كما أني رجّحت في قسمٍ من الهوامش أن تكون في المتن.

ولهذه الأمور وغيرها جعلت عنوان الكتاب ( نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار).

وأرجو الله عزّ وجل أن يجعل هذه العمل خدمةً للأمة الإسلامية للوصول الى وحدتها وإعادة مجدها، وأن يكون نافعاً لي - ولجميع من آزرني فيه بأي نحوٍ من الأنحاء - يوم لا ينفع مال ولا بنون.

المؤلِّف


دراسات

في كتاب العبقات



بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين.

وبعد: فان الاعتقادات أشرف الموضوعات، وأهمها الامامة، فان من العدل نصب الامام على العباد كي يعبد به الله تعالى، وتتبع سنن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويصلح أمر المعاد.

وكتاب «عبقات الأنوار في امامة الأئمة الاطهار » أجل ما كتب في الامامة من صدر الإسلام الى الآن، ولم يكتب مثله في بابه في السلف والخلف، ومن كتب بعده فيها فعيال عليه، وناسج على منواله، وسالك في سبيله

وقد منّ الله تعالى علي أن وفقني لتعريبه وتهذيبه ومراجعة مصادره وتحقيقه منذ عام ١٣٨٥، وبعد أن شرعت بدراسة العلوم الإسلامية في الحوزات العلمية فكان كلما سنحت لي فرصة انتهزتها لخدمته، وكلما


حصلت في الدروس عطلة صرفتها في كتابته حتى تم اعداد عدة مجلدات منه، وطبع حتّى الآن عشرة أجزاء بمدينة قم في الفترة ما بين سنة ١٣٩٨ وسنة ١٤٠٨ ه‍.

وقد كانت لي مذكرات كتبتها في خلال العمل حول الكتاب وأساليبه في ردوده واستدلالاته، وما يتوفر عليه من فوائد وتحقيقات لم يسبق إليها في سائر المؤلفات، وإضافات على ما كتبته في حياة المؤلّف وأسرته والتعريف بكتابه ومكتبته.

فلما عزمنا - بحول الله وقوته، ورعاية سيدنا الامام المهدي عجل الله فرجه وعنايته - على اعادة طبع تلك المجلدات والاستمرار في طبع ما بقي منها، دونت تلك المذكرات، وجعلتها في أبواب تتقدمها تمهيدات، فالباب الاول: في بيان التزام المؤلف بقواعد البحث وآداب المناظرة، والثاني: في أسلوبه في الاستدلال، والثالث: في أسلوبه في الرد، والرابع: في بحوث وتحقيقات في كتاب العبقات، والخامس: في التعريف بالكتاب، والسادس: في ترجمة المؤلّف ومشاهير أسرته، والسابع: في التعريف بمكتبة الاسرة، والثامن: في التعريف بكتاب التحفة الاثني عشرية، والتاسع: في ترجمة مؤلّف التحفة الاثني عشرية، والعاشر: في بيان عملنا في الكتاب.

وقد سميت هذه المجموعة باسم ( دراسات في كتاب العبقات ).

والله أسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وان يتقبلها بأحسن قبول، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى. انه سميع مجيب.

قم المشرفة

١ / محرم الحرام / ١٤١١

علي الحسيني الميلاني


كلمة المؤلف

تمهيدات

*(١)*

لبى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دعوة ربه لكن شريعته خاتمة الشرائع ولا نبيّ بعده فلا بد له من وصي يقوم بأمره، وخليفة يخلفه في أمته.

وهذا أمر لا خلاف فيه ولا كلام.

انّما الكلام في شخص الخليفة عن رسول الله، فأصحابه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كثيرون عدداً، وفيهم المهاجرون والأنصار، القرشيون وغيرهم، والأقارب والأباعد

فمن الخليفة من بعده؟

وما الطريق الى معرفته؟

يقول الله عزّ وجلّ: ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (١) .

____________________

(١). سورة النساء: ٦٩.


ويقول سبحانه: ( فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ) (١) .

ويقول تعالى: ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) (٢) .

ويقول: ( وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ) (٣) .

و ( الامامة ) « شيء » تنازعت الامة فيه، وأمر « شجر » بينهم، فيجب ردها الى « الله والرسول » وهم - وربك - لا يؤمنون حتى يحكموا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيها، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضى، ولا يكون لهم الخيرة، ويسلموا تسليماً

والعقل يرى أن أقرب الطرق وأوثقها الى معرفة « الوصي » هو الرجوع الى نفس « النبي » هذا النبي الذي ( ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى ) (٤). ... ولو فرض أنه قد فوض اليه أمر تعيين الخليفة من بعده، فانه أعرف الناس بأصحابه، وأحرصهم على أمته

فلنرجع الى الله والرسول، أي: الى الكتاب والسنة.

*(٢)*

في القرآن الكريم طوائف من الآيات لها علاقة بمسألة الامامة والخلافة:

١ - الآية الواردة في خصوص مسألة الامامة، وهي قوله تعالى: ( وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ. قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً

____________________

(١). سورة النساء: ٦٣.

(٢). سورة القصص: ٦٨.

(٣). سورة الأحزاب: ٣٦.

(٤). سورة النجم: ٣.


قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (١) .

اذن: « الامامة » لا تنال: « الظالمين ».

٢ - الآيات التي تعطينا الملاك العام للافضلية والتقدم، كقوله تعالى:

( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) (٢) .

( يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ ) (٣) .

( فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً ) (٤) .

فملاك التقدم في هذاه الآيات هو « التقوى » و « العلم » و « الجهاد ».

٣ - الآيات النازلة في قضايا ومواطن خاصة، في حق أشخاص من الصحابة يستدل بها على الاولوية بالامامة، كقوله تعالى:

( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) (٥) .

فقد جعل الله سبحانه في هذه الآية « الولاية » لمن آمن وأقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع.

الا أن المرجع في تعيين من نزلت في حقه هو « السنة ».

وفي السنة أيضاً طوائف من الأحاديث لها علاقة بموضوع الامامة والخلافة أهمها طائفتان:

الاولى: النصوص الواردة عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في خصوص موضوع الامامة والخلافة.

والثانية: النصوص الواردة في تفسير الآيات المتعلقة بالامامة المشار

____________________

(١). سورة البقرة: ١١٩.

(٢). سورة الحجرات: ١٣.

(٣). سورة المجادلة: ١٣.

(٤). سورة النساء: ٩٨.

(٥). سورة المائدة: ٦٠.


إليها

ونحن يمكننا معرفة « الوصي » على ضوء النصوص من الطائفة الاولى، كما يمكننا معرفته بمراجعة نصوص الطائفة الثانية، والنظر في كلمات المفسرين وأخبار المؤرخين حول نزول تلك الآيات.

وإذا تم ذلك وجب العمل والاتباع عقلا ونقلا - كما أشرنا - وبذلك يرتفع « التنازع » و « التشاجر » ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) .

وان إمكان تعيين الخليفة على ضوء تلك الأحاديث، يتوقف على ثبوتها سنداً ودلالة، أي: لا بد أولا من الوثوق بصدور الحديث من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإذا ثبت صدوره عنه نظرنا في مدلوله ومفاده، فان دل على معنى - من غير معارض له في ذلك - أخذنا به وقلنا: هذا ما قضى الله ورسوله به، وصدق الله ورسوله.

وهذه هي الطريقة التي يتبعها الفقهاء بالنسبة الى نصوص الفروع الفقهية والمسائل الشرعية، فلماذا لا تتبع في نصوص مسألة الامامة؟

*(٣)*

نشأت الطائفة الشيعية في حياة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - كما دلت الأحاديث المتفق عليها - والشيعي من شايع علياً(١) وتابعه و والاه. وقد عرف بهذه الصفة عدة من خيار صحابة النبيّ، اعتقدوا إمامته عليه‌السلام للامة وخلافته بعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وانحازوا اليه بعد وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولم يفارقوه حين فارقه الناس، ولم يعرضوا عنه حين أعرض عنه الجمهور

وتطورت هذه الفرقة، وامتدت جذورها الى جميع الأقطار، وانتشرت

____________________

(١). القاموس المحيط « شاع ».


عقائدها في كل مكان، واعتنقها طائفة كبيرة من التابعين فمن بعدهم، رجعوا الى أئمة أهل البيت فيما أشكل عليهم من الكتاب والسنة، وعندهم درسوا، وعنهم أخذوا. فكان فيهم المفسرون، والفقهاء، والمحدثون، والزهاد، والعلماء

حتى جاء دور الامام جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام ، فأصل الأصول وشيد الأركان، فعرف مذهب هذه الفرقة بـ « المذهب الجعفري ».

*(٤)*

واشتغل الشيعة في مسألة « الامامة » منذ وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بجد وجهد، لأنها عندهم « زمام الدين، ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا، وعز المؤمنين ».

« ان الامامة أس الإسلام النامي، وفرعه السامي ».

« بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، وتوفير الفيء والصدقات، وإمضاء الحدود والاحكام، ومنع الثغور والأطراف »(١) .

فدافعوا عنها، وضحوا من أجلها، واستسهلوا المشاق في سبيلها، ولم تثن عزائمهم السياط ولا السجون، وحتى استشهد من لا يحصي عددهم الا الله.

قالوا: « الخليفة » بعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو « عليّ بن أبي طالب » لا سواه واستدلوا - منذ اليوم الاول - لما قالوا بالكتاب والسنة فانه « ما من شيء الا وفيه كتاب أو سنة »(٢). ... وهما المرجع في كل شيء، ولا يكون المؤمن مؤمناً حتى يسلم لما جاءا به تسليماً

ثم ألفوا في ذلك الكتب، ونظموا الاشعار في ظروف قاسية وايام صعبة، يتتبعهم الجواسيس، وتلاحقهم السلطات

____________________

(١). الكافي ١ / ٢٠٠.

(٢). المصدر نفسه ١ / ٥٩.


ومع ذلك كله تراهم - إذا نظرت أحوالهم وسبرت أخبارهم - لا يعتمدون في بحوثهم الا على الكتاب والسنة، يطلبون الحق، وينشدون الحقيقة، رائدهم الدين الصحيح، والإصلاح ما استطاعوا، بهدوء ووقار، ونقاش متين، وأدب رفيع، وجدال بالتي هي أحسن

*(٥)*

ويعتقد الشيعة الامامية بأن مسألة « الامامة » بعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هي مسألة أصولية كالنبوة(١) . وبأن في النصوص الواردة عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تعيين الامام من بعده غنى عن أي دليل آخر. وهم - وان كان اعتمادهم في السنة على ما ورد عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بطريق اهل بيته المعصومين - يحتجون في هذه المسألة بالنصوص الواردة عن طريق خصومهم، والمسطورة في أسفار مخالفيهم هذا من حيث السند.

وأما من حيث الدلالة فقد صدرت تلك الأقوال من النبيّ الكريم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « بلسان عربي مبين » وكما يرجع في فهم كلماته والألفاظ الصادرة عنه في مسائل الصلاة، والصيام، والحج، والجهاد، والبيع، والشراء، والنكاح، والطلاق وأمثالها الى العرف واللغة كذلك يرجع الشيعة في فهم مداليل ألفاظه في مسألة الامامة والخلافة الى اللغة

____________________

(١). ويستدلون على ذلك أيضاً بالكتاب والسنة كما لا يخفى على من راجع كتبهم في الامامة.

ومن النصوص النبوية الدالة على ذلك الحديث المشهور المتفق عليه: « من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية » وله ألفاظ أخرى في مختلف الكتب، هذا بالنسبة الى أصل الامامة.

قالوا: والمراد امامة على وأولاده، واستدلوا على هذا بنصوص كذلك، منها ما أخرجه الحاكم والطبرانيّ وأبو نعيم وغيرهم عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال: « من أحب أن يحيى حياتي ويموت موتى ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربى فليتول على بن أبى طالب فانه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة ».


والعرف، والى سائر الأحاديث النبوية، لان « الحديث يفسر بعضه بعضاً ».

وفي هذا المقام أيضاً يحتج الشيعة بكلمات علماء أهل السنة في التفسير واللغة والأدب وغير ذلك

هذه طريقة الشيعة في الاستدلال بالنصوص على امامة أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وهي طريقة واضحة لا غموض فيها ولا اعوجاج ولا اضطراب

وقال أهل السنة بأن « الخليفة » بعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو « أبو بكر » وقد اختلف استدلالهم على هذا الاعتقاد، واضطربت كلماتهم فتارة: يستدلون بالنصوص التي يروونها في فضل أبي بكر مثل: « لو كنت متخذاً خليلا لاتخذت أبا بكر ». وأخرى: يستدلون بالافضلية. فقالوا بأن « الأتقى » في قوله تعالى: ( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى ) هو « ابو بكر » و « الأتقى » هو « الأفضل » لقوله تعالى: ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) فأبو بكر هو الأفضل. ولا تنعقد ولاية المفضول عند وجود « الأفضل». وثالثة: يستدلون بالإجماع.

وأجاب الشيعة ببطلان الحديث المذكور سنداً ودلالة.

وبأن المرجع في تعيين المراد من « الأتقى » في الآية هو السنة.

وبأن الإجماع غير منعقد على خلافة أبي بكر.

*(٦)*

وأنكر أهل السنة النص على امامة أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وألفوا الكتب في الرد على الشيعة، الا أنها - في الأكثر - مشحونة بالبغضاء والشحناء، والسب والاهانة، والكذب والبهتان

لينظر المنصف الى ما كتبه العلامة الحلّي المتوفى سنة ٧٢٦ مثل كتاب ( منهاج الكرامة في الامامة ) وكتاب ( نهج الحق ) ليرى هناك


الاحتجاج بصحاح أهل السنة، وسائر كتبهم المعتمدة في الفنون المختلفة، بأسلوب متين، لا تعصب فيه ولا تعسف ثم لينظر الى كتاب ( منهاج السنة )(١) الذي كتبه احمد بن عبد الحليم المعروف بابن تيمية في الرد على ( منهاج الكرامة ) وما كتبه فضل الله بن روزبهان الخنجي في الرد على ( نهج الحق ) وهو الكتاب الذي أسماه بـ ( إبطال نهج الباطل )(٢) .

فهل قابلاه بالمثل استدلالاً وأدباً ومتانة؟

ثم ان أقل ما يجده المنصف المتتبع لكتب أهل السنة هو التعصب وانكار الحقيقة ولنذكر لذلك مثالا:

يقول الشيعي: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في يوم غدير خم: « ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ».

فيقول رجل من أهل السنة: هذا كذب لم يقله رسول الله.

فيجيب الشيعي قائلا: أخرجه فلان وفلان من أهل السنة.

فإذا رأى السني أن لا جدوى لانكار أصل القضية قال:

وأين كان عليّ في ذاك اليوم؟ كان باليمن

فيعود الشيعي ليقول: روى قدومه من اليمن فلان وفلان من أهل السنة.

وإذا انتهى دور المكابرة في السند. قال:

صدر الحديث: « ألست أولى » من وضع الشيعة.

____________________

(١). رد عليه أحد أعلام الشيعة في القرن الثامن بكتاب: « الإنصاف في الانتصاف لأهل الحق من الإسراف ». ولنا مناقشات كثيرة معه في شرحنا على كتاب منهاج الكرامة سنقدّمه للطبع إن شاء الله.

(٢). رد عليه القاضي نور الله التستري الشهيد ببلاد الهند بكتاب: « احقاق الحق وإزهاق الباطل » وعمد الشيخ محمد حسن المظفر الى تأليف كتاب « دلائل الصدق لنهج الحق » تتميماً لما كتبه القاضي المذكور. وقد أعاد سيدنا النجفي المرعشي طبع « احقاق الحق » مع تعليقات كثيرة جداً، صدر في ٢٥ جزء.


فأجاب الشيعي: رواه فلان وفلان من أهل السنة

فيدعي انكار أهل اللغة مجيء ( المولى ) بمعنى ( الاولى ).

فيخرج له الشيعي قائمة بأسماء اللغويين الذين نصوا على ذلك وهم من أهل السنة.

ومثال آخر:

يقول الشيعي قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها ».

فأول ما ينكر السني صدور هذا الحديث عنه (ص).

فإذا رأى أسماء رواته من كبار علماء طائفته قال:

فأبو بكر و أبواب كذلك.

فإذا أثبت له الشيعي جهل هؤلاء بأبسط المسائل على ضوء كتب أهل السنة قال:

ليس « عليّ » في الحديث علماً، بل هو وصف للباب بمعنى « مرتفع ».

لماذا هذا التلاعب بالنصوص النبوية؟ وهلا فعلوا ذلك بلفظ « الصلاة » و « الحج » و « الوضوء » و « الغسل » وأمثالها؟

*(٧)*

وقد شكلت كتب الردود قسماً كبيراً من مؤلفات الامامية في مسائل الامامة، كما لا يخفى على من لا حظ فهارس المؤلفات.

والسبب في ذلك هو أن أهل السنة لا بضاعة لهم الا الكذب والإنكار، فمن السهل عليهم أن يقولوا حديث: « مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح فمن ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك» كذب موضوع. أو أن حديث: « اللهم ائتني بأحب خلقك إليك والى رسولك يأكل معي من هذا الطائر، فجاء عليّ فأكل معه » لم يروه أحد من أصحاب الصحاح ولا


صححه أئمة الحديث. أوحديث: « خلقت أنا وعليّ من نور واحد » موضوع بإجماع أهل السنة.

أو يقولوا في جواب: « من كنت مولاه فعليّ مولاه » لم يقل أحد من أهل العربية بمجيء ( المولى ) بمعنى ( الاولى ). أو أن « عليّ » في « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » هو من « العلو » أي مرتفع، أو أن المراد من « بأحب خلقك إليك والى رسولك يأكل معي » هو « الأحب في الاكل مع النبي »

ان كل واحد من هذه الأقاويل سطر واحد أو سطران، لكن الجواب عنه يستدعي فصلا كبيراً من البحث، وربما يشكل كتاباً برأسه، كما هو واضح.

فمن هنا ترى كثرة كتب الرد عند الشيعة قديماً وحديثاً:

فألف عمرو بن بحر الجاحظ كتاب ( العثمانية ). ورد عليه جماعة من أعلام الشيعة بردود اشتهرت بـ ( نقص العثمانية )، كما رد عليه ابو جعفر الاسكافي من المعتزلة.

وألّف السيد المرتضى علي بن الحسين الموسوي كتاب ( الشافي في الامامة ) رداً على كتاب ( المغني ) للقاضي عبد الجبار بن أحمد، ثم لخصه تلميذه الشيخ محمد بن الحسن الطوسي، واشتهر كتابه بـ ( تلخيص الشافي ).

وألف شهاب الدين الشافعي الرازي(١) . من بني مشاط كتاب ( بعض فضائح الروافض ).

فرد عليه الشيخ نصير الدين عبد الجليل بن أبي الحسين بكتاب ( بعض مثالب النواصب في نقض بعض فضائح الروافض ).

وألف يوسف الأعور الشافعي الواسطي كتاب ( الرسالة المعارضة في

____________________

(١). قال في الذريعة: هو وان لم يصرح في الكتاب باسمه لكنه يعرف باشاراته كما ذكره القزويني المذكور في نقضه.


الرد على الرافضة ). فرد عليه: الشيخ عز الدين الحسن بن شمس الدين المهلبي الحلي بكتاب ( الأنوار البدرية في كشف شبه القدرية ) قال فيه: « التزمت فيه على ان لا استدل من المنقول عن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الا بما ثبت من طريق الخصم ولا أفعل كما فعل الناصب في كتابه ». والشيخ نجم الدين خضر بن محمد الحبلرودي الرازي بكتاب ( التوضيح الأنور في دفع شبه الأعور ).

وألف شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي المكي كتاب ( الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة ). فردّ عليه القاضي نور الله الشهيد بكتاب ( الصوارم المهرقة في رد الصواعق المحرقة ) وكذا السيد مير محمد القزويني المعاصر.

... وهكذا توالت كتب التهجم على الشيعة حتى زماننا، فألف كتّاب من أهل السنة في هذا العصر ( الصراع بين الوثنية والإسلام ) و ( الوشيعة في رد عقائد الشيعة ) و ( الخطوط العريضة ) و ( مسائل موسى جار الله ) و و وصدرت كتب الردود عليها من قبل علماء الشيعة

*(٨)*

وكان لعلماء الهند من الفريقين السهم الوافر والدور البارز في هذا الباب، فالهند بلاد واسعة يقطنها الملايين من المسلمين، أنجبت في كل فرقة علماء ورجالا تركوا آثاراً خالدة في مختلف العلوم الإسلامية. ومن الطبيعي أن تدعو كل فرقة الى نفسها، وتستغل كافة الوسائل في سبيل نشر عقائدها، وقد ساعد على ذلك ما في بلاد الهند من حرية الفكر والقول والتأليف والنشر.

وقد بلغ النشاط الفكري والصراع العقائدي ذروته في الهند في القرنين الثاني عشر والثالث عشر فقد نبغ بين الشيعة الفقيه المجاهد الكبير السيد


دلدار علي بن معين الدين النقوي المولود سنة ١١٦٦ والمتوفى سنة ١٢٣٥، الذي انتشرت بفضل جهوده تعاليم المذهب الجعفري في تلك الارجاء، وانتظمت على يده أمور الطائفة، بعد أن كانوا متفرقين ليست لهم دعوة الى مذهبهم، وما كانت لهم جامعة تجمعهم، واشتغل طيلة أيام حياته الشريفة بترويج الدين ونشر الاحكام باقامة الشعائر وتأليف الكتب وتربية العلماء.

ولما وصل خبره الى حسن رضا خان - من وزراء حكومة « أوده » في لكهنو - استدعاه للاقامة بلكهنو، فهاجر إليها، وانصرف الى بث تعاليم الدين وإقامة الشعائر. وكان العلامة المولى محمد على الكشميري الشهير بپادشاه(١) نزيل فيض آباد قد ألف في تلك الأيام رسالة في فضل صلاة الجمعة، حث فيها السلطان آصف الدولة ابن شجاع بن صدر جنك سلطان مملكة « أوده » في لكنهو على إقامة الجمعة، وذكر من هو أهل لامامة الجماعة، وهم: السيد دلدار على وتلميذاه الميرزا محمد خليل والأمير السيد مرتضى، فأمر السلطان بإقامتها، ورشح السيد لها. فأقامها ابتداء من ظهر اليوم الثالث عشر من رجب - يوم ولادة أمير المؤمنين عليه‌السلام - سنة ١٢٠٠.

ثم أقيمت الجمعة في السابع والعشرين منه، يوم مبعث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكانت أول صلاة جماعة للشيعة تقام في تلك الديار.

ثم استمرت الجماعة والخطب، وانتشرت أندية الذكر ومجالس الوعظ، واهتم السلطان لترويج الشريعة، وتشييد الدين، وكثر طلاب العلم، وأخذوا يتواردون على السيد من كل صوب(٢) .

قال السيد عبد الحي اللكهنوي المحقق السني: ثم انه بذل جهده في احقاق مذهب وإبطال غيره من المذاهب، لا سيما الأحناف والصوفية

____________________

(١). توجد ترجمته في: أعلام الشيعة، نزهة الخواطر ٧ / ٤٥٦.

(٢). أعلام الشيعة، الكرام البررة ٢ / ٥١٩.


والاخبارية، حتى كاد يعم مذهبه في بلاد « أوده » ويتشيع كل الفرق(١) .

أقول: ولعل هذا الذي ذكر هو السبب في تأليف معاصره المولوي عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي الحنفي المولود سنة ١١٥٩ والمتوفى سنة ١٢٣٩ كتاب ( التحفة الاثنا عشرية في الرد على الامامية ) ألفه ليكون سداً أمام تقدم المذهب الجعفري في الأقطار الهندية وتشيع كل الفرق

وهذا هو دأب أهل السنة في كل صقع فقد قال ابن حجر المكي في أول كتاب ( الصواعق المحرقة ) ما نصه: « فاني سئلت قديماً في تأليف كتاب يبين حقية خلافة الصديق وامارة ابن الخطاب، فأجبت الى ذلك مسارعة في خدمة هذا الباب، فجاء بحمد الله أنموذجاً لطيفاً ومنهاجاً شريفاً ومسلكاً منيفاً.

ثم سئلت في اقرائه في رمضان سنة خمسين وتسعمائة بالمسجد الحرام، لكثرة الشيعة والرافضة ونحوهما الآن بمكة المشرفة اشرف بلاد الإسلام، فأجبت الى ذلك رجاء لهداية بعض من زل به قدمه عن أوضح المسالك ».

فهذا دأب القوم، وليتهم أخذوا بالنزاهة في البحث والتزموا بجانب الإنصاف، وعملوا بقواعد المناظرة لكن صاحب ( التحفة ) نسج على منوال أسلافه من صاحب ( الصواعق ) وأمثاله فأكثر من التهجم على الشيعة، ونسب إليهم العقائد الباطلة التي هم منها براء، وحاول الحط عليهم بالاكاذيب والافتراءات

وما أن انتشر كتاب ( التحفة ) حتى انبرى له جماعة من علماء الشيعة - وعلى رأسهم السيد دلدار على نفسه - بالرد والنقد، وسنذكر أسماء تلك الكتب فيما بعد.

____________________

(١). نزهة الخواطر ٧ / ١٦٧.


وظلت مواضيع الباب السابع المتعلق بمباحث الامامة من كتاب ( التحفة ) موضع الأخذ والرد، والنقض والإبرام، وحديث المجالس والاندية، حتى صدر كتاب ( عبقات الأنوار في امامة الأئمة الاطهار ).


كتاب العبقات

و « عبقات الأنوار في امامة الأئمة الاطهار » كتاب ألّفه « السيد مير حامد حسين » في الرد على « التحفة الاثني عشرية » وقد كان صاحب التحفة قد زعم في باب الامامة من كتاب انحصار أدلة الشيعة على امامة عليّ عليه‌السلام في ستة آيات واثنى عشر حديثاً فقط. ثم انه أجاب بزعمه عن الاستدلال بالآيات والروايات فجعل السيد صاحب العبقات كتابه في منهجين، المنهج الاول في الآيات، وهي:

١ - ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) (١) .

٢ - ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٢) .

____________________

(١). سورة المائدة: ٥٥.

(٢). سورة الأحزاب: ٣٣.


٣ - ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (١) .

٤ - ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ ) (٢) .

٥ - ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) (٣) .

٦ - ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) (٤) .

والمنهج الثاني في الأحاديث، وهي:

١ - يا معشر المسلمين! ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا. بلى.

قال: من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

٢ - قوله لعليّ: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي.

٣ - ان عليّاً مني وأنا من عليّ، وهو ولي كل مؤمن من بعدي.

٤ - كان عند النبي طائر قد طبخ له أو أهدي اليه. فقال: اللهم ائتني بأحب الناس إليك يأكل معي هذا الطير. فجاءه عليّ.

٥ - أنا مدينة العلم وعليّ بابها

٦ - من أراد ان ينظر الى آدم في علمه والى نوح في تقواه والى ابراهيم في حلمه والى موسى في بطشه والى عيسى في عبادته فلينظر الى عليّ بن أبي طالب.

٧ - من ناصب عليّاً الخلافة فهو كافر.

٨ - كنت أنا وعليّ بن أبي طالب نوراً بين يدي الله قبل ان يخلق

____________________

(١). سورة الشورى: ٢٣.

(٢). سورة آل عمران: ٦١.

(٣). سورة الرعد: ٧.

(٤). سورة الواقعة: ١٠ و ١١.


آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم قسم ذلك النور جزءين فجزء أنا وجزء عليّ بن أبي طالب.

٩ - قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم خيبر: لأعطين الراية غداً رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه.

١٠ - رحم الله عليّاً، اللهم أدر الحق معه حيث دار.

١١ - قوله لعليّ: انك تقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله.

١٢ - انّي تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله وعترتي. وقد بحث في ذيله حول حديث: « مثل اهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق ».

ولما كانت « التحفة » بالفارسية كان من الطبيعي أن يؤلف « العبقات » بالفارسية أيضاً.

وان هذا التراث العلمي الخالد بحاجة ماسة الى مقدمة علمية تتوفر على دراسته، لا سيما بعد ان أصبح رائد الباحثين المحققين في القرن الرابع عشر في مجال الصراع العقائدي وإليك ذلك في أبواب:

الباب الاول

الالتزام بآداب المناظرة وقواعد البحث

ويلوح للناظر في كتاب العبقات - قبل كل شيء - التزام مؤلفه العملاق بآداب المناظرة وقواعد البحث، فان هذه الظاهرة متجلية للناظر فيه لاول وهلة، ومثله سائر علماء الشيعة في كل ما كتبوا في الاحتجاج على أهل السنة، لكن القوم لم يلتزموا بشيء من هذه الآداب والقواعد.

لقد كان صاحب العبقات على جانب عظيم من الحلم والصبر وضبط


النفس، فهو يقابل السباب بالأدب، والتعدي بالرفق، والظلم بالعدل والإنصاف.

ومن قواعد البحث : أن ينقل المخاصم كلام خصمه حول المسألة المبحوث عنها، من دون زيادة أو نقصان، وبكل دقة وأمانة، فإذا انتهى من إيراد كلامه بجميع جوانبه على أحسن ما يرام، وقرره أتقن تقرير، شرع في جوابه وبيان مواضع الاشكال والنظر فيه ليكون البحث بحثاً موضوعياً نزيهاً ينير الدرب للاجيال، ويوقفهم على ما يقوله الطرفان، فيستمعون اليه وينظرون فيه فيتبعون أحسنه

وكذلك فعل علماء الشيعة في بحوثهم وصاحب العبقات فانه يصدر بحثه بعد خطبة الكتاب بنص عبارة الدهلوي صاحب التحفة الاثني عشرية، فينقلها كاملة غير منقوصة ولا مبتورة، بل يتعرض لما أضافه الدهلوي في هامش كلامه من نفسه أو نقلا عن غيره، من دليل وحجة، أو توضيح وبيان

ثم يأخذ رحمه‌الله في إبطاله وتفنيده، بالاساليب المختلفة، من نقض أو معارضة أو جواب حلّي

لكن القوم لم يلتزموا بهذه القاعدة فترى الدهلوي يريد الجواب عن الاستدلال بحديث الثقلين: « اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً » لا يتطرق الى وجه استدلال الشيعة بهذا الحديث أصلا. وفي حديث النور: « خلقت أنا وعليّ من نور واحد » يقول: « لا دلالة لهذا الحديث على ما يدعيه الامامية » ولكن أين وجه الاستدلال به على ما يدعونه؟ ويقول بالنسبة الى حديث السفينة: « مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق » يقول: « لا يدل الا على الفلاح والهداية الحاصلين من حبهم والناشئين من اتباعهم، وان التخلف عن حبهم موجب للهلاك » فهذا صحيح ولكن كيف يستدل به الشيعة على الامامة والخلافة؟


ومن قواعد البحث : أن يحتج المخاصم بما يرويه خصمه ويراه حجة، لا بما يرويه هو ويعتمد عليه.

وهذا مما التزم به صاحب العبقات وطبّقه في بحوثه - كما عليه سائر علمائنا الذين كتبوا في الاحتجاج على أهل السنة - فهو في مقام الاستدلال في كل باب يحتج بكتب أهل السنة، ويستدل بأقوال كبار حفاظهم ومشاهير علمائهم في مختلف العلوم والفنون، وسنشير الى هذه الجهة باختصار عن قريب.

لكن القوم ما التزموا بهذه القاعدة، فان ادعوا الالتزام بها لم يعملوا بها وقد نبه صاحب العبقات رحمه‌الله على مواضع كثيرة خالف فيها الدهلوي هذه القاعدة المقررة، فتراه يتمسك بحديث: « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي وعضوا عليها بالنواجذ » في مقابلة حديث الثقلين، فيجيب السيد عنه قبل كل شيء بأن هذا الحديث مما تفرد به أهل السنة، وان الاحتجاج به ينافي الالتزام بالقاعدة.

ومن قواعد البحث : أن يقال بالحق ويعترف بالحقيقة في كلا مقامي الاحتجاج والرد على السواء.

وكذلك فعل صاحب العبقات، فانه كما يسند الحديث الذي يريد الاحتجاج به الى مخرجيه من أعلام أهل السنة، كذلك يسند الحديث الذي يحتج به الخصم الى مخرجيه وان كانوا كثرة، فلا يكتم الحقيقة، ولا يكتفي بالاسناد والنقل عن واحد أو اثنين ليقلل من شأن الحديث، بل يعترف بالواقع، وينقله عمن رواه بجميع أسانيده وطرقه، ثم يجيب عنه نقضاً وحلا.

فهو حيث يريد الجواب عن تمسك الدهلوي بما رووه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر » في مقابلة حديث الطائر: « اللهم ائتني بأحب خلقك » لا ينكر أن هذا الحديث يرويه أهل السنة عن خمسة من الصحابة، بل لا يسكت عن ذلك، بل يعترف بروايتهم إياه عنهم وهم: حذيفة بن اليمان، وعبد الله بن مسعود،


وأبو الدرداء، وأنس بن مالك وعبد الله بن عمر ثم ينقل نصوص أحاديثهم عن أهم مصادرهم كالمصنف لابن أبي شيبة، والمسند لأحمد، وصحيح الترمذي، والمستدرك للحاكم. ثم يشرع في إبطال الحديث المذكور سنداً ومتناً بوجوه كثيرة جداً.

لكن القوم لم يلتزموا بهذه القاعدة فترى الدهلوي حيث يريد الجواب عن حديث الثقلين يقول: « رواية زيد بن أرقم عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله وعترتي ».

فتجاهل أن هذا الحديث مروي عن أكثر من عشرين صحابياً، منهم:

أمير المؤمنين على عليه‌السلام .

جابر بن عبد الله الانصاري.

زيد بن أرقم.

أبو سعيد الخدري.

حذيفة بن أسيد.

خزيمة بن ثابت.

زيد بن ثابت.

سهل بن سعد.

ضميرة الاسلمي.

عامر بن ليلى الغفاري.

عبد الرحمن بن عوف.

عبد الله بن عباس.

عبد الله بن عمر.

عدي بن حاتم.

عقبة بن عامر.

أبو ذر الغفاري.


أبو رافع الانصاري.

أبو شريح الخزاعي.

أبو قدامة الانصاري.

أبو هريرة.

أبو الهيثم بن التيهان.

أم سلمة أم المؤمنين.

أم هاني بنت أبي طالب.

وهذا العدد فوق التواتر بكثير.

ثم ان اللفظ الذي أورده الدهلوي مبتور، فالحديث في ( صحيح الترمذي ) و ( مسند أحمد ) وغيرهما من مصادر الحديث عند أهل السنة بعد « وعترتي » جملة: « أهل بيتي، وانهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض ».

الباب الثاني

أسلوبه في الاستدلال

وعلى ضوء ما تقدم نتمكن من معرفة أسلوب صاحب « عبقات الأنوار » في استدلالاته. فان كتابه هو « في اثبات امامة الأئمة الاطهار » من الكتاب والسّنّة. وقد وقع البحث في هذا الكتاب عن عدة من النصوص يعتقد الشيعة دلالتها على امامة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بلا فصل، وقد أشرنا سابقاً الى أن في النصوص الواردة في السنة النبوية غنى عن أي دليل آخر في هذا الباب.

إلا ان اثبات دلالة هذه النصوص على المذهب الحق يتوقف - كما أشرنا سابقاً - الى ثبوتها من حيث السند أولا، ودلالتها على المطلوب ثانياً.

وقد ذكرنا أن من قواعد البحث - بل عمدتها - هو الاحتجاج والاستدلال بما يسلم به الخصم ويعتمده ويراه حجة.

وهكذا كان بحث صاحب العبقات.


١ - البحث السندى

فقدم السيد البحث حول أسانيد النصوص على البحث حول الدلالة، إذ لا بد أولا من « تثبيت العرش » ثم « النقش » عليه. فلا يجوز الاحتجاج - في الأصول وفي المسائل الفرعية من الواجبات والمحرمات - بأحاديث لا أصل لها، أو مراسيل، أو ضعيفة سنداً... فكيف بمسألة « الامامة » التي هي أهم المسائل الإسلامية

الا أنه يشترط في باب الامامة أن يكون الخبر المحتج به - بالاضافة الى اعتباره - معلوم الصدور عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالتواتر أو بالقرائن والشواهد والمؤيدات المفيدة للعلم. أما الخبر الواحد المجرد عن كل قرينة مفيدة للعلم فلا يكفي للاستدلال على الامامة وان كان حجة.

وهذا الذي ذكرناه مما تسالم عليه الطرفان، وهو من أسسهم المعتمدة في البحث، فترى ابن تيمية يقول في رده لحديث: « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » يقول: « وخبر الواحد لا يفيد العلم الا بقرائن » ومن المعلوم عدم كفاية الظن في المسائل الاعتقادية، لا سيما الامامة. والسيد صاحب العبقات يرد على المعارضة بالحديث « قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وغفار موالي دون الناس كلهم ليس لهم موالي دون الله ورسوله » وبعض الأحاديث الأخرى بوجوه. منها: انه خبر واحد.

اذن لا بد من اثبات اعتبار الحديث وصدوره عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وهذا أول ما يهتم به السيد المؤلف. فيذكر أولا أسماء الصحابة ثم التابعين ثم الرواة والمخرجين للحديث في الطبقات المختلفة، منذ القرن الثاني حتى القرن الثالث عشر من حفاظ أهل السنة وكبار علمائهم ومشاهير أعلامهم

ثم يورد نصوص الاخبار والروايات عن أمهات المصادر، ابتداء بالصحاح فالمسانيد فالكتب الحديثية المعتبرة

وحينئذ يتبين عدد الرواة للحديث من الصحابة والتابعين والمحدثين


من كل طبقة، فان تحقق بذلك شرط التواتر فلا حاجة الى ذكر الشواهد ونصوص عبارات أعلام القوم الصريحة بتواتره، ومن هنا لم يذكر شيئاً منها في ( حديث الثقلين ) لا سيما وأنه مخرج في أحد الصحيحين.

وقد يتحقق شرط التواتر بأضعاف مضاعفة، ولكن أهمية البحث تستدعي التعرض لبعض ذلك، كما هو الحال في ( حديث الغدير ) فانه روي عن أكثر من مائة وعشرين رجل وامرأة من الصحابة، ولكن هذا الحديث أهم الأحاديث التي يستدل بها الشيعة على الامامة. ولذا تراه يذكر - بعد نصوص الحديث وإخراجه بأسانيد أهل السنة - طائفة من المؤلفين في هذا الحديث، وينقل عن الحافظ ابن كثير عن امام الحرمين الجويني: « انه كان يتعجب ويقول: شاهدت مجلدا ببغداد في يد صحاف، فيه روايات هذا الخبر، مكتوبا عليه المجلدة الثامنة والعشرون من طرق من كنت مولاه فعليّ مولاه، ويتلوه المجلد التاسع والعشرون ». ثم يورد نص جماعة من الحفاظ كالذهبي وابن الجزري والسيوطي وغيرهم على تواتر حديث الغدير.

وقد يتحقق شرط التواتر، ويذكر - مع ذلك - طائفة من شواهد الحديث. ( كحديث السفينة ) الذي رواه أئمة أهل السنة عن عدة من الصحابة، كسيدنا أمير المؤمنين، وسيدتنا فاطمة الزهراء، وابن عباس، وأبي ذر، وأبي سعيد الخدري و ( كحديث أنا مدنية العلم ) الذي رواه عشرات الاعلام من أهل السنة، عن عدة من الصحابة، كأمير المؤمنين، والامام الحسن، والامام الحسين، وعبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمر، وعمرو بن العاص، وحذيفة بن اليمان، وأنس بن مالك فقد ذكر عدة من شواهده، مثل:

« أنا دار الحكمة وعليّ بابها ».

« أنا مدينة الحكمة وعليّ بابها ».

« أنا دار العلم وعليّ بابها ».

« أنا ميزان العلم وعليّ كفتاه ».


« أنا مدينة الجنة وعلىّ بابها ».

« أنا مدينة الفقه وعلىّ بابها ».

« عليّ باب علمي ويبين لامتي ما أرسلت به من بعدي ».

« عليّ بن أبي طالب باب حطة ».

« لا يؤدي عني الا أنا أو عليّ ».

وغيرها من الأحاديث المعتبرة التي رواها مشاهير أئمة أهل السنة في كتبهم المعتبرة.

وقد يتحقق شرط التواتر كما هو الحال في ( حديث المنزلة ) الذي رواه اكثر من عشرين صحابي وصحابية عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأخرجه عنهم الأئمة والحفاظ من أهل السنة في كل القرون وجميع الطبقات. لكنه يضيف الى ذلك ثلاثة فصول:

الاول: في كثرة طرق حديث المنزلة.

فأورد فيه نصوص عبارات جماعة من مشاهير القوم في صحة هذا الحديث وكثرة طرقه، كالحافظ ابن عبد البر، والحافظ المزي، والحافظ ابن كثير، والحافظ ابن حجر العسقلاني، وغيرهم.

والثاني: في تواتر حديث المنزلة.

فأورد فيه عبارة ابن حجر المكي الصريحة في تحقق التواتر لحديث ورد من حديث ثمانية من الصحابة، وعبارة الحافظ ابن حزم الصريحة في تحققه لخبر أربعة من الصحابة فيكون ( حديث المنزلة ) الوارد عن أكثر من عشرين من الصحابة متواتراً بالاولوية القطعية. ثم نقل نصوص عبارات جماعة اعترفوا بتواتر هذا الحديث الشريف.

والثالث: في قطعية صدور أحاديث الصحيحين.

فأورد فيه نصوص كثيرة عن مشاهير الأئمة الصريحة في أن ما أخرج في الصحيحين مقطوع الصدور. وقد بحث عن ذلك من جهة أن ( حديث المنزلة ) مخرج في كلا الصحيحين.


توثيق الرواة:

ولما كان اعتبار الخبر وحجيته باعتبار رواته ووثاقتهم، كان أسلوب السيد:

١ - ذكر اسماء الرواة والمخرجين للحديث، مع سني وفياتهم قلوا أو كثروا.

٢ - ثم الشروع بإيراد نصوص روايتهم بأسانيدها من الاول الى الأخير، نقلا عن كتبهم ومؤلفاتهم رأسا، أو عن كتاب معتبر وقع الرجل في طريق روايته، أو نسب اليه فيه رواية الحديث.

٣ - ثم يأتي بنصوص علماء الجرح والتعديل وأصحاب التراجم والسير، مراعياً في ذلك طبقاتهم أيضاً، حيث ينقل عبارة الاسبق فالأسبق في توثيق الراوي والثناء عليه ومدح مصنفاته وربما يوثق الموثق أيضاً.

ولقد توفرت بحوثه رحمه‌الله في هذه الناحية على فوائد جمة ومباحث قيمة وتحقيقات ثمينة من تحقيق حال رجال مشاهير، وتحقيق حال كتب معروفة سنشير الى طرف من ذلك فيما سنذكره تحت عنوان: « بحوث وتحقيقات ».

٢ - البحث الدلالى

وعند ما ينتهي رحمه‌الله من بحث السند، يأخذ في بيان وجوه دلالة الحديث على امامة أمير المؤمنين عليه‌السلام

وقد التزم في هذه الجهة أيضاً بقواعد البحث والمناظرة التزاماً تاماً، ويمكن ترسيم الخطوط العامة لاسلوبه في البحث الدلالي على النحو التالي:

١ - الاحتجاج بأخبار أهل السنة لا بأخبار الشيعة

وهذه من قواعد البحث - بل أهمها -. فالسيد في جميع بحوثه ملتزم


بهذه القاعدة، اذ تراه يحتج بأخبار أهل السنة حتى في السيرة وحوادث التاريخ. وهذه ظاهرة غير خافية على من ألقى نظرة واحدة على هذا الكتاب من أوله الى آخره، فلا نطيل

٢ - الرجوع الى كتب أهل السنة في كل فن

وهو مع ذلك لا ينقل أخبار أهل السنة عن طريق كتب الشيعة، بل ينقلها عن كتب اهل السنة أنفسهم - الا ما شذ وندر -، فلا يقول مثلا: أخرج المرتضى عن أحمد في مسنده عن بل يرجع الى نفس مسند أحمد، أو ينقل خبره عن واحد أو اكثر من أهل السنة عنه

وليس كل كتاب في الاخبار والأحاديث ينقل عنه ويعتمد عليه، بل اكثر نقله واعتماده على أهم كتب أهل السنة وأشهرها في الحديث، أمثال(١) :

١ - الصحاح الستة وشروحها.

٢ - الموطأ وشروحه.

٣ - الجمع بين الصحيحين.

٤ - الجمع بين الصحاح الستة.

٥ - معاجم الطبراني.

٦ - المستدرك على الصحيحين.

٧ - المسانيد المعتبرة، وأشهرها مسند أحمد.

٨ - كتب السنن

٩ - المشكاة وشروحها.

١٠ - جامع الأصول.

١١ - الجامع الصغير وشروحه.

____________________

(١). لسنا بصدد إعطاء قائمة بمصادر المؤلف، فان لذلك مجالا آخر سنقوم به باذن الله تعالى.


١٢ - كنز العمال.

هذا بالنسبة الى الاخبار والأحاديث.

وأما بالنسبة الى العلوم الاخرى، فانه يرجع الى كتب أهل السنة في كل علم وفن، ففي التفسير مثلا الى:

١ - تفسير القرآن العظيم لابن كثير الدمشقي.

٢ - تفسير الجلالين.

٣ - مفاتيح الغيب - التفسير الكبير - للفخر الرازي.

٤ - غرائب القرآن لنظام الدين النيسابوري.

٥ - تفسير القرآن لمحمد بن جرير الطبري.

٦ - الكشاف لجار الله الزمخشري.

٧ - التفسير الوسيط لابي الحسن الواحدي.

٨ - تفسير القرآن لابن عربي الاندلسي.

٩ - البحر المحيط لابي حيان الاندلسي.

١٠ - أنوار التنزيل، تفسير القاضي البيضاوي.

١١ - السراج المنير للخطيب الشربيني.

١٢ - الدر المنثور لجلال الدين السيوطي.

١٣ - الدر اللقيط من البحر المحيط لتاج الدين القيسي.

١٤ - التفسير الحسيني - المواهب العلية. للحسين الكاشفي.

١٥ - روح المعاني، تفسير - لشهاب الدين الآلوسي.

١٦ - فتح البيان لصديق حسن خان القنوجي.

١٧ - الكشف والبيان لابي اسحاق الثعلبي.

١٨ - لباب التأويل لعلاء الدين الخازن.

١٩ - معالم التنزيل للبغوي.

٢٠ - تفسير شاهي لمحمد محبوب العالم.

٢١ - النهر الماد من البحر المحيط لاثير الدين ابي حيان.


هذا بالاضافة الى أبواب التفسير في كتب الحديث.

وفي السيرة وفضائل الأئمة عليهم‌السلام الى:

١ - السيرة النبوية المعروفة بسيرة ابن هشام.

٢ - انسان العيون لنور الدين الحلبي.

٣ - السيرة النبوية لا حمد زيني دحلان.

٤ - سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد للدمشقي.

٥ - الروض الأنف في شرح السيرة للسهيلى.

٦ - الشفا في تعريف حقوق المصطفى وشروحه.

٧ - المواهب اللدنية بالمنح المحمدية وشرحه للزرقاني.

٨ - الخصائص الكبرى لجلال الدين السيوطي.

٩ - فضائل أمير المؤمنين على لا حمد بن حنبل.

١٠ - الإتحاف بحب الاشراف لعبد الله الشبراويّ.

١١ - احياء الميت بفضائل اهل البيت للسيوطي.

١٢ - استجلاب ارتقاء الغرف لشمس الدين السخاوي.

١٣ - اسعاف الراغبين لمحمد الصبان المصري.

١٤ - جواهر العقدين لنور الدين السمهودي.

١٥ - خصائص على بن أبي طالب للنسائي.

١٦ - ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى لمحب الدين الطبري.

١٧ - الرياض النضرة لمحب الدين الطبري.

١٨ - كفاية الطالب في مناقب على أبي طالب للكنجى الشافعي.

١٩ - المناقب للفقيه ابن المغازلي.

٢٠ - المناقب لموفق بن احمد الخوارزمي.


وغيرها. بالاضافة الى أبواب السير والفضائل في كتب الحديث.

وفي الفقه الى:

١ - المبسوط لشمس الدين السرخسي.

٢ - بدائع الصنائع للكاشاني.

٣ - الهداية وشروحها.

٤ - نيل الأوطار للشوكاني.

٥ - احكام الاحكام في شرح عمدة الاحكام لعماد الدين الحلبي.

٦ - المحلى لابن حزم الاندلسي.

وفي أصول الفقه الى:

١ - المختصر لابن الحاجب وشروحه.

٢ - الاصول للسرخسي.

٣ - الأصول للبزودي وشروحه.

٤ - المنار وشروحه.

٥ - مسلم الثبوت وشروحه.

٦ - المحصول للفخر الرازي.

٧ - التلويح في شرح التنقيح للتفتازاني.

٨ - التحرير لابن همام وشروحه.

٩ - الاحكام في اصول الاحكام للآمدي.

١٠ - الاحكام في أصول الاحكام لابن حزم.

١١ - ارشاد الفحول للشوكاني.

١٢ - نهاية العقول للفخر الرازي.


و في معرفة الصحابة الى:

١ - الاستيعاب لابن عبد البر.

٢ - الاصابة لابن حجر.

٣ - أسد الغابة لابن الأثير.

٤ - تجريد أسماء الصحابة للذهبي.

وفي معرفة الاحاديث الموضوعة والمشتهرة والمتواترة من غيرها الى:

١ - الموضوعات لابن الجوزي.

٢ - اللاالي المصنوعة للسيوطي.

٣ - التعقبات على الموضوعات للسيوطي.

٤ - الموضوعات لمحمد طاهر الفتني.

٥ - الموضوعات لعلي القاري.

٦ - تذكرة الموضوعات لعبد الحق الهندي.

٧ - العلل المتناهية في الأحاديث الواهية لابن الجوزي.

٨ - تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة لابن عراق.

٩ - مختصر تنزيه الشريعة لرحمة الله الهندي.

١٠ - الفوائد المجموعة في الاحاديث الموضوعة للشوكاني.

١١ - الدرر المنتثرة في الاحاديث المشتهرة للسيوطي.

١٢ - المقاصد الحسنة في الاحاديث المشتهرة على الالسنة للسخاوي.

١٣ - الدرر المتناثرة في الأحاديث المتواترة للسيوطي. والى غيرها من الكتب.


و في معرفة الضعفاء والوضاعين والمدلسين الى:

١ - الضعفاء والمتروكين للبخاري.

٢ - الضعفاء والمتروكين للنسائي.

٣ - كشف الاحوال في الرجال لعبد الوهاب المدراسي.

٤ - الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث لسبط ابن العجمي.

٥ - التبيين لاسماء المدلسين لسبط ابن العجمي.

٦ - تمييز الطيب من الخبيث للشيباني.

٧ - المغني في الضعفاء للذهبي.

وفي معرفة رجال الحديث الى:

١ - تهذيب الكمال للمزي.

٢ - تذهيب التهذيب للذهبي.

٣ - تهذيب التهذيب لابن حجر.

٤ - تقريب التهذيب لابن حجر.

٥ - خلاصة تذهيب تهذيب الكمال للخزرجي.

٦ - الكمال في أسماء الرجال لعبد الغني المقدسي.

٧ - الجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني المقدسي.

٨ - الكاشف عن أسماء رجال الصحاح الستة للذهبي.

٩ - ميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي.

١٠ - لسان الميزان لابن حجر العسقلاني.

١١ - الثقات لابن حبان.

١٢ - أسماء رجال المشكاة للخطيب التبريزي وغيره.


و في الدراية وقواعد التجديث الى:

١ - علوم الحديث لا بن الصلاح.

٢ - التقييد والإيضاح للزين العراقي.

٣ - التقريب للنووي.

٤ - تدريب الراوي للسيوطي.

٥ - شرح ألفية الحديث للزين العراقي.

وفي الكلام الى:

١ - شرح المقاصد للتفتازاني.

٢ - شرح المواقف للجرجاني.

٣ - شرح التجريد للقوشچي.

وفي تراجم العلماء الى:

١ - اتحاف الورى بأخبار أم القرى لابن فهد المكي.

٢ - اخبار الأخيار لعبد الحق الدهلوي.

٣ - اخبار اصبهان لابي نعيم الحافظ.

٤ - الانساب للسمعاني.

٥ - التاج المكلل لصديق حسن القنوجي.

٦ - تاريخ بغداد للخطيب البغدادي.

٧ - التدوين بذكر علماء قزوين للرافعي.

٨ - تذكرة الحفاظ للذهبي.

٩ - تراجم الحفاظ للبدخشاني.

١٠ - تهذيب الاسماء واللغات للنووي.

١١ - خلاصة الاثر في اعيان القرن الحادي عشر للمحبي.

١٢ - الدرر الكامنة في اعيان المائة الثامنة لا بن حجر.


١٣ - دول الإسلام للذهبي.

١٤ - الضوء اللامع لاهل القرن التاسع للسخاوي.

١٥ - سبحة المرجان في علماء هندوستان للبلكرامي.

١٦ - سير أعلام النبلاء للذهبي.

١٧ - طبقات الحفاظ للسيوطي.

١٨ - طبقات الشافعية للسبكي والاسنوي وابن قاضي شهبة الاسدي.

١٩ - طبقات الصوفية للسلمي.

٢٠ - طبقات القراء لابن الجزري.

٢١ - طبقات المفسرين للداودي.

٢٢ - الطبقات لمحمد بن سعد.

٢٣ - العبر في خبر من غبر للذهبي.

٢٤ - العقد الثمين في تاريخ البلد الامين للفاسي.

٢٥ - فوات الوفيات لابن شاكر.

٢٦ - كتائب اعلام الاخيار للكفوي.

٢٧ - لواقح الانوار في طبقات الاخيار للشعراني.

٢٨ - الجواهر المضية في طبقات الحنفية للقرشي.

٢٩ - مرآة الجنان لليافعي.

٣٠ - معجم الادباء لياقوت الحموي.

٣١ - اتحاف النبلاء المتقين لصديق حسن خان.

٣٢ - البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع للشوكاني.

٣٣ - بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة للسيوطي.

٣٤ - وفيات الاعيان لابن خلكان.

٣٥ - الوافي بالوفيات للصفدي.

٣٦ - النور السافر في اعيان القرن العاشر للعيدروسي.


٣٧ - سلك الدرر في اعيان القرن الحادي عشر لمحمد خليل المرادي.

وفي التاريخ الى:

١ - تاريخ الطبري.

٢ - تاريخ ابن الأثير.

٣ - تاريخ ابن خلدون.

٤ - تاريخ اليعقوبي.

٥ - مروج الذهب للمسعودي.

٦ - تاريخ المظفري لابن أبي الدم.

٧ - تاريخ الخلفاء للسيوطي.

٨ - تاريخ الخميس للدياربكري.

٩ - تاريخ أبي الفداء - المختصر في اخبار البشر.

١٠ - روضة المناظر لابن الشحنة.

١١ - النجوم الزاهرة لابن تغري بردي.

١٢ - حسن المحاضرة في اخبار مصر والقاهرة للسيوطي.

١٣ - مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي.

١٤ - عقد الجمان في تاريخ اهل الزمان للعينى.

١٥ - فتوح البلدان للبلاذري.

وفي غريب الحديث وعلوم العربية الى:

١ - النهاية لابن الأثير.

٢ - الفائق للزمخشري.

٣ - مجمع البحار للفتني.

٤ - المفردات في غريب القرآن للراغب.


٥ - الصحاح للجوهري.

٦ - المخصص لابن سيدة.

٧ - القاموس المحيط للفيروزآبادي.

٨ - تاج العروس للزبيدي.

٩ - لسان العرب لابن منظور.

١٠ - النثير في مختصر نهاية ابن الاثير للسيوطي.

١١ - أساس البلاغة للزمخشري.

١٢ - منتهى الارب للصفي پوري.

١٣ - تهذيب اللغة للازهري.

١٤ - المزهر في علوم اللغة للسيوطي.

١٥ - المغني في علم النحو لا بن هشام.

١٦ - الاشباه والنظائر في اللغة للسيوطي.

١٧ - التصريح في شرح التوضيح لخالد الأزهري.

١٨ - مفتاح العلوم للسكاكي.

١٩ - المطول في علم البلاغة للتفتازاني.

٢٠ - الكافية لابن الحاجب وشروحها.

وفي معرفة البلدان الى:

١ - معجم البلدان لياقوت الحموي.

٢ - مراصد الاطلاع للبغدادي.

... وهكذا في كتب الاخلاق، والتصوف، والسلوك، وحتى في كتب المحاضرات والطرائف والقصص والادب كل ذلك يرجع فيه الى كتب أهل السنة

هذا، وفي كثير من الاحايين يؤكد على اعتبار الكتاب الذي ينقل عنه أو يستشهد بما جاء فيه، وأسلوبه في ذلك هو:


١ - ذكر كلام كاشف الظنون. وبذلك يثبت اسم الكتاب واسم مؤلفه وصحة نسبة الكتاب الى مؤلفه.

٢ - ذكر رواية العلماء للكتاب في كتب الاجازات والاسانيد.

٣ - ذكر من نقل عن الكتاب واعتمد عليه.

٤ - ذكر من جعل الكتاب من مصادر كتابه ونص على ذلك في خطبة مؤلفه.

٥ - خطبة الكتاب المشتملة على التزام مؤلفه بالنقل عن الكتب المعتبرة وإيراد الاخبار المعتمدة.

ولا يخفى ما لهذا الاسلوب من الاثر في بلوغ المرام وكفاية الخصام.

« تنبيه »

قد ذكرنا ان احتجاج الشيعة بأخبار أهل السنة ورجوعهم الى كتب أولئك هو من قواعد البحث وقوانين المناظرة لكن بعض متعصبي أهل السنة جهلوا أو تجاهلوا، فقالوا بأن ذلك دليل على أن الشيعة ليس لهم كتاب ولا رواية ولا علماء، فهم في كل ما يدعونه عيال على أهل السنة قال ابن روزبهان في الرد على العلامة الحلّي:

« العجب من هذا الرجل، لا ينقل حديثاً الا من جماعة أهل السنة، لان الشيعة ليس لهم كتاب ولا رواية ولا علماء مجتهدون مستخرجون للاخبار، فهو في اثبات ما يدعيه عيال على أهل السنة ».

والسيد رحمه‌الله غير غافل عن هذا التوهم أو التجاهل، فأورد في بحثه حول بعض الاحاديث ( كحديث النور ) ألفاظاً منه بطريق الشيعة الامامية عن أئمتهم الاطهار عن النبي المختار صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رداً على كلام ابن روزبهان ومن لف لفه

٣ - الاستناد الى فهم الاصحاب

ومن أساليبه في الاستدلال على ما يذهب اليه هو الرجوع الى فهم


الاصحاب فان فهم الصحابة - لا سيما من خالف منهم علياً عليه‌السلام - يكون حجة ومرجعاً لدى الخصومة والنزاع في معنى الحديث النبوي، وذلك:

١ - لانهم عدول عند المشهور بين أهل السنة.

٢ - لانهم عاصروا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحضروا الوقائع وشهدوا صدور الحديث المتنازع فيه وسمعوه ووعوه.

٣ - ولانهم أهل اللسان.

فمن الحري بنا أن نرجع الى فهمهم، وهذا ما صنعه السيد في مواضع من بحوثه، نذكر هنا بعضها من باب التمثيل:

أ - في معنى « من كنت مولاه فعليّ مولاه »

لقد فهم الاصحاب مما قاله النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في يوم غدير خم نفس المعنى الذي تقول به الشيعة:

١ - ناشد أمير المؤمنين عليه‌السلام الناس عن ( حديث الغدير ) وطلب ممن حضر ذلك اليوم وسمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يقوم فيشهد.

أترى انه عليه‌السلام كان يفهم من الحديث غير الامامة؟

٢ - ولو كان المراد من ( حديث الغدير ) غير « الامامة » من معاني « الولاية » فلماذا كتم جماعة من الاصحاب الشهادة بذلك؟ ولماذا دعا عليه‌السلام على من كتم؟

٣ - ولماذا « سأل سائل بعذاب واقع، للكافرين ليس له دافع » أليس قد فهم « الامامة » من الخطبة؟ ألم يقل للنبي: « ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعليّ مولاه »

٤ - وقال حسان بن ثابت الانصاري في شعره في يوم الغدير:

« رضيتك من بعدي اماماً وهادياً ».


٥ - واستنكر أبو الطفيل ( حديث الغدير ). قال: « فخرجت وفي نفسي شيء ».

٦ - وقال أبو أيوب الانصاري وجماعة من الاصحاب دخلوا على أمير المؤمنين عليه‌السلام : السلام عليك يا مولانا. فقال عليه‌السلام : وكيف أكون مولاكم وأنتم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم: « من كنت مولاه فعليّ مولاه ».

٧ - وهنأ ابو بكر وعمر وسائر الصحابة وأزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علياً يوم الغدير قائلين: « ليهنئك يا عليّ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة »

٨ - وقال عمر - في جواب من قال له: تصنع بعلي شيئاً لا تصنعه بأحد من اصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - قال: « انه مولاي ».

٩ - وقال لمن استنكف من قضاء علي:

« ويحك ما تدري من هذا؟ هذا مولاي ».

١٠ - وقال ابن حجر المكي في ( الصواعق ) في وجوه الجواب عن حديث الغدير: « ثالثها: سلمنا انه أولى، لكن لا نسلم أن المراد انه الاولى بالامامة، بل بالاتباع والقرب منه، فهو كقوله تعالى: ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ. ) ولا قاطع بل ولا ظاهر على نفي هذا الاحتمال. بل هو الواقع، اذ هو الذي فهمه ابو بكر وعمر، وناهيك بهما في الحديث، فانهما لما سمعاه قالا له: أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة. أخرجه الدارقطني. وأخرج أيضاً انه قيل لعمر: انك تصنع بعلي شيئاً لا تصنعه بأحد من أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فقال: انه مولاي».

ب - في معنى حديث الطائر

قال الدهلوي: ان المراد من « الاحب » في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « اللهم ائتني بأحب خلقك اليك والى رسولك يأكل معي من هذا الطائر »


هو « الأحب في الاكل ».

وقد أجاب السيد رحمه‌الله عن هذه الدعوى بـ (٧٠) وجهاً، ومنها الرجوع الى فهم الاصحاب، فانهم قد فهموا من هذا اللفظ ما تقوله الشيعة وتفهمه فمن ألفاظ الحديث عن مالك بن أنس قال:

« أهدي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حجل مشوي، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهم ائتني بأحب خلقك اليك يأكل معي من هذا الطعام. فقالت عائشة: اللهم اجعله أبي. وقالت حفصة: اللهم اجعله أبي. قال أنس: فقلت أنا: اللهم اجعله سعد بن عبادة. قال أنس: سمعت حركة الباب فسلم فإذا عليّ. فقلت: ان رسول الله على حاجة. فانصرف. ثم سمعت حركة الباب فسلم عليّ وسمع رسول الله فقال: أنظر من هذا. فخرجت فاذا عليّ فجئت الى رسول الله فأخبرته فقال: ائذن له فأذنت له فدخل - فقال رسول الله: الي الي ».

فليت شعري هل كان هذا الشوق من عائشة وحفصة وانس لان يكون « الأحب في الاكل » غير عليّ؟ وما ضرهم لو كان عليّ « الأحب في الاكل »؟ وهل يرتكب انس بن مالك كبيرة الكذب لأمر صغير كهذا؟

ثم ان هذه القضية لتذكر الإنسان بقضية أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ايام مرضه بأن يدعو له الحاضرون علياً عليه‌السلام لأجل الوصية اليه، ولان يأمره بالصلاة في مقامه ففي الحديث عن الأرقم بن شرحبيل قال: « سألت ابن عباس: أوصى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال: لا. قلت: فكيف كان ذلك؟ قال:

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ابعثوا الى علي فادعوه. فقالت عائشة:

لو بعثت الى أبي بكر. وقالت حفصة: لو بعثت الى عمر، فاجتمعوا عنده جميعاً. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انصرفوا فان تك لي حاجة أبعث إليكم. فانصرفوا »

وفيه: عن عائشة قالت « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - وهو في بيتها


لما حضره الموت - ادعوا لي حبيبي. فدعوت له أبا بكر، فنظر اليه ثم وضع رأسه، ثم قال: ادعوا لي حبيبي. فدعوت له عمر، فنظر اليه ثم وضع رأسه، ثم قال: ادعوا لي حبيبي. فقلت: ويلكم أدعوا له علياً فو الله ما يريد غيره. فلما رآه أفرج الثوب الذي كان عليه ثم أدخله معه. فلم يزل محتضنه حتى قبض ويده عليه »(١) .

ج - في معنى ثلاثة أحاديث

و رووا عن سعد بن أبي وقاص قال: قدم معاوية في بعض حجاته فدخل على سعد، فذكروا علياً، فنال منه، فغضب سعد وقال: تقول هذا لرجل سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول له ثلاث خصال لئن تكون له واحدة منهن أحب الي من الدنيا وما فيها.

سمعته يقول: من كنت مولاه فعليّ مولاه.

و سمعته يقول: لأعطينّ الراية رجلا يحب الله ورسوله.

وسمعته يقول: أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبيّ بعدي ».

فما الذي فهم من « الولاية » و « الحب » و « المنزلة » وتمنى حصوله له مرجحاً إياه على الدنيا وما فيها؟!

____________________

(١). بحث الحافظ ابن الجوزي مسألة صلاة أبى بكر في مرض النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في رسالة له اسمها ( آفة أصحاب الحديث ). فأثبت فيها خروج النبي عند ذاك الى المسجد وإقامته تلك الصلاة بنفسه الشريفة، وقد نشرنا هذه الرسالة لاول مرة سنة ١٣٩٨. مكتبة نينوى الحديثة - طهران - مع مقدمة أثبتنا فيها كون خروج أبى بكر بأمر من عائشة لا من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وذكرنا فيها مطالب جليلة، وأضفنا الى تلك الرسالة فوائد علمية وتعاليق هامة لا تخفى قيمتها على الباحثين. ثمّ بحثنا ذلك في رسالة مفردة نشرت والحمد لله.


د – في معنى حديث المنزلة

وفهم معاوية من حديث: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبيّ بعدي » أعلمية الامام عليه‌السلام ، فقد قال ابن حجر المكي وغيره واللفظ له: « أخرج أحمد أن رجلا سأل معاوية عن مسألة، فقال: اسأل عنها علياً فهو أعلم. فقال: يا أمير المؤمنين جوابك فيها أحب الي من جواب علي. فقال: بئسما قلت، لقد كرهت رجلا كان رسول الله يغزره بالعلم غزراً. ولقد قال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبيّ بعدي. وكان عمر إذا أشكل عليه شيء أخذ منه.

وقد أخرجه آخرون بنحوه، لكن زاد بعضهم: قم لا أقام الله رجليك، ومحا اسمه من الديوان. ولقد كان عمر يسأله ويأخذ عنه، ولقد شهدته إذا أشكل عليه شيء قال: هاهنا عليّ؟ »

ه - في معنى حديث التشبيه

وفهم أبو بكر من حديث التشبيه ما يفهمه الامامية، ففي الحديث عن حارث الأعور قال: بلغنا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان في جمع من أصحابه فقال: أريكم آدم في علمه ونوحاً في فهمه وابراهيم في حكمته.

فلم يكن بأسرع من أن طلع عليّ.

فقال أبو بكر: يا رسول الله أقست رجلا بثلاثة من الرسل؟! بخ بخ لهذا الرجل، من هو يا رسول الله؟

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ألا تعرفه يا أبا بكر.

قال: الله ورسوله أعلم.

قال: أبو الحسن عليّ بن أبي طالب.

قال أبو بكر: بخ بخ لك يا أبا الحسن ؛ وأين مثلك يا أبا الحسن؟!


٤ - الاستدلال بالقواعد المقررة

ثم ان في كل علم من العلوم قواعد مقررة مقبولة عند علماء ذاك العلم، وكل استدلال يجب ان لا يتنافى مع قاعدة من تلك القواعد، بل لا بد من أن ينطبق عليها، والا فلا يتم الاستدلال ولا ينتج المطلوب.

وأنت لا تجد في استدلال من استدلالات صاحب العبقات مخالفة لشيء من القواعد المسلمة في علم من العلوم، بل الأمر بالعكس، فإنك ترى - في كل مقام اقتضى البحث - الاستدلال المتين بالقواعد العلمية المتفق عليها بين العلماء، وهو حيث يستدل بقاعدة يستشهد لاعتبارها بموارد من استدلال كبار علماء القوم بها في كتبهم المختلفة، ونحن نشير هنا الى بعض تلك القواعد:

أ - قاعدة « تقدم المثبت على النافي »

وهذه قاعدة عامة استند إليها السيد في الجواب عن مناقشة الفخر الرازي لحديث الغدير، فكان مما ذكر الرازي أن البخاري ومسلماً لم يخرجوا حديث الغدير، فأجاب عن كل جملة جملة من كلامه في فصل خاص يتوفر على مطالب جليلة ومباحث مهمة ووجوه كثيرة

وكان من تلك الوجوه: تقديم قول الرواة المثبتين لحديث الغدير على قول النافين له - فضلا عن الساكتين عن روايته - استناداً الى قاعدة « تقدم المثبت على النافي »، وهي قاعدة استند إليها المحدثون والفقهاء والاصوليون والأدباء

ففي ( السيرة الحلبية ) في البحث عن أنه هل صلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الكعبة يوم فتح مكة أولا: « فبلال رضي‌الله‌عنه مثبت للصلاة في الكعبة وأسامة رضي‌الله‌عنه ناف، والمثبت مقدم على النافي ».

وفي ( زاد المعاد في هدي خير العباد ) - في كيفية جلوس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الصلاة، وانه هل كان يحرك إصبعه عند ما يشير بإصبعه إذا دعا


فيها أولا ذكر حديثين أحدهما لأبي داود عن عبد الله بن الزبير وفيه: « لا يحركها » والآخر لأبي حاتم عن وائل بن حجر وفيه: « ويحركها ». فأجاب عن الاول بوجوه، منها قوله: « وأيضاً فليس في حديث أبي داود ان هذا كان في الصلاة، فلو كان في الصلاة لكان نافياً، وحديث وائل مثبتاً، وهو مقدم ».

وفي ( الفتح الوهبي ) في تحقيق أنه هل في لفظ « المشورة » لغة واحدة أو لغتان؟ فنقل عن بعض اللغويين أنها لغة واحدة لا غير، وعن بعض لغتان. وقال مرجحاً للقول الثاني: « والمثبت مقدم على النافي، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ ».

ب - قاعدة « عدم حمل الاستثناء على المنفصل ما أمكن المتصل »

وهذه قاعدة أصولية نص عليها كبار الأصوليين، استند إليها السيد في الاستدلال بحديث « أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي » في جواب دعوى الدهلوي الضرورة على كون الاستثناء في هذا الحديث منقطعاً. فأثبت أنه لا وجه للحمل على الانفصال وحمله على الاتصال ممكن، والأصل هو الحمل على الاتصال مهما أمكن، لان الاستثناء المتصل حقيقة، والمنقطع مجاز، ومهما أمكن حمل الاستثناء على الحقيقة وجب حمله عليها، إذ الأصل في الكلام هو الحقيقة.

وقد أورد هناك نصوص عدة من الأصوليين على هذه القاعدة عن المتون الاصولية الشهيرة وشروحها، كالمختصر لابن الحاجب، والمنهاج للبيضاوي، والتلويح للتفتازاني، وكشف الأسرار في شرح اصول البزودي لعبد العزيز البخاري. وغيرها.

ج - قاعدة « الحمل على المعنى »

وهي قاعدة أدبية، استند إليها السيد في حديث المنزلة قائلا بأن « الا


أنه لا نبي بعدي » محمول على « الا النبوة » عملا بقاعدة « الحمل على المعنى ». ثم ذكر رحمه‌الله نظائر لهذا الحمل عملا بتلك القاعدة عن كتاب ( الأشباه والنظائر ) للسيوطي.

د - قاعدة « الحديث يفسر بعضه بعضاً »

وهي قاعدة حديثية. استند إليها في بعض بحوثه وهو بصدد الاستدلال بحديث أو الرد على كلام. فمن الاول: استدلاله على دلالة « المولى » في ( حديث الغدير ) على معنى « الاولوية بالتصرف » بالألفاظ المختلفة الأخرى الأوضح دلالة على المعنى المذكور، فتكون تلك الألفاظ مفسرة للفظ « المولى » في لفظ « من كنت مولاه فهذا مولاه ».

ومن الثاني: استدلاله بشواهد ومؤيدات ( حديث أنا مدينة العلم ) - والتي ذكرنا نصوص طائفة منها - على إبطال تأويل يوسف الواسطي لفظ « عليّ » في الحديث بأن المراد منه هو « العلو والارتفاع ».

وقد استند الى هذه القاعدة كبار علماء الحديث كالحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري - في شرح الأحاديث وبيان معانيها.

ه - قاعدة « لزوم حمل اللفظ المشترك عند فقد المخصص على جميع معانيه »

استند الى هذه القاعدة في دلالة حديث: « ان عليّاً مني وأنا من عليّ وهو ولي كل مؤمن من بعدي » . فان لفظ « ولي » يحمل هنا على جميع معانيه ومنها « الاولى بالتصرف » بعد التنزل عن تبادر هذا المعنى منها بالخصوص في هذا الحديث الشريف.


الباب الثالث

أسلوبه في الرد

وتتجلى عظمة المؤلف، ودقته في النظر، واحاطته بالعلوم، وتتبعه للأقوال، وأمانته في النقل، والتزامه العملي بقواعد البحث في أساليبه في الرد على الإشكالات أو النقد للاستدلالات

لقد قطع رحمه‌الله بأقوى الحجج وأمتن البراهين كافة الطرق والذرائع، ودفع جميع الشكوك والشبهات، حتى لم يبق للخصوم أي طعن في المذهب، أو قدح في دليل، أو تضعيف لحديث الا ودفعه بالتي هي أحسن، ورد عليه الرد الجميل: « بتحقيقات أنيقة، وتدقيقات رشيقة، واحتجاجات برهانية، وإلزامات نبوية، واستدلالات علوية، ونقوض رضوية » مستنداً في ذلك كله الى كتب أهل السنة، ومستدلا بأقوال أساطين علمائهم في مختلف العلوم والفنون.

لقد تناول كل كلمة جاءت في « التحفة » رادا عليها أو منتقداً لها.

وكثيراً ما يرد كلمات صاحب « التحفة » بما ذكره هو في نفس الكتاب أو غيره من كتبه، وطالما يفندها بكلمات والده وغيره من شيوخه وأساتذته. « حتى عاد الباب من التحفة الاثني عشرية خطابات شعرية، وعبارات هندية، تضحك منها البرية ».

وقد يناقش كلمات شيخه ووالده « ولي الله الدهلوي » وكلمات تلامذته ولا سيما محمد رشيد الدين خان الدهلوي، وحيدر علي الفيض آبادي.

بل لقد تناول بالرد والبحث كل ما ذكره أولئك المتعصبون المنكرون للحقائق طعناً في مذهب أهل البيت، أمثال أبناء تيمية والجوزي وحجر وكثير

فتراه في حديث: « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » الذي بحث فيه في مجلدين كبيرين - يخصص المجلد الاول منهما بإثبات الحديث سنداً ثم بيان وجوه دلالته على امامة أمير المؤمنين عليه‌السلام بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم


بلا فصل كل ذلك رداً على المولوي عبد العزيز صاحب « التحفة » وبه يتم البحث اثباتاً ورداً، ثم يخصص المجلد الثاني للبحث مع الذين ناقشوا في الاستدلال بهذا الحديث على الامامة بالطعن في سنده أو دلالته من علماء أهل السنة من المتقدمين والمتأخرين من الهنود وغيرهم كما سيأتي.

وبذلك أصبح هذا الكتاب موسوعة عقائدية علمية تاريخية ومن أهم وأوسع الكتب المؤلفة في مجال الصراع العقيدي وإليك بعض الجوانب المهمة من خصائص الكتاب في أسلوبه في النقاش العلمي:

(١) - نقل كلام الخصم كاملا

قد ذكرنا أن من عادة علماء الشيعة في الرد هو نقل كلام الخصم بصورة كاملة، وبلفظه الوارد في كتابه، فلا ينقصون منه شيئاً ولا ينقلونه بالمعنى وهكذا كان دأب السيد صاحب العبقات فانه يورد كلام الدهلوي وغيره ثم يرد عليه جملة جملة تحت عنوان « قوله - أقول »

(٢) - الاستيعاب الشامل

واستوعب هذا الكتاب جميع جوانب البحث حول كل موضوع من مواضيعه فهو حينما يأخذ بالرد على استدلال الخصم بحديث من الأحاديث، أو بكلام له في الطعن على استدلال الامامية لا يغفل عن جانب من جوانب البحث فيه، ولا يكتفي بالرد عليه من ناحية أو ناحيتين، بل يعالجه علاجاً جذرياً، ويهدم ما تفوه به من الأساس هدماً كليا

فتراه حينما يرد على قدح ابن الجوزي في حديث الثقلين بايراده في كتابه « العلل المتناهية في الأحاديث الواهية » قائلا: « حديث في الوصية لعترته: أنبأنا عبد الوهاب الانماطي قال: أخبرنا محمد بن المظفر قال: نا أحمد ابن محمد العتيقي قال: حدثنا يوسف بن الدخيل قال: حدثنا أبو جعفر


العقيلي قال: نا أحمد بن يحيى الحلواني قال: نا عبد الله بن داهر قال: نا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد قال:

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي وانهما لن يفترقا جميعاً حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

قال المصنف: هذا حديث لا يصح. أما عطية فقد ضعفه أحمد ويحيى وغيرهما. واما ابن عبد القدوس فقال يحيى: ليس بشيء رافضي خبيث. وأما عبد الله بن داهر فقال أحمد ويحيى: ليس بشيء ما يكتب منه انسان فيه خير ».

يرد عليه بمائة وست وخمسين وجهاً توفرت هذه الوجود على الرد لهذا الكلام من جهات:

١ - النقض برواية أصحاب الصحاح والمسانيد وغيرهم إياه وتصحيح آخرين له

٢ - البحث حول « عطية » و « ابن عبد القدوس » و « عبد الله بن داهر ».

٣ - استنكار جماعة من علماء أهل السنة كلام ابن الجوزي، وإيراده الحديث في « العلل المتناهية ». فأورد كلام سبط ابن الجوزي في الرد على جده قائلا: « والعجب كيف خفي على جدي ما روى مسلم » وكلام الحافظ السخاوي حيث يقول: « وتعجبت من إيراد ابن الجوزي له في العلل المتناهية، بل أعجب من ذلك قوله انه حديث لا يصح » والحافظ السمهودي القائل: « ومن العجيب ذكر ابن الجوزي له في العلل المتناهية، فإياك أن تغتر به » وابن حجر المكي: « وذكر ابن الجوزي لذلك في العلل المتناهية وهم أو غفلة » والمناوي: « ووهم من زعم ضعفه كابن الجوزي ».

فهل ترى لابن الجوزي من باقية؟

وتراه حينما يرد على معارضة الخصم حديث: « أنا مدينة العلم وعليّ


بابها » بما وضعوهعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ما صب الله شيئاً في صدري الا وصببته في صدر أبي بكر » يرد عليه باثني عشر وجهاً توفرت هذه الوجوه على الرد عليه من جهات، أهمها:

١ - مصادمته للواقع.

٢ - تصريح العلماء ببطلانه ووضعه، كابن الجوزي، والطيبي، وابن قيم الجوزية، ومجد الدين الفيروزآبادي، ومحمد بن طاهر الفتني، والشيخ علي القاري، والشيخ عبد الحق الدهلوي، والشوكاني

قال القاري نقلا عن ابن القيم: « ومما وضعه جهلة المنتسبين الى السنية في فضل الصديق حديث: ان الله يتجلى للناس عامة يوم القيامة ولابي بكر خاصة. و حديث: ما صب الله في صدري شيئاً الا وصببته في صدر أبي بكر ، و حديث: كان إذا اشتاق الى الجنة قبل شيبة أبي بكر ».

(٣) - التتبع الهائل

وتتّبع السيد رحمه‌الله جميع الأقوال الواردة في كل موضوع بحثه، فلم يترك قولا لم يتعرض له، بل يذكر ما يمكن أن يقال أيضاً

فهو عند ما ينتهي من الرد على خصمه الدهلوي يشرع في البحث مع الآخرين، وربّما يقدم الرد على كلام غيره - لاقتضاء البحث ذلك - ثم يدخل في مناقشة كلمات « التحفة ».

فمن الثاني ما صنعه في حديث: « مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح » الذي رد الدهلوي على الاستدلال به على امامة أمير المؤمنين عليه‌السلام من جهة الدلالة، ولم يتعرض الى جهة السند فذكر السيد رحمه‌الله أسماء طائفة من المخرجين لهذا الحديث الشريف وهم ٩٢ رجلا، ابتداء بالشافعي فأحمد فمسلم بن الحجاج وانتهاء بالمعاصرين له ثم نصوص رواياتهم لما ذكرنا سابقاً من أن البحث عن السند مقدم على البحث الدلالي. وقد دعاه الى ذلك طعن ابن تيمية في هذا الحديث بقوله: « أما


قوله: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح. فهذا لا يعرف له اسناد أصلا، صحيح ولا ضعيف، ولا هو في شيء من كتب الحديث التي يعتمد عليها، وان كان قد رواه من يروي أمثاله من حطاب الليل الذين يروون الموضوعات، فهذا مما يزيده وهناً وضعفاً ».

وقد ذكرنا في مقدمة قسم حديث السفينة:

« فإذا لم يكن ( فضائل على لأحمد بن حنبل ) و ( المستدرك للحاكم ) و ( تهذيب الآثار لابن جرير الطبري ) و ( مسند أبي يعلى ) و ( مسند البزار ) و ( المعجم الصغير للطبراني ) و ( مشكاة المصابيح ) و ( المطالب العالية لابن حجر ) وأمثالها « من كتب الحديث التي يعتمد عليها » فأي كتاب عندهم يعتمدون عليه؟

وإذا كان ( الأعمش ) و ( أبو إسحاق السبيعي ) و ( مسلم ) و ( الشافعي ) و ( الطبراني ) و ( الدارقطني ) و ( أبو داود ) و ( أحمد ) و ( البزار ) و ( الطبري ) و ( الحاكم ) و ( أبو نعيم ) و ( الخطيب ) و ( ابن حجر ) وأمثالهم « من حطاب الليل الذين يروون الموضوعات » فمن هو المحدث الذي يعتمدون عليه؟! »

ومنه ما صنعه في حديث: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » هذا الحديث المتواتر قطعاً، والمخرج في الصحيحين، والذي نص أكابر الأئمة على أنه من أصح الأحاديث وأثبتها فانه تعرض لجهة السند فيه في فصول عديدة ليرد على الآمدي ومن تبعه من المتعصبين القائلين بأنه غير صحيح

ومن الواضح أنه لو لم يتعرض الى هذه الناحية بالنسبة الى هذين الحديثين لم يعترض عليه، لعدم تعرض الدهلوي المردود عليه لها لكن « عبقات الأنوار » الذي ألف « في اثبات امامة الأئمة الاطهار » لا بد وأن يتعرض للرد على هذه الكلمة الكبيرة التي خرجت من أفواه هؤلاء وليثبت للملإ العلمي مدى تعصب القوم، وتجريهم على


الافتراء والكذب

ومن الاول: ما صنعه في حديث: « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » حيث أثبت الحديث سنداً، وذكر وجوه دلالته على الامامة، ورد على مناقشات خصمه الدهلوي ثم عاد ليرد في مجلد ضخم آخر كلمات كل من ناقش في الاستدلال بهذا الحديث، بالطعن في سنده أو دلالته وهم: العاصمي، والطيبي، وابن تيمية، ويوسف الأعور الواسطي، والسخاوي، والسمهودي، وابن روزبهان، وابن حجر المكي، والقاري، والبنباني، والشيخاني القادري، وعبد الحق الدهلوي، وولي الله الدهلوي، والاورنك آبادي، والقاضي پاني پتي.

وقد توفر هذا المجلد على بحوث جليلة ومطالب قيمة، لا تجدها في أي كتاب آخر، كما أنك لو اطلعت عليه لعرفت مدى جهالة هؤلاء القوم، وشدة تعصبهم للباطل.

(٤) - الكشف عن الجذور

ومن أساليبه في هذا الباب: أنه رحمه‌الله حيث يورد كلام الخصم يرجع الى أصله، ويكشف عن جذوره لما في ذلك من الفوائد العلمية، والآثار المهمة في كشف الحق. ومن ذلك:

أ - انتحال الدهلوي لبحوث الآخرين

فأول شيء يقصد السيد إبانته هو أن لا جديد عند الدهلوي، بل ان جميع ما جاء به مذكور في كتب السابقين عليه، بل حقق السيد رحمه‌الله وأثبت ان كتاب « التحفة الاثنا عشرية » منحول من كتاب « الصواقع لنصر الله الكابلي » مع زيادات من أقاويل والده وحسام الدين السهار نبورى صاحب « المرافض »، وأن كتاب « بستان المحدثين لعبد العزيز الدهلوي » منحول من كتاب « كفاية المتطلع لتاج الدين الدهان » وهذه فائدة جليلة


ب - نسب لا أصل لها

ويظهر من الرجوع الى الجذور والكشف عنها ما في كلمات القوم في المناقشة مع الامامية من النسب التي لا أصل لها ولا واقعية، فكثيراً ما ينبه في مطاوي البحوث على ما وقع منهم من هذا القبيل، وإليك نماذج من ذلك:

١ - قال جماعة في الجواب عن حديث الطائر: « أورده ابن الجوزي في الموضوعات ». وهذه النسبة كاذبة

٢ - ونسب الى الحافظ يحيى بن معين انه قال في حديث أنا مدينة العلم: « لا أصل له » وهذه النسبة باطلة جداً

٣ - ونسب الى الترمذي انه قال في حديث « أنا مدينة العلم » منكر غريب. وهذه النسبة لا اصل لها.

٤ - ونسبوا القدح في حديث أنا مدينة العلم الى شمس الدين ابن الجزري. وهي نسبة مكذوبة.

٥ - وعزا ابن تيمية حديثاً استدل به الى الصحيحين قائلا:

« ألا ترى الى ما ثبت في الصحيحين من قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حديث الأسارى لما استشار أبا بكر، فأشار بالفداء، واستشار عمر فأشار بالقتل. قال: سأخبركم عن صاحبيكم، مثلك يا ابا بكر مثل ابراهيم إذ قال: ( فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ومثل عيسى إذ قال: ( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ومثلك يا عمر مثل نوح إذ قال: ( رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً ) ومثل موسى إذ قال: ( رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ ) ».

لكن لا وجود لهذا الحديث في الصحيحين.

٦ - وأنكر بعضهم رواية البيهقي لحديث الأشباه: « من أراد ان ينظر الى آدم في علمه والى فلينظر الى عليّ بن أبي طالب » رداً على العلامة الحلي الذي استدل برواية البيهقي إياه. فأجاب السيد عن هذا الإنكار


بالتفصيل

٧ - وادعى الفخر الرازي عدم رواية ابن سحاق حديث الغدير، وان عدم روايته له دليل على ضعفه. وهذه الدعوى باطلة، فابن إسحاق غير معرض عن حديث الغدير، بل هو من رواته، وقد رواه عنه جماعة

٨ - ونسب الشيخ علي القاري وولي الله الدهلوي الحديث الموضوع: « اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر » الى الصحيحين، وهذه النسبة باطلة مكذوبة، وقد نص الحاكم حيث أخرجه في مستدركه على أنهما « لم يخرجاه ».

ج - تحريفات وتصرفات

ومن فوائد هذا الأسلوب هو الوقوف على طرف من تصرفات القوم في الأحاديث، وفي نصوص عبارات العلماء وهذا باب واسع لو جمع لكان كتاباً برأسه ولا بأس بذكر موارد منه:

فمن تصرفات القوم في الأحاديث: ما كان في حديث أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه يختلف لفظه في كل موضع عن غيره، اختلافاً فاحشاً لا يكون الا عن عمد، ولا غراض معينة لا تخفى على أحد وإليك الحديث:

في كتاب الجهاد باب حكم الفيء، عن مالك بن أوس، أن عمر قال مخاطباً لعلي والعباس:

« فلما توفي رسول الله قال أبو بكر: أنا ولي رسول الله، فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك، ويطلب هذا ميراث امرأته عن أبيها. فقال أبو بكر: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا نورث ما تركنا صدقة. فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً، والله يعلم انه لصادق بار راشد تابع للحق. ثم توفي أبو بكر وكنت أنا ولي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وولي أبي بكر، فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا، والله يعلم اني لصادق بار راشد تابع للحق ».

هذا هو الحديث.


وأخرجه في باب فرض الخمس: « فقبضها أبو بكر، فعمل فيها بما عمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والله يعلم انه فيها لصادق بار راشد تابع للحق. ثم توفى الله ابا بكر فكنت أنا ولي أبي بكر، فقبضتها سنتين من امارتى، اعمل فيها بما عمله رسول الله وبما عمل فيها أبو بكر، والله يعلم أني فيها لصادق بار راشد تابع للحق ».

حذف منه الفقرتين: « فرأيتماه » و « فرأيتماني ».

وأخرجه في كتاب المغازي في حديث بني النضير: « فقبضه أبو بكر، فعمل فيه بما عمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فقال - وأنتم حينئذ. فأقبل على عليّ وعباس وقال - تذكران أن أبا بكر فيه كما تقولان، والله يعلم أنه فيه لصادق بار راشد تابع للحق. ثم توفى الله أبا بكر، فقبضته سنتين من أمارتى اعمل فيه بما عمل فيه رسول الله وأبو بكر، والله يعلم انى فيه صادق بار راشد تابع للحق ».

فحذف فقرة « فرأيتماه » وجعل مكانها « تذكران أن ابا بكر فيه كما تقولان »، وحذف الفقرة الثانية.

وأخرجه في كتاب النفقات باب حبس نفقة الرجل قوت سنته:

« فقبضها أبو بكر يعمل فيها بما عمل به فيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنتما حينئذ - وأقبل على عليّ وعباس - تزعمان أن ابا بكر كذا وكذا، والله يعلم انه فيها صادق بار راشد تابع للحق. ثم توفى الله ابا بكر، فقلت: أنا ولي رسول الله وأبي بكر، فقبضتها سنتين أعمل فيها بما عمل رسول الله وأبو بكر ».

فحذف الفقرة الاولى، وجعل مكانها: « تزعمان ان ابا بكر كذا وكذا »، وحذف الفقرة الثانية.

وأخرجه في كتاب الفرائض باب قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا نورث ما تركناه صدقة: « فتوفى الله نبيه فقال ابو بكر: أنا ولي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقبضها فعمل بما عمل به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم توفى الله ابا بكر فقلت: أنا ولي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقبضتها سنتين أعمل فيها ما عمل


رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأبو بكر ».

فحذف الفقرتين.

وفي كتاب الاعتصام باب ما يكره من التعمق والتنازع:

« ثم توفى الله نبيه فقال أبو بكر: أنا ولي رسول الله، فقبضها أبو بكر فعمل فيها بما عمل فيها رسول الله. وأنتما حينئذ - واقبل على عليّ وعباس فقال - تزعمان ان ابا بكر فيها كذا، والله يعلم انه فيها صادق بار راشد تابع للحق. ثم توفى الله ابا بكر فقلت: أنا ولي رسول الله وابى بكر، فقبضتها سنتين أعمل فيها بما عمل به رسول الله وأبو بكر ».

فحذف الفقرة الاولى ووضع مكانها: « تزعمان ان ابا بكر فيها كذا » وحذف الفقرة الثانية.

فممن هذا التلاعب؟ أمن البخاري؟ أم من الرواة؟

وستطلع في باب « بحوث وتحقيقات » حيث نذكر « أحاديث موضوعة » على أمثلة من تصرفاتهم وتحريفاتهم في خصوص أحاديث مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام .

ومن تصرفات القوم التي تنكشف عن طريق التحقيق في العبارات الصادرة عنهم: قول الدهلوي في حديث: « خلقت أنا وعليّ من نور واحد » ما نصه: « وهذا حديث موضوع بإجماع أهل السنة، وفي اسناده محمد بن خلف المروزي. قال يحيى بن معين: كذاب. وقال الدارقطني: متروك ولم يختلف أحد في كذبه، ويروى من طريق آخر وفيه: جعفر بن أحمد وكان رافضياً غالياً وضاعاً، وكان أكثر ما يضع في قدح الاصحاب وسبهم »

هذا كلام ( الدهلوي ) وقد أخذ هذا - على عادته - من ( نصر الله الكابلي ) الأخذ أكثر ما ذكره من ( ابن روزبهان ). وهذه عبارة ابن روزبهان في الجواب عن الاستدلال بالحديث المذكور:

« ذكر ابن الجوزي هذا الحديث بمعناه في كتاب الموضوعات وقال:


هذا الحديث موضوع على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والمتهم به في الطريق الاول محمد بن خلف المروزي. قال يحيى بن معين: كذاب. وقال الدارقطنيّ متروك. وفي الطريق الثاني المتهم به جعفر بن أحمد، وكان رافضياً كذاباً يضع الحديث في سب اصحاب رسول الله ».

فهذه عبارة ابن روزبهان.

وقال الكابلي: « وهو باطل لأنه موضوع بإجماع أهل الخبر، وفي اسناده محمد بن خلف المروزي. قال يحيى بن معين هو كذاب. وقال الدارقطنيّ متروك ولم يختلف أحد في كذبه. ويروى من طريق آخر وفيه: جعفر بن أحمد وكان رافضياً غالياً كذاباً وضاعاً، وكان اكثر ما يضع في قدح الاصحاب وسبهم ».

فزاد الكابلي « لأنه موضوع بإجماع أهل الخبر ».

وعبارة ( ابن الجوزي ) في ( كتاب الموضوعات ) واردة في حديث آخر غير حديث النور الذي يتمسك به الامامية - ومن هنا قال ابن روزبهان « بمعناه » - وفيها فوارق كثيرة مع عبارات القوم، وإليك نص عبارته بعينها ليتضح واقع الأمر وتنكشف تصرفاتهم فيها:

« الحديث الاول فيما خلق منه عليّ بن أبي طالب

أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرني علي بن الحسن بن محمد الدقاق قال: ثنا محمد بن اسماعيل الوراق قال: ثنا ابراهيم بن الحسين بن داود القطان قال: ثنا محمد بن خلف المروزي ثنا موسى بن ابراهيم، ثنا موسى بن جعفر عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : خلقت أنا وهارون بن عمران ويحيى بن زكريا وعليّ بن أبي طالب من طينة واحدة.

هذا حديث موضوع على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمتهم به: المروزي، قال يحيى بن معين: هو كذاب. وقال الدارقطني: متروك. وقال ابن حبان: كان مغفلا يلقن فيتلقن فاستحق الترك.


وقد روى جعفر بن احمد بن بيان عن محمد بن عمر الطائي عن أبيه عن سفيان عن داود بن أبي هند عن الوليد بن عبد الرحمن عن نمير الحضرمي عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : خلقت أنا وعليّ من نور واحد. وكنا عن يمين العرش قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام، ثم خلق الله آدم، فانقلبنا في أصلاب الرجال، ثم جعلنا في صلب عبد المطلب، ثم اشتق أسماءنا من اسمه، فالله محمود وأنا محمد، والله الاعلى وعليّ عليّ.

قال المصنف: هذا وضعه جعفر بن احمد وكان رافضياً يضع الحديث.

قال ابن عدي: كان يتيقن انه يضع ».

فعلم من هذا التحقيق:

١ - ان دعوى وقوع « محمد بن خلف المروزي » في طريق حديث النور كاذبة.

٢ - لقد رمى ابن الجوزي « جعفر بن أحمد » بوضع الحديث، وابن روزبهان أضاف « في سب أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

٣ - ابن ابن روزبهان أضاف كلمة « كذاباً ».

٤ - ان الكابلي أضاف الى ما تقدم « غالياً وضاعاً ».

٥ - ان الكابلي أضاف كلمة « وكان اكثر ما يضع في قدح الاصحاب وسبهم ».

٦ - ان الكابلي أضاف الى ذلك كله أيضاً كلمة: « ولم يختلف أحد في كذبه ».

فهذه زيادات أربع من الكابلي، واثنتان من ابن روزبهان شاركه فيهما الكابلي وليس لها وجود في كلام ابن الجوزي.

٧ - وابن روزبهان نقل عن ابن الجوزي الاتهام بأن « محمد بن خلف » كان وضاعاً للحديث، لكن الكابلي لم يذكر ابن الجوزي لئلا يتعقب عليه.

٨ - والكابلي نسب الاتهام بالوضع الى « اجماع أهل الخبر » بدل أن


ينسبه الى ابن الجوزي.

٩ - والدهلوي ذكر « اجماع اهل السنة » بدل « اجماع أهل الخبر ».

و روى الترمذي حديث: « أنا دار الحكمة وعليّ بابها » وقال: « حسن غريب ». هكذا نقل عنه المحب الطبري في ( الرياض النضرة ) - فأسقط بعضهم كلمة « حسن » وترك كلمة « غريب » على حالها كما في ( المشكاة ) و ( تاريخ ابن كثير ) و ( فيض القدير ).

وأبدل بعضهم لفظة « غريب » - بعد إسقاط لفظة « حسن » - بلفظة « منكر » كما في ( تهذيب الأسماء واللغات ) و ( المقاصد الحسنة ).

وجمع بعضهم - بعد حذف « حسن » - بين لفظتي « غريب » و « منكر » كما في ( قرة العينين ).

وقال الترمذي بعد حديث: « أنا دار الحكمة وعليّ بابها »: « لا نعرف هذا الحديث عن أحد من الثقات غير شريك » فحرفه بعضهم وجعل كلمة « عن » في مكان كلمة « غير » أنظر ( المرقاة في شرح المشكاة ).

ومن تحريفاتهم اسقاطهم حديث « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » من ( صحيح الترمذي ) ومن ( مصابيح السنة للبغوي ).

أما ( صحيح الترمذي ) فقد روى عنه الحديث المذكور جماعة منهم:

١ - ابن الأثير في ( جامع الأصول ).

٢ - محمد بن طلحة الشافعي في ( مطالب السؤل ).

٣ - السيوطي في ( تاريخ الخلفاء ).

٤ - ابن حجر المكي في ( الصواعق المحرقة ).

٥ - الزرقاني المالكي في ( شرح المواهب اللدنية ).

وأما ( المصابيح ) فقد نقل عنه الحديث المذكور جماعة منهم:

١ - المحب الطبري في ( الرياض النضرة ) و ( ذخائر العقبى ).

٢ - القاري في ( المرقاة في شرح المشكاة ).


٣ - أحمد بن الفضل المكي في ( وسيلة المآل ).

و أخرج الترمذي حديث: « ان عليّا مني وأنا من عليّ وانه ولي كل مؤمن من بعدي ».

فاسقط البغوي منه كلمة « بعدي » وعزاه الى الترمذي، وقد تبع البغوي على ذلك جماعة منهم السهارنفوري صاحب المرافض، المولوي حسن علي المحدث تلميذ المولوي عبد العزيز الدهلوي.

بل زعم محمد بن معتمد خان البدخشي في رسالة له أسماها بـ ( رد البدعة ) أن كلمة « بعدي » في هذا الحديث موضوعة.

والشاه ولي الله الدهلوي روى الحديث عن الترمذي في موضع من ( إزالة الخفاء ) باللفظ الكامل. لكنه حرفه عند ما تصدى للجواب عنه، فوضع كلمة « أنا » في مكان « انه » وحذف كلمة « بعدي » كما فعل البغوي ومن تبعه.

(٥) - التنبيه على موارد مخالفة الالتزامات:

وينبه السيد رحمه‌الله في كثير من الموارد على مخالفة الدهلوي لقواعد البحث، ولما التزم به في كتابه ( التحفة )

لقد كان من جملة ما التزم به الدهلوي في كتابه:

١ - لا يصلح الاحتجاج الا بأحاديث الصحاح ذكر الدهلوي في كتابه: « ان القاعدة المقررة لدى أهل السنة هي ان كل حديث ورد في كتاب لم يلتزم صاحبه فيه بالصحة - كما فعل البخاري ومسلم وسائر أرباب الصحاح في كتبهم - فانه غير صالح للاحتجاج ».

٢ - ما لا سند له لا يصغى اليه وقال في الجواب عما طعن به ابو بكر من تخلفه عن جيش أسامة - و قد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لعن الله من تخلف عن جيش أسامة -: « ان


الحديث المعتبر لدى أهل السنة هو ما اخرج في كتب المحدثين المسندة مع الحكم عليه بالصحة، وأما الحديث العاري عن السند فلا يصغون اليه أبداً ».

٣ - الاحتجاج على الشيعة بأخبارهم

والتزم الدهلوي في تحفته بالنقل عن كتب الشيعة والاحتجاج بأخبارهم في كتبهم المعتبرة. قال: « لان أخبار كل فرقة لا تكون حجة على الفرقة الأخرى ».

٤ - عدم جواز الاحتجاج بأحاديث أهل السنة على الشيعة

والدهلوي يتبع شيخه ووالده ( ولي الله الدهلوي ) في جميع بحوثه ويعتقد به الاعتقاد الراسخ لكنه يخالف ما نص عليه والده في أحد كتبه قائلا: « لا تصح المناظرة مع الامامية والزيدية بأحاديث الصحيحين فضلا عن غيرها ».

٥ - أخبار أهل السنة مقدوحة عند الشيعة

وكيف يجوز احتجاج أهل السنة بأحاديثهم على الشيعة مع أن الشيعة تقدح في أحاديث أهل السنة ولا تعتقد بها؟ ومن هنا قال محمد رشيد الدهلوي تلميذ صاحب التحفة: « بأن كل فرقة تذعن بالأخبار المروية عن طرقها وتقدح في الاخبار المروية من طرق الفرقة المخالفة لها ».

اذن لا يجوز الاحتجاج على الشيعة بما يرويه أهل السنة، وان كان حديثاً مسنداً صحيحاً عندهم.

فهذه أمور التزم بها بالخصوص الدهلوي وشيخه وتلميذه في بحوثهم، ولكنا وجدناهم لا يوفون بما عاهدوا عليه، كما لم يلتزموا بالأصول العامة للبحث والمناظرة

والسيد رحمه‌الله ينبه على مخالفة الدهلوي لهذه الالتزامات في مختلف البحوث لئلا يغتر القارئون لكتابه ولا ينخدع العوام.


(٦) - رد بعضهم ببعض

وطالما يرد السيد رحمه‌الله كلام الدهلوي بكلامه هو في موضع آخر من كتابه، أو بكلام والده وبالعكس، وهكذا الأمر بالنسبة الى كلام غيرهما من علماء أهل السنة

ففي ( حديث التشبيه ): « من أراد أن ينظر » يرد على انكار الدهلوي دلالته على المساواة بكلمات للدهلوي نفسه قالها في الجواب عن حديث المنزلة: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » وبما قاله في الجواب عن حديث السفينة: « مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح »

وفي ( حديث الغدير ) ذكر الدهلوي بأن الاستدلال بهذا الحديث يتوقف على كون « المولى » فيه بمعنى « الاولى » فزعم أن اللغويين ينكرون مجيء اللفظ المذكور بهذا المعنى. ثم نقض بأنه لو كان « المولى » بمعنى « الاولى » لجاز أن يقال « مولى منك » كما يقال: « أولى منك ».

فأجاب السيد عن الإنكار المذكور وعن النقض بوجوه عديدة، منها - ما ذكره الدهلوي نفسه في جواب: « ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم » حيث قال بأن الولاية هذه بمعنى المحبة.

قال السيد فإذن « الاولى » في تلك الفقرة بمعنى « الأحب » مع أنه. لا يقال: « أولى اليه » كما يقال: « أحب اليه ».

ثم ان السيد ذكر أن هذا النقض مأخوذ من كلام الفخر الرازي في كتابه ( نهاية العقول )، فأورد نص كلام الرازي، وشرع في الجواب عنه بوجوه كثيرة منها كلام الرازي نفسه في كتابه ( المحصول ) حيث أذعن فيه بأن الترادف لا يلازم جواز استعمال أحد المترادفين في مقام الآخر.

وأجاب السيد عن دعوى ابن حجر المكي عدم مجيء « المولى » بمعنى « الاولى » بما ذكره هو من أن أبا بكر وعمر فهما من « المولى » في حديث الغدير معنى « الاولى بالاتباع » وأضاف بأن هذا هو الواقع وناهيك بهما في فهم الحديث!!


وذكر السيد في ( حديث التشبيه ) انكار ولي الله الدهلوي - تبعاً لابن تيمية - انتهاء سلاسل الصوفية الى الامام أمير المؤمنين عليه‌السلام ومن وجوه الرد عليه كلام ولده الدهلوي الصريح في تلك الحقيقة وقد أورد نصه في مبحث ( حديث السفينة ).

واعترف الدهلوي بدلالة حديث المنزلة: « أنت مني بمنزلة » على امامة أمير المؤمنين عليه‌السلام - وتبعه على ذلك تلميذه محمد رشيد الدهلوي - وذكر الدهلوي ان من أنكر ذلك فهو ناصبي. وهنا تعرض السيد الى نفي والده شاه ولي الله الدهلوي تبعا لجماعة من أعلام السنة كالتوربشتي، وأبي الشكور السالمي الحنفي، وعلي القاري، وشمس الدين الخلخالي، والنووي، والكرماني وابن حجر العسقلاني، والقسطلاني، ومحب الدين الطبري وغيرهم - دلالة هذا الحديث الشريف على الامامة والخلافة

وأما رد كلام بعضهم بكلام البعض الآخر فكثير جداً

فقد رأيت كيف يبطل قدح ابن الجوزي لحديث الثقلين بكلمات مشاهير علماء أهل السنة

و في حديث: « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » يرد على ذكر ابن الجوزي إياه في ( الموضوعات ) بوجوه، منها: رد أعلام الحفاظ ومشاهير العلماء عليه:

١ - كصلاح الدين العلائي.

٢ - وبدر الدين الزركشي.

٣ - وابن حجر العسقلاني.

٤ - وشمس الدين السخاوي.

٥ - وجلال الدين السيوطي.

٦ - ونور الدين السمهودي.

٧ - وابن عراق الكناني.

٨ - وابن حجر المكي.


٩ - ومجد الدين الفيروزآبادي.

١٠ - وعلي المتقي الهندي.

١١ - وعلي القاري.

١٢ - وعبد الرءوف المناوي.

١٣ - وعبد الحق الدهلوي.

١٤ - والزرقاني المالكي.

١٥ - وقاضي القضاة الشوكاني.

واستدل الدهلوي في الجواب عن ( حديث الثقلين ) بما نسب بعضهم الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال: « خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء ».

فرد عليه السيد بنصوص كبار الأئمة والحفاظ على بطلان هذا الحديث:

١ - كجمال الدين المزي.

٢ - وشمس الدين الذهبي.

٣ - وابن قيم الجوزية.

٤ - وتاج الدين السبكي.

٥ - وابن كثير الدمشقي.

٦ - وسراج الدين ابن الملقن.

٧ - وابن حجر العسقلاني.

٨ - وابن أمير الحاج الحنفي.

٩ - وأمير بادشاه البخاري.

١٠ - وشمس الدين السخاوي.

١١ - وجلال الدين السيوطي.

١٢ - وعلي القاري.

١٣ - ومحب الله البهاري.


١٤ - وقاضي القضاة الشوكاني.

واستدل بحديث: « اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر » في مقابلة ( حديث الثقلين ). فأجاب عنه السيد بقدح كبار الأئمة والعلماء لهذا الحديث وتصريحهم بوضعه:

١ - كأبي حاتم الرازي.

٢ - وأبي عيسى الترمذي.

٣ - وأبي بكر البزار.

٤ - وأبي جعفر العقيلي.

٥ - وأبي بكر النقاش.

٦ - وأبي الحسن الدارقطني.

٧ - وابن حزم الاندلسي.

٨ - والعبري الفرغاني.

٩ - وشمس الدين الذهبي.

١٠ - وابن حجر العسقلاني.

واستدل بعضهم في مقابلة حديث: « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » بحديث طويل في فضل جماعة من الاصحاب، أوله: « أرحم أمتي بأمتى أبو بكر ».

وقد بحث عنه السيد سنداً ودلالة بالتفصيل، فذكر بالتالى كلمات بعض الاعلام من أهل السنة في قدح هذا الحديث، بين مضعف له وبين قائل بأنه موضوع:

١ - كابن تيمية الحراني.

٢ - وابن عبد الهادي.

٣ - وعبد الرءوف المناوي.


(٧) - النظر في أسانيد الأحاديث

قد ذكرنا سابقاً أنه يشترط في جواز الاستدلال بالخبر اعتبار سنده أولا وتمامية دلالته على المدعى ثانياً وعلى هذا الأساس فان النظر في أسانيد الأحاديث التي يستدل بها الخصم يشكل جانباً مهماً من ردود السيد المؤلف ومناقشاته للادلة والخطوط الرئيسية لاسلوبه في النظر في الأسانيد هي:

١ - نقل الحديث بسنده - أو بطرقه ان كان له طرق متعددة - عن المصادر الاولية.

٢ - النظر في حال من عليه مدار هذا الحديث في مختلف طرقه وأسانيده.

٣ - النظر في حال من وقع في كلا الطريقين أو جميع الطرق.

٤ - النظر في حال سائر رجاله على ضوء كلمات أئمة الجرح والتعديل من أهل السنة.

٥ - التنبيه على ما في السند من خلل كالارسال ونحوه.

ثم انه ان وجد الحديث مروياً عندهم بلفظ آخر مشابه للفظ المستدل به أتى به وأبطله بالنظر في سنده وان لم يكن الخصم مستدلا به

ولا يخفى على ذوي الفضل ما تنطوي عليه هذه البحوث من فوائد جليلة من علوم الحديث والرجال والتاريخ والدراية ولنذكر نموذجاً واحداً لهذا الأسلوب:

لقد عارض العاصمي حديث: « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » بما رووه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال: « أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان بن عفان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبي بن كعب، ولكل أمة أمين وأمين هذه الامة أبو عبيدة ».

فبحث السيد عن هذا الحديث بصورة تفصيلية جداً، فذكر أنه منسوب الى عدة من الاصحاب فأورد نصوص الحديث عنهم واحداً


واحداً وتكلم عليها ونحن نكتفي هنا بما ذكره حول حديث انس بن مالك.

فقد أورد حديثه عن الترمذي وابن ماجة قائلا: قال الترمذي: « مناقب معاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبي وأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم. حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن داود العطار عن معمر عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث قتادة الا من هذا الوجه.

وقد رواه ابو قلابة عن أنس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نحوه: حدثنا محمد ابن بشار نا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي حدثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن انس بن مالك قال قال رسول الله »

و قال ابن ماجة: « حدثنا محمد بن المثنى ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد ثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أرحم أمتي بأمتى أبو بكر

حدثنا على بن محمد ثنا وكيع عن سفيان عن خالد الحذاء عن أبي قلابة، مثله ».

ثم قال:

أولا: مدار الطرق الأربعة على « أنس » وعداؤه لأمير المؤمنين عليه‌السلام معلوم.

وثانياً: مدار الطريق الثاني للترمذي وكلا طريقي ابن ماجة على « أبي قلابة » وهو مجروح جداً.

وثالثاً: في الطريق الثاني عند الترمذي وفي كلا الطريقين عند ابن ماجة « خالد الحذاء ». وقد جرحه شعبة، وابن علية، وحماد بن زيد، وسليمان التيمي، وأبو حاتم، وابو جعفر العقيلي

ورابعاً: في الطريق الثاني للترمذي والاول لابن ماجة « عبد الوهاب ابن عبد المجيد الثقفي ». فذكر كلمات القوم في قدحه.


وخامساً: في الطريق الثاني للترمذي « محمد بن بشار » وهو مقدوح.

وسادساً: في أول طريقي ابن ماجة: « محمد بن المثنى العنزي » قال يحيى بن معين: « كذاب » وقال أبو حاتم: « ذاهب الحديث ».

وسابعاً: في ثاني طريقي ابن ماجة « سفيان الثوري » وهو مقدوح ومجروح.

وثامناً: في ثاني طريقي ابن ماجة « وكيع بن الجراح » وقد جرحه أحمد وغيره.

وتاسعاً: في أول طريقي الترمذي: « قتادة » وله قوادح ومثالب عظيمة

وعاشراً: في أول طريقي الترمذي: « داود بن عبد الرحمن العطار » قال يحيى بن معين: « ضعيف الحديث » وقال الازدي: « يتكلمون فيه ».

والحادي عشر: في أول طريقي الترمذي: « سفيان بن وكيع » قال البخاري: « يتكلمون فيه » وقال أبو زرعة: « يتهم بالكذب » وقال ابو حاتم « لين » وامتنع أبو داود من التحديث عنه، وقال الذهبي « ضعيف ».

والثاني عشر: هذا الحديث مرسل. قال ابن حجر الحافظ في فتح الباري بشرح حديث: « وان لكل أمة أميناً »: « تنبيه - أورد الترمذي وابن حبان هذا الحديث من طريق عبد الوهاب الثقفي عن خالد الحذاء بهذا الاسناد مطولا. وأوله: ارحم أمتى واسناده صحيح، الا أن الحفاظ قالوا: ان الصواب في أوله الإرسال، والموصول منه ما اقتصر عليه البخاري. والله اعلم ».

وقال بشرح قول عمر: « أقرؤنا أبي »: « كذا أخرجه موقوفاً، وقد أخرجه الترمذي وغيره من طريق أبي قلابة عن أنس مرفوعاً في ذكر أبي.

وفيه ذكر جماعة. وأوله: أرحم أمتي وصححه. لكن قال غيره: ان الصواب إرساله ».

وهكذا قال غيره من العلماء ذكرهم السيد.


ثم أورد السيد رحمه‌الله نصوص عدة من علماء الحديث والدراية كابن الصلاح والنووي والسيوطي على أن « المرسل حديث ضعيف لا يحتج به عند جماهير المحدثين ».

ثم انه نبه على رواية العاصمي الحديث عن أبي قلابة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رأسا.

وعلى أن بعضهم رواه - كما في المصابيح والمشكاة وفتح الباري - عن قتادة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رأساً.

وهذان مرسلا بلا كلام.

(٨) - النظر في شأن صدورها

من أساليبه: النظر في متون الأحاديث من حيث ظروف صدورها ولا يخفى على أهل الفضل ما في ذلك من الأثر البالغ في كشف الحقائق والوصول الى الواقع ونحن نكتفي بمثالين من هذا القبيل

لقد عارض الدهلوي حديث: « اني تارك فيكم الثقلين » بما رووه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في فضل عبد الله بن مسعود: « رضيت لكم ما رضي به ابن أم عبد ».

فمن نظر في هذا الحديث رآه مفيداً لرضي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بما رضي به ابن مسعود على الإطلاق وبذلك ربما يمكن مقابلة حديث الثقلين به ولكن السيد رحمه‌الله رجع الى متن الحديث فوجده مقروناً بما يخرجه عن الإطلاق ويسقطه عن الصلاحية للمعارضة المذكورة.

فالحديث في مستدرك الحاكم بإسناده عن جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه قال: قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعبد الله بن مسعود: « اقرأ. قال: اقرأ وعليك أنزل؟ قال: اني أحب أن أسمع من غيرى. قال: فافتتح سورة النساء حتى بلغ: ( فكيف اذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ) فاستعبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكف عبد الله. فقال له رسول الله


صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تكلم، فحمد الله في أول كلامه وأثنى على الله، وصلى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وشهد شهادة الحق وقال:

رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً، ورضيت لكم ما رضي الله ورسوله.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : رضيت لكم ما رضي لكم ابن أم عبد ».

ومن وجوه الجواب عن حديث أبي بردة: « صلينا المغرب مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم قلنا: لو جلسنا حتى نصلي معه العشاء. قال: فجلسنا، فخرج علينا فقال: ما زلتم هاهنا؟ قلنا: يا رسول الله صلينا معك المغرب ثم قلنا: نجلس حتى نصلي معك العشاء. قال: أحسنتم - أو: أصبتم - قال: فرفع رأسه الى السماء - وكان كثيراً ما يرفع رأسه الى السماء - فقال:

النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم اتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لاصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي امنة لامتى فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ».

ان هذا الحديث محرف، ففي المستدرك: « انه خرج ذات ليلة وقد أخر صلاة العشاء حتى ذهب من الليل هنيهة - أو: ساعة - والناس ينتظرون في المسجد. فقال: ما تنتظرون؟ فقالوا: ننتظر الصلاة. فقال: انكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتموها. ثم قال: اما انها صلاة لم يصلها احد ممن قبلكم من الأمم. ثم رفع رأسه الى السماء فقال: النجوم أمان لأهل السماء فإذا طمست النجوم أتى السماء ما يوعدون، وأنا أمان لاصحابي فإذا قبضت اتى أصحابي ما يوعدون، واهل بيتي أمان لامتي فإذا ذهب اهل بيتي اتى أمتي ما يوعدون ».

(٩) - النظر في متونها

ومنها: النظر في متون الأحاديث التي يروونها في فضل الاصحاب ويعارضون بها فضائل مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام من حيث التأمل في


سير من رويت في حقهم، وفي سير الآخرين من الصحابة معهم ونحن نشير إشارة سريعة الى بعض تلك الأحاديث، وخلاصة البحوث المتعلقة بها من هذه الناحية:

١ - لقد عارض عبد العزيز الدهلوي حديث الثقلين بحديث: « اهتدوا بهدى عمار ». فذكر السيد رحمه‌الله ان عماراً من شيعة علي عليه‌السلام ، وأنه قد تخلف عن بيعة أبي بكر هذا هدى عمار فلماذا لم يهتدوا بهداه؟

ثم ان عمر بن الخطاب قد أعرض عن هدى عمار، وعثمان اعتدى عليه، وعبد الرحمن بن عوف خالفه، وسعد بن أبي وقاص كان يبغضه، وطلحة والزبير ومن معهما خرجوا على علي وعمار معه، وعمرو بن العاص خرج لقتله، ومعاوية سر بمقتله

٢ - وعارض الحديث المذكور بما رووه في حق ابن مسعود عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال: « رضيت لكم ما رضي لكم ابن أم عبد ». فذكر السيد صنائع عثمان مع ابن مسعود.

٣ - وعارضه بحديث: « أعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل » كما عارض به العاصمي حديث « أنا مدينة العلم وعليّ بابها ».

فذكر السيد رحمه‌الله ما كان من معاذ بن جبل من الجهل بأحكام الشرع المبين، والتصرف الباطل في أموال المسلمين

٤ - وعارضه بحديث « أصحابي كالنجوم ».

فذكر السيد في جوابه موارد كثيرة من جهل الصحابة بالقرآن والاحكام الشرعية، وارتكاب بعضهم المحرمات كالربا، وبيع الخمر، وبيع الأصنام، والكذب الصريح

٥ - وعارضه أيضاً بحديث « انما الشورى للمهاجرين والأنصار ».

فذكر السيد ما كان من أمير المؤمنين عليه‌السلام ومن تبعه وغيرهم من الاصحاب من الخلاف والاعتراض على خلافة الخلفاء الثلاثة، فهي كانت من غير مشورة من المهاجرين والأنصار.


٦ - وعارض العاصمي حديث « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » بحديث « أرحم - أو: أرأف - أمتى بأمتي أبو بكر » فذكر السيد قضايا من سيرة أبي بكر تكذب ذلك بكل وضوح.

٧ - وعارضه بحديث: « لكل أمة أمين وأمين هذه الامة أبو عبيدة ». فذكر السيد قضايا من تاريخ أبي عبيدة تنافي الامانة بكل صراحة.

٨ - وعارض عبد العزيز الدهلوي الحديث المذكور بحديث: « ما صب الله شيئاً في صدري الا وصببته في صدر أبي بكر » فذكر السيد جهل أبي بكر بأبسط المعارف الالهية والأمور الشرعية بل حتى بمفاهيم بعض الألفاظ القرآنية

٩ - وعارضه بحديث: « لو كان بعدي نبي لكان عمر ».

فذكر السيد في وجوه بطلانه أن المسبوق بالكفر لا يكون نبياً

(١٠) - النقض

ومنها: النقض وقد كان رحمه‌الله ذا يد طولى في هذه الجهة كسائر جهات البحث وكتابه مشحون بأنواع النقوض القوية التي لا يمكن الجواب عنها

فمما قال عبد العزيز الدهلوي في الجواب عن حديث الغدير: انه لو كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أراد الامامة والخلافة لجاء بلفظ صريح في الدلالة حتى لا يكون فيه خلاف ونزاع.

فنقض عليه السيد رحمه‌الله بحديث: « الأئمة من بعدي اثنا عشر ». الذي حار القوم في معناه، وذكروا له وجوهاً عديدة حتى قال بعضهم بأن الاولى ترك الخوض في البحث عنه

ذكر السيد كلماتهم حوله لأجل النقض ثم قال بأن التحقيق وضوح دلالة هذا الحديث على مذهب الامامية، وانما زعم القوم اجماله وأطنبوا في توجيهه حتى يصرفوه عن الدلالة على المعنى الظاهر فيه.


واستدل بعضهم على خلافة أبي بكر بحديث « خوخة أبي بكر » قال: يدل على ذلك بمعونة القرائن.

فنقض عليه بأن حديث « من كنت مولاه فعليّ مولاه » أحرى بأن يكون دالا على الامامة ولو بمعونة القرائن

وأنكر ابن كثير معنى حديث أبي هريرة في فضل صوم يوم الغدير بأن « صيام شهر رمضان بعشرة أشهر، فكيف يكون صيام يوم واحد يعدل ستين شهراً؟ هذا باطل ».

فأبطل هذا الكلام بذكر فضل صيام أيام من السنة بأحاديث أهل السنة أنفسهم كيوم السابع والعشرين من رجب، وصوم أيام من شهر رجب، وصوم يوم عرفة

وأنكر ابن روزبهان أن يكون أمير المؤمنين قد دعا على أنس بن مالك، والبراء بن عازب، وجرير بن عبد الله البجلي الذين كتموا الشهادة بحديث الغدير قائلا: « لم يكن من أخلاق أمير المؤمنين أن يدعو على صاحب رسول الله ».

فأبطله بذكر موارد من دعاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنين عليه‌السلام والصحابة

ولو أردنا أن نذكر نماذج أخر للنقض في الكتاب لطال بنا المقام، وفيما ذكرناه كفاية.

(١١) - المعارضة

ومنها - المعارضة وهي من أمتن أساليبه في الجواب فقد عارض السخاوي حديث: « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » بما وضعوه على لسان أمير المؤمنين عليه‌السلام وأخرجه البخاري بسنده عن محمد بن الحنفية قال:

« قلت لابي: أي الناس خير بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال: أبو بكر.


قال قلت: ثم من؟ قال: عمر. وخشيت أن يقول عثمان قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا الا رجل من المسلمين ».

فأجاب عنه السيد مكذباً إياه بحديث أخرجه البخاري نفسه عن مالك بن أوس عن عمر بن الخطاب في حديث طويل، أنه قال مخاطباً عليّاً والعباس: « فلما توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال أبو بكر: أنا ولي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها. فقال أبو بكر قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا نورث ما تركنا صدقة. فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً، والله يعلم انه لصادق بار راشد تابع للحق.

ثم توفى أبو بكر فكنت أنا ولي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وولي أبي بكر فرأيتماني كاذباً آثماً غادراً خائناً، والله يعلم اني لصادق بار راشد تابع للحق ».

فمن كان يرى أبا بكر وعمر كاذبين آثمين غادرين خائنين كيف يراهما خير الناس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟!

وعارض المولوي عبد العزيز الدهلوي حديث مدينة العلم بما رووه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال: « لو كان بعدي نبي لكان عمر ».

فأجاب السيد هذه المعارضة بوجوه كذب فيها الحديث المذكور، وكان من جملة الوجوه: ان هذا الحديث يدل على أفضلية عمر من أبي بكر، فهو معارض بما استدلوا به من الاخبار - واجمعوا عليه - على أفضلية أبي بكر من عمر بن الخطاب فالحديث باطل، فالمعارضة ساقطة.

وعارض عبد العزيز حديث: « انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي » بحديث: « أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهديتم ».

فأبطل السيد هذا الحديث وأثبت وضعه في بحث طويل وفي وجوه كثيرة منها: - المعارضة بالأحاديث الواردة في ذم الاصحاب، المخرجة في الصحاح والمسانيد كحديث الذود عن الحوض ونحوه


(١٢) - الإلزام

ومنها - الزام القوم بما ألزموا به أنفسهم، فطالما يرد على دليل أو مناقشة للدهلوي أو غيره من أهل السنة بما التزم به من دليل أو حديث أو قاعدة

وان من أهم موارد الإلزام موضوع الصحاح الستة والصحيحين منها بالخصوص

ففي حديث: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » عقد فصلا عنوانه « قطعية أحاديث الصحيحين » ذكر فيه ان ذلك مذهب ابن الصلاح، وأبي إسحاق الأسفراييني، وأبي حامد الأسفراييني، والقاضي أبى الطيب، والشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وأبي عبد الله الحميدي، وأبي نصر عبد الرحيم ابن عبد الخالق، والسرخسي الحنفي، والقاضي عبد الوهاب المالكي، وأبي يعلى الحنبلي، وابن الزاغوني الحنبلي، وابن فورك، ومحمد بن طاهر المقدسي، والبلقيني، وابن تيمية، وابن كثير، وابن حجر العسقلاني، والسيوطي، وعبد الحق الدهلوي، وولي الله الدهلوي وغيرهم.

بل عن بعضهم انه وقف تجاه قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: « فقلت: يا رسول الله كلما رواه البخاري عنك صحيح؟ فقال: صحيح. فقلت له: أرويه عنك يا رسول الله؟ قال: أروه عني ».

وعن بعضهم: أنه ذكر صحيح مسلم أيضاً.

وعن جماعة كالعسقلاني والنووي وابن حجر المكي الإجماع على أن صحيحيهما أصح الكتب بعد القرآن

ومع ذلك قدح الآمدي، ومحمود بن عبد الرحمن الاصفهاني، وابن حجر المكي، وإسحاق الهروي في حديث: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » المخرج في الصحيحين

وقدح البخاري، وابن الجوزي، وابن تيمية في حديث: « اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي » المخرج في صحيح مسلم.


وأبطل السهارنفوري وعبد العزيز الدهلوي حديث هجر فاطمة الزهراء عليها‌السلام أبا بكر وهو في باب فرض الخمس وغيره - من صحيح البخاري الذي جاء فيه: « فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت » وأخرجه مسلم في باب حكم الفيء من كتاب الجهاد.

وأبطل المولوي حيدر علي الفيض آبادي حديث: « ايتوني بكتف ودواة » المخرج في سبعة مواضع من البخاري، وبثلاثة طرق عند مسلم ابن الحجاج

فقدح هؤلاء في هذه الأحاديث مردود بما نص عليه أئمتهم من قطعية صدور الصحيحين وانهما أصح الكتب بعد القرآن والإجماع على صحة ما روي فيهما

هذا الرد عليهم هو من باب الإلزام.

ومن ذلك إلزامهم بما يروونه في حق بعض الاشخاص من علمائهم وعرفائهم أو في شأن بعض كتبهم في الحديث أو غيره من الكرامات

فقد ذكروا في فضل « عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي » تزول قلنسوة من السماء اليه

وفي حق الثعلبي قال القشيري: رأيت رب العزة في المنام وهو يخاطبني وأخاطبه، فكان في أثناء ذلك أن قال الرب: أقبل الرجل الصالح. فالتفتّ فإذا الثعلبي مقبل.

وهكذا غير ما ذكرنا من الكرامات التي لا يجوز الاعتقاد بها قطعاً، الا أن التمسك بها جائز لإلزام الخصم بها في البحوث العلمية وهذا باب واسع نكتفي منه بهذا المقدار.


الباب الرابع

بحوث وتحقيقات في كتاب العبقات

ومن يدرس كتاب « عبقات الأنوار » يجد فيه الى جانب « اثبات امامة الأئمة الاطهار » والرد على إشكالات المخالفين على أدلة الامامية في باب الامامة بحوثاً وتحقيقات علمية قيمة، بحيث لو أخرج كل واحد منها لكان كتاباً لطيفاً في موضوعه.

في هذا الكتاب بحوث علمية من أصول العقائد، والتفسير، والحديث، والدراية، والتاريخ، والرجال، والأدب يتطرق الى كل بحث منها لمناسبة يقتضيها المقام حيث يريد المؤلف رحمه‌الله إتمام الكلام على المسألة الخلافية من شتى جوانبها

ونحن نذكر هنا طرفاً من هذه البحوث تحت عناوين وضعناها لها، معترفين بعدم وفاء مذكراتنا لجميع بحوث الكتاب، آملين التوفيق لاتمامها في فرصة أخرى بإذن الله تعالى.

١ - أحاديث موضوعة

لقد وردت في حق عليّ عليه‌السلام أحاديث لا تعد ولا تحصى عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تناقلتها الصحابة والتابعون، وأثبتها الأئمة والحفاظ في أسفارهم ومعاجمهم، موثقين رجالها، مصححين طرقها، فأما ما لم يصل إلينا من تلك الأحاديث فالله اعلم بها وبعددها.

ولما رأى المخالفون لأمير المؤمنين عليه‌السلام تلك الأحاديث وكثرتها عدداً ووضوحها في الدلالة على إمامته عمدوا الى التصرف فيها وتحريفها زيادة أو نقيصة، والى وضع فضائل لابي بكر وعمر وعثمان ومعاوية وغيرهم من الصحابة، والصحابة بصورة عامة

وقد راج سوق هذا الوضع والتزوير - كما يحدثنا التاريخ - في زمن معاوية، وشاعت هذه الأحاديث وانتشرت، ووصفها بعض علماء السنة


بالصحة عمداً أو جهلا

ومع ذلك لم تخف حقيقة الحال على ذوي العلم والبصيرة، بل لقد نص عليها وصرح بها بعض المتعصبين من علماء الحديث كابن الجوزي في كتاب الموضوعات وأورد ابن أبي الحديد بعض الأحاديث التي وضعتها « البكرية » في مقابلة أحاديث من فضائل أمير المؤمنين

وجاء علماء الكلام وأصحاب الكتب في الامامة منهم، فعارضوا بهذه الموضوعات الأحاديث الصحاح في فضل علي عليه‌السلام الأمر الذي استدعى البحث عن تلك المفتريات والكشف عن حالها بالنظر في أسانيدها ومداليلها على ضوء آراء علماء الجرح والتعديل من أهل السنة في كتاب « عبقات الأنوار » وكان من جملة هذه الأحاديث المحرفة أو الموضوعة رأساً في مقابل فضيلة من الفضائل:

١- لو كنت متخذاً خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن الله اتخذ صاحبكم خليلا.

٢ - سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر.

٣ - ما صب الله في صدري شيئاً الا وصببته في صدر أبي بكر.

٤ - لو كان بعدي نبي لكان عمر.

٥ - لو لم أبعث فيكم لبعث عمر.

٦ - ما طلعت الشمس على رجل خير من عمر.

٧ - ابن عمر: سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت حتى اني لأرى الري يخرج من أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر ابن الخطاب. قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: العلم.

٨ - أبو سعيد الخدري: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما دون ذلك. وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره. قالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: الدين.


٩ - أبو بكر وعمر مني بمنزلة هارون من موسى.

١٠ - اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر.

١١ - خلقني الله من نوره، وخلق أبا بكر من نوري، وخلق عمر من نور أبي بكر، فخلق أمتي من نور عمر، وعمر سراج أهل الجنة.

١٢ - عمرو بن العاص: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. قلت: من الرجال؟ قال: أبوها. قلت: ثم من؟ قال: عمر. فعد رجالا. فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم.

١٣ - خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء.

١٤ - عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ.

١٥ - أرحم - أو: أرأف - أمتى بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر وأصدقهم حياءاً عثمان بن عفان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبي بن كعب، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الامة أبو عبيدة الجراح.

١٦ - من أحب ان ينظر الى ابراهيم في خلته فلينظر الى أبي بكر في سماحته ومن أحب ان ينظر الى نوح في شدته فلينظر الى عمر بن الخطاب في شجاعته ومن أحب ان ينظر الى إدريس في رفعته فلينظر الى عثمان في رحمته، ومن أحب ان ينظر الى يحيى بن زكريا في عبادته فلينظر الى عليّ بن أبي طالب في طهارته.

١٧ - أنا مدينة العلم، وأبو بكر أساسها، وعمر حيطانها، وعثمان سقفها وعليّ بابها.

١٨ - أنا مدينة العلم وعليّ بابها وأبو بكر وعمر وعثمان حيطانها وأركانها.

١٩ - أنا مدينة العلم وأساسها أبو بكر وجدرانها عمر وسقفها عثمان وبابها عليّ.


٢٠ - أنا مدينة العلم وعليّ بابها ومعاوية حلقتها.

٢١ - أنا مدينة العلم وعليّ بابها وأبو بكر محرابها.

٢٢ - أنا مدينة الصدق وأبو بكر بابها، وأنا مدينة العدل وعمر بابها، وأنا مدينة الحياء وعثمان بابها، وأنا مدينة العلم وعليّ بابها.

٢٣ - لا تقولوا في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي الا خيراً.

٢٤ - أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم.

٢٥ - ابن عمر: كنا في زمن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا نعدل بأبي بكر أحداً ثم عمر ثم عثمان ثم نترك أصحاب النبي لا نفاضل بينهم.

٢٦ - محمد بن الحنفية: قلت لابي أي الناس خير بعد النبي؟ قال: أبو بكر. قال قلت: ثم من؟ قال: عمر. وخشيت أن يقول عثمان قلت: ثم أنث؟ قال: ما أنا الا رجل من المسلمين.

٢ - عدالة الصحابة

ومن البحوث المهمة ذات الأثر الكبير في جميع المسائل الإسلامية « مسألة عدالة الصحابة أجمعين » فعن بعض الفرق القول بكفر الصحابة جميعاً. والمشهور بين أهل السنة هو القول بأن الصحابة كلهم عدول ثقات. وقد نسب هذا القول الى أكثرهم.

والحق أن « الصحبة » لا توجب « العصمة » لاحد. والصحابة فيهم العدول ويغر العدول، وبهذا صرح جمع من أعلام أهل السنة كالتفتازاني والمارزي وابن العماد والشوكاني، وتبعهم: الشيخ محمد عبدة وبعض تلامذته وآخرون من الكتاب والعلماء المعاصرين.

وقد توفر كتاب « عبقات الأنوار » على جوانب من سير مشاهير الاصحاب ومشايخهم لا يظن بقاء أحد على القول بعدالة الصحابة أجمعين بعد مراجعتها ..!


٣ - الحسن والقبح العقليان

ومن المباحث المهمة في علم الكلام بحث الحسن والقبح العقليين، الذي يثبته العدلية وينكره الا شاعرة، ويترتب عليه آثار جليلة وكثيرة، وتعرض السيد لهذا البحث في قسم حديث: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى ». والذي يهمنا إيراده هنا ما ذكره من أن جمعاَ كثيراً وجماً غفيراً من أكابر نحارير أهل السنة يثبتون الحسن والقبح العقليين. فذكر كلمات القوم وحاصلها أن القول بثبوت الحسن والقبح العقليين مذهب:

١ - أبي بكر القفال الشاشي.

٢ - أبي بكر الصيرفي.

٣ - أبي بكر الفارسي.

٤ - القاضي أبي حامد.

٥ - الحليمي.

٦ - علاء الدين السمرقندي صاحب ( ميزان الأصول في نتائج العقول ).

٧ - عبد العزيز البخاري صاحب ( كشف الأسرار - شرح أصول البزودي ).

٨ - أبي المظفر السمعاني صاحب ( القواطع في أصول الفقه ).

٩ - أبي شكور الكشي صاحب ( التمهيد ).

١٠ - أبي حامد الغزالي في ( اقتصاد الاعتقاد ).

١١ - عبيد الله بن مسعود صاحب ( التوضيح في حل غوامض التنقيح ).

١٢ - نظام الدين الشاشي صاحب ( كتاب الخمسين في أصول الحنفية ).

١٣ - الملا علي القاري في ( شرح الفقه الأكبر ).

١٤ - ابن قيم الجوزية في ( زاد المعاد ).

١٥ - كمال الدين السهالي في ( العروة الوثقى ).


١٦ - صالح بن مهدي المقبلي في ( ملحقات الأبحاث المسددة ) وفي ( العلم الشامخ ).

وقد نسب هذا القول الى كثير من أصحاب أبي حنيفة وعلى الخصوص العراقيين منهم. وذكر القاري عن الحاكم الشهيد في المنتقى انه قال أبو حنيفة لا عذر لاحد في الجهل بخالقه لما يرى من خلق السماوات والأرض وخلق نفسه وغيره. وفي المسايرة لابن الهمام الحنفي: قالت الحنفية قاطبة بثبوت الحسن والقبح على الوجه الذي قالته المعتزلة. وفيه عن بعض أكابر الاشاعرة انه لا يتم استحالة النقص على الله الا على رأي المعتزلة. وفيه عن أبي منصور الماتريدي وعامة مشايخ سمرقند: من مات ولم يؤمن ولم تبلغه دعوة رسول يخلد في النار.

٤ - موقف أهل السنة من أئمة أهل البيت

وقد يدعي بعض المؤلفين من أهل السنة - كعبد العزيز الدهلوي - أنهم هم المتبعون لأهل البيت - عليهم‌السلام -الراكبون لسفينتهم والمقتدون بهم يقولون هذا إزراءاً بالشيعة وطعناً في دينهم

وهذا ما دعا السيد رحمه‌الله الى إيراد طرف من كلماتهم الشائنة لائمة أهل البيت عليهم‌السلام كشفاً عن الحقيقة، ولكي يعلن للملإ العلمي أن كل ما يحاوله أهل السنة هو الرد على الشيعة ومعتقداتهم سواء كان بمدح أهل البيت ودعوى محبتهم والانقياد لهم، أو كان بالطعن فيهم وتكذيبهم والحط عليهم والعياذ بالله.

فتلك كلمات ولي الله الدهلوي في أمير المؤمنين عليه‌السلام في كتابه ( إزالة الخفاء عن سيرة الخلفاء ) و ( قرة العينين في فضائل الشيخين ).

وكلمات ابن تيمية فيه وفي بعض أئمة أهل البيت في ( منهاج السنة ).

وكلمات ابن العربي وابن خلدون في سيد الشهداء الحسين بن علي عليهما‌السلام .


وكلمات عبد القادر الجيلاني في أنه ينبغي أن يتخذ يوم عاشوراء يوم فرح وسرور لا يوم مصيبة وحزن

وقول بعضهم في حق الامام جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام « في نفسي منه شيء ».

وقول بعضهم في حق الامام علي بن موسى الرضا عليه‌السلام : « يروي عن أبيه عجائب، يهم ويخطئ ».

٥ - حول الصحيحين

لقد حف القوم الصحيحين بكل قداسة، ووضعوهما في هالة من النور والعظمة، ووضعوا لهما الكرامات الباهرة

انهما كتابان ألفهما محدثان من المحدثين شرطا فيهما على أنفسهما شروطاً خاصة ومن حق الباحث أن يبحث عن تلك الشروط، وأن يسأل عن توفر ما اشترطاه في كلّ واحد واحد من أحاديث الكتابين

ثم ان البخاري ومسلماً بشران كسائر أفراد البشر يعرضهما الخطأ والسهو والنسيان، وهل الالتزام بما اشترطاه على أنفسهما قد أوجب لهما العصمة عن الخطأ والنسيان، وبلغ بكتابيهما الى حد القرآن؟

وإذا كان لما اشترطاه هذا الأثر فلماذا لا يعتقدون هذا الاعتقاد فيما ألف على شرطهما كالمستدرك وغيره؟

هذه - وغيرها - أمور جديرة بالبحث والتحقيق، ولا يجوز لنا أن نمر عليها مر الجهلة والمتعصبين، الذين ينزلون الكتابين منزلة الوحي المبين

ليس كل ما في الكتابين بصحيح

لقد انتهى بنا البحث وأرشدتنا الأدلة الى أنه ليس كل ما روي في الكتابين بصحيح، وأهم تلك الأدلة هي الوجوه التالية:

١ - طعن أكابر الأئمة المعاصرين للبخاري ومسلم في الكتابين


ومؤلفيهما وتركهم لحديثهما والمنع من مجالستهما كما لا يخفى على من راجع تراجم الرجلين في ( سير أعلام النبلاء ) وغيره.

٢ - قدح علماء الجرح والتعديل في كثير من رجالهما كما لا يخفى على من راجع ( هدى الساري في مقدمة فتح الباري ) وغيره.

٣ - آراء كبار العلماء في الرجلين وكتابيهما، الصريحة في وجود الأحاديث الباطلة فيهما، وأن الذي حمل القوم على القول بصحة كل ما أخرجاه هو التعصب وتجد نصوص عبارات بعض هؤلاء العلماء في قسم حديث الغدير من كتاب ( عبقات الأنوار ).

٤ - وجود الأحاديث الكثيرة المقدوحة سنداً ودلالة من قبل أساطين المحققين من أهل السنة كالاسماعيلي، ومغلطاي، وابن حزم، وابن الجوزي، والدمياطي والغزالي، وامام الحرمين، وابن عبد البر، والنووي، وابن حجر، والكرماني والداودي، والحميدي، وابن القيم وغيرهم في هذين الكتابين، وتجد نصوص طائفة من هذه الأحاديث وكلمات هؤلاء الاعلام في قسم حديث الغدير من كتاب ( عبقات الأنوار ).

ليس كل ما ليس في الكتابين بغير صحيح

ثم ما الدليل على أن كل ما لم يخرجاه فليس بصحيح، حتى إذا أرادوا رد حديث أو الطعن فيه قالوا: ليس في أحد الصحيحين؟!

قال النووي: « لم يلتزما استيعاب الصحيح، بل صح عنهما تصريحهما بأنهما لم يستوعباه، وانما قصدا جمع جمل من الصحيح، كما يقصد المصنف في الفقه جمع جملة من مسائله ».

وقال القاضي الكتاني: « لم يستوعبا كل الصحيح في كتابيهما ».

وقال العلقمي: « ليس بلازم في صحة الحديث كونه في الصحيحين ولا في أحدهما ».

وقال ابن القيم: « هل قال البخاري قط: ان كل حديث لم أدخله في


كتابي فهو باطل، أو ليس بحجة، أو ضعيف؟ وكم قد احتج البخاري بأحاديث خارج الصحيح وليس لها ذكر في صحيحه؟ وكم صحح من حديث خارج عن صحيحه؟ ».

تعصب المؤلفين في الامامة والمناقب

ومما ذكرنا يظهر تعصب بعض المؤلفين في الامامة والكلام، وأصحاب الكتب في الفضائل والمناقب كالفخر الرازي حيث يطعن في سند حديث الغدير من جهة عدم إخراج البخاري ومسلم إياه، وكابن تيمية يرد على حديث « ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة » قائلا بأنه « ليس في الصحيحين » وكالبدايوني الهندي القائل في جواب جملة « كرار غير فرار » من حديث « سأعطي الراية غداً رجلا » بأنها « غير مذكورة في الصحيحين ».

ومنهم من يطعن في بعض الأحاديث المخرجة فيهما أو في أحدهما غير مكترث بالذين ذهبوا الى قطعية صدور جميع أحاديثهما، ذكرهم السيد في قسم حديث المنزلة وابن تيمية وابن الجوزي الذين قدحوا في حديث: « اني تارك فيكم الثقلين » وهو في صحيح مسلم؟!

وكالامدي ومن لف لفه الذين أبطلوا حديث: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » وهو في الصحيحين!!

وكالدهلوي الذي أبطل حديث هجر الزهراء عليها‌السلام أبا بكر حتى توفيت وهو في الصحيحين!!

وفي هذا القدر كفاية لمن طلب الرشاد والهداية.

٦ - تحقيق حال رجال

وفي كتاب « عبقات الأنوار » ترجمة المئات من الاعلام من الصحابة والتابعين والرواة وكبار العلماء والمؤلفين في مختلف العلوم والفنون ذكر السيد تراجمهم لأغراض مختلفة أهمها اثبات ثقتهم والاعتماد عليهم


أو جرحهم واسقاطهم عن درجة الاعتبار فهو يعطيك قائمة بأسماء الثقات وقوائم بأسماء الوضاعين، والضعفاء، والمدلسين، ومن تكلم فيهم من الرواة والمحدثين.

وقد يستدعي الأمر التوسع في بيان حال الرجل توثيقاً أو تجريحاً، ومن هنا فقد حقق حال رجال تحقيقاً شاملا يتوفر على فوائد تاريخية ورجالية لا تخفى قيمتها على ذوي الفضل وأهل التحقيق، ولنذكر هنا بعض الامثلة على ذلك:

أ - تحقيق حال عباد بن يعقوب الرواجني

لقد أثبت وثاقة عباد بن يعقوب الرواجني بعشرة وجوه:

١ - كونه من مشايخ البخاري.

٢ - كونه من مشايخ الترمذي.

٣ - كونه من مشايخ ابن ماجة.

٤ - رواية كبار الأئمة كأبي حاتم والبزار وابن خزيمة عنه.

٥ - توثيق أبي حاتم الرازي.

٦ - توثيق ابن خزيمة النيسابوري.

٧ - قول الدارقطني: صدوق.

٨ - قول بعض أعلامهم: لو لا رجلان من الشيعة ما صح لهم حديث: عباد بن يعقوب وابراهيم بن محمد بن ميمون.

٩ - قول الحافظ ابن حجر: « بالغ ابن حبان فقال: يستحق الترك ».

١٠ - قول الحافظ ابن حجر: « رافضي مشهور الا انه كان صدوقاً ».

وقد ظهر أنه لا ذنب للرواجني الا « التشيع » و « أنه يشتم السلف » كعثمان وطلحة والزبير كما في « تهذيب التهذيب » وغيره. ولعل الذي جعله « يستحق الترك » ما رواه من أن أبا بكر أمر خالد بن الوليد أن يقتل علياً،


ثم ندم فنهاه عن ذلك رواه السمعاني في « الأنساب ».

ب - تحقيق حال ابن عقدة

وصنف أبو العباس ابن عقدة كتاباً بطرق حديث: « من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه » رواه فيه من مائة وخمس طرق ثم ذكر ثمانية وعشرين رجلا من الصحابة لم يذكر أسمائهم. قال السيد بن طاوس: « والكتاب عندي الآن » وقد ذكر هذا الكتاب لابن عقدة جماعة من حفاظ واعلام أهل السنة كابن حجر وابن تيمية والسمهودي والمناوي وغيرهم.

وقد طعن عبد العزيز الدهلوي تبعاً لنصر الله الكابلي في أبي العباس ابن عقدة، قال الكابلي فيما زعمه من مكايد الامامية: « التاسع والتسعون: نقل ما يؤيد مذهبهم عن كتاب رجل يتخيل أنه من أهل السنة وليس منهم، كابن عقدة كان جارودياً رافضياً، فانه ربما ينخدع منه كل ذي رأي غبين، ويميل الى مذهبهم أو تلعب به الشكوك ».

وقد أثبت السيد صاحب العبقات وثاقة ابن عقدة وجلالته عن الدارقطني وأبي علي الحافظ وحمزة السهمي والسمعاني والسيوطي وسبط ابن الجوزي والفتني والبدخشاني

وانه قد روى عنه الأكابر من الحفاظ كالطبراني والدارقطني وأبي نعيم وابن عدي، وكان الدارقطني يقول: أجمع أهل الكوفة على أنه لم ير من زمن عبد الله بن مسعود الى زمن أبي العباس ابن عقدة أحفظ منه. وعده السبكي في طبقاته من حفاظ هذه الشريعة، ونقل السيوطي آراءه في تدريب الراوي وابن الجوزي في معرفة الصحابة، والذهبي في الجرح والتعديل.

فظهر أنه لا ذنب لابن عقدة الا ما ذكره السيوطي بقوله: « وعنده تشيع » وانه - كما قال سبط ابن الجوزي -: « كان يروي فضائل أهل البيت ويقتصر عليها، ولا يتعرض للصحابة بمدح ولا بذم فنسبوه الى الرفض ». ومن قال الفتني: « وما ضعفه الا عصري متعصب ».


ج - تحقيق حال الأجلح بن عبد الله

وطعن الدهلوي في سند حديث الولاية: « ان عليّاً مني وأنا من عليّ وهو ولي كل مؤمن من بعدي » قائلا: « في أسناده الأجلح وهو شيعي متهم في حديثه ».

فأجاب السيد عنه بثلاثين وجه منها:

توثيق يحيى بن معين، والعجلي، ويعقوب بن سفيان، ومدح أحمد، وقول الفلاس وابن عدي: « مستقيم الحديث صدوق » وتصحيح الحاكم حديثاً هو في طريقه، وفي التقريب: « صدوق شيعي ». وهو من رجال أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة.

فظهر أنه لا ذنب له الا « التشيع ».

د - تحقيق حال سبط ابن الجوزي

وتعرض السيد لحال سبط ابن الجوزي فأشبع الموضوع بحثاً وتحقيقاً، وذلك لأنه اعتمد عليه في نقل رواية أحمد بن حنبل لحديث النور: « خلقت أنا وعليّ من نور واحد » فكان من الضروري بيان ثقته والاعتماد عليه.

فذكر مدح أبي المؤيد الخوارزمي وابن خلكان وقطب الدين البعلبكي وأبي الفداء وابن الوردي والذهبي والداودي واليافعي والقاري وغيرهم وتعظيمهم إياه وقد وصفه الخوارزمي في ( جامع مسانيد أبي حنيفة ) بـ « الامام الحافظ » وقال هؤلاء كلهم بأنه « كان له القبول التام عند الخاص والعام ».

واعتمد على تاريخه ( مرآة الزمان ) من تأخر عنه من المؤرخين كابن خلكان والصفدي، والحلبي في سيرته، كما اعتمد عليه جماعة من علماء الكلام كالكابلي في ( صواقعه ) والدهلوي في ( تحفته ).

نعم طعن فيه وفي تاريخه الذهبي في ( ميزان الاعتدال ) فقال: « يأتي بمناكير الحكايات وما أظنه بثقة، بل يحيف ويجازف ثم انه يترفض ».


وقد أجابوا عن ذلك ففي ( كشف الظنون ): « قال في الذيل: هذا من الحسد، فانه في غاية التحرير، ومن أرخ بعده فقد تطفل عليه، لا سيما الذهبي والصفدي، فان نقولهما منه في تاريخهما ».

فظهر أنه لا ذنب له الا « الترفض » وسببه تأليف كتاب « تذكرة الخواص من الامة في ذكر مناقب الأئمة ».

هـ - تحقيق حال الجاحظ

وتمسك الفخر الرازي بصدد الطعن في حديث الغدير بعدم نقل الجاحظ إياه.

فانبرى السيد للجواب عنه في وجوه:

الاول: انه من النواصب، كما نص عليه ( الدهلوي )، وصاحب كتاب المروانية كما نص عليه ابن تيمية.

والثاني: ان له أباطيل وأضاليل حول مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام وفضائله لم يرتضها حتى بعض أهل نحلته كالاسكافي.

والثالث: قول الحافظ الخطابي: الجاحظ ملحد.

والرابع: قول ثعلب: ليس ثقة ولا مأموناً.

والخامس: قول الذهبي في الميزان: « كان من أئمة البدع ». وفي ( سير اعلام النبلاء ): « كان ماجنا قليل الدين » قال: « يظهر من شمائل الجاحظ أنه يختلق » وقد أورده في ( المغني في الضعفاء ).

والسادس: قول الخطيب: كان لا يصلي.

والسابع: ما ذكره ابو الفرج الاصبهاني من انه كان يرمى بالزندقة وأنشد في ذلك أشعارا.

والثامن: قول ابن حزم: كان أحد المجان الضلال.

والتاسع: قول الأزهري: « ان أهل العلم ذموه وعن الصدق دفعوه ».

والعاشر: قول ثعلب: « كان كذاباً على الله وعلى رسوله


وعلى الناس ».

فهل يليق بالرازي الاستدلال بعدم رواية الجاحظ لحديث الغدير؟!

٧ - تحقيق حال كتب

ومن الفوائد في كتاب « عبقات الأنوار » معرفة الكتب والفنون، فهو يعطيك أسامي آلاف الكتب في مختلف العلوم والفنون مع اسماء مؤلّفيها بحيث لو جمعت لشكلت كتاباً مفرداً في هذا الفن يقع في مجلدات عديدة.

ومن هذه الكتب ما ينقل عنها في بحوثه، وهي أهم الكتب وأشهرها في كل فن وقد ذكرنا سابقاً أسلوبه في النقل والاستدلال.

وربما تعرض لحال بعض تلك الكتب فأثبت نسبتها الى أصحابها، أو أكد اعتبار ما جاء فيها أو بالعكس وإليك نماذج من تحقيقاته في هذا المجال:

أ - تحقيق حول مسند أحمد

لقد وقع الخلاف بين علماء أهل السنة - حتى الحنابلة منهم - حول أحاديث مسند أحمد بن حنبل، فقال جماعة بأن ما أودعه أحمد مسنده قد احتاط فيه اسناداً ومتناً ولم يورد فيه الا ما صح سنده عنده، فأمر بالرجوع اليه وجعله أصلا يعرف به الصحيح والسقيم، وما ليس فيه فلا أصل له، وأنكر آخرون أن يكون المسند بهذه المثابة عند أحمد.

وقد بحث السيد رحمه‌الله هذا الموضوع مؤيداً القول الاول ومحققاً إياه أحسن تحقيق.

فحديث الثقلين: « اني تارك فيكم الثقلين » الذي أخرجه في المسند بطرق عديدة صحيح عنده، فبطل قول البخاري: « قال أحمد في حديث عبد الملك عن عطية عن أبي سعيد قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تركت فيكم الثقلين. أحاديث الكوفيين هذه مناكير ».


ب - تحقيق حول الموضوعات لابن الجوزي

وألف الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي كتاب الموضوعات ولكن كم من حديث صحيح أو غير موضوع أدرجه في هذا الكتاب وهذا ما نص عليه جماعة كبيرة من الأكابر

قال ابن الصلاح: « ولقد أكثر الذي جمع في هذا العصر الموضوعات في نحو مجلدين، فأودع فيها كثيراً مما لا دليل على وضعه، وانما حقه أن يذكر في مطلق الأحاديث الضعيفة ».

وقال ابن جماعة الكناني: « وصنف الشيخ ابو الفرج ابن الجوزي كتابه في الموضوعات فذكر كثيراً من الضعيف الذي لا دليل على وضعه ».

وقال الطيبي: « وقد صنف ابن الجوزي في الموضوعات مجلدات قال ابن الصلاح: أودع فيها كثيراً مما لا دليل على وضعه ».

وقال ابن كثير: « ادخل فيه ما ليس منه، واخرج عنه ما كان يلزمه ذكره فسقط عليه ولم يهتد اليه ».

وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري بعد اثبات حديث سدوا الأبواب الا باب علي:

« وقد أورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات وأخطأ في ذلك خطأ شنيعاً، فانه سلك رد الأحاديث الصحيحة بتوهمه المعارضة ».

وقال في القول المسدد بعد الحديث المذكور: « قول ابن الجوزي في هذا الحديث: انه باطل وانه موضوع. دعوى لم يستدل عليها الا بمخالفة الحديث الذي في الصحيحين. وهذا اقدام على رد الأحاديث الصحيحة بمجرد التوهم ».

وقال السخاوي: « ربما أدرج فيها الحسن والصحيح مما هو في أحد الصحيحين فضلا عن غيرهما ولذا انتقد العلماء صنيعه ».

وقال السيوطي: أكثر فيه من إخراج الضعيف الذي لم ينحط الى رتبة الوضع، بل ومن الحسن ومن الصحيح ».


وقال محمد بن يوسف الشامي: « قد نص ابن الصلاح في علوم الحديث وسائر من تبعه على ان ابن الجوزي تسامح في كتابه الموضوعات ».

ج - كتاب الامامة والسياسة لابن قتيبة

أثبت السيد رحمه‌الله صحة نسبة كتاب ( الامامة والسياسة ) الى ( ابن قتيبة ) بنقل جماعة من مشاهير القوم عن الكتاب المذكور قائلين: وفي الامامة والسياسة لابي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة. أو: قال ابو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة في كتاب الامامة والسياسة، ومنهم:

عمر بن فهد المكي في كتاب اتحاف الورى بأخبار أم القرى.

وعز الدين عبد العزيز بن عمر بن فهد المكي في غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام.

وتقي الدين محمد بن احمد بن علي الفاسي في العقد الثمين في أخبار البلد الامين.

وأبو الحجاج يوسف بن محمد البلوى في كتاب ألف باء.

ومحمد محبوب العالم في تفسيره المشهور بتفسير شاهي، الذي اعتمد عليه صاحب التحفة ومن تبعه.

د - كتاب سر العالمين للغزالى

ونقل السيد في قسم حديث الغدير كلاماً لابي حامد الغزالي في الحديث المذكور عن كتابه ( سر العالمين ).

ثم أورد نص الكلام عن كتاب ( تذكرة الخواص الامة ) لسبط ابن الجوزي حيث نقله عن سر العالمين للغزالي وبذلك أثبت كون الكتاب للغزالي وأن الكلام المذكور هو للغزالي في سر العالمين.

ثم أضاف الى ذلك ما جاء في ( ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي )


بترجمة الحسن بن الصباح، حيث قال: « قال أبو حامد الغزالي في كتاب سر العالمين: شاهدت قصة الحسن بن الصباح ».

فيكون الكتاب المذكور لابي حامد الغزالي قطعاً.

٨ - تحقيق حول انتشار العلوم في البلاد الإسلامية

لقد زعم ابن تيمية في كلام له في القدح في حديث « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » أن العلوم انتشرت في البلاد الإسلامية من غير عليّ عليه‌السلام قال: « فان جميع مدائن الإسلام بلغهم العلم عن الرسول من غير علي، أما أهل المدينة ومكة فالأمر فيهم ظاهر، وكذلك الشام والبصرة، فان هؤلاء لم يكونوا يروون عن علي الا شيئاً قليلا، وانما كان غالب علمه في الكوفة. ومع هذا فأهل الكوفة كانوا تعلموا القرآن والسنة قبل ان يتولى عثمان فضلا عن علي وفقهاء أهل المدينة تعلموا الدين في خلافة عمر. وتعليم معاذ بن جبل لأهل اليمن ومقامه فيهم اكثر من علي، ولهذا روى أهل اليمن عن معاذ بن جبل اكثر مما رووا عن علي. وشريح وغيره من أكابر التابعين انما تفقهوا على معاذ بن جبل. ولما قدم علي الكوفة كان شريح فيها قاضياً، وهو وعبيدة السلماني تفقها على غيره. فانتشر علم الإسلام في المدائن قبل أن يقدم علي الكوفة ».

فانبرى السيد للرد على هذه الدعوى محققاً لهذا الموضوع تحقيقاً شاملا ومثبتاً لانتشار علوم الإسلام في البلاد الإسلامية بواسطة باب مدينة العلم وأمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام ، فقال في الجواب ما ملخصه:

اما المدينة المنورة فقد قضى فيها الامام الشطر الأعظم من حياته المباركة وعمره الشريف، وقد كان فيها المرجع الوحيد لكبار الصحابة في المسائل والمعضلات وهذه حقيقة اعترف بها أعلام الحفاظ قال النووي: « وسؤال كبار الصحابة له ورجوعهم الى فتاواه وأقواله في المواطن الكثيرة والمسائل المعضلات مشهور ».


وأما مكة المكرمة فقد عاش فيها الامام منذ ولادته حتى الهجرة، وسافر إليها بعد الاستيطان بالمدينة مرات عديدة، ولا ريب في أخذ أهل مكة العلم منه في خلال هذه المدة.

على أن تلميذه الخاص - وهو عبد الله بن العباس - كان بمكة مدة مدية ينشر العلم، ويفسر القرآن، ويعلم المناسك، ويدرس الفقه:

قال الذهبي بترجمته من ( تذكرة الحفاظ ): « الأعمش عن أبي وائل قال: استعمل علي ابن عباس على الحج فخطب يومئذ خطبة لو سمعها الترك والروم لأسلموا، ثم قرأ عليهم سورة النور فجعل يفسرها ».

وفي ( طبقات ابن سعد ) عن عائشة: « انها نظرت الى ابن عباس ومعه الخلق ليالي الحج وهو يسأل عن المناسك. فقالت: هو اعلم من بقي بالمناسك ».

وفي ( الاستيعاب ) بترجمته: « روينا ان عبد الله بن صفوان مرّ يوماً بدار عبد الله بن عباس بمكة فرأى فيها جماعة من طالبي الفقه ».

وقد اعترف ابن تيمية نفسه بهذه الحقيقة ففي ( الإتقان للسيوطي ): « قال ابن تيمية: اعلم الناس بالتفسير أهل مكة لأنهم اصحاب ابن عباس رضي الله عنهما كمجاهد وعطاء بن ابى رباح وعكرمة مولى ابن عباس وسعيد بن جبير وطاوس وغيرهم ».

وأما الشام: فقد انتشر العلم فيه عن أبي الدرداء، وهو تلميذ عبد الله بن مسعود، وابن مسعود من تلامذة الامام، فانتهى اليه عليه‌السلام علم أهل الشام روى الحافظ محب الدين الطبري في ( الرياض النضرة ): « عن أبي الزعراء عن عبد الله قال: علماء الأرض ثلاثة: عالم بالشام وعالم بالحجاز وعالم بالعراق فأما عالم أهل الشام فهو أبو الدرداء، وأما عالم أهل الحجاز فعلي بن ابى طالب، وأما عالم اهل العراق فأخ لكم. وعالم اهل الشام وعالم اهل العراق يحتاجان الى عالم أهل الحجاز، وعالم أهل الحجاز لا يحتاج إليهما. أخرجه الحضرمي ».


وأما البصرة فقد ورد إليها الامام عليه‌السلام بنفسه وتلك خطبه ومواعظه فيها مدونة في كتب التاريخ.

وأيضاً فقد أخذ أهل البصرة وتفقهوا على ابن عباس حيث كان والياً على البصرة من قبل الامام، وهو من أشهر تلاميذه وملازميه بلا كلام ...قال الحافظ ابن حجر في ( الاصابة ): « ان ابن عباس كان يعشى الناس في رمضان وهو أمير البصرة، فما ينقضي الشهر حتى يفقههم ».

وأماالكوفة فقد تعلم أهلها القرآن والسنة منه عليه‌السلام مباشرة مدة بقائه بها ولو كانوا قد تعلموا شيئاً من ذلك قبل وروده إليها فمن عبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر وهما من تلامذته عليه الصلاة والسلام.

وأمااليمن فقد روى الكل أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد بعثه الى اليمن قاضياً - والقضاء هو الفقه، فهو أفقه الامة لقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيما رواه الفريقان: أقضاكم عليّ - فهو الذي فقه أهل اليمن وعلمهم، و قد قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين بعثه: « اللهم اهد قلبه وثبت لسانه » فهذا بعث عليّ عليه‌السلام الى اليمن، وهذا شأنه في العلم والفقه فانتشر العلم في تلك البلاد عنه عليه‌السلام .

واما معاذ فقد بعثه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى طائفة من اليمن « ليجبره » بعد أن « اغلق ما له من الدين فباع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما له كله في دينه حتى قام معاذ بغير شيء » رواه الحافظ ابن عبد البر في ( الاستيعاب ). وهذا بعث معاذ الى طائفة من اليمن. وأما شأنه في العلم والفقه فلا يقاس بالإمام عليه‌السلام - كما لا يقاس به غيره - بل في نفس خبر بعثه الى اليمن ما يدل على فسقه أو جهله بأدنى الاحكام الشرعية فراجع الاستيعاب وغيره.

وبهذا عرفت انه قد انتشر علم الإسلام في جميع المدائن عن عليّ عليه‌السلام .


٩ - تحقيق حول سلاسل الصوفية

( الى من تنتهي؟ عليّ أو أبى بكر؟ ) اعترف عبد العزيز الدهلوي بانتهاء سلاسل الصوفية الى الامام عليّ المرتضى عليه‌السلام وأنكر ذلك والده الدهلوي تبعاً لابن تيمية الحراني.

وقد انتصر المولوي حسن زمان صاحب كتاب ( القول المستحسن في فخر الحسن ) للحق، فرد على ابن تيمية الرد القاطع وأثبت انتهاء سلاسل الصوفية ورجال الطريقة الى سيد الأولياء أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.

وان شئت تفصيل ذلك فراجع قسم حديث التشبيه من كتاب ( عبقات الأنوار ).

الباب الخامس

( كتاب عبقات الأنوار )

١ - في سبيل التأليف

ان إخراج كتاب مثل « عبقات الأنوار » الى عالم الوجود يتطلب بذل جميع الطاقات بشتى أشكالها في سبيل توفير المصادر الاصلية للبحوث، ثم استخراج المواضيع المطلوبة وتنسيقها فان هذين العنصرين أهم العناصر المتوقف عليها انجاز هذه المهمة.

وبالفعل فان السيد المؤلف لم يدخر شيئاً مما كان بوسعه، فلم يأل جهداً في طريق تحصيل المصادر اللازمة، من مختلف المكتبات العامة والخاصة، في داخل الهند وخارجه.

فمن المصادر ما كان في مكتبة والده الموقوفة، مثل كتاب ( زاد المسير للسيوطي ). ومن هنا يعلم أن والده العلامة السيد محمد قلي هو المؤسس الاول لمكتبة الاسرة المعروفة ب- ( المكتبة الناصرية ) التي سنتحدث عنها.

ومنها: ما اشتراه في بعض أسفاره، مثل ( كتاب ألف باء في


المحاضرات للبلوي ) قال: اشتريته من ( الحديدة ) ونسخة من كتاب ( تهذيب الكمال للمزي ) نسخت من خط المزي وقرئت عليه، قال: اشتريتها في ( الحديدة ) يوم الأربعاء ٨ محرم سنة ١٢٨٣ لدى رجوعي من الحج.

ومنها: ما أرسل اليه من البلاد المختلفة بطلب منه، ( كالاربعين في فضائل أمير المؤمنين لابي عبد الله محمد بن مسلم بن أبي الفوارس الرازي ) قال: حصلت عليه بعد جهد بذله بعض العلماء الاعلام أدامهم الله المنعام. و ( استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذوي الشرف للمزي ) قال: نسخة عتيقة حصلت عليها بسعي من أحد العلماء.

ومنها: ما رآه واستفاد منه في المكتبات العامة وغيرها في بعض أسفاره ففي الحجاز استفاد من مكتبة الحرم النبوي الشريف من عدة من الكتب ( كالنور السافر عن أخبار القرن العاشر للعيدروس ) قال: هي نسخة الأصل، وعليها خط المصنف وتصحيحه، رآها ونقل منها، ثم ذكر أنه قد حصل على نسخة عتيقة منه بعد سعي كثير وكتاب ( سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر للمرادي ).

ومن مكتبة الحرم المكي الشريف كتاب ( عجالة الراكب وبلغة الطالب لعبد الغفار بن ابراهيم العلوي ) و ( كنز البراهين الكسبية والأسرار الوهبية الغيبية لشيخ بن علي الجفري باعلوي ) قال: وهو مطبوع بمصر. و ( الاعلام بأعلام بيت الله الحرام ) قال: رأيته في الهند أيضاً، وهو مطبوع بلندن. و ( رسالة الأسانيد للشيخ أحمد النخلي ) وذكر أنه قد حصل على نسخة منه بعد ذلك.

وفي العراق حصل على كتب منها ( المجالس لابي الليث نصر بن محمد ) وكتاب ( كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب للكنجي الشافعي ) و ( التبر المذاب في بيان ترتيب الاصحاب لأحمد بن محمد الحافي الحسيني الشافعي ) و ( الرياض الزاهرة في فضل آل بيت النبي وعترته الطاهرة للمطيري ) رآه في النجف الأشرف سنة ١٢٨٣.


ومنها: ما وقف عليه في بعض المكتبات الخاصة ومن له أقل إلمام بنفسيات أصحاب المكتبات الخاصة يعلم مدى صعوبة الاستفادة من كتب المكتبات الخاصة، لا سيما إذا كان صاحبها من المخالفين وهناك قضايا نادرة تنقل حول كيفية أستاذة السيّد المؤلف من هذه المكتبات.

فهذا طرف من متاعبه وجهوده في سبيل تحصيل مصادر كتابه.

وأما ما تحمله رحمه‌الله في سبيل استخراج مطالبه من المصادر، وتأليف كتابه وكتابته فلسنا مبالغين ان قلنا بأنه قد ضحى بنفسه الشريفة في هذا السبيل فقد كتب بيده اليمنى حتى عجزت عن الكتابة، فأضحى يكتب باليسرى، وكان إذا تعب من الجلوس اضطجع وكتب، وإذا تعب استلقى على ظهره ووضع الكتاب على صدره وأملى.

لقد كان هذا دأبه ليلاً ونهاراً ولا يقوم عن مقامه الا لحاجة ملحة، ولا يأكل ولا ينام الا بقدر الضرورة وحتى العبادات والاعمال الشرعية لم يعمل الا بالفرائض منها الى أن مرض فلم يتمكن الا من الاملاء ولم يتركه حتى آخر لحظة من حياته.

وقد حكى لنا آية الله السيد شهاب الدين النجفي المرعشي دام ظله نقلا عن السيد ناصر حسين أنه لما وضع السيد على المغتسل لوحظ أثر عميق على شكل خط افقى على صدره الشريف كان موضع الكتاب الذي اعتاد على وضعه على صدره للاملاء.

٢ - أثر الكتاب

أ - في أوساط الهند

ان الغرض من تأليف هذا الكتاب هو الرّد على كتاب ( التحفة الاثنا عشرية ) الذي ألفه ( المولوي عبد العزيز الدهلوي )، محاولة منه للحيلولة دون تطور المذهب الشيعي، وفي ظروف قام الشيعة فيها بالنشاط الفكري من جديد في بلاد الهند، وأسسوا فيها مراكز علمية جعلوها منطلقاً لترويج


مذهبهم ونشر عقائدهم حتى كادت تتشيع سائر الفرق.

وكتاب التحفة - وان كان في الأغلب تكراراً لما قاله أبناء تيمية وحجر وروزبهان وكثير والجوزي والفخر الرازي وغيرهم من متعصبي أهل السنة السابقين، في مؤلفاتهم التي رد عليها علماء الشيعة المعاصرون لهم أو المتأخرون عنهم الا أن من الطبيعي أن يحدث فتنة عظيمة بين المسلمين في تلك الأقطار، وأن يحسب العوام والجهلة من أهل السنة أن قد نجح هذا الكتاب في الهدف الذي لأجله ألف، وهو الصد عن تقدم المذهب الشيعي.

لكن الشيعة كانوا ينتظرون بفارغ الصبر وبقلوب مطمئنة صدور الرد بل الردود العديدة عليه من قبل فطاحل العلماء الذين قيضهم الله عز وجل للذب عن الدين الحنيف والدفاع عن المذهب الحق.

حتى انبرى له جماعة من فحول الطائفة - سيأتي ذكر أسمائهم - وكتبوا ردودهم عليه لا سيما الباب السابع منه المتعلق بمباحث الامامة والخلافة.

وان من يقف على كتاب ( عبقات الأنوار ) الذي ألف في النصف الثاني من القرن الثالث عشر يمكنه - بسهولة - تقدير الأثر الذي تركه هذا الكتاب في زمن صدوره وانتشاره في الاوساط العلمية وغيرها من بلاد الهند.

لقد شفى هذا الكتاب غليل الشيعة، ورفع رءوسهم، وأثلج صدورهم، فكان برهاناً لامعاً لاعلان الحق، والدعوة الى سبيل الله، وتبليغ رسالاته، وسيفاً قاطعاً على الأعداء والخصوم وأصبح نبراساً يضيء طريق الحق للسائرين ورائداً لمن جاء بعده من الباحثين وان في ما ذكرناه في ( الدراسات ) في الدلالة على ما قلناه كفاية والحمد لله رب العالمين.

ب - في الاوساط الأخرى


وقد ترك هذا الكتاب آثاراً بالغة في الاوساط الإسلامية الأخرى

يتجلى ذلك بوضوح لمن يدقق النظر في التقاريظ والرسائل الموجهة الى المؤلف وأسرته وكبار رجالات الطائفة في الهند فقد جاء في رسالة لاية الله المازندراني أنه يهتدي ببركة هذا الكتاب في كل عام جمع كثير وجم غفير من أهل السنة في بغداد ومكة وشام وحلب بالاضافة الى بلاد الهند نفسها.

وفي رسالة للسيد المجدد الشيرازي الحكم بلزوم قراءة هذا الكتاب على كل مسلم، والأمر بوجوب نشره وترويجه بكل طريق ممكن.

وفي رسائل عديدة من جماعة من أعلام علماء الوقت طلب المزيد من نسخ الكتاب لأجل استفادة العلماء والفضلاء منه في الحوزات العلمية، والتأكيد على السيد المؤلف في مواصلة العمل لأجل انجاز بقية مجلدات الكتاب.

ومن هنا فقد صدر الحكم من آية الله الشيخ زين العابدين المازندراني الحائري الى مقلديه في الهند بالمبادرة في أسرع وقت الى طبع أجزاء الكتاب بمجرد خروجها من السواد الى البياض، وأن من الواجب المحتم عليهم أن يضعوا كافة قدراتهم المالية وغيرها تحت تصرف السيد ممتثلين جميع أوامره

٣ - تقاريظ الكتاب

ولما وصل كتاب ( عبقات الأنوار ) الى الأقطار الإسلامية كالعراق وايران واطلع عليه كبار الفقهاء، ووقف عليه رجالات الحديث والكلام، والعلماء في مختلف العلوم الإسلامية أكبروه غاية الإكبار، وأثنوا عليه وعلى مؤلفه الثناء البالغ والمدح العظيم، وأرسلوا الى السيد المؤلف رسائل التقريظ والتبجيل شاكرين الله تعالى على هذه النعمة، ومعبرين عن غاية سرورهم واعتزازهم بهذه الموهبة.

وقد جمعت نصوص لك التقاريظ في كتاب سمي بـ ( سواطع الأنوار


في تقريظات عبقات الأنوار ) حوى المختار منه(١) ، منها ٢٧ تقريضاً، وهي من كبار فقهاء ومحدثي عصر المؤلف قد وجه بعضها الى المؤلف في حياته وبعضها الآخر الى نجله السيد ناصر حسين ونحن نكتفي هنا بذكر نصوص بعضها:

*(١)*

تقريظ سيد الطائفة في عصره المجدد السيد الميرزا الشيرازي (٢)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أبدع بقدرته على وفق إرادته فطرة الخليفة، وأولى كلا بحسب قابليته ما يليق به من صبغة الحقيقة، فعلم آدم الأسماء، واصطفى أكابر ذريته، وخلص صفوته للبحث عن حقائق الأشياء، والاطلاع على ما في بطون الأنبياء فألهمهم علوم حقائقه، وأعلمهم نوادر دقائقه، وجعلهم مواضع ودائع اسراره وطالع طوالع أنواره، فاستنبطوا وافادوا، واستوضحوا واجادوا، والصلاة والسلام على من حبه خير وأبقى، وآله الذين من تمسك بهم فقد استمسك بالعروة الوثقى.

____________________

(١). طبع في الهند سنة ١٣٥٩. ذكر صاحب كتاب ( علماء معاصرين: ٣٠ ) « أنّ العالم الجليل الشيخ عباس الهندي الشروانى ألّف كتاباً باسم سواطع الأنوار في تقريظات عبقات الأنوار، وأنّى قد طبع مع كتاب زينة الإنشاء بمطبعة بستان مرتضوى ببلدة لكهنو سنة ١٣٠٣ ».

(٢). هو السيد الميرزا محمد حسن الحسيني الشيرازي النجفي، أعظم علماء عصره وأشهرهم وأعلى مراجع الامامية في الأقطار الإسلامية في زمانه، حضر على الشيخ محمد تقى صاحب حاشية المعالم والسيد حسن المدرس والشيخ محمد ابراهيم الكلباسي في أصفهان وفي النجف الأشرف على الشيخ صاحب الجواهر والشيخ الأنصاري والشيخ حسن آل كاشف الغطاء وكان أيام زعامته مقيماً في سامراء المشرفة، وقصة ( التنباك ) وفتواه بتحريمه مشهورة.

ولد سنة ١٢٣٠ وتوفى سنة ١٣١٢ ( اعلام الشيعة ).


أما بعد: فلم وقفت بتأييد الله تعالى وحسن توفيقه على تصانيف ذي الفضل الغزير، والقدر الخطير، والفاضل النحرير، والفائق التحرير، والرائق التعبير، العديم النظير، المولوي السيد حامد حسين، أيده الله في الدارين وطيب بنشر الفضائل أنفاسه، وأذكى في ظلمات الجهل من نور العلم نبراسه.

رأيت مطالب عالية، تفوق روائح تحقيقها الغالية، عباراتها الوافية دليل الخبرة واشاراتها الشافية محل العبرة، وكيف لا؟ وهي من عيون الأفكار الصافية مخرجة، ومن خلاصة الإخلاص منتجة، هكذا هكذا والا فلا، العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء من الأخيار، وفي الحقيقة افتخر كل الافتخار، ومن دوام العزم وكمال الحزم وثبات القدم وصرف الهمم في اثبات حقية أهل بيت الرسالة بأوضح مقالة أغار، فانه نعمة عظمى وموهبة كبرى، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

أسأل الله أن يديمك لإحياء الدين ولحفظ شريعة خاتم النبيين صلوات الله عليه وآله أجمعين.

فليس حياة الدين بالسيف والقنا

فأقلام أهل العلم امضى من السيف

والحمد لله على ان قلمه الشريف ماض نافع، ولا لسنة أهل الخلاف حسام قاطع، وتلك نعمة منّ الله بها عليه، وموهبة ساقها اليه.

واني وان كنت اعلم ان الباطل فاتح فاه من الحنق الا ان الذوات المقدسة لا يبالون في أعلاء كلمة الحق، فأين الخشب المسندة من الجنود المجندة، وأين ظلال الضلالة من البدر الأنور، وظلام الجهالة من الكوكب الأزهر.

أسأل الله ظهور الحق على يديه، وتأييده من لديه، وان يجعله موفقاً منصوراً مظفراً مشكوراً، وجزاه الله عن الإسلام خيراً.


والرجاء منه الدعاء مدى الأيام، بحسن العاقبة والختام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حرره الأحقر محمد حسن الحسيني

في ذي الحجة الحرام سنة ١٣٠١

( الختم المبارك )

*(٢)*

تقريظ خاتمة المحدثين الميرزا حسين النوري (١)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي خصنا من بين الفرق بالفلج، وأيدنا ما دونهم بأوضح الحجج والصلاة على من اصطفاه لدين قيم غير ذي عوج، وعلى آله الذين نشروا لواء الحق ولو بسفك المهج، وأحضوا على العلم ولو بخوض اللجج، عجل الله لهم النصر والفرج، وصلى الله عليهم ما مدحت الثغور بالبلج، ووصفت الحواجب بالزجج.

وبعد: فان العلم مشرع سلسال، لكن على أرجائه ضلال، وروض مسلوف لكن دونه قلل الجبال، دونهن حتوف، وان من أجل من اقتحم موارده، وارتاد آنسه وشارده، وعاف في طلابه الراحة، ورأى في اجتلاء أنواره مروحة وراحة، حتى فاز منه بالخصل، بل وأدرك الفرع منه والأصل: السيد السديد والركن الشديد، سباح عيالم التحقيق، سياح عوالم التدقيق،

____________________

(١). هو امام أئمة الحديث والرجال في الاعصار المتأخرة، مؤلفاته تربو على العشرين أشهرها وأهمها ( المستدرك ) استدرك فيه على كتاب ( وسائل الشيعة ) وهو أحد المجاميع الثلاثة المتأخرة، في ثلاثة مجلدات كبار تشتمل على زهاء (٢٣٠٠٠) حديث، وقد ختمها بخاتمة ذات فوائد جليلة، وله في بعض مؤلفاته آراء لم يوافقه عليها سائر العلماء.

ولد سنة ١٢٥٤ وتوفى سنة ١٣٢٠ ( أعلام الشيعة ).


خادم حديث أهل البيت، ومن لا يشق غباره الاعوجي الكميت، ولا يحكم عليه لو ولا كيت سائق الفضل وقائده وأمير الحديث ورائده، ناشر ألوية الكلام، وعامر أندية الإسلام، منار الشيعة، مدار الشيعة، يافعة المتكلمين، وخاتمة المحدثين، وجه العصابة وثبتها، وسيد الطائفة وثقتها، المعروف بطنطنة الفضل بين ولايتي المشرقين، سيدنا الأجل حامد حسين، لا زالت الرواة تحدث من صحاح مفاخره بالأسانيد مما تواتر من مستفيض فضله المسلسل كل معتبر عال الأسانيد.

ولعمري لقد وفي حق العلم بحق براعته، ونشر حديث الإسلام بصدق لسان يراعته، وبذل من جهده في إقامة الأود وابانة الرشد ما يقصر دونه العيوق فأنى يدرك شأوه المسح السابح السبوق!! فتلك كتبه قد حبت الظلام وجلت الأيام، وزينت الصدور واخجلت المدور، ففيها ( عبقات ) أنوار اليقين و ( استقصاء ) شاف في تقدير نزهة المؤمنين، وظرائف طرف في إيضاح خصائص الإرشاد هي غاية المرام من مقتضب الأركان، وعمدة وافية في ابانة نهج الحق لمسترشد الصراط المستقيم الى عماد الإسلام ونهج الايمان، وصوارم في استيفاء احقاق الحق هي مصائب النواصب، ومنهاج كرامة كم له في اثبات الوصية بولاية الإنصاف من مستدرك مناقب، ولوامع كافية لبصائر الانس في شرح الاخبار، تلوح منها أنوار الملكوت، ورياض مونقة في كفاية الخصام من أنوارها المزرية بالدر النظيم تفوح منها نفحات اللاهوت.

فجزاه الله عن آبائه الأماجد خير ما جزى به ولداً عن والد، وأيد الله اقلامه في رفع الأستار عن وجه الحق والصواب، وأعلى ذكره في الدين ما شهد ببارع فضله القلم والكتاب، وملأت بفضائله صدور المهارق وبطون الدفاتر، ونطقت بمكارمه ألسنة الأقلام، وأفواه المحابر.

آمين آمين لا أرضى بواحدة

حتى أضيف إليها ألف أمينا

وصلى الله على سيدنا محمد والميامين من عترته وسلم تسليماً.


كتب بيمناه الدائرة الخاثرة العبد المذنب المسيء حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي.

في ليلة الثاني عشر من شهر الصيام،

في الناحية المقدسة سر من رأى،

سنة ١٣٠٣ حامداً مصلياً

*(٣)*

تقريظ الفقيه الكبير الشيخ زين العابدين المازندراني الحائري (١) .

« چون متدرجاً مجلدات كتب مؤلفات ومصنفات آن جناب سامي صفات كه عبارت از ( استقصاء الافحام ) و ( عبقات ) بوده باشد در اين صفحات به دست علماء وفضلاى اين عتبات عرش درجات ملحوظ ومشاهد افتاد به اضعاف مضاعف آنچه شنيده مى شد ديده شد ( كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ) از صفحاتش نمودار ( كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ) از اوراقش پديدار، از عناوينش ( آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ ) پيدا، واز مضامينش ( هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ ) هويدا، از فصولش عالمى را تاج تشيع واستبصار بر سر نهاده، واز ابوابش بسوى ( جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ) بابها گشاده، كلماتش ( وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ ) كلامش ( أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، مفاهيمش ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) مضامينش در لسان حال اعدا ( يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ) دلائلش ( هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ) براهينش

____________________

(١). من كبار الفقهاء ومراجع التقليد، درس في النجف الأشرف ثم انتقل الى كربلاء المقدسة واشتغل بالتدريس والتصنيف حتى توفى في ١٦ ذى القعدة سنة ١٣٠٩ ودفن في الصحن الحسيني الشريف.


( كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ ) .

براى دفع يأجوج ومأجوج مخالفين دين مبين سدّى است متين، واز جهت قلع وقمع زمره معاندين مذهب وآئين چون تيغ أمير المؤمنين، سيمرغ سريع النقل عقل از طيران بسوى شرف اخبارش عاجز، هماى تيز پاى خيال از وصول بسوى غرف آثارش قاصر. كتبي به اين لياقت ومتانت واتقان تا الآن از بنان تحرير نحريرى سر نزده، وتصنيفي در اثبات حقيّت مذهب وايقان تا اين زمان از بيان تقرير حبر خبيرى صادر وظاهر نگشته.

از عبقاتش رائحه تحقيق وزان، واز استقصايش استقصا بر جميع دلائل قوم عيان، ولله در مؤلفها ومصنفها:

( أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ ) .

*(٤)*

تقريظ سماحة العلامة الحجة الفقيه السيد محمد حسين الشهرستاني (١).

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي نصر الدين المبين بالعلماء الراسخين، ونفى بهم عنه بدع المبتدعين وانتحال المبطلين، وفضل مدادهم على دماء الشهداء في الدين، ولم يخل الأرض منهم في آن ولا حين، والصلاة على سيد العالمين والنبي قبل الماء والطين، وآله الذين هم لمعات أنواره، وعبقات أزهاره، سيما وصيه ومعدن

____________________

(١). من أئمة العلم ومراجع التقليد في كربلاء المقدسة، وقد انتهت اليه الرياسة في التدريس والزعامة في الأمور بعد وفاة أستاذه المحقق الأردكاني، الى أن توفى ليلة الخميس الثالث من شوال سنة ١٣١٥. وخلف آثاراً جليلة تنيف على الثمانين.


اسراره، الذي شبهه النبي صلى الله عليه بالأنبياء فكان موجباً لافتخارهم لا لافتخاره، وبعد:

فاني قد نظرت في كتاب عبقات الأنوار في امامة الأئمة الاطهار عليهم صلوات الله وسلامه ما بقي الليل والنهار، للمولى الجليل والعالم النبيل، الذي علا علاه الفرقدين، وسما سناؤه النيرين، المبرأ من كل شين والمحلى بكل زين، مجمع البحرين جامع الفضلين المولوي السيد حامد حسين لا زال محبوراً بكل ما يقربه العين، مشكور السعي في النشأتين، فرأيته كتابا متينا متقنا حاويا للتحقيقات الرشيقة التي يهتز لها الناظر، جامعاً للتدقيقات التي يطرب بها الخاطر كم من عنق من الباطل به مكسور، وكم من عرق للضلالة به مبتور، قد أدحض به أباطيل المبطلين، وأوضح به الحجج والبراهين على الحق المبين وأرغم أنوف المعاندين، فلله دره من فاضل ما أفضله، وعالم ما أكمله، وبارع ما أفهمه ودقيق ما أتقنه، قمع رؤس المشككين بمقامع الحديد، وأذاب قلوبهم بشراب الصديد، ولم يدع لهم ركناً الّا هدمه، ولا باباً الّا ردمه، ولا عرقاً الّا قلعه، ولا شكاً الّا رفعه، ولا ريبا الّا منعه، ولا دليلا الّا صدعه، ولا قولا الاّ دفعه، ولا قرنا الاّ صرعه، ولا مذهبا الاّ نقضه، ولا رئيسا الاّ رفضه، ولا كيدا الاّ دمره ولا نقضا الّا سمره.

فجزاه الله عن الدين وأهله خير جزاء الصالحين، وأعطاه بكل حرف بيتاً في الجنة كما وعد به على لسان الصادقين، وحشره مع المجاهدين في زمن أجداده الطاهرين.

ونرجو من المؤلف دام بقاه أن يمن على أهل هذه النواحي ببعث سائر المجلدات من هذا الكتاب المبارك، ونشره في هذه الأصقاع، عسى أن ينفع به من طابت سريرته وحسنت سيرته، وسبقت له من الله العناية بسعادته، ولم يستحق الخذلان والحرمان بشقاوته. والله المستعان وعليه التكلان. وان لا ينسانا من الدعوات في مظان الاجابة وموارد الاستجابة، والسلام هو الختام. وقد قلت مرتجلا:


عبقات فاحت من الهند طيباً

عطست منه معطس الحرمين

فأشار الحسين بالحمد منه

ودعا شاكراً لحامد حسين

حرره الجاني الفاني محمد حسين الشهرستاني عفي عنه وعن والديه بالنبي والوصي

٢٦ جمادى الاولى سنة ١٣٠٣

في أرض كربلاء المشرفة على مشرفها ألف ألف سلام وتحية

آمين والحمد لله رب العالمين

٤ - بعض ما قيل في الكتاب

ثم ضع يدك على أي كتاب شئت من كتب التراجم وفهارس المصنفات وغير ذلك تجد فيه كلمات جليلة من أكابر العلماء في حق كتاب العبقات ونحن نكتفي كذلك بذكر بعض تلك الكلمات، وعليها فقس ما سواها:

١ - الميرزا أبو الفضل الطهراني:

« عبقات الأنوار تصنيف السيد الجليل، المحدث العالم العامل، نادرة الفلك وحسنة الهند، ومفخرة لكهنو وغرة العصر، خاتم المتكلمين، المولوي الأمير حامد حسين المعاصر الهندي اللكهنوي قدس‌سره وضوعف بره، الذي اعتقد أنه لم يصنف مثل هذا الكتاب المبارك منذ بداية تأسيس علم الكلام حتى الآن في مذهب الشيعة، من حيث اثبات الاتفاق في النقل، وكثرة الاطلاع على كلمات الأعداء، والإحاطة بالروايات الواردة


من طرقهم في باب الفضائل. فجزاه الله عن آبائه الا ماجد خير جزاء ولد عن والده، ووفق خلفه الصالح لإتمام هذا الخير الناجح »(١) .

٢ - السيد محسن الامين العاملي:

« عبقات الأنوار في امامة الأئمة الاطهار بالفارسية، لم يكتب مثله في بابه في السلف والخلف، وهو في الرد على باب الامامة من ( التحفة الاثني عشرية ) للشاه عبد العزيز الدهلوي، فان صاحب التحفة أنكر جملة من الأحاديث المثبتة امامة أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام ، فأثبت المترجم تواتر كل واحد من تلك الأحاديث من كتب من تسموا بأهل السنة، وهذا الكتاب يدل على طول باعه وسعة اطلاعه وهو في عدة مجلدات، منها مجلد في حديث الطير، وقد طبعت هذه المجلدات ببلاد الهند، وقرأت نبذاً من أحدها فوجدت مادة غزيرة وبحراً طامياً، وعلمت منه ما للمؤلف من طول الباع وسعة الاطلاع.

وحبذا لو انبرى أحد لتعريبها وطبعها بالعربية، ولكن الهمم عند العرب خادمة »(٢) .

٣ - وقال شيخنا الحجة الطهراني:

« وهو أجل ما كتب في هذا الباب من صدر الإسلام الى الآن »(٣) . وقال أيضاً:

« هو من الكتب الكلامية التاريخية الرجالية، أتى فيه بما لا مزيد

____________________

(١). شفاء الصدور ٩٩ - ١٠٠.

(٢). أعيان الشيعة ١٨ / ٣٧١. والحمد لله الذي وفقنا لتلبية هذا النداء.

(٣). أعلام الشيعة ١ / ٣٤٨.


لاحد من قبله »(١) .

٤ - وقال المحدث الكبير الشيخ القمي ما تعريبه:

« لم يؤلف مثل كتاب ( العبقات ) من صدر الإسلام حتى يومنا الحاضر، ولا يكون ذلك لاحد الا بتوفيق وتأييد من الله تعالى ورعاية من الحجة عليه‌السلام »(٢) .

٥ - وقال المحقق الشيخ محمد على التبريزي ما تعريبه:

« ويظهر لمن راجع كتاب ( عبقات الأنوار ) انه لم يتناول أحد منذ صدر الإسلام حتى عصرنا الحاضر علم الكلام - لا سيما باب الامامة منه - على هذا المنوال وظاهر لكل متفطن خبير أن هذه الإحاطة الواسعة لا تحصل لاحد الا بتأييد من الله تعالى وعناية من ولي العصر عجل الله فرجه »(٣) .

٥ - الأحاديث التي تم البحث عنها

قد ذكرنا أن المؤلف جعل كتابه في منهجين:

( الاول ) في الآيات التي تعرض لها صاحب التحفة وهي ستة، ذكرناها سابقاً. وهذا المنهج - كما في بعض مجلدات الكتاب - مؤلف كلا أو بعضاً لكن في الذريعة: ان هذا المنهج تام ومخلوط في المكتبة الناصرية، ويوجد في غيرها أيضا(٤) .

____________________

(١). مصفى المقال في مصنفي علم الرجال ١٤٩.

(٢). هدية الأحباب في المعروفين بالكنى والألقاب ١٧٧. وانظر الفوائد الرضوية ٩١ - ٩٢.

(٣). ريحانة الأدب في المعروفين بالكنية واللقب ٣ / ٤٣٢.

(٤). الذريعة الى تصانيف الشيعة ١٥ / ٢١٤.


( والثاني ) في الأحاديث التي تعرض لها الدهلوي، وهي اثنا عشر حديثاً، ذكرنا نصوصها على الترتيب سابقاً.

وقد كمل البحث عن الأحاديث التالية منها:

١ - حديث الغدير.

٢ - حديث المنزلة.

٣ - حديث الولاية.

٤ - حديث الطير.

٥ - حديث الباب.

٦ - حديث التشبيه.

٧ - حديث المناصبة.

٨ - حديث النور.

٩ - حديث الثقلين - ومعه حديث السفينة.

١٠ - حديث خيبر. المجلد الاول منه(١) .

وقد وقع البحث عن كل واحد هذه الأحاديث في جهتين:

( الاولى ): في سند الحديث، فأثبت تواتره من كتب العامة، بأسلوب لطيف، إذ يورد الحديث ثم يذكر رواته من الصحابة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومن رواه عنهم من التابعين، ثم من رواه عن التابعين من تابعيهم ثم من أخرجه في كتابه كل ذلك حسب سني وفياتهم، مع ترجمة كل واحد منهم مثبتاً وثاقته وجلالته لدى تلك الطائفة.

( الثانية ): في دلالة الحديث: فأثبت دلالته على امامة أمير المؤمنين عليه‌السلام بالادلة العقلية والنقلية من مختلف كتب العامة المعتبرة وإذا ثبتت إمامته بلا فصل ثبتت لولده الأحد عشر عليهم‌السلام كما هو واضح.

____________________

(١). ذكر ذلك لنا الحجة المرحوم السيد محمد سعيد حفيد المؤلف.


٦ - مؤلفو هذه المجلدات وما طبع منها

ثم انه قد اشترك في انجاز البحث في تلك المجلدات السيد حامد حسين وولده وحفيده، فأنجز السيد المؤلف - السيد حامد حسين - من هذه المهمة البحث عن:

١ - حديث الغدير، سنداً ودلالة.

٢ - حديث المنزلة، سنداً ودلالة.

٣ - حديث الولاية، سنداً ودلالة.

٤ - حديث التشبيه، سنداً ودلالة.

٥ - حديث النور، سنداً ودلالة.

وهذه المجلدات كلها مطبوعة.

ولما لم يمهله الأجل لإكمال سائر الأحاديث، أخذ ولده - السيد ناصر حسين - يكمل هذا المنهج متبعا أسلوب والده المرحوم وخطته المرسومة فكتب:

١ - حديث الطير، سنداً ودلالة.

٢ - حديث الباب، سنداً ودلالة.

٣ - حديث الثقلين - ومعه حديث السفينة، سنداً ودلالة.

وقد طبعت هذه أيضاً، وأعيد طبع المجلد الاول من مجلدتي حديث الغدير للمرة الثانية في ايران، وكذا حديث الثقلين في ستة أجزاء مع فهارس باهتمام العلامة الروضاتي وزملائه في أصفهان.

وجاء حفيده - السيد محمد سعيد - فأكمل:

١ - حديث المناصبة، سنداً ودلالة.

٢ - حديث خيبر، سنداً فقط.

ولم يطبع منهما شيء، فالمجلدات المطبوعة من هذه الموسعة هي (١٦) مجلداً حول (٨). أحاديث باعتبار أن كل حديث في مجلدين أحدهما للسند والآخر للدلالة، ولم يكتب من الأحاديث الاثني عشر:


١ - حديث الحق.

٢ - حديث خيبر، القسم الثاني منه(١) .

والجدير بالذكر: ان السيد ناصر حسين وولده قد جعلا ما ألفاه وأكملاه من ( العبقات ) باسم السيد حامد حسين تجليلا له وتقديراً لجهوده، ولأنه رحمة الله تعالى عليه قد رسم الخطوط لجميع هذه الأحاديث الاثني عشر، وفهرس رءوس اقلامها وأمهات مطالبها، وأشر على المصادر الموجودة لديه في أوائلها تسهيلا لإخراج ما يريد منها

٧ - استفادة المؤلفين من الكتاب

وقد أصبح هذا الكتاب من أهم الموسوعات العلمية، وأمهات مصادر الامامة والكلام والعلوم الإسلامية، منذ صدوره حتى يومنا هذا، إذ اعتمد عليه كبار العلماء الاعلام ومشاهير المؤلفين والكتاب، من معاصري المؤلف فمن بعدهم بين ناقل عنه ومحيل اليه، في شتى بحوثهم ومختلف مؤلفاتهم، ومنهم:

١ - العلامة المحدث الكبير الحاج ميرزا حسين النوري في ( مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل ) وبعض مؤلفاته الأخرى.

٢ - آية الله المولى أحمد الكوزكنانى في ( هداية الموحدين ).

٣ - آية الله الشيخ محمد جواد البلاغى في ( آلاء الرحمن ).

٤ - آية الله الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء في ( أصل الشيعة وأصولها ).

٥ - العلامة المحقق الميرزا أبو الفضل الطهراني في ( شفاء الصدور في شرح زيارة العاشور ).

٦ - العلامة المحدث الشيخ عباس القمي في بعض تآليفه.

____________________

(١). أخذنا هذا من العلامة الحجة السيد محمد سعيد، وذكر ان ما كتبه هو باللغة العربية.


٧ - العلامة الشيخ نجم الدين العسكري في جملة من مؤلفاته.

٨ - العلامة الشيخ قوام الدين الوشنوي في ( حديث الثقلين ).

٩ - العلماء الأفاضل المؤلفون لكتاب ( جامع أحاديث الشيعة ) تحت اشراف زعيم الطائفة في عصره السيد حسين الطباطبائي البروجردي رحمه‌الله .

١٠ - العلامة السيد سبط الحسن الهندي اللكهنوي رحمه‌الله في كتاب ( حديث الغدير ) بلغة أردو.

١١ - العلامة السيد مرتضى حسين الفتحپوري في كتاب ( تفسير التكميل ) في آية: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) النازلة في واقعة غدير خم.

١٢ - العلامة السيد صديق حسن خان القنوجي، من مشاهير المؤلفين من أهل السنة، المعاصرين لصاحب العبقات في الهند، في كتابه ( أبجد العلوم ).

١٣ - العلامة الحجة المجاهد الشيخ عبد الحسين الاميني في أثره الخالد ( الغدير ) فقد قال رحمه‌الله : « السيد مير حامد حسين ابن السيد محمد قلي الموسوي الهندي اللكهنوي المتوفى سنة ١٣٠٦ عن ٦٠ سنة. ذكر حديث الغدير وطرقه وتواتره ومفاده في مجلدين ضخمين، في ألف وثمان صحائف وهما من مجلدات كتابه الكبير العبقات.

وهذا السيد الطاهر العظيم - كوالده المقدس - سيف من سيوف الله المشهورة على أعدائه، وراية ظفر الحق والدين، وآية كبرى من آيات الله سبحانه، قد أتم به الحجة وأوضح المحجة.

وأما كتابه العبقات فقد فاح أريجه بين لابتي العالم، وطبق حديثه المشرق والمغرب، وقد عرف من وقف عليه انه ذلك الكتاب المعجز المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

وقد استفدنا كثيراً من علومه المودعة في هذا السفر القيم، فله ولوالده


٨ - ترجمته الى اللغات

لم ينتشر الى الآن - حسبما نعلم - كتاب بعنوان ترجمة كتاب عبقات الأنوار بلغة من اللغات، وان كنا وجدنا بعض المؤلفات باللغة العربية كل مطالبه أو جلّها من كتاب العبقات لكن لا ريب في تصدي بعض العلماء والفضلاء لتعريب الكتاب او ترجمته الى اللغة الاردوية ملخصاً أو غير ملخص في خلال هذه المدة المديدة ومن ذلك:

١ - فيض القدير في حديث الغدير. للعلامة المحدث الشيخ عباس القمي رحمه‌الله فانه ملخص من مجلد حديث الغدير من عبقات الأنوار وهو موجود لدى نجل المؤلف حفظه الله، وقد نشرته مؤسسة ( در راه حق ) في قم المقدّسة.

٢ - الثمرات للسيد محسن نواب بن السيد أحمد النواب اللكهنوي فانه تعريب وتلخيص لمجلدات من كتاب العبقات. ذكره صاحب الذريعة.

٣ - حديث مدينة العلم. لحفيد المؤلف السيد محمد سعيد - وسنترجم له - لخص فيه مجلد حديث مدينة العلم. وهذا مطبوع بالنجف الأشرف.

٩ - فشل القوم في الرّد عليه

قد أشرنا سابقاً الى أن نشاط الامام السيد دلدار على النقوي هو السبب في تأليف « التحفة الاثني عشرية »، وأن ذلك كان بداية فصل جديد للصراع العقائدي بين الطائفتين على صعيد المؤلفات في الردود والمناقشات فأول من رد على « التحفة » هو السيد دلدار علي نفسه، حيث رد عليها بكتاب « الصوارم الإلهيات في قطع شبهات عابدي العزى واللات » وكتاب « صارم الإسلام ». فرد عليه رشيد الدين الدهلوي تلميذ صاحب التحفة بكتاب « الشوكة العمرية ». فرد عليه حكيم باقر علي خان بكتاب « الحملة الحيدرية ».


الطاهر منا الشكر المتواصل، ومن الله تعالى لهما أجزل الأجور »(١) .

ورد الميرزا محمد الكامل على « التحفة » بكتاب « النزهة الاثنا عشرية » فرد عليه أحد العامة بكتاب أسماه « رجوم الشياطين »، فرد عليه السيد جعفر الموسوي بكتاب « معين الصادقين في رد رجوم الشياطين ».

ورد السيد محمد قلي والد صاحب العبقات على التحفة بـ « الأجناد الاثنا عشرية المحمدية ». فرد عليه محمد رشيد الدهلوي، فعاد السيد محمد قلي ورد عليه بكتاب « الاجوبة الفاخرة في الرد على الاشاعرة ».

اذن بقيت مواضيع كتاب « التحفة » موضع الأخذ والرد بين الطرفين، فان كلا من السيد دلدار علي وصاحب التحفة أسس لمذهبه مدرسة وقاد حركة وتزعم أسرة علمية وربى تلامذة

حتى جاء دور صاحب عبقات الأنوار، فألف كتابه العظيم في ظروف لا يصدر عن الشيعة شيء الا وقد رد عليه من قبل تلامذة الدهلوي والمدافعين عن تحفته، كحيدر علي الفيض آبادى، ومحمد رشيد الدين الدهلوي، وغيرهما من مشاهير المعاصرين له من علماء أهل السنة

ولكن لم نسمع حتى الآن صدور كتاب في الرد على عبقات الأنوار، مما يدل على عجز القوم عن الرد عليه فان عدم الرد هنا كاف في الدلالة على العجز.

أضف الى ذلك ما ذكره المحقق السني عبد الحي اللكهنوي المتوفى سنة ١٣٤١ في كتابه « نزهة الخواطر » بترجمة المولوي أمير حسن السهسواني المتوفى سنة ١٢٩١ قائلا: « واني سمعت بعض الفضلاء يقول: ان مولانا حيدر علي الفيض آبادي استقدمه الى حيدرآباد ورتب له ثلاثمائة ربية شهرياً ليعينه في الرد على « عبقات الأنوار ». لان أوقاته لا يفرغ لذلك لكثرة الخدمات السلطانية. فأبى قبوله وقال: اني لا أرضى بأن أحتمل هم ثلاثمائة ربية،

____________________

(١). الغدير ١ / ١٥٦.


أين أضعها؟ وفيهم أبذلها؟ »(١) .

أترى أن حيدر علي كان يهتم بالخدمات السلطانية أكثر من الرد على العبقات؟

أترى أن المانع للسهسواني عن قبول الدعوة عدم تمكنه من تحمل هم الربيات أين يضعها وفيم يبذلها؟

الحقيقة هي العجز عن الرد والا لترك الفيض آبادي الخدمات السلطانية حتى الانتهاء من الرد على « العبقات »، كما فعل السيد حامد حسين حيث اعتزل الناس والشئون الاجتماعية حتى وفق للرد على « التحفة ».

ولو كان السهسواني قادراً على الرد على العبقات للبى الدعوة وأخذ الربيات بل استحق الأكثر من الثلاثمائة بأضعاف مضاعفة

ولو كان صادقاً في العذر الذي ذكره لحضر الى حيدرآباد وأعان الفيض آبادي في تلك المهمة ثم اعتذر عن قبول الربيات

الحقيقة هي العجز عن الرد وكذلك كتاب العبقات لا يمكن الرد عليه فكان القول الفصل، والكلام الحاسم في النزاع والصراع بين أنصار « التحفة » والرادين عليها وهذا من خصائص هذا الكتاب لأنه الكتاب المعجز المبين، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فلا جرم أن أجمع علماء الشيعة على أنه لم يكتب مثله في بابه بين السلف والخلف فلله دره وعليه أجره.

____________________

(١). نزهة الخواطر ٧ / ٧٩.


الباب السادس

ترجمة مشاهير بيت صاحب العبقات (١).

*(١)*

ترجمة السيد محمد قلى

هو: السيد محمد قلي ابن السيد محمد حسين المعروف بالسيد الله كرم ابن السيد حامد حسين ابن السيد زين العابدين ابن السيد محمد المعروف بالسيد البولاقي ابن السيد محمد المعروف بالسيد مدا ابن السيد حسين المعروف بالسيد ميئهر ابن السيد جعفر ابن السيد علي ابن السيد كبير الدين ابن السيد شمس الدين ابن السيد جمال الدين ابن السيد شهاب الدين أبى المظفر حسين الملقب بسيد السادات المعروف بالسيد علاء الدين أعلى بزرك ابن السيد محمد المعروف بالسيد عز الدين ابن السيد شرف الدين أبي طالب المعروف بالسيد الأشرف ابن السيد محمد الملقب بالمهدي المعروف بالسيد محمد المحروق ابن حمزة ابن علي بن أبي محمد بن جعفر بن مهدي بن أبي طالب بن علي بن حمزة بن أبي القاسم حمزة ابن الامام أبي ابراهيم موسى الكاظم ابن الامام أبي عبد الله جعفر الصادق ابن الامام أبى جعفر محمد الباقر ابن الامام أبى محمد علي زين العابدين ابن السبط الشهيد الامام أبى عبد الله الحسين ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله

____________________

(١). قال شيخنا الحجة الطهراني ;: « ان هذا البيت الجليل من البيوت التي غمرها الله برحمته، فقد صب سبحانه وتعالى على أعلامه المواهب، وأمطر عليهم المؤهلات واسبل عليهم القابليات وغطاهم بالإلهام، واحاطهم بالتوفيق، فقد عرفوا قدر نعم الله عليهم فلم يضيعوها. بل كرسوا حياتهم وبذلوا جهودهم وأفنوا أعمارهم في الذب عن حياض الدين، وسعوا سعياً حثيثاً في تشييد دعائم المذهب الجعفري، فخدماتهم للشرع الشريف وتفانيهم دون إعلان كلمة الحق غير قابلة للحد والإحصاء، ولذا وجب حقهم على جميع الشيعة الامامية ممن عرف قدر نفسه واهتم لدينه ومذهبه » اعلام الشيعة - الكرام البررة - ٢ / ١٤٨.


وسلامه عليهم أجمعين(١) .

كان: متكلماً، محققاً، كثير التتبع، جامعاً بين المعقول والمنقول، جدلياً حسن المناظرة، ومن كبار علماء الامامية في بلاد الهند، وكان له الاهتمام البالغ في الرد على المخالفين، وقد قام بذلك أحسن قيام.

ولادته:

ولد السيد محمد قلي يوم الاثنين الخامس من شهر ذي القعدة سنة ١١٨٨ في بلدة كنتور(٢) .

أساتذته:

لم يذكر المترجمون له من أساتذته سوى: الامام الأكبر السيد دلدار علي النقوي، ولعله لم يأخذ الا منه ولم يحضر على غيره، إذ به الكفاية في جميع العلوم كما يظهر من تراجم العلماء له(٣) .

____________________

(١). تكملة نجوم السماء ٢ / ٢٥. الفضل الجلى ص ٢ عن تذكرة ناصر الملة.

(٢). الفضل الجلى.

(٣). هو: من أعاظم علماء الشيعة في عصره وكبار فحول علماء الهند، وهو الذي نشر عقائد الشيعة هناك، عبر عنه الشيخ صاحب الجواهر بكلمات قلما جاءت في حق أحد من الشيخ رحمه‌الله ومن غيره، قرأ في الهند، وهاجر الى العراق فحضر في كربلاء المقدسة على الوحيد البهبهاني وصاحب الرياض والميرزا الشهرستاني، وفي النجف الأشرف على السيد بحر العلوم، ثم سافر الى مشهد الرضا، فحضر هناك على الشهيد السيد محمد مهدى ابن هداية الله الخراساني، ثم رجع الى بلاده حاملا الإجازات والشهادات الثمينة، وخلف آثاراً جليلة في الفقه والأصول والفلسفة والكلام، وأولاداً علماء أبرار ستأتى تراجم بعضهم ولد سنة ١١٦٦، وتوفى سنة ١٢٣٥.

ريحانة الأدب ٤ / ٢٣٠، اعلام الشيعة الترجمة رقم ٩٤٨


مؤلفاته:

١ - تطهير المؤمنين عن نجاسة المشركين(١) .

٢ - تكميل الميزان في علم الصرف(٢) .

٣ - رسالة في التقية(٣) .

٤ - تقريب الافهام في تفسير آيات الاحكام(٤) .

٥ - الشعلة الظفرية(٥) في الرد على الشوكة العمرية لرشيد الدين الدهلوي.

٦ - حكم أحاديث الصحيحين.

٧ - الفتوحات الحيدرية، في الرد على كتاب الصراط المستقيم لعبد الحق الدهلوي(٦) .

٨ - أحكام العدالة العلوية(٧) .

٩ - الحواشي والمطالعات(٨) .

١٠ - رسالة في الكبائر(٩) .

١١ - الاجوبة الفاخرة في رد الاشاعرة(١٠) .

وذكروا في مؤلفاته « نفاق الشيخين » لكن في نزهة الخواطر: « نفاق الشيخين بحكم أحاديث الصحيحين » فيكون كتاباً واحداً.

____________________

(١). الذريعة ٤ / ٢٠٢.

(٢). المصدر ٤ / ٤١٦.

(٣). المصدر ٤ / ٤٠٥.

(٤). المصدر ٤ / ٤٦٦.

(٥). المصدر ١٤ / ١٩٩.

(٦). المصدر ١٦ / ١١٦.

(٧). المصدر ١ / ٢٩٩.

(٨). القول الجلى.

(٩). الذريعة ١٧ / ٢٥٩.

(١٠). المصدر ٢ / ٦٧٧.


هذا بالاضافة الى كتبه التي رد بها على أبواب من ( التحفة الاثنا عشرية ) والتي سنوافيك بأسمائها.

وفاته:

وتوفي في ٤ محرم سنة ١٢٦٠ رحمة الله تعالى عليه(١) . وقد أرخه العلامة السيد محمد عباس التستري بقوله كما في ( أحسن الوديعة ): « لموته هو اقبال يوم عاشوراء ».

*(٢)*

ترجمة السيد حامد حسين

هو: السيد حامد حسين ابن السيد محمد قلي المذكور

كلمات العلماء في حقه:

١ - قال الحجة الامين العاملي:

« كان من أكابر المتكلمين الباحثين عن اسرار الديانة، والذابين عن بيضة الشريعة وحوزة الدين الحنيف، علامة نحريراً ماهراً بصناعة الكلام والجدل، محيطاً بالأخبار والآثار، واسع الاطلاع، كثير التتبع، دائم المطالعة، لم ير مثله في صناعة الكلام والإحاطة بالأخبار والآثار في عصره بل وقبل عصره بزمان طويل وبعد عصره حتى اليوم.

ولو قلنا: انه لم ينبغ مثله في ذلك بين الامامية بعد عصر المفيد والمرتضى لم نكن مبالغين، يعلم ذلك من مطالعة كتابه ( العبقات ) وساعده على ذلك ما في بلاده من حرية الفكر والقول والتأليف والنشر، وطار صيته

____________________

(١). مصادر الترجمة: ريحانة الأدب ٤ / ٥٥، أعيان الشيعة ٤٦ / ١٦١. الفضل الجلى في ترجمة السيد محمد قلى.


في الشرق والغرب وأذعن لفضله عظماء العلماء.

وكان جامعاً لكثير من فنون العلم، متكلماً، محدثاً، رجالياً، أديباً، قضى عمره في الدرس والتصنيف والتأليف والمطالعة »(١) .

٢ - وقال شيخنا الحجة الطهراني ما ملخصه:

« من أكابر متكلمي الامامية وأعاظم علماء الشيعة المتبحرين في أوليات هذا القرن، كان كثير التتبع، واسع الاطلاع والإحاطة بالآثار والاخبار والتراث الإسلامي، بلغ في ذلك مبلغاً لم يبلغه أحد من معاصريه ولا المتأخرين عنه، بل ولا كثير من أعلام القرون السابقة، أفنى عمره الشريف في البحث عن اسرار الديانة والذب عن بيضة الإسلام وحوزة الدين الحنيف، ولا أعهد في القرون المتأخرة من جاهد جهاده وبذل في سبيل الحقائق الراهنة طارفه وتلاده، ولم تر عين الزمان في جميع الأمصار والاعصار مضاهياً له في تتبعه وكثرة اطلاعه ودقته وذكائه وشدة حفظه وضبطه.

قال سيدنا الحسن الصدر في ( التكملة ): كان من أكابر المتكلمين، وأعلام علماء الدين وأساطين المناظرين المجاهدين، بذل عمره في نصرة الدين وحماية شريعة سيد المرسلين والأئمة الهادين، بتحقيقات أنيقة وتدقيقات رشيقة، واحتجاجات برهانية، وإلزامات نبوية، واستدلالات علوية، ونقوض رضوية حتى عاد الباب من ( التحفة الاثني عشرية ) خطابات شعرية وعبارات هندية تضحك منها البرية، ولا عجب:

فالشبل من ذاك الهزبر وانما

تلد الأسود الضاريات أسودا »(٢) .

____________________

(١). أعيان الشيعة ١٨ / ٣٧١.

(٢). أعلام الشيعة ١ / ٣٤٧.


٣ - وقال المحقق الشيخ محمد على التبريزي ما تعريبه:

« حجة الإسلام والمسلمين، لسان الفقهاء والمجتهدين، ترجمان الحكماء والمتكلمين علامة العصر مير حامد حسين، من ثقات وأركان علماء الامامية، ووجوه وأعيان فقهاء الاثني عشرية، كان جامعاً للعلوم العقلية والنقلية، بل من آيات الله وحجج الفرقة المحقة، ومن مخافر الشيعة بل الامة الإسلامية، وبالاخص فانه يعد من أسباب افتخار قرننا على سائر القرون »(١) .

٤ - وقال العلامة المحدث القمي ما تعريبه:

« السيد الأجل العلامة والفاضل الورع الفهامة، الفقيه المتكلم المحقق والمفسر المحدث المدقق، حجة الإسلام والمسلمين آية الله في العالمين، وناشر مذهب آبائه الطاهرين، السيف القاطع والركن الدافع والبحر الزاخر والسحاب الماطر، الذي شهد بكثرة فضله العاكف والبادي، وارتوى من بحار علمه الضمآن والصادي:

هو البحر لا بل دون ما علمه البحر

هو البدر لا بل دون طلعته البدر

هو النجم لا بل دونه النجم طلعة

هو الدر لا بل دون منطقه الدر

هو العالم المشهور في العصر والذي

به بين أرباب النهى افتخر العصر

هو الكامل الأوصاف في العلم والنقي

فطاب به في كل ما قطر الذكر

محاسنه جلت عن الحصر وازدهى

بأوصافه نظم القصائد والنثر

____________________

(١). ريحانة الأدب ٣ / ٤٣٢.


وبالجملة: فان وجوده كان من آيات الله وحجج الشيعة الاثني عشرية، ومن طالع كتابه ( العبقات ) يعلم انه لم يصنف على هذا المنوال في الكلام - لا سيما في مبحث الامامة - من صدر الإسلام حتى الآن »(١) .

٥ - وقال عمر رضا كحالة:

« أمير، متكلم، فقيه، أديب »(٢) .

٦ - وقال صاحب تكملة نجوم السماء:

« آية الله في العالمين وحجته على الجاحدين، وارث علوم أوصياء خير البشر المجدد للمذهب الجعفري على رأس المائة الثالثة عشر، مولانا ومولى الكونين المقتفي لآثار آبائه المصطفين جناب السيد حامد حسين أعلى الله مقامه وزاد في الخلد إكرامه.

بلغ في علو المرتبة وسمو المنزلة مقاماً تقصر عقول العقلاء وألباب الالباء عن دركه، وتعجز ألسنة البلغاء وقرائح الفصحاء عن بيان أيسر فضائله »(٣) .

٧ - وقال صاحب المآثر والآثار:

« مير حامد حسين اللكهنوي آية من الآيات الالهية، وحجة من حجج الشيعة الاثني عشرية، جمع الى الفقه التضلع في علم الحديث والإحاطة بالأخبار والآثار وتراجم رجال الفريقين، فكان في ذلك المتفرد بين الامامية، وهو صاحب المقام المشهود والموقف المشهور بين المسلمين في فن

____________________

(١). الفوائد الرضوية ٩١ - ٩٢.

(٢). معجم المؤلفين.

(٣). تكملة نجوم السماء ٢ / ٢٤.


الكلام - ولا سيما مبحث الامامة - ومن وقف على كتابه عبقات الأنوار علم انه لم يصنف على منواله في الشيعة من الأولين والآخرين ومن الأمارات على كونه مؤيداً من عند الله ظفره بكتاب الصواقع لنصر الله الكابلي الذي انتحل الدهلوي كله »(١) .

٨ - وقال صاحب احسن الوديعة:

« لسان الفقهاء والمجتهدين، وترجمان الحكماء والمتكلمين، وسند المحدثين مولانا السيد حامد حسين كان رحمه‌الله من أكابر المتكلمين الباحثين في الديانة، والذابين عن بيضة الشريعة وحوزة الدين الحنيف، وقد طار صيته في الشرق والغرب، وأذعن بفضله صناديد العجم والعرب، وكان جامعاً لفنون العلم، واسع الإحاطة، كثير التتبع، دائم المطالعة، محدثاً رجالياً أديباً أريباً، وقد قضى عمره الشريف في التصنيف والتأليف، فيقال انه كتب بيمناه حتى عجزت بكثرة العمل، فأضحى يكتب باليسرى.

وله مكتبة كبيرة في لكهنو، وحيدة في كثرة العدد من صنوف الكتب، ولا سيما كتب المخالفين.

وبالجملة، فهو في الديار الهندية سيد المسلمين حقاً وشيخ الاسلام صدقاً وأهل عصره كلهم مذعنون لعلو شأنه في الدين والسيادة وحسن الاعتقاد وكثرة الاطلاع وسعة الباع ولزوم طريقة السلف »(٢) .

أساتذته:

قرأ قدس‌سره المقدمات ومبادئ العلوم والكلام على والده العلامة، وأخذ لفقه والاصول عن السيد حسين(٣) بن السيد دلدار علي المذكور سابقاً

____________________

(١). المآثر والآثار: ١٦٨.

(٢). أحسن الوديعة في تراجم علماء الشيعة: ١٠٣.

(٣). من مشاهير علماء الشيعة في الهند، لقب بـ ( سيد العلماء ) نشأ على أبيه واخوته بلع رتبة =


والمعقول عن السيد مرتضى(١) بن السيد محمد بن السيد دلدار علي، والادب عن المفتي السيد محمد عباس(٢) .

وهؤلاء كلهم من أعاظم الوقت وأشهر مشاهير ذلك العصر.

تصانيفه:

قال شيخنا العلامة الطهراني: « وله تصانيف جليلة نافعة، تموج بمياه التحقيق والتدقيق، وتوقف على ما لهذا الحبر من المادة الغزيرة وتعلم الناس بأنه بحر طام لا ساحل له »(٣) وهي ( عدا العبقات ):

١ - استقصاء الافحام واستيفاء الانتقام في رد منتهى الكلام لحيدر على الفيض آبادي، كتبه في الرد على الامامية(٤) .

٢ - اسفار الانوار عن حقائق أفضل الاسفار، شرح فيه وقائع سفره

____________________

= الاجتهاد في سن الشاب، نبغ نبوغاً باهراً وذاع صيته وقصده الطلاب. وله خدمات جليلة في العتبات المقدسة، ومصنفات ثمينة منها.

(١). مناهج التحقيق ومعارج التدقيق، فقه.

(٢). روضة الاحكام في مسائل الحلال والحرام.

(٣). الافادات الحسينية في تصحيح العقائد الدينية، في الرد على مقالات الشيخ أحمد الاحسائى.

(٤). طرد المعاندين.

ولد سنة ١٢١١ - وتوفى سنة ١٢٧٣. أعلام الشيعة ( الكرام البررة ) الترجمة رقم ٧٩٣.

(١). كان عارفاً بالعلوم العقلية وتوفى شاباً في حياة والده، وكان عالماً كاملا أريباً، وأما والده ( السيد محمد ) فكان من كبار مجتهدى الشيعة ومن أعاظم متكلميهم في الهند، لقب بـ ( سلطان العلماء ) أحسن الوديعة ١ / ٤٣، ريحانة الادب، وغيرهما.

(٢). هو العالم الشقير أديب الهند الكبير المفتي محمد عباس التستري من العلماء الاعلام ( الكرام البررة في ترجمة السيد حسين النقوى ).

(٣). اعلام الشيعة - ترجمته.

(٤). الذريعة ٢ / ٣١.


الى بيت الله الحرام وزيارة الائمة الطاهرين عليهم‌السلام (١). والظاهر انه ( الرحلة المكية والسوانح السفرية ) الذي ذكره كحالة(٢) .

٣ - الشريعة الغراء، فقه كامل(٣) .

٤ - الشعلة الجوالة، بحث فيه إحراق المصاحف على عهد عثمان(٤) .

٥ - شمع المجالس، قصائد له في رثاء الحسين سيد الشهداء عليهم‌السلام (٥) .

٦ - الطارف، مجموعة ألغاز ومعميات(٦) .

٧ - صفحة الالماس في أحكام الارتماس(٧) .

٨ - العشرة الكاملة، حل فيه عشرة مسائل مشكلة(٨) .

٩ - افحام أهل المين في رد ازالة الغين(٩) وهو لحيدر علي الفيض آبادي.

١٠ - شمع ودمع، شعر فارسي(١٠) .

١١ - الظل الممدود والطلح المنضود(١١) .

____________________

(١). الذريعة ٢ / ٦٠.

(٢). معجم المؤلفين ٣ / ١٧٨.

(٣). الذريعة ١٤ / ١٨٧.

(٤). المصدر ١٤ / ١٩٨.

(٥). المصدر ١٤ / ٢٣١.

(٦). المصدر ١٥ / ١٣٣.

(٧). المصدر ١٥ / ٤٧.

(٨). ولعله نفس كتاب كشف المعضلات في حل المشكلات الذي جاء في تكملة نجوم السماء ٢ / ٣١.

(٩). الذريعة ٢ / ٢٥٧.

(١٠). المصدر ١٤ / ٢٣٣.

(١١). المصدر ١٥ / ٢٠١.


١٢ - العضب البتار في مبحث آية الغار(١) .

١٣ - الدرر السنية في المكاتيب والمنشآت العربية(٢) .

١٤ - الذرائع في شرح الشرائع(٣) .

١٥ - شوارق النصوص(٤) .

١٦ - درة التحقيق(٥) .

قال المحقق التبريزي: « وقد صرح بعض الاكابر ببلوغ مؤلفاته المائتين مجلداً »(٦) .

وفي ( أعلام الشيعة ): « الامر العجيب أنه ألف هذه الكتب النفائس والموسوعات الكبار وهو لا يكتب الا بالحبر والقرطاس الاسلاميين، لكثرة تقواه وتورعه، وأمر تحرزه عن صنائع غير المسلمين مشهور متواتر »(٧) .

وفاته:

توفى بلكهنو في ١٨ صفر سنة ١٣٠٦ ودفن في حسينية له هناك.

وقد كانت ولادته سنة ١٢٤٦.

رثاؤه:

وقد رثاه جماعة من شعراء عصره بقصائد طبعت في مجموعة باسم ( القصائد المشكلة في المرائي المثكلة ). احتوت هذه المجموعة على قصائد من:

____________________

(١). المصدر ١٥ / ٢٧٧.

(٢). تكملة نجوم السماء ٢ / ٣١.

(٣). المصدر.

(٤). ذكره في مجلد حديث الطير.

(٥). ذكره في مجلد حديث مدينة العلم كما في ترجمة المؤلف في حديث الثقلين طبعة أصفهان.

(٦). ريحانة الادب ٣ / ٤٣٢.

(٧). اعلام الشيعة ( نقباء البشر ) ١ / ٣٤٧.


١ - الشيخ محمد سعيد ابن الشيخ محمود سعيد نائب سادن الروضة الحيدرية.

٢ - السيد حسين الواعظ اليزدي الطباطبائي الحائري.

٣ - الشيخ جعفر العرب.

٤ - السيد كلب مهدي الجائسي الهندي.

٥ - قصيدة أخرى للسيد كلب مهدي.

٦ - قصيدة أخرى للشيخ محمد سعيد.

٧ - قصيدة أخرى للسيد حسين الواعظ.

٨ - قصيدة ثالثة للسيد حسين الواعظ.

٩ - قصيدة للسيد محمد حسين ابن السيد جعفر آل بحر العلوم الطباطبائي.

١٠ - قصيدة السيد مهدي ابن السيد طاهر القزويني.

١١ - قصيدة الشيخ محمد حسين ابن الشيخ محسن الحائري.

١٢ - قصيدة للسيد حسن اليزدي الحائري.

١٣ - قصيدة أخرى للشيخ محمد حسين الحائري.

١٤ - قصيدة أخرى للسيد كلب مهدي الهندي.

١٥ - قصيدة أخرى للشيخ محمد سعيد.

١٦ - قصيدة أخرى للسيد محمد حسين آل بحر العلوم.

١٧ - قصيدة أخرى للسيد كلب مهدي.

*(٣)*

ترجمة السيد اعجاز حسين

هو: السيد اعجاز حسين ابن السيد محمد قلي المذكور، وكان عالماً متبحراً خبيراً بالعلوم والاخبار، ومن كبار رجالات الشيعة في الهند ومن أعاظم علمائهم.


ولع - بالوراثة عن والده - بالتتبع والتنقيب والبحث والتحقيق، ولا سيما فيما يعود الى مسائل الخلاف بين الطائفتين الشيعة والسنة، وكان من جلالة القدر وعظم الشأن بمكان.

قال عبد الحي بترجمته: « أحد العلماء المشهورين في مذهب الشيعة الامامية ولد بمدينة ميرته لتسع بقين من رجب سنة ١٢٤٠ »(١) .

اساتذته:

نشأ على أبيه وأخيه السيد حامد حسين وناهيك بها نشأة علمية عالية.

مؤلفاته:

له تآليف ثمينة وآثار جليلة منها:

١ - كشف الحجب والاستار عن وجه الكتب والاسفار(٢) قال شيخنا الحجة الطهراني: « فهرس لمؤلفات الشيعة، لم يحتو الا على نزر قليل، فانه لم يزد فيه على ما في خزانة كتبهم الجليلة الا قليلا، ولذا منعه شيخنا العلامة الاكبر الحجة الميرزا حسين النوري المتوفى ١٣٢٠ من طبعه ونشره، مخافة ان يظن الا جانب انحصار مؤلفات الشيعة بذلك المقدار، وقد اهدى نسخته بخطه لشيخنا المذكور، وذلك حين تشرفه للزيارة في النجف الأشرف مع أخيه العلامة السيد حامد حسين مؤلف عبقات الانوار، وقد كان عازماً على طبعه، ولما منعه الاستاذ اهداه اليه، وهو الان في مكتبة سبط الاستاذ المذكور. وقد طبع في الهند أخيراً في سنة ١٣٣٣ باشراف

____________________

(١). نزهة الخواطر ٧ / ٦٦ - ٣١.

(٢). الذريعة ١٨ / ٢٧.


بعض أحفاده »(١) .

٢ - شذور العقيان في تراجم الأعيان(٢) .

٣ - القول السديد(٣) .

٤ - مناظرته مع المولى محمد جان اللاهوري(٤) .

٥ - رسالة في أحوال الميرزا محمد الدهلويمؤلف ( النزهة الاثني عشرية )(٥) .

وفاته:

توفي رحمه‌الله عليه بلكنهو في ١٧ شوال سنة ١٢٨٦(٦) .

*(٤)*

ترجمة السيد سراج حسين

هو السيد سراج حسين ابن السيد محمد قلى.

كلمات العلماء في حقه:

١ - قال شيخنا الحجة الطهراني: « عالم كبير، وحكيم فاضل »(٧) .

٢ - وقال صاحب نجوم السماء « الفاضل الجليل، حكيم عصره

____________________

(١). اعلام الشيعة ( الكرام البررة ) ٣٠٢.

(٢). المصدر.

(٣). الذريعة ١٧ / ٢١٠.

(٤). أعلام الشيعة ( الكرام البررة ) ترجمته.

(٥). المصدر.

(٦).ريحانة الأدب ٤ / ٥٥، الكرام البررة ٢ / ١٤٨.

(٧). الكرام البررة - الترجمة رقم ١٠٧٢.


وفيلسوف دهره »(١) .

٣ - وقال عبد الحي: « الشيخ الفاضل أحد علماء الشيعة برع وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون، وولى التدريس في المدرسة الانجليزية »(٢) .

اساتذته:

قرأ على والده المرحوم، واخيه الاكبر السيد حامد حسين، والسيد حسين ابن دلدار علي.

ولم يذكر له فيما نعلم شيء من الاثار والمؤلفات.

وفاته:

توفى رحمه‌الله في سنة ١٢٨٢.

*(٥)*

ترجمة السيد ناصر حسين

هو: السيد ناصر حسين ابن السيد حامد حسين ابن محمد قلى المولود في ١٩ جمادى الثانية سنة ١٢٨٤.

بعض الكلمات في حقه:

١ - قال السيد الحجة الامين:

____________________

(١). نجوم السماء.

(٢). نزهة الخواطر ٧ / ١٩٥.


امام في الرجال والحديث، واسع التتبع، كثير الاطلاع، قوي الحافظة لا يكاد يسأله أحد عن مطلب الا ويحيله الى مظانه من الكتب مع الاشارة الى عدد الصفحات، وكان احد الاساطين والمراجع في الهند، وله وقار وهيبة في قلوب العامة واستبداد في الرأي ومواظبة على العبادات، وهو معروف بالادب بالفارسية والعربية معدود من اساتذتهما واليه يرجع في مشكلاتهما، وخطبه مشتملة على عبارات جزلة وألفاظ مستطرفة، وله شعر جيد »(١) .

٢ - وقال العلامة المحدث القمي - في ذيل ترجمة السيد حامد حسين - ما تعريبه:

« وجناب السيد مير ناصر حسين خلفه في جميع الملكات والآثار ووارث ذاك البحر الزخار، وهو مصداق قوله:

ان السري اذا سرى فبنفسه

وابن السرى اذا سرى أسراهما

ولم يترك جهود والده تذهب سدى، بل اشتغل بتتميم عبقات الانوار واخرج الى البياض حتى الان عدة مجلدات وطبعت، أدام الباري بركات وجوده الشريف وأعانه لنصرة الدين الحنيف »(٢) .

٣ - وقال المحقق العلامة الشيخ التبريزي ما تعريبه ملخصاً:

« السيد ناصر حسين الملقب بـ ( شمس العلماء ) - كان عالماً متبحراً فقيهاً أصولياً محدثاً رجالياً كثير التتبع واسع الاطلاع دائم المطالعة، من اعاظم علماء الامامية في الهند والمرجع في الفتيا لاهالى تلك البلاد »(٣) .

٤ - وقال المحقق الشيخ محمد هادى الاميني:

« امام في الفقه والحديث والرجال والادب »(٤) .

____________________

(١). أعيان الشيعة ٤٩ / ١٠٧ - ١٠٨.

(٢). هدية الاحباب ١٧٧.

(٣). ريحانة الادب ٤ / ١٤٤ - ١٤٥.

(٤). معجم رجال الفكر والادب ٣٩٠.


٥ - وقال العلامة السيد محمد مهدي الاصفهاني:

« شمس العلماء السيد ناصر حسين. عارف بالرجال والحديث، واسع التتبع، كثير الاطلاع، دائم المطالعة، وهو أحد مراجع أهالي هند. ولد سلمه الله في ١٩ جمادى الثانية ١٢٨٤ »(١) .

٦ - وقال العلامة السيد مرتضى حسين اللاهوري:

« هذا السيد العظيم شبل من ذاك الاسد، آية من آيات الله، قد أتم به الحجة وأوضح المحجة، كان فقيهاً محدثاً رجالياً متضلعاً، أديباً متطلعاً، خطيباً مفوهاً عالي الهمة، نبيه المنزلة، واسع العطاء، كريم الاخلاق، لين الجانب، ذا فكرة وقادة، حصيف الرأي، مرجع الامور، نافذ الامر، ومع أعمال المرجعية وأشغاله الكثيرة كان ضابطاً للاوقات، مثابراً على التحقيق والبحث، عاكفاً على التصنيف والتأليف، حتى في أضيق الاحوال والمرض والاسقام، يروح ويغدو دائماً في المكتبة ويجلس طول النهار، فكتب وأكثر وصنف وأفاض، فأتم قسماً هاماً من تأليف عبقات الانوار. ونشر كتب والده، ووسع في المكتبة، الى ان صارت تلك الخزانة من اكبر خزائن الكتب للشيعة واشهرها في العالم »(٢) .

اساتذته:

قرأ العلوم الدينية على والده المرحوم والمفتي محمد عباس، وغيرهما.

مؤلفاته:

ذكر مترجموه الكتب التالية له ( عدا ما كتبه من عبقات الانوار ):

____________________

(١). أحسن الوديعة: ١٠٤.

(٢). الفضل الجلى. طبع مقدمةً لتشييد المطاعن.


١ - نفحات الازهار في فضائل الأئمة الاطهار عليهم‌السلام .

٢ - ديوان شعر(١) .

٣ - كتاب المواعظ.

٤ - ديوان الخطب(٢) .

٥ - كتاب الانشاء(٣) .

٦ - اسباغ النائل بتحقيق المسائل(٤) .

٧ - مسند فاطمة بنت الحسين عليهما‌السلام (٥) .

٨ - ما ظهر من الفضائل لامير المؤمنين عليه‌السلام يوم خيبر(٦) .

٩ - نفحات الانس في وجوب السورة(٧) .

١٠ - اثبات رد الشمس لامير المؤمنين عليه‌السلام ودفع ما أورد عليه من الشبهات(٨) .

١١ - سبائك الذهبان في الرجال والأعيان(٩) .

١٢ - فهرست أنساب السمعاني(١٠) .

هذا وقد طبع له أخيراً كتاب « افحام الاعداء والخصوم » في نفي تزويج عمر بأم كلثوم، حققه وقدم له العلامة الشيخ محمد هادي الاميني، وهو كتاب قيّم يحوي مطالب جليلة، لكن لا أدري لماذا لم يذكر له فيما كان

____________________

(١). الذريعة ٩ / ١١٥٤.

(٢). المصدر ٧ / ١٨٦.

(٣). المصدر ٢ / ٣٩٥.

(٤). الذريعة ٢ / ٣.

(٥). الفضل الجلى.

(٦). الذريعة ١٩ / ٢٢.

(٧). الفضل الجلى.

(٨). الذريعة ١ / ٩٥.

(٩). الفضل الجلى في حياة السيد محمد قلى.

(١٠). المصدر.


بأيدينا من المصادر بل لم يذكره له الاميني حيث ترجم للسيد ناصر حسين في مجلة المكتبة الصادرة عن مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام بالنجف الاشرف.

وفاته:

توفي - كما الفضل الجلى - في غرة رجب سنة ١٣٦١، ودفن عند مرقد القاضي التستري الشهيد قدس‌سره بمدينة ( آگره ) بالهند حسب وصيته.

*(٦)*

ترجمة السيد ذاكر حسين

هو: السيد ذاكر حسين ابن السيد حامد حسين، وكان من كبار العلماء البارزين في بلاد الهند، وكان أديباً شاعراً(١) .

اساتذته:

لم نقف له الا على السيد ناصر حسين، ولعله قرأ على غيره ايضاً.

مؤلفاته:

قال شيخنا العلامة الطهراني:

« له آثار: منها: ( الادعية المأثورة )، طبع في الهند وعليه تقريظ اخيه العلامة السيد ناصر حسين المتوفى سنة ١٣٦١ وتصديقه باعتبارها كما ذكرناه في الذريعة ١ / ٣٩٩.

وكان معين اخيه المذكور في تتميم مجلدات ( العبقات ).

____________________

(١). ريحانة الادب ٤ / ١٤٤.


وله ( ديوان شعر ) بالفارسية والعربية معاً.

وله ( حواشي على عبقات ) والده »(١) .

*(٧)*

ترجمة السيد محمد سعيد

هو: السيد محمد سعيد ابن السيد ناصر حسين، وكان عالماً فاضلا مجتهداً متكلماً محققاً مؤلفاً.

ولادته:

ولد السيد محمد سعيد في ٨ محرم ١٣٣٣ في لكهنو.

اساتذته:

شب وترعرع في أحضان العلماء في لكنهو، وعلى رأسهم والده العلامة ثم هاجر الى النجف الاشرف، وحضر على كبار العلماء حتى بلغ الدرجات العالية والمقامات السامية، وكان من أشهر اساتذته في المرحلة الاخيرة من دراساته: سيد الطائفة في عصره السيد ابو الحسن الاصفهانى، وشيخ المحققين الاستاذ الشيخ آغا ضياء الدين العراقي.

شخصيته العلمية والاجتماعية:

بعد ما فرغ من الدروس وبرزت شخصيته ولمع نجمه، عاد الى بلده ( لكنهو ) حيث تولى شؤون الرئاسة العلمية والدينية بجدارة، وكانت له هيبة في قلوب العامة ومكانة لدى جميع الطبقات.

____________________

(١). أعلام الشيعة ٧١٤.


زار العتبات المقدسة مراراً وحل ضيفاً بكربلاء في دار والدنا آية الله السيد نور الدين الميلاني، فكنا مسرورين مبتهجين بمجلسه، مستفيدين من علومه ومعلوماته، ومنه اخذنا جملة من معلوماتنا حول ( عبقات الانوار )، ولقد كان على جانب عظيم من الاخلاق الكريمة والسجايا الفاضلة.

مؤلفاته:

ألف كتباً تحقيقية كثيرة الفائدة، وهي ( عدا ما كتبه من أحاديث العبقات ):

١ - الامام الثاني عشر، ألفه حينما كان في النجف الاشرف رداً على كلمات جاءت في كتاب ( سبائك الذهب في معرفة انساب العرب للسويدى ) « وانما توجد كلماته المردودة في الطبع الاول من السبائك، فان الطبع الثاني اسقطت عنه تلك الكلمات »(١) وقد طبع بالنجف الاشرف سنة ١٣٤٥(٢) .

٢ - مسانيد الائمة عليهم‌السلام (٣) .

٣ - الايمان الصحيح « كتاب تحقيقي علمي يبحث فيه عن العقائد الصحيحة تحت اشعة القرآن الشريف »(٤) .

٤ - معراج البلاغة، جمع فيه خطب الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٥ - مدينة العلم، بحث فيه حديث الباب(٥) .

____________________

(١). الذريعة ٢ / ٣١٩.

(٢). وفي سنة ١٣٩٣ للمرة الثانية مع تعليقات واضافات منا.

(٣). رأيناه في المكتبة الناصرية، وهو كتاب كبير.

(٤). الذريعة ٢ / ٥١٤.

(٥). الذريعة ٢٠ / ٢٥١. رد به على ( ابن عاشور ) شيخ الاسلام بتونس، وله مقدمة بقلم المرحوم الحجة السيد هبة الدين الشهرستاني.


٦ - آية التطهير(١) .

٧ - آية الولاية(٢) .

٨ - شرح خطبة الزهراء عليها‌السلام (٣) .

هذا بالاضافة الى ما كتبه من ( عبقات الانوار ).

وفاته:

توفى رحمه‌الله بالهند في ١٢جمادى الثانية سنة ١٣٨٧ وقد اقيمت مجالس الفاتحة على روحه الطاهرة، ودفن الى جنب والده المرحوم في صحن السيد التستري الشهيد، واعقب الخطيب الفاضل السيد على ناصر(٤) .

*(٨)*

ترجمة السيد محمد نصير

هو: السيد محمد نصير ابن السيد ناصر حسين المولود سنة ١٣١٧ كان رحمه‌الله عالماً كبيراً واستاذاً جليلا درس في النجف الاشرف وتخرج على كبار العلماء، ثم لما عاد الى بلاده اقتضت الظروف الخاصة والمصلحة العامة للمسلمين ان يدخل الحقل السياسى، فدخل المجلس النيابى منتخباً من قبل الشيعة الامامية.

____________________

(١). الفضل الجلى.

(٢). المصدر.

(٣). المصدر.

(٤). مصادر الترجمة: الذريعة، معجم رجال الفكر ٣٩٠، مؤلفين كتب چاپى ٣ / ٢٣ الفضل الجلى في حياة السيد محمد قلى، معلومات شخصية.


مؤلفاته:

١ - ديوان شعر.

٢ - مجمع الاداب.

٣ - التطهير.

٤ - ترجمة وجوب السورة في الصلاة الى الاردوية.

وفاته:

توفى في ( لكنهو ) سنة ١٣٨٦ وحمل نعشه الى العراق فدفن في كربلاء في الصحن الشريف بمقبرة شيخ الطائفة في عصره الزعيم المجاهد الميرزا الشيرازي قدس‌سره ، واقيمت على روحه مجالس الفاتحة في كل مكان(١) . منها: المجلس الذي اقامه سيدي الوالد آية الله السيد نور الدين الميلاني بكربلاء.

الباب السابع

المكتبة الناصرية

ومن آثار هذه الاسرة وخدماتهم للعلم والطائفة: المكتبة العظيمة التي خلفتها في مدينة لكهنو، هذه المكتبة التي كانت كتب العلامة السيد محمد قلي نواة لها، ثم ضم إليها نجله السيد حامد حسين كلما حصل اليه من الكتب، ولا سيما ما كان يفحص عنه وحصل عليه في البلاد المختلفة من امهات المصادر في مختلف العلوم والفنون لاجل كتابه عبقات الانوار ثم سعى نجله السيد ناصر حسين في تطويرها وتوسعتها فاشتهرت بالمكتبة الناصرية

لقد كانت في زمن السيد حامد حسين تحتوي على ثلاثين ألف

____________________

(١). مصادر الترجمة: معجم رجال الفكر ٣٩٠ الفضل الجلى - معلومات شخصية.


كتاب، قال شيخنا الطهراني بترجمته: « وللمترجم خزانة كتب جليلة وحيدة في لكهنو بل في بلاد الهند، وهي احدى مفاخر العالم الشيعي، جمعت ثلاثين ألف كتاب بين مخطوط ومطبوع، من نفائس الكتب وجلائل الاثار، ولا سيما تصانيف أهل السنة من المتقدمين والمتأخرين.

حدثني شيخنا العلامة الميرزا حسين النوري أن المترجم كتب اليه من لكهنو يطلب منه إرسال احد الكتب اليه، فأجابه الاستاذ بأنه من العجيب خلو مكتبتكم من هذا الكتاب على عظمها واحتوائها. فأجابه المترجم بأن من المتيقن لدي وجود عدة نسخ من هذا الكتاب، ولكن التفتيش عنه والحصول عليه أمر يحتاج الى متسع من الوقت، والكتاب الذي ترسله الي يصلني قبل وقوفي على الكتاب الذي هو في مكتبتى التي أسكنها. انتهى. فمن هذا يظهر عظم المكتبة واتساعها. وحدثني بعض فضلاء الهند أن أحد اهل الفضل حاول تأليف فهرس لها وفشل في ذلك.

وقد أهدى إليّ بعض أجلاء الأصدقاء صورة جانب واحد من جوانبها الأربع وهو كتب التفاسير، وقد زرناه فادهشنا. وبالجملة فان مكتبة هذا الامام الكبير من أهم خزائن الكتب في الشرق »(١) .

وقال السيد محسن الامين: « ومكتبته في لكهنو وحيدة في كثرة العدد من صنوف الكتب، ولا سيما كتب غير الشيعة. ويناهز عدد كتبها الثلاثين ألفاً ما بين مطبوع ومخطوط فيما كتبه الشيخ محمد رضا الشبيبي في مجلة العرفان ما صورته: من أهم خزائن الكتب الشرقية في عصرنا هذا: خزانة كتب المرحوم السيد حامد حسين اللكهنوي - نسبة الى لكهنو من بلاد الهند - صاحب كتاب عبقات الانوار الكبير في الامامة، من ذوي العناية بالكتاب والتوفر على جمع الاثار، أنفق الاموال الطائلة على نسخها ووراقتها، وفي كتابه عبقات الانوار المطبوع في الهند ما يشهد على ذلك.

____________________

(١). أعلام الشيعة - نقباء البشر ١ / ٣٤٨.


وقد اشتملت خزانة كتبه على ألوف من المجلدات فيها كثير من نفائس المخطوطات القديمة»(١) .

وفي ( أحسن الوديعة ) بترجمته: « وله مكتبة كبيرة في لكهنو وحيدة في كثرة العدد من صنوف الكتب، ولا سيما كتب المخالفين ».

وجاء في ( صحيفة المكتبة ) الصادرة عن مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام في النجف الاشرف في ذكر المكتبات التي زارها العلامة الحجة المجاهد صاحب الغدير في مدينة لكهنو بالهند ما نصه: « مكتبة الناصرية العامة. تزدهر هذه المكتبة العامرة بين الاوساط العلمية وحواضر الثقافة في العالم الاسلامي بنفائسها الجمة، ونوادرها الثمينة، وما تحوي خزانتها من الكتب الكثيرة في العلوم العالية من: الفقه وأصوله، والتفسير، والحديث، والكلام، والحكمة والفلسفة، والاخلاق، والتاريخ، واللغة، والادب. الى معاجم ومجاميع وموسوعات في الجغرافيا، والتراجم، والرجال، والدراية، والرواية.

وهي نتيجة فكرة ثلاثة من أبطال العلم والدين، جمعت يمنى كل منهم قسماً من هذه الثروة الاسلامية الطائلة في حياته السعيدة، فأسدى بها الى أمة القرآن الكريم خدمة كبيرة، تذكر وتشكر مع الأبد، ولم يكتف أولئك الفطاحل بذلك الى أن وقف كل منهم ما له عليه وقفاً. فغدت يقضي بها كل عالم مأربه، ويسد بها كل ثقافي حاجته.

وكانت النواة لها مكتبة السيد محمد قلي الموسوي ثم حذا حذوه وضم كتبه إليها نجله القدوة والاسوة السيد حامد حسين ثم شفعت تلك المكتبة بمكتبة شبله السيد ناصر حسين

وهذه المكتبة العامرة تسمى باسمه، يناهز عدد كتبها اليوم ثلاثين ألفاً من المطبوع والمخطوط، يقوم بادارة شئونها شقيقي الفضيلة: السيد محمد سعيد العبقاتي، والزعيم المحنك السيد محمد نصير العبقاتي، وقد شيدت لها

____________________

(١). أعيان الشيعة - بترجمة السيد حامد حسين.


حين كنا في تلكم الديار بهمتهما القعساء بناية فخمة تقع في أهدء مكان، قد خصصت لها الادارة المحلية لمتصرفية لكهنو، والادارة المركزية للشئون الثقافية للحكومة الهندية منحة مالية سنوية لادارة شئونها، وتسديد رواتب موظفيها، وهي وان كانت جل ذلك فضلا عن الكل، الا انها مساعدة تحمد عليها وتقدر ».

ثم ذكر الكاتب أسماء نفائس من هذه الحرّانة مما وقف عليه العلامة الاميني وغيره

ونحن نضيف الى تلك الاسماء قائمة بأسماء جملة من الكتب التي ذكرها صاحب العبقات في ثنايا الكتاب، ونص على وجود النسخ العتيقة الثمينة منها عنده:

١ - العلل المتناهية في الاحاديث الواهية لابن الجوزي.

٢ - بغية الطالبين - رسالة الاسانيد للشيخ أحمد النخلي.

٣ - قصص الانبياء لابي الحسن محمد بن عبد الله الكسائي.

٤ - نقاوة الملل وطراوة النحل لعبد الوهاب الروداوري.

٥ - ألف باء في المحاظرات للبلوي.

٦ - زاد المسير لجلال الدين السيوطي.

٧ - تهذيب الكمال في أسماء الرجال لابي الحجاج المزي.

٨ - العلل ( الجزء الثالث منه ) لابي الحسن علي بن عمر الدارقطني.

٩ - ميزان الاعتدال في نقد الرجال لشمس الدين الذهبي. عنده ثلاث نسخ منه.

١٠ - المنح المكية في شرح القصيدة الهمزية لابن حجر المكي. نسخة مستنسخة عن أصل نسخة الشارح.

١١ - الكوكب المنير في شرح الجامع الصغير للعلقمي.

١٢ - الضوء اللامع لاهل القرن التاسع لشمس الدين السخاوي. النسخة بخط عبد العزيز بن فهد المكي، عليها خط المصنف واجازته لابن


فهد المذكور.

١٣ - الفصول المهمة في معرفة الائمة لنور الدين ابن الصباغ المالكي. عنده منه نسختان.

١٤ - المقاصد الحسنة في الاحاديث المشتهرة على الالسنة لشمس الدين السخاوي. عنده منه نسخ عديدة.

١٥ - لواقح الانوار في طبقات السادة الاخيار لعبد الوهاب الشعراني. عنده منه ثلاث نسخ، واحدة منها محشاة بخط الميرزا محمد بن معتمد خان البدخشاني.

١٦ - النور السافر عن أخبار القرن العاشر. للعيدروس.

١٧ - غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام. لابن فهد المكي. نسخة مكتوبة في حياة مؤلفه.

١٨ - العرائس في قصص الانبياء لابي إسحاق الثعلبي.

١٩ - الاربعين في فضائل أمير المؤمنين لعطاء الله بن فضل الله المحدث الشيرازي.

٢٠ - ملحقات الابحاث المسددة في الفنون المتعددة لصالح بن مهدي المقبلي الصنعاني.

٢١ - التاريخ الصغير لمحمد بن اسماعيل البخاري.

٢٢ - الموضوعات لابن الجوزي.

٢٣ - شرح منهاج البيضاوي لبرهان الدين عبيد الله بن محمد العبري الفرغاني.

٢٤ - شرح منهاج البيضاوي لكمال الدين محمد بن محمد ابن امام الكاملية. نسخة مقروة على المصنف وعليها خطه.

٢٥ - الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد.

٢٦ - اقتصاد الاعتقاد لابي حامد الغزالي.

٢٧ - خصائص أمير المؤمنين عليه‌السلام للنسائي. عنده منه نسختان


احداهما مصححة من قبل بعض الافاضل.

٢٨ - المسند لاحمد بن حنبل.

٢٩ - المنمق لابن حبيب البغدادي.

٣٠ - الثقات لابن حبان البستي.

٣١ - نوادر الاصول للحكيم الترمذي.

٣٢ - المعجم الصغير للطبراني.

٣٣ - المفاتيح في شرح المصابيح لشمس الدين محمد بن المظفر الخلخالي.

٣٤ - المنتقى في سيرة المصطفى لسعيد الدين محمد بن مسعود الكازروني.

٣٥ - احياء الميت بفضائل أهل البيت لجلال الدين السيوطي. عنده منه نسختان في إحداهما أربعون حديثاً وفي الأخرى ستون حديثاً.

٣٦ - حلية الاولياء لابي نعيم الاصبهاني.

الباب الثامن

كتاب التحفة الاثنا عشرية

هو كتاب انتشر في أوائل القرن الثالث عشر الهجري في بلاد الهند باللغة الفارسية، وكان في طبعته الاولى عليه اسم مستعار هو « غلام حليم » وهذا الاسم هو مادة تاريخ ولادة مؤلفه عبد العزيز الدهلوي - ثم وضع اسمه الصريح في طبعته الثانية.

وموضوع هذا الكتاب استعراض عقائد الشيعة - ولا سيما الاثني عشرية - في التوحيد والنبوة والامامة والمعاد - وغيرها ثم نقدها والرد عليها، ولقد ذكر صاحبه في أوله ومواضع عديدة منه التزامه بنقل ما هو المسلم والمتفق عليه، الا أنه ملأ الكتاب بأشياء تخالف الواقع وتنافي الحقيقة، ولا سيما في باب الامامة، حيث انكر الاحاديث ودلالة الايات على امامة علي


أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وشحنه بأكاذيب ومفتريات لم يأت بها أحد من قبله.

وهذا ما دعاء علماء الشيعة - ولا سيما صاحب العبقات - الى الرد عليه وبيان ما هو الواقع والصحيح، فأثبتوا الاحاديث سنداً ودلالة، وظهور دلالة الآيات الكريمة في عقيدة الشيعة الامامية، على ضوء كتب العامة وكلمات علمائهم.

ولم يكن عبد العزيز الدهلوي يقصد من تأليف هذا الكتاب ونشره الا اشاعة الفتنة بين الطوائف الاسلامية وضرب بعضها ببعض.

والجدير بالذكر: انه قد ثبت لدى المحققين ان ( التحفة ) هذه مسروقة من كتاب ( الصواقع ) لنصر الله الكابلي، وقد ترجمه ( الدهلوي ) الى الفارسية.

أ - فهرس هذا الكتاب

ولقد جاء ذكر الاحاديث الاثني عشر التي أجاب عنها في الباب السابع حيث بحث فيه الامامة، وكان رد ( صاحب العبقات ) على حسب ترتيبه، ابتداءاً بحديث الغدير، وانتهاءاً بالثقلين.

هذا ولمزيد الفائدة نذكر عناوين أبواب التحفة:

الباب الاول: في ذكر فرق الشيعة وبيان كيفية حدوث مذهب التشيع.

الباب الثاني: في ذكر مكايد الشيعة.

الباب الثالث: في ذكر اسلاف الشيعة وعلمائهم وتصانيفهم.

الباب الرابع: في أخبار الشيعة ورواتهم.

الباب الخامس: في الالهيات.

الباب السادس: في النبوات.

الباب السابع: في الامامة.

الباب الثامن: في المعاد.

الباب التاسع: في مسائل فقهية.


الباب العاشر: في مطاعنهم في الخلفاء الثلاثة وغيرهم.

الباب الحادي عشر: في ما يختص به الشيعة ولم يوجد عند غيرهم من فرق الاسلام.

الباب الثاني عشر: في التولي والتبري.

ب - طبعاته:

والظاهر ان ( التحفة ) طبعت أكثر من مرة كما مر، وأما ترجمتها الى اللغة العربية فقد طبعت مراراً كما سيأتي.

ج - ترجمته الى مختلف اللغات:

لقد ترجم « الحافظ غلام محمد بن الشيخ محي الدين بن الشيخ عمر المدعو بالاسلمى » تلميذ المولوي عبد العلى بن نظام الدين التحفة الى العربية وسماها بالترجمة العبقرية والصولة الحيدرية للتحفة الاثنا عشرية »(١) وجاء في مقدمة كتاب ( المنحة الالهية في مختصر التحفة الاثني عشرية ) انه قد اختصره من ( ترجمة العالم العلامة والنحرير الفهامة الشيخ غلام محمد الاسلمي الهندي ). وعلى هذا فالترجمة الاولى ( للتحفة ) كانت الى اللغة العربية ومن قبل غلام محمد المذكور.

ثم جاء محمود شكري الالوسي فهذب ألفاظ تلك الترجمة واختصرها باسم ( المنحة الالهية تلخيص ترجمة التحفة الاثني عشرية ) وقدمه الى السلطان عبد الحميد العثماني قائلا:

« وقدمته لاعتاب خليفة الله في أرضه ونائب رسوله عليه الصلاة والسلام في سنته وفرضه، الذي راعى رعاياه بجميل رعايته ودبرهم بصائب تدبيره وواسع درايته، وسلك أحسن المسالك في استقامة أمورهم وصيانة

____________________

(١). هكذا جاء في عبقات الانوار، قسم حديث الغدير عند النقل عنه.


نفوسهم وحراسة جمهورهم، وخص من بينهم علماء دولته وصلحاء ملته بحسن ملاحظته وفضل محافظته، تمييزاً لهم بالعناية، وتخصيصاً بما يجب من الرعاية ووضعاً للامور مواضعها واصابة بها مواقعها، وهو أمير المؤمنين الواجب طاعته على الخلق أجمعين سلطان البرين وخاقان البحرين السلطان ابن السلطان، السلطان الغازي عبد الحميدخان ابن السلطان الغازي عبد المجيد خان.

اللهم أيده بنصرك وانصره لتأييد ذكرك، واطمس شر سويداء قلوب أعدائه وأعدائك، ودق أعناقهم بسيوف قهرك وسطوتك ».

وقسم الالوسي ترجمته هذه الى تسعة أبواب وهذا تفصيلها:

الباب الاول: في ذكر فرق الشيعة وبيان أسلافهم ونبذة من مكايدهم.

الباب الثاني: في بيان أقسام الشيعة وأحوال رجال أسانيدهم.

الباب الثالث: في الالهيات.

الباب الرابع: في النبوة.

الباب الخامس: في الامامة ( وفيه الايات والاحاديث والدلائل العقلية التي يستند اليها الشيعة على امامة الامير بلا فصل ).

الباب السادس: في بعض عقائد الامامية المخالفة لعقائد أهل السنة.

الباب السابع: في الاحكام الفقهية.

الباب الثامن: في المطاعن.

الباب التاسع: في ذكر ما اختص بهم ولم يوجد عند غيرهم من فرق الاسلام.

ولقد طبع هذا الكتاب في « بمبىء » سنة ١٣٠١، ثم طبع ثانية في مصر من قبل مدير مجلة ( الازهر )، وطبع مرة أخرى مع تعاليق المدعو بمحب الدين الخطيب.

هذا وقد جاء في بعض فهارس ( لاهور ) انه قد طبع مترجماً الى اللغة الاردوية أيضاً.


د - الردود عليه

لقد رد على ( التحفة ) جماعة من كبار علماء الشيعة، وهذه أسماؤهم ( عدا العبقات ):

١ - أبو أحمد محمد بن عبد النبي بن عبد الصانع الاخباري النيسابوري المقتول سنة ١٢٣٢، وقد سماه بـ ( السيف المسلول على مخربي دين الرسول )(١) .

٢ - السيد دلدار علي النقوي المتقدمة ترجمته، وهو في أربعة مجلدات رد بها على أبواب ( التحفة ) الخامس والسادس والسابع والثاني عشر، وقد سمى كل مجلد باسم وبعض هذه المجلدات مطبوع.

٣ - الميرزا محمد بن عناية أحمدخان الكشميري الملقب بـ ( الكامل ) والمتوفى سنة ١٢٣٥ مسموماً، وقد سماه بـ ( النزهة الاثنا عشرية )، وقد ترجم له السيد اعجاز حسين في رسالة خاصة كما تقدم، كما ذكره السيد محسن الامين رحمه‌الله (٢) .

٤ - السيد محمد قلي المتقدم ذكره، وقد سماه بـ ( الاجناد الاثنا عشرية المحمدية ) وهو في مجلدات رد بها على الابواب: الاول والثاني والسابع والعاشر والحادي عشر من ( التحفة ) وهذه كلها مطبوعة، وقد سمى رده على الباب العاشر بـ ( تشييد المطاعن ) وهو في ثلاثة أجزاء ضخام.

٥ - الشيخ سبحان علي خان الهندي المتوفى بعد عام ١٢٦٠، وقد سماه بـ ( الوجيزة في الاصول ).

٦ - السيد محمد ابن السيد دلدار علي النقوي المتوفى سنة ١٢٨٤ وقد سماه بـ ( الامامة )(٣) باللغة العربية، وهو رد على الباب السابع، كما ان له

____________________

(١). الذريعة ١٢ / ٢٨٨.

(٢). أعيان الشيعة ٤٦ / ٢٠٨.

(٣). الذريعة ٢ / ٣٣٥.


عليه رداً آخر بالفارسية سماه بـ ( البوارق الالهية )(١) .

٧ - السيد جعفر الموسوي الدهلوي، وقد رد على البابين: السابع والعاشر من ( التحفة ).

٨ - المولوي خير الدين محمد الاله آبادي، وقد سماه بـ ( هداية العزيز ) وهو رد على الباب الرابع من ( التحفة ).

٩ - السيد المفتي محمد عباس التستري المتوفى سنة ١٣٠٦، وقد سماه بـ ( الجواهر العبقرية ) وهو رد على ما ذكره في ( التحفة ) في الباب السابع حول غيبة المهدي عليه‌السلام ، وهو مطبوع(٢) .

هذا ولقد رد على المنحة الالهية - تلخيص مختصر التحفة الاثني عشرية - المذكور سابقاً علمان من أعلام الطائفة الشيعية وهما:

١ - الحجة الكبير المجاهد الشيخ محمد مهدي الخالصي الكاظمي المتوفى سنة ١٣٤٣ وقد سماه بـ ( تصحيف المنحة الالهية عن النفثة الشيطانية ) في ثلاثة مجلدات(٣) .

٢ - العلامة الحجة الاية الشيخ ميرزا فتح الله شيخ الشريعة المتوفى سنة ١٣٣٩(٤) .

الباب التاسع

ترجمة صاحب التحفة

هو الشيخ المحدث عبد العزيز بن ولي الله بن عبد الرحيم العمري ( ينتهي نسبه الى عمر بن الخطاب ) الدهلوي.

____________________

(١). المصدر ٣ / ٩٧.

(٢). الذريعة ٥ / ٢٧١.

(٣). المصدر ٣ / ٦٣٣.

(٤). أعيان الشيعة ٤٢ / ٢٥٩.


ولادته:

ولد ليلة الخميس لخمس بقين من رمضان سنة ١١٥٩.

أساتذته:

أخذ العلم عن والده، ولما توفي أبوه أخذ عن تلامذته وهم جماعة منهم:

١ - الشيخ نور الله البرهانوي.

٢ - الشيخ محمد أمين الكشميري الدهلوي.

٣ - الشيخ محمد عاشق الفلتي.

تلامذته:

وقد قرأ عليه جماعة من علماء أسرته وغيرهم، ومنهم:

١ - أخوه عبد القادر.

٢ - أخوه رفيع الدين.

٣ - أخوه عبد الغني.

٤ - ختنه عبد الحي بن هبة الله البرهانوي.

٥ - المفتي الهي بخش الكاندهلوي.

٦ - السيد قمر الدين السوني پتني.

٧ - الشيخ غلام علي بن عبد اللطيف الدهلوي.

٨ - المولوي حيدر علي الفيض آبادي.

٩ - المولوي محمد رشيد الدين الدهلوي.

جهوده وآثاره:

وكما ذكرنا سابقاً فقد كان المولوي عبد العزيز الدهلوي قائد حركة علمية ورائد نشاط في سبيل نشر المذهب السني، فأصبح تلامذته الذين ذكرناهم وغيرهم مشايخ وأساتذة وبذلك يكون قد أسس حوزة علمية


لاهل السنة في مدينة دهلي، ثم بنى مدرسة تولى بنفسه زعامتها والتدريس فيها، ثم خلفه أخواه في ذلك، كما خلف هو أباه.

ولهذه الامور وغيرها وأهمها التهجم على الشيعة في الامامة والمسائل الكلامية لقبه قومه بـ ( سراج الهند ).

مؤلفاته:

قال عبد الحي: « للشيخ عبد العزيز مؤلفات كلها مقبولة عند العلماء، محبوبة اليهم، يتنافسون فيها ويحتجون بترجيحاته وهو حقيق بذلك، وفي عبارته قوة وفصاحة وسلاسة، تعشقها الاسماع وتلتذ بها القلوب » ثم ذكر له مصنفات ورسائل أشهرها:

١ - تفسير القرآن المسمى بفتح العزيز.

٢ - الفتاوى في المسائل المشكلة.

٣ - التحفة الاثنا عشرية.

٤ - بستان المحدثين.

٥ - العجالة النافعة. رسالة في أصول الحديث.

٦ - ميزان البلاغة.

٧ - السر الجليل في مسألة التفضيل. رسالة في تفضيل الصحابة بعضهم على بعض.

٨ - سر الشهادتين. رسالة في شهادة الحسنين عليهما‌السلام .

وفاته:

وتوفى في ٧ شوال سنة ١٢٣٩.

كلماتهم في ترجمته:

هذا وقد بالغ القوم في مدح الدهلوي ووصفه كما هو شأنهم ودأبهم


بالنسبة الى علمائهم عامة والى المتعصبين منهم على الشيعة خاصة -:

١ - قال أحمد الانصاري الشرواني: « سلطان إقليم المعاني، ومالك أزمة البيان وبديع الزمان الثاني، وهو مؤيد مذهب النعمان، مصنفاته لا تحصى، ومؤلفاته تجل عن تعداد الرمل والحصى »(١) .

٢ - وقال محسن بن يحيى الترهتي: « بلغ من الكمال والشهرة بحيث ترى الناس في مدن أقطار الهند يفتخرون باعتزائهم اليه، بل بانسلاكهم في سمط من ينتمي الى أصحابه

ومن سجاياه الفاضلة الجميلة التي لا يدانيه عامة أهل زمانه قوة عارضته، لم يناضل أحدا الا أصاب غرضه وأصمى رميته وأحرز خصله. ومن ذلك براعته في تحسين العبارة وتحبيرها ومنها فراسته التي أقدره الله بها على تأويل الرؤيا »(٢) .

٣ - وقال عبد الحي بترجمته حيث عنونه: « سراج الهند، حجة الله، الشيخ عبد العزيز الدهلوي. الشيخ الامام العالم الكبير العلامة المحدث عبد العزيز بن ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي، سيد علماءنا في زمانه وابن سيدهم وكان أحد أفراد الدنيا بفضله وآدابه وعلمه وذكائه وسرعة فهمه. اشتغل بالدرس والافادة وله خمس عشرة سنة، فدرس وأفاد حتى صار في الهند العلم المفرد، وتخرج عليه الفضلاء، وقصدته الطلبة من أغلب الارجاء، وتهافتوا عليه تهافت الظمآن على الماء »(٣) .

وقد استغرقت هذه الترجمة ثمان صحائف، ذكر فيها فضائله وآثاره ومصنفاته ونموذجا من نظمه والذي يجلب الانتباه في هذه الترجمة ما ذكره من أن الشيخ عبد العزيز الدهلوي قد مرض بأنواع الأمراض من الجذام

____________________

(١). حديقة الافراح لازالة الاتراح: ١٦٦.

(٢). اليانع الجنى: ٧٣.

(٣). نزهة الخواطر ٧ / ٢٦٨ - ٢٧٥.


والبرص والعمى واختلال الحواس وهو ابن خمس وعشرين سنة الى أن مات.

ترجمة والده:

وأما والده وشيخه ولي الله الدهلوي فهذه خلاصة ما جاء بترجمته في نزهة الخواطر:

« شيخ الإسلام ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي.

الشيخ الامام الهمام حجة الله بين الانام امام الائمة قدوة الامة علامة العلماء وارث الانبياء، آخر المجتهدين، أوحد علماء الدين، زعيم المتضلعين بحمل أعباء الشرع المبين، محيي السنة ومن عظمت به الله علينا المنة شيخ الاسلام قطب الدين أحمد ولي الله بن عبد الرحيم بن وجيه الدين العمري الدهلوي.

العالم الفاضل النحرير أفضل من

بث العلوم فأروى كل ظمآن

ولد يوم الاربعاء لاربع عشرة خلون من شوال سنة ١١١٤، واشتغل بالدرس نحواً من اثنتي عشرة سنة، وحصل له الفتح العظيم في التوحيد والجانب الواسع في السلوك، ونزل على قلبه العلوم الوجدانية فوجاً فوجاً، وخاض في بحار المذاهب الأربعة وأصول فقههم خوضا بليغا، ونظر في الأحاديث التي هي متمسكاتهم في الاحكام وارتضى من بينها بامداد النور الغيبي طريق الفقهاء المحدثين واشتاق الى زيارة الحرمين الشريفين، فرحل إليها سنة ١١٤٣ فأقام بالحرمين عامين كاملين، وصحب علماء الحرمين صحبة شريفة، وعاد الى الهند سنة ١١٤٥.

ومن نعم الله تعالى عليه انه خصه بعلوم لم يشرك معه فيها غيره، والتي أشرك فيها معه غيره من سائر الأئمة كثيرة لا يحصيها البيان.

ومن نعم الله تعالى عليه أن أولاه خلعة الفاتحية وألهمه الجمع بين الفقه والحديث وأسرار السنن ومصالح الاحكام وسائر ما جاء به النبي من


ربه عز وجل.

حتى أثبت عقائد أهل السنة بالادلة والحجج، وطهرها من قذى أهل المعقول.

وقد أثنى عليه الاجلة من العلماء.

وقال السيد صديق حسن القنوجي في الحطة بذكر الصحاح الستة في ذكر من جاء بعلم الحديث في الهند: ثم جاء الله سبحانه وتعالى من بعدهم بالشيخ الاجل والمحدث الاكمل، ناطق هذه الدورة وحكيمها، ونائق تلك الطبقة وزعيمها، الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي المتوفى سنة ١١٧٦.

وكذا بأولاده الامجاد وأولاد أولاده أولي الارشاد، المشمرين في هذا العلم عن ساعد الجد والاجتهاد.

وقال القنوجي المذكور في أبجد العلوم: كان بيته في الهند بيت علم الدين وهم كانوا مشايخ الهند في العلوم النقلية بل والعقلية. أصحاب الاعمال الصالحات وأرباب الفضائل الباقيات، لم يعهد مثل علمهم بالدين علم بيت واحد من المسلمين في قطر من أقطار الهند »(١) .

الباب العاشر

في علمنا في الكتاب

لقد وقفت على جانب من عظمة كتاب العبقات.

وعلى أنه لم يكتب مثله في بابه من السلف والخلف، وأنه ذلك الكتاب المعجز المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه كما في كلمات أعلام الطائفة.

وعلى أنه لم ينتشر حتى الان باللغة العربية مطلقاً بالرغم من انتشار

____________________

(١). نزهة الخواطر ٦ / ٣٩٨ - ٤١٥.


تلخيص التحفة الاثني عشرية باللغة العربية منذ أكثر من قرن وقد قال السيد محسن الامين: يا حبذا لو ينبري أحد من العرب لتعريبه

نعم ليته ترجم الى اللغة العربية ونشر قبل أن ينتشر تعريب التحفة، أو بعده بقليل في الاقل لكن هذا الواجب المحتم ترك، والفراغ بقي، ولم تتحقق هذه الامنية عن قصور أو تقصير

وشاء الله يكتب التوفيق لهذا العبد لان يلبي هذا النداء بعد قرن وربع قرن تقريباً

ولم يكن تعريباً فقط وان كان تعريبه فقط عملا جباراً ومشروعاً ضخماً فقد وفقت لتعريبه، وتحقيقه، وتلخيصه، وتنظيمه، والتعليق عليه ووضع الفهارس له

ولا أقول انه كتاب جديد كما قيل، أو مؤلف مستقل كما عليه عرف المؤلفين في عصرنا

في طريق العمل

لقد شرعت في هذا العمل في سنة ١٣٨٥، وواصلته بشوق مستلهم من ولائي لابائي، جنباً الى جنب دراساتي في الحوزات العلمية، واشتغالي بتآليف أخرى في بعض العلوم الاسلامية، وكنت أعلم منذ البدء أن الوصول الى الغاية في هذا العمل - لا سيما مع الحرص على الدراسات الحوزوية - لا يكون بسهولة، بل يستدعي بذل الطاقة، وترك الراحة، وتحمل المصاعب والمتاعب واستسهال المشاق، وعدم الحضور في المجالس والقضايا الاجتماعية

شرعت في العمل في مدينة كربلاء المقدسة في قسم السند من حديث الغدير، حتى اذا انتهيت منه وأخرجته الى البياض واجهت مشكلة مصادر التحقيق اذ لم تكن متوفرة في مكتبات كربلاء فكنت كلما سافرت الى النجف الاشرف أخذت معي ملزمة لتحقيق مصادرها في مكتبة أمير المؤمنين


عليه‌السلام العامة ومكتبة آية الله الحكيم العامة

ثم شرعت في حديث الثقلين - ولم يكن عندي آنذاك قسم الدلالة من حديث الغدير - ففرغت منه ومن حديث النور وحديث التشبيه أو الاشباه.

ولما انتقلت الى الحوزة العلمية في النجف الاشرف للحضور على أكابر العلماء والاساتذة في الفقه والاصول تمكنت في خلال ذلك من مراجعة بعض المصادر.

حتى انتقلنا الى ايران ونزلت مدينة قم المقدسة، حيث الحوزة العلمية ومكتبة آية الله النجفي المرعشي العامة وقد نجزت في هذه المكتبة مهمة التحقيق للنصوص الواردة في المجلدات المذكورة وقد طبع ما طبع من الكتاب وما زال العمل مستمراً ولله الحمد ومنه التوفيق.

فهذا موجز ما كان في طريق العمل. وأما أسلوبنا في العمل في الكتاب فإليك بيانه بايجاز كذلك:

١ - الاسلوب في التعريب

لم يكن تعريب كتاب عبقات الانوار بالامر الهين فقد جمع هذا الكتاب بين الدقة العلمية والابداع في الاساليب والعذوبة في الالفاظ، فحاولنا جهد المستطاع أن نحافظ على دقائق عباراته ولطائف إشاراته، وان استدعى ذلك في بعض الاحيان اتباع طريقة الترجمة الحرفية.

٢ - الاسلوب في التحقيق

وفي مجال تحقيقه فان من عادة صاحب العبقات أنه حيث يورد نصاً أو ينقل كلاماً لاحد يسنده الى راويه وقائله، ذاكراً اسم المصدر - وربما يذكر عنوان الباب والفصل ونحو ذلك أيضاً - وهذا الامر يسهل كما هو معلوم الرجوع الى المصدر واستخراج المطلب منه.


لقد راجعت مصادر الكتاب مع تطبيق العبارات المنقولة عنها بقدر الامكان ووضعت في الهامش موضع المطلب برقم صفحة الكتاب ورقم الجزء ان كان له أجزاء.

هذا كله بالنسبة الى المصادر المطبوعة التي حصلنا عليها في المكتبات، وأما المخطوطة منها فقد اكتفينا بوضع كلمة « مخطوط » في مقابلها.

وهناك مصادر لم يظهر لنا هل هي مطبوعة أولا، ولم نقف عليها، وهي - في الاكثر - المصادر الهندية، فتركناها على حالها حتى يتبين لنا الامر في المستقبل، فنراجعها في الطبعات اللاحقة للكتاب ان شاء الله تعالى.

٣ - الأسلوب في التخليص

وكان من الضروري أن يخرج عملنا أصغر حجماً من كتاب العبقات لجهات:

١ - ان العبقات باللغة الفارسية، وكلما ورد فيه نص عربي ترجم معناه الى الفارسية وإذا سقطت هذه الترجمة - والنصوص العربية مستغرقة لقسط وافر من العبقات - من كل مجلد قل حجم الكتاب بكثير.

٢ - يذكر صاحب العبقات أسماء الاشخاص ومؤلفاتهم بصورة كاملة فيقول مثلا: قال مجد الدين مبارك بن محمد المعروف بابن الاثير الجزري الشافعي في جامع الأصول. وقال أبو إسحاق ابراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي في كتاب الموافقات في أصول الاحكام. وقال علاء الدين علي ابن محمد بن ابراهيم البغدادي المعروف بالخازن في تفسيره لباب التأويل ونحن نقول: قال ابن الاثير في جامع الاصول، وقال الشاطبي في الموافقات وقال الخازن في لباب التأويل لان هذه الكتب أصبحت في عصرنا معروفة بفضل المطابع، وأصحابها علماء مشهورون بألقابهم أو كناهم.

٣ - من دأب صاحب العبقات في بعض المجلدات وصف الرواة


والعلماء بأوصاف تستغرق عدة من السطور، قبل ذكر نصوص عبارات المترجمين وبعدها، كقوله بعد ايراد رواية الاعمش: « ولا يخفى ان الاعمش من أكابر الموثقين ذوي المراتب الرفيعة، ومن أعاظم المبجلين أولي المناقب الغزيرة، ومن أجلة الناسكين الزهاد وأفاخم الخاشعين العباد عند أهل السنة » ثم قال بعد ترجمته عن عدة من المصادر: « فهذا سليمان بن مهران الاعمش قد أغاظ بروايته قلوب أهل البغي وأحمش، وأسبل على أبصارهم ظلاماً تحندس في ايهمه وأغطش، وذر القذى في أعين كل معتام منهم أعشى أو اخفش، فانقشعت بحمد الله تلميعات كل من نمق لضلاله وبرقش، وانحسرت تخديعات كل من نمنم بتزويره ورقش، وانقطعت آمال كل من وكم الشيطان في صدره فعشش، وانخزلت أعمال كل من وغر الشنآن في قلبه فأفحش ».

وقال بعد رواية المحاملي: « والعلامة المحاملي من أفاخم الحفاظ المتبحرين وأعاظم النقاد المتمهرين من أهل السنة. ولا تخفى محامده الشامخة ومحاسنه الباذخة على من نظر في كتبهم الرجالية والتاريخية مثل » ثم قال: « فهذا المحاملي الحامل لراية الصناعة بين الماهرين الافاضل، والمقدم على تلك الجماعة عند الكابرين الاماثل، قد روى هذا الحديث الشريف الفاضل في أماليه المبهرة المزهرة الفواضل، فأثبته دفعاً لريب كل معاند محائد لدود متجاهل، وصححه رغماً لانف كل مكابر مباهت عنود متحامل، فلا يحيد عنه غب هذا الا اللجوج الماحك الماحل، الذي هو عن صوب الصواب ناكب مائل، ولا يصدف عنه اثر هذا الا الحيود الافين الفائل الذي هو الى كسر الخسار آئب آئل ».

وهكذا الى أمثال هذه العبارات في حق كبار المحدثين من أهل السنة، وهي كما ترى تنبئ عن قدرته الفائقة وبراعته وتضلعه في الادب الفارسي والعربي، لكنا حذفناها لغرض الاختصار.

٤ - وحيث يذكر السيد تراجم العلماء - وهي في الاغلب في قسم


السند من كل حديث - يورد نصوص عبارات المترجمين كاملة، وقد كان اسلوبنا في التلخيص في هذه الجهة هو الاقتصار على الاسم وتاريخ الوفاة وكلمات الموثقين فان هذا القدر هو المقصود بالذات والمحتاج اليه كما هو واضح، وأما أسامي مؤلفات المترجم وأولاده وتلامذته وعدد أسفاره وزوجاته وغير ذلك مما يذكر عادة في الترجمة فهذه كلها فوائد لا علاقة لها بالموضوع.

وبالنسبة الى كلمات الموثقين أيضاً فان هذه الكلمات تتكرر، لان المتأخر كابن حجر العسقلاني حيث يترجم الراوي يتعرض لكلمات الذين من قبله كالذهبي وابن حبان والمفروض أن كلمات أولئك مذكورة في الكتاب فلا وجه لتكرارها. وقد يذكر الرجالي الراوي في جميع كتبه بعبارة واحدة كالذهبي يعبر عن الرجل في العبر والكاشف بنفس العبارة التي قالها في حقه في تذكرة الحفاظ فنكتفي بنقل عبارته في هذا الاخير ونقول: وكذا في العبر والكاشف.

٥ - وفي قسم الدلالة، لا حظنا أن كثيراً من الوجوه التي يذكرها السيد - في مقام الرد على دعوى أو الاستدلال على موضوع - متشابهة في مفادها، ويمكن دمج بعضها ببعض، فلم نكرر المطلب، بل أدخلنا بعض الوجوه في بعض بجعل عناوين جامعة، مع عدم الاخلال بشيء من جوانب البحث.

٤ - الأسلوب في التعليق

وقد أضفنا الى الكتاب فوائد في هوامشه - وربما في المتن - والى قسم السند في كل مجلد ملحقاً بأسماء طائفة أخرى من رواة الحديث المبحوث عنه فيه، وقفنا على روايتهم من النظر في الاسانيد أو مراجعة بعض الكتب والمصادر الاخرى، وقد كان ملحق حديث الثقلين بقلم العلامة المحقق السيد عبد العزيز الطباطبائي.


٥ - الاسلوب في التنظيم

ولو ألقيت نظرة في كتاب العبقات وقارنته بصنعتنا هذه لعرفت قيمة تنظيمه والجهود المبذولة في هذا السبيل، فقد فصلنا كل موضوع منه عن غيره بعنوان يخصه، ولكل بحث من بحوث الموضوع عنوان، وكذا لكل وجه من الوجوه المذكورة في كل بحث وهكذا مع الارقام والعلائم الفنية المختلفة الى غير ذلك مما يتطلبه الذوق في عصرنا الحاضر.

وبالنسبة الى الفهارس فقد وضعنا في آخر كل حديث ثلاثة فهارس: أحدها للموضوعات، والثاني للاعلام المترجمين، والثالث للمصادر. وأما مصادر التحقيق فسننشرها في آخر المجلدات في جزء خاص.

هذا ولم التزم في العمل والنشر بترتيب العبقات، بل نباشر بطبع كل ما يتم اعداده وينجز العمل فيه.

ووضعت كلمة ( الدهلوي ) رمزاً لصاحب ( التحفة الاثني عشرية ).

وجعلت اسم الكتاب ( خلاصة عبقات الانوار في امامة الائمة الاطهار ) حرصاً على عنوان كتاب العبقات وتخليداً لاسم مؤلفه وجهوده.

وفي الختام أشكر ادارة مكتبة آية الله النجفي المرعشي العامة في قم، لا سيما العلامة السيد محمود النجفي المرعشي، والاخ المكرم حيدر الواعظي الحائري على تفضلهم بتسهيل مهمة التحقيق ومراجعة المصادر.

والعلامة الجليل المحقق الحاج السيد عبد العزيز الطباطبائي فقد استفدت كثيراً من معلوماته العلمية وارشاداته القيمة، ومن مكتبته الخاصة العامرة.

والله أسأل أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وان يكتب هذا العمل في صحيفة ولائنا للنبي وأهل بيته الطاهرين انه سميع مجيب.

ايران

قم المقدّسه

علي الحسيني الميلاني



(الفهرس)

كلمة المؤلف ١١

تمهيدات ١٣

الباب الاول

الالتزام بآداب المناظرة وقواعد البحث ٢٩

الباب الثاني

أسلوبه في الاستدلال

[١] - البحث السندي ٣٤

توثيق الرواة: ٣٧

[٢] - البحث الدلالى ٣٧

١ - الاحتجاج بأخبار أهل السنة لا بأخبار الشيعة ٣٧

٢ - الرجوع الى كتب أهل السنة في كل فن ٣٨


تنبيه ٤٨

٣ - الاستناد الى فهم الاصحاب ٤٨

أ - في معنى من كنت مولاه فعليّ مولاه ٤٩

ب - في معنى حديث الطائر ٥٠

ج - في معنى ثلاثة أحاديث ٥٢

د - في معنى حديث المنزلة ٥٣

هـ - في معنى حديث التشبيه ٥٣

٤ - الاستدلال بالقواعد المقررة ٥٤

أ - قاعدة تقدم المثبت على الناف ي ٥٤

ب - قاعدة عدم حمل الاستثناء على المنفصل ما أمكن المتصل ٥٥

ج - قاعدة الحمل على المعنى ٥٥

هـ - قاعدة الحديث يفسر بعضه بعضا ٥٦

٥ - قاعدة لزوم حمل اللفظ المشترك عند فقد المخصص على جميع معانيه ٥٦

الباب الثالث

أسلوبه في الرد

١ - نقل كلام الخصم كاملا ٥٨

٢ - الاستيعاب الشامل ٥٨

٣ - التتبع الهائل ٦٠

٤ - الكشف عن الجذور ٦٢

أ - انتحال الدهلوي لبحوث الآخرين ٦٢

ب - نسب لا أصل لها ٦٣

ج - تحريفات وتصرفات ٦٤


٥ - التنبيه على موارد مخالفة الالتزامات: ٧٠

٦ - رد بعضهم ببعض ٧٢

٧ - النظر في أسانيد الأحاديث ٧٦

٨ - النظر في شأن صدورها ٧٩

٩ - النظر في متونها ٨٠

١٠ - النقض ٨٢

١١ - المعارضة ٨٣

١٢ - الإلزام ٨٥

الباب الرابع

بحوث وتحقيقات في كتاب العبقات

١ - أحاديث موضوعة ٨٧

٢ - عدالة الصحابة ٩٠

٣ - الحسن والقبح العقليان ٩١

٤ - موقف أهل السنة من أئمة أهل البيت ٩٢

٥ - حول الصحيحين ٩٣

ليس كل ما في الكتابين بصحيح ٩٣

ليس كل ما ليس في الكتابين بغير صحيح ٩٤

تعصب المؤلفين في الامامة والمناقب ٩٥

٦ - تحقيق حال رجال ٩٥

أ - تحقيق حال عباد بن يعقوب الرواجني ٩٦

ب - تحقيق حال ابن عقدة ٩٧

ج - تحقيق حال الأجلح بن عبد الله ٩٨

د - تحقيق حال سبط ابن الجوزي ٩٨

هـ - تحقيق حال الجاحظ ٩٩


٧ - تحقيق حال كتب ١٠٠

أ - تحقيق حول مسند أحمد ١٠٠

ب - تحقيق حول الموضوعات لابن الجوزي ١٠١

ج - كتاب الامامة والسياسة لابن قتيبة ١٠٢

هـ - كتاب سر العالمين للغزالى ١٠٢

٨ - تحقيق حول انتشار العلوم في البلاد الإسلامية ١٠٣

٩ - تحقيق حول سلاسل الصوفية ، الى من تنتهي؟ ١٠٦

الباب الخامس

كتاب عبقات الأنوار

١ - في سبيل التأليف ١٠٦

٢ - أثر الكتاب ١٠٨

أ - في أوساط الهند ١٠٨

ب - في الاوساط الأخرى ١٠٩

٣ - تقاريظ الكتاب ١١٠

أ - تقريظ الميرزا الشيرازي الكبير ١١١

ب - تقريظ الميرزا حسين المحدث النوري ١١٣

ج - تقريظ الفقيه الكبير الفقيه المرجع الشيخ زين العابدين المازندراني ١١٥

د - تقريظ الفقيه المرجع الديني السيد محمد حسين الشهرستاني ١١٦

٤ - بعض ما قيل في الكتاب ١١٨

أ - الميرزا أبو الفضل الطهراني: ١١٨

ب - السيد محسن الامين العاملي: ١١٩

ج - وقال شيخنا الحجة الطهراني: ١١٩


د - وقال المحدث الكبير الشيخ القمي ما تعريبه: ١٢٠

هـ - وقال المحقق الشيخ محمد على التبريزي ما تعريبه: ١٢٠

٥ - الأحاديث التي تم البحث عنها ١٢٠

٦ - مؤلفو هذه المجلدات وما طبع منها ١٢٢

٧ - استفادة المؤلفين من الكتاب ١٢٣

٨ - ترجمته الى اللغات ١٢٥

٩ - فشل القوم في الرّد عليه ١٢٥

الباب السادس

ترجمة مشاهير بيت صاحب العبقات

[١]ترجمة السيد محمد قلى ١٢٨

ولادته وأساتذته: ١٢٩

مؤلفاته ١٣٠

وفاته ١٣١

[٢] ترجمة السيد حامد حسين ١٣١

كلمات العلماء في حقه ١٣١

أساتذته ١٣٥

تصانيفه ١٣٦

وفاته ورثاؤه: ١٣٨

[٣] ترجمة السيد اعجاز حسين ١٣٩

اساتذته ومؤلفاته: ١٤٠

[٤] ترجمة السيد سراج حسين ١٤١

كلمات العلماء في حقه ١٤١

اساتذته ووفاته ١٤٢

[٥] ترجمة ابنه السيد ناصر حسين ١٤٢


بعض الكلمات في حقه: ١٤٢

اساتذته ومؤلفاته: ١٤٤

وفاته ١٤٦

[٦] ترجمة السيد ذاكر حسين ١٤٦

اساتذته مؤلفاته: ١٤٦

[٧] ترجمة السيد محمد سعيد ١٤٧

ولادته و اساتذته وشخصيته ١٤٧

مؤلفاته ١٤٨

وفاته ١٤٩

[٨] ترجمة السيد محمد نصير ١٤٩

مؤلفاته ووفاته ١٥٠

الباب السابع

المكتبة الناصرية بلكهنو ١٥٠

الباب الثامن

كتاب التحفة الاثنا عشرية

أ - فهرس هذا الكتاب ١٥٦

ب - طبعاته: ١٥٧

ج - ترجمته الى مختلف اللغات: ١٥٧

د - الردود عليه ١٥٩

الباب التاسع

ترجمة صاحب التحفة

ولادته: ١٦١


أساتذته، تلامذته، آثاره ١٦١

مؤلفاته ، وفاته ١٦٢

ترجمة والده ١٦٤

الباب العاشر

في علمنا في الكتاب

في طريق العمل ١٦٦

١ - الأسلوب في التعريب ١٦٧

٢ - الأسلوب في التحقيق ١٦٧

٣ - الأسلوب في التخليص ١٦٨

٤ - الأسلوب في التعليق ١٧٠

٥ - الأسلوب في التنظيم ١٧١





حديث الثقلين

ومن ألفاظه:

« إني أوشك أنْ أدعى فأجيب، وإنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عزّ وجلّ وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض، وعترتي أهل بيتي. وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروني بما تخلفوني فيهما. »

أخرجه احمد



كلمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الاولين والآخرين.

وبعد: فهذا هو المجلد الاول من مجلدات هذه الموسوعة العلمية العقائدية الخالدة، قد بحث فيه عن حديث الثقلين سنداً ودلالة، وهو في بعض ألفاظه، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « اني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ».

رواه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أكثر من ثلاثين صحابياً، وما لا يقل عن ثلاثمائة عالم من كبار علماء أهل السنة، في مختلف العلوم والفنون، وفي جميع الاعصار والقرون، بألفاظ مختلفة وأسانيد متعددة، وفيهم أرباب


الصحاح والمسانيد وأئمة الحديث والتفسير والتاريخ.

فهو حديث صحيح متواتر بين المسلمين، ودلالته على امامة أمير المؤمنين بعد النبيّ صلّى الله عليهما وآلهما في غاية الوضوح كما سيرى القارئ المنصف، حيث سنثبت في الجزء الاول تواتر هذا الحديث وقطعية صدوره، ودلالته على المطلوب المذكور في تالييه، بالادلة القاطعة والقواعد المسلمة، ثم دحض كل ما قيل أو يمكن أن يقال في هذا الباب.

ومن هذا المنطلق ندعو كافة المسلمين الى نبذ الخلافات، وترك التعصب للهوى، بالرجوع الى أقوال النبي الكريم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الثابتة عنه، والتمسك بما أمر بالتمسك به من بعده، ليرجعوا بذلك الى رشدهم، ويستعيدوا مجدهم، والله ولي التوفيق والهداية.

والله أسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يقبلها بقبول حسن، انه سميع مجيب.


كلمة السيد صاحب العبقات

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي دعانا بمنه الجميل الى التمسك بالثقلين، ووقانا بلطفه الجزيل عن الارتباك في العمه والغين هو الذي كشف عن قلوبنا سجوف الريب والرين، وأنقذنا بولاء أهل البيت عليهم‌السلام من غمرات الردى والحين، ونجانا بلطفه وكرمه من شفا جرف الزيغ القائد الى الزور والمين، وصاننا بايضاح السبل وارسال الرسل عن الركون الى الشنار والشين.

وصلى الله على من أرسل على طول هجعة من الامم واعترام من الفتن المقبلة بالمذل والاين.

وآله الكرام الاطهار، وحامته العظام الاخيار، الناهجين للقم الصواب والزين، لا سيما أخيه وصهره أفضل الخليفتين، والمصلح لذات البين، كريم الابوين، شريف الوالدين، ابن العلمين، أمثل من ولد بين هاشميين،


أكمل الافخرين، ذاكي الاصغرين، وعالي الاكبرين، وواقد الاصمعين، ومحرز الانفسين، وباسط الافضلين، وماضي الاقطعين، ووارث المشعرين، وقائد العسكرين، المبجل بالابطحين، المفخم في الحرمين، المهاجر بالهجرتين، المبايع بالبيعتين، والمصلي الى القبلتين، الذي لم يكفر بالله طرفة عين، المفرق جمع الورق والعين، واللاطم وجه النضار واللجين، المعرض المشيح بوجهه عن الحجرين، مبسوط الراحتين، المؤدي للطاعتين، السابق بالشهادتين، المجرد للسيف تارتين، كاسر الصنمين، وجاذ الوثنين، وقاتل العمرين، وآسر العمرين، وهازم الفيلقين، ومفرق الجحفلين، راسخ القدمين، الصارع كل منازل للفم واليدين، قاصم الكفر ببدر وحنين، الضارب بالسيفين، الطاعن بالرمحين، الحامل على قوسين، المتهجد ليلة الهرير بين الصفين، أسمح كل ذي كفين، وأفصح كل ذي شفتين، وأسمع كل ذي أذنين، وأبصر كل ذي عينين، وأهدى كل من تأمل النجدين، أنشب من في الاخشبين، وأعلم من بين اللابتين، وأقضى من في الحرتين، صاحب الكرتين، الذي ردت له الشمس مرتين، القاسم للفريقين، المميز بين الحزبين، حجة الله على المشرقين والمغربين، وآيته العظمى بين النشأتين، امام الحرمين، ونظام الخافقين، صنو سيد الكونين، ونفس رسول الثقلين، ونور سراج الدارين، وشاهد الشاهد على أهل العالمين، منجز الوعد وقاضي الدين، وصاحب الكنز وذي القرنين، أول الحجج المجتبين، وأقدم الأئمة المصطفين، ووالد الريحانتين، وأبي السبطين الحسن والحسين عليهما‌السلام .

صلاة ناجحة نافعة شافعة عند الحشر والنشر والبعث والقيام والموتتين والنفختين، خالدة آبدة دائمة باقية بدوام الملوين، واختلاف العصرين، وكر الجديدين، وتعاقب الفئتين، وتوالي الحرسين، وطلوع النيرين، ولموع القمرين، وسفور الازهرين، واصطحاب الفرقدين، وارتفاع النسرين، وجري الرافدين، ووكوف الهاطلين.


وبعد: فيقول العبد القاصر العاثر« حامد حسين ابن العلامة السيد محمد قلى » عفا عنهما الرب الغافر: هذا هو المجلد الثاني عشر من مجلدات المنهج الثاني من كتاب« عبقات الأنوار في امامة أئمة الاطهار » نقضت فيه كلام« عبد العزيز بن ولى الله الدهلوي صاحب التحفة » على حديث الثقلين، وقد جعله الحديث الثاني عشر من الأحاديث الدالة على امامة علي عليه‌السلام وأتى في جوابه بما يحير الافهام حباً لترويج ملفقات أسلافه الاعلام، وشغفاً بمخالفة طريقة أهل البيت عليهم‌السلام ، و ولهاً بالعدول والجنوح عن جادة الحق المعتام.

ومن الله الملك المنعام المفضل بالنعم الجسام أستمد في البدء والختام والأخذ والإتمام.


كلام الدهلوي حول حديث الثقلين

الحديث الثاني عشر: رواية زيد بن أرقم، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « انّي تارك فيكم الثقلين، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله وعترتي. »

وهذا الحديث لا علاقة له بالمدعى أصلا، لأنه لا يلزم أن يكون المتمسك به صاحب الزعامة الكبرى. وعلى فرض التسليم بذلك، فهناك حديث صحيح يعارضه، وهو قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ». وعلى فرض عدم المعارضة، فان العترة في اللغة بمعنى الأقارب، فان دل وجوب التمسك على الامامة لزم أن يكون جميع أقارب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أئمة تجب اطاعتهم خصوصاً أمثال: عبد الله بن عباس، ومحمد بن الحنفية، وزيد ابن علي، والحسن المثنى، وإسحاق بن جعفر الصادق، وغيرهم من أهل البيت.


وقد ورد في الحديث الصحيح أيضاً: « خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء » مشيراً الى عائشة ، و قوله: « اهتدوا بهدي عمار » و « تمسكوا بعهد ابن أم عبد » و « رضيت لكم ما رضي به ابن أم عبد » و « أعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل » وأمثال ذلك كثيرة، خصوصاً قوله: « اقتدوا باللذين من بعدي، أبي بكر وعمر » حيث بلغ درجة الشهرة والتواتر بالمعنى، فاللازم أن يكون هؤلاء كلهم أئمة.

وإذا دل هذا الحديث على امامة العترة، فكيف يصح الحديث الصحيح المروي عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام بصورة متواترة عند الشيعة، يقول فيه: « انما الشورى للمهاجرين والأنصار » وكذلك حديث: « مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجى، ومن تخلف عنها غرق » فانه لا يدل إلّا على الفلاح والهداية الحاصلين من حبهم والناشئين من اتباعهم، وأن التخلف عن حبهم موجب للهلاك.

وهذا المعنى - بفضل الله تعالى - يختص به أهل السنة من بين الفرق الإسلامية كلها، لأنهم متمسكون بحبل وداد أهل البيت جميعهم حسب ما يريد القرآن: « أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض » وموقفهم من ذلك كموقفهم من الأنبياء « لا نفرق بين أحد من رسله » فلا يؤمنون ببعضهم ويعادون غيرهم.

بخلاف الشيعة إذ لا يوجد من بينهم فرقة تحب أهل البيت جميعاً، فبعضهم يوادون طائفة ويكرهون الباقين، والبعض الآخر على العكس، وأما أهل السنة فليسوا كذلك، بل يروون أحاديث جميعهم ويستندون إليها، كما تشهد بذلك كتبهم في التفسير والحديث والفقه، وإذا كان الشيعة لا يعتبرون كتب أهل السنة فبما ذا يجيبون عن الأحاديث الواردة عن الشيعة - سواء في العقائد الالهية والفروع الفقهية - الموافقة لأهل السنة كما سيأتي في هذا الكتاب؟

ولبعض علماء الشيعة في هذا المقام تأويل خداع، لا بد من ذكره


وتفنيده حيث يقول: ان تشبيه أهل البيت بالسفينة في هذا الحديث يقتضي أن لا يكون حب جميع أهل البيت وأتباعهم ضرورياً في النجاة والفلاح، فان من يستقر في زاوية واحدة من السفينة ينجو من الغرق بلا ريب، بل ان التنقل من مكان الى آخر فيها ليس أمراً مألوفاً. فالشيعة لتمسكهم ببعض أهل البيت ناجون، ولا يرد عليهم طعن أهل السنة في ذلك.

أما الجواب على هذا الكلام فيكون على نحوين:

الاول بطريق النقض:

فالامامية في هذه الصورة يجب ألا يعتبروا الزيدية والكيسانية والناووسية والفطحية منحرفين، بل مهتدون. لان كلا منهم قد استقر في زاوية من هذه السفينة الكبيرة، ويكفي الاستقرار في زاوية منها للنجاة من الغرق. بل ان النص على الأئمة الاثني عشر يبطل على هذا أيضاً، لان كل زاوية من السفينة كافية في الإنجاء من أمواج البحر، ومعنى الامام هو أن اتباعه يوجب النجاة في الآخرة. فبهذا يبطل مذهب الاثني عشرية بل الامامية بأسرها.

وإذا ادعى الزيدية ذلك أجيبوا بنفس الجواب، فلا يصح لاي فرقة من فرق الشيعة التقيد بمذهب معين، ولازمه اعتبار جميع المذاهب على صواب، في حين أن التناقض قائم بين هذه المذاهب، وأن اعتبار كلا الجانبين المتناقضين حقاً يؤدي الى اجتماع النقيضين في غير الاجتهاديات، وهو مستحيل قطعاً.

الثاني بطريق الحل:

فان الاستقرار في زاوية من السفينة، يضمن النجاة من الغرق في البحر بشرط أن لا يثقب الزاوية الأخرى منها، فإذا اقترن الجلوس في زاوية مع الاثقاب في الزاوية الأخرى، فان ذلك سوف يؤدي الى الغرق حتماً. وما من فرقة من فرق الشيعة الا وهي مستقرة في زاوية وتثقب الزاوية الأخرى.


أجل: فان أهل السنة مهما تنقلوا في الزوايا المختلفة فان سفينتهم عامرة فإنهم لم يثقبوا في أية زاوية منها أصلا ليتسرب الموج من ذلك الجانب ويؤدي بهم الى الغرق، والحمد لله.

وبهذا يتم لأهل السنة الزام النواصب في انكارهم لهذين الحديثين، حيث ناقشوا في صحتهما بالدليل العقلي، فقالوا: ان مفاد هذين الحديثين هو التكليف بما يمتنع عقلا وهو محال بالبداهة، ذلك أنه إذا وجب التمسك بأهل البيت جميعهم - مع ما هم عليه من الاختلاف في العقائد والفروع - فذلك يستلزم التكليف بالجمع بين النقيضين، وهو محال.

وإذا وجب التمسك ببعضهم فاما أن يكون ذلك مع التعيين أو بدونه، فعلى الاول يلزم الترجيح بلا مرجح، خصوصاً مع وجود الاختلاف بين القائلين بذلك في تأكيد النص لصالحهم، وعلى الثاني يلزم تجويز العقائد المختلفة والشرائع المتفاوتة في الدين الواحد من الشارع، في حين أن آية « لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً » صريحة في خلاف ذلك، مضافاً الى استحالته بضروريات الدين.

ولا تستطيع أية فرقة من فرق الشيعة أن تخدش في دليل هؤلاء الأشقياء الا باتباع مذهب أهل السنة.


الرد:

أقول مستعيناً بلطف الملهم الخبير:

لا يخفى على ذوي الأفكار الصائبة، وطالبي الحق والحقيقة أن حديث الثقلين من أصح الأدلة الباهرة والبراهين القطعية على خلافة علي عليه‌السلام بلا فصل، وكذلك الأئمة الطاهرين من ولده عليهم‌السلام .

ولقد حاول ( الدهلوي ) أن يسير في طرق ملتوية ومسالك معوجة، لينقض دلالة هذا الحديث المتواتر على امامة أهل البيت، فابتدع الاساليب المختلفة البعيدة عن الحق والصواب، والمؤدية الى الخطأ وسوء العقاب، وأتى بما يحير العقول، وسنأخذ - بإذن الله - ببيان تلك التلفيقات واحدة تلو الأخرى، مستدلين على ما نقول بما رووه هم في كتبهم وصحاحهم ومسانيدهم، ليكون الأثر بالغاً والرد نزيهاً.

١ - بالرغم من أن حديث التمسك بالثقلين، مروي بطرق مختلفة وأسانيد معتبرة عن أكثر من عشرين صحابياً، حتى أنه بلغ أعلى درجات


التواتر، فان صاحب ( التحفة ) اكتفى بذكره عن طريق ( زيد بن أرقم ) فقط، ليسهل معارضته بالروايات الآحاد الموضوعة في مقابل هذا الحديث، ولكيلا يكلف نفسه كثيراً في الرد عليه.

٢ - لم يذكر شيئاً عن تواتر هذا الحديث أصلا - كما هو مقتضى الحال - والحال أنه من أشهر المتواترات، وأجلى القطعيات، كما سنثبت ذلك في بحوثنا القادمة ان شاء الله تعالى.

٣ - ولا أقل من كون هذا الحديث مستفيضاً في نظره - ان لم يكن متواتراً - فلماذا لم يتطرق الى ذكر استفاضته أيضاً؟!

٤ - ولم يكتف بتجاهل مكانة هذا الحديث بين الأحاديث بالاعراض عن ذكر تواتره أو استفاضته، بل لم تسمح له نفسه بأن يشير - ولو اجمالا - الى تعدد طرقه وتنوع أسانيده، لا في مقام بيان دليل الامامية، ولا في مقام الرد. وسيمر عليك اثبات تعدد طرق روايته، وتنوع أسانيده عن كتب أعاظم الجماعة وأساطينهم.

٥ - وطبيعي أن لا يتطرق الى ثبوت هذا الحديث وصحته لا في مقام بيان استدلال الامامية ولا في مقام الرد.

٦ - هب أنه لم يقتنع بتواتر الحديث واستفاضته وتعدد أسانيده، فلا أقل من كونه ( حسناً ) ومع ذلك كله فقد تحرز عن الإذعان لذلك، ولم يدع مجالا - ولو أضيق من كفة حابل - لدرء شبهة تعمد الإخفاء عنه.

٧ - انه حذف من الحديث، الفقرة التي تفسر العترة بـ ( أهل البيت )، كما ورد ذلك التفسير في ( صحيح الترمذي ) الذي هو من أشهر كتب الحديث وفي غيره من كتب الحديث، وبهذا يتمكن من تفسير العترة بالأقارب - لعدم وجود قرينة مخصصة - فيشمل جميع الأقارب، ويلزم منه عدم ثبوت امامة بزعمه.

٨ - حذف الفقرة الآتية من الحديث: « وانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض » الدالة بصراحة على عصمة أهل البيت عليهم‌السلام ، مع أنها


مذكورة في ( مسند أحمد ) و ( صحيح الترمذي ) وغيرهما من الكتب المعتبرة.

٩ - انه أغفل ذكر بقية الجمل الموجودة في الطرق الكاملة لهذا الحديث الشريف عن الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الدالة على كمال عظمة منزلة أهل البيت عليهم‌السلام بصورة عامة وأمير المؤمنين عليه‌السلام بصورة خاصة وبذلك أثبت تماديه في غمط الحق. ولا يصح منه الاعتذار بعدم الاطلاع عليها مع ادعاء طول الباع في هذه المسائل، الذي يدعيه أتباع ( الدهلوي ) وأشياعه تبعاً له، وان كان الأمر كذلك في الواقع.

١٠ - لم يذكر استدلال أهل الحق المتضمن لدلالة هذا الحديث الشريف على امامة أمير المؤمنين عليه‌السلام بالوجوه العديدة، ولم يشر إليها - ولو اجمالا -.

أما منهجنا في اثبات الحديث فيكون أولا بذكر أسماء جماعة من أساطين العلماء والمعتمدين عند أهل السنة، الذين ذكروا هذا الحديث في كتبهم، ثم نذكر ألفاظ روايتهم بنصوصها، لنبين مدى رصانة الحديث ورسوخه وصحته.

فنقول: لقد روى هذا الحديث عدة من النقاد المشاهير، والعلماء النحارير في كتبهم، ننقل أسماءهم أولا من القرن الثاني الهجري حتى القرن الثالث عشر.


أسماء الرواة والمخرجين

لحديث الثقلين



القرن الثاني

١ - سعيد بن مسروق الثوري سنة ١٢٦.

٢ - الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري - أبو الربيع الكوفي سنة ١٣١.

٣ - ابو حيان يحيى بن سعيد بن حيان التيمي الكوفي سنة ١٤٥.

٤ - عبد الملك بن أبى سليمان ميسرة العرزمي سنة ١٤٥.

٥ - سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي المعروف بالاعمش سنة ١٤٧.

٦ - محمد بن إسحاق بن يسار المدني سنة ١٥١.

٧ - إسرائيل بن يونس السبيعي أبو يوسف الكوفي سنة ١٦٠.

٨ - عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الكوفي المسعودي سنة ١٦٠.

٩ - محمد بن طلحة بن مصرف اليامي الكوفي سنة ١٦٧.


١٠ - أبو عوانة وضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي البزاز سنة ١٧٥.

١١ - شريك بن عبد الله القاضي سنة ١٧٧.

١٢ - حسان بن ابراهيم بن عبد الله الكرماني سنة ١٧٦.

١٣ - جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي الكوفي سنة ١٨٨.

١٤ - أبو بشر اسماعيل بن ابراهيم بن مقسم الأسدي البصري المعروف بابن علية سنة ١٩٣.

١٥ - أبو عبد الرحمن محمد بن فضيل بن غزوان الصبي الكوفي سنة ١٩٤.

١٦ - عبد الله بن نمير الهمداني سنة ١٩٩.

القرن الثالث

١٧ - محمد بن عبد الله أبو أحمد الزبيري الحبال سنة ٢٠٣.

١٨ - أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي سنة ٢٠٤.

١٩ - الأسود بن عامر بن شاذان الشامي سنة ٢٠٨.

٢٠ - يحيى بن حماد بن أبى زياد الشيباني سنة ٢١٥.

٢١ - أبو جعفر محمد بن حبيب الهاشمي البغدادي سنة ٢٢٥.

٢٢ - أبو عبد الله محمد بن سعد الزهري البصري سنة ٢٣٠.

٢٣ - أبو محمد خلف بن سالم المخرمي المهلبي، مولاهم السندي سنة ٢٣١.

٢٤ - زهير بن حرب بن شداد أبو خثيمة النسائي سنة ٢٣٤.

٢٥ - أبو الفضل شجاع بن مخلد الفلاس البغوي سنة ٢٣٥.

٢٦ - أبو بكر عبد الله بن محمد المعروف بابن أبي شيبة سنة ٢٣٥.

٢٧ - محمد بن بكار بن الريان الهاشمي سنة ٢٣٨.

٢٨ - أبو يعقوب إسحاق بن ابراهيم بن مخلد بن ابراهيم بن مطر


الحنظلي المعروف بابن راهويه سنة ٢٣٨.

٢٩ - أبو محمد وهبان بن بقية بن عثمان الواسطي سنة ٢٣٩.

٣٠ - أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني سنة ٢٤١.

٣١ - نصر بن عبد الرحمن بن بكار الناجي الكوفي الوشاء سنة ٢٤٨.

٣٢ - أبو محمد عبد بن حميد الكسي سنة ٢٤٩.

٣٣ - عباد بن يعقوب الرواجني الأسدي سنة ٢٥٠.

٣٤ - نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي سنة ٢٥٠.

٣٥ - محمد بن المثنى أبو موسى العنزي سنة ٢٥٢.

٣٦ - أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي السمرقندي سنة ٢٥٥.

٣٧ - علي بن المنذر الطريقي الكوفي سنة ٢٥٦.

٣٨ - مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري سنة ٢٦١.

٣٩ - أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني سنة ٢٧٣.

٤٠ - أبو داود سليمان بن اشعث السجستاني سنة ٢٧٥.

٤١ - أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي البصري سنة ٢٧٦.

٤٢ - أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي العوام بن يزيد بن دينار الرياحي التميمي سنة ٢٧٦.

٤٣ - أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي سنة ٢٧٩.

٤٤ - أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس الاموي البغدادي المعروف بابن أبي الدنيا سنة ٢٨١.

٤٥ - أبو عبد الله محمد بن علي الحكيم الترمذي سنة ٢٨٥.

٤٦ - أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبى عاصم النبيل المعروف بابن أبي عاصم الشيباني سنة ٢٨٧.

٤٧ - أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل الشيباني سنة ٢٩٠.

٤٨ - أبو العباس أحمد بن يحيى الشيباني البغدادي المعروف بثعلب


سنة ٢٩١.

٤٩ - أبو بكر أحمد بن عمر بن عبد الخالق البزار سنة ٢٩٢.

٥٠ - أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه القباني سنة ٢٩٢.

القرن الرابع

٥١ - أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي سنة ٣٠٣.

٥٢ - أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى التميمي الموصلي سنة ٣٠٧.

٥٣ - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري سنة ٣١٠.

٥٤ - أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي سنة ٣١٠.

٥٥ - أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري سنة ٣١١.

٥٦ - أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث الباغندي الواسطي البغدادي سنة ٣١٢.

٥٧ - أبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم بن زيد النيسابوري ثم الأسفرايني سنة ٣١٦.

٥٨ - أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي سنة ٣١٧.

٥٩ - أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه القرطبي سنة ٣٢٨.

٦٠ - أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار المعروف بابن الأنباري سنة ٣٢٨.

٦١ - أبو عبد الله حسين بن اسماعيل بن محمد الضبي المحاملي سنة ٣٣٠.

٦٢ - أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة سنة ٣٣٢.

٦٣ - أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج السجزي المعدل سنة ٣٥١.

٦٤ - أبو بكر محمد بن عمر بن مسلم التميمي المعروف بابن الجعابي


سنة ٣٥٥.

٦٥ - أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني سنة ٣٦٠.

٦٦ - أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب القطيعي سنة ٣٦٨.

٦٧ - أبو منصور محمد بن أحمد بن طلحة الأزهري اللغوي سنة ٣٧٠.

٦٨ - أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى البغدادي سنة ٣٧٩.

٦٩ - أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني سنة ٣٨٥.

٧٠ - أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص الذهبي سنة ٣٩٣.

٧١ - أبو محمد سليمان بن داود البغدادي.

القرن الخامس

٧٢ - أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري سنة ٤٠٥.

٧٣ - أبو سعد عبد الملك بن محمد الواعظ النيسابوري الخركوشي سنة ٤٠٧.

٧٤ - أبو إسحاق أحمد بن محمد بن ابراهيم الثعلبي سنة ٤٢٧.

٧٥ - أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصفهاني سنة ٤٣٠.

٧٦ - أبو نصر محمد بن عبد الجبار العتبي.

٧٧ - أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي سنة ٤٥٨.

٧٨ - أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي المعروف بابن بشران سنة ٤٦٢.

٧٩ - أبو عمر يوسف بن عبد الله المعروف بابن عبد البر النمري القرطبي سنة ٤٦٣.

٨٠ - أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي سنة ٤٦٣.

٨١ - أبو محمد حسن بن أحمد بن موسى الغندجاني سنة ٤٦٧.


٨٢ - أبو الحسن علي بن محمد بن الطيب الجلابي المعروف بابن المغازلي سنة ٤٨٣.

٨٣ - أبو عبد الله محمد بن فتوح بن عبد الله بن حميد بن يصل الازدي الحميدي سنة ٤٨٨.

٨٤ - أبو المظفر منصور بن محمد السمعاني سنة ٤٨٩.

القرن السادس

٨٥ - أبو علي اسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي سنة ٥٠٧.

٨٦ - أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي الشيباني المقدسي المعروف بابن القيسراني سنة ٥٠٧.

٨٧ - أبو شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فنا خسرو الديلمي الهمداني سنة ٥٠٩.

٨٨ - أبو محمد حسين بن مسعود الفراء البغوي المعروف عندهم بمحبي السنة سنة ٥١٦.

٨٩ - أبو الحسين رزين بن معاوية العبدري سنة ٥٣٥.

٩٠ - أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الانماطي البغدادي سنة ٥٣٨.

٩١ - القاضي أبو الفضل عياض بن موسى اليحصبي سنة ٥٤٤.

٩٢ - أبو محمد أحمد بن محمد بن علي العاصمي.

٩٣ - أبو المؤيد موفق بن أحمد المكي المعروف بأخطب خوارزم سنة ٥٦٨.

٩٤ - أبو القاسم علي بن الحسين بن هبة الله المعروف بابن عساكر سنة ٥٧١.

٩٥ - محمد بن عمر بن أحمد بن عمر الاصبهاني المعروف بأبي موسى المديني سنة ٥٨١.


٩٦ - أبو عبد الله محمد بن مسلم بن أبي الفوارس الرازي.

٩٧ - سراج الدين أبو محمد علي بن عثمان بن محمد الاوشي الفرغاني الحنفي سنة ٥٩٦.

القرن السابع

٩٨ - أبو الفتح أسعد بن محمود بن خلف العجلي الاصفهاني سنة ٦٠٠.

٩٩ - المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم المعروف بابن الأثير الجزري سنة ٦٠٦.

١٠٠ - فخر الدين محمد بن عمر الرازي سنة ٦٠٦.

١٠١ - أبو محمد عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي البغدادي سنة ٦١١.

١٠٢ - أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم المعروف بابن الأثير سنة ٦٣٠.

١٠٣ - ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي سنة ٦٤٣.

١٠٤ - أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن النجار سنة ٦٤٢.

١٠٥ - رضي الدين حسن بن محمد الصغاني سنة ٦٥٠.

١٠٦ - أبو سالم محمد بن طلحة القرشي النصيبي الشافعي سنة ٦٥٢.

١٠٧ - شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قزغلي سبط ابن الجوزي سنة ٦٥٤.

١٠٨ - أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي سنة ٦٥٨.

١٠٩ - أبو الفتح محمد بن محمد بن أبى بكر الابيوردى الشافعي سنة ٦٦٧.


١١٠ - أبو زكريا يحيى بن شرف النووي سنة ٦٧٦.

١١١ - محب الدين أبو العباس أحمد بن عبد الله الطبري المكي الشافعي سنة ٦٩٤.

١١٢ - سعيد الدين محمد بن أحمد الفرغاني سنة ٦٩٩.

١١٣ - نظام الدين حسن بن محمد بن حسين القمي النيسابوري المعروف بالنظام الأعرج.

القرن الثامن

١١٤ - جمال الدين أبو الفضل محمد بن مكرم الانصاري الافريقي المصري سنة ٧١١.

١١٥ - صدر الدين أبو المجامع ابراهيم بن محمد بن المؤيد الحموئي سنة ٧٢٢.

١١٦ - نجم الدين ابو العباس أحمد بن محمد بن مكي بن ياسين القمولي سنة ٧٢٧.

١١٧ - علاء الدين علي بن محمد بن ابراهيم البغدادي المعروف بالخازن سنة ٧٤١.

١١٨ - فخر الدين الهانسوي.

١١٩ - ولي الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب.

١٢٠ - أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف المزي سنة ٧٤٢.

١٢١ - حسن بن محمد الطيبي سنة ٧٤٣.

١٢٢ - شمس الدين محمد بن المظفر الشاهرودي الخلخالي سنة ٧٤٥.

١٢٣ - شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي سنة ٧٤٨.

١٢٤ - جمال الدين محمد بن يوسف بن الحسن الزرندي المدني الانصاري بضع و ٧٥٠.


١٢٥ - سعيد الدين محمد بن مسعود بن محمد الكازروني سنة ٧٥٨.

١٢٦ - اسماعيل بن كثير بن ضوء القرشي الدمشقي سنة ٧٧٤.

١٢٧ - السيد علي بن شهاب الدين الهمداني سنة ٧٨٦.

١٢٨ - السيد محمد الطالقاني.

١٢٩ - سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني سنة ٧٩١.

١٣٠ - حسام الدين أبو عبد الله حميد بن أحمد المحلي.

القرن التاسع

١٣١ - نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي سنة ٨٠٧.

١٣٢ - مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي الشيرازي سنة ٨١٧.

١٣٣ - محمد بن محمود الحافظي البخاري النقشبندي المعروف بخواجه پارسا سنة ٨٢٢.

١٣٤ - ملك العلماء شهاب الدين بن شمس الدين الزاولي الدولت آبادي سنة ٨٤٩.

١٣٥ - نور الدين علي بن محمد المعروف بابن الصباغ المالكي سنة ٨٥٥.

القرن العاشر

١٣٦ - أبو الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي سنة ٩٠٢.

١٣٧ - حسين بن علي الكاشفي سنة ٩١٠.

١٣٨ - جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي سنة ٩١١.

١٣٩ - نور الدين علي بن عبد الله السمهودي سنة ٩١١.

١٤٠ - الفضل بن روزبهان الخنجي الشيرازي.

١٤١ - شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني الشافعي سنة ٩٢٣.


١٤٢ - شمس الدين محمد العلقمي سنة ٩٢٩.

١٤٣ - عبد الوهاب بن محمد بن رفيع الدين البخاري سنة ٩٣٢.

١٤٤ - شمس الدين محمد بن يوسف الدمشقي الصالحي سنة ٩٤٢.

١٤٥ - محمد بن أحمد الشربيني الخطيب سنة ٩٦٨.

١٤٦ - شهاب الدين أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي المكي سنة ٩٧٣.

١٤٧ - علي بن حسام الدين المتقي سنة ٩٧٥.

١٤٨ - محمد طاهر الفتني الكجراتي سنة ٩٨٦.

١٤٩ - عباس بن معين الدين الشهير بميرزا مخدوم الجرجاني ثم الشيرازي سنة ٩٨٨.

١٥٠ - الشيخ ابن عبد الله بن شيخ عبد الله العيدروس اليمني سنة ٩٩٠.

١٥١ - كمال الدين بن فخر الدين الجهرمي.

١٥٢ - محمد بن أحمد بن مصطفى بن ابراهيم الصوفي المدعو ببدر الدين الرومي.

١٥٣ - عطاء الله بن فضل الله الشيرازي المعروف بجمال الدين المحدث سنة ١٠٠٠.

القرن الحادي عشر

١٥٤ - علي بن السلطان محمد الهروي المعروف بعلي القاري سنة ١٠١٣.

١٥٥ - عبد الرءوف بن تاج العارفين المناوي سنة ١٠٣١.

١٥٦ - الملا يعقوب البنباني اللاهوري.

١٥٧ - نور الدين علي بن ابراهيم بن علي الحلبي الشافعي سنة ١٠٣٣.


١٥٨ - أحمد بن الفضل بن محمد باكثير المكي سنة ١٠٣٧.

١٥٩ - محمود بن محمد بن علي الشيخاني القادري المدني.

١٦٠ - السيد محمد بن السيد جلال ماه عالم البخاري.

١٦١ - الشيخ عبد الحق الدهلوي سنة ١٠٥٢.

١٦٢ - شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي المصري الحنفي سنة ١٠٦٩.

١٦٣ - علي بن أحمد بن محمد بن ابراهيم العزيزي البولاقي الشافعي سنة ١٠٧٠.

القرن الثاني عشر

١٦٤ - صالح بن مهدي بن علي المقبلي الصنعاني سنة ١١٠٨.

١٦٥ - أحمد أفندي الشهير بالمنجم باشي سنة ١١١٣.

١٦٦ - محمد بن عبد الباقي بن يوسف الأزهري الزرقاني المالكي سنة ١١٢٢.

١٦٧ - حسام الدين بن محمد بايزيد بن بديع الدين السهارنپوري.

١٦٨ - الميرزا محمد بن معتمد خان الحارثي البدخشي.

١٦٩ - رضي الدين بن محمد بن علي بن حيدر الحسيني الشامي الشافعي سنة ١١٤٢.

١٧٠ - محمد صدر العالم.

١٧١ - ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي سنة ١١٧٦.

١٧٢ - محمد معين بن محمد أمين السندي.

١٧٣ - محمد بن اسماعيل الأمير اليماني الصنعاني سنة ١١٨٢.

١٧٤ - محمد بن علي الصبان.

١٧٥ - أبو الفيض محب الدين محمد مرتضى الواسطي الزبيدي الحنفي.


١٧٦ - أحمد بن عبد القادر بن بكر العجيلي الشافعي سنة ١١٨٢.

القرن الثالث عشر

١٧٧ - محمد مبين بن محب الله اللكهنوي سنة ١٢٢٠.

١٧٨ - محمد إكرام الدين بن محمد نظام الدين بن محب الحق الدهلوي.

١٧٩ - جمال الدين أبو عبد الله محمد بن عبد العلي المعروف بميرزا حسن علي المحدث اللكهنوي.

١٨٠ - عبد الرحيم بن عبد الكريم الصفي پوري.

١٨١ - ولي الله بن حبيب الله اللكهنوي سنة ١٢٧٠.

١٨٢ - رشيد الدين خان الدهلوي.

١٨٣ - عاشق عليخان اللكهنوي.

١٨٤ - الشيخ حسن العدوي الحمزاوي.

١٨٥ - الشيخ سليمان بن ابراهيم المعروف بخواجه كالان الحسيني البلخي القندوزي.

١٨٦ - المولوي صديق حسن خان القنوچى.

١٨٧ - المولوي حسن الزمان.


سند حديث الثقلين

*(١)*

رواية سعيد بن مسروق الثوري

لقد أورد الحديث مسلم فقال: « حدثنا محمد بن بكار بن الريان، حدثنا: حسان يعنى ابن ابراهيم، عن سعيد وهو ابن مسروق، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم. قال: دخلنا عليه فقلنا له: لقد رأيت خيراً لقد صاحبت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وصليت خلفه. وساق الحديث بنحو حديث أبى حيان غير أنه قال: ألا واني تارك فيكم الثقلين [ ثقلين ] أحدهما كتاب الله هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة. وفيه: فقلنا: من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا [ و ] أيم الله، ان المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع الى أبيها وقومها: أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده »(١) .

ترجمته:

١ - المقدسي : « سعيد بن مسروق بن عدي الثوري، من ثور بن عبد

____________________

(١). صحيح مسلم ٢ / ٢٣٨.


مناة ابن أدة بن طابخة التميمي الكوفي، والد سفيان الثوري، سمع عباية بن رفاعة، وعبد الرحمن بن أبى نعيم عندهما. ومنذراً الثوري عند البخاري، وأبا الضحى وسلمة بن كهيل والشعبي ويزيد بن حيان وخثيمة عند مسلم. روى عنه: ابنه سفيان وشعبة وأبو الأحوص عندهما وأبو عوانة وعمر [ و ] بن عبيد عند البخاري وحسان بن ابراهيم وابنه عمر بن سعيد، واسماعيل بن مسلم وزائدة عند مسلم. قال أحمد بن حنبل: بلغني أنه مات سنة ثمان وعشرين ومائة »(١) .

٢ - الذهبي: « سعيد بن مسروق الثوري، عن أبى وائل والشعبي، وعنه ابناه وأبو عوانة، ثقة، توفى سنة ١٢٦ »(٢) .

٣ - ابن حجر العسقلاني: « سعيد بن مسروق الثوري روى عن ابراهيم التيمي، وخيثمة بن عبد الله، وسعيد بن عمرو بن اشوع [ اشرع ] وسلمة بن كهيل، وأبى وائل، والشعبي، وعباية بن رفاعة، وعبد الرحمن بن أبي نعيم، وأبى الضحى، ومنذر الثوري، ويزيد بن حيان [ وعكرمة ]، وعون ابن أبى جحيفة وعدة. وعنه: الأعمش وهو من أقرانه، وأولاده: سفيان وعمرو المبارك وشعبة، وأبو الأحوص، وزائدة وربعي بن علية وأبو عوانة وجماعة. قال ابن معين وشعبة بن الحجاج وأبو حاتم والعجلى والنسائي: ثقة. وقال ابن أبى عاصم: مات سنة ١٢٦. وقال أحمد: بلغني انه مات سنة ١٢٨. قلت:

وأرخه ابن قانع سنة سبع، ذكره ابن حبان في الثقات وأرخه سنة ثمان ونقل ابن خلفون توثيقه عن ابن المديني »(٣) .

٤ - العسقلاني ايضاً : « ع سعيد بن مسروق الثوري، والد سفيان، ثقة من السادسة، مات سنة ست وعشرين، وقيل بعدها »(٤) .

____________________

(١). أسماء رجال الصحيحين ١ / ١٦٩.

(٢). الكاشف ١ / ٢٧٢.

(٣). تهذيب التهذيب ٤ / ٨٢.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ٣٥٠.


*(٢)*

رواية الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري

ذكر الحديث أحمد بالسند الآتي: « حدثنا الأسود بن عامر، ثنا شريك، عن الركين، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت، قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض - أو ما بين السماء الى الأرض - وعترتي أهل بيتي، وانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض »(١) .

وسنذكر رواية أحمد بن حنبل عن غير طريق ركين لهذا الحديث الشريف في محله.

ترجمته:

١ - ابن حبان: « الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري الكوفي، يروي عن ابن الزبير وابن عمر، روى عنه الثوري وشريك، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة »(٢) .

٢ - المقدسي : « الركين بن الربيع بن عميلة أبو الربيع الفزاري الكوفي سمع أباه في الأدب، روى عنه معتمر بن سليمان، وجرير بن عبد الحميد »(٣) .

٣ - السمعاني : « والركين بن الربيع بن عميلة الفزاري الكوفي، يروى عن ابن عمر وابن الزبير، روى عنه الثوري وشريك، مات سنة ١٣١ »(٤) .

____________________

(١). مسند أحمد ٥ / ١٨١ - ١٨٢.

(٢). الثقات ٤ / ٢٤٣.

(٣). أسماء رجال الصحيحين ١ / ١٤١.

(٤). الأنساب - الفزاري.


٤ - الذهبي : « ركين بن ربيع بن عميلة الفزاري، عن أبيه وابن عمر، عنه حفيده الربيع بن سهل وشعبة ومعتمر. وثقه أحمد »(١) .

٥ - ابن حجر العسقلاني : « ركين بن الربيع بن عميلة الفزاري أبو الربيع الكوفي. روى عن أبيه وابن عمر، وابن الزبير، وأبى الطفيل، وحصين ابن قبيصة، وقيس بن مسلم، وعدي بن ثابت، ويحيى بن معتمر وغيرهم. وعنه: حفيده الربيع بن سهل بن الركين، وإسرائيل، وزائدة، وشعبة، والثوري ومسعر، وجرير بن عبد الحميد، وشريك، وعبيدة بن حميد، ومعتمر بن سليمان وعدة. قال احمد وابن معين والنسائي: ثقة. وقال أبو حاتم. صالح. قلت: وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مات سنة ١٣١. وكذا أرخه الهيثم وابن قانع. وقال يعقوب بن سفيان: « كوفي »(٢) .

٦ - العسقلاني ايضاً : « ركين، بالتصغير، ابن الربيع بن عميلة، بفتح المهملة الفزاري ابو الربيع الكوفي. ثقة من الرابعة، مات سنة إحدى وثلاثين بخ م ع »(٣) .

*(٣)*

رواية ابى حيان يحيى بن سعيد التيمي

وسيأتي ذكر الحديث عن طريق مسند أحمد وصحيح مسلم ان شاء الله.

ترجمته:

١ - ابن حبان: « يحيى بن سعيد بن حيان التيمي [ من تيم الرباب

____________________

(١). الكاشف ١ / ٣١٣.

(٢). تهذيب التهذيب ٣ / ٢٨٦.

(٣). تقريب التهذيب ١ / ٢٥٢.


أبو حيّان ] من أهل الكوفة، يروى عن الشعبي [ وأبيه ]. روى عنه الاعمش والثوري والكوفيون. مات سنة ١٤٥، وقد قيل: [ إنه ] يحيى بن سعيد بن التيمي سحيم، والاول أصح. وكان من المتهجّدين بالليل الطويل »(١) .

٢ - المقدسي : « يحيى بن سعيد بن حيان ابو حيان التيمي، تيم الرباب الكوفي، سمع ابا زرعة والشعبي عندهما ويزيد بن حيان. روى عنه: اسماعيل بن علية وابو أسامة ووهيب بن خالد عندهما، وابن المبارك، ويحيى القطان، ومحمد ابن [ ابى ] عبيد عند البخاري، ومحمد بن بشر، وعلي ابن مسهر، وعبد الرحيم ابن سليمان، وجرير بن عبد الحميد، وأيوب السختياني، ومحمد بن فضيل، وعبد الله بن نمير، وسفيان الثوري، وعيسى بن يونس، وعبد الله بن إدريس عند مسلم »(٢) .

٣ - الذهبي : « يحيى بن سعيد بن حيان ابو حيان التيمي كان الثوري يعظمه ويوثقه. قال احمد بن عبد الله العجلى: ثقة، صالح، مبرز، صاحب سنة. وقال ابن حيان: مات سنة خمس وأربعين ومائة »(٣) .

٤ - الذهبي : عند ترجمة محمد بن سوقة: « وقال ابن عيينة: بالكوفة ثلاثة لو قيل لأحدهم، انك تموت غداً. لم يقدر أن يزيد في عمله: محمد بن سوقة، وابو حيان التيمي، وعمر بن قيس الملائي »(٤) .

٥ - الذهبي أيضاً : « يحيى بن سعيد بن حيان ابو حيان التيمي، عن ابى زرعة والشعبي، وعنه يحيى القطان وابو أسامة، امام ثبت، مات سنة ١٤٥ »(٥) .

٦ - الذهبي أيضاً : « وفيها يحيى بن سعيد التيمي، مولى تيم الرباب

____________________

(١). الثقات.

(٢). اسماء رجال الصحيحين ٣ / ٥٦١.

(٣). تذهيب التهذيب - مخطوط.

(٤). نفس المصدر.

(٥). الكاشف ٣ / ٢٥٦.


الكوفي، وكان ثقة اماماً صاحب سنة، روى عنه الشعبي ونحوه »(١) .

٧ - اليافعي: « وفيها يحيى بن سعيد التيمي الكوفي، وكان ثقة اماماً، صاحب سنة »(٢) .

٨ - العسقلاني : « ع يحيى بن سعيد بن حيان بمهملة وتحتانية، أبو حيان التيمي الكوفي، ثقة، عابد من السادسة، مات سنة خمس وأربعين »(٣) .

٩ - الشيخ عبد الحق الدهلوي [ اسماء رجال المشكاة ]: « يحيى بن سعيد ابن حيان ابو حيان التيمي الكوفي، من تيم الرباب. قال يحيى: ثقة، وقال العجلي: ثقة صالح، مبرز، صاحب سنة. وقال ابو حاتم: صالح، وذكره ابن خبان في الثقات. وقال محمد بن فضيل: حدثنا وكان صدوقاً، يروى عن أبيه وعن ابى زرعة والشعبي، وعنه يحيى القطان وحماد بن سلمة والثوري وغيرهم. كان اماماً ثبتاً. مات سنة خمس وأربعين ومائة ».

*(٤)*

رواية عبد الملك بن ابى سليمان العرزمي

وقد أوردها أحمد بسند عبد الملك: « ثنا: ابن نمير. ثنا: عبد الملك، يعنى ابن ابى سليمان، عن عطية، عن ابى سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر. كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي، ألا انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض »(٤) .

____________________

(١). العبر ١ / ٢٠٥.

(٢). مرآة الجنان ١ / ٣٠١.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ٣٤٨.

(٤). مسند أحمد ٣ / ٢٦.


وروى عبد الملك بن أبي سليمان هذا الحديث أيضاً بألفاظ أخرى، كما يظهر ذلك للناظر في ( مسند أحمد ) و ( المناقب ) له و ( التفسير ) للثعلبي، وستأتي عبارات هذه الكتب مستوفاة في ما بعد ان شاء الله، فانتظر.

ترجمته:

١ - ابن حبان: « عبد الملك بن ابى سليمان العرزمي، مولى فزارة، عم محمد بن عبد [ عبيد ] الله العرزمي، واسم أبي سليمان ميسرة، وكنية عبد الملك أبو عبد الله، يروي عن سعيد بن جبير وعطاء. روى عنه الثوري وشعبة وأهل العراق [ و ] ربما أخطأ. حدثني محمد بن المنذر سمعت أبا زرعة، سمعت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يقولان: عبد الملك بن أبي سليمان ثقة.

قال أبو حاتم: كان عبد الملك من خيار أهل الكوفة وحفاظهم، والغالب على من يحفظ ويحدث [ من حفظه ] أن يهم، وليس من الإنصاف ترك حديث شيخ ثبت صحت عدالته بأوهام يهم في روايته، ولو سلكنا هذا المسلك للزمنا ترك حديث الزهري وابن جريح والثوري وشعبة، لأنهم أهل حفظ وإتقان وكانوا يحدثون من حفظهم ولم يكونوا معصومين حتى لا يهموا في الروايات، بل الاحتياط والاولى في مثل هذا قبول ما يروي الثبت من الروايات، وترك ما صح انه وهم فيها ما لم يفحش ذلك منه حتى يغلب على صوابه، فإذا كان كذلك استحق الترك حينئذ.

ومات عبد الملك سنة خمس وأربعين ومائة. حدثني محمد بن إسحاق الثقفي، قال: سمعت محمد بن عبد العزيز بن ابى زرعة، قال سمعت علي بن الحسن بن شقيق، يقول: سمعت عبد الله بن المبارك، يقول: سئل سفيان الثوري عن عبد الملك بن أبي سليمان، فقال: ميزان »(١) .

____________________

(١). الثقات لابن حبان ٧ / ٩٧.


٢ - المقدسي : « عبد الملك بن ابى سليمان الفزاري العرزمي الكوفي، يكنى ابا عبد الله، واسم ابى سليمان ميسرة عم محمد بن عبيد الله مولى فزارة ويقال: عرزم، انسان اسود مولى النخع. سمع سعيد بن جبير، وعطاء بن ابى رباح، وابا الزبير، وسلمة بن كهيل، وعبيد الله بن عطاء المكي، وانس ابن سيرين، وعبد الله مولى اسماء، ومسلم بن نياق [ يناق ]. روى عنه يحيى القطان وابن المبارك، وابن ابى زائدة، وابن نمير، وعبد الرزاق، وإسحاق بن يوسف وهشيم، وخالد بن عبد الله، وعيسى بن يونس، ويزيد بن هارون، وعلي بن مسهر، وحفص بن غياث، وعبد الرحيم بن سليمان »(١) .

٣ - السمعاني : « أبو عبد الله عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، مولى فزارة وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين. قال أبو حاتم ابن حبان: كان عبد الملك من خيار أهل الكوفة وحفاظهم قال ابن ماكولا: أبو عبد الله العرزمي، مولى بني فزارة، نزل جبانة عرزم بالكوفة، فنسب إليها. روى عن انس بن مالك وعطاء بن ابى رباح وسعيد بن جبير وسلمة بن كهيل، وانس ابن سيرين وغيرهم. روى عنه سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، ويحيى ابن سعيد، وعبد الله بن المبارك، وخالد بن عبد الله الطحان، وجرير بن عبد الحميد وإسحاق بن يوسف الأزرق، وعبدة بن سليمان، ويزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد وغيرهم.

قال سفيان الثوري: حفاظ الناس: اسماعيل بن خالد، وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، ويحيى بن سعيد الانصاري. وكان شعبة يعجب من حفظه.

قال أبو داود السجستاني: قلت لأحمد: عبد الملك بن أبى سليمان، قال: ثقة. قلت: يخطئ؟ قال: نعم، وكان شعبة يعجب من حفظه، من

____________________

(١). أسماء رجال الصحيحين ١ / ٣١٦.


أحفظ اهل الكوفة. الا انه رفع أحاديث من عطاء »(١) .

٤ - عبد الغنى المقدسي : « روى عن أنس بن مالك، وعطاء بن ابى رباح، وسعيد بن جبير، وانس بن سيرين، وسلمة بن كهيل، وابى الزبير، وعبد الله بن عطاء المكي، وعبد الله مولى اسماء بنت ابى بكر، ومسلم بن يناق. روى عنه سفيان الثوري، وشعبة، وعبد الله مبارك، ويحيى بن سعيد القطان وخالد بن عبد الله الطحان، وهشيم بن بشير، وجرير بن عبد الحميد، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وعبدة بن سليمان، ويزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد الطنافسي، وعبد الله بن إدريس، قال سفيان: هو ثقة متقن فقيه، وقال يعقوب بن سفيان فزارى من أنفسهم ثقة. وقال سفيان الثوري هو من الحفاظ. وقال صالح بن احمد بن حنبل: قال ابى: هو من الحفاظ الا انه كان يخالف ابن جريج في اسناد أحاديث، وابن جريج اثبت منه عندنا. وقال عبد الله بن احمد بن حنبل: قال ابى: ثقة »(٢) .

٥ - المقدسي أيضاً : « وقال احمد بن عبد الله: ثقة، ثبت في الحديث. ويقال ان سفيان الثوري كان يسميه: الميزان »(٣) .

٦ - الذهبي : « عبد الملك بن ابى سليمان العرزمي الكوفي الحافظ الكبير، حدث عن انس بن مالك، وسعيد بن جبير، وعطاء بن ابى رباح وطائفة. وعنه جرير الضبي، وإسحاق الأزرق، وحفص بن غياث، ويحيى القطان، وابن نمير، وعبد الرزاق، وخلق. وكان من الحفاظ الإثبات. وقال عبد الرحمن ابن مهدى: كان شعبة يتعجب من حفظ عبد الملك. وقال احمد ابن حنبل: ثقة، وكذا وثقه النسائي. وأما البخاري فلم يحتج به بل استشهد به. توفي سنة خمس وأربعين ومائة، وقد شاخ »(٤) .

____________________

(١). الأنساب - العرزمي.

(٢). الكمال في أسماء الرجال - مخطوط.

(٣). الكمال للمقدسى - مخطوط.

(٤). تذكرة الحفاظ ١ / ١٥٥.


٧ - الذهبي أيضاً : « عبد الملك بن ابى سليمان الكوفي، عن انس وسعيد بن جبير وعطاء، وعنه القطان، ويعلى بن عبيد. قال احمد: ثقة يخطئ، من احفظ أهل الكوفة، ورفع أحاديث عن عطاء، توفي ١٤٥ »(١) .

٨ - الذهبي أيضاً : « وفيها عبد الملك بن ابى سليمان العرزمي الكوفي الحافظ احد المحدثين الكبار. وكان شعبة مع جلالته يتعجب من حفظ عبد الملك، وروى عن انس فمن بعده »(٢) .

٩ - اليافعي : « وعبد الملك بن ابى سليمان الكوفي احد المحدثين الكبار. كان شعبة مع جلالته يتعجب من حفظ عبد الملك »(٣) .

١٠ - ابن حجر العسقلاني : « خ. ت. م. د، عبد الملك بن ابى سليمان واسمه: ميسرة، أبو محمد، ويقال: ابو سليمان، وقيل: ابو عبد الله العرزمي. روى عن انس بن مالك، وعطاء بن ابى رباح، وسعيد بن جبير وقال ابن مهدي: كان شعبة يعجب من حفظه. وقال ابن المبارك عن سفيان: حفاظ الناس اسماعيل بن ابى خالد وعبد الملك بن ابى سليمان، وذكر جماعة. وقال ابن عيينة عن الثوري: حدثني الميزان عبد الملك ابن أبي سليمان. وقال ابن المبارك: عبد الملك ميزان. وقال ابو داود: كاف عن احمد. وقال الحسن بن حبان: سئل يحيى بن معين عن حديث عطاء عن جابر في الشفعة، فقال: هو حديث لم يحدث به أحد الا عبد الملك وقد أنكره الناس عليه، ولو أتى عبد الملك بآخر مثله لرميت بحديثه. وقال عبد الله بن احمد بن حنبل عن أبيه: هذا حديث منكر وعبد الملك ثقة صدوق. وقال صالح بن احمد عن أبيه: عبد الملك من الحفاظ الا انه كان يخالف ابن جريح، وابن جريح اثبت منه عندنا. وقال الميموني عن احمد: عبد الملك من اعيان الكوفيين. وقال أمية بن خالد: قلت لشعبة: مالك لا تحدث عن

____________________

(١). الكاشف ٢ / ٢٠٩.

(٢). العبر ١ / ٢٠٤.

(٣). مرآة الجنان ١ / ٣٠٠.


عبد الملك بن ابى سليمان وقد كان حسن الحديث؟ قال: من حسنها فررت! وقال ابو زرعة الدمشقي: سمعت احمد ويحيى يقولان عبد الملك ابن ابى سليمان ثقة. وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين: ضعيف وهو اثبت في عطاء من قيس بن ابى سعيد. وقال عثمان الدارمي: قلت لابن معين: أيما أحب إليك عبد الملك بن ابى سليمان او ابن جريح؟ قال: كلاهما ثقة. وقال ابن عمار الموصلي: ثقة حجة. وقال العجلي: ثقة ثبت في الحديث. وقال يعقوب بن سفيان ايضاً: عبد الملك فزارى من أنفسهم ثقة. وقال النسائي: ثقة. قال ابو زرعة: لا بأس به. قال الهيثم بن عدى: مات في ذى الحجة سنة ١٤٥ وفيها أرخه غير واحد. قلت: منهم ابن سعد. وقال: كان ثقة مأموناً ثبتاً. وقال الساجي: صدوق روى عنه يحيى بن سعيد القطان جزء ضخما. وقال الترمذي: ثقة مأمون لا نعلم أحداً تكلم فيه غير شعبة. وقال: قد كان حدث شعبة عنه ثم تركه. ويقال: انه تركه لحديث الشفعة الذي تفرد به. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما اخطأ، وكان من خيار اهل الكوفة »(١) .

والخلاصة ان وثاقة عبد الملك بن أبي سليمان راوي هذا الحديث محل وفاق بين علماء السنة جميعاً، عدا تشكيك بسيط من شعبة، مردود عندهم.

*(٥)*

رواية سليمان بن مهران الكاهلي الأعمش

لقد أثبتها كثير من العلماء الاجلاء في كتبهم، ولكننا نقتصر هنا على رواية الترمذي وهذا نصها: « حدثنا علي بن منذر الكوفي. نا: محمد بن فضيل. نا: الأعمش، عن عطية، عن ابى سعيد، والأعمش عن حبيب بن ابى ثابت، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اني تارك

____________________

(١). تهذيب التهذيب ٦ / ٣٩٦.


فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي اهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما. هذا حديث حسن غريب »(١) .

ترجمته:

١ - ابن حبان: « سليمان بن مهران الأعمش مولى بنى كاهل، كنيته ابو محمد. كان أبوه من سبى دبثا، وقد رأى انس بن مالك بواسط ومكة. روى عنه شبيهاً بخمسين حديثاً، ولم يسمع منه الا أحرفاً معدودة.

وكان مدلساً، أخرجناه في هذه الطبقة لان له لقى وحفظاً، وان لم يصح له سماع المسند من أنس. ولد في السنة التي قتل فيها الحسين بن علي عليه‌السلام سنة إحدى وستين وقد قيل: انه ولد قبل مقتل الحسين [ عليه‌السلام ] بسنتين، وكان فيه دعابة. مات سنة ثمان وأربعين ومائة، وقد قالوا سنة سبع وأربعين، وقد قيل سنة خمس وأربعين »(٢) .

٢ - المقدسي : « سليمان بن مهران الكاهلي، ابو محمد الأعمش الأسدي مولاهم الكوفي. ويقال: أصله من طبرستان من قرية يقال لها دباوند، جاء به أبوه حميلا الى الكوفة فاشتراه رجل من بنى كاهل من بني اسد فأعتقه. سمع ابا صالح ذكوان، وابا وائل، وابراهيم النخعي، ومجاهداً، ومسلماً البطين، والشعبي، وسعيد بن جبير، وزيد بن وهب عندهما، وابا سفيان، واسماعيل بن رجاء، وعدي بن ثابت، وعبد الله بن مرة، وابا ظبيان حصيناً، وسليمان بن مسهر وابا حازم، وابراهيم التيمي روى عنه شعبة، والثوري، وابن عيينة، وابو معاوية محمد، وابو عوانة، وجرير، وحفص بن غياث عندهما، وشيبان بن عبد الرحمن وعيسى بن يونس وجرير

____________________

(١). صحيح الترمذي ٢ / ٢٢٠.

(٢). الثقات ٤ / ٣٠٢.


وعلي بن مسهر، وعبد الله بن نمير »(١) .

٣ - السمعاني : « الكاهلي هذه النسبة الى بنى كاهل، والمنتسب اليه ابو محمد سليمان بن مهران الأعمش الكاهلي من أئمة الكوفة، كان أبوه من سبي دنباوند، رأى انس بن مالك بواسط ومكة. روى عنه شبيهاً بخمسين حديثاً ولم يسمع منه الا أحرفاً معدودة »(٢) .

٤ - عبد الغنى المقدسي : « سليمان بن مهران ابو محمد الأسدي الكاهلي الكوفي الأعمش، وكاهل هو ابن اسد بن خزيمة حدثني محمد بن خلف التيمي، قال: سمعت ابا بكر بن عياش يقول: كنا نسمي الأعمش « سند المحدثين » وكنا نجيء اليه إذا فرغنا من الدوران فيقول: عند من كنتم؟ فنقول: عند فلان، فيقول، طبل مخرق، ويقول عند من؟ فنقول: عند فلان، فيقول: طير طيار. ويقول: عند من؟ فنقول: عند فلان، فيقول دف وقال العجلى: مات سنة تسع وأربعين ومائة، وكان ثقة ثبتاً في الحديث »(٣) .

٥ - ابن خلكان : « أبو محمد سليمان بن مهران، مولى بنى كاهل من ولد أسد المعروف بالاعمش الكوفي الامام المشهور، كان ثقة عالماً فاضلا روى عنه سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج، وحفص بن غياث وخلق كثير من جلة العلماء، وكان لطيف الخلق مزاحاً، جاءه [ بعض ] أصحاب الحديث يوماً ليسمعوا عليه فخرج إليهم، وقال: لولا أن في منزلي من هو أبغض الي منكم ما خرجت إليكم!

ويقال ان الامام أبا حنيفة رضي‌الله‌عنه عاده يوماً في مرضه فطول القعود عنده فلما عزم على القيام قال له: ما كأني الا ثقلت عليك، فقال: والله انك

____________________

(١). أسماء رجال الصحيحين ١ / ١٧٩.

(٢). الأنساب - الكاهلي.

(٣). الكمال - مخطوط.


لثقيل علي وأنت في بيتك.

وقال ابو معاوية الضرير: بعث هشام بن عبد الملك الى الأعمش أن أكتب لي مناقب عثمان ومساويء علي. فأخذ الأعمش القرطاس وأدخلها في فم شاة فلاكتها، وقال لرسوله: قل له: هذا جوابك! فقال له الرسول: انه قد آلى أن يقتلني ان لم آته بجوابك، وتحمل عليه باخوانه، فقالوا له: يا أبا محمد، نجه من القتل، فلما ألحوا عليه كتب له:

« بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد يا أمير المؤمنين: فلو كانت لعثمان رضي‌الله‌عنه مناقب أهل الأرض ما نفعتك، ولو كان لعليّ رضي‌الله‌عنه مساويء أهل الأرض ما ضرتك، فعليك بخويصة نفسك. والسلام »!.

قال زائدة بن قدامة: تبعت الأعمش يوماً فأتى المقابر فدخل في قبر محفور فاضطجع فيه، ثم خرج منه وهو ينفض التراب عن رأسه ويقول: وأضيق مسكناه »(١) .

٦ - الذهبي : « الأعمش الحافظ الثقة شيخ الإسلام أبو محمد سليمان ابن مهران الأسدي الكاهلي قال ابن المديني: له نحو من ألف وثلاثمائة حديث. وقال ابن عيينة: كان الأعمش اقرأهم لكتاب الله واحفظهم للحديث وأعلمهم بالفرائض، وقال الفلاس: كان الأعمش يسمى المصحف من صدقه، وقال يحيى القطان: الأعمش علامة الإسلام، وقال الحربي: ما خلف الأعمش اعبد منه لله. وقال وكيع: بقي الأعمش قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الاولى. وسيرة الأعمش يطول شرحها وهي مذكورة في ( تاريخي الكبير ) وفي ( طبقات القراء ) ويقع عواليه في ( صحيح البخاري ) وفي ( جزء ابن عرفة ) وابن الفرات و ( الغيلانيات ) وكان رأساً في العلم النافع والعمل الصالح »(٢) .

____________________

(١). وفيات الأعيان ٢ / ١٣٦.

(٢). تذكرة الحفاظ ١ / ١٥٤.


٧ - الذهبي : « سليمان بن مهران ابو محمد الكاهلي الأعمش، احد الاعلام قال ابن المديني: له ألف وثلاثمائة حديث »(١) .

٨ - الذهبي أيضاً : « وفي ربيع الاول توفي الامام ابو محمد سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي كان اقرأهم لكتاب الله وأعلمهم بالفرائض واحفظهم للحديث »(٢) .

٩ - اليافعي : « الامام محدث الكوفة وعالمها ابو محمد سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي مولاهم الأعمش كان ثقة عالماً فاضلا، وقال السمعاني: كان يقارن بالزهرى في الحجاز »(٣) .

١٠ - ولى الدين الخطيب : « الاعمش اسمه: سليمان بن مهران الكاهلي الأسدي وهو احد الاعلام المشهورين بعلم الحديث والقراءة، وعليه مدار اكثر الكوفيين، روى عنه خلق كثير »(٤) .

١١ - ابن حجر العسقلاني : « سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي قال شعبة: ما شفاني احد في الحديث ما شفاني الأعمش وقال العجلي: كان ثقة ثبتا في الحديث وكان محدث اهل الكوفة في زمانه، ولم يكن له كتاب، وكان دائباً في القراءة عسراً سئ الخلق عالماً بالفرائض، وكان لا يلحن حرفاً وكان فيه تشيع وقال ابن معين: ثقة. وقال النسائي: ثقة ثبت »(٥) .

١٢ - جلال الدين السيوطي : « سليمان بن مهران الأعمش الأسدي الكاهلي، احد الاعلام، رأى أنساً وابا بكرة وروى عن عبد الله بن ابى اوفى قال ابن المديني: حفظ العلم على أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالكوفة

____________________

(١). الكاشف ١ / ٤٠١.

(٢). العبر ١ / ٢٠٩.

(٣). مرآة الجنان ١ / ٣٠٥.

(٤). الإكمال. مطبوع مع الجزء الثالث من المشكاة.

(٥). تهذيب التهذيب ٤ / ٢٢٢.


ابو إسحاق السبيعي والأعمش. وقال العجلى: كان ثقة ثبتاً في الحديث »(١) .

١٣ - الشيخ عبد الحق الدهلوي : « الأعمش هو ابو محمد سليمان بن مهران الأعمش الكاهلي الأسدي الكوفي رأى أنس بن مالك ويقال: انه سمع منه شيئاً. وقال يحيى: ما روى الأعمش عن انس فهو مرسل وقال ابن خلف: كان سيد المحدثين. وقال النسائي: ثقة ثبت، وله مناقب رحمه‌الله ».

وبهذا تظهر جلالة منزلة الأعمش عند الرواة والعلماء، وأنه بروايته لهذا الحديث الشريف قد أزال سحب العناد واللجاجة من سماء المنكرين له، والمحاولين إطفاء نوره.

*(٦)*

رواية محمد بن إسحاق بن يسار المدني

لقد ذكر هذه الرواية العلامة ابن منظور بقوله: « وقال الأزهري رحمه‌الله : وفي حديث زيد بن ثابت، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم الثقلين خلفي، كتاب الله وعترتي فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. وقال: قال محمد بن إسحاق: هذا حديث صحيح ورفعه عن [ نحو ] زيد بن أرقم وابى سعيد الخدري. وفي بعضها: انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي، فجعل العترة اهل البيت »(٢) .

ترجمته:

١ - ابن حبان: « محمد بن إسحاق بن يسار، مولى عبد الله بن قيس

____________________

(١). طبقات الحفاظ: ٦٧.

(٢). لسان العرب ٤ / ٥٣٨.


ابن مخرمة القرشي من اهل المدينة، كنيته ابو بكر، وكان جده من سبى عين التمر، وهو أول سبي دخل المدينة من العراق. يروي عن الزهري ونافع. روى عنه الثوري وشعبة والناس. مات سنة إحدى أو اثنين وخمسين ومائة ببغداد. وقد قيل: ستة خمسين ومائة وقد تكلم في ابن إسحاق رجلان: هشام بن عروة ومالك بن انس.

فأما هشام بن عروة فحدثني زياد الزيادي. ثنا ابن ابى شيبة. ثنا علي ابن المديني، قال: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: قلت لشهام بن عروة: ان ابن إسحاق يحدث عن فاطمة بنت المنذر. قال: وهل كان يصل إليها؟.

قال ابو حاتم: هذا الذي قاله هشام ليس مما يجرح به الإنسان في الحديث وذلك ان التابعين مثل الأسود وعلقمة من اهل العراق، وابى سلمة وعطاء ودونهما من اهل الحجاز قد سمعوا من عائشة من غير أن ينظروا إليها [ بعد أن ] سمعوا صوتها، وقبل الناس أخبارهم من غير أن يصل أحدهم إليها حتى ينظر إليها عياناً، فكذلك ابن إسحاق كان يسمع من فاطمة والستر بينهما مسبل او بينهما حائل من حيث يسمع كلامها، فهذا سماع صحيح، والقادح فيه بهذا غير منصف.

وأما مالك فانه كان ذلك منه مرة ثم عادله الى ما يجب، وذلك أنه لم يكن بالحجاز احد أعلم بأنساب الناس وأيامهم من محمد بن إسحاق، وكان يزعم ان مالكاً من موالي بنى [ ذي ] أصبح، وكان مالك يزعم أنه من أنفسهم، فوقع بينهما لهذا مفاوضة، فلما صنف مالك الموطأ قال ابن إسحاق: ايتوني به فانى بيطاره! فنقل ذلك الى مالك فقال: [ لا يسكت ] هذا دجال من الدجاجلة! يروي عن اليهود وكان بينهم ما يكون بين الناس. حتى عزم محمد بن إسحاق على الخروج الى العراق فتصالحا حينئذ فأعطاه مالك عند الوداع خمسين ديناراً ثمن تمرته تلك السنة. ولم يكن يقدح مالك فيه من اجل الحديث، انما كان ينكر عليه تتبعه غزوات النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن


اولاد اليهود الذين اسلموا وحفظوا قصة خيبر وقريظة والنضير وما أشبهها من الغزوات عن أسلافهم. وكان ابن إسحاق يتتبع هذا عنهم ليعلم من غير أن يحتج بهم. وكان مالك لا يرى الرواية الا عن متقن صدوق فاضل يحسن ما يروي ويدري ما يحدث.

حدثني محمد بن عبد الرحمن ثنا ابن قهزاد ثنا علي بن الحسين بن واقد، قال: دخلت على ابن المبارك وإذا هو وحده فقلت يا ابا عبد الرحمن كنت اشتهي ان ألقاك على هذه الحالة. قال: هات. قلت: ما تقول في محمد بن إسحاق؟ قال: انا وجدناه صدوقاً - ثلاث مرات.

سمعت محمد بن إسحاق الثقفي بقول: سمعت المفضل بن غسان [ الغلابي ] يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: كان محمد بن إسحاق ثبتاً في الحديث.

قال أبو حاتم: لم يكن أحد بالمدينة يقارب محمد بن إسحاق ولا يوازنه في علمه وجمعه. وكان شعبة وسفيان يقولان: محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث، وهو من احسن الناس سياقاً للأخبار وأحسنهم حفظاً لمتونها، وانما اتى ما أتى لأنه كان يدلس عن الضعفاء، فوقع المناكير في روايته من قبل أولئك، فأما إذا بين السماع فيما يرويه فهو ثبت يحتج بروايته » ثم روى توثيقه عن غير من ذكره(١) .

٢ - سبط ابن الجوزي : بعد ذكر حديث وفاة الصديقة فاطمة الزهراء عليها‌السلام : « فان قيل: الحديث ضعيف، في اسناده ابن إسحاق كذبه مالك. وفيه ايضاً علي بن عاصم متروك، ثم الغسل انما يكون لحدث الموت فكيف يصح قبله؟

و « الجواب »: قد أخرجه أحمد في الفضائل.

وأما ابن إسحاق فقد قال أحمد: يقبل قوله في المغازي والسير، وأثنى

____________________

(١). الثقات ٧ / ٣٨٠ - ٣٨٥.


عليه جماعة من العلماء وكان اماماً كبيراً. وانما طعن مالك لأنه لما صنف « الموطأ » قال: اروني إياه فأنا بيطاره، فبلغ ذلك مالكاً فشق عليه »(١) .

٣ - ابن خلكان : « وكان محمد المذكور ثبتاً في الحديث عند أكثر العلماء واما في المغازي والسير فلا تجهل إمامته. قال ابن شهاب الزهري: من أراد المغازي فعليه بابن إسحاق، وذكره البخاري في تاريخه ويحكى عن الزهري أنه خرج الى قرية له فاتبعه طلاب الحديث فقال لهم: أين أنتم من الغلام الأحول؟ أو قد خلفت فيكم الغلام الأحول يعنى ابن إسحاق، وذكر الساجي أن أصحاب الزهري كانوا يلجئون الى محمد بن إسحاق فيما شكوا فيه من حديث الزهري ثقة منهم بحفظه »(٢) .

٤ - المزي : « قال يحيى: ثقة، وكان حسن الحديث. وقال ابن المديني: مدار حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على ستة، فذكرهم ثم قال: صار علم الستة عند اثني عشر، أحدهم ابن إسحاق وقال ابن المديني: سمعت سفيان وسئل عن ابن إسحاق قيل له: لم يرو عنه اهل المدينة، فقال: سفيان جالسته منذ بضع وسبعين سنة وما يتهمه احد من اهل المدينة ولا يقول فيه شيء. وقال احمد: حسن الحديث ».

وقال أيضاً: « قال شعبة: ابن إسحاق امير المحدثين بحفظه، وقال ابو زرعة الدمشقي: ابن إسحاق رجل قد اجتمع الكبراء من اهل العلم على الأخذ عنه منهم السفيانان والحمادان وشعبة وابن المبارك، وقد اختبره اهل الحديث فرأوا خيراً وصدقاً مع مدحة ابن شهاب له. وكلام مالك فيه ليس للحديث انما هو لأنه اتهمه بالقدر. وقال ابن المديني: حديثه عندي صحيح »(٣) .

____________________

(١). تذكرة خواص الامة: ٣١٨.

(٢). وفيات الأعيان ٣ / ٤٠٥.

(٣). تهذيب الكمال - مخطوط.


٦ - الذهبي : « محمد بن إسحاق بن يسار، رأى أنساً وروى عن عطاء وطبقته وكان من بحور العلم صدوقاً وله غرائب في سعة ما روى، واختلف في الاحتجاج به، وحديثه فوق الحسن وقد صححه جماعة »(١) .

٧ - عبد الوهاب السبكى عند ذكر حديث ضمام بن ثعلبة: « محمد ابن إسحاق - قال شعبة: هو امير المؤمنين في الحديث. وقال احمد بن حنبل:

حسن الحديث. قلت: والعمل على توثيقه وانه امام معتمد، ولا اعتبار بخلاف ذلك »(٢) .

٨ - اليافعي : « والامام محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي مولاهم المدني، صاحب السيرة. وكان بحراً من بحور العلم، ذكياً، حافظاً، طلابة للعلم، اخبارياً، نسابة، ثبتاً في الحديث عند اكثر العلماء، وأما في المغازي والسير فلا يجهل إمامته »(٣) .

*(٧)*

رواية إسرائيل بن يونس السبيعي

ذكر الرواية أحمد بالسند الآتي: « ثنا: اسود بن عامر. ثنا: إسرائيل: عن عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة، قال: لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار او خارج من عنده - فقلت له [ أ ] سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: اني تارك فيكم الثقلين؟ قال: نعم »(٤) .

كما ذكر هذه الرواية ابن الجوزي في « التذكرة » نقلا عن « كتاب الفضائل » لأحمد، على الوجه الذي سيأتي ان شاء الله.

____________________

(١). الكاشف ٣ / ١٩.

(٢). طبقات الشافعية ١ / ٨٥.

(٣). مرآة الجنان ١ / ٣١٣.

(٤). مسند أحمد ٤ / ٣٧١.


ترجمته:

١ - المقدسي : « روى عنه يحيى بن آدم، والنضر بن شميل، وعبيد الله بن موسى، ومحمد بن يوسف الفريابي عندهما، وشبابة عند البخاري، ووكيع وإسحاق بن منصور ومصعب بن المقدام ويحيى بن زكريا ابن أبي زائدة وأبو أحمد الزبيري وأبو نعيم الملائى وعثمان بن عمر عند مسلم »(١) .

٢ - المزي : « قال « س »: لا بأس به، وقال احمد مرة: ثبت الحديث، كان يحيى القطان يحمل عليه في حال أبي يحيى القتات. وقال يعقوب بن شيبة: صالح الحديث في حديثه لين وقال يحيى والعجلي: ثقة، وقال أبو حاتم: ثقة صدوق من أتقن أصحاب أبي إسحاق، وقال: إسرائيل أصح حديثاً من شريك »(٢) .

٣ - الذهبي : « وكان حافظاً صالحاً خاشعاً من أوعية العلم، ولا عبرة بقول من لينه فقد احتج به الشيخان قال يحيى بن معين: إسرائيل ثقة »(٣) .

٤ - الذهبي أيضاً : « إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن جده وزياد بن علاقة وآدم بن علي، وعنه يحيى بن آدم، وابن مهدي، ومحمد بن كثير، وأمم. قال: أحفظ حديث أبي إسحاق كما أحفظ السورة، وقال احمد: ثقة، وتعجب من حفظه، وقال أبو حاتم: هو من أتقن أصحاب أبي إسحاق، وضعفه ابن المديني »(٤) .

٥ - ابن حجر العسقلاني : « وقال علي بن المديني عن يحيى القطان: إسرائيل فوق ابى بكر بن عياش. وقال حرب عن احمد بن حنبل: كان شيخاً

____________________

(١). أسماء رجال الصحيحين ١ / ٤٢.

(٢). تهذيب الكمال - مخطوط.

(٣). تذكرة الحفاظ ١ / ٢١٤.

(٤). الكاشف ١ / ١١٦.


ثقة، وجعل يتعجب من حفظه. وقال صالح بن احمد عن أبيه: إسرائيل عن ابى إسحاق: فيه لين، سمع منه بآخره، وقال ابو طالب: سئل احمد أيهما اثبت: شريك او إسرائيل؟ قال: إسرائيل كان يؤدي ما سمع، كان اثبت من شريك. قلت: من أحب إليك يونس أو إسرائيل في أبي إسحاق؟ قال: إسرائيل لأنه كان صاحب كتاب. وقال أبو داود: قلت لأحمد بن حنبل: إسرائيل إذا انفرد بحديث يحتج به؟ قال: إسرائيل ثبت الحديث، كان يحيى يحمل عليه في حال أبى يحيى القتات وقال أبو حاتم: ثقة صدوق من أتقن أصحاب أبي إسحاق. وقال العجلي: كوفي ثقة. وقال يعقوب بن شيبة: صالح الحديث وفي حديثه لين. وقال في موضع آخر: ثقة صدوق وليس في الحديث بالقوي ولا بالساقط.

وقال عيسى بن يونس: كان أصحابنا سفيان وشريك - وعد قوماً - إذا اختلفوا في حديث أبي إسحاق يجيئون الى أبي فيقول: اذهبوا الى ابني إسرائيل فهو أروى عنه مني وأتقن لها مني، هو كان قائد جده.

وقال أبو عيسى الترمذي: إسرائيل ثبت في أبي إسحاق، حدثني محمد ابن المثنى، سمعت ابن مهدي يقول: ما فاتني الذي فاتنى من حديث الثوري عن ابن إسحاق الا لما اتكلت به على إسرائيل لأنه كان يأتى به أتم. وطول ابن عدي في ترجمته وسرد له أحاديث أفراداً. وقال: هو ممن يحتج به. وذكره ابن حبان في الثقات »(١) .

٦ - ابن حجر أيضاً : « إسرائيل بن يونس بن ابى إسحاق السبيعي الهمداني أبو يوسف الكوفي، ثقة تكلم فيه بلا حجة، من السابعة مات سنة ستين وقيل بعدها / ع »(٢) .

____________________

(١). تهذيب التهذيب ١ / ٢٦١.

(٢). تقريب التهذيب ١ / ٦٤.


*(٨)*

رواية عبد الرحمن الكوفي المسعودي

وستأتى روايته في عبارة « المعجم الصغير » للطبراني ان شاء الله.

ترجمته:

١ - محمّد بن طاهر المقدسي : « عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي الكوفي، سمع مسروقاً، روى عنه ابنه معن عندهما »(١) .

٢ - عبد الغنى المقدسي : « وقال أبو بكر الأثرم: سمعت ابا عبد الله يسأل عن أبي عميس والمسعودي أيهما أحب إليك؟ قال: كلاهما ثقة، المسعودي عبد الله من أكثرهما حديثاً. قال: حديث عبد الرحمن كثير. قلت: هو اخوه؟ قال: نعم هو اخوه. قلت له: هما من ولد عبد الله بن مسعود او من ولد عتبة؟ فقال لي: هما من ولد عبد الله بن مسعود. وقال يحيى بن معين: المسعودي ثقة إذا حدث عن عاصم، وسلمة بن كهيل، وكان حديثه يصحح عن القاسم، ومعن ابن عبد الرحمن »(٢) .

٣ - الذهبي : « المسعودي الامام الفقيه ابو محمد عبد الرحمن بن عبد الله ابن عتبة بن عبد الله بن مسعود الكوفي وثقه احمد بن حنبل، وابن معين، وابن المديني »(٣) .

٤ - اليافعي حوادث سنة ١٦٠: « وفيها توفي المسعودي عبد الرحمن ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود الكوفي قال أبو حاتم كان أعلم زمانه بحديث ابن مسعود »(٤) .

____________________

(١). أسماء رجال الصحيحين ١ / ٢٨٥.

(٢). تهذيب الكمال - مخطوط.

(٣). تذكرة الحفاظ ١ / ١٩٧.

(٤). مرآة الجنان ١ / ٣٤١.


٥ - ابن حجر العسقلاني : « خت عو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة ابن مسعود الكوفي المسعودي، روى عن أبي إسحاق السبيعي وأبى إسحاق الشيباني والقاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود

قلت: علّم عليه المصنف علامة تعليق البخاري، ولم أر له في صحيح البخاري شيئاً معلقاً، نعم له في الاستسقاء زيادة رواها عنه سفيان، ويتبين من سياق الحديث أنها ليست معقلة. قال البخاري: حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا: سفيان، عن عبد الله بن أبي بكر، سمع عباد بن تميم، عن عمه: خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى المعلى يستسقي واستقبل القبلة وصلى ركعتين وقلب رداءه. قال سفيان: وأخبرني المسعودي في جملة الحديث موصول عنده عن عبد الله بن محمد عن سفيان، وهذا ظاهر واضح من سياقه. والظاهر أن البخاري لم يقصد التخريج له وانما وقع اتفاقاً، وقد وقع لغير ذلك في عمرو ابن عبيد المعتزلي، وعبد الكريم بن أبي المخارق، وغيرهما »(١) .

*(٩)*

رواية محمد بن طلحة اليامى الكوفي

ذكر روايته لحديث الثقلين في كل من ( مسند أحمد ) و ( المناقب لابن المغازلي ) و ( فرائد السمطين للحموئي ) على ما سيأتي ان شاء الله.

ترجمته:

١ - المقدسي في ( الكمال - مخطوط ).

٢ - المزي في ( تهذيب الكمال - مخطوط ).

٣ - الذهبي في ( تذهيب التهذيب - مخطوط ).

٤ - العسقلاني في ( تهذيب التهذيب ) و ( تقريب التهذيب ).

____________________

(١). تهذيب التهذيب ٦ / ٢١٠.


ويكفي لعظم شأنه وعلو منزلته أن أصحاب « الصحاح الستة » أخذوا جميعاً برواياته وأثبتوها فيها.

*(١٠)*

رواية ابى عوانة اليشكري

وستظهر روايته لحديث الثقلين من ( خصائص النسائي ) و ( المستدرك على الصحيحين ) للحاكم، و ( المناقب ) للخوارزمي.

ترجمته:

١ - محمد بن طاهر المقدسي : « الوضاح ابو عوانة يقال: ابن عبد الله اليشكري، ويقال: الكندي مولى يزيد بن عطاء البزاز، سمع عبد الملك بن عمار وقتادة وغير واحد عندهما، روى عنه قتيبة وحامد بن عمر ويحيى بن حماد عندهما، وموسى بن اسماعيل، وعبد الرحمن بن المبارك، وعارم، ومسدد عند البخاري، وغير واحد عند مسلم. قال عبد الله بن ابى الأسود: مات سنة ١٧٦ »(١) .

٢ - المزي : « قال أبو طالب: سئل احمد: أيهما اثبت، ابو عوانة او شريك؟ فقال: إذ حدث ابو عوانة من كتاب فهو اثبت، وإذا حدث من غير كتابه فربما وهم. وقال ابو حاتم: كتبه صحيحة وإذا حدث من حفظه غلط كثيراً، وهو ثقة صدوق. وقال احمد ويحيى: ما أشبه حديثه بحديث الثوري وشعبة »(٢) .

٢ - الذهبي : « ع / الوضاح بن عبد الله، ابو عوانة اليشكري الواسطي أحد الاعلام قال هشام بن عبيد الله، سألت ابن المبارك: من أروى

____________________

(١). أسماء رجال الصحيحين ٣ / ٥٤٥.

(٢). تهذيب الكمال - مخطوط.


الناس عن مغيرة وأحسنهم حديثاً؟ قال: أبو عوانة. وقال عبد الرحمن بن مهدى: كتاب أبي عوانة أثبت من حفظ هشام. وقال مسدد: سمعت يحيى القطان [ يقول ]: ما أشبه حديث أبي عوانة بحديثهما، يعنى سفيان وشعبة. وقال عفان: كان أبو عوانة صحيح الكتاب، كثير العجم والنقط، كان ثبتاً وهو في جميع حاله أصح حديثاً عندنا من شعبة. وقال ابن معين: حديث ابى عوانة جائز وحديث مولاه يزيد بن عطاء ضعيف. وقال ابو زرعة: ثقة إذا حدث من كتابه. وقال ابو حاتم: كتبه صحيحة وإذا حدث من حفظه غلط كثيراً، وهو ثقة، وهو احفظ من حماد بن سلمة. وقال ابن عدى: كان مولاه قد خيره بين الجزية وبين كتابة الحديث فاختار الحديث على الجزية، وكان مولاه قد فوض اليه التجارة فجاءه سائل فقال: درهمين فاني أنفعك. قال: وما تنفعني؟ قال: سيبلغك؟ فأعطاه. فدار السائل على رؤساء البصرة وقال: بكروا على يزيد بن عطاء فانه أعتق أبا عوانة. فاجتمع اليه الناس فأنف من ان ينكر قوله، فأعتقه حقيقة. قال: وكان أميناً ثقة، وكان من إتقانه يفزع من سعة فأخطأ سبعة من حديث الوضوء. وقال عن مالك بن عرفة وانما هو خالد بن علقمة فتابعه ابو عوانة »(١) .

٤ -الذهبي أيضاً: « ابو عوانة الوضاح بن عبد الله مولى يزيد بن عطاء اليشكري الواسطي البزاز الحافظ، احد الثقات، رأى الحسن، وابن سيرين، وحدث عن قتادة قال عفان هو أصح حديثاً عندنا من شعبة. وقال احمد ابن حنبل: هو صحيح الكتاب وإذا حدث من حفظه ربما يهم. قال عفان: كان كثير الضبط والنقط. وقال يحيى القطان: ما أشبه حديثه بحديث شعبة وسفيان. وقال عفان: قال لنا شعبة: ان حدثكم ابو عوانة عن ابى هريرة فصدقوه. قال تمتام: سمعت ابن معين يقول: كان ابو عوانة يقرأ ولا يكتب. وقال عباس عن ابن معين: كان ابو عوانة امياً يستعين بمن يكتب له وكان

____________________

(١). تذهيب التهذيب - مخطوط.


يقرأ الحديث. وقال حجاج بن محمد: قال لي شعبة: الزم ابا عوانة. وقال جعفر بن ابى عثمان: سئل ابن معين: من لأهل البصرة مثل سفيان؟ قال: شعبة. قيل: من لهم مثل زائدة؟ قال: ابو عوانة »(١) .

٥ - الذهبي أيضاً : « وضاح بن عبد الله الحافظ ابو عوانة اليشكري

ثقة متقن الكتابة »(٢) .

٦ - ابن حجر العسقلاني : « وضاح بتشديد المعجمة ثم مهملة - ابن عبد الله اليشكري ثقة ثبت من السابعة ع / »(٣) .

٧ - السيوطي : « أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي، روى عن الأعمش، وابن المنكدر، وابى الزبير، وسماك بن حرب، وخلق. وعنه شعبة وابن مهدي، وابن المبارك، وخلق. قال عفان: كان صحيح الكتاب كثير العجم والنقط، ثبتاً »(٤) .

*(١١)*

رواية شريك القاضي

لقد علمت روايته لحديث الثقلين من النص الذي تقدم عن ( مسند احمد ).

ترجمته:

١ - محمد بن طاهر المقدسي : « شريك بن عبد الله بن سنان بن انس. ويقال: شريك بن عبد الله بن ابى شريك، يكنى ابا عبد الله، سمع زياد بن علاقة وعماد الدهني، وهشام بن عروة، وسعيداً، ويعلى بن عطاء،

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ١ / ٢٣٦.

(٢). الكاشف ٣ / ٢٣٥.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ٣٣١.

(٤). طبقات الحفاظ: ١٠٠.


وعبد الملك بن عمير، وعمارة بن القعقاع، وعبد الله بن شبرمة. روى عنه ابن ابى شيبة، وعلي بن حكيم، ويونس بن محمد، والفضل بن موسى، ومحمد بن الصباح، وعلي بن حجر »(١) .

٢ - عبد الغنى المقدسي : « شريك بن عبد الله بن انس. ويقال: شريك ابن عبد الله بن ابى شريك. وهو أوس بن الحرث بن الأزهر بن وهبيل، وقيل: سهل بن سعد بن ملك بن النخع الكوفي، ابو عبد الله ولد بخراسان نيسابور، ويقال: ببخارا، مقتل قتيبة بن مسلم سنة خمس وسبعين. أدرك عمر بن عبد العزيز، وسمع أبا إسحاق السبيعي، وعبد الملك بن عمير، وسماك بن حرب، واسماعيل بن أبي خالد، وسلمة بن كهيل، والأعمش، وحبيب بن أبي ثابت

اخبرنا زيد بن الحسن، أنبأ عبد الرحمن بن محمد بن منصور، أنبأ أحمد ابن علي بن ثابت الحافظ، أنبأ الأزهري، أنبأ عبيد الله بن عثمان بن يحيى، أنبأ مكرم بن أحمد، حدثني يزيد بن الهيثم البلدي، قال: قلت ليحيى بن معين: زعم إسحاق بن أبي إسرائيل أن شريكاً أروى من الكوفيين من سفيان وأعرف بحديثهم، فقال: ليس يقاس بسفيان احد، ولكن شريك أروى منه في بعض المشايخ، الركين والعباس بن ذريح وبعض مشايخ الكوفيين، يعنى أكثر كتاباً. قلت ليحيى: فروى يحيى بن سعيد القطان عن شريك؟ قال: لم يكن شريك عن يحيى بشيء وهو ثقة ثقة. وقال يزيد بن الهيثم: سمعت يحيى يقول: شريك ثقة وهو أحب الي من أبي الأحوص وجرير، ليس يقاسون هؤلاء بشريك، وهو يروي عن قوم لم يرو عنهم سفيان. وقال أبو يعلى أحمد بن علي المثنى الموصلي: قلت ليحيى بن معين: أيما أحب إليك جرير أو شريك؟ قال: جرير، فقيل له: أيما أحب إليك: شريك أو أبو الأحوص؟ فقال: شريك أحب الي. ثم قال: شريك ثقة الا

____________________

(١). أسماء رجال الصحيحين ١ / ٢١٤.


أنه لا ينقد ويغلط ويذهب بنفسه على سفيان وشعبة.

قال فضل بن الضائع: ان شريكاً حدث بواسط أحاديث بواطيل، فقال ابو زرعة: لا تقل بواطيل! وقال احمد بن عبد الله العجلى: كوفي ثقة، وكان حسن الحديث، وكان اروى الناس عن إسحاق بن يوسف الأزرق الواسطي، سمع منه سبعة آلاف حديث، وقال ابن عدى أيضاً: سمعت ابن حماد يقول: قال السعدي: شريك سيء الحفظ مضطرب الحديث، مائل روى له الجماعة الا البخاري، روى له مسلم في المتابعات »(١) .

٣ - ابن خلكان : « أبو عبد الله شريك بن ابى شريك النخعي، وهو الحارث بن أوس بن الحارث بن الأزهر بن وهبيل بن سعد بن مالك بن النخع، وبقية النسب في ترجمة ابراهيم النخعي في أول الكتاب. تولى القضاء بالكوفة أيام المهدي ثم عزله موسى الهادي. وكان عالماً فقيهاً ذكياً فطناً. جرى بينه وبين مصعب بن عبد الله الزبيري كلام بحضرة المهدي فقال له مصعب: أنت تنتقص ابا بكر وعمر (رض)؟ فقال القاضي شريك: والله ما أنتقص جدك وهو دونهما! وذكر معاوية بن أبي سفيان عنده ووصف بالحلم، فقال شريك: ليس بحليم من سفه الحق، وقاتل عليّ بن ابى طالب (رض). وخرج شريك يوما الى أصحاب الحديث ليسمعوا عليه فشموا منه رائحة النبيذ، فقالوا له: لو كانت هذه الرائحة منا لاستحيينا، فقال: لأنكم أهل ريبة.

ودخل يوماً على المهدي فقال له: لا بد أن تجيبني الى خصلة من ثلاث خصال، قال: وما هن يا أمير المؤمنين؟ قال: اما أن تلى القضاء، أو تحدث ولدي وتعلمهم، أو تأكل عندي أكلة - وذلك قبل أن يلي القضاء - فأفكر ساعة ثم قال: الاكلة أخفها على نفسي، فأجلسه وتقدم الى الطباخ ان يصلح

____________________

(١). الكمال في أسماء الرجال - مخطوط.


له ألواناً من المخ المعقود بالسكر الطبرزد والعسل وغير ذلك، فعمل ذلك وقدمه اليه فأكل، فلما فرغ من الاكل قال له الطباخ: والله يا امير المؤمنين ليس يفلح الشيخ بعد هذه الاكلة ابداً.

قال الفضل بن الربيع: فحدثهم والله شريك بعد ذلك، وعلم أولادهم، وولي القضاء لهم، ولقد كتب له برزقه على الصيرفي فضايقه في النقد فقال له الصيرفي: انك لم تبع به بزا! فقال له شريك: بل والله بعت به أكثر من البز، بعت به ديني!

وحكى الحريري في كتاب « درة الغواص » انه كان لشريك المذكور جليس من بنى أمية، فذكر شريك في بعض الأيام فضائل عليّ بن ابى طالب (رض)، فقال ذلك الأموي: نعم الرجل علي! فأغضبه ذلك وقال: ألعلي يقال نعم الرجل ولا يزاد على ذلك؟ فأمسك حتى سكن غضبه ثم قال: يا ابا عبد الله الم يقل الله في الاخبار عن نفسه « فقدرنا فنعم القادرون » وقال في أيوب « انا وجدناه صابراً نعم العبد انه اواب » ؟ وقال في سليمان « و وهبنا لداود سليمان نعم العبد » أفلا ترضى لعلي بما رضي الله به لنفسه ولأنبيائه؟ فتنبه شريك عند ذلك لوهمه، وزادت مكانة ذلك الأموي من قلبه »(١) .

٤ - الذهبي : « ذكر إسحاق الأزرق أنه أخذ عنه تسعة آلاف حديث وقال ابن المبارك: هو اعجل بحديث اهل بلده من سفيان. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال عيسى بن يونس: ما رأيت أحداً قط أورع في علمه من شريك. وقال ابو إسحاق الجوزجاني: كان شريك سيء الحفظ. قلت: كان شريك حسن الحديث اماماً فقيهاً ومحدثاً مكثراً ليس هو في الإتقان كحماد بن زيد، وقد استشهد به البخاري وخرج له مسلم متابعة، وثقه يحيى بن معين »(٢) .

____________________

(١). وفيات الأعيان ٢ / ١٦٩.

(٢). تذكرة الحفاظ ١ / ٢٣٢.


٥ - الذهبي أيضاً : « وثقه ابن معين، وقال غيره: سيء الحفظ. وقال النسائي. لا بأس به وهو اعلم بحديث الكوفيين من الثوري »(١) .

٦ - الذهبي أيضاً : « وفيها - شريك بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي ابو عبد الله، أحد الاعلام عن نيف وثمانين سنة، روى عن سلمة ابن كهيل والكبار سمع منه إسحاق الأزرق سبعة آلاف حديث. قال ابن المبارك هو اعلم بحديث بلده من سفيان الثوري. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال غيره: فقيه امام لكنه يغلط »(٢) .

٧ - اليافعي : « شريك بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي احد الاعلام وله نيف وثمانون سنة »(٣) .

٨ - السيوطي : « شريك النخعي بن عبد الله بن ابى شريك العاصمي النخعي ابو عبد الله الكوفي، احد الاعلام، روى عن زياد بن علاقة، وبيان بن بشر، وحبيب بن ثابت، وابى إسحاق السبيعي، وخلق قال ابن معين: صدوق، ثقة، الا انه إذا خالف فغيره أحب إلينا منه »(٤) .

*(١٢)*

رواية حسان بن ابراهيم الكرماني

أورد روايته لحديث الثقلين كل من مسلم في ( صحيحه ) والحاكم في ( المستدرك على الصحيحين ) على ما سيأتي ان شاء الله.

ترجمته:

١ - المقدسي : « حسان بن ابراهيم العنزي الكرماني ابو هشام، سمع

____________________

(١). الكاشف ٢ / ١٠.

(٢). العبر ١ / ٢٧٠.

(٣). مرآة الجنان ١ / ٣١٠.

(٤). طبقات الحفاظ: ٩٨.


يونس بن يزيد عندهما، وسعيد بن مسروق عند مسلم، روى عنه علي بن المديني، ومحمد بن ابى يعقوب عند البخاري، وسعيد بن منصور، وعلي بن حجر، ومحمد بن بكار عند مسلم »(١) .

٢ - الذهبي : « ح. م. د. حسان بن ابراهيم الكرماني العنزي قاضي كرمان ثقة. قال النسائي: ليس بالقوي »(٢) .

٣ - الذهبي ايضاً كذلك(٣) .

٤ - ابن حجر العسقلاني : « ح. م. د. حسان بن ابراهيم بن عبد الله الكرماني. قال حرب الكرماني: سمعت احمد يوثق حسان بن ابراهيم ويقول: حديثه حديث اهل الصدق، وقال عثمان الدارمي وغيره عن ابن معين: ليس به بأس. وقال المفضل الغلابي عن ابن معين: ثقة. وقال ابو زرعة لا بأس به. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن عدى: قد حدث بأفراد كثيرة وهو عندي من اهل الصدق الا انه يغلط في الشيء ولا يتعمد. وقال العقيلي: في حديثه وهم. وقال ابن المديني: كان ثقة وأشد الناس في القدر. وقال ابن حبان في الثقات: ربما اخطأ »(٤) .

*(١٣)*

رواية جرير الضبي الكوفي

لقد أورد مسلم في [ صحيحه ] حديث الثقلين برواية اسماعيل، ثم قال: « حدثنا ابو بكر بن ابى شيبة. ثنا: محمد بن فضيل ( ح ) وحدثنا إسحاق بن ابراهيم، انا: جرير، كلاهما عن ابى حيان بهذا الاسناد نحو حديث اسماعيل وزاد في حديث جرير: كتاب الله فيه الهدى والنور من

____________________

(١). أسماء رجال الصحيحين ١ / ٩٤.

(٢). الكاشف ١ / ٢١٥.

(٣). العبر ١ / ٢٩٣.

(٤). تهذيب التهذيب ٣ / ٢٤٥.


استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن اخطأه ضل »(١) .

وستظهر روايته لهذا الحديث ايضاً من عبارة المستدرك على الصحيحين.

ترجمته:

١ - محمد بن طاهر المقدسي : « جرير بن عبد الحميد بن جرير بن قرط ابن هلال بن انس الضبي ابو عبد الله الرازي، أصله من الكوفة سمع سليمان الأعمش، ومغيرة، ومنصوراً، واسماعيل بن ابى خالد، وابا إسحاق الشيباني عندهما، وعمارة بن القعقاع، وسهيلا، وهشام بن عروة، والحسن ابن عبد [ عبيد ] الله، والمختار بن فلفل، وعبد الملك بن عمير، وهشام بن حسان، وسليمان التيمي، وموسى بن [ ابى ] عائشة، ومحمد بن شيبة، وحصيناً، وابراهيم ابن محمد بن المنتشر، وعبد العزيز بن رفيع، ويحيى بن سعيد، وبيان بن بشر، وفضيل بن غزوان، ومطرفاً، وابا فروة الهمداني، وعاصماً الأحول، وابا حيان التيمي، وركين بن الربيع، وطلق بن معاوية، والعلاء بن المسيب عند مسلم.

روى عنه قتيبة بن سعيد، ويحيى بن يحيى، وعثمان بن ابى شيبة عندهما، وعلي بن المديني، ومحمد بن سلام عند البخاري، وابو خيثمة، وإسحاق، وعلي بن حجر، وابو بكر بن أبي شيبة، وابو غسان محمد بن عمرو، عند مسلم »(٢) .

٢ - المزي : « قال ابن سعد: كان ثقة كثير العلم يرحل اليه. وقال محمد ابن حماد: كان حجة وكانت كتبه صحاحاً. وسئل ابو خيثمة: أكان جرير يدلس؟ قال: لا. وقال ابو حاتم: ثقة يحتج به. ولد سنة سبع ومائة وقيل: سنة عشر. وقال العجلى: كوفي ثقه نزل الري. وقال (س): ثقة »(٣) .

____________________

(١). وفيات الأعيان ٢ / ١٦٩.

(٢). أسماء رجال الصحيحين ١ / ٧٤ - ٧٥.

(٣). تهذيب الكمال - مخطوط.


٣ - الذهبي : « رحل اليه المحدثون لثقته وحفظه وسعة علمه. قال ابن معين: سمعته يقول: عرض علي بالكوفة ألفا درهم يعطوني مع القراء فأبيت ثم جئت اطلب ما عندهم. قال يحيى بن معين: طلب جرير الحديث عشر سنين فقط وحديثه عال في جزء ابن عرفة »(١) .

٤ - الذهبي أيضاً : « له مصنفات مات ١٨٨ »(٢) .

٥ - الذهبي أيضاً في ( العبر ) كذلك(٣) .

٦ - اليافعي أيضاً في ( مرآة الجنان )(٤) .

٧ - ابن حجر العسقلاني : « وقال يوسف بن عمار الموصلي: حجة كانت كتبه صحاحاً. وقال محمد بن عمرو زنيج [ زينج ] سمعت جريراً قال: رأيت ابن ابى نجيح وجابراً الجعفي وابن جريج فلم اكتب عن واحد منهم. فقيل له: ضيعت يا ابا عبد الله. فقال: لا، اما جابر فكان يؤمن بالرجعة، واما ابن نجيح فكان يرى القدر، واما ابن جريج فكان يرى المتعة. وقيل لسليمان بن حرب: اين كتبت عن جرير؟ قال: بمكة انا وعبد الرحمن، يعنى ابن مهدي وشاذان.

وقال علي بن المديني: كان جرير صاحب ليل. وقال ابو خيثمة: لم يكن يدلس. وقال حنبل: سئل ابو عبد الله: من أحب إليك جرير او شريك؟ فقال: جرير اقل سقطاً من شريك، وشريك كان يخطئ. وكذا قال ابن معين نحوه وقال العجلى: كوفى ثقة نزل الري. وقال ابن ابى حاتم: سألت ابى عن ابى الأحوص وجرير في حديث حصين، فقال: كان جرير أكيس الرجلين، جرير أحب الي. قلت: يحتج بحديثه؟ قال: نعم، جرير ثقة

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ١ / ٢٧٢.

(٢). الكاشف ١ / ١٨٢.

(٣). العبر ١ / ٢٩٩.

(٤). مرآة الجنان ١ / ٤٢٠.


وهو أحب الي في هشام بن عروة من يونس بن بكير.

وقال النسائي: ثقة وقال ابن خراش، صدوق وقال ابو القاسم اللالكائى: مجمع على ثقته. وقال احمد بن حنبل: لم يكن بالذكي، اختلط عليه حديث اشعث وعاصم الأحول حتى قدم عليه نمير ( في النسخة بهز ) فعرفه، نقله العقيلي وقد قيل ليحيى بن معين عقب هذه الحكاية: كيف تروي عن جرير؟ فقال: ألا تراه قد بين لهم أبرها؟

وقال البيهقي في ( السنن ): نسب في آخر عمره الى سوء الحفظ. وذكر صاحب الحافل عن ابى حاتم انه تغير قبل موته بسنة فحجبه أولاده، وهذا ليس بمستقيم، فان هذا انما وقع لجرير بن حازم، فكأنه اشتبه على صاحب الحافل.

وقال ابن حبان في ( الثقات ): كان من العباد الخشن وقال ابو احمد الحاكم: هو عندهم ثقة وقال الخليلي في ( الإرشاد ): ثقة متفق عليه وقال قتيبة: ثنا جرير الحافظ المقدم، لكني سمعته يشتم معاوية علانية »(١) .

٨ - ابن حجر أيضاً في ( تقريب التهذيب ) ووثقه(٢) .

*(١٤)*

رواية ابن علية البصري

وسيأتي روايته لحديث الثقلين عند تخريج حديث أحمد في ( المسند ) ومسلم في ( الصحيح ).

ترجمته:

١ - محمد بن طاهر المقدسي : « اسماعيل بن ابراهيم بن سهم بن

____________________

(١). تهذيب التهذيب ٢ / ٧٥.

(٢). تقريب التهذيب ١ / ١٢٧.


مقسم الاسدي البصري مولى بنى اسد بن خزيمة، يكنى ابا بشر وامه علية مولاة لبنى اسد، سمع أيوب، وعبد العزيز، وروح بن القاسم عندهما، ويحيى بن سعيد التيمي، وابن ابى عروبة، وخالد الحذاء [ والجريري سعيداً ] ومنصور ابن عبد الرحمن، ويونس بن عبيد، وداود بن ابى هند، وغير واحد عند مسلم. روى عنه علي بن المديني وصدقة وقتيبة عند البخاري، وابن ابى شيبة، وزهير وعلي بن حجر، وغير واحد عند مسلم. ولد سنة ١١٠ وتوفى سنة ١٩٣ او ١٩٤ ببغداد »(١) .

٢ - المزي : « قال شعبة: هو ريحانة الفقهاء. وقال احمد: اليه المنتهى في التثبت بالبصرة. وقال ابن مهدي: هو اثبت من هشيم. وقال القطان: هو اثبت من وهيب. وقال ( د ): ما احد من المحدثين الا قد أخطأ الا ابن علية وبشر بن المفضل. وقال عفان عن داود بن سلمة: كنا نشبه ابن علية بثوير ابن عبيد. وقال غندر: نشأت في الحديث وليس احد يقدم في الحديث على ابن علية، وقال يعقوب بن شيبة عن الهيثم بن خالد، قال: اجتمع حفاظ البصرة وحفاظ الكوفة فقال لهم اهل الكوفة نحوا عنا اسماعيل وهاتوا من شئتم، وقال زياد بن أيوب: ما رأيت لابن علية كتاباً قط. قال عمر بن زرارة: صحبت ابن علية اربع عشرة سنة فما رأيته ضحك فيها وصحبته سبع سنين فما رأيته يتبسم فيها قال ابن معين: كان ثقة مأموناً صدوقاً مسلماً ورعاً تقياً. وقال (س): ثقة ثبت »(٢) .

٣ - الذهبي: « قال يونس بن بكير: سمعت شعبة يقول: ابن علية سيد المحدثين، وكان حماد بن سلمة يشبه شمائل ابن علية بشمائل يونس بن عبيد. وقال يزيد بن هارون: دخلت البصرة وما بها خلق يفضل على ابن علية في الحديث وقال زياد بن أيوب: ما رأيت لابن علية كتباً قط، وقد

____________________

(١). اسماء رجال الصحيحين ١ / ٢٣.

(٢). تهذيب الكمال - مخطوط.


ولي ابن علية القضاء فبعث ابن المبارك بأبيات يعنفه على الولاية، وقيل انه دخل على الامين فشتمه وهم به لكونه قال كلمة يفهم منها انه يقول بخلق القرآن، فانه سئل عن حديث ( تجيء البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما ) فقيل: ألهما لسان؟ قال: نعم، فقالوا: قال بخلق القرآن. وانما غلط في التعبير وتاب مما قال »(١) .

٤ - أيضاً: « امام حجة »(٢) .

٥ - الذهبي أيضاً في ( العبر ) كذلك(٣) .

٦ - اليافعي في ( مرآة الجنان )(٤) .

٧ - ابن حجر العسقلاني : « وقال عفان: كنا عند حماد بن سلمة فأخطأ في حديث - وكان لا يرجع الى قول احد قد خولف فيه - فقيل له: قد خولفت فيه. فقال: من؟ قالوا: حماد بن زيد، فلم يلتفت، فقال له انسان: ابن علية يخالفك، فقام فدخل ثم خرج فقال: القول ما قال اسماعيل. وقال احمد: اليه المنتهى في التثبت بالبصرة، وقال ايضاً: فاتني مالك فأخلف الله علي سفيان وفاتنى حماد بن زيد فأخلف الله علي اسماعيل ابن علية. وقال ايضاً: كان حماد ابن زيد لا يعبأ إذا خالفه الثقفي ووهيب، وكان يفرق من اسماعيل بن علية إذا خالفه وقال النسائي: ثقه ثبت.

وقال ابن سعد: كان ثقة ثبتاً في الحديث حجة، وقد ولي صدقات البصرة وولي ببغداد المظالم في آخر خلافة هارون.

وقال احمد بن سعيد الدارمي: لا يعرف لابن علية غلط الا في حديث جابر في المدبر، جعل اسم الغلام اسم المولى، واسم المولى اسم الغلام. وقال ابن وضاح: سألت ابا جعفر البستي عنه، فقال: بصري ثقة، وهو احفظ من

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ١ / ٣٢٣.

(٢). الكاشف ١ / ١١٨.

(٣). العبر ١ / ٣١٠.

(٤). مرآة الجنان ١ / ٤٤٣.


الثقفي

وقال العيشى: ثنا الحماد ان ابن المبارك كان يتجر ويقول: لو لا خمسة ما اتجرت، السفيانان وفضيل وابن السماك وابن عليه فيصلهم فقدم سنة فقيل له: قد ولي ابن علية القضاء فلم يأته ولم يصله، فركب ابن علية اليه فلم يرفع له رأساً فانصرف. فلما كان من غد كتب اليه رقعة يقول: قد كنت منتظراً لبرك وجئتك فلم تكلمني فما رأيته مني؟! فقال ابن المبارك: يأبى هذا الرجل الا ان تقشر له العصا، ثم كتب اليه:

يا جاعل العلم له بازياً

يصطاد اموال المساكين

احتلت للدنيا ولذاتها

بحيلة تذهب بالدين

فصرت مجنوناً بها بعد ما

كنت دواءاً للمجانين

اين رواياتك فيما مضى

عن ابن عوف وابن سيرين

اين رواياتك في سردها

في ترك أبواب السلاطين

ان قلت: أكرهت، فذا باطل

زل حمار العلم في الطين

فلما وقف على هذه الأبيات قام من مجلس القضاء فوطئ بساط الرشيد وقال: الله؟ الله؟ ارحم شيبتي فاني لا اصبر على القضاء. قال: لعل هذا المجنون أغراك؟ ثم أعفاه ووجه اليه ابن المبارك بالبصرة. وقيل ان ابن المبارك انما كتب اليه هذه الأبيات لما ولي صدقات البصرة، وهو الصحيح. وقال علي بن خشرم: قلت لوكيع: رأيت ابن علية يشرب النبيذ حتى يحمل على الحمار يحتاج من يرده. فقال وكيع: إذا رأيت البصري يشرب النبيذ فاتهمه وإذا رأيت الكوفي يشرب فلا تتهمه. قلت: وكيف ذلك؟ قال: الكوفي يشربه تديناً والبصري يتركه تديناً.

وقال الفضل بن زياد: سألت احمد بن حنبل عن وهيب وابن علية، قال: وهيب أحب الي: ما زال ابن علية وضيعاً من الكلام الذي تكلم به الى أن مات. قلت: أليس قد رجع وتاب على رءوس الناس؟ قال: بلى - الى ان قال: وكان لا ينصف بحديث الشفاعات.


وذكره ابن حبان في الثقات »(١) .

٨ - السيوطي : « قال شعبة: ابن علية سيد المحدثين وريحانة الفقهاء، وقال احمد: اليه المنتهى في التثبت بالبصرة، وقال غنذر: ليس احد يقدم في الحديث عليه، وقال ابن معين: كان ثقة مأموناً صدوقاً ورعاً تقياً، وقال قتيبة: كانوا يقولون: الحفاظ أربعة، ابن علية وعبد الوارث ويزيد بن زريع ووهيب وقال ابو داود: ما احد من المحدثين الا قد اخطأ الا ابن علية وبشر ابن المفضل. مات ببغداد سنة ١٩٣، ومولده سنة ١١٥ »(٢) .

*(١٥)*

رواية محمد بن الفضيل الضبي الكوفي

ظهرت رواية محمد بن فضيل من عبارة ( صحيح مسلم ) و ( صحيح الترمذي ) السابقتين. وستأتي عند ذكر عبارة ( اسد الغابة ) لابن الأثير ان شاء الله.

ترجمته:

١ - ذكره ابن حبان في ( الثقات ) وأضاف: « وكان يغلو في التشيع ».

٢ - محمد بن طاهر المقدسي : « محمد بن فضيل بن غزوان ابو عبد الرحمن الضبي، مولاهم الكوفي، سمع اسماعيل بن ابى خالد، والأعمش، وأباه، وغير واحد عندهما، روى عنه محمد بن نمير، واسحق الحنظلي، وابن ابى شيبة، ومحمد بن سلام، وقتيبة، وعمران بن ميسرة، وعمرو ابن علي عند البخاري وعبد الله بن عامر، وابو كريب، ومحمد بن طريف،

____________________

(١). تهذيب التهذيب ١ / ٢٧٥.

(٢). طبقات الحفاظ: ١٣٣.


وواصل بن عبد الاعلى وزهير، وابو سعيد الأشج، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن يزيد ابو هشام الرفاعي، واحمد الوكيعي، وعبد العزيز بن عمر بن أبان عند مسلم، قال ابو عيسى: مات سنة ١٩٤، وقال ابن نمير مثله »(١) .

٣ - المزي : « قال يحيى: ثقة، وقال ابو زرعة: صدوق من اهل العلم، وقال ( د ): كان شيعياً محترقاً، وقال ابو حاتم: شيخ، وقال (س): ليس به بأس، وذكره ابن حبان في « كتاب الثقات » وقال: كان يغلو في التشيع »(٢) .

٤ - الذهبي : « قال احمد كان يتشيع وكان حسن الحديث. وقال عثمان الدارمي عن ابن معين: ثقة. وقال ابو زرعة: صدوق من اهل العلم.

وقال ابو داود: كان شيعياً محترقاً. وقال النسائي: ليس به بأس »(٣) .

٥ - الذهبي أيضاً: « وكان من علماء هذا الشأن وثقه يحيى بن معين. وقال احمد: حسن الحديث شيعي. قلت: كان متوالياً فقط، قرأ القرآن على حمزة وقد دخل على منصور ليسمع منه فوجده مريضاً. قال أبو داود: كان شيعياً محترقاً »(٤) .

٦ - الذهبي أيضاً كذلك(٥) .

٧ - ابن حجر العسقلاني : « صدوق عارف رمي بالتشيع »(٦) .

٨ - السيوطي : « محمد بن فضيل بن غزوان الضبي قال احمد: كان يتشيع وكان حسن الحديث »(٧) .

____________________

(١). أسماء رجال الصحيحين ١ / ٤٤٧.

(٢). تهذيب الكمال - مخطوط.

(٣). تهذيب التهذيب - مخطوط.

(٤). تذكرة الحفاظ ١ / ٣١٥.

(٥). الكاشف ٣ / ٨٩.

(٦). تقريب التهذيب ٢ / ٢٠١.

(٧). طبقات الحفاظ: ١٣٠.


*(١٦)*

رواية عبد الله بن نمير

ظهرت روايته لحديث الثقلين من عبارة ( مسند احمد ) السابقة حيث رواه عن عبد الملك بن ابى سليمان، كما سيأتي ذكر روايته لهذا الحديث من عبارة ( المسند ) الآتية و ( كتاب المناقب ) لأحمد.

ترجمته:

١ - محمد بن طاهر المقدسي : « عبد الله بن نمير ابو هشام الخارفي - من خارف همدان - سمع اسماعيل بن ابى خالد، وهشام بن عروة، وعبد الله ابن عمر، وغير واحد عندهما، روى عنه ابنه محمد عندهما، وابو قدامة السرخسي، وزكريا البلخي، وعلي بن مسلم، وإسحاق غير منسوب عند البخاري، واحمد بن حنبل، وابو كريب، وزهير، وغير واحد عند مسلم »(١) .

٢ - المزي : « قال عثمان الدارمي: قلت ليحيى: ابن إدريس أحب إليك في الأعمش او ابن نمير؟ قال: كلاهما ثقة. وقال ابو حاتم: كان مستقيم الأمر »(٢) .

٣ - الذهبي : « عبد الله بن نمير الحافظ الامام ابو هشام الهمداني، ثم الخارفي الكوفي والد الحافظ الكبير محمد. حدث عن هشام بن عروة، والأعمش واشعث بن سوار، واسماعيل بن ابى خالد، ويزيد بن ابى زياد، وعبيد الله بن عمر، وعدة. وعنه احمد وابن معين وابن المديني وإسحاق الكوسج، واحمد ابن الفرات، والحسن بن علي بن عفان، وخلق. وثقه يحيى ابن معين وغيره، وكان من كبار اصحاب الحديث، توفي في سنة ١٩٩ وله اربع وثمانون سنة »(٣) .

____________________

(١). أسماء رجال الصحيحين ١ / ٢٦٠.

(٢). تهذيب الكمال - مخطوط.

(٣). تذكرة الحفاظ ١ / ٣٢٧.


٤ - الذهبي في ( الكاشف ) كذلك(١) .

٥ - الذهبي : في ( العبر ) كذلك(٢) .

٦ - ابن حجر العسقلاني: « قال ابو نعيم: سئل سفيان عن ابى خالد الأحمر، فقال: نعم الرجل عبد الله بن نمير، وقال عثمان الدارمي: قلت ليحيى بن معين: ابن إدريس أحب إليك في الأعمش او ابن نمير؟ فقال: كلاهما ثقة، وقال ابو حاتم: كان مستقيم الأمر قلت: وذكره ابن حبان في الثقات، وقال العجلي: ثقة، صالح الحديث، صاحب سنة. وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث صدوقاً »(٣) .

٧ - ابن حجر أيضاً: « ثقة صاحب حديث من اهل السنة من كبار التاسعة »(٤) .

٨ - السيوطي : « عبد الله بن نمير الهمداني الخارفي ابو هشام الكوفي، روى عن الأعمش، وهشام بن عروة، ويحيى الانصاري، وخلق. وعنه ابنه محمد، واحمد بن حنبل، وابن معين، وابن المديني، وابو كريب، وخلق »(٥) .

*(١٧)*

رواية ابى احمد الزبيري الحبال

أورد روايته لحديث الثقلين أحمد بالنحو الآتي « حدثنا أحمد الزبيري، ثنا شريك، عن الركين، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت. قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم خليفتين كتاب الله وعترتي اهل بيتي، وانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض جميعاً »(٦) .

____________________

(١). الكاشف ٢ / ١٢٧.

(٢). العبر ١ / ٣٣٠.

(٣). تهذيب التهذيب ٦ / ٥٦.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ٤٥٧.

(٥). طبقات الحفاظ: ١٣٧.

(٦). مسند أحمد ٥ / ١٨٩.


ترجمته:

١ - محمد بن طاهر المقدسي: « محمد بن عبد الله بن الزبير ابو احمد الأسدي مولاهم الكوفي، ويقال: الزبيري ينسب الى جد هذا، سمع الثوري وإسرائيل عندهما، ومسعراً وعمرو بن سعيد وعيسى بن طهمان عند البخاري وشيبان بن عبد الرحمن وقيس بن سليم وحمزة [ بن ] الزيات وسعيد ابن حسان وعمار بن رزين [ رزيق ] ومالك بن مغول ومحمد بن [ عبد العزيز و ] والوليد بن جميع عند مسلم.

روى عنه ابو بكر بن ابى شيبة ونصر بن علي عندهما، و [ ابو ] عبد الله المسندي ومحمود بن غيلان ومحمد بن عبد الرحيم وابو موسى ويوسف القطان عند البخاري، ومحمد بن رافع وحجاج بن الشاعر، وزهير وعمر والناقد وعبيد الله القواريري ومحمد بن عمرو بن جبلة عند مسلم »(١) .

٢ - المزي : « قال ابن نمير: صادق وهو في الطبقة الثالثة من اصحاب الثوري، وما علمت منه إلا خيراً، مشهور بالطلب، ثقة، صحيح الكتاب. وقال نصر بن علي: سمعت الزبيري يقول: لا أبالي ان يسرق منى كتاب سفيان، اني احفظه كله. وقال احمد: كان كثيرا لخطأ في حديث سفيان. وقال يحيى: ثقة. وقال العجلى: كوفي ثقة وكان يتشيع، وقال ابو حاتم: حافظ للحديث عابد مجتهد، له أوهام. وقال ابو زرعة وابن خراش: صدوق: وقال (س): ليس به بأس »(٢) .

٣ - الذهبي : « أبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير الحافظ الثبت الأسدي الزبيري قال بندار: ما رأيت رجلا قط احفظ من ابى احمد وقال العجلى: ثقة يتشيع، وقال ابو حاتم: حافظ عابد مجتهد له أوهام، وقيل: كان يصوم الدهر »(٣) .

____________________

(١). أسماء رجال الصحيحين ١ / ٤٤١.

(٢). تهذيب الكمال - مخطوط.

(٣). تذكرة الحفاظ ١ / ٣٥٧.


٤ - الذهبي أيضاً: « قال أبو أحمد الزبيري: لا أبالي ان يسرق منى كتاب سفيان، اني احفظه كله، وقال احمد بن خيثمة عن ابن معين: ثقة، وقال العجلى: الكوفي ثقة يتشيع، وقال بندار: ما رأيت رجلا قط احفظ من ابى احمد الزبيري، وقال ابو حاتم: حافظ للحديث عاقل مجتهد، له أوهام، وقال النسائي وغيره: ليس به بأس، وقال ابن ابى خيثمة عن محمد بن زيد: كان محمد بن عبد الله الأسدي يصوم الدهر وكان إذا تسحر برغيف لم يصدع، وإذا تسحر بنصف رغيف صدع من نصف النهار الى آخره وان لم يتسحر صدع يومه اجمع. قال احمد بن حنبل: مات بالأهواز سنة ٢٠٣ »(١) .

٥ - الذهبي أيضاً في ( الكاشف ) و ( العبر ) كذلك(٢) .

٦ - اليافعي كذلك(٣) .

٧ - ابن حجر العسقلاني: « ثقة ثبت الا انه قد يخطئ في حديث الثوري »(٤) .

٨ - السيوطي كذلك(٥) .

*(١٨)*

رواية ابى عامر العقدى

وسيأتي من عبارة ( المناقب ) لابن المغازلي ما يظهر روايته لحديث للثقلين.

____________________

(١). تهذيب التهذيب - مخطوط.

(٢). الكاشف ٢ / ٦٠، العبر ١ / ٣٤١.

(٣). مرآة الجنان ٢ / ٨.

(٤). تقريب التهذيب ٢ / ١٧٦.

(٥). طبقات الحفاظ: ١٥٢.


ترجمته:

١ - محمد بن طاهر المقدسي: « عبد الملك بن عمرو بن قيس ابو عامر العقدي القيسي البصري، نسب الى العقد وهو مولى الحارث بن عباد من بنى قيس بن ثعلبة. سمع سليمان بن بلال وقرة بن خالد وشعبة وغير واحد عندهما.

روى عنه ابو قدامة عبيد الله بن سعيد ومحمد بن المثنى عندهما. وعبد الله المسندي وإسحاق الحنظلي وبندار عند البخاري. وعبد بن حميد وابو أيوب سليمان الغيلانى وعتبة بن مكرم واحمد بن خراش ومحمد بن عمرو ابن جبلة وحسن الحلوائي وابو بكر بن نافع وابو معن عند مسلم. قال محمد بن سعد: مات سنة ٢٠٤ »(١) .

٢ - السمعاني : « والمشهور بهذا الانتساب ابو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، يروي عن شعبة وابن المبارك »(٢) .

٣ - عبد الغنى المقدسي : « سئل عنه أبو حاتم، فقال: صدوق، وقال ابو زكريا الأعرج: كان إسحاق بن راهويه إذا حدث عنه قال: ثنا ابو عامر الثقة الامين، وقال سليمان بن داود القزاز: قلت لأحمد بن حنبل: أريد البصرة عمن اكتب؟ قال: عن ابى عامر العقدي ووهب بن جرير. قال ابو داود: مات سنة ٢٠٥ وقيل ٢٠٤ روى له الجماعة »(٣) .

٤ - المزي : « قال يحيى: ثقة، وقال ابو حاتم: صدوق، وقال (س): ثقة مأمون. قال السراج: والعقد قوم من قيس وهم صنف من أزد، وكان لا يخضب »(٤) .

٥ - الذهبي : « والعقدي الحافظ الامام الثقة ابو عامر عبد الملك بن

____________________

(١). أسماء رجال الصحيحين ١ / ٣١٤.

(٢). الأنساب - العقدى.

(٣). الكمال - مخطوط.

(٤). تهذيب الكمال - مخطوط.


عمرو القيسي قال النسائي: ثقة مأمون، وقال غيره: كان احد حفاظ البصرة »(١) .

٦ - العسقلاني : « قال سليمان بن داود القزاز: قلت لأحمد: أريد البصرة عمن اكتب؟ قال: عن ابى عامر العقدى ووهيب بن جرير. وقال عثمان الدارمي عن ابن معين: صدوق. وقال ابو حاتم: صدوق. وقال النسائي: ثقة مأمون. وقال ابن مهدي: كتبت حديث ابن أبى ذؤيب عن أوثق شيخ ابى عامر العقدى. ورواه ابو العباس السراج عن محمد بن يونس، عن سليمان بن الفرج عن ابى مهدي وقال ابن سعد: كان ثقة. وذكره ابن حبان في « الثقات ». وقال ابن شاهين في « الثقات »: قال عثمان الدارمي: ابو عامر ثقة عاقل »(٢) .

٧ - ابن حجر أيضاً: « ثقة من التاسعة »(٣) .

٨ - السيوطي بنحو ما مر(٤) .

*(١٩)*

رواية الأسود بن عامر الشامي

تقدمت روايته لحديث الثقلين من عبارة ( مسند احمد ).

ترجمته:

١ - ابن حبان: « الأسود بن عامر ابو عبد الرحمن، ولقبه شاذان، أصله من الشام، سكن بغداد، يروي عن حماد بن زيد وشريك، روى عنه ابن أبى شيبة وأهل العراق، مات ببغداد اول سنة ٢٠٨ »(٥) .

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ١ / ٣٤٧.

(٢). تهذيب التهذيب ٦ / ٤٠٩.

(٣). تقريب التهذيب ١ / ٥٢١.

(٤). طبقات الحفاظ: ١١٤.

(٥). الثقات ٨ / ١٣٠.


٢ - محمد بن طاهر المقدسي بنحو ما مر(١) .

٣ - المزي : « قال احمد وابن المديني: ثقة، وقال يحيى: لا بأس به، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: صدوق صالح. وقال بن سعيد: صالح الحديث »(٢) .

٤ - الذهبي : « الحافظ شاذان احد الإثبات، حدث عن هشام بن حسان وطلحة بن عمرو وشعبة والثوري وجرير بن حازم وطبقتهم، وعنه أحمد وعلي وابو ثور واحمد بن الخليل البرجلانى والحارث بن ابى أسامة وابو محمد الدارمي وخلق. وثقه علي وغيره وقد روى عنه بقية بن الوليد مع تقدمه »(٣) .

٥ - الذهبي أيضاً في [ الكاشف ] بنحو ما مر، وفي [ العبر ] كذلك(٤) .

٦ - العسقلاني : « روى عنه بقية وهو أكبر منه. قال ابن معين: لا بأس به. وقال ابن المديني: ثقة، وقال ابو حاتم: صدوق صالح، وقال ابن سعد: صالح الحديث، مات سنة ٢٠٨. قلت: وذكره ابن حبان في الثقات »(٥) .

٧ - ابن حجر أيضاً « ثقة من التاسعة »(٦) .

٨ - السيوطي : « كان ثقة صالحاً صدوقاً »(٧) .

____________________

(١). أسماء رجال الصحيحين ١ / ٣٧.

(٢). تهذيب الكمال - مخطوط.

(٣). تذكرة الحفاظ ١ / ٣٦٠.

(٤). الكاشف ١ / ١٣١، العبر ١ / ٣٥٤.

(٥). تهذيب التهذيب ١ / ٣٤٠.

(٦). تقريب التهذيب ١ / ٧٦.

(٧). طبقات الحفاظ: ١٥٥.


*(٢٠)*

رواية يحيى بن حماد الشيباني

وستأتى روايته لحديث الثقلين من كتاب ( الخصائص ) للنسائي و ( المستدرك على الصحيحين ) للحاكم، وكتاب ( المناقب ) للخوارزمي

فانتظر.

ترجمته:

١ - محمد بن طاهر المقدسي: « يحيى بن حماد الشيباني مولاهم البصري يكنى ابا بكر، سمع ابا عوانة عندهما، وشعبة وعبد العزيز بن المختار عند مسلم، روى عنه البخاري في ذكر الخواص [ الحوض ] وغير موضع وروى عن الحسن بن مدرك عنه في الحيض والرقاق. وروى مسلم عن ابي موسى وبندار وابراهيم بن دينار وإسحاق الحنظلي، وإسحاق بن منصور في مواضع قال البخاري: حدثني الحسن بن مدرك، قال: مات سنة ٢١٥ »(١) .

٢ - المزي : « قال محمد بن سعد: ثقة كثير الحديث، وقال ابو حاتم: ثقة. وذكره ابن حبان في كتاب ( الثقات ) وقال محمد بن النعمان بن عبد السلام: لم أر أعبد من يحيى بن حماد وأظنه لم يضحك »(٢) .

٣ - الذهبي : « خ. م. خد. ت. س. ق وثقه ابو حاتم وغيره. قال محمد بن النعمان بن عبد السلام: لم ار أعبد من يحيى بن حماد، وأظنه لم يضحك. قيل توفي سنة ٢١٥ »(٣) .

٤ - الذهبي أيضاً « ثقة متأله »(٤) .

____________________

(١). أسماء رجال الصحيحين ٢ / ٥٥٩.

(٢). تهذيب الكمال - مخطوط.

(٣). تهذيب التهذيب - مخطوط.

(٤). الكاشف ٣ / ٢٥٣.


٥ - الذهبي بنحو ما مر(١) .

٦ - اليافعي كذلك(٢) .

٧ - ابن حجر : « ثقة عابد من صغار التاسعة »(٣) .

*(٢١)*

رواية محمد بن حبيب البغدادي

روى حديث الثقلين في كتاب « المنمق قائلا: « وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تركت فيكم كتاب الله وعترتي، لن تضلوا ما تمسكتم بهما »(٤) .

ترجمته:

ترجم لهالسيوطي بقوله: « محمد بن حبيب ابو جعفر. قال ياقوت: من علماء بغداد، عارف باللغة والشعر والاخبار والأنساب، ثقة، مؤدب ( الى ان قال السيوطي ): وقال ثعلب حضرت مجلسه فلم يمل، وكان حافظاً صدوقاً وكان يعقوب أعلم منه، وكان هو أحفظ للانساب والاخبار، وله من التصانيف: ( النسب ) ( الأنساب على افعل ) اخبار قريش ويسمى ( المنمق ) ( غريب الحديث ) ( الأنواء ) ( المشجر ) ( الموشى ) ( المختلف والمؤتلف في اسماء القبائل ) ( طبقات الشعراء ) ( نقائض جرير والفرزدق ) ( تاريخ الخلفاء ) ( كنى الشعراء ) ( مقاتل الفرسان ) ( النساب الشعراء ) ( الخليل ) ( النبات ) ( من استجيب دعوته ) ( القاب القبائل كلها ) ( شعر لبيد ) ( شعر ابن الصمة ) ( شعر الاقيسر ) وغير ذلك. مات بسامراء في ذى الحجة سنة ٢١٥ »(٥) .

____________________

(١). العبر ١ / ٣٦٨.

(٢). مرآة الجنان ٢ / ٦٣.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ٣٤٦.

(٤). المنمق: ٩.

(٥). بغية الوعاة: ٢٩، ٣٠.


هذا، وان علماء السنة يعتمدون على مؤلفات محمد بن حبيب - هذا - في كتبهم كثيراً، نذكر منهم على سبيل التمثيل، الخوارزمي حيث يقول: « الصفات: عن ابى إسحاق قال: لقد رأيت علياً عليه‌السلام ابيض الرأس واللحية ضخم البطن ربعة من الرجال.

وذكر ابن مندة انه كان شديد الادمة ثقيل العينين عظيمهما، ذا بطن، أجلح أصلع، وهو الى القصر أقرب، أبيض الرأس واللحية.

وزاد محمد بن حبيب البغدادي صاحب المحبر الكبير في صفاته: آدم اللون حسن الوجه، ضخم الكراديس والباقي سواء »(١) .

والسيوطي حيث يقول « وقد اخرج ابن حبيب في تاريخه عن ابن عباس رضى الله عنهما. قال: كان عدنان ومعد وربيعة ومضر وخزيمة واسد على دين ابراهيم عليه‌السلام فلا تذكروهم الا بخير »(٢) .

*(٢٢)*

رواية محمد بن سعد الزهري

روى حديث الثقلين في ( طبقاته ) حيث قال:

« أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني أخبرنا محمّد بن طلحة عن الأعمش عن عطيّة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما »(٣) .

وأورد السيوطي حديث الثقلين عن طريقه، فقال: « وأخرج ابن سعد

____________________

(١). المناقب: ١٣.

(٢). مسالك الحنفاء: ٣٣.

(٣). الطبقات الكبرى ١ / ١٩٤.


واحمد والطبرانيّ عن ابى سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ايها الناس، اني تارك فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي، أمرين أحدهما اكبر من الآخر: كتاب الله حبل الله ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي اهل بيتي، وانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض »(١) .

ترجمته:

١ - السمعاني : « وكان من اهل الفضل والعلم وصنف كتاباً كبيراً في طبقات الصحابة والتابعين والصالحين الى وقته فأجاد فيه واحسن.

روى عنه الحارث بن ابى أسامة والحسين بن فهم وابو بكر بن ابى الدنيا، وحكى عن يحيى بن معين انه رماه بالكذب، ونقل الناقل غلط او وهم، لأنه من اهل العدالة وحديثه يدل على صدقه فانه يتحرى في كثير من الروايات. وقال ابن ابى حاتم الرازي: سألت أبي عن محمد بن سعد، فقال: لصدق روايته جاء الى القواريري، وسأله عن أحاديث فحدثه. وحكى ابراهيم الحربي قال: [ كان ] احمد بن حنبل يوجه في كل جمعة بحنبل ابن إسحاق الى ابن سعد يأخذ منه جزءين من حديث الواقدي ينظر فيهما الى الجمعة الأخرى ثم يردها ويأخذ غيرها. قال ابراهيم: ولو ذهب وسمعها كان خيراً له »(٢) .

٢ - ابن خلكان : « أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الزهري كاتب الواقدي، كان احد الفضلاء النبلاء الاجلاء، صحب الواقدي المذكور قبله زماناً وكان صدوقاً وثقة، ويقال اجتمعت كتب الواقدي عند أربعة انفس: أولهم كاتبه محمد بن سعد المذكور، وكان كثير العلم، غزير الحديث والرواية كثير الكتب، كتب الحديث والفقه وغيرهما. وقال الحافظ ابو بكر الخطيب صاحب تاريخ بغداد في حقه: محمد بن سعد عندنا من اهل

____________________

(١). الدر المنثور ٢ / ٦٠.

(٢). الأنساب - الكاتب.


العدالة، وحديثه يدل على صدقه »(١) .

٣ - الذهبي : « حدث عنه ابن ابى الدنيا، واحمد بن يحيى البلاذري، والحارث بن ابى أسامة، والحسين بن فهم، وآخرون. قال ابن فهم: كان كثير العلم كثير الكتب، كتب الحديث والفقه والغريب »(٢) .

٤ - الذهبي أيضاً: « الامام الحبر أبو عبد الله محمد بن سعد الحافظ كاتب الواقدي وصاحب « الطبقات » و « التاريخ » ببغداد في جمادى الآخرة وله اثنتان وسبعون سنة. روى عن سفيان بن عيينة وهشيم وخلق كثير. قال ابو حاتم: صدوق »(٣) .

٥ - الذهبي أيضاً بنحو ما مر(٤) .

٦ - ابن حجر العسقلاني: « صدوق فاضل من العاشرة »(٥) .

٧ - السيوطي : « محمد بن سعد بن منيع البصري الحافظ، كاتب الواقدي قال الخطيب: كان من اهل العلم والفضل وصنف كتاباً كبيراً في طبقات الصحابة والتابعين ومن بعدهم الى وقته فأجاد وأحسن »(٦) .

٨ - القنوجى : بنحو ما مر(٧) .

*(٢٣)*

رواية خلف بن سالم المهلبي

ذكر روايته لحديث الثقلين كل من الحاكم في ( المستدرك على

____________________

(١). وفيات الأعيان ٣ / ٤٧٣.

(٢). تذكرة الحفاظ ٢ / ٤٢٥.

(٣). العبر ١ / ٤٠٧.

(٤). الكاشف ٣ / ٤٦.

(٥). تقريب التهذيب ٢ / ١٦٣.

(٦). طبقات الحافظ: ١٨٣.

(٧). التاج المكلل: ١٢٣.


الصحيحين ) والخوارزمي في ( المناقب ) على ما سيأتي ان شاء الله.

ترجمته:

١ - ابن حبان: « خلف بن سالم [ المخرمى ] كنيته ابو محمد، يروي عن يحيى القطان وابن مهدى. ثنا عنه أحمد بن الحسين بن عبد الجبار [ الضبيعي ] الصوفي. مات في آخر رمضان سنة ٢٣١ وكان من الحفاظ المتقنين »(١) .

٢ - السمعاني بنحو ما مر(٢) .

٣ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ): « خلف بن سالم الحافظ أبو محمد السندي مولى المهلب من اعيان الحفاظ ببغداد. يروي عن هشيم وابى بكر بن عياش وعبد الرزاق والطبقة. وعنه احمد بن خيثمة والحسن بن علي المعمري وابو القاسم البغوي وآخرون، وأخرج النسائي عن رجل عنه، مات سنة ٢٣١. وكان يتتبع الغرائب، قال المروزي: سألت أبا عبد الله عنه، فقال: ما أعرفه بكذب، نقموا عليه تتبعه هذه الأحاديث. وقال يحيى بن معين: صدوق. وقال يعقوب بن شيبة: كان ثقه ثبتاً أثبت من مسدد والحميري ».

٤ - الذهبي أيضاً في ( الكاشف ) بنحو ما تقدم(٣) .

٥ - ابن حجر العسقلاني « قال الآجري عن ابى داود: سمعت من خلف بن سالم خمسة أحاديث سمعها من أحمد. قال: وكان ابو داود لا يحدث عن خلف. وقال علي بن سهل بن المغيرة عن احمد: لا يشك في صدقه. قال المروزي عن احمد: نقموا عليه تتبعه هذه الأحاديث. قلت: هو صدوق؟ قال: ما أعرفه بكذب مع انه قد دخل مع الانصاري في شيء.

____________________

(١). الثقات ٨ / ٢٢٨.

(٢). الأنساب - المخرمى.

(٣). الكاشف ١ / ٢٨٢.


وقال عبد الخالق بن منصور عن يحيى بن معين: صدوق. قلت: انه كان يحدث بمساوئ الصحابة. قال: قد كان يجمعها واما ان يحدث بها فلا. وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ليس بالمسكين بأس لولا أنه سفيه. وقال يعقوب بن شيبة: كان ثقة ثبتاً، وذكره في موضع آخر في حديث خالفه فيه الحميدي ومسدد، فقال يعقوب: وكان خلف اثبت منهما. وقال النسائي: ثقة ذكره ابن حبان في « الثقات » وقال كان من الحذاق المتقنين. وقال حمزة الكناني: خلف بن سالم ثقة مأمون من نبلاء المحدثين »(١) .

٦ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ) بنحو ما تقدم(٢) .

*(٢٤)*

رواية ابى خيثمة النسائي

أورد مسلم رواية زهير بن حرب أبي خيثمة لحديث الثقلين على النحو التالي: « حدثني زهير بن حرب، وشجاع بن مخلد جميعاً عن ابن علية. قال زهير: حدثنا اسماعيل بن ابراهيم، حدثني ابو حيان [ حدثني يزيد بن حيان ] قال: انطلقت انا وحصين بن سبرة وعمرو بن مسلم الى زيد بن أرقم فلما جلسنا اليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً، رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً. حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال: يا ابن أخي، والله لقد كبرت سنى وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت اعي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فما حدثتكم فاقبلوه [ فاقبلوا ]، وما لا فلا تكلفونيه. ثم قال:

قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة

____________________

(١). تهذيب التهذيب ٣ / ١٥٢.

(٢). طبقات الحفاظ: ٢٠٧.


والمدينة، فحمد الله واثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: اما بعد، ألا ايها الناس، فإنما انا بشر يوشك ان يأتى رسول ربى فأجيب، وانا تارك فيكم الثقلين [ ثقلين ] اولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: واهل بيتي، أذكركم الله في اهل بيتي، أذكركم الله في اهل بيتي، أذكركم الله في اهل بيتي. فقال له حصين: ومن اهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من اهل بيته؟ قال: نساؤه من اهل بيته ولكن اهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم »(١) .

ترجمته:

١ - محمد بن طاهر المقدسي: « زهير بن حرب [ بن شداد الشامي ] النسائي، يكنى أبا خيثمة سكن بغداد، سمع جرير بن عبد الحميد، ويعقوب ابن ابراهيم بن سعد، ومحمد بن فضيل، وهب بن جرير عندهما، و وكيعاً، وابن عيينة، وابن علية، ويزيد بن هارون، وعمرو بن يونس، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الصمد بن هاشم بن القاسم، وابا الوليد الطيالسي، وعفان [ بن الأزرق ] وإسحاق الأزرق، وحجين بن المثنى، وعبد الله بن نمير، وروح ابن عبادة، وابا معاوية، ومعاذ بن هشام، وابا عامر العقدى، وعبيد [ عبد ] الله المقري، وابن مهدي، وابا عاصم، وشبابة، ومروان، وابا احمد الزبيري، وحسين بن محمد، وعبد الله بن إدريس، ومحمد بن عبيد، وعلي بن حفص، وحجاج بن محمد، وعبدة بن سليمان، والحسن بن موسى، والوليد ابن مسلم وعثمان بن عمرو، وهشيماً، وإسحاق بن عيسى، واسماعيل بن ابى اويس، ومحمد بن حميد المعمري، ومعن بن عيسى، وزيد بن الحباب،

____________________

(١). صحيح مسلم ٢ / ٢٣٧ - ٢٣٨.


وحميد بن عبد الرحمن الرواسي، وحباب بن هلال، وعمرو بن عاصم، ويونس بن محمد، واحمد بن إسحاق الحضرمي، وابا نعيم الفضل، وبشر بن السرى، ومعلى بن منصور [ والقاسم ] بن مالك عند مسلم.

مات أبو خيثمة في ربيع الآخر سنة ٢٣٤ وهو ابن أربع وسبعين سنة، وكان متقناً ضابطاً، روى عنه البخاري ومسلم »(١) .

٢ - السمعاني : « كان ثقة ثبتاً حافظاً متقناً مكثراً من الحديث. قال الفريابي: سألت محمد بن عبد الله بن نمير: أيما أحب إليك ابو خيثمة او ابو بكر بن أبي شيبة؟ فقال: ابو خيثمة، وجعل يطري ابا خيثمة ويضع من ابى بكر »(٢) .

٣ - المزي : « قال ابو حاتم: صدوق. وقال يحيى: ثقة. وقال (س): ثقة مأمون. وقال الحسين بن فهم: ثقة ثبت. وقال ابو بكر الخطيب: كان ثقة ثبتاً حافظاً متقناً »(٣) .

٤ - الذهبي : « وثقه ابن معين وغيره، وقال يعقوب بن شيبة: هو اثبت من ابى بكر بن ابى شيبة. وقال النسائي: ثقة مأمون »(٤) .

٥ - وكذا في ( الكاشف )(٥) .

٦ - الذهبي أيضاً في ( العبر ) بنحو ما تقدم(٦) .

٧ - ابن حجر العسقلاني: « زهير بن حرب بن شداد الحرشي، ابو خيثمة النسائي، نزيل بغداد، مولى بنى الحريش بن كعب، وكان اسم جده اشتال فعرب شداداً، وروى عن عبد الله بن إدريس وابن عيينة

____________________

(١). أسماء رجال الصحيحين ١ / ١٥٣ - ١٥٤.

(٢). الأنساب - النسائي.

(٣). تهذيب الكمال - مخطوط.

(٤). تذكرة الحفاظ ٢ / ٤٣٧.

(٥). الكاشف ١ / ٣٢٦.

(٦). العبر ١ / ٤١٦.


وحفص بن غياث وحميد ابن عبد الرحمن الرواسي وجرير بن عبد الحميد وابن علية وعبد الله بن نمير وعبد الرزاق وعبدة بن سليمان وعمرو بن يونس اليمامي ومروان بن معاوية ومعاذ بن هشام وهشيم القطان وابى النصر وخلق.

وعنه: البخاري، ومسلم، وابو داود، وابن ماجة، وروى له: النسائي بواسطة احمد بن علي بن سعيد المروزي، وابنه ابو بكر بن ابى خيثمة، وابو زرعة، وابو حاتم، وبقي بن مخلد، وابراهيم الحربي، وموسى بن هارون، وابن ابى الدنيا ويعقوب بن شيبة، وابو يعلى الموصلي، وجماعة. قال معاوية عن ابن معين: ثقة، وقال علي بن جنيد عن ابن معين: يكفى قبيلة، وقال ابو حاتم: صدوق، وقال يعقوب بن شيبة: زهير اثبت من عبد الله بن ابى شيبة، وكان في عبد الله تهاون بالحديث، لم يكن يفصل هذه الأشياء - يعنى الألفاظ - وقال جعفر الفريابي: قلت لابن نمير: أيهما أحب إليك؟ فقال: ابو خيثمة حجة، وجعل يطري ويضع من ابى بكر، وقال الآجري: قلت لأبي داود: كان ابو خيثمة حجة في الرجال؟ قال: ما كان حسن علمه. وقال النسائي: ثقة مأمون، وقال الحسين بن فهم: ثقة ثبت. وقال ابو بكر الخطيب: كان ثقة ثبتا حافظا متقنا، قال محمد بن عبد الله الحضرمي وغيره: مات سنة ٢٣٤. وقال ابو بكر: ولد ابى سنة ١٦٥، ومات ليلة الخميس لسبع خلون من شعبان وهو ابن اربع وثمانين سنة.

قلت: وحكى الخطيب عن ابى غالب علي بن احمد الناظر: انه توفي سنة اثنتين وثلاثين. قال الخطيب: هذا وهم والصواب سنة: اربع. وقال ابو القاسم البغوي: كتب عنه، وقال ابن قانع: كان ثقة ثبتا. وقال صاحب الزهرة: روى عنه مسلم ألف حديث ومائتي حديث وإحدى وثمانين حديثا. وقال ابن ابى حاتم في الجرح والتعديل: سئل عنه ابى، فقال: ثقة صدوق. وقال ابن وضاح: ثقة عن ثقات، لقيته ببغداد. وقال ابن حبان: [ في الثقات ] كان متقنا ضابطا من اقران يحيى بن معين »(١) .

____________________

(١). تهذيب التهذيب ٣ / ٣٤٢.


٨ - ابن حجر في ( تقريب التهذيب ) مثله(١) .

٩ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ) بمثل ما تقدم(٢) .

*(٢٥)*

رواية شجاع بن مخلد الفلاس ابو الفضل البغوي

روى مسلم حديث الثقلين عن أبي خيثمة عنه، فهذا الرجل - شجاع ابن مخلد - من رواة حديث الثقلين. وقد تقدم نص الحديث عند مسلم.

ترجمته:

١ - محمد بن طاهر المقدسي: « شجاع بن مخلد البغوي، سكن بغداد يكنى ابا الفضل سمع يحيى بن زكريا، واسماعيل بن علية وحسينا الجعفي، مات سنة خمس وثلاثين ومائتين. روى عنه مسلم »(٣) .

٢ - عبد الغنى بن عبد الواحد المقدسي : « قال عبد الله بن احمد ابن حنبل ( عن أبيه ظ ) سألت عنه يحيى بن معين، قال: أعرفه ليس به بأس، نعم الشيء، او: نعم الرجل، ثقة. وقال صالح بن محمد: هو صدوق، وقال الحسين بن فهم: هو من أبناء اهل خراسان من الغز ( الغور، ظ ) وهو ثبت ثقة. توفى ببغداد لعشر خلون من صفر سنة خمس وثلاثين ومائتين وحضره بشر كثير ودفن في مقبرة باب التين.

وأخبرنا زيد بن الحسن، أنبا عبد الرحمن بن محمد ابو منصور، أنبا احمد ابن علي، أنبا احمد بن ابى جعفر، ثنا محمد بن العباس الحرار، أنبا ابو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب، قال: سمعت ابراهيم الحربي يقول: حدثني شجاع بن مخلد - ولم نكتب هاهنا عن احد خير منه - قال لقيني بشر بن

____________________

(١). تقريب التهذيب ١ / ٢٦٤.

(٢). طبقات الحفاظ: ١٩١.

(٣). أسماء رجال الصحيحين ١ / ٢١٣.


الحرث وانا أريد مجلس منصور بن عمار فقال: وأنت ايضا يا شجاع، ارجع ارجع، فرجعت »(١) .

٣ - المزي وأضاف: « وذكره ابن حبان في الثقات »(٢) .

٤ - الذهبي : « حجة خير، مات ٢٣٥ »(٣) .

٥ - ابن حجر العسقلاني: « وذكره ابن حبان في الثقات، وقال هارون الجمال ولد سنة ١٥٥، وقال الحسين بن فهم: ثقة ثبت توفى ببغداد في صفر سنة ٢٣٥، وفيها أرخه مطين قلت: وابن قانع وقال: ثقة ثبت، وقال ابو زرعة: ثقة، وقال احمد: كان ثقة وكان كتابه صحيحا حكاه اللالكائي، وقال الخطيب: له تفسير »(٤) .

*(٢٦)*

رواية ابى بكر عبد الله بن محمد المعروف بابن ابى شيبة

قال الميرزا محمد البدخشانى ما نصه: « وأخرجه ابن ابى شيبة، والخطيب في المتفق والمفترق عنه - اي عن جابر - بلفظ: اني تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي ان اعتصمتم به: كتاب الله وعترتي أهل بيتي »(٥) .

وقد روى ابن ابى شيبة حديث الثقلين عن زيد بن أرقم ايضا كما علمت سابقا من رواية مسلم وسيأتي ايضا ان شاء الله.

ورواه بسنده عن أبي سعيد الخدري(٦) .

____________________

(١). الكمال - مخطوط.

(٢). تهذيب الكمال - مخطوط.

(٣). الكاشف ٢ / ٥.

(٤). تهذيب التهذيب ٤ / ٣١٢.

(٥). مفتاح النجا - مخطوط.

(٦). المصنف ١٠ / ٥٠٦.


ترجمته:

١ - المقدسي : « عبد الله بن محمد بن ابى شيبة واسمه ابراهيم بن عثمان العبسي الكوفي ابو بكر، أخو عثمان والقاسم سمع ابا أسامة وسفيان ابن عيينة وجعفر بن عون وجماعة عندهما. روى عنه البخاري ومسلم. قال البخاري: مات يوم الخميس لثمان خلون من المحرم سنة خمس وثلاثين ومائتين »(١) .

٢ - الذهبي : « الامام العلم سيد الحفاظ، وصاحب الكتب الكبار « المسند » و « المصنف » و « التفسير » ابو بكر العبسي مولاهم الكوفي، أخو الحافظ عثمان ابن ابى شيبة، والقاسم بن ابى شيبة الضعيف. فالحافظ ابراهيم بن ابى بكر هو ولده، والحافظ ابو جعفر بن عثمان هو ابن أخيه. فهم بيت علم، وأبو بكر أجلهم، وهو من أقران أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه وعلى بن المديني في السن والمولد والحفظ، ويحيى بن معين أسن منهم بسنوات

وكان بحرا من بحور العلم، وبه يضرب المثل في قوة الحفظ، حدث عنه الشيخان وابو داود وابن ماجة. وروى النسائي عن أصحابه، ولا شيء له في جامع ابى عيسى، وروى عنه ايضا: محمد بن سعد الكاتب ومحمد بن يحيى واحمد بن حنبل، وابو زرعة وابو بكر بن ابى عاصم وبقي بن مخلد ومحمد بن وضاح محدثا الأندلس، والحسن بن سفيان وأبو يعلى الموصلي وأمم سواهم.

قال يحيى بن عبد الحميد الحماني: اولاد ابن ابى شيبة من اهل العلم، كانوا يزاحموننا عند كل محدث. وقال احمد بن حنبل: ابو بكر صدوق وهو

____________________

(١). أسماء رجال الصحيحين ١ / ٢٥٩.


أحب الي من أخيه عثمان. وقال احمد بن عبد الله العجلى: كان ابو بكر ثقة حافظا للحديث، وقال عمرو بن على الفلاس: ما رأيت أحدا احفظ من ابى بكر ابن ابى شيبة، قدم علينا مع علي بن المديني، فسرد الشيباني اربع مائة حديث حفظا وقام. وقال الامام ابو عبد الله: انتهى الحديث الى أربعة وابو بكر بن ابى شيبة أسدهم [ أسردهم ] له، واحمد بن حنبل أفقههم فيه، ويحيى بن معين اجمعهم له، وعلى بن المديني أعلمهم به. قال محمد بن عمرو ابن العلاء الجرجاني: سمعت ابا بكر بن ابى شيبة وأنا معه في جبانة كندة، فقلت له: يا ابا بكر سمعت من شريك وأنت ابن كم؟ قال: وانا ابن اربع عشرة سنة، وانا يومئذ احفظ للحديث مني اليوم. قلت: صدقت والله واين حفظ المراهق من حفظ من هو في عشر الثمانين. قال الجرجاني: فسألت يحيى ابن معين عن سماع ابى بكر ابن ابى شيبة من شريك، فقال: ابو بكر عندنا صدوق وما يحمله على ان يقول وجدت في كتاب ابى بخطه. وقال: وحدث عن روح بن عبادة بحديث الدجال وكنا نظنه سمعه من أبي هشام الرفاعي. قال عبدان الأهوازي: كان ابو بكر يقعد الى الاسطوانة واخوه ومشكدانة وعبد الله بن البراد وغيرهم [ كلّهم ] سكوت الا ابو بكر فانه يهدر. قال ابن عدى: هي الاسطوانة التي كان يجلس إليها ابن عقدة. وقال لي ابن عقدة: هذه هي اسطوانة عبد الله بن مسعود، جلس إليها بعده علقمة وبعده ابراهيم وبعده منصور وبعده سفيان الثوري وبعده وكيع وبعده ابو بكر ابن ابى شيبة وبعده مطين. وقال صالح بن محمد الحافظ جزرة: اعلم من أدركت بالحديث وعلله علي بن المديني، وأعلمهم بتصحيف المشايخ يحيى بن معين، واحفظهم عند المذاكرة ابو بكر بن ابى شيبة. قال الحافظ ابو العباس ابن عقدة: سمعت عبد الرحمن بن خراش يقول: سمعت ابا زرعة يقول: ما رأيت احفظ من أبي بكر بن ابى شيبة. فقلت: يا ابا زرعة فأصحابنا البغداديون؟ قال: دع أصحابك فإنهم اصحاب مخاريق، ما رأيت احفظ من ابى بكر بن ابى شيبة. قال الخطيب: كان ابو بكر متقنا حافظا


انبأنا ابن علان، انبأنا الكندي، انبأنا القزاز، انبأنا ابو بكر الخطيب، انبأنا احمد بن علي المحتسب، عن محمد بن عمران الكاتب، حدثني عمر بن علي، انبأنا احمد بن محمد بن المربع، سمعت ابا عبيدة يقول: ربانيو الحديث أربعة: فأعلمهم بالحلال والحرام احمد بن حنبل، وأحسنهم سياقة للحديث وأداء علي بن المديني، وأحسنهم وصفا وضعا للكتاب ابو بكر بن ابى شيبة، وأعلمهم بصحيح الحديث وسقيمه يحيى بن معين. قال البخاري ومطين: مات ابو بكر في المحرم سنة خمس وثلاثين ومائتين.

قلت: آخر من روى عنه ابو عمر يوسف بن يعقوب النيسابوري »(١) .

*(٢٧)*

رواية محمد بن بكار الريان الهاشمي

ظهر من عبارة مسلم في ( الصحيح ) المتقدمة في رواية سعيد بن مسروق ان محمد بن بكار - هذا - ممن روى حديث الثقلين.

ترجمته:

١ - المقدسي : « محمد بن بكار بن الريان البغدادي يكنى ابا عبد الله، سمع محمد بن طلحة بن مصرف واسماعيل بن ابى زكريا وحسان بن ابراهيم وأبا عاصم النبيل، روى عنه مسلم.

قال السراج: ولد سنة خمس وأربعين ومائة، وتوفى سنة ثمان وثلاثين ومائتين، لثلاث عشرة خلت من ربيع الآخر، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة، سمعت ابنه يقول ذلك »(٢) .

٢ - المزي : « قال يحيى: شيخ لا بأس به، وقال مرة ثقة. وقال الدارقطني: ثقة. وقال صالح بن محمد البغدادي: صدوق يحدث عن

____________________

(١). سير أعلام النبلاء ١١ / ١٢٢ - ١٢٧.

(٢). أسماء رجال الصحيحين ٢ / ٤٦٩.


الضعفاء. وذكره ابن حبان في « الثقات »(١) .

٣ - الذهبي : « وثقوه، مات ٢٣٨ »(٢) .

٤ - الذهبي : أيضا في ( العبر ) كذلك(٣) .

٥ - ابن حجر العسقلاني: « ثقة من العاشرة »(٤) .

*(٢٨)*

رواية ابى يعقوب إسحاق بن مخلد المعروف بابن راهويه

روى حديث الثقلين في ( مسنده ) عن امير المؤمنين عليه‌السلام ، فقد قال العلامة السخاوي في سياق طرق هذا الحديث الشريف: « وأما حديث علي فهو عند إسحاق بن راهويه في ( مسنده ) من طريق كثير بن زيد بن محمد بن علي ابن ابى طالب عن أبيه عن جده على رضي‌الله‌عنه : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم، وأهل بيتي.

وكذا رواه الدولابي في ( الذرية الطاهرة ) »(٥) .

ومثله قال السمهودي في [ جواهر العقدين - مخطوط ].

واحمد بن الفضل بن محمد باكثير في [ وسيلة المآل - مخطوط ].

ولا يخفى أن ابن راهويه روى هذا الحديث عن زيد بن أرقم أيضا، كما هو ظاهر لمن راجع عبارة ( صحيح مسلم ) التي أسلفناها فيما مضى، وسيأتي فيما بعد ان شاء الله تعالى.

____________________

(١). تهذيب الكمال - مخطوط.

(٢). الكاشف ٣ / ٢٤.

(٣). العبر ١ / ٤٢٨.

(٤). تقريب التهذيب ٢ / ١٤٧.

(٥). استجلاب ارتقاء الغرف - مخطوط. وراجع: المطالب العالية لابن حجر، الحديث رقم: ١٨٧٣.


ترجمته:

١ - ابن حبان: « إسحاق بن ابراهيم بن مخلد بن ابراهيم الحنظلي، ابو يعقوب المروزي الذي يقال له [ ابن ] راهويه، يروى عن ابن عيينة، مات بنيسابور ليلة السبت لأربع عشرة خلت من شهر شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وهو ابن سبع وسبعين سنة، وقبره مشهور يزار. وكان من سادات أهل زمانه فقها وعلما وحفظا ونظرا، ممن صنف الكتب، وفرع [ الفروع على ] السنن وذب عنها وقمع من خالفها »(١) .

٢ - المقدسي : « سمع ابن عيينة ووكيعا والنضر وجرير بن عبد الحميد والوليد بن مسلم وغير واحد عندهما. روى عنه البخاري ومسلم »(٢) .

٣ - ابن خلكان : « جمع بين الحديث والفقه والورع، وكان أحد أئمة الإسلام، ذكره الدارقطني فيمن روى عن الشافعي رضي‌الله‌عنه ، وعده البيهقي من أصحاب الشافعي. وكان قد ناظر الشافعي في جواز بيع دور مكة، وقد استوفى الشيخ فخر الدين الرازي صورة ذلك المجلس الذي جرى بينهما في كتابه الذي سماه مناقب الامام الشافعي رضي‌الله‌عنه ، فلما عرف فضله نسخ كتبه وجميع مصنفاته بمصر. قال احمد بن حنبل رضي‌الله‌عنه : إسحاق عندنا امام من أئمة المسلمين، وما عبر الجسر أفقه من إسحاق. وقال إسحاق: أحفظ سبعين ألف حديث، واذاكر بمائة ألف حديث، وما سمعت شيئا قط الا حفظته، ولا حفظت شيئا قط فنسيته، وله مسند مشهور وسمع منه البخاري ومسلم والترمذي »(٣) .

____________________

(١). الثقات ٨ / ١٥٥.

(٢). أسماء رجال الصحيحين ١ / ٢٨.

(٣). وفيات الأعيان ١ / ١٧٩.


٤ - المزي : « وقال احمد بن حنبل: لم يعبر الجسر الى خراسان مثل إسحاق. وقال أيضا: ما أعلم لإسحاق في العراق نظيرا. قال س: ثقة مأمون، سمعت سعيد بن ذؤيب يقول: ما على وجه الأرض مثل إسحاق. وقال إسحاق: ما سمعت شيئا قط الا حفظته، ولا حفظت شيئا فنسيته. وقال ابو زرعة: ما رؤي احفظ من إسحاق. وقال القبّاني: مات ليلة شعبان ٢٣٨. قال خ عاش ٧٧. وقال ابو علي الحسين بن علي الحافظ: سمعت محمد ابن إسحاق بن خزيمة يقول: والله لو ان إسحاق بن ابراهيم الحنظلي كان في التابعين لاقروا له بحفظه وعلمه وفقهه، ومناقبه طويلة عريضة »(١) .

٥ - الذهبي : « إسحاق بن ابراهيم الامام الحافظ الكبير نزيل نيسابور وعالمها، بل شيخ اهل المشرق قال محمد بن أسلم الطوسي - وبلغه موت إسحاق -: ما أعلم أحدا كان أخشى لله من إسحاق، يقول الله ( إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ ) ، وكان أعلم الناس، ولو كان الحمادان والثوري في الحياة لاحتاجوا اليه. وعن احمد قال: لا أعلم لإسحاق بالعراق نظيرا. وقال النسائي: إسحاق ثقة مأمون امام. وقال ابو داود الخفاف: سمعت إسحاق بن ابراهيم بن راهويه يقول: كأني أنظر الى مائة ألف حديث في كتبي وثلاثين ألف أسردها. قال: وأملى علينا إسحاق من حفظه احد عشر ألف حديث ثم قرأها علينا فما زاد حرفا ولا نقص حرفا. وقال ابو زرعة: ما رؤي أحفظ من إسحاق. وقال ابو حاتم: العجب من إتقانه وسلامته من الغلط مع ما رزق من الحفظ. وقال ابو عبد الله بن احمد بن شنبويه: سمعت احمد بن حنبل يقول: إسحاق لم نلق مثله »(٢) .

٦ - الذهبي في ( الكاشف ) بمثل ما تقدم(٣) .

٧ - الذهبي أيضا: « إسحاق بن راهويه، وهو الامام عالم المشرق،

____________________

(١). تهذيب الكمال - مخطوط.

(٢). تذكرة الحفاظ ٢ / ٤٣٣.

(٣). الكاشف ١ / ١٠٦.


ابو يعقوب الحافظ صاحب التصانيف »(١) .

٨ - اليافعي: « الامام عالم المشرق المحدث إسحاق بن راهويه جمع بين الحديث والفقه والورع »(٢) .

٩ - السبكى : « أحد أئمة الدين واعلام المسلمين وهداة المؤمنين، الجامع بين الفقه والحديث والورع والتقوى قال نعيم بن حماد: إذا رأيت الخراساني بتكلم في إسحاق بن راهويه فاتهمه في دينه.

قلت: انما قيد الكلام بالخراساني لان اهل إقليم مروهم الذين بحيث لو كان فيه كلام لتكلموا فيه، فكأنه يقول: من تكلم فيه من اهل إقليمه فهو متهم بالكذب لأنه لا يتكلم بالحق، غير أنه مما يشينه في دينه وقال الدارمي: ساد إسحاق اهل المشرق والمغرب لصدقه. وقال محمد بن عبد الوهاب: كنت مع يحيى بن يحيى وإسحاق نعود مريضا، فلما جازينا الباب تأخر إسحاق وقال ليحيى تقدم، فقال يحيى لإسحاق بل أنت تقدم، فقال يا ابا زكريا أنت اكبر منى، قال نعم أنا اكبر منك ولكنك أعلم منى. قال: فتقدم إسحاق. وقال ابو بكر محمد بن النضر الجارودي: ثنا شيخنا وكبيرنا ومن تعلمنا منه وتجملنا به ابو يعقوب إسحاق بن ابراهيم رضي‌الله‌عنه . وقال الحاكم: هو امام عصره في الحفظ والفتوى. وقال ابو إسحاق الشيرازي: جمع بين الحديث والفقه والورع. وقال الخليلي في الإرشاد: وكان يسمى شهنشاه الحديث »(٣) .

١٠ - ابن حجر العسقلاني : « إسحاق خ. م. د. ن. س. أحد الأئمة »(٤) .

١١ - وفي هدى الساري عند الكلام على السبب الذي دعا البخاري

____________________

(١). العبر ١ / ٤٢٦.

(٢). مرآة الجنان ٢ / ١٢١.

(٣). طبقات الشافعية ٢ / ٨٣.

(٤). تهذيب التهذيب ١ / ٢١٦.


الى تصنيف ( الصحيح ) بعد كلام له:

« فلما رأى البخاري رضي‌الله‌عنه هذه التصانيف ورواها وانتشق رياها واستجلى محياها، وجدها بحسب الوضع جامعة، بينما تدخل تحت التصحيح والتحسين، والكثير منها يشمله التضعيف، فلا يقال لغثه سمين. فحرك همته لجمع الحديث الصحيح الذي لا يرتاب فيه أمين، وقوى عزمه على ذلك ما سمعه من أستاذه امير المؤمنين في الحديث والفقه إسحاق بن ابراهيم الحنظلي المعروف بابن راهويه، وذلك فيما أخبرنا به ابو العباس احمد بن عمر اللؤلؤي عن الحافظ أبي الحجاج المزي، قال أخبرنا يوسف بن يعقوب، قال أخبر ابو اليمن الكندي، قال أخبرنا ابو منصور القزاز، قال أخبرنا الحافظ ابو بكر الخطيب، قال أخبرنا محمد بن احمد بن يعقوب، قال أخبرنا محمد بن نعيم، قال سمعت خلف بن محمد البخاري بها، يقول سمعت ابراهيم بن معقل النسفي، يقول قال أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري: كنا عند إسحاق ابن راهويه فقال: لو جمعتم كتابا مختصرا لصحيح سنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . قال: فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع الجامع الصحيح ».

*(٢٩)*

رواية ابى محمد وهبان بن بقية بن عثمان الواسطي

وستتضح روايته لحديث الثقلين من كتاب ( المناقب ) لابن المغازلي ان شاء الله.

ترجمته:

١ - المقدسي : « وهب بن بقية الواسطي، ولقبه وهبان، يكنى ابا محمد، سمع خالد بن عبد الله في الجهاد، روى عنه مسلم، قال السراج: مات سنة تسع وثلاثين ومائتين »(١) .

____________________

(١). أسماء رجال الصحيحين ٢ / ٥٤٢.


٢ - المزي : « قال يحيى: ثقة. وقال العجلي: الكوفي تابعي ثقة. وقال س: مجهول. وذكره ابن حبان في الثقات »(١) .

٣ - الذهبي : « وهب. م. د. س. ابن بقية وثقه ابو زرعة وغيره »(٢) .

٤ - أيضا في ( الكاشف ٣ / ٢٤٣ ) و ( العبر ١ / ٤٣١ ) بمثله.

٥ - ابن حجر : « ثقة من العاشرة »(٣) .

*(٣٠)*

رواية احمد بن محمد بن حنبل الشيباني

فقد روى حديث الثقلين في ( المسند ) بطرق عديدة وأسانيد مختلفة وألفاظ متفرقة

قال: « حدثني اسود بن عامر، أخبرنا ابو إسرائيل - يعنى اسماعيل بن إسحاق الملائى - عن عطية، عن ابى سعيد قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم الثقلين أحدهما اكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض، وعترتي اهل بيتي، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض »(٤) .

و قال: « ثنا ابو النضر، ثنا محمد - يعنى ابن طلحة - عن الأعمش، عن عطية العوفي عن ابى سعيد الخدري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: اني أو شك أن ادعى فأجيب، وانّي تارك فيكم الثقلين، كتاب الله عز وجل وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض، وعترتي اهل بيتي، وان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروني

____________________

(١). تهذيب الكمال - مخطوط.

(٢). تذهيب التهذيب - مخطوط.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ٣٣٧.

(٤). مسند أحمد ٣ / ١٤.


بما تخلفوني فيهما »(١) .

و قال: « ثنا ابن نمير، ثنا عبد الملك - يعنى ابن ابى سليمان - عن عطية، عن ابى سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما اكبر من الآخر، كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء الى الأرض، وعترتي اهل بيتي، ألا انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض »(٢) .

و قال: « ثنا ابن نمير، ثنا عبد الملك بن ابى سليمان، عن عطية العوفى، عن ابى سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اني قد تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا بعدي، الثقلين أحدهما اكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض، وعترتي اهل بيتي، ألا وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض »(٣) .

و قال: « ثنا اسماعيل بن ابراهيم، عن ابى حيان التيمي، حدثني يزيد ابن حيان التيمي قال: انطلقت انا وحصين بن سبرة وعمرو بن مسلم الى زيد بن أرقم، فلما جلسنا اليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت معه، لقد لقيت [ رأيت ] يا زيد خيرا كثيراً. حدثنا [ يا زيد ] ما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . قال: يا ابن أخي والله لقد كبر [ ت ] سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت اعي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فما حدثتكم فاقبلوه وما لا فلا تكلفونيه. ثم قال: قام رسول الله يوما خطيبا فينا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمد الله تعالى وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد [ ألا ] ايها الناس انما انا بشر يوشك ان يأتي [ يأتينى ] رسول ربى عز وجل فأجيب، واني تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله [ عز وجل ] فيه

____________________

(١). مسند أحمد ٣ / ١٧.

(٢). المصدر نفسه ٣ / ٢٦.

(٣). المصدر نفسه ٣ / ٥٩.


الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله تعالى واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه وقال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في اهل بيتي، أذكركم الله في اهل بيتي. فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: ان نساءه من أهل بيته، ولكن اهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس. قال: أكل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم ».

ورواه عن زيد بن أرقم ( ٤ / ٣٧١ ) وزيد بن ثابت أيضا ( ٥ / ١٨١ - ١٨٢ ) بألفاظ مختلفة فراجعه.

هذا، ولقد روى احمد حديث الثقلين في كتابه ( مناقب امير المؤمنين - مخطوط ) أيضا بطرق عديدة.

و قال سبط ابن الجوزي: « قال أحمد في ( الفضائل ) ثنا اسود بن عامر، ثنا إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة قال: لقيت زيد بن أرقم فقلت له: هل سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: تركت فيكم الثقلين وأحدهما اكبر من الآخر؟ قال: نعم سمعته يقول: تركت فيكم الثقلين، كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ألا فانظروا كيف تخلفوني فيهما »(١) .

هذا بالاضافة الى أن احمد قد روى حديث الثقلين عن ابى الطفيل عن زيد بن أرقم، وستطلع على ذلك فيما سننقل من كتاب ( المستدرك ) للحاكم ان شاء الله.

*(٣١)*

رواية نصر بن عبد الرحمن بن بكار الباجى الكوفي الوشاء

قال الترمذي في ( الصحيح ) ما نصه: « حدثنا نصر بن عبد الرحمن

____________________

(١). تذكرة خواص الامة: ٣٢٢.


الكوفي، نا زيد بن الحسين، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال: رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب، فسمعته يقول: أيها الناس انّي تارك فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي. وفي الباب عن أبي ذر وابى سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد. هذا حديث غريب حسن من هذا الوجه، وزيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان وغير واحد من اهل العلم ».

كما يظهر من ( نوادر الأصول ) للحكيم الترمذي روايته هذا الحديث الثقلين الشريف.

*(٣٢)*

رواية ابى محمد عبد بن حميد الكسى

روى حديث الثقلين في ( مسنده ) حيث قال: « أخبرنا جعفر بن عون أنا أبو حيان التيمي عن يزيد بن حبّان قال: سمعت زيد بن أرقم يقول: قام فينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: أمّا بعد: أيّها الناس فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه، وإنّي تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فتمسّكوا بكتاب الله وخذوا به، فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه. ثمّ قال: وأهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي - ثلاث مرّات - فقال حصين: يا زيد ومن أهل بيته؟ »(١) .

و قال الحافظ السيوطي: « الحديث السابع: اخرج عبد بن حميد في مسنده عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك ما ان تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي اهل بيتي، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض »(٢) .

____________________

(١). المنتخب من مسند عبد بن حميد: ٢٦٥.

(٢). احياء الميت بذكر فضائل أهل البيت: ١٢.


وقال نور الدين السمهودي ما نصه: « عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم خليفتين، كتاب الله عز وجل حبل ممدود ما بين السماء والأرض أو ما بين السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. أخرجه احمد في مسنده، وعبد ابن حميد بسند جيد ولفظه: انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله عز وجل وعترتي اهل بيتي، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض »(١) .

ومثله قال الشيخاني القادري في [ الصراط السوي ] والميرزا محمد خان البدخشي في [ مفتاح النجا - مخطوط ] في ذكر طرق الحديث.

هذا وقد روى عبد بن حميد هذا الحديث عن زيد بن أرقم أيضا، فقد قال الحافظ السيوطي ما نصه: « أما بعد، الا أيها الناس فإنما انا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى، ومن أخطأه ضل، فخذوا بكتاب الله تعالى واستمسكوا به، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ( حم ) وعبد بن حميد ( م ) عن زيد بن أرقم »(٢) .

وقد ذكر الملا علي المتقى رواية عبد بن حميد لحديث الثقلين هذا في ( كنز العمال ).

ترجمته:

١ - المقدسي : « عبد بن حميد بن نصر، ابو حميد الكسي، وكان اسمه عبد الحميد في الأصل، سمع عثمان بن عمر عند البخاري، وابا عاصم

____________________

(١). جواهر العقدين - مخطوط.

(٢). الجامع الصغير - بشرح المناوى ٢ / ١٧٤ - ١٧٥.


وعبد الرزاق ويعقوب بن ابراهيم وأبا عامر العقدى وجعفر بن عون ويونس المؤدب وابا نعيم وسعيد بن عامر واحمد بن إسحاق وعمر بن يونس والحسن بن موسى روى عنه مسلم واكثر. وقال البخاري: وقال عبد الحميد [ عبد ابن حميد ] ذكره بغير سماع »(١) .

٢ - السمعاني : « الكسي بكسر الكاف وتشديد السين المهملة، هذه النسبة الى بلدة بما وراء النهر يقال لها كس، غير أن المشهور كش بفتح الكاف والشين المنقوطة، ويعرف بنخشب. والمعروف من هذه البلدة: ابو محمد عبد الحميد بن حميد بن نصر الكسي، وهو المعروف بعبد بن حميد، امام جليل القدر، ممن جمع وصنف وكانت اليه الرحلة من أقطار الأرض، مات في شهر رمضان ٢٤٩ »(٢) .

٣ - الميرزا محمد البدخشانى مثله(٣) .

٤ - عبد الغنى المقدسي : « وروى عنه مسلم فأكثر، وقال البخاري في حنين الجذع، وزاد عبد الحميد عن عثمان بن عمر، قيل انه عبد بن حميد، روى عنه الترمذي »(٤) .

٥ - الذهبي : « عبد بن حميد بن نصر، الامام الحافظ ابو محمد الكسي، مصنف المسند الكبير والتفسير وغير ذلك وكان من الأئمة الثقات، وقع المنتخب من مسنده لنا ولصغار أولادنا بعلو، مات سنة ٢٤٩ »(٥) .

٦ - الذهبي أيضا في ( الكاشف ٢ / ٢٢٢ ) و ( العبر ١ / ٤٥٤ ) بنحو ما مر.

____________________

(١). أسماء رجال الصحيحين ١ / ٣٣٧ - ٣٣٨.

(٢). الأنساب - الكسى.

(٣). تراجم الحفاظ - مخطوط.

(٤). الكمال - مخطوط.

(٥). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٣٤.


٧ - اليافعي: « عبد الحميد الحافظ، أبو محمد، صاحب المسند والتفسير »(١) .

٨ - ابن حجر العسقلاني: « قال البخاري في دلائل النبوة عقيب حديث ابن عمر: شيخ ثقة، قال عبد الحميد، حدثنا عثمان بن عمر حدثنا معاذ بن العلاء، عن نافع هذا، فقيل انه عبد بن حميد هذا. وقال ابو حاتم بن حبان في الثقات: عبد الحميد بن حميد بن نصر الكشي، وهو الذي يقال له عبد بن حميد، كان ممن جمع وصنف »(٢) .

٩ - ابن حجر أيضا: « ثقة حافظ من الحادية عشرة »(٣) .

١٠ - وترجم لهالجلال السيوطي معبرا عنه ب- ( الحافظ ) ومترجما له بنحو ما مر(٤) .

*(٣٣)*

رواية عباد بن يعقوب الرواجني الأسدي

قال الحافظ الطبراني ما نصه: « حدثنا الحسن بن محمد بن مصعب الاشناني الكوفي، حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي، حدثنا عبد الرحمن المسعودي عن كثير النواء، عن عطية العوفي، عن ابى سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم الثقلين، أحدهما اكبر من الآخر: كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء الى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وانهما لن يتفرقا [ يفترقا ] حتى يردا علي الحوض. لم يروه عن كثير النواء الا المسعودي »(٥) .

____________________

(١). مرآة الجنان ٢ / ١٥٥.

(٢). تهذيب التهذيب ٦ / ٤٥٥.

(٣). تقريب التهذيب ١ / ٥٢٩.

(٤). طبقات الحفاظ: ٢٣٤.

(٥). المعجم الصغير ١ / ١٣١.


*(٣٤)*

رواية نصر بن على بن نصر بن على الجهضمي

فقد قال الحكيم الترمذي ما نصه: « حدثنا نصر بن علي، قال حدثنا زيد بن الحسن، قال حدثنا معروف بن خربوذ المكي، عن ابى الطفيل عامر ابن واثلة، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: لما صدر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع خطب فقال: أيها الناس انه قد نبأنى اللطيف الخبير انه لن يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي يليه من قبل، واني أظن أن يوشك أن أدعى فأجيب، واني فرطكم على الحوض، واني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما: الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا ولا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فاني قد نبأنى اللطيف الخبير انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض »(١) .

ترجمته:

١ - المقدسي : « نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي الأزدي البصري يكنى أبا عمرو، والد علي، سمع أباه وعبد الاعلى وأبا احمد الزبيري عندهما وغير واحد، روى عنه البخاري ومسلم. قال ابو العباس السراج: مات سنة ٢٥٠ [ بالبصرة ]، وقال البخاري: في شهر ربيع الاول [ الآخر ] من هذه السنة »(٢) .

٢ - السمعاني : « قاضي البصرة، من العلماء المتقنين، كان ثقة ثبتا حجة »(٣) .

____________________

(١). نوادر الأصول: ٦٨ - ٦٩.

(٢). أسماء رجال الصحيحين ٢ / ٥٣١.

(٣). الأنساب - الجهضمي.


٣ - الذهبي : « كان أحد الحفاظ والأئمة بالبصرة. قال عبد الله بن احمد: سألت ابى عنه فرضيه وقال ما به بأس. وقال ابو حاتم: هو أحب الي من الفلاس وأوثق وأحفظ. وقال ابن خراش وغيره: ثقة. وقال آخر: كان من نبلاء الناس »(١) .

٤ - الذهبي : « الحافظ العلامة قال احمد: ما به بأس. وقال ابو حاتم: هو أحب الي من الفلاس وأحفظ وأوثق. وقال النسائي: ثقة »(٢) .

٥ - الذهبي أيضا: « الحافظ أحد أوعية العلم »(٣) .

٦ - اليافعي كذلك(٤) .

٧ - السيوطي : « روى عن أبيه وابن عيينة ويزيد بن زريع وخلق، وعنه الأئمة الستة وأبو حاتم وخلق، مات سنة ٢٥٠ »(٥) .

*(٣٥)*

رواية محمد بن المثنى العنزي

بعلم روايته لحديث الثقلين من عبارة ( الخصائص ) للنسائي الآتية.

ترجمته:

١ - المقدسي : « محمد بن المثنى بن عبد قيس ابو موسى العنزي، يعرف بالزمن، من اهل البصرة، سمع ابن عيينة وغندرا وجماعة عندهما. روى عنه البخاري ومسلم واكثرا عنه »(٦) .

____________________

(١). تذهيب التهذيب - مخطوط.

(٢). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥١٩.

(٣). العبر ١ / ٤٥٧.

(٤). مرآة الجنان ٢ / ١٥٦.

(٥). طبقات الحفاظ: ٢٢٧.

(٦). أسماء رجال الصحيحين ١ / ٤٥١.


٢ - السمعاني : « روى عنه البخاري ومسلم وابو داود وابو عيسى والنسائي، كان من الثقات »(١) .

٣ - المزي : « قال محمد بن يحيى النيسابوري: حجة، وقال صالح بن محمد الحافظ: صدوق اللهجة وكان في عقله شيء وكنت أقدمه على بندار. وقال (س): لا بأس به كان يغير في كتابه. وذكره ابن حبان في ( الثقات ) وقال: كان صاحب كتاب لا يقرأ الا من كتابه »(٢) .

٤ - الذهبي : « قال يحيى بن محمد الذهلي: حجة. وقال ابو حاتم: صدوق وقال ابن خراش: كان من الإثبات، وقال الخطيب: كان صدوقا ورعا فاضلا ثقة قدم بغداد وحدث بها »(٣) .

٥ - الذهبي أيضا في [ تذكرة الحفاظ ٢ / ٥١٢ ] و [ العبر ٢ / ٤ ].

٦ - وفي ( الكاشف ) : « ثقة، ورع »(٤) .

٧ - العسقلاني : « ثقة ثبت، من العاشرة »(٥) .

٨ - السيوطي بنحو ما تقدم(٦) .

*(٣٦)*

رواية ابى محمد الدارمي

روى الحديث في ( سننه ) حيث قال:

« حدّثنا جعفر بن عون ثنا أبو حيان عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوما خطيبا، فحمد الله وأثنى

____________________

(١). الأنساب - العنزي.

(٢). تذهيب الكمال - مخطوط.

(٣). تذهيب التهذيب - مخطوط.

(٤). الكاشف ٣ / ٩٣.

(٥). تقريب التهذيب ٢ / ٢٠٤.

(٦). طبقات الحفاظ: ٢٢٢.


عليه ثمّ قال: يا أيّها الناس، إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه، وإنّي تارك فيكم الثقلين، أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فتمسّكوا بكتاب الله وخذوا به. فحثّ عليه ورغّب فيه. ثمّ قال: وأهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي. ثلاث مرات »(١) .

ولقد قال السخاوي بعد أن أورد حديث الثقلين عن صحيح مسلم: « وفي لفظ: قيل لزيد رضي‌الله‌عنه : من اهل بيته: نساؤه؟ فقال: لا ايم الله ان المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع الى أمها. وفي رواية غيره: الى أبيها وأمها. اهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده.

أخرجه مسلم أيضا وكذا النسائي باللفظ الاول، وأحمد، والدارمي في مسنديهما وابن خزيمة في صحيحه وآخرون كلهم من حديث ابى حيان التيمي يحيى بن سعيد بن حيان عن يزيد بن حيان »(٢) .

ترجمته:

١ - المقدسي : « عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي السمرقندي، يكنى ابا محمد، سمع ابا اليمان الحكم بن نافع، ويحيى بن حسان، ومحمد بن عبد الله الرقاشي ومروان، ومحمدا وأبا المغيرة، وعبد الله بن جعفر الرقى، وحجاج بن منهال، والفريابي، وابا نعيم، وعفان، وأبا علي عبد [ عبيد ] الله الحنفي، وأبا معمر [ و ] عبد الله بن عمر المقري، وأبا الوليد الطيالسي، ومحمد ابن المبارك، ومسلم بن ابراهيم، ومحمد بن كثير، وحبان بن هلال، وموسى ابن خالد ختن الفريابي. روى عنه مسلم »(٣) .

٢ - السمعاني : « احد الرحالين في الحديث، والموصوفين بجمعه

____________________

(١). سنن الدارمي ٢ / ٤٣١.

(٢). استجلاب ارتقاء الغرف - مخطوط.

(٣). اسماء رجال الصحيحين ١ / ٢٧٠.


وحفظه والإتقان له، مع الثقة والصدق والورع والزهد. واستقضي على سمرقند فأبى فألح عليه السلطان حتى يقلده [ تقلده ] وقضى قضية واحدة ثم استعفى فأعفي، وكان على غاية العقل وفي نهاية الفضل، يضرب به المثل في الديانة والحلم والرزانة والاجتهاد والعبادة والتقلل والزهادة، وصنف ( المسند ) و ( التفسير ) و ( الجامع ) »(١) .

٣ - عبد الغنى المقدسي بنحو ما تقدم(٢) .

٤ - المزي : « وسأل انسان احمد عن أبى المنذر، فقال: لا أعرفه، قد طالت غيبة إخواننا عنا لكن اين أنت عن عبد الله بن عبد الرحمن؟ عليك بذاك السيد، عليك بذاك السيد، عليك بذاك السيد، فقال عثمان بن ابى شيبة: أمره ظاهر من الصبر والحفظ وصيانة النفس عافاه الله.

وقال بندار: حفّاظ الدنيا أربعة: ابو زرعة بالري، ومسلم بن الحجاج بنيسابور، وعبد الله بن عبد الرحمن بسمرقند، ومحمد بن اسماعيل ببخارى.

وقال ابو حاتم بن حبان: كان من الحفاظ المتقنين واهل الورع في الدين، ممن حفظ وجمع وتفقه وصنف وحدث، واظهر السنة في بلده ودعا إليها وذب عن حريمها وقمع من خالفها »(٣) .

٥ - الذهبي : « الدارمي - الامام الحافظ شيخ الإسلام بسمرقند صاحب المسند العالي الذي في طبقته منتخب مسند عبد بن حميد »(٤) .

____________________

(١). الأنساب - الدارمي.

(٢). الكمال - مخطوط.

(٣). تهذيب الكمال - مخطوط.

(٤). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٣٥.


٦ - الذهبي أيضا: « قال ابو حاتم: هو امام اهل زمانه »(١) .

٧ - في ( العبر ٢ / ٨ ) نحوه.

٨ - اليافعي ( مرآة الجنان ٢ / ١٦١ ).

٩ - ولى الدين الخطيب ( اسماء رجال المشكاة ) بنحو ما تقدم.

١٠ - العسقلاني ( تهذيب التهذيب ٥ / ٢٩٤ ).

١١ - العسقلاني أيضا : « الحافظ صاحب المسند، ثقة فاضل متقن من الحادية عشر »(٢) .

١٢ - السيوطي ( طبقات الحفاظ ) والداودي ( طبقات المفسرين ١ / ٢٣٥ ) الملا على القاري ( المرقاة ١ / ٢٣ ) بنحو ما تقدم.

*(٣٧)*

رواية على بن المنذر الطريقي

تتضح روايته لحديث الثقلين من مراجعة عبارة ( صحيح الترمذي ) في رواية الأعمش المتقدمة، ومن رواية ابن الأثير في ( اسد الغابة ).

ترجمته:

١ - السمعاني ( الأنساب - الطريقي ).

٢ - المزي : « قال ابن ابى حاتم: سمعت منه مع ابى، وهو صدوق ثقة، وسئل ابى عنه فقال: حج خمسا وخمسين حجة ومحله الصدق، وذكره ابن حبان في ( الثقات ) وقال ابن نمير: ثقة صدوق »(٣) .

____________________

(١). الكاشف ١ / ١٠٣.

(٢). تقريب التهذيب ١ / ٤٢٩.

(٣). تهذيب الكمال - مخطوط.


٣ - الذهبي : « قال (س): شيعى محض، ثقة مات ٢٥٦ )(١) .

٤ - ولى الدين الخطيب ( اسماء رجال المشكاة ) بنحو ما تقدم.

٥ - العسقلاني : « صدوق يتشيع، من العاشرة »(٢) .

٦ - الشيخ عبد الحق الدهلوي ( أسماء رجال المشكاة ) بنحو ما تقدم.

*(٣٨)*

رواية مسلم بن الحجاج القشيري

لقد أورد حديث الثقلين بطرق عديدة، وأسانيد كثيرة، فقال:

« حدثني زهير بن حرب، وشجاع بن مخلد جميعا عن ابن علية، قال زهير: حدثنا اسماعيل بن ابراهيم، حدثني ابو حيان، حدثني يزيد بن حيان، قال: انطلقت انا وحصين بن سبرة وعمر [ و ] بن مسلم الى زيد بن أرقم، فلما جلسنا اليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

قال: يا ابن أخي والله لقد كبرت سنى وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فما حدثتكم فاقبلوه [ فاقبلوا ] ومالا فلا تكلفونيه.

ثم قال: قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: اما بعد، الا يا ايها الناس، فإنما انا بشر يوشك ان يأتى رسول ربى فأجيب، وانا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا

____________________

(١). الكاشف ٢ / ٢٩٦.

(٢). تقريب التهذيب ٢ / ٤٤.


به، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: واهل بيتي، أذكركم الله في اهل بيتي، أذكركم الله في اهل بيتي، أذكركم الله في اهل بيتي. فقال له حصين: ومن اهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من اهل بيته؟ فقال: نساؤه من اهل بيته ولكن اهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.

حدثنا ابو بكر بن ابى شيبة، ثنا: محمد بن فضيل ( ح ) وحدثنا إسحاق ابن ابراهيم، أنا جرير، كلاهما عن ابى حيان بهذا الاسناد نحو حديث اسماعيل وزاد في حديث جرير: كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل.

حدثنا محمد بن بكار بن الريان، ثنا حسان، يعنى ابن ابراهيم، عن سعيد وهو ابن مسروق، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم، قال: دخلنا عليه فقلنا له: لقد رأيت خيرا، لقد صاحبت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وصليت خلفه. وساق الحديث بنحو حديث أبى حيان، غير انه قال: ألا وإنّي تارك فيكم الثقلين [ ثقلين ] أحدهما كتاب الله هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة. وفيه: فقلنا: من اهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا، [ و ] ايم الله ان المرأة تكون من الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع الى أبيها وقومها. اهل بيته: أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده »(١) .

ترجمته:

١ - ابن خلكان : « أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، صاحب ( الصحيح ) احد الأئمة الحفاظ واعلام المحدثين، رحل

____________________

(١). صحيح مسلم ٢ / ٢٣٧ - ٢٣٨.


الى الحجاز والعراق والشام ومصر، وسمع يحيى بن يحيى النيسابوري، واحمد ابن حنبل، وإسحاق ابن راهويه، وعبد الله بن مسلمة القعنبي وغيرهم. وقدم بغداد غير مرة فروى عنه أهلها وآخر قدومه إليها في سنة ٢٥٩. وروى عنه الترمذي، وكان من الثقات.

وقال محمد الماسرخسي: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة، وقال الحافظ ابو علي النيسابوري ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم في علم الحديث. وقال الخطيب البغدادي كان مسلم يناضل عن البخاري حتى أوحش ما بينه وبين محمد بن يحيى الذهلي بسببه.

وقال ابو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ: لما استوطن البخاري نيسابور اكثر مسلم من الاختلاف اليه فلما وقع بين محمد بن يحيى والبخاري ما وقع في مسألة اللفظ ونادى عليه ومنع الناس من الاختلاف اليه حتى هجر وخرج من نيسابور في تلك المحنة قطعه اكثر الناس غير مسلم فانه لم يتخلف عن زيارته فأنهي الى محمد بن يحيى ان مسلم بن الحجاج على مذهبه قديما وحديثا وانه عوتب على ذلك بالحجاز والعراق ولم يرجع عنه. فلما كان يوم مجلس محمد بن يحيى قال في آخر مجلسه: ألا من قال باللفظ فلا يحل له ان يحضر مجلسنا فأخذ مسلم الرداء فوق عمامته وقام على رءوس الناس وخرج من مجلسه وجمع كل ما كتب منه وبعث به على ظهر حمال الى باب محمد بن يحيى فاستحكمت بذلك الوحشة وتخلف عنه وعن زيارته »(١) .

٢ - الذهبي : « قال ابو عمرو حمدان: سألت ابن عقدة: أيهما احفظ، البخاري او مسلم؟ فقال: كان محمد عالما ومسلم عالما. فأعدت عليه مرارا، فقال: يقع لمحمد الغلط في اهل الشام وذلك لأنه أخذ كتبهم ونظر فيها فربما ذكر الرجل بكنيته ويذكره في موضع آخر يظنهما اثنين. واما مسلم فقل ما

____________________

(١). وفيات الأعيان ٤ / ٢٨٠.


يوجد له غلط في العلل لأنه كتب المسانيد ولم يكتب المقاطيع ولا المراسيل »(١) .

٣ - وفي ( الكاشف ٣ / ١٤٠ ) و ( العبر ١ / ٢٣ ) كذلك.

٤ - اليافعي . ثم ذكر المقارنة التالية: « وقد اختلف أئمة الحديث المتأخرون في تفضيل الصحيحين، فالأكثرون منهم فضلوا صحيح البخاري على صحيح مسلم وبعضهم فضلوا صحيح مسلم، حتى قال ابو علي النيسابوري ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم في علم الحديث. قلت: والمعروف ان كتاب البخاري افقه وكتاب مسلم احسن سياقا للروايات »(٢) .

٥ - ابن الوردي ( تتمة المختصر في اخبار البشر ١ / ٣٢٧ ).

٦ - الملا على القاري ( المرقاة ١ / ١٦ - ١٧ ).

٧ - الشيخ عبد الحق الدهلوي ( اسماء رجال المشكاة ): « احد الأئمة الحفاظ من المتقنين المبرزين وأستاذ علماء الحديث وقدوتهم وعمدتهم، رحل في طلب الحديث الى اقطار العالم وأكنافه وأمصار الإسلام ».

*(٣٩)*

رواية ابن ماجة القزويني

ذكر الكنجي بعد روايته لحديث الثقلين بسنده ما يلي: « أخرجه مسلم في صحيحه كما أخرجناه، ورواه ابو داود وابن ماجة القزويني في كتابيهما »(٣) .

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٨٨ - ٥٩٠.

(٢). مرآة الجنان ٢ / ١٧٤.

(٣). كفاية الطالب: ٥٣.


ترجمته:

في ( وفيات الأعيان ٣ / ٤٠٧ ) و ( تهذيب الكمال - مخطوط ) و ( اسماء رجال المشكاة ٣ / ٨٠٤ ) و ( تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٣٦ ) و ( سير اعلام النبلاء ١٣ / ٢٧٧ ) و ( العبر في خبر من غير ٢ / ٥١ ) و ( الكاشف ٣ / ١١٠ ) و ( مرآة الجنان ٣ / ١٨٨ ) و ( المختصر في اخبار البشر ٢ / ٥٤ ) و ( تتمة المختصر ١ / ٣٣٢ ) و ( تهذيب التهذيب ٩ / ٥٣٠ ) و ( تقريب التهذيب ٢ / ٢٢٠ ) و ( طبقات الحفاظ ٢٧٨ ) وغيرها من كتب الرجال والسير.

وهنا نكتفي بترجمته عن ابن خلكان، فانه قال: « ابو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة الربعي بالولاء، القزويني، الحافظ المشهور، مصنف كتاب ( السنن ) في الحديث، كان اماما في الحديث عارفا بعلومه وجميع ما يتعلق به، ارتحل الى العراق والبصرة والكوفة وبغداد ومكة وشام ومصر والري لكتب الحديث، وله تفسير القرآن وتاريخ مليح. وكتابه في الحديث احد الصحاح الستة ».

*(٤٠)*

رواية ابى داود السجستاني

لقد ظهر لك روايته لحديث الثقلين من عبارة الحافظ الكنجي المتقدمة، كما يظهر ذلك ايضا من كلام سبط ابن الجوزي حيث يقول: « وقد أخرجه ابو داود في سننه، والترمذي وعامة المحدثين، وذكره رزين في الجمع بين الصحاح »(١) .

ترجمته:

١ - السمعاني : « أحد أئمة الدنيا فقها وعلما وحفظا ونسكا وورعا

____________________

(١). تذكرة خواص الامة: ٣٢٢.


واتقانا ممن جمع وصنف وذب عن السنن وقمع من خالفها وانتحل ضدها، توفى بالبصرة في شوال ٢٧٥ »(١) .

٢ - ابن خلكان : « قال ابراهيم الحربي لما صنف ابو داود كتاب السنن: ألين لابي داود الحديث كما ألين لداود الحديد، وكان يقول: كتبت عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خمس مائة ألف حديث انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب، يعني ( السنن ) جمعت فيه أربعة آلاف وثمان مائة حديث ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه. ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث: أحدها قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( انما الاعمال بالنيات ) والثاني قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) والثالث قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرضاه لنفسه ) والرابع قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( الحلال بين والحرام بين، وبين ذلك أمور مشتبهات ) »(٢) .

٣ - المزي في ( تهذيب الكمال ) بنحو ما تقدم.

٤ - الذهبي : « ابو داود الامام الثبت سيد الحفاظ »(٣) .

٥ - وايضا: « ثبت حجة امام عامل، مات في شوال ٢٧٥ »(٤) .

٦ - وفي ( العبر ): « وكان رأسا في الفقه، ذا جلالة وحرمة وصلاح وورع حتى كان يشبه بشيخه الامام احمد بن حنبل »(٥) .

٧ - اليافعي ( مرآة الجنان ٢ / ١٨٩ ).

٨ - السبكى : « وقال احمد بن محمد بن ياسين الهروي في تاريخ هراة: ابو داود كان أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلله وسنده، في أعلى درجة النسك والعفاف والصلاح والورع من فرسان

____________________

(١). الأنساب - السجستاني.

(٢). وفيات الأعيان ٢ / ١٣٨.

(٣). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٩١.

(٤). الكاشف ١ / ٣٩٠.

(٥). العبر ٢ / ٥٤.


الحديث. وقال الحاكم ابو عبد الله: ابو داود امام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة. وقال ابو بكر الخلال: ابو داود الامام المقدم في زمانه، لم يسبق الى معرفته بتخريج العلوم وبصره بمواضعه، رجل ورع مقدم.

وقال الخطابي: حدثني عبد الله بن محمد المسكي، حدثني أبو بكر بن جابر خادم أبي داود قال: كنت مع أبي داود ببغداد فصليت المغرب فجاء الأمير أبو أحمد الموفق فدخل، فأقبل عليه ابو داود وقال: ما جاء بالأمير في مثل هذا الوقت؟ فقال: خلال ثلاث. قال: وما هي؟ قال: تنتقل الى البصرة فتتخذها وطنا لترحل إليك طلبة العلم فتعمر بك فإنها قد خربت وانقطع عنها الناس لما جرى عليها من محنة الزنج. قال: هذه واحدة. قال: وتروى لاولادى ( السنن ) فقال: نعم، هات الثالث؟ قال: وتفرد لهم مجلسا فان اولاد الخلفاء لا يقعدون مع العامة. قال: اما هذه فلا سبيل إليها لان الناس في العلم سواء: قال ابن جابر: فكانوا يحضرون ويقعدون وبينهم وبين العامة ستر »(١) .

٩ - القاري : « قال الخطابي شارحه: لم يصنف في علم الدين مثله، وهو أحسن وضعا واكثر فقها من الصحيحين. وقال ابو داود: ما ذكرت فيه حديثا اجمع الناس على تركه. وقال ابن الاعرابي: من عنده القرآن وكتاب أبي داود لم يحتج معهما الى شيء من العلم البتة، وقال الناجي: كتاب الله أصل الإسلام وكتاب ابى داود عيد الإسلام.

ومن ثم صرح حجة الإسلام الغزالي باكتفاء المجتهد به في الأحاديث، وتبعه أئمة الشافعية على ذلك »(٢) .

١٠ - عبد الحق الدهلوي ( اسماء رجال المشكاة ) بنحو ما تقدم.

١١ - الثعالبي : ( مقاليد الأسانيد ) « هو الامام الأوحد الحجة الحافظ

____________________

(١). طبقات الشافعية ٢ / ٢٩٥.

(٢). المرقاة في شرح المشكاة ١ / ٢٢.


النقاد سليمان بن الأشعث بن إسحاق وكان اليه المنتهى في الحفظ والإتقان وكان في الدرجة العالية من النسك والعفاف والصلاح والورع ».

*(٤١)*

رواية عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي البصري

تظهر روايته لحديث الثقلين من عبارة الحاكم في ( المستدرك ) الآتية.

ترجمته:

١ - السمعاني : « أبو محمد عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي كان يكنى ابا محمد فكني بأبي قلابة، وغلبت عليه. سمع أباه ويزيد بن هارون وعبد الله بن بكر السهيمي، وابا داود الطيالسي، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وروح بن عبادة، وبشر بن عمر الزهراني، وأبا عامر العقدي، واشهل بن حاتم، وحجاج بن منهال، والقعنبي، ومعلى بن اسد.

روى عنه محمد بن إسحاق الصغاني، ويحيى بن محمد بن صاعد، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي المروزي، وابو عمرو بن السماك، وابو بكر احمد بن سلمان النجاد، وابو سهل ابن زياد القطان وجماعة آخرهم: ابو بكر محمد بن عبد الله الشافعي

كان مذكورا بالصلاح والخير وكان سمج الوجه. وقال الدارقطني: هو صدوق كثير الخطأ في الأسانيد والمتون »(١) .

٢ - عبد الغنى المقدسي : « ذكره ابن حبان في الثقات فقال: كان يحفظ اكثر حديثه، ويقال: انه حدث من حفظ ستين ألف حديث. وقال

____________________

(١). الأنساب - الرقاشي.


ابو داود السجستاني: رجل صدوق أمين مأمون »(١) .

٣ - المزي ( تهذيب الكمال ) بنحو ما مر.

٤ - الذهبي ( تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٨٠ ) بمثل ذلك.

٥ - وأيضا في ( العبر ٢ / ٥٦ ).

٦ - وفي ( دول الإسلام حوادث سنة ٢٧٦ ).

٧ - اليافعي ( مرآة الجنان ٢ / ١٩٠ ).

٨ - السيوطي ( طبقات الحفاظ ٢٥٨ ).

*(٤٢)*

رواية ابن أبى العوام التميمي

لقد اثبت روايته لحديث الثقلين ابن المغازلي في ( المناقب ) فليراجع.

ترجمته:

السمعاني: « أبو بكر محمد بن احمد بن ابى العوام بن يزيد بن دينار الرياحي التميمي، من أهل بغداد. سمع يزيد بن هارون، وعبد الوهاب بن عطاء، وقريش بن انس، وابا عامر العقدى، وعبد العزيز بن أبان القرشي وغيرهم.

روى عنه القاضي ابو عبد الله المحاملي، وابو العباس ابن عقدة الكوفي، واسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز، وابو عمرو بن السماك، واحمد بن سلمان النجاد، واحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، وابو بكر الشافعي، ومحمد بن جعفر بن الهيثم وهو آخر من حدث عنه. وقال ابو الحسن الدارقطني: هو صدوق، ومات في شهر رمضان سنة ٢٧٦ »(٢) .

____________________

(١). الكمال - مخطوط.

(٢). الأنساب - الرياحي.


*(٤٣)*

رواية محمد بن عيسى الترمذي

لقد أورد حديث الثقلين بالسند الآتي: « حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي، ثنا: زيد بن الحسن، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، قال: رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول: يا ايها الناس، اني تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي اهل بيتي.

وفي الباب عن أبى ذر، وأبى سعيد، وزيد بن أرقم، وحذيفة بن أسيد. هذا حديث حسن من هذا الوجه، وزيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان وغير واحد من اهل العلم »(١) .

و قد روى هذا الحديث بسند آخر فقال: « حدثنا علي بن المنذر الكوفي، ثنا: محمد بن فضيل، ثنا: الأعمش، عن عطية، عن ابى سعيد، والأعمش، عن حبيب بن أبى ثابت، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض، وعترتي اهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما. هذا حديث حسن غريب »(٢) .

ترجمته:

في كافة معاجم التراجم، وهو احد ارباب الصحاح الستة المعول عليهم في الحديث فهو غني عن الاشارة الى فضله وبيان منزلته عند القوم.

____________________

(١). صحيح الترمذي ٢ / ٢١٩.

(٢). صحيح الترمذي ٢ / ٢٢٠.


*(٤٤)*

رواية ابن ابى الدنيا

لقد أورد حديث الثقلين بسنده فقال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي وقرابتي »(١) .

ترجمته:

١ - الذهبي : « ابن ابى الدنيا المحدث العالم الصدوق قال ابن ابى حاتم: كتبت عنه مع ابى، وهو صدوق. وقال الخطيب: ادب غير واحد من اولاد الخلفاء. قال ابن كامل: هو مؤدب المعتضد »(٢) .

٢ - وفي ( العبر ): « وكان صدوقا أديبا اخباريا كثير العلم، روى عن خالد بن خداش وسعيد بن سليمان سعدويه وطبقتهما »(٣) .

٣ - اليافعي ( مرآة الجنان ٢ / ١٩٣ ).

٤ - السيوطي : « وثقه ابن ابى حاتم وغيره »(٤) .

٥ - صلاح الدين الكتبي : « وكان يؤدب المكتفي بالله في حداثته، وهو احد الثقات المصنفين الاخبار والسير، وله كتب كثيرة تزيد على مائة كتاب »(٥) .

*(٤٥)*

رواية محمد بن على الحكيم الترمذي

لقد أورد حديث الثقلين بسند جابر بن عبد الله الانصاري، فقال:

____________________

(١). فضائل القرآن - مخطوط.

(٢). تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٧٧.

(٣). العبر ٢ / ٦٥.

(٤). طبقات الحفاظ: ٢٩٤.

(٥). فوات الوفيات ٢ / ٢٢٨.


« الأصل الخمسون - حدثنا نصر بن عبد الرحمن الوشاء، قال: حدثنا زيد ابن الحسن الأنماطي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، قال: رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصوى يخطب فسمعته يقول: ايها الناس، قد تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي اهل بيتي »(١) .

و قال بسند آخر: « حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا زيد بن الحسن، قال: حدثنا معروف بن خربوذ المكي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: لما صدر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع خطب فقال: ايها الناس، انه قد نبأني اللطيف الخبير انه لن يعمر نبى إلا مثل نصف عمر الذي يليه من قبل، واني أظن أن يوشك ان ادعى فأجيب، واني فرطكم على الحوض، واني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفونني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا ولا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي اهل بيتي، فانه [ فاني ] قد نبأني اللطيف الخبير انهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض »(٢) .

كما يعلم روايته لهذا الحديث من مراجعة ( فرائد السمطين ) و ( مفتاح النجا ).

ترجمته:

الكلاباذى ( التعرف لمذهب التصوف ) ومحمد بن الحسين السلمى ( طبقات الصوفية ٢١٧ ) وأبو نعيم ( حلية الأولياء ١٠ / ٢٣٣ ) والغزنوي ( كشف المحجوب لأرباب القلوب ) والعطار ( تذكرة الأولياء ٢ / ٧٥ ) والجامى ( نفحات الانس ) وشيخ الإسلام ( احكام الدلالة على تحرير

____________________

(١). نوادر الأصول: ٦٨.

(٢). نوادر الأصول: ٦٨ - ٦٩.


الرسالة ) والشعراني ( لواقح الأنوار ١ / ١٠٦ ) والمناوى ( فيض القدير ) وغيرهم.

*(٤٦)*

رواية ابن ابى عاصم الشيباني

لقد اخرج حديث الثقلين بسند زيد بن ثابت في ( كتاب السنة ) على ما يذكره السيوطي في كتابه ( البدور السافرة عن امور الآخرة ) فقال: « أخرج ابن أبي عاصم في ( السنة ) عن زيد بن ثابت، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم الثقلين الخليفتين من بعدي كتاب الله وعترتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ».

كما أخرجه بسند الامام امير المؤمنين عليّ بن ابى طالب عليه‌السلام ، على ما يرويه المتقي حيث يقول: « عن عليّ عليه‌السلام ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حضر الشجرة بخم ثم خرج آخذا بيد على فقال [ يا ] ايها الناس ألستم تشهدون ان الله ربكم؟ قالوا: بلي. قال: ألستم تشهدون ان الله ورسوله اولى بكم من أنفسكم وان الله ورسوله مولاكم؟ قالوا: بلى. قال: فمن كان الله ورسوله مولاه فان هذا مولاه، وقد تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا بعده كتاب الله سبب [ سببه ] بيده وسببه بأيديكم، واهل بيتي. ابن راهويه وابن جرير وابن ابى عاصم والمحاملي في أماليه وصحح »(١) .

أقول: عقد له بابا عنوانه: « باب في فضائل أهل البيت » فقال: « ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا شريك عن الركين عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت يرفعه

حدّثنا أبو بكر ثنا أبو داود عمر بن سعد ثنا شريك عن الركين عن القاسم عن زيد قال قال رسول الله

____________________

(١). كنز العمال ١٥ / ١٢٢.


حدثنا أبو بكر ثنا محمّد بن فضيل عن أبي حيان عن يزيد بن حبان قال: انطلقت أنا وحصين

حدثنا حسين بن حسن حدّثنا أبو الجواب حدّثنا عمار بن رزيق عن الأعمش عن يزيد بن حبان عن زيد بن أرقم عن النبيّ

حدّثنا عليّ بن ميمون حدّثنا سعيد بن سلمة عن عبد الملك عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله

حدّثنا أبو بكر ثنا محمّد بن بشر ثنا زكريا حدّثنا عطية عن أبي سعيد الخدري انّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال

حدّثنا أبو مسعود الرازي حدّثنا زيد بن عوف حدّثنا أبو عوانة عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: لمّا رجع رسول الله

ثنا أبو بكر ثنا زيد بن الحباب حدّثنا موسى بن عبيدة حدّثني صدقة بن يسار عن ابن عمر: إنّ النبي خطب

حدّثنا فضل بن سهل عن ابن أبي يونس حدّثنا أبي عن عبد الله بن أبي عبد الله النضري وعن ثور بن يزيد عن عكرمة عن ابن عبّاس: إنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: فذكر الحديث.

حدّثنا سليمان بن عبيد الله الغيلاني حدّثنا أبو عامر حدّثنا كثير بن زيد عن محمّد بن عمر بن عليّ عن أبيه عن عليّ إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال(١) .

ترجمته:

١ - الذهبي : « قال ابن أبى حاتم: صدوق، وقد ولي قضاء أصبهان ستة عشرة سنة وعزل لشيء وقع بينه وبين علي بن متويه، وقيل: ذهبت

____________________

(١). كتاب السنّة ٦٢٨ - ٦٣١.


كتبه بالبصرة في فتنة الزنج فأعاد من حفظه خمسين ألف حديث »(١) .

٢ - وفي ( العبر ): « وكان اماما، فقيها، ظاهريا، صالحا، ورعا، كبير القدر، صاحب مناقب »(٢) .

٣ - اليافعي ( مرآة الجنان ٢ / ٢١٥ ).

٤ - السيوطي ( طبقات الحفاظ ٢٨٠ ).

*(٤٧)*

رواية عبد الله بن احمد بن حنبل

لقد جاء حديث الثقلين في ( المستدرك ) بالسند الآتي: « حدثنا ابو الحسين محمد بن احمد بن تميم الحنظلي ببغداد، ثنا: ابو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، ثنا: يحيى بن حماد. وحدثني ابو بكر محمد بن احمد بن بالويه، وابو بكر احمد بن جعفر البزار، قالا: حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل، حدثني ابى، ثنا: يحيى بن حماد. وثنا ابو نصر احمد بن سهل الفقيه ببخارى، ثنا: صالح بن محمد الحافظ البغدادي، ثنا: خلف بن سالم المخرمي، ثنا: يحيى بن حماد، ثنا ابو عوانة، عن سليمان الأعمش، قال: ثنا حبيب بن ابى ثابت عن ابى الطفيل، عند زيد بن أرقم رضي‌الله‌عنه ، قال: لما رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم امر بدوحات فقممن، قال [ فقال ] كأني قد دعيت فأجبت اني [ قد ] تركت فيكم الثقلين أحدهما اكبر من الآخر، كتاب الله [ تعالى ] وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: ان الله عز وجل مولاي وانا ولي [ مولى ] كل مؤمن، ثم أخذ بيد عليّ رضي‌الله‌عنه فقال: من كنت وليه [ مولاه ] فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٤٠.

(٢). العبر ٢ / ٧٩.


- وذكر الحديث بطوله.

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله، شاهده حديث سلمة بن كهيل عن ابى الطفيل ايضا صحيح على شرطهما »(١) .

كما قال البلخي: « وفي زيادات المسند، قال عبد الله بن احمد بن حنبل حدثني ابى، قال: حدثنا اسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة قال: لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار او خارج من عنده، فقلت له: أنت سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: انّي تارك فيكم الثقلين؟ قال: نعم.

عبد الله بن احمد في ( زيادات المسند ) قال: حدثني ابى، قال: حدثنا اسود بن عامر قال: حدثنا شريك عن الركين عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي اهل بيتي، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

ايضا رواه عبد الله بن احمد، عن أبي سعيد الخدري، وعن زيد بن أرقم »(٢) .

ترجمته:

في ( الكمال - مخطوط ) و ( تهذيب الكمال - مخطوط ) و ( تذهيب التهذيب - مخطوط ) و ( تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٦٥ ) و ( العبر ٢ / ٨٦ ) و ( الكاشف ٢ / ٧١ ) و ( مرآة الجنان ٢ / ٢١٨ ) و ( تهذيب التهذيب ٥ / ١٤١ ) و ( تقريب التهذيب ١ / ٤٠١ ) و ( طبقات الحفاظ ٢٨٨ ) وغير ذلك من الكتب، لكنا سنكتفي هنا بترجمته الواردة في ( تذكرة الحفاظ ) وقد قال ما نصه:

____________________

(١). المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٠٩.

(٢). ينابيع المودة: ٣٢.


« عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل الامام الحافظ الحجة ابو عبد الرحمن، محدث العراق، ولد امام العلماء ابى عبد الله الشيباني المروزي الأصل البغدادي، ولد سنة ثلاث عشرة ومائتين، وسمع من أبيه فأكثر، ومن يحيى بن عبد ربه صاحب شعبة، والهيثم بن خارجة، ومحمد بن ابى بكر المقدمي، وشيبان بن فروخ وطبقتهم، ومنعه أبوه السماع من علي بن الجعد. حدث عنه النسائي، وابن صاعد، وابو بكر النجاد، ودعلج، وإسحاق الكاذى، وابو علي بن الصواف، وابو بكر الشافعي، واحمد بن محمد البناني وابو بكر القطيعي وخلائق.

قال الخطيب: كان ثقة ثبتا فهما. وقال احمد بن المنادي في « تاريخه »: لم يكن احد أروى في الدنيا عن أبيه من عبد الله بن احمد لأنه سمع منه المسند وهو ثلاثون ألفا، والتفسير وهو مائة وعشرون ألفا، سمع ثلثيه والباقي وجادة، وسمع منه التاريخ، والناسخ والمنسوخ، وحديث شعبة، والمقدم والمؤخر من كتاب الله، والقرآن، والمناسك الكبير، وغير ذلك وحديث الشيوخ. وما زلنا نرى اكابر شيوخنا يشهدون لعبد الله بمعرفة الرجال ومعرفة علل الحديث والأسماء والمواظبة على الطلب، حتى أفرط بعضهم وقدمه على أبيه في الكثرة والمعرفة، قال اسماعيل بن محمد بن حاجب سمعت صهيب ابن سليم يقول: سألت عبد الله بن احمد قلت: كم سمعت من أبيك؟ قال: مائة ألف وبضعة عشر ألفا. ويروى عن ابى زرعة [ قال ] قال لي احمد: ابني محفوظ من علم الحديث لا يذاكرنى الا بما لا احفظ. قال عباس الدوري: قال لي ابو عبد الله [ يا عباس ] قد وعى عبد الله علما كثيراً.

وقال ابو علي بن الصواف عنه، قال: كل شيء أقول قال ابى، قد سمعته منه مرتين او ثلاثة وأقله مرة. قلت: مات عبد الله في سن أبيه في شهر جمادى الآخرة سنة ٢٩٠، وكانت جنازته مشهودة، رحمه الله تعالى ».


*(٤٨)*

رواية ابى العباس ثعلب الشيباني

لقد أورد الأزهري رواية ثعلب، وانه قال في معنى الحديث: « سميا ثقلين لان الأخذ بهما ثقيل والعمل بهما ثقيل. قال: وأصل الثقيل ان العرب تقول لكل شيء نفيس خطير مصون: ثقل. فسماهما ثقلين إعظاما لقدرهما وتفخيما لشأنهما »(١) .

ترجمته:

توجد ترجمته في اكثر المعاجم الرجالية، ونحن نكتفي هنا بما ذكره السيوطي في حقه، وهذا نصه: « ثعلب، العلامة المحدث شيخ اللغة والعربية، ابو العباس احمد بن يحيى بن يزيد الشيباني مولاهم البغدادي المقدم في نحو الكوفيين، ولد سنة ٢٠٠ وابتدأ الطلب سنة ٢١٦ حتى برع في علم الحديث، وانما أخرجته في هذا الكتاب لأنه قال: سمعت من عبد الله بن عمر القواريري مائة ألف حديث، وقال الخطيب: كان ثقة ثبتا حجة صالحا مشهورا بالحفظ، مات في جمادى الآخرة سنة ٢٩١ »(٢) .

*(٤٩)*

رواية ابى بكر البزار

لقد اخرج حديث الثقلين في ( مسنده ) بطريقين على ما ينقله السيوطي بقوله: « الحديث الثاني والعشرون - اخرج البزار عن ابى هريرة، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اني [ قد ] خلفت فيكم اثنين لن تضلوا بعدهما، كتاب الله ونسبي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض.

____________________

(١). تهذيب اللغة ٩ / ٧٨.

(٢). طبقات الحفاظ: ٢٩٠.


الحديث الثالث والعشرون - اخرج البزار عن علي عليه‌السلام قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اني مقبوض واني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله تعالى واهل بيتي، وانكم لن تضلوا بعدهما »(١) .

وقد جاءت روايته بهذين الطريقين في ( جواهر العقدين ) و ( استجلاب ارتقاء الغرف ) و ( وسيلة المآل ) و ( الصراط السوي ).

أقول : وراجع: كشف الأستار عن زوائد البزّار الحديث رقم: ٢٦١٢، كما رواه عنه في: مجمع الزوائد ٥ / ١٦٣.

ترجمته:

وقد ترجمنا لابي بكر البزار في بعض مجلدات الكتاب، وذكرنا هناك كلمات بعض الأعاظم في حقه.

*(٥٠)*

رواية ابى نصر القبانى

ذكر الحاكم في رواية أبي نصر لحديث الثقلين فقال: « ثنا: أبو نصر احمد بن سهل الفقيه ببخارى، ثنا: صالح بن محمد الحافظ، ثنا خلف بن سالم المخرمي، ثنا يحيى بن حماد، ثنا: ابو عوانة، عن سليمان الأعمش، قال: ثنا حبيب بن أبى ثابت عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم رضي‌الله‌عنه قال: لما رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن، قال: كأني قد دعيت فأجبت، انّي قد تركت فيكم الثقلين أحدهما اكبر من الآخر كتاب الله تعالى وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: ان الله عز وجل مولاي وانا ولي كل مؤمن. ثم أخذ بيد عليّ رضي‌الله‌عنه فقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه - وذكر الحديث بطوله.

____________________

(١). احياء الميت: ١٩.


هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله »(١) .

ترجمته:

ويكفي في وثاقة الرجل واعتبار رواياته اعتماد الحاكم عليه في ( المستدرك على الصحيحين ) كثيراً، ذاكراً اياه بالتعظيم والاجلال، فقد قال في بعضها: « سمعت ابا نصر احمد بن سهل الفقيه القباني امام عصره ببخارى يقول ».

*(٥١)*

رواية ابى عبد الرحمن النسائي

١ - اورد حديث الثقلين في كتاب [ الخصائص ] حيث قال: « اخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: اخبرنا ابو عوانة، عن سليمان قال حدثنا حبيب بن ابى ثابت، عن ابى الطفيل، عن زيد بن ارقم، قال: لما رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن حجة الوداع ونزل غدير خم امر بدوحات فقممن ثم قال: كأني دعيت فأجبت وانّي قد تركت فيكم الثقلين احدهما اكبر من الاخر: كتاب الله وعترتي اهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: ان الله مولاي وانا ولي كل مؤمن، ثم اخذ بيد علي عليه‌السلام فقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقلت لزيد: سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال: وانه ما كان في الدوحات احد إلا رآه بعينه وسمعه بأذنيه »(٢) .

٢ - و يفهم من عبارة المزي ان النسائي روى هذا الحديث الشريف عن زيد بن أرقم بلفظ آخر مساوق للفظ الاول من ( صحيح مسلم ) فقد قال في مسند زيد بن أرقم:

____________________

(١). المستدرك ٣ / ١٠٩.

(٢). الخصائص: ٩٣.


« يزيد بن حيان التيمي الكوفي عم أبي حيان التيمي، عن زيد بن أرقم حديث ( م، س ): انطلقت انا وحصين بن سبرة، وعمر [ و ] بن مسلم، الى زيد بن أرقم، قال له حصين: يا زيد لقد لقيت خيراً كثيراً، رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . الحديث بطوله. وفيه اني تارك فيكم الثقلين »(١) .

٣ - كما ورد ذكر رواية النسائي لحديث الثقلين في عبارة ( استجلاب ارتقاء الغرف للسخاوى - مخطوط ) حيث يقول:

« وتعجبت من ايراد ابن الجوزي له في ( العلل المتناهية ) بل اعجب من ذلك قوله: انه حديث لا يصح؟ مع ما سيأتي من طرقه التي بعضها في ( صحيح مسلم ) وكذا النسائي باللفظ الاول، وأحمد، والدارمي في مسنديهما ».

ترجمته:

ترجم له كبار الحفاظ والمؤرخين، وهذه قائمة بأسماء طائفة من مصادر ترجمته:

١ - وفيات الاعيان ٢ / ٥٩.

٢ - تتمة المختصر ٢ / ٣٥١.

٣ - مرآة الجنان ٢ / ٢٤٠.

٤ - العبر ٢ / ١٢٣.

٥ - طبقات السبكى ٣ / ١٤.

٦ - طبقات الاسنوى ٢ / ٤٨٠.

٧ - تهذيب التهذيب ١ / ٣٦.

٨ - تهذيب الكمال ( مخطوط ).

٩ - تراجم الحفاظ ( مخطوط ).

____________________

(١). تحفة الاشراف بمعرفة الاطراف للحافظ المزي.


*(٥٢)*

رواية ابى يعلى الموصلي

١ - اخرج روايته لحديث الثقلين، السيوطي بقوله: « الحديث الثامن، أخرج أحمد وأبو يعلى، عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: اني أوشك أن أدعى فأجيب، وانّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يتفرقا حتّى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما »(١) .

٢ - السخاوي في ذكر طرق هذا الحديث الشريف: « وحديث أبي سعيد عند أحمد في مسنده من حديث الاعمش وكذا من حديث أبي اسرائيل الملائي اسماعيل بن خليفة وعبد الملك بن أبي سليمان. ورواه الطبراني في الاوسط من حديث كثير النواء، أربعتهم عن عطية ورواه أبو يعلى وآخرون »(٢) .

٣ - السمهودي بعد نقل حديث الثقلين بلفظ الترمذي وأحمد « واخرجه أيضاً الطبراني في الاوسط، وأبو يعلى، وغيرهما وسنده لا بأس به »(٣) .

٤ - أحمد بن الفضل بن باكثير بعد ذكر حديث الثقلين عن أبي سعيد الخدري: « أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده، والطبراني في الاوسط وأبو يعلى وغيرهم، وسنده لا بأس به »(٤) .

٥ - و البدخشاني: « وأخرج أبو يعلى والطبراني في الكبير عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أيها الناس، انّي تارك فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا بعدي أمرين: أحدهما أكبر من

____________________

(١). احياء الميت: ١٢.

(٢). استجلاب ارتقاء الغرف - مخطوط.

(٣). جواهر العقدين - مخطوط.

(٤). وسيلة المآل - مخطوط.


الآخر كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي فانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض »(١) .

ترجمته:

ترجم له كبار القوم مع الاجلال والتعظيم، كما يظهر ذلك من مراجعة كتب الرجال مثل:

١ - تذكرة الحفاظ ٢ / ٧٠٧.

٢ - العبر ٢ / ١٣٤.

٣ - الوافي بالوفيات ٧ / ٢٤١.

٤ - مرآة الجنان ٢ / ٢٤٩.

٥ - طبقات الحفاظ ٣٠٦.

*(٥٣)*

رواية ابن جرير الطبري

١ - ذكر روايته لحديث الثقلين، الملا علي المتقي بقوله: « فضائل علي رضي‌الله‌عنه مسند زيد بن أرقم، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة [ عن زيد ابن أرقم - ظ ]، قال: لما رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع فنزل غدير خم أمر بدوحات فقممن، ثم قام فقال: كأني قد دعيت فأجبت واني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الاخر كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن. ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت وليه فعلي وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقلت لزيد: أنت سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ فقال: ما

____________________

(١). مفتاح النجا - مخطوط.


كان في الدوحات أحد الا قد رآه بعينه وسمعه بأذنه.ابن جرير.

أيضاً عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، مثل ذلك. ابن جرير »(١) .

٢ - كما ذكره أيضاً بقوله « عن زيد بن ارقم قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنشدكم الله في أهل بيتي مرتين. ابن جرير.

أيضاً عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم، قال: قام فينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطيبا بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله واثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد، أيها الناس! اني انتظر أن يأتيني رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم الثقلين أحدهما كتاب الله فيه الهدى والصدق فاستمسكوا بكتاب الله وخذوا به، فرغب في كتاب الله وحث عليه ثم قال: وأهل بيتي، اذكركم الله في أهل بيتي، ثلاث مرات. فقيل لزيد: ومن أهل بيته؟ ألسن [ أليس ] نساؤه من أهل بيته؟ فقال زيد: ان نساءه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قيل: ومن هم؟ قال: هم آل العباس وآل علي وآل جعفر وآل عقيل. قيل: أكل هؤلاء يحرم الصدقة؟ قال: نعم. ابن جرير.

أيضاً، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم ابن جرير »(٢) .

ولقد روى ابن جرير هذا الحديث عن الامام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، بالاضافة الى روايته عن زيد بن أرقم، وأبي سعيد الخدري، كما سبق آنفاً من عبارة المتقي في ( كنز العمال ).

ترجمته:

ترجم له كبار الحفاظ والأئمة ووصفوه بما يفوق الحد والوصف، وقد

____________________

(١). كنز العمال ١٥ / ٩١.

(٢). كنز العمال ١٦ / ٢٥٢ - ٢٥٣.


ذكرنا شطراً من مآثره في بعض مجلدات الكتاب نقلا عن عدة من معاجم الرجال مثل:

١ - تاريخ بغداد ٢ / ١٦٢.

٢ - الوافي بالوفيات ٢ / ٢٨٤.

٣ - تذكرة الحفاظ ٢ / ٧١٠.

٤ - تهذيب الاسماء واللغات ١ / ٧٨.

٥ - مرآة الجنان ٢ / ٢٦١.

٦ - طبقات السبكي ٣ / ١٢٠.

٧ - طبقات الحفاظ ٣٠٧.

٨ - طبقات المفسرين ٢ / ١٠٦.

٩ - تتمة المختصر ١ / ٣٥٦.

١٠ - الاعلام بأعلام البلد الحرام ١٣١.

١١ - طبقات ابن قاضي شهبة ١ / ١٠١.

١٢ - النجوم الزاهرة ٣ / ٢٠٥.

*(٥٤)*

رواية أبى بشر الدولابي

١ - اخرج روايته لحديث الثقلين السخاوي حيث قال: « وأما حديث علي فهو عند اسحاق بن راهويه في مسنده من طريق كثير بن زيد عن محمد بن عمر بن عليّ بن ابى طالب، عن أبيه، عن جده على رضي‌الله‌عنه ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: تركت فيكم ما ان اخذتم به لن تضلوا كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم واهل بيتي.

و كذا رواه الدولابي في - الذرية الطاهرة »(١) .

____________________

(١). استجلاب ارتقاء الغرف - مخطوط.


٢ - السمهودي في ( جواهر العقدين - مخطوط ) بعد ذكره الحديث عن طريق كثير بن زيد ( وهو سند جيد ) وكذا رواه الدولابي في ( الذرية الطاهرة ).

٣ - واشار احمد بن فضل بن باكثير في ( وسيلة المآل - مخطوط ) الى رواية الدولابي لحديث الثقلين.

٤ - الشيخاني القادرى في ( الصراط السوي - مخطوط ) عند ذكر هذا الحديث.

أقول : وهذا نصّ روايته:

« حدّثنا إبراهيم بن مرزوق نا أبو عامر العقدي حدثني كثير بن زيد عن محمّد بن عمر بن عليّ عن عليّ: إنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حضر الشجرة بخم، قال: فخرج آخذاً بيد عليّ فقال: يا أيّها الناس ألستم تشهدون أنّ الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم، وإنّ الله ورسوله مولاكم؟ قالوا: بلى. قال: من كنت مولاه فإنّ عليّاً مولاه. أو قال: فإنّ هذا مولاه. إنّي تركت فيكم ما إن أخذتم به لم تضلّوا، كتاب الله وأهل بيتي »(١) .

ترجمته:

١ - السمعاني : « سمع محمد بن بشار بندار البصري، واحمد بن ابى شريح الرازي، وابا اسامة عبد الله محمد بن ابى أسامة الحلبي، واحمد بن عبد الجبار العطاردي، وأبا الاشعث أحمد بن المقدام العجلي، ويونس بن عبد الاعلى الصدفي، ومحمد بن عبد الله بن يزيد المقري، ومحمد بن حميد الرازي، وابا بكر احمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، وابراهيم بن سعيد الجوهري، وابراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وعثمان بن عبد الله بن خرزاذ، وابا جعفر احمد بن يحيى الاودي، وابا جعفر محمد بن عوض بن سفيان الطائي وابراهيم بن يعقوب البصري نزيل مصر، وجماعة كثيرة سواهم من أهل

____________________

(١). الذرية الطّاهرة: ١٦٨.


العراقين والحجاز والشام وديار مصر.

روى عنه ابو بكر محمد بن ابراهيم المقري وابو القاسم سليمان بن احمد ابن ايوب الطبراني، وابو محمد الحسن بن رشيق العسكري، وابو حاتم محمد بن حبان التميمي البستي، وابو احمد عبد الله بن عدي الجرجاني وغيرهم »(١) .

٢ - ابن خلكان : « كان عالماً بالحديث والاخبار والتواريخ، سمع الاحاديث بالشام والعراق واعتمد عليه ارباب هذا الفن في النقل، واخبروا عنه في كتبهم ومصنفاتهم المشهورة، وبالجملة فقد كان من الاعلام في هذا الشأن ممن يرجع اليه وكان حسن التصنيف »(٢) .

*(٥٥)*

رواية ابن خزيمة النيسابوري

لقد أورد حديث الثقلين في ( صحيحه ) على ما نقله السخاوي فقال: « أخرجه مسلم، وكذا النسائي باللفظ الاول واحمد والدارمي في مسنديهما، وابن خزيمة في صحيحه وآخرون، كلهم من حديث ابن حيان التيمي يحيى ابن سعيد بن حيان عن يزيد بن حيان »(٣) .

ترجمته:

١ - الذهبي : « ابن خزيمة، الحافظ الكبير امام الائمة شيخ الاسلام ابو بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر السلمي النيسابوري حدث عنه الشيخان خارج صحيحيهما، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم أحد شيوخه، وأحمد بن المبارك المستملي، وابراهيم بن أبي طالب وابو علي النيسابوري، واسحاق بن سعيد النسوى، وأبو عمرو بن حمدان،

____________________

(١). الانساب - الدولابي.

(٢). وفيات الاعيان ٣ / ٤٧٤.

(٣). استجلاب ارتقاء الغرف - مخطوط.


وأبو حامد أحمد بن محمد بن بالويه، وأبو بكر أحمد بن مهران المقري، ومحمد بن أحمد بن بصير، وحفيده محمد بن الفضل بن محمد وخلق لا يحصون قال أبو علي النيسابوري: لم ار مثل ابن خزيمة، وقال أبو أحمد حسنك: سمعت امام الائمة أبا بكر يحكي عن علي بن خشرم عن ابن راهويه أنه قال: احفظ سبعين ألف حديث. فقلت لأبي بكر: فكم يحفظ الشيخ؟ فضربني على رأسي، وقال: ما أكثر فضولك؟ ثم قال: يا بني ما كتبت سواداً في بياض الا وأنا أعرفه، وقال أبو علي النيسابوري: كان ابن خزيمة يحفظ الفقهيات من حديثه كما يحفظ القارئ السورة.

قلت: هذا الامام كان فريد عصره فأخبرني الحسن بن علي، أنا ابن اللتي أنا أبو الوقت، أنا: أبو اسماعيل الانصاري، أنا: عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن صالح، أنا أبى، أنا أبو حاتم بن حبان التميمي، قال: ما رأيت على وجه الارض من يحسن صناعة السنن ويحفظ ألفاظها الصحاح وزياداتها حتى كأن السنن بين عينيه الا محمد بن إسحاق بن خزيمة فقط

قال الدارقطني: كان ابن خزيمة اماماً ثبتاً معدوم النظير »(١) .

٢ - الذهبي أيضاً في العبر في خبر من غبر ( ٢ / ١٤٩ ).

٣ - اليافعي في مرآة الجنان ( ٢ / ٢٦٤ ).

٤ - السبكى : « المجتهد المطلق البحر العجاج، والحبر الذي لا يخاير في الحجى ولا يناظر في الحجاج، جمع أشتات العلوم وارتفع مقداره فتقاصرت عنه طوالع النجوم، وأقام بمدينة نيسابور امامها حيث الضراغم مزدحمة، وفردها الذي رفع بين الافراد علمه، والوفود تفد على ربعه لا يتجنبه منهم الا الاشقى، والفتاوى تحمل منه براً وبحراً وتشق الارض شقاً وكيف لا وهو امام الائمة

وقال الحاكم في ( علوم الحديث ): فضائل ابن خزيمة مجموعة عندي في

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٢ / ٧٢٠.


أوراق كثيرة ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتاباً سوى المسائل، والمسائل المصنفة أكثر من مائة جزء، وله ( فقه حديث بريرة ) في ثلاثة اجزاء »(١) .

٥ - الاسنوى : « قال شيخه الربيع: استفدنا من ابى خزيمة اكثر مما استفاد منا. وكان متقللا، له قميص واحد دائماً فاذا جدد آخر وهب ما كان عليه »(٢) .

٦ - السيوطي : « ابن خزيمة الحافظ الكبير الثبت امام الائمة شيخ الاسلام حدث عنه الشيخان خارج صحيحيهما »(٣) .

٧ - القنوجى بنحو ما تقدم(٤) .

*(٥٦)*

رواية الباغندي الواسطي

أخرج روايته لحديث الثقلين ابن المغازلي قائلا: « أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان الازهري المعروف بابن الصيرفي البغدادي: قدم علينا واسطاً سنة أربعين وأربعمائة، قال: نا أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن يعقوب ابن البواب، نا: محمد بن محمد بن سليمان الباغندي نا: وهبان وهو ابن بقية الواسطي، ثنا خالد بن عبد الله، عن الحسن بن عبد الله، عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم: قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض »(٥) .

____________________

(١). طبقات الشافعية ٣ / ١٠٩.

(٢). طبقات الشافعية ١ / ٤٦٢.

(٣). طبقات الحفاظ: ٣١٠.

(٤). التاج المكلل: ٢٩٨.

(٥). المناقب: ٢٣٤.


ترجمته:

١ - السمعاني : « كان حافظاً عارفاً بالحديث، رحل الى الامصار البعيدة، وعنى به العناية العظيمة واخذ من الحفاظ والائمة. ومات في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة »(١) .

٢ - الذهبي : « الحافظ الاوحد محدث العراق قال القاضي أبو بكر الابهري، سمعت أبا بكر ابن الباغندي يقول: أجبت في ثلاثمائة ألف مسألة في حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

قال الخطيب: رأيت كافة شيوخنا يحتجون به ويخرجونه في الصحيح. وقال محمد بن أحمد بن زهير: هو ثقة لو كان بالموصل لخرجتم اليه ولكنه ينطرح عليكم »(٢) .

٣ - وأيضاً في العبر في خبر من غبر ( ٢ / ١٥٣ ).

*(٥٧)*

رواية أبى عوانة الاسفراييني

أورد حديث الثقلين في كتابه ( المسند الصحيح ) على ما ينقله الشيخ محمود الشيخاني القادري قائلا: « وأخرج أبو عوانة، عن أبي الطفيل، عن زيد بن ارقم رضي‌الله‌عنه ، قال: لما رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منحجة الوداع ، ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن. ثم قال: كأني قد دعيت فأجبت، اني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: ان الله

____________________

(١). الانساب - الباغندي.

(٢). تذكرة الحفاظ ٢ / ٧٣٦.


مولاي وأنا ولي كل مؤمن. ثم أخذ بيد علي رضي‌الله‌عنه ، فقال: من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. فقلت لزيد: سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال: ما كان في الدوحات أحد الا رآه بعينه وسمعه بأذنه.

قال الحافظ الذهبي: هذا حديث صحيح »(١) .

ترجمته:

١ - السمعاني : « فمن مشاهير المحدثين: أبو عوانة يعقوب بن اسحاق ابن ابراهيم بن يزيد الاسفراييني الحافظ، أحد حفاظ الدنيا ومن رحل في طلب الحديث وعنى بجمعه وتعب في كتابته، وكانت له رحل عدة الى العراق والشام والحجاز وديار مصر وفارس واليمن، وصنف: ( المسند الصحيح ) على ( صحيح مسلم بن الحجاج القشيري ) وأحسن، وكان زاهداً عفيفاً متعبداً متقللا»(٢) .

٢ - ابن خلكان : « كان أبو عوانة احد الحفاظ الجوادين والمحدثين المكثرين قال أبو عبد الله الحاكم: أبو عوانة من علماء الحديث وأثباتهم ومن الرحالة في أقطار الارض لطلب الحديث

قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر: حدثني الشيخ الصالح الاصيل أبو عبد الله محمد بن محمد بن عمر الصفار الاسفراييني: ان قبر أبي عوانة باسفراين مزار العالم ومتبرك الخلق

سمعت جدي الامام عمر بن الصفار رحمه الله تعالى ونظر الى القبور حول قبر الامام الاستاذ أبي اسحاق، وأشار الى المشهد، وقال: قد قيل هاهنا من الائمة والفقهاء على مذهب الامام الشافعي رضي‌الله‌عنه أربعون اماماً، كان

____________________

(١). الصراط السوى - مخطوط.

(٢). الانساب - الاسفراييني.


كل واحد منهم لو تصرف في المذهب وأفتى برأيه واجتهاده ( يعنى على مذهب الشافعي ) لكان حقيقاً بذلك.

وكان جدي اذا وصل الى مشهد الاستاذ لا يدخله احتراماً بل كان يقبل عتبة المشهد، وهي مرتفعة بدرجات ويقف ساعة على هيئة التعظيم والتوقير، ثم يعبر عنه كالمودع لعظيم الهيبة، واذا وصل الى مشهد أبي عوانة كان أشد تعظيماً له واجلالا وتوقيراً، ويقف أكثر من ذلك. رحمهم ‌الله تعالى أجمعين »(١) .

٣ - الذهبي بنحو ما تقدم(٢) .

٤ - وأيضاً في ( العبر في خبر من غبر ٢ / ١٦٥ ).

٥ - واليافعي في (مرآة الجنان ٢ / ٢٦٩ ).

٦ - السبكى : « وهو أول من أدخل مذهب الشافعي الى اسفراين، أخذه عن المزني والربيع. سمع محمد بن يحيى، ومسلم بن الحجاج، ويونس ابن عبد الاعلى، وعمر بن شبة، وعلي بن حرب، وعلي بن أشكاب، وسعدان ابن نصر وخلقاً سواهم »(٣) .

٧ - الاسنوى : « كان اماماً كبيراً عالماً حافظاً رحلا الى الافاق »(٤) .

٨ - الثعالبي : « صحيح أبي عوانة الاسفراييني وهو مستخرج على صحيح مسلم، وزاد فيه طرقاً في الاشارة، وقليلا من المتون »(٥) .

٩ - القنوجى بنحو ما تقدم(٦) .

____________________

(١). وفيات الاعيان ٥ / ٤٣٦.

(٢). تذكرة الحفّاظ ٢ / ٧٧٩.

(٣). طبقات الشافعية ٣ / ٤٨٧.

(٤). طبقات الشافعية ١ / ٢٠٣.

(٥). مقاليد الاسانيد للثعالبي.

(٦). التاج المكلل: ١٥٠.


*(٥٨)*

رواية عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي

روى حديث الثقلين في ( الجعديّات ) حيث قال:

« حدّثنا بشر بن الوليد نا محمّد بن طلحة عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد: أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: إنّي أوشك أنْ أدعى فأُجيب، وإنّي تارك فيكم الثقلين، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض. فانظروا بما تخلفوني فيهما »(١) .

و لقد أخرج روايته لحديث الثقلين الحموي بقوله: « أخبرتنا الشيخة الصالحة زينب بنت القاضي عماد الدين أبي صالح نصر بن عبد الرزاق بن الشيخ قطب وقته عبد القادر، سماعاً عليها بمدينة السلام بغداد عصر يوم الجمعة السادس والعشرين من صفر سنة اثنتين وسبعين وستمائة، قيل لها: أخبرك الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن السقاء، قراءة عليه وانت تسمعين في خامس رجب سنة سبع عشرة وستمائة بالمدرسة القادرية؟ قالت: نعم؟ قال: أنبأنا أبو القاسم سعيد بن احمد بن البناء، وأبو محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي في جمادى الاولى سنة اثنتين واربعين وخمسمائة، قالا: أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد الريسى [ الزينبي ]، قال: أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن المخلص، قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، أنبأنا بشر بن الوليد الكندي، أنبأنا محمد بن طلحة عن الاعمش، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: اني أوشك أن أدعى فأجيب واني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي أهل بيتي، وان اللطيف الخبير أخبرنى أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا ما

____________________

(١). مسند ابن الجعد ٢ / ٩٧٢.


تخلفوني فيهما »(١) .

ترجمته:

وقد ترجم لابي القاسم البغوي المذكور كبار علماء وحفاظ أهل السنة، ذكرنا طرفاً من ترجمته في مجلد حديث الطير نقلا عن:

١ - تذكرة الحفاظ ٢ / ٧٣٧.

٢ - العبر ٢ / ١٠٧.

٣ - طبقات الحفاظ ٣١٢.

*(٥٩)*

رواية ابن عبد ربه القرطبي

لقد أخرج حديث الثقلين في ( العقد الفريد ) ضمن خطبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كما سيأتي ان شاء الله تعالى.

ترجمته:

وتوجد ترجمة ابن عبد ربه في كثير من كتب التاريخ والرجال المشهورة، وقد ذكرنا له ترجمة مفصلة في مجلد حديث الطير عن:

١ - وفيات الأعيان ١ / ٩٢.

٢ - المختصر ٢ / ٨٧.

٣ - تتمة المختصر ١ / ٣٧٧.

٤ - مرآة الجنان ٢ / ٢٩٥.

٥ - بغية الوعاة ١٦١.

____________________

(١). فرائد السمطين ٢ / ٢٧٢.


*(٦٠)*

رواية ابن الانباري

١ - لقد أخرج حديث الثقلين في كتاب ( المصاحف ) على ما ينقله السيوطي قائلا: « وأخرج الترمذي وحسنه وابن الأنباري في ( المصاحف ) عن زيد بن أرقم رضي‌الله‌عنه ، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما اعظم من الاخر كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي اهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما »(١) .

٢ - و أخرجه برواية زيد بن ثابت أيضاً، على ما ينقله البدخشاني عند ذكر طرق هذا الحديث الشريف بقوله: « ولفظه عند الحافظين أبي محمد عبد الله بن حميد الكشي وأبي بكر محمد بن القاسم المعروف بابن الانباري، عن زيد بن ثابت: انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض »(٢) .

ترجمته:

١ - السمعاني : « كان صدوقاً فاضلا ديناً خيراً من اهل السنة، وصنف كتباً كثيرة في علم القرآن وغريب الحديث والمشكل والوقف والابتداء والرد على من خالف مصحف العامة. وكان يملي وأبوه حي، يملي هو في ناحية من المسجد وأبوه في ناحية اخرى، وكان يحفظ ثلاثمائة الف بيت شاهد في القرآن، وكان يملى من حفظ، وما كتب عنه الاملاء قط الا من حفظه »(٣) .

____________________

(١). الدر المنثور ٦ / ٧.

(٢). مفتاح النجا - مخطوط.

(٣). الانساب - الانباري.


٢ - ابن خلكان : « وكان صدوقاً ثقة ديناً خيراً من أهل السنة ذكره الخطيب في تاريخ بغداد وأثنى عليه. قيل: انه كان يحفظ مائة وعشرين تفسيراً للقرآن بأسانيدها.

وحكى أبو الحسن الدارقطني انه حضر في مجلس املائه يوم جمعة، فصحف اسماً أورده في اسناد حديث، اما كان ( حيان ) فقال ( حبان ) أو ( حبان ) فقال ( حيان ). قال الدارقطني: فأعظمت أن يحمل عن مثله في فضله وجلالته وهم، وهبت أن أوقفه على ذلك، فلما انقضى الاملاء تقدمت الى المستملي فذكرت له وهمه وعرفته صواب القول فيه وانصرفت، ثم حضرت الجمعة الثانية في مجلسه، فقال أبو بكر: عرف جماعة الحاضرين انا صحفنا الاسم الفلاني لما أملينا حديث كذا في الجمعة الماضية، ونبهنا ذلك الشاب على الصواب، وهو كذا، وعرف ذلك الشاب انا رجعنا الى الاصل فوجدناه كما قال »(١) .

٣ - اليافعي كما تقدم(٢) .

*(٦١)*

رواية ابى عبد الله الضبي المحاملي

لقد أخرج حديث الثقلين في ( أماليه ) وصرح بصحته، كما ينقل ذلك الملا على المتقى حيث يقول: « عن عليّ عليه‌السلام ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حضر الشجرة بخم، ثم خرج آخذاً بيد علي فقال: ايها الناس ألستم تشهدون ان الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم وان الله ورسوله مولاكم؟ قالوا: بلى! قال: فمن كان الله ورسوله مولاه فان هذا مولاه، وقد تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم وأهل بيتي.

____________________

(١). وفيات الاعيان ٣ / ٤٦٣.

(٢). مرآة الجنان ٢ / ٢٩٤.


ابن جرير، وابن أبي عاصم، والمحاملي في أماليه وصحح »(١) .

ترجمته:

وترجم المحاملي أكثر أصحاب الكتب الرجالية والمؤرخين، أنظر:

١ - الانساب - المحاملي.

٢ - الكامل ٨ / ١٣٩.

٣ - العبر ٢ / ٢٢٢.

٤ - مرآة الجنان ٢ / ٢٩٧.

٥ - طبقات الحفاظ ٣٤٣.

٦ - تاريخ بغداد ٨ / ١٩.

قالالذهبي : « المحاملي، القاضي الامام العلامة الحافظ، شيخ بغداد ومحدثها أبو عبد الله الحسين بن اسماعيل بن محمد الضبي البغدادي قال الخطيب: كان فاضلا ديناً صادقاً شهد عند القضاة وله عشرون سنة، ولي قضاء الكوفة ستين سنة، وقال ابن جميع الغساني: عند المحاملي سبعون نفساً من أصحاب سفيان بن عيينة، وقال أبو بكر الداودي: كان يحضر مجلس المحاملي عشرة آلاف رجل، واستعفى من القضاء قبل عشرين وثلاثمائة وكان محموداً في ولايته »(٢) .

*(٦٢)*

رواية احمد بن محمد بن سعيد ( ابن عقدة )

لقد أخرج حديث الثقلين في ( كتاب الولاية ) المعروف بـ ( كتاب الموالاة ) أيضاً بثمان طرق، كما ينقل ذلك السخاوي في ( استجلاب ارتقاء الغرف - مخطوط ).

____________________

(١). كنز العمال ١٥ / ١٢٢ - ١٢٣.

(٢). تذكرة الحفاظ ٣ / ٨٢٤.


ولقد أوردها السمهودي في ( جواهر العقدين - مخطوط ) وابن باكثير المكي في ( وسيلة المآل - مخطوط ) ايضاً.

أما الشيخاني القادري فقد أورد في ( الصراط السوي - - مخطوط ) روايتين منها فقط.

ترجمته:

ترجم له أرباب المعاجم الرجالية مع الاجلال والتكريم، وقد ذكرنا له ترجمة مفصلة في مجلد حديث الغدير

*(٦٣)*

رواية دعلج السجزى

أخرج روايته لحديث الثقلين الحاكم بعد ذكر الحديث عن طريق زيد بن أرقم، حيث قال: « شاهده: حديث سلمة بن كهيل، عن أبي الطفيل أيضاً صحيح على شرطهما. حدثنا [ ه‍ ] أبو بكر بن اسحاق، ودعلج ابن أحمد السجزى، قالا: أنبأ محمد بن أيوب، ثنا الازرق بن علي، ثنا حسان ابن ابراهيم الكرماني، ثنا محمد بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن أبى الطفيل عامر بن واثلة أنه سمع زيد بن أرقم رضي‌الله‌عنه يقول: نزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين مكة والمدينة عند سمرات [ شجرات ] خمس دوحات عظام، فكنس الناس ما تحت السمرات [ الشجرات ]، ثم راح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عشية فصلى ثم قام خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه، وذكر ووعظ فقال ما شاء الله أن يقول، ثم قال: أيها الناس، انّي تارك فيكم أمرين لن تضلوا ان اتبعتموهما، وهما كتاب الله واهل بيتي عترتي، ثم قال: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ثلاث مرات، قالوا: نعم، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعليّ مولاه »(١) .

____________________

(١). المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٠٩ - ١١٠.


ترجمته:

١ - الذهبي : « كان من أوعية العلم وبحور الرواية، روى عنه: الدارقطني، والحاكم، وابن زرقويه، وأبو إسحاق الاسفراييني، وأبو القاسم بن بشران وعدد كثير، قال الحاكم: أخذ دعلج عن ابن خزيمة المصنفات، قال: وكان يفتي بمذهبه وكان شيخ أهل الحديث، وله صدقات جارية على أهل الحديث بمكة والعراق وسجستان. قال الحاكم: سمعت الدارقطني يقول: صنف دعلج ( المسند الكبير ) ولم أر في مشايخنا أثبت منه. وسمعت عمر البصري يقول: ما رأيت ببغداد من انتخبت عليهم أصح كتباً منه ولا أحسن سماعاً »(١) .

٢ - وأيضاً في العبر في خبر من غبر ( ٦ / ٢٩١ ) بمثل ما مر.

٣ - وكذااليافعي في مرآة الجنان ( ٢ / ٣٤٧ ).

٤ - السبكى : « قال الحاكم: سمعت الدارقطني يقول: صنفت لدعلج ( المسند الكبير ) فكان اذا شك في حديث ضرب عليه، ولم أر في مشايخنا أثبت منه. قال الحاكم اشترى دعلج بمكة دار العباسية بثلاثين الف دينار قال: ويقال: لم يكن في الدنيا من التجار أيسر من دعلج، وقال الخطيب: بلغني أنه بعث بالمسند الى ابن عقدة لينظر فيه وجعل في الاجزاء بين كل ورقتين دينارا»(٢) .

٥ - السيوطي : « دعلج بن احمد بن دعلج، الامام الفقيه محدث بغداد سمع البغوي ومنه الدارقطني والحاكم، وكان من أوعية العلم وبحور الرواية وشيخ أهل الحديث. صنف ( المسند الكبير ) ومات في جمادى الآخرة سنة ٣٥١ وخلف ثلاثمائة الف دينار »(٣) .

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٣ / ٨٨١.

(٢). طبقات الشافعية ٣ / ٢٩١.

(٣). طبقات الحفاظ: ٣٦٠.


*(٦٤)*

رواية ابن الجعابي

١ - أخرج روايته لحديث الثقلين، العلامة السخاوي بقوله: « ورواه الجعابي من حديث عبد الله بن موسى، عن أبيه عن عبد الله بن حسن، عن أبيه، عن جده، عن عليّ رضي‌الله‌عنه ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: اني مخلف فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله عز وجل طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم وعترتي اهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض »(١) .

٢ - السمهودي حيث قال: « ورواه الجعابي في الطالبيين من حديث عبد الله بن موسى الخ»(٢) .

ترجمته:

ترجم له اعلام المؤرخين، وقد ذكرنا ترجمة مفصلة له في مجلد حديث مدينة العلم، فلا حاجة الى اعادتها هنا

*(٦٥)*

رواية سليمان بن احمد الطبراني

لقد أخرج حديث الثقلين في معاجمه الثلاثة بطرق عديدة، وألفاظ مختلفة:

١ - ففي ( المعجم الصغير ) برواية أبي سعيد الخدري: « حدثنا الحسن ابن محمد بن مصعب الاشانى [ الاشناني ] الكوفي، حدثنا عباد بن يعقوب الاسدي، حدثنا عبد الرحمن المسعودي، عن كثير النواء، عن عطية العوفي، عن أبى سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّى تارك

____________________

(١). استجلاب ارتقاء الغرف - مخطوط.

(٢). جواهر العقدين - مخطوط.


فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الاخر، كتاب الله جل وعز، حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي أهل بيتي، وانهما لن يتفرقا [ يفترقا ] حتى يردا علي الحوض.لم يروه عن كثير النواء الا المسعودي ».

٢ - وأيضاً في ( المعجم الصغير ) برواية ابى سعيد بسند آخر(١) .

٣ - وأخرجه في ( المعجم الاوسط ) كما ذكر السخاوي والسمهودي.

٤ - و في ( المعجم الكبير ) حيث قال:

« حدثنا احمد بن مسعود المقدسي، ثنا: الهيثم بن سليمان الخزاز ( ح )، وثنا: ابو حصين القاضي، ثنا: يحيى الحماني قالوا: ثنا: شريك، عن الركين ابن الربيع، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: انّي قد تركت فيكم خليفتين، كتاب الله واهل بيتي، وانهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض »(٢) .

« حدثنا عبيد بن غنام، ثنا ابو بكر بن ابى شيبة، ثنا شريك، عن الركين بن الربيع، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت يرفعه قال: انّي قد تركت فيكم الخليفتين، كتاب الله وعترتي، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض »(٣) .

« حدثنا عبيد بن غنام، ثنا: ابو بكر بن ابى شيبة، ثنا: عمر بن سعد ابو داود الحضري، ثنا: شريك، عن الركين بن الربيع، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم الثقلين من بعدي، كتاب الله عز وجل وعترتي اهل بيتي، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض »(٤) .

____________________

(١). المعجم الصغير ١ / ١٣٥.

(٢). المعجم الكبير ٥ / ١٧٠.

(٣). المعجم الكبير ٥ / ١٧١.

(٤). المعجم الكبير ٥ / ١٧١.


« حدثنا محمد بن حيان المازني، حدثنا كثير بن يحيى، ثنا: ابو كثير بن يحيى، ثنا: ابو عوانة وسعيد بن عبد الكريم بن سليط الحنفي، عن الاعمش، عن حبيب بن ابي ثابت، عن عامر بن واثلة، عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقمت ثم قال فقال: كأني قد دعيت فأجبت، انّي تارك فيكم الثقلين أحدهما اكبر من الآخر، كتاب الله وعترتي اهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: ان الله مولاي وانا ولي كل مؤمن، ثم أخذ بيد عليّ فقال: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه

فقلت لزيد: أنت سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟

فقال: ما كان في الدوحات احد الّا قد رآه بعينيه وسمعه بأذنيه »(١) .

« حدثنا احمد بن عمرو القطراني، ثنا: محمد بن الطفيل ( ح ) وحدثنا ابو حصين القاضي، ثنا: يحيى الحماني قالا: ثنا: شريك، عن الاعمش، عن حبيب بن ابي ثابت، عن ابي الطفيل، عن زيد بن ثابت، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثله »(٢) .

« حدثنا محمد بن عبد الله الضرمي، ثنا: جعفر بن حميد، وحدثنا محمد ابن عثمان بن ابى شيبة، حدثنا النصر بن سعيد ابو صهيب، قالا: عبد الله بن بكير، عن حكيم بن جبير، عن ابى الطفيل، عن زيد بن أرقم، قال: نزل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم الجحفة، ثم اقبل على الناس فحمد الله واثنى عليه ثم قال: انى لا اجد لنبيّ الّا نصف عمر الذي قبله وانى اوشك ان ادعى فاجيب فما أنتم قائلون؟ قالوا: نصحت. قال أليس تشهدون ان لا اله الّا الله وان محمدا عبده ورسوله، وان الجنّة حق، والنّار حق، وان البعث بعد

____________________

(١). المعجم الكبير ٥ / ١٨٥.

(٢). المعجم الكبير ٥ / ١٨٦.


الموت حق؟ قالوا: نشهد. قال: فرفع يديه فوضعهما على صدره، ثم قال: وانا اشهد معكم. ثم قال: ألا تسمعون؟ قالوا: نعم، قال: فاني فرطكم على الحوض وأنتم واردون علي الحوض وان عرضه ابعد ما بين صنعاء وبصرى، فيه اقداح عدد النجوم من فضة، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين. فنادى مناد: وما الثقلان يا رسول الله؟ قال: كتاب الله طرف بيد الله ( عز وجل ) وطرف بأيديكم، فاستمسكوا به لا تضلوا، والآخر عترتي. وان اللطيف الخبير نبأني انهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. وسألت ذلك لهما ربي، فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم فانهم اعلم منكم.

ثم اخذ بيد علي رضي‌الله‌عنه فقال: من كنت اولى به من نفسي فعليّ وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(١) .

« حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا: عمرو بن عون الواسطي، ثنا: خالد ابن عبد الله، عن الحسن بن عبيد الله، عن ابى الضحى، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي اهل بيتي، وانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض »(٢) .

« حدثنا معاذ بن المثنى، ثنا: على بن المديني، ثنا: جرير بن عبد الحميد، عن الحسن بن عبيد الله، عن ابى الضحى، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي اهل بيتي، وانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض »(٣) .

« حدثنا ابو حصين القاضي، ثنا: يحيى الحماني، ثنا: جرير بن عبد الحميد، عن الحسن بن عبيد الله، عن ابى الضحى عن زيد بن أرقم، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثله »(٤) .

____________________

(١). المعجم الكبير ٥ / ١٨٦ - ١٨٧.

(٢). المعجم الكبير ٥ / ١٩٠.

(٣). المعجم الكبير ٥ / ١٩٠.

(٤). المعجم الكبير ٥ / ١٩٠.


« حدثنا على بن عبد العزيز، ثنا: أبو نعيم، ثنا: كامل أبو العلاء، قال: سمعت حبيب بن أبي ثابت يحدث، عن يحيى بن جعدة، عن زيد بن أرقم، قال: خرجنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى انتهينا إلى غدير خم أمر بدوح فكسح في يوم ما اتى علينا يوم كان أشد حراً منه، فحمد الله واثنى عليه وقال: يا ايها الناس: انه لم يبعث نبى قط الّا عاش نصف ما عاش الذين كانوا قبله وانى اوشك ان أدعى فاجيب وانّي تارك فيكم ما لن تضلوا بعده، كتاب الله. ثم قام واخذ بيد عليّ رضي‌الله‌عنه فقال: يا ايها الناس: من اولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: الله ورسوله اعلم. قال: من كنت مولاه فعليّ مولاه »(١) .

٥ - وتجد روايته لحديث الثقلين في ( الدر المنثور ٢ / ٦٠ ) و ( احياء الميت ٢٧، ٣٠ ) وفي ( كنز العمال ) و ( الصواعق ) و ( السيرة الحلبية ) وغيرها.

ترجمته:

وقد ترجم الطبراني وأثنى عليه كبار الائمة وكافة أرباب الكتب الرجالية، مثل:

ابن خلكان في وفيات الاعيان ( ٢ / ٢١٥ ).

والسمعاني في الانساب ( الطبراني ).

والذهبي في تذكرة الحفاظ ( ٣ / ٩١٢ ) والعبر ( ٢ / ٣١٥ ).

واليافعي في مرآة الجنان ( ٢ / ٣٧٢ ).

وابن الجزري في ( طبقات القراء ).

والقنوجي في التاج المكلل (٥٤).

ولغرض الاختصار نقتصر على ما ورد من ترجمته في طبقات الحفاظ

____________________

(١). المعجم الكبير ٥ / ١٩٢.


للسيوطي حيث يقول:

« الطبراني - الامام العلامة الحجة، بقية الحفاظ أبو القاسم سليمان ابن أحمد ابن أيوب بن مطير اللخمي الشامي. مسند الدنيا وأحد فرسان هذا الشأن. ولد بعكا في صفر سنة ٢٦٠، وسمع في سنة ٢٧٣، بمدائن الشام والحجاز واليمن ومصر وبغداد والكوفة والبصرة وأصبهان والجزيرة وغير ذلك، وحدث عن ألف شيخ أو يزيدون.

صنف ( المعجم الكبير ) وهو المسند، ولم يسبق فيه من مسند المكثرين الا ابن عباس وابن عمر، فأما أبو هريرة، وأنس، وجابر، وأبو سعيد، وعائشة فلا بد، ولا حديث جماعة من المتوسطين، لانه أفرد لكل مسنداً فاستغنى عن اعادته. وله ( المعجم الاوسط ) على شيوخه، فأتى عن كل شيخ بما له من الغرائب فهو نظير ( الافراد ) للدارقطني، وكان يقول: هذا الكتاب روحي، فانه تعب عليه. و ( المعجم الصغير ) وهو عن كل شيخ له حديث

قال أبو العباس الشيرازي: كتبت عن الطبراني ثلاثمائة ألف حديث، وهو ثقة.

قال الذهبي في ( الميزان ): ومع سعة روايته لم ينفرد بحديث »(١) .

*(٦٦)*

رواية أبي بكر القطيعي

أخرج روايته لحديث الثقلين الحاكم بالسند الآتي:

« حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم الحنظلي ببغداد، ثنا: أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، ثنا: يحيى بن حماد، وحدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، وأبو بكر أحمد بن جعفر البزاز، قالا: ثنا: عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا: يحيى بن حماد، وثنا: أبو نصر أحمد

____________________

(١). طبقات الحفاظ: ٣٧٢.


ابن سهل الفقيه ببخارى، ثنا: صالح بن محمد الحافظ البغدادي، ثنا: خلف ابن سالم المخرمي، ثنا: يحيى بن حماد، ثنا: أبو عوانة، عن سليمان الاعمش قال: ثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم رضي‌الله‌عنه قال: لما رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن، فقال: كأني قد دعيت فأجبت، اني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الاخر، كتاب الله تعالى وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: الله عز وجل مولاي وأنا ولي كل مؤمن، ثم أخذ بيد عليّ رضي‌الله‌عنه ، فقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه »(١) .

ترجمته:

١ - السمعاني : « المحدث المشهور أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب القطيعي - من قطيعة الدقيق محلة في أعلى غربي بغداد - يروى عن إسحاق وابراهيم الحربيين والكديمي وأبى مسلم الكشي، وكان يروي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ( المسند ) عن أبيه، وكان مكثراً، يروي عنه: أبو عبد الله الحافظ ابن البيع، وأبو نعيم الحافظ الاصبهاني، في جماعة كثيرة آخرهم أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، ومات في ذي الحجة سنة ثمان وستين وثلاثمائة»(٢) .

٣ - الذهبي : « وكان شيخاً صالحاً »(٣) .

____________________

(١). المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٠٩.

(٢). الأنساب - القطيعي.

(٣). العبر ٢ / ٣٤٦.


*(٦٧)*

رواية الازهري اللغوي

١ - لقد أورد حديث الثقلين في كتاب ( تهذيب اللغة ) في مادة ( عثرة ) على ما ذكر العلامة ابن منظور حيث قال:

« قال الازهري رحمه‌الله : وفي حديث زيد بن ثابت، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اني تارك فيكم الثقلين خلفي، كتاب الله وعترتي فانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. وقال: قال محمد بن اسحاق: وهذا حديث صحيح، ورفعه نحو زيد بن أرقم وأبو سعيد الخدري، و في بعضها: اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فجعل العترة أهل البيت »(١) .

٢ - و أورده في مادة ( ثقل ) من كتابه قائلا: « التهذيب: وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال في آخر عمره: اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، فجعلهما كتاب الله عز وجل وعترته. وقد تقدم ذكر العترة. وقال ثعلب: سمّيا ثقلين لان الاخذ بهما ثقيل، والعمل بهما ثقيل. قال: وأصل الثقل ان العرب تقول لكل شيء نفيس خطير مصون ثقل، فسماهما ثقلين إعظاما لقدرهما وتفخيماً لشأنهما، وأصله في بيض النعام المصون، وقال ثعلبة ابن صغير المازني يذكر الظليم والنعامة:

فتذكرا ثقلا رشيداً بعدما

ألقت ذكاء يمينها في كافر

ويقال للسيد العزيز ثقل من هذا، وسمى الله تعالى الجن والانس الثقلين سميا ثقلين، لتفضيل الله تعالى اياهما على سائر الحيوان المخلوق في

____________________

(١). لسان العرب ٤ / ٥٣٨.


الارض بالتمييز والعقل الذي خصا به »(١) .

٣ - وأورده في مادة ( حبل ) قائلا: « وفي حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أوصيكم بكتاب الله وعترتي أحدهما أعظم من الاخر كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض. قال أبو منصور: وفي هذا الحديث اتصال كتاب الله عز وجل وان كان يتلى في الارض وينسخ ويكتب، ومعنى الحبل الممدود نور هداه، والعرب تشبه النور بالحبل والخيط. قال الله: ( حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ ) . فالخيط الابيض هو نور الصبح اذا تبين للابصار وانفلق، والخيط الاسود دونه في الانارة لغلبة سواد الليل عليه، ولذلك نعت بالاسود ونعت الآخر بالأبيض، والخيط والحبل قريبان من السواء »(٢) .

ترجمته:

١ - ابن خلكان : « كان فقيهاً شافعى المذهب، غلبت عليه اللغة فاشتهر بها، كان متفقاً على فضله وثقته ودرايته وورعه وكان جامعاً لشتات اللغة مطلعاً على اسرارها ودقائقها، وصنف في اللغة كتاب ( التهذيب ) وهو من الكتب المختارة، يكون أكثر من عشر مجلدات، وله تصنيف في غريب الالفاظ التي استعملها الفقهاء في مجلد واحد، وهو عمدة الفقهاء في تفسير ما يشكل عليهم من اللغة المتعلقة بالفقه، وكتاب التفسير »(٣) .

٢ - الذهبي : « روى عن البغوي ونفطويه وأتى ابن السراج، وترك الاخذ عن ابن دريد تورعاً لأنه رآه سكران، وقد بقي الازهري في أسر القرامطة مدة طويلة »(٤) .

____________________

(١). المصدر نفسه ١١ / ٨٨.

(٢). لسان العرب ١١ / ١٣٧.

(٣). وفيات الاعيان ٣ / ٤٥٨.

(٤). العبر ٢ / ٣٥٦.


٣ - اليافعي بنحو ما تقدم(١) .

٤ - وكذا ابن الوردي(٢) .

٥ - السبكى : « كان اماماً في اللغة، بصيراً بالفقه، عارفاً بالمذهب، عالى الاسناد، ثخين الورع، كثير العبادة والمراقبة، شديد الانتصار لالفاظ الشافعي، متحرياً في دينه »(٣) .

٦ - ابن قاضى شهبة : « كان فقيهاً صالحاً غلب عليه علم اللغة وصنف فيه كتاب ( التهذيب ) الذي جمع فيه فأوعى في عشر مجلدات توفي بهراة سنة ٣٧٠ نقل الرافعي عنه مواضع تتعلق باللغة في ضبط السنة »(٤) .

٧ - السيوطي : بنحو ما تقدم(٥) .

*(٦٨)*

رواية محمد بن المظفر البغدادي

لقد أخرج روايته لحديث الثقلين ابن المغازلي بقوله: « أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان، نا: أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى ابن عيسى الحافظ اذناً، نا: محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، نا: سويد، ثنا: علي بن مسهر، عن أبي حيان التيمي، حدثني يزيد بن حيان، قال: سمعت زيد بن أرقم يقول: قام فينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فخطبنا فقال: أما بعد، أيها الناس! انما أنا بشر يوشك أن أدعى فأجيب، واني تارك فيكم الثقلين، وهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في

____________________

(١). مرآة الجنان ٢ / ٣٩٥.

(٢). تتمة المختصر ١ / ٤٢٣.

(٣). طبقات الشافعية ٣ / ٦٣.

(٤). طبقات الشافعية ١ / ١٢٣.

(٥). بغية الوعاة: ٨.


أهل بيتي. قالها ثلاث مرات »(١) .

ترجمته:

١ - الذهبي : « محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ الامام الثقة أبو الحسين البغدادي محدث العراق قال الخطيب: كان ابن المظفر فهما حافظاً صادقاً، وقال البرقاني: كتب الدارقطني عن ابن المظفر ألوف حديث قال السلمي: سألت الدارقطني عن ابن المظفر، فقال ثقة مأمون. فقلت: يقال أنه يميل الى تشيع؟ فقال: قليلا بمقدار ما لا يضر ان شاء الله »(٢) .

٢ - وفي [ العبر في خبر من غبر ] بنحو ما تقدم(٣) .

٣ - الصفدي : « رحل الى الامصار وبرع في علم الحديث ومعرفة الرجال وتوفى في جمادى الاولى سنة ٢٧٩، وسمع الطبري وغيره. وروى عنه الدارقطني وغيره، واتفقوا على فضله وصدقه وثقته »(٤) .

٤ - السيوطي : « قال الخطيب: كان حافظاً صادقاً. قال ابن أبي الفوارس: سألت ابن المظفر من حديث الباغندي عن أبي زيد الحزازي عن عمرو بن عاصم فقال: ما هو عندي، قلت: لعله عندك! قال: لو كان عندي لكنت أحفظه، عندي عن الباغندي مائة ألف حديث ما هذا منها! وكان الدارقطني يجله ويعظمه ولا يستند بحضرته. وقال فيه: ثقة مأمون يميل الى التشيع قليلا. وقال أبو الوليد الباجي: حافظ فيه تشيع، مات يوم الجمعة في جمادى الاولى سنة ٣٧٩ »(٥) .

____________________

(١). المناقب: ٢٣٦.

(٢). تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٨٠.

(٣). العبر ٣ / ١٢.

(٤). الوافي بالوفيات ٥ / ٣٤.

(٥). طبقات الحفاظ: ٣٨٩.


*(٦٩)*

رواية أبى الحسن الدارقطني

لقد ذكر روايته لحديث الثقلين، ابن باكثير المكي بعد ذكر هذا الحديث عن طريق أم سلمة، قال: « و أخرجه محمد بن جعفر البزاز عنها بلفظ: سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مرضه الذي قبض فيه وقد امتلأت الحجرة من أصحابه، قال: أيها الناس، يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً فينطلق بي، وقد قدمت القول معذرة اليكم! الا اني مخلف فيكم كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي. ثم أخذ بيد علي فقال: هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض، فأسألهما عما خلفت فيهما - أخرجه الدارقطني »(١) .

أقول : و أخرجه في ( المؤتلف والمختلف ) عن أبي ذر وأبي سعيد حيث قال:

« حدّثنا أبو القاسم الحسن بن محمّد بن بشر الكوفي الخزاز في سنة إحدى وعشرين، حدثنا الحسين بن الحكم الحبري حدّثنا الحسن بن الحسين العرفي حدّثنا عليّ بن الحسين العبدي عن محمّد بن رستم أبو الصامت الضبي عن زاذان أبي عمر عن أبي ذر: إنّه تعلّق بأستار الكعبة وقال: أيّها الناس! من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب الغفاري وقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول:

إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، سبب بيد الله تعالى وسبب بأيديكم، وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنّ إلهي عزّ وجلّ قد وعدني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض.

____________________

(١). وسيلة المآل - مخطوط.


و سمعته يقول: إنّ مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك »(١) .

و قال: « حدّثنا محمّد بن القاسم بن زكريا حدّثنا عباد بن يعقوب حدّثنا عليّ بن هاشم عن عمرو أبي محرز عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب وعترتي. الحديث. »(٢) .

ترجمته:

له ترجمة في كتب التراجم جميعها، ولكنا نقتصر هنا على ترجمته في بعضها:

١ - الذهبي : « الدارقطني أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد البغدادي الحافظ المشهور، صاحب التصانيف، في ذي القعدة وله ثمانون سنة، روى عنه البغوي وطبقته، ذكره الحاكم فقال: صار أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع، واماماً في القراء والنحاة صادفته فوق ما وصف لي، وله مصنفات يطول ذكرها. وقال الخطيب: كان فريد عصره، وفزيع دهره، ونسيج وحده، وامام وقته، انتهى اليه علم الاثر والمعرفة بالعلل وأسماء الرجال مع الصدق وصحة الاعتقاد والاضطلاع من علوم سوى علم الحديث، منها: القراءة وقد صنف فيها مصنفات، ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء، وبلغني أنه درس فقه الشافعي على أبي سعيد الاصطخري، ومنها المعرفة بالأدب والشعر فقيل: انه كان يحفظ دواوين جماعة. وقال أبو ذر الهروي: قلت للحاكم: هل رأيت مثل الدارقطني؟ فقال: هو امام لم ير مثل نفسه فكيف أنا! وقال البرقاني: كان الدارقطني يملي علي العلل من حفظه. وقال القاضي أبو الطيب

____________________

(١). المؤتلف والمختلف ٢ / ١٠٤٥.

(٢). المؤتلف والمختلف ٤ / ٢٠٦٠.


الطبري: الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث »(١) .

٢ - ابن قاضي شهبة : « قال ابن ماكولا: رأيت في المنام كأني أسأل عن حال الدارقطني في الاخرة، فقيل لي: ذاك يدعى في الجنة بالامام؟ نقل عنه في - الروضة - في أثناء كتاب القضاء في الكلام على الرواية بالاجازة »(٢) .

٣ - القنوجى : « كان عالماً حافظاً فقيهاً على مذهب الامام الشافعي وانفرد بالامامة في علم الحديث في عصره، ولم ينازعه في ذلك أحد من نظرائه وكان عارفاً باختلاف الفقهاء »(٣) .

وانظر: ( وفيات الاعيان ١ / ٣٣١ ) و ( تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٩١ ) و ( طبقات القراء ١ / ٥٥٨ ) و ( طبقات السبكي ٣ / ٤٦٢ ) و ( الكامل ٩ / ٤٣ ) و ( طبقات الحفاظ ٣٩٣ ) و ( الانساب - الدارقطني ) وغيرها.

*(٧٠)*

رواية محمد بن عبد الرحمن المخلص الذهبي

تظهر روايته لحديث الثقلين من مراجعة عبارة الحموي حيث يقول: « أخبرتنا الشيخة الصالحة زينب بنت القاضي عماد الدين أبي صالح نصر ابن عبد الرزاق ابن الشيخ قطب وقته عبد القادر، سماعاً عليها بمدينة السلام بغداد عصر يوم الجمعة السادس والعشرين من صفر سنة اثنتين وسبعين وستمائة. قيل لها: أخبرك الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن علي ابن السقاء، قراءة عليه وأنت تسمعين في خامس رجب سنة سبع عشرة وستمائة بالمدرسة القادرية؟ قالت: نعم؟ قال: أنبأنا أبو القاسم سعيد بن أحمد بن

____________________

(١). العبر ٣ / ٢٨.

(٢). طبقات الشافعية ١ / ١٤٧.

(٣). التاج المكلل ٨٢.


البناء، وأبو محمد بن المبارك ابن أحمد بن بركة الكندي في جمادى الاولى سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. قالا: أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن الريسى قال: أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، أنبأنا بشر بن الوليد الكندي، أنبأنا محمد بن طلحة، عن الاعمش، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: انى أوشك أن أدعى فأجيب، واني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء الى الارض، وعترتي أهل بيتي، وان اللطيف الخبير أخبرنى أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا ما تخلفوني فيهما »(١) .

ترجمته:

قالالسمعاني : « وكان ثقة صدوقاً صالحاً مكثراً من الحديث »(٢) .

*(٧١)*

رواية محمد بن سليمان بن داود البغدادي

لقد روى حديث الثقلين بسنده: « عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قد تركت ما ان تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي »(٣) .

____________________

(١). فرائد السمطين ٢ / ٢٧٢.

(٢). الانساب - المخلص.

(٣). مناقب أهل البيت - مخطوط.


*(٧٢)*

رواية الحاكم النيسابوري

أخرج حديث الثقلين في كتابه في باب مناقب الامام أمير المؤمنين عليه‌السلام بقوله: « حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم الحنظلي ببغداد، ثنا: أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، ثنا: يحيى بن حماد. وحدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، وأبو بكر أحمد بن جعفر البزاز. قالا: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبى، ثنا: يحيى بن حماد، وثنا: أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى، ثنا: صالح بن محمد الحافظ البغدادي، ثنا: خلف بن سالم المخرمي، ثنا: يحيى بن حماد، ثنا: أبو عوانة، عن سليمان الاعمش، قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم رضي‌الله‌عنه ، قال: لما رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن فقال: كأني قد دعيت فأجبت، انّي [ قد ] تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الاخر، كتاب الله تعالى وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: الله عز وجل مولاي وأنا ولى [ مولى ] كل مؤمن، ثم أخذ بيد عليّ رضي‌الله‌عنه ، فقال: من كنت وليه [ مولاه ] فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله، شاهده: حديث سلمة بن كهيل »(١) .

كما أخرج الحديث من طريق آخر(٢) .

ترجمته:

١ - الذهبي : « الحاكم الحافظ الكبير، امام المحدثين أبو عبد الله محمد

____________________

(١). المستدرك ٣ / ١٠٩.

(٢). المصدر ٣ / ١٧٤.


ابن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم الضبي الطهماني النيسابوري المعروف بابن البيع صاحب التصانيف.

ولد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة في ربيع الاول، طلب الحديث من الصغر باعتناء أبيه وخاله فسمع سنة ثلاثين، ورحل الى العراق وهو ابن عشرين وحج ثم جال في خراسان وما وراء النهر فسمع بالبلاد من ألفي شيخ أو نحو ذلك »(١) .

٢ - القنوجى : « امام أهل الحديث في عصره، والمؤلف فيه الكتب التي لم يسبق الى مثلها. كان عالماً عارفاً واسع العلم، تفقه ثم طلب الحديث وغلب عليه فاشتهر به وسمعه من جماعة لا يحصون كثرة، فان معجم شيوخه يقرب من ألفي رجل، حتى روى عمن عاش بعده لسعة روايته وكثرة شيوخه. وصنف في علومه ما يبلغ ألفاً وخمسمائة جزء ناظر الحفاظ وذاكر الشيوخ وكتب عنهم أيضاً وباحث الدارقطني فرضيه، وتقلد القضاء بنيسابور في سنة ٣٥٩ في أيام الدولة السامانية »(٢) .

٣ - البدخشي : « الحاكم لقب به جماعة من اهل الحديث، فمنهم من لقب به لاجل رياسة دنيوية كالحاكم الشهيد ومنهم من لقب به لاجل الرياسة في الحديث، وهما رجلان فاقا أهل عصرهما في معرفة الحديث، أحدهما الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري وليس له ذكر في هذا الكتاب وهو الاكبر. والثاني: الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه النيسابوري صاحب ( المستدرك على الصحيحين ) و ( تاريخ نيسابور ) وغير ذلك من المصنفات وهو الاشهر »(٣) .

وانظر: ( وفيات الاعيان ٣ / ٤٠٨ ) و ( المختصر ٢ / ١٤٤ ) و ( تتمة المختصر ١ / ٤٥٣ ) و ( مرآة الجنان ٣ / ١٤ ) و ( طبقات الاسنوى ١ / ٤٠٥ ) و

____________________

(١). تراجم الحفاظ - مخطوط.

(٢). تذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٣٩.

(٣). التاج المكلل ١١٤.


( طبقات السبكى ٤ / ١٥٥ ) و ( العبر ٣ / ٩١ ).

*(٧٣)*

رواية عبد الملك الخركوشي

أخرج حديث الثقلين في كتابه المسمى بـ ( شرف النبوة ) على ما جاء في ( مناقب السادات ): « الحديث الثالث في ( المشارق ) و ( المصابيح ) و ( شرف النبوة ) و ( الدرر ) و ( تاج الاسامي ) وغير ذلك: انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي فان تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي »(١) .

ترجمته:

وتوجد ترجمة الخركوشي في كثير من كتب التراجم والتواريخ مثل ( الانساب - الخركوشي ) و ( تذكرة الحفاظ ٣ / ٢٥٣ ) و ( العبر ٣ / ٩٦ ) و ( طبقات السبكى ٥ / ٢٢٢ ) و ( طبقات الاسنوى ١ / ٤٧٧ ) ونقتصر هنا بخلاصة ما وصفه به السبكى، قال:

« وكان فقيهاً زاهداً من أئمة الدين وأعلام المؤمنين، ترتجى الرحمة بذكره قال فيه الحاكم: انه الواعظ الزاهد ابن الزاهد، وانه تفقه في حداثة سنّه وتزهد وجالس الزهاد والمجردين الى أن جعله الله خلف الجماعة ممن تقدمه من العباد المجتهدين والزهاد القانعين »(٢) .

*(٧٤)*

رواية ابى اسحاق الثعلبي

لقد أورد حديث الثقلين في تفسيره عند تفسير قوله تعالى ( وَاعْتَصِمُوا

____________________

(١). مناقب السادات لشهاب الدين الدولت آبادي.

(٢). طبقات الشافعية ٥ / ٢٢٢.


بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ) فقال:« حدثنا الحسن بن محمد بن حبيب المفسر، قال: وجدت في كتاب جدي بخطه نا: أحمد بن الاحجم القاضي المرندى، نا، الفضل بن موسى الشيباني، أنا عبد الملك بن أبى سليمان، عن عطية العوفى عن أبى سعيد الخدري، قال: قال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: يا أيها الناس اني قد تركت فيكم خليفتين ان اخذتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي أهل بيتي، ألا وانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض »(١) .

كما ذكر الحديث عند تفسير قوله تعالى: ( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ ) .

ترجمته:

١ - السبكى : « وكان أوحد زمانه في علم القرآن وله كتاب ( العرائس ) في قصص الانبياء عليهم‌السلام »(٢) .

٢ - الاسنوى : « ذكره ابن الصلاح والنووي من الفقهاء الشافعية، وكان اماماً في اللغة والنحو »(٣) .

٣ - الداودي : « كان أوحد أهل زمانه في علم القرآن حافظاً للغة، بارعاً في العربية، واعظاً، موثقاً »(٤) .

وانظر ( وفيات الاعيان ١ / ٦١ ) و ( الوافي بالوفيات ٧ / ٣٠٧ ) و ( العبر ٣ / ١٦١ ) و ( مرآة الجنان ٣ / ٤٦ ) و ( تتمة المختصر ١ / ٤٧٧ ) و ( المختصر ٢ / ١٦٠ ) و ( بغية الوعاة ١٥٤ ) وغيرها.

____________________

(١). الكشف والبيان - مخطوط.

(٢). طبقات الشافعية ٤ / ٥٨.

(٣). طبقات الشافعية ١ / ٤٢٩.

(٤). طبقات المفسرين ١ / ٦٥.


*(٧٥)*

رواية أبى نعيم الاصبهانى

١ - أخرج حديث الثقلين في كتاب ( منقبة المطهرين ) بطرق عديدة وألفاظ كثيرة، عن أبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم وأنس بن مالك والبراء ابن عازب وعن جبير بن مطعم.

٢ - كما أخرج الحديث في ( حلية الاولياء ١ / ٣٥٥ ) وفي كلام العلامة السخاوي في ( استجلاب ارتقاء الغرف - مخطوط ) وكذلك في كلام العلامة السمهودي في ( جواهر العقدين - مخطوط ):

« عن حذيفة بن اسيد الغفاري رضي‌الله‌عنه ، أو زيد بن أرقم رضي‌الله‌عنه قال: لما صدر رسول الله من حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهن، ثم بعث اليهن فقم ما تحتهن من الشوك وعمد اليهن فصلى تحتهن. ثم قام فقال: يا أيها الناس: اني قد نبأني اللطيف الخبير أنه لن يعمر نبي الا نصف عمر الذي يليه من قبله، واني لا ظن أن يوشك أن أدعى فأجيب واني مسؤول وانكم مسؤولون، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وجهدت ونصحت فجزاك الله خيراً. فقال: أليس تشهدون أن لا اله الا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنته حق، وناره حق، وأن الموت حق، وأن البعث حق بعد الموت، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وان الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك؟ قال: اللهم اشهد؟ ثم قال: يا أيها الناس ان الله مولاي وأنا ولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه - يعنى عليّاً - اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. ثم قال: يا أيها الناس انى فرطكم وانكم واردون علي الحوض، حوض أعرض مما بين بصرى الى صنعاء، فيه عدد النجوم قدحان من فضة، واني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟ الثقل الاكبر كتاب الله عز وجل سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي فانه قد نبأني اللطيف


الخبير انهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض.

أخرجه الطبراني في ( الكبير ) والضياء في ( المختارة ) من طريق سلمة ابن كهيل عن أبى الطفيل وهما من رجال ( الصحيح ) عنه بالشك في صحابيته، وأخرجه أبو نعيم في الحلية ».

ترجمته:

١ - الذهبي : « قال أحمد بن محمد بن مردويه: كان ابو نعيم في وقته مرحولا اليه، لم يكن في افق من الافاق احد احفظ منه ولا أسند منه، كان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده وكل يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريد الى قريب الظهر، فاذا قام الى داره ربما كان يقرأ عليه في الطريق جزء، لم يكن له غذاء سوى التسميع والتصنيف.

وقال حمزة بن العباس العلوي: كان أصحاب الحديث يقولون: بقي الحافظ أربع عشرة سنة بلا نظير، لا يوجد لا شرقاً ولا غرباً أعلى اسناداً منه ولا أحفظ منه »(١) .

٢ - الصفدي : « تاج المحدثين وأحد اعلام الدين، له العلو في الرواية والحفظ والفهم والدراية، وكانت الرحال تشد اليه. أملى في فنون الحديث كتباً سارت في البلاد وانتفع به العباد وامتدت أيامه حتى لحق الاحفاد بالاجداد وتفرد بعلو الاسناد »(٢) .

٣ - القنوجى : « الحافظ المشهور صاحب كتاب حلية الاولياء. كان من الاعلام المحدثين واكابر الحفاظ، أخذ عن الافاضل واخذوا عنه وانتفعوا به وكتابه الحلية من أحسن الكتب »(٣) .

وانظر ( العبر ٣ / ١٧٠ و ( وفيات الاعيان ١ / ٧٥ ) و ( طبقات السبكى

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٩٦.

(٢). الوافي بالوفيات ٧ / ٨١.

(٣). التاج المكلل ٣١.


٣ / ٧ ) و ( مرآة الجنان ٣ / ٥٢ ) و ( طبقات الاسنوى ٢ / ٤٧٤ ) و ( طبقات الحفاظ ٤٢٣ ) و ( طبقات ابن قاضي شهبة ١ / ٣٠١ ) و ( المختصر ٢ / ١٦٢ ) و ( تتمة المختصر ١ / ٤٨٠ ) و ( البداية والنهاية ١٢ / ٤٥ ) و ( النجوم الزاهرة ٥ / ٣٠ ) و ( شذرات الذهب ٣ / ٢٤٥ ) وغيرها.

*(٧٦)*

رواية ابى نصر العتبى

لقد أشار الى حديث الثقلين في صدر كتابه ( التاريخ اليمينى ) حيث يقول « الى أن قبضه الله جل ذكره اليه مشكور السعي والاثر، ممدوح النصر والظفر، مرضي السمع والبصر، محمود العيان والخبر، فاستخلف في أمته الثقلين كتاب الله وعترته اللذين يحميان الاقدام أن تزل، والاحلام أن تضل، والقلوب أن تمرض، والشكوك أن تعرض، فمن سلك بهما فقد سلك الخيار وأمن العثار وربح اليسار، ومن صدف عنهما فقد أساء الاختيار وركب الخسار وارتدف الادبار، أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى، فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ».

ترجمته:

قالالثعالبي : « أبو نصر محمد بن عبد الجبار العتبى، هو لمحاسن الادب وبدائع النثر ولطائف النظم ودقائق العلم كالينبوع للماء والزند للنار، يرجع معها الى أصل كريم وخلق عظيم. وكان فارق وطنه الري في اقتبال شبابه وقدم خراسان على خاله أبي نصر العتبي وهو من وجوه المال بها وفضلائهم، فلم يزل عنده كالولد العزيز عند الوالد الشفيق الى أن مضى أبو نصر لسبيله، وتنقلت بأبى النصر أحوال واسفار في الكتابة للامير أبى على، ثم للامير أبى منصور سبكتكين مع أبى الفتح البستي، ثم النيابة بخراسان لشمس المعالي


واستوطن نيسابور واقبل على خدمة الاداب والعلوم »(١) .

*(٧٧)*

رواية أبى بكر البيهقي

ذكر روايته لحديث الثقلين الخوارزمي في مناقبه بقوله « وبهذا الاسناد عن احمد بن الحسين هذا [ هو أبو بكر البيهقي، حيث قال قبل ذلك: و أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أخبرنى شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرنى أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ].

قال: أخبرنا أبو عبد الله، قال: حدثنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى قال: حدثنا صالح بن محمد الحافظ، قال: حدثنا خلف بن سالم، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة عن سليمان الأعمش، قال: حدثنا حبيب بن أبى ثابت، عن أبى الطفيل، عن زيد بن أرقم، قال: لما رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال: كأني قد دعيت فأجبت، انى قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: ان الله عز وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن. ثم أخذ بيد عليّ فقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقلت: أنت سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ فقال: ما كان في الدوحات احد الا قد رآه بعينه وسمعه بأذنه »(٢) .

كما تظهر روايته لهذا الحديث من عبارة الحموئي نقلا عن ابن عمه

____________________

(١). يتيمة الدهر ٤ / ٣٩٧.

(٢). المناقب ٩٣.


نظام الدين الحموي، والقاضي البتاكشي(١) .

أقول : وأخرجه في ( سننه ) في غير موضع منه، ففي « باب بيان اهل بيته الذين هم آله » أخرجه عن الحاكم بسنده عن زيد بن أرقم قال: « قام فينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بماء يدعى خمّاً بين مكّة والمدينة »(٢) .

وبسنده عن زيد بن أرقم كذلك في « باب بيان آل محمّد الذين تحرم عليهم الصدقة المفروضة»(٣) .

وبسنده عنه أيضاً كذلك في « كتاب آداب القاضي » وقال: « أخرجه مسلم في الصحيح من حديث أبي حيان التيمي »(٤) .

ترجمته:

قالالذهبي: « البيهقي الامام الحافظ العلامة شيخ خراسان ابو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخسروجردي البيهقي، صاحب التصانيف قال عبد الغافر في تاريخه: كان البيهقي على سيرة العلماء قانعاً باليسير متجملا في زهده وورعه. وعن امام الحرمين أبى المعالي قال: ما من شافعي الا وللشافعي عليه منة الا أبا بكر البيهقي فان له المنة على الشافعي لتصانيفه في نصرة مذهبه قال أبو الحسن عبد الغافر في ( ذيل تاريخ نيسابور ): أبو بكر البيهقي الفقيه الحافظ الأصولي الدين الورع، واحد زمانه في الحفظ وفرد أقرانه في الإتقان والضبط، من كبار أصحاب الحاكم ويزيد عليه بأنواع من العلوم، كتب الحديث وحفظه من صباه وتفقه وبرع وأخذ في الأصول، وارتحل الى العراق والجبال والحجاز، ثم صنف وتواليفه تقارب ألف جزء لم يسبقه اليه أحد، جمع بين علم الحديث والفقه وبيان علل

____________________

(١). فرائد السمطين ٢ / ٢٣٣.

(٢). سنن البيهقي ٢ / ١٤٨.

(٣). سنن البيهقي ٧ / ٣٠.

(٤). سنن البيهقي ١٠ / ١١٤.


الحديث ووجه الجمع بين الاحاديث »(١) .

وانظر: ( الانساب - البيهقي ) و ( معجم البلدان ٢ / ٣٤٦ ) و ( وفيات الاعيان ١ / ٥٧ ) و ( الكامل ١٠ / ١٨ ) و ( مرآة الجنان ٣ / ٨١ ) و ( طبقات السبكي ٤ / ٨ ) و ( طبقات الاسنوى ١ / ١٩٨ ) و ( طبقات ابن قاضي شهبة ١ / ٢٢٦ ) و ( المختصر ٢ / ١٨٥ ) و ( تتمة المختصر ١ / ٥١٦ ) و ( طبقات الحفاظ ٤٣٣ ) و ( التاج المكلل ٢٨ ) وغيرها.

*(٧٨)*

رواية ابى غالب النحوي

لقد أخرج روايته لحديث الثقلين، ابن المغازلي في [ المناقب ] بالسند الاتي: « أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي، ثنا: أبو عبد الله محمد بن علي السقطي، ثنا أبو محمد عبد الله بن شوذب، ثنا: محمد بن أبى العوام الرياحي ثنا: أبو عامر العقدى عبد الملك بن عمر، ثنا: محمد بن طلحة، عن الاعمش، عن عطية بن سعيد، عن أبى سعيد الخدري ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: اني أوشك أن أدعى فأجيب، وانّي قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي أهل بيتي، وان اللطيف أخبرني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا ما ذا تخلفوني فيهما ».

ترجمته:

توجد في كثير من الكتب المعتبرة كما أوردنا ترجمته في مجلد حديث الطير عن ( العبر ٤ / ٢٥٠ ) و ( الجواهر المضية ٢ / ١١ - ١٢ ) و ( مرآة الجنان ٣ / ٨٦ ) وغيرها.

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٣٢.


*(٧٩)*

رواية ابن عبد البر القرطبي

ذكر الشاه ولي الله في ( ازالة الخفا ) خطبة الغدير المتضمنة لفضائل الامام أمير المؤمنين عليّ بن ابى طالب فقال: « أخرج الحاكم، وأبو عمرو وغيرهما - وهذا لفظ الحاكم - عن زيد بن أرقم: لما رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن فقال: كأنى قد دعيت فأجبت، انّي قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله تعالى وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، وانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، ثم قال: ان الله عز وجل مولاي وانا ولي كل مؤمن، ثم اخذ بيد علي فقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ».

ترجمته:

قالالذهبي : « كان فقيهاً عابداً متهجداً، قال الحميدي: أبو عمر فقيه حافظ مكثر عالم بالقراءات وبالخلاف وبعلوم الحديث والرجال، قديم السماع يميل في الفقه الى أقوال الشافعي. وقال أبو علي الغساني: لم يكن أحد ببلدنا في الحديث مثل قاسم بن محمد، وأحمد بن خالد الجبّاب، ثم قال أبو علي: ولم يكن ابن عبد البر بدونهما ولا متخلفاً عنهما.

قلت: كان اماماً ديناً ثقة متقناً علامة متبحراً صاحب سنة واتباع، وكان أولا أثرياً ظاهرياً فيما قيل، ثم تحول مالكياً مع ميل بين الى فقه الشافعي في مسائل ولا ينكر له ذلك فانه ممن بلغ رتبة الائمة المجتهدين. ومن نظر في مصنفاته بان له منزلته من سعة العلم وقوة الفهم وسيلان الذهن، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك الا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولكن اذا اخطأ امام في اجتهاده لا ينبغي لنا أن ننسى محاسنه ونغطي معارفه بل نستغفر الله له ونعتذر عنه.


قال أبو القاسم ابن بشكوال: ابن عبد البر امام عصره، وواحد دهره يكنى أبا عمر.

قال أبو علي بن سكرة: سمعت ابا الوليد الباجى يقول: لم يكن بالاندلس مثل ابى عمر بن عبد البر في الحديث، وهو أحفظ اهل المغرب »(١) .

وانظر: ( الانساب - القرطبي ) و ( وفيات الاعيان ٢ / ٣٤٨ ) و ( تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٢٨ ) و ( العبر ٣ / ٢٥٥ ) و ( المختصر ٢ / ١٨٧ ) و ( تتمة المختصر ١ / ٥٢١ ) و ( طبقات الحفاظ ٤٣٦ ) و ( التاج المكلل ١٥٣ ) وغيرها.

*(٨٠)*

رواية الخطيب البغدادي

تظهر روايته لحديث الثقلين من مراجعة عبارة البدخشاني حيث يقول: « أخرجه ابن ابى شيبة، والخطيب في ( المتفق والمتفرق ) عنه - اى عن جابر - بلفظ: انّي تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي ان اعتصمتم به، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ».

أقول: وهو بسنده عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ( تاريخ بغداد ٨ / ٤٤٢ ) لكن بتره الأمناء على الحديث.

ترجمته:

قالالذهبي : « الخطيب الحافظ الكبير الامام محدث الشام والعراق كان من كبار الشافعية، تفقه بأبى الحسن بن المحاملي وبالقاضي أبى الطيب قال ابن ماكولا: كان أبو بكر الخطيب آخر الأعيان ممن شاهدناه معرفة وحفظاً واتقاناً وضبطاً لحديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

____________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٨ / ١٥٣ ملخصاً.


وتفنناً في علله وأسانيده وعلماً بصحيحه وغريبه وفرده ومنكره ومطروحة

قال أبو سعد السمعاني: كان الخطيب مهيباً وقوراً ثقة متحريا، حسن الخط، كثير الضبط، فصيحاً ختم به الحفاظ

قال أبو الحسن الهمذاني: مات هذا العلم بوفاة الخطيب، وقد كان رئيس الرؤساء، تقدم الى الوعاظ والخطاب أن لا يرووا حديثاً حتى يعرضوه على أبي بكر، وأظهر بعض اليهود كتابا بإسقاط النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الجزية عن الخيابرة، وفيه شهادة الصحابة. فعرضه الوزير على أبي بكر، فقال: هذا مزور؟ قيل من أين قلت هذا؟ قال: فيه شهادة معاوية وهو أسلم عام الفتح بعد خيبر؟ وفيه شهادة سعيد بن معاذ ومات قبل خيبر بسنين.

قال شباع الذهلي: والخطيب امام مصنف حافظ لم يدرك مثله »(١) .

وانظر: ( الانساب - الخطيب ) و ( الكامل ١٠ / ٢٥ ) و ( وفيات الاعيان ١ / ٢٧ ) و ( العبر ٣ / ٢٥٣ ) و ( دول الاسلام ١ / ٢١١ ) و ( المختصر ٢ / ١٨٧ ) و ( تتمة المختصر ١ / ٥٢٠ ) و ( مرآة الجنان ٣ / ٨٧ ) و ( طبقات السبكي ٤ / ٢٩ ) و ( طبقات الاسنوي ١ / ٢٠١ ) و ( طبقات الحفاظ ٤٣٤ ) و ( التاج المكلل ٣٢ ) وغيرها من المصادر التاريخية والرجالية.

*(٨١)*

رواية ابى محمد الحسن الغندجاني

أورد الحديث ابن المغازلي في كتاب المناقب بالسند الآتي: « أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني ثنا: أحمد بن محمد، ثنا: علي بن محمد المصري، ثنا: محمد بن عثمان، ثنا: مصرف بن عمر، ثنا: عبد الرحمن بن محمد بن طلحة، عن أبيه، عن الاعمش، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٣٥.


قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أوشك أن ادعى فأجيب وانّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي، فانظروا ما ذا تخلفوني فيهما »(١) .

ترجمته:

قالالسمعاني : « أبو محمد الحسن بن موسى الغندجاني، كان شيخاً ثقة صدوقاً سكن واسط بآخره، سمع ببغداد مع ابن عمه أبا طاهر المخلص، وأبا حفص الكناني وأبا أحمد الفرضي وأبا عبد الله بن دوست العلاف.

روى لي عنه أبو عبد الله محمد بن علي بن الجلابي الثقة، وكانت ولادته في شوال سنة ٢٨٢، ووفاته في جمادى الاولى سنة ٤٦٧ »(٢) .

*(٨٢)*

رواية على بن محمد الطيب - ابن المغازلي

أخرج حديث الثقلين في كتابه بعدة طرق نقتصر هنا على واحد منها:

« أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان المعروف بابن الصيرفي البغدادي قدم علينا واسطاً سنة أربعين وأربعمائة، قال: نا أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن يعقوب بن البواب، نا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، نا: وهبان - وهو ابن بقية الواسطي - ثنا: خالد بن عبد الله، عن الحسن بن عبد الله، عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض »(٣) .

____________________

(١). المناقب: ٢٣٥.

(٢). الانساب - الغندجاني.

(٣). المناقب ٢٣٤ - ٢٣٦.


ترجمته:

ترجم له كبار علماء أهل السنة في كتبهم المعتمدة، وقد ذكرنا ترجمته في بعض مجلدات هذا الكتاب.

*(٨٣)*

رواية محمد بن فتوح الحميدي

لقد أخرج حديث الثقلين بالسند الاتي: « عن يزيد بن حيان، قال: انطلقت أنا وحصين بن سيرة، وعمرو بن مسلم الى زيد بن أرقم، فلما جلسنا اليه قال حصين: لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . قال: يا ابن أخي؟ والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فما حدثتكم فاقبلوه، ومالا فلا تكلفونيه. ثم قال: قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد، أيها الناس؟ فانما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. وزاد في حديث جرير: كتاب الله فيه الهدى والنور، من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل.

و في حديث سعيد بن مسروق عن يزيد بن حيان، نحوه غير أنه قال: ألا واني تارك فيكم ثقلين أحدهما كتاب الله وهو حبل الله، من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة. وفيه فقلنا: من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا، أيم الله ان المرأة تكون مع الرجل العصر ثم الدهر ثم يطلقها


فترجع الى أبيها وقومها. أهل بيته: أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده »(١) .

ترجمته:

١ - السمعاني : « أحد حفاظ عصره، صنف التصانيف وجمع الجموع، فنسب الى جده الاعلى »(٢) .

٢ - ابن خلكان : « الحافظ المشهور كان موصوفاً بالنباهة والمعرفة والإتقان والدين والورع، وكانت له نغمة حسنة في قراءة الحديث »(٣) .

٣ - الذهبي : « الحميدي الحافظ الثبت القدوة حدث عن ابن حزم فأكثر، وعن أبي عبد الله القضاعي، وأبى عمرو بن عبد البر، وأبى زكريا عبد الرحيم البخاري وأبى القاسم الجيانى الدمشقي وعبد الصمد بن المأمون وأبى بكر الخطيب وأبي جعفر بن مسلمة وأبي غالب بن بشران اللغوي، ولم يزل يسمع ويكثر ويجد حتى كتب عن أصحاب الجوهري وابن المذهب

قال الامير ابن ماكولا: لم أر مثل صديقنا الحميدي في نزاهته وعفته وتشاغله بالعلم

وقال يحيى بن ابراهيم السلماسي قال أبى: لم تر عيناي مثل الحميدي في فضله ونبله وغزارة علمه وحرصه على نشر العلم. قال: وكان ورعاً ثقة اماماً في الحديث وعلله ورواته، متحققاً في علم التحقيق والأصول على مذهب أصحاب الحديث بموافقة الكتاب والسنة، فصيح العبارة، متبحراً في علم الادب والعربية والترسل »(٤) .

____________________

(١). الجمع بين الصحيحين - مخطوط.

(٢). الانساب - الحميدي.

(٣). وفيات الاعيان ٣ / ٤١٠.

(٤). تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢١٨.


٤ - الصفدي : « كان من كبار الحفاظ ثقة متديناً بصيراً بالحديث عارفاً بفنونه، حسن النغمة بالقراءة، مليح النظم، ظاهري المذهب »(١) .

وانظر: ( مرآة الجنان ٣ / ١٤٩ ) و ( تتمة المختصر ٢ / ١٢ ) و ( طبقات الحفاظ ٤٤٧ ) و ( تراجم الحفاظ - مخطوط ) وغيرها.

*(٨٤)*

رواية ابى المظفر السمعاني

أورد حديث الثقلين في [ الرسالة القوامية ] المعروفة بفضائل الصحابة بالسند الآتي: « عن طلحة بن مصرف، عن عطية، عن أبى سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: اني أوشك أن أدعى فأجيب، واني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي أهل بيتي، وان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ».

ترجمته:

ترجم له مشاهير علماء أهل السنة في كتبهم الرجالية والتاريخية، وقد ذكرنا ترجمته في مجلد حديث الطير. ونذكر هنا طرفاً منها:

١ - ابن خلكان عند ترجمة حفيده صاحب الانساب: « وكان جده المنصور امام عصره بلا مدافعة، أقر له بذلك الموافق والمخالف، وكان حنفي المذهب، متعيناً عند أئمتهم، فحج في سنة ٤٦٢ وظهر له بالحجاز مقتضى انتقاله الى مذهب الشافعي (رض) فلما عاد الى ( مرو ) لقى بسبب انتقاله محناً وتعصباً شديداً فصبر على ذلك، وصار امام الشافعية بعد ذلك يدرس ويفتي. وصنف في مذهب الامام الشافعي وفي غيره من العلوم تصانيف

____________________

(١). الوافي بالوفيات ٤ / ٣١٧.


كثيرة »(١) .

٢ - الداودي : « تفقه على والده حتى برع في فقه أبى حنيفة وصار من فحول النظر، ومكث كذلك ثلاثين سنة، ثم صار الى مذهب الشافعي وأظهر ذلك في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، فاضطرب أهل مرو لذلك وتشوش العوام، فخرج منها وخرج معه طائفة من الفقهاء وقصد نيسابور »(٢) .

وانظر ( الانساب - السمعاني ) و ( العبر ٣ / ٣٢٦ ) و ( مرآة الجنان ٣ / ١٥١ ) و ( طبقات السبكى ٥ / ٢٣٥ ) و ( طبقات الاسنوي ٢ / ٢٩ ) و ( دول الاسلام ٢ / ١٣ ) وغيرها.

*(٨٥)*

رواية اسماعيل بن احمد البيهقي

تظهر روايته لحديث الثقلين من مراجعة كتاب ( المناقب ) للخوارزمي.

ترجمته:

١ - السبكى : « اسماعيل بن أحمد بن الحسين الخسروجردي، شيخ القضاة ابو علي ولد الامام الجليل الحافظ أبى بكر البيهقي، تفقه على أبيه وتخرج به في الحديث وسافر الكثير، ودخل خوارزم فسكن بها مدة، وولي بها الخطابة وتدريس الشافعية والقضاء من وراء جيحون الذي كان برسم أصحاب الشافعي، ثم سافر الى بلخ واقام بها مدة، ثم عاد الى بيهق بعد ما

____________________

(١). وفيات الاعيان ٢ / ٣٨٠.

(٢). طبقات المفسرين ٢ / ٣٣٩.


غاب عنها نحو ثلاثين سنة »(١) .

٢ - الاسنوى بعد ذكر أبى بكر البيهقي: « وكان له ولد فقيه محدث يقال له أبو علي اسماعيل، ويلقب شيخ القضاة. تولي القضاء والتدريس والخطابة بما وراء النهر »(٢) .

٣ - ابن الوردي : « اسماعيل بن احمد بن الحسين البيهقي الامام ابن الامام بيهق، ومولده سنة ٤٢٨ »(٣) .

*(٨٦)*

رواية محمد بن طاهر المقدسي

تظهر روايته لحديث الثقلين من مراجعة ترجمته في ( المقفى ) للمقريزى، حيث يقول في ضمن مؤلفاته: « وكتاب طريق حديث: انّي تارك فيكم الثقلين ».

ورواه عنه السخاوي في « استجلاب إرتقاء الغرف ) والسمهودي في ( جواهر العقدين ).

ترجمته:

١ - ابن خلكان : « أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي بن أحمد المقدسي الحافظ المعروف بابن القيسراني، كان أحد الرحالين في طلب العلم والحديث سمع بالحجاز والشام ومصر والثغور والجزيرة والعراق والجبال

____________________

(١). طبقات الشافعية ٧ / ٤٤.

(٢). طبقات الشافعية ١ / ٢٠٠.

(٣). تتمة المختصر ٢ / ٣١.


وفارس وخوزستان وخراسان واستوطن همذان. وكان من المشهورين بالحفظ والمعرفة بعلوم الحديث. وله في ذلك مصنفات ومجموعات تدل على غزارة علمه وجودة معرفته »(١) .

٢ - الذهبي : « قال ابن عساكر: سمعت محمد بن اسماعيل الحافظ يقول: أحفظ من رأيت ابن طاهر. وقال أبو زكريا ابن مندة: كان ابن طاهر أحد الحفاظ، حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، صدوقاً عالماً بالصحيح والسقيم، كثير التصانيف، لازماً للأثر قال ابن مسعود عبد الرحيم الحاجي: سمعت ابن طاهر يقول: بلت الدم في طلب الحديث مرتين، مرة ببغداد ومرة بمكة. كنت أمشى حافياً في الحر فلحقني ذلك، وما ركبت دابة قط في طلب الحديث، وكنت أحمل كتبي على ظهري، وما سألت في حال الطلب أحداً، كنت أعيش على ما يأتى »(٢) .

٣ - والذهبي في ( العبر في خبر من غبر ٤ / ١٤ ).

٤ - واليافعي في ( مرآة الجنان ٣ / ١٩٥ ) بمثل ما تقدم.

٥ - المقريزى في ( التاريخ المقفى ): « كان ثقة صدوقاً، حافظاً، عالماً بالصحيح والسقيم، حسن المعرفة بالرجال والمتون، كثير التصانيف، جيد الخط لازماً للأثر، بعيدا من الفضول والتعصب، خفيف الروح، قوي السير في السفر، كثير الحج والعمرة ».

٦ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٤٥٢ ) بنحو ما تقدم.

____________________

(١). وفيات الاعيان ٣ / ٤١٥.

(٢). تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٤٢.


*(٨٧)*

رواية شيرويه الديلمي

أخرج حديث الثقلين باللفظ الاتي: « زيد بن أرقم: انّى تارك فيكم الثقلين كتاب الله فيكم منه حبل، من اتبعه كان على الهدى ومن ترك كان على الضلالة، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض - يعني: الاخذ بهما ثقيل ».

و عن أبي سعيد الخدري(١) .

ترجمته:

وتوجد ترجمة شيرويه الديلمي في ( تذكرة الحفاظ ٤ / ٥٣ ) و ( مرآة الجنان ٣ / ١٩٨ ) و ( طبقات الشافعية للسبكى ٤ / ٢٢٩ ) و ( الاسنوى ٢ / ١٠٤ ) و ( طبقات الحفاظ ٤٨٢ ) وغيرها من كتب التراجم المشهورة.

*(٨٨)*

رواية البغوي - محيي السنة

١ - لقد أخرج حديث الثقلين في كتاب ( المصابيح ) عند ذكر الاحاديث الصحاح عن زيد بن أرقم قال: « قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: أما بعد، أيها الناس: انما أنا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا

____________________

(١). فردوس الاخبار ١ / ١٦٦.


بكتاب الله واستمسكوا به، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي »(١) .

٢ - كما أورد الحديث في نفس الكتاب عند ذكر الاحاديث الحسان عن جابر(٢) .

٣ - وأخرج الحديث أيضاً عند تفسير آية المودّة(٣) .

٤ - كما أخرجه عند تفسير قوله تعالى ( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ ) (٤) .

٥ - وأخرجه في ( شرح السنة ) أيضاً على ما ستأتى الاشارة اليه في عبارة الخلخالي في ( المفاتيح ).

ترجمته:

وقد ترجم للبغوي في جميع المعاجم المعتبرة، مثل: ( جامع الاصول ) و ( مشكاة المصابيح ١ / ٤ ) و ( تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٨١ ) و ( العبر حوادث ٥٣٥ ) و ( دول الاسلام ٢ / ٣٩ ) و ( مرآة الجنان ٣ / ٢٦٣ ) و ( المرقاة ) و ( اشعة اللمعات ) وغيرها.

*(٨٩)*

رواية رزين العبدري

أخرج حديث الثقلين باللفظ الاتي: « عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الاخر، وهو كتاب الله حبل ممدود من السماء الى

____________________

(١). مصابيح السنة بشرح القاري ٥ / ٥٩٣.

(٢). المصدر نفسه ٥ / ٦٠٠.

(٣). معالم التنزيل ٦ / ١٠١.

(٤). المصدر ٧ / ٦.


الارض، وعترتي اهل بيتي، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما »(١) .

ورواه عنه أيضاً بلفظ آخر، كما ستعلم روايته لهذا الحديث من تصريح سبط ابن الجوزي.

ترجمته:

ترجم له كبار علماء أهل السنة في كثير من كتب التراجم والحديث وتجدها في الكتب التالية أسماؤها:

( العبر ٤ / ٣٧ ) و ( تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٥٧ ) و ( دول الاسلام ٢ / ٣٠ ) و ( مرآة الجنان ٣ / ٢١٣ ) و ( طبقات السبكي ٧ / ٧٥ ) و ( طبقات الاسنوى ) و ( طبقات الحفاظ ٤٥٧ ) و ( طبقات المفسرين ١ / ٢٠٥ ) و ( الخميس ٢ / ٣٦١ ) و ( التاج المكلل ٤١ ) وغيرها.

*(٩٠)*

رواية عبد الوهاب الانماطي

تظهر روايته الحديث الثقلين من مراجعة عبارتي ابن الجوزي وسبطه.

ترجمته:

١ - الذهبي : « قال السمعاني: هو الحافظ، ثقة، متقن، واسع الرواية دائم البشر، سريع الدمعة عند الذكر، حسن المعاشرة، جمع الفوائد وخرج التخاريج، قلما بقي من جزء مروي الا قد قرأه وحصل نسخته، ونسخ الكتب الكبار مثل الطبقات لابن سعد وتاريخ الخطيب. كان متفرغاً للحديث، اما

____________________

(١). الجمع بين الصحاح الستة - مخطوط.


أن يقرأ عليه أو ينسخ شيئاً، وكان لا يجوز الاجازة على الاجازة، وصنف في ذلك.

قال السلفي: كان عبد الوهاب رفيقنا حافظاً ثقة، لديه معرفة جيدة.

قال ابن ناصر: كان بقية الشيوخ، سمع الكثير، وكان يفهم، مضى مستوراً وكان ثقة، ولم يتزوج قط »(١) .

٢ - وكذلك في ( العبر في خبر من غبر ٤ / ١٠٤ ).

٣ -واليافعي في ( مرآة الجنان ٣ / ٢٦٨ ).

٤ - السيوطي « الانماطي الحافظ العالم، محدث بغداد، أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد البغدادي قال أبو سعد: حافظ متقن جامع، واسع الرواية، جمع وخرج، وكان لا يجوز الاجازة على الاجازة »(٢) .

*(٩١)*

رواية القاضي عياض اليحصبى

١ - أخرج حديث الثقلين في ( الشفاء بتعريف حقوق المصطفى ).

حيث قال: « وقال عليه الصلاة والسلام: انّي تارك فيكم ما ان اخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما »(٣) .

٢ - كما قال في نفس الكتاب: « وهذا نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قد طلب التنصل في مرضه ممن كان له عليه مال أو حق في بدن، وأقاد من نفسه وماله، وأمكن من القصاص منه على ما ورد في حديث الفضل وحديث الوفاة، وأوصى بالثقلين بعده كتاب الله عز وجل وعترته، وبالانصار عيبته »(٤) .

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٨٢.

(٢). طبقات الحفاظ: ٤٦٤.

(٣). الشفاء بشرح القاري ٤٨٥.

(٤). المصدر ٦٥٧ - ٦٥٨.


ترجمته:

١ - ابن خلكان : « كان امام وقته في الحديث وعلومه، والنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وانسابهم. وصنف التصانيف المفيدة »(١) .

٢ - الذهبي : « قال ابن بشكوال: هو من أهل العلم واليقين والذكاء والفهم، استقضى ببسته مدة طويلة حمدت سيرته فيها، ثم نقل عنها الى قضاء غرناطة فلم تطل مدته بها، وقدم علينا قرطبة فأخذنا عنه »(٢) .

٣ - وفي ( العبر ٤ / ١٢٢ ).

٤ - واليافعي في ( مرآة الجنان ٣ / ٢٨٢ ) بمثل ما مر.

٥ - ابن الوردي : « القاضي عياض بن موسى بن عياض البستي بمراكش ومولده بسبتة سنة ٤٧٦، أحد الائمة الحفاظ المحدثين الادباء، وتآليفه واشعاره شاهدة بذلك »(٣) .

٦ - السيوطي : « كان امام الحديث في وقته واعلم الناس بعلومه، والنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم »(٤) .

٧ - الداودي ( طبقات المفسرين ٢ / ١٨ ) ترجمة طويلة.

٨ - والثعالبي في ( مقاليد الاسانيد ).

٩ - والقنوجى في ( التاج المكلل ٩٥ ).

*(٩٢)*

رواية ابى محمد العاصم ى

أخرج حديث الثقلين في كتابه ( زين الفتى في تفسير سورة هل أتى - مخطوط ) وذلك في سياق طرق حديث السفينة بقوله:

____________________

(١). وفيات الاعيان ٣ / ١٥٢.

(٢). تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٠٤.

(٣). تتمة المختصر ٢ / ٧٢.

(٤). طبقات الحفاظ: ٤٦٨.


« أخبرنى شيخي الامام رحمة الله عليه، قال: أخبرنا الشيخ أبو اسحاق ابراهيم بن جعفر الشورمينى رحمة الله عليه، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن يونس ابن الهياج الانصاري، قال: حدثنا الحسين بن عبد الله، وعمران بن عبد الله، وعيسى بن علي، وعبد الرحمن النسائي، قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن صالح، قال حدثنا علي بن عابس، عن أبى اسحاق، عن حنش، قال: رأيت أبا ذر متعلقاً بباب الكعبة وهو يقول: من يعرفني فليعرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر. قال حنش: فحدثني بعض أصحابى أنه سمعه يقول: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، ألا وان أهل بيتي فيكم مثل باب بنى إسرائيل ومثل سفية نوح »(١) .

كما ذكر الحديث بسند زيد بن أرقم في سياق طرق حديث الغدير أيضاً في الكتاب المذكور.

*(٩٣)*

رواية الموفق بن أحمد ( اخطب خوارزم )

أورد حديث الثقلين في كتابه ( المناقب ) بالسند الآتي:

« أخبرنى الشيخ الزاهد ابو الحسن علي بن محمد [ أحمد ] العاصمي الخوارزمي [ قال ] أخبرنا [ أخبرنى ] [ الشيخ ] شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ [ قال ] أخبرنا [ أخبرنى ] أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين - هذا [ قال ] أخبرنا [ اخبرنى ] أبو عبد الله قال: وحدثنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى [ قال ] حدثنا صالح بن محمد الحافظ [ قال ] حدثنا [ حدثني ] خلف بن سالم [ قال ] حدثنا [ حدثني ] يحيى ابن حماد، [ قال ] حدثنا أبو عوانة، عن سليمان الاعمش، قال: حدثنا

____________________

(١). زين الفتى - مخطوط.


[ حدثني ] حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم، قال: لما رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال: كأني قد دعيت فأجبت وانى تارك [ قد تركت ] فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظرونى [ فانظروا ] كيف تخلفوني فيهما، فانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، ثم قال: ان الله عز وجل مولاي [ ولي ] كل مؤمن [ ومؤمنة ] ثم اخذ بيد عليّ عليه‌السلام فقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقلت: أنت سمعت [ ذلك ] من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ فقال: [ نعم ] ما كان في الدوحات أحد الا قد رآه بعينه وسمعه بأذنه ».

ترجمته:

وتوجد ترجمة الخوارزمي في ( شذرات الذهب - حوادث ٥٦٨ ) و ( الجواهر المضية في طبقات الحنفية ) و ( بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ) و ( العقد الثمين في تاريخ البلد الامين ) وستأتي ترجمته عن المصادر المذكورة وغيرها في قسم ( حديث التشبيه ).

*(٩٤)*

رواية ابن عساكر الدمشقي

أخرج حديث الثقلين ابن كثير في ( تاريخه ) عند ذكر طرق حديث الغدير وقال في نهاية رواية معروف بن خربوذ المكي ما يلي:

« رواه ابن عساكر من طوله بطريق معروف كما ذكرناه »(١) .

كما يظهر لك رواية ابن عساكر لهذا الحديث عن زيد بن أرقم من عبارة الحافظ الكنجي من ( كفاية الطالب ).

أقول : تجده بطوله بإسناده بترجمة عليّ من تاريخه ٢ / ٤٥.

____________________

(١). تاريخ ابن كثير ٥ / ٢٠٨.


ترجمته:

وقد ترجم لابن عساكر كافة أصحاب التراجم والرجال وأثنوا عليه الثناء البالغ.

أنظر ( معجم البلدان ٢ / ٤٧٠ ) و ( وفيات الاعيان ٢ / ٤٧١ ) و ( العبر ٤ / ٢١٢ ) و ( دول الاسلام ٢ / ٦٢ ) و ( مرآة الجنان ٣ / ٣٩٣ ) و ( طبقات السبكى ٧ / ٢١٥ ) و ( طبقات الاسنوى ٢ / ٢١٦ ) و ( المختصر ٣ / ٥٩ ) و ( تتمة المختصر ٢ / ١٢٤ ) و ( طبقات الحفاظ ٤٧٤ ) و ( الخميس ٢ / ٣٦٦ ) و ( التاج المكلل ٨٤ ) وغيرها.

ونكتفي هنا بما ورد في حقه في [ تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٢٨ ) وهذا نصه:

« ابن عساكر الامام الحافظ الكبير، محدث الشام، فخر الائمة، ثقة الدين أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الدمشقي الشافعي، صاحب التصانيف عدد شيوخه ألف وثلاثمائة شيخ، ونيف وثمانون امرأة قال السمعاني: أبو القاسم حافظ، ثقة متقن، دين، خير، حسن السمت، جمع بين معرفة المتن والاسناد، وكان كثير العلم، غزير الفضل، صحيح القراءة، متثبتاً، رحل وتعب وبالغ في الطلب، وجمع ما لم يجمعه غيره وأربى على الأقران.

قال ابن النجار: أبو القاسم امام المحدثين في وقته، انتهت اليه الرياسة في الحفظ والاتقان والنقل والمعرفة التامة، وبه ختم هذا الشأن وكان مع ذلك فقيهاً أديباً سنياً، جزاه الله خيراً وكثر في الاسلام مثله ».

*(٩٥)*

رواية ابى موسى المديني

١ - اخرج حديث الثقلين في ( تتمة معرفة الصحابة ) الذي هو ذيل كتاب ابى نعيم الاصفهاني، عن طريق عامر بن ليلى بن ضمرة، وحذيفة بن أسيد الغفاري، كما يظهر لك من عبارة السخاوي في ( استجلاب ارتقاء


الغرف - مخطوط ) المتقدمة.

٢ - كما نقل روايته لحديث الثقلين السمهودي في ( جواهر العقدين - مخطوط ) حيث قال: « ومن طريق ابن عقدة اورده أبو موسى المديني في الصحابة ».

٣ - كما نقل ذلك ابن الاثير في ( أسد الغابة ).

٤ - وابن حجر العسقلاني في ( الاصابة ).

ترجمته:

١ - الذهبي : « الحافظ شيخ الاسلام الكبير قال الزينبي: عاش أبو موسى حتى صار وحيد وقته وشيخ زمانه اسناداً وحفظاً. قال السمعاني: سمعت منه وكتب عني، وهو ثقة، صدوق »(١) .

٢ - السبكى : « قال ابن النجار: انتشر علمه في الافاق وكتب عنه الحفاظ واجتمع له ما لم يجتمع لغيره من الحفظ والعلم والثقة والاتقان والدين والصلاح وسديد الطريقة وصحة الضبط والنقل وحسن التصانيف »(٢) .

٣ - والسيوطي في ( طبقات الحفاظ ٤٧٥ ) بنحو ما تقدم.

٤ - الثعالبي ( مقاليد الاسانيد ): « كان واسع الدراية في معرفة الحديث وعلله وأبوابه ورجاله وفنونه، ولم يكن في وقته أعلم ولا أحفظ ولا أعلى سنداً منه ».

٥ - والقنوجى في ( التاج المكلل ١١٧ ) بمثل ما مر.

وانظر: ( وفيات الاعيان ٣ / ٤١٤ ) و ( العبر ٤ / ٢٤٦ ) و (مرآة الجنان ٣ / ٤٢٣ ) و ( تتمة المختصر ٢ / ١٣٦٠ ) و ( طبقات الاسنوى ٢ / ٤٣٩ )

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٣ / ١٣٣٤.

(٢). طبقات الشافعية ٦ / ١٦١.


وغيرها.

*(٩٦)*

رواية محمد بن مسلم بن ابى الفوارس

أخرج حديث الثقلين في ( كتاب الاربعين في فضائل الامام أمير المؤمنين - مخطوط ) وقال فيه:

« وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اني تارك فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فهما خليفتان بعدي، أحدهما أكبر من الاخر، سبب موصول من السماء الى الارض، فان استمسكتم بهما لن تضلوا، فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة، فلا تسبقوا أهل بيتي بالقول فتهلكوا ولا تقصروا عنهم فتذهبوا، فان مثلهم فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها هلك، ومثلهم فيكم كمثل باب حطة في بنى اسرائيل من دخله غفر له، ألا وان أهل بيتي أمان أمتى، فاذا ذهب أهل بيتي جاء أمتى ما يوعدون، ألا وان الله عصمهم من الضلالة وطهرهم من الفواحش واصطفاهم على العالمين، ألا وان الله أوجب محبتهم وأمر بمودتهم ».

*(٩٧)*

رواية سراج الدين الفرغاني الحنفي

اخرج حديث الثقلين في كتابه ( نصاب الاخبار لتذكرة الاخيار ) على ما ينقل عنه ملك العلماء الدولت آبادي في ( هداية السعداء ).

ترجمته:

وقد ترجم له عبد القادر القرشي بقوله: « علي بن عثمان الاوسي


الامام العلامة المحقق سراج الدين، له القصيدة المشهورة في أصول الدين ستة وستون بيتاً »(١) .

*(٩٨)*

رواية ابى الفتوح العجلى

أخرج حديث الثقلين في كتاب ( فضائل الخلفاء ) على ما ظهر من عبارة السمهودي في ( جواهر العقدين - مخطوط ) المتقدمة. كما قال ابن باكثير المكي في ( وسيلة المآل - مخطوط ) بعد ذكر الحديث: « وأورده الحافظ أبو الفتوح العجلى في فضائل الخلفاء ».

ترجمته:

١ - ابن خلكان : « الفقيه الشافعي الواعظ، كان من الفقهاء الفضلاء الموصوفين بالعلم والزهد، مشهوراً بالعبادة والنسك والقناعة »(٢) .

٢ - الاسنوى : « كان فقيهاً مكثراً من الروايات زاهداً ورعاً »(٣) .

٣ - ابن قاضى شهبة في ( طبقات الشافعية ٢ / ٣٠ ) كذلك.

وقد أوردنا ترجمته بالتفصيل عن مختلف الكتب في مجلد ( حديث الغدير ).

*(٩٩)*

رواية ابن الاثير الجزر ى

١ - أورد حديث الثقلين بالسند الآتي: « جابر بن عبد الله، قال:

____________________

(١). الجواهر المضية ١ / ٣٦٧.

(٢). وفيات الاعيان ١ / ١٨٨.

(٣). طبقات الشافعية ٢ / ١٩٦.


رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجة الوداع يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول: انّي تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي.أخرجه الترمذي » (١) .

٢ - ورواه عن مسلم عن زيد بن أرقم(٢) .

٣ - كما اورد الحديث في مادة ( ثقل ) من ( النهاية ).

٤ - وأورده ايضاً في مادة ( عترة ) منها.

ترجمته:

وقد ترجم له في كتب التراجم المشهورة وغيرها، فهي جميعها تشيد بفضله ووثاقته وبراعته في الفقه والصرف والحديث والنحو واللغة والتفسير.

أنظر: ( الكامل ١٢ / ١٢٠ ) و ( المختصر ٣ / ١١٢ ) و ( طبقات ابن قاضى شهبة ) و ( دول الاسلام ٢ / ٨٤ ) و ( مرآة الجنان ٤ / ١١ ) و ( تتمة المختصر ٢ / ١٨٢ ) و ( طبقات السبكى ٥ / ١٥٣ ) و ( طبقات الاسنوى ١ / ١٣٠ ) و ( بغية الوعاة ٣٨٥ - ٣٨٦ ) و ( التاج المكلل ١٠٠ ).

*(١٠٠)*

رواية فخر الدين الرازي

أخرج حديث الثقلين عند تفسير قوله تعالى: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ) حيث يقول: « و روي عن أبى سعيد الخدري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال: اني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله تعالى حبل ممدود من

____________________

(١). جامع الاصول ١ / ١٨٧.

(٢). المصدر ١٠ / ١٠٢ - ١٠٣.


السماء الى الارض وعترتي أهل بيتي »(١) .

ترجمته:

١ - ابن خلكان : « فريد عصره، ونسيج وحده، فاق أهل زمانه في علم الكلام والمعقولات وعلم الاوائل وكان العلماء يقصدونه من البلاد وتشد اليه الرحال من الاقطار »(٢) .

٢ - وترجم لهالداودي ترجمة طويلة تشيد بعظم منزلته عند القوم(٣) .

*(١٠١)*

رواية ابن الاخضر الجنابذي

أخرج حديث الثقلين في ( معالم العترة النبوية ) كما يذكر ذلك السمهودي في ( جواهر العقدين - مخطوط ) وابن باكثير المكي في ( وسيلة المآل - مخطوط ).

ترجمته:

١ - الذهبي : « كان ثقة صالحاً عفيفاً ديناً »(٤) .

٢ - وفي ( العبر ): « حصل الاصول الكثيرة وجمع وخرج مع الثقة والجلالة ».

٣ - واليافعي في (مرآة الجنان ٤ / ٢١ ).

٤ - والسيوطي في ( طبقات الحفاظ ٤٨٨ ) بمثل ما مر.

____________________

(١). مفاتيح الغيب ٧ / ١٧٣.

(٢). وفيات الأعيان ٣ / ٣٨١ - ٣٨٥.

(٣). طبقات المفسرين ٢ / ٢١٣.

(٤). تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٨٣.


٥ - ابن الوردي : « من فضلاء المحدثين »(١) .

*(١٠٢)*

رواية عز الدين ابن الأثير

أخرج حديث الثقلين بترجمة عبد الله بن حنطب اذ قال: « و روى عنه ابنه أيضاً أنه قال: خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالجحفة قال: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله؟ قال: اني سائلكم عن اثنتين عن القرآن وعن عترتي »(٢) .

و بترجمة سيدنا الحسن بن علي السبط عليه‌السلام عن الترمذي عن زيد ابن أرقم(٣) .

ترجمته:

١ - السبكى : « الحافظ المؤرخ، قال ابن خلكان: كان بيته في الموصل مجمع الفضلاء، اجتمعت به بحلب فوجدته مكملا في التواضع وكرم الاخلاق »(٤) .

٢ - والذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٩٩ ) و ( دول الاسلام ٢ / ١٠٢ ).

٣ - وابن خلكان في ( وفيات الاعيان ٣ / ٣٣ ).

٤ - واليافعي في ( مرآة الجنان ٤ / ٧٠ ).

٥ - والاسنوى في ( طبقات الشافعية ١ / ١٣٢ ).

____________________

(١). تتمة المختصر ٢ / ١٩٠.

(٢). اسد الغابة ٣ / ١٤٧.

(٣). المصدر ٢ / ١٢.

(٤). طبقات الشافعية ٨ / ٢٩٩.


٦ - والسيوطي في ( طبقات الحفاظ ٤٩٢ ).

٧ - والقنوجى في ( التاج المكلل ٩٣ ).

*(١٠٣)*

رواية ضياء الدين المقدسي

أخرج حديث الثقلين في كتاب ( المختارة ) كما يظهر ذلك من عبارة ابن باكثير المكي في ( وسيلة المآل - مخطوط ) حيث يقول: بعد ذكر الحديث عن حذيفة: « اخرجه الطبراني في الكبير، والضياء في المختارة - من طريق سلمة بن كهيل عن ابى الطفيل، وهما من رجال الصحيح ».

ترجمته:

١ - الكتبي : « الحافظ ضياء الدين المقدسي محمد بن عبد الواحد بن عبد الرحمن بن اسماعيل الحافظ الحجة الامام ضياء الدين »(١) .

٢ - والذهبي في ( العبرة ٥ / ١٧٩ ) و ( تذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٠٥ ).

٣ - والثعالبي عن الذهبي: « هو الامام العالم الحافظ الحجة محدث الشام شيخ السنة في هذا الشأن، شيخ وقته ونسيج وحده، علماً وحفظاً وثقة وديناً، كان شديد التحري في الرواية مجتهداً في العبادة، كثير الذكر منقطعاً متواضعاً. سئل الزكي البرزالي عنه فقال: ثقة جليل حافظ. وقال ابن النجار: حافظ متقن، عالم بالرجال، ورع تقي »(٢) .

____________________

(١). فوات الوفيات ٣ / ٤٢٦.

(٢). مقاليد الاسانيد للثعالبي.


*(١٠٤)*

رواية ابن النجار

أخرج حديث الثقلين على ما جاء في كتاب ( كفاية الطالب ) للكنجى.

ترجمته:

١ - الذهبي : « ابن النجار الحافظ الامام البارع مؤرخ العصر مفيد العراق محب الدين، أبو عبد الله محمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن محاسن ابن النجار البغدادي صاحب التصانيف ألف كتاب القمر المنير في المسند الكبير وذكر كل صحابي وماله من الحديث وكتاب كنز الامام في السنن والاحكام وكتاب المؤتلف والمختلف ذيل به على ابن ماكولا. وكتاب المعجم وكتاب انساب المحدثين الى الاباء والبلدان وكتاب العوالي وكتاب المتفق والمفترق وكتاب جنة الناظرين في معرفة التابعين وكتاب العقد الفائق وكتاب الكمال في الرجال وقرأت عليه ذيل التاريخ عمله في ستة عشر مجلداً وله كتاب الدرر الثمينة في اخبار المدينة وكتاب روضة الاولياء في ايليا وكتاب نزهة الورى في ذكر أم القرى وكتاب الازهار في انواع الاشعار وكتاب عيون الفوائد ستة اسفار، وكتاب مناقب الشافعي »(١) .

٢ - وابن شاكر في ( فوات الوفيات ٤ / ٣٦ ).

٣ - والصفدي في ( الوافي بالوفيات ٥ / ٩ ).

*(١٠٥)*

رواية رضى الدين الصغان ى

أخرج حديث الثقلين حيث قال: « م. زيد بن ارقم. أما بعد: أيها

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٢٨.


الناس فانما أنا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربى فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله فيه النور والهدى فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي »(١) .

ترجمته:

١ - ابن شاكر : « الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر بن على العلامة رضى الدين، أبو الفضائل القرشي العدوي العمري، المحدث الفقيه الحنفي اللغوي النحوي الصاغاني قال الدمياطي: كان شيخاً صالحاً صموتاً عن فضول الكلام، صدوقاً في الحديث، اماماً في اللغة والفقه والحديث، قرأت عليه وحضرت دفنه بداره »(٢) .

٢ - الذهبي : « وكان اليه المنتهى في معرفة اللغة، له مصنفات كبار في ذلك، وله بصر بالفقه والحديث مع الدين والامانة، توفى في شعبان وحمل الى مكة فدفن بها »(٣) .

٣ - ابن شحنة في حوادث سنة ٦٥٠: « وفيها توفى العلامة ابو الفضائل جار الله الحسن بن محمد الصاغاني الحنفي امام اللغة، وكان مولده سنة سبع وسبعين وخمسمائة، ومن مؤلفاته مجمع البحرين في اللغة اثنا عشر مجلداً والعباب عشرة ولم يكمل، والشوارد ومشارق الانوار في الحديث وشرح البخاري والمفصل وغير ذلك »(٤) .

٤ - اليافعي: « له بصر في الفقه والحديث مع الدين والامانة »(٥) .

____________________

(١). مشارق الانوار بشرح ابن الملك ٣ / ١٥٧.

(٢). فوات الوفيات ١ / ٣٥٨.

(٣). العبر ٥ / ٢٠٥.

(٤). روضة المناظر - هامش الكامل.

(٥).مرآة الجنان ٤ / ١٢١.


٥ - والسيوطي في ( بغية الوعاة ٢٢٧ ).

*(١٠٦)*

رواية ابن طلحة الشافعي

روى حديث الثقلين حيث قال: « وقد روى مسلم في صحيحه بسنده عن يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمرو بن مسلم الى زيد بن أرقم، فلما جلسنا اليه قال [ له ] حصين: لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً: رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه، لقد لقيت [ يا زيد ] خيراً كثيراً، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . قال: يا ابن أخي، لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فما حدثتكم فاقبلوه ومالا فلا تكلفونيه ثم قال: قام [ فينا ] رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوماً خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: أما بعد [ ألا ] يا أيها الناس انما أنا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين [ الثقلين ] أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي [ أذكركم الله في أهل بيتي ] فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد، أليس نساؤه بأهل بيته؟ قال: لا، أهل بيته من حرم الصدقة عليه بعده »(١) .

ترجمته:

ترجم له بكل اطراء في (مرآة الجنان ٤ / ١٢٨ ) و ( العبر ٥ / ٢١٣ ) و ( طبقات الاسنوى ٢ / ٥٠٣ ) و ( طبقات السبكى ٥ / ٢٦ ) و ( طبقات ابن

____________________

(١). مطالب السئول: ٨.


قاضى شهبة ٢ / ٥٣ ) وغيرها.

كما عبر عنه الكنجي في ( كفاية الطالب ٢٣١ ) في حديث رواه عنه بـ « شيخنا حجة الاسلام شافعي الزمان » وهذا كاف في حقه.

والبدخشي في ( مفتاح النجا - مخطوط ) في ذكر أولاد الامام الحسن عليه‌السلام عند النقل عنه بـ « الشيخ العالم ».

واعتمد على أقواله محمد محبوب عالم في ( تفسير شاهى ) وهو الكتاب الذي يستند اليه ( الدهلوي ) وتلميذه في كتابيهما كما لا يخفى.

وقد ذكرنا نبذاً من شواهد اعتماده عليه في مجلد ( حديث التشبيه ).

*(١٠٧)*

رواية سبط ابن الجوزي

لقد روى حديث الثقلين وتكلم عليه بما يؤدي حقه وأثبت سنده وصححه وحققه(١) .

ترجمته:

ترجم له جماعة كبيرة من أعيان العلماء، ونقل عنه آخرون معتمدين عليه، منهم:

١ - الكنجي في ( كفاية الطالب ).

٢ - ابن خلكان في ( وفيات الاعيان ).

٣ - القطب البعلبكي في ( ذيل مرآة الزمان ).

٤ - أبو الفداء في ( المختصر ٣ / ٢٠٦ ).

٥ - ابن الوردي في ( تتمة المختصر ٢ / ٢٨٦ ).

٦ - الذهبي في ( العبر ٥ / ٢٢٠ ).

____________________

(١). تذكرة خواص الامة: ٣٢٢ - ٣٢٣.


٧ - الصفدي في ( الوافي بالوفيات ).

٨ - اليافعي في ( مرآة الجنان ٤ / ١٣٦ ).

٩ - ابن قاضى شهبة في ( طبقات الشافعية ٢ / ٦٦ ).

١٠ - السمهودي في ( جواهر العقدين - مخطوط ).

١١ - الداودي في ( طبقات المفسرين ٢ / ٢٨٣ ).

١٢ - الحلبي في ( السيرة ) حيث ينقل عنه.

١٣ - ابن حجر في ( لسان الميزان ٦ / ٣٣٨ ).

١٤ - ابن كثير في ( البداية والنهاية ١٣ / ١٩٤ ).

١٥ - الذهبي في ( ميزان الاعتدال ١٤ / ٤٧١ ).

١٦ - ابن تغرى بردي في ( النجوم الزاهرة ٧ / ٣٩ ).

١٧ - ابن العماد في ( شذرات الذهب ٥ / ٢٦٦ ).

*(١٠٨)*

رواية الكنجي الشافعي

روى حديث الثقلين عن الصحاح والمسانيد في باب جعله الاول من الكتاب وعنونه بـ ( في بيان صحة خطبته بماء يدعى خماً ).

ترجمته:

ترجم له في كثير من المصادر، ولقد ذكرنا له ترجمة بالتفصيل في بعض المجلدات.

*(١٠٩)*

رواية أبى الفتح الابيوردى

أخرج حديث الثقلين كما يظهر ذلك من عبارة السيوطي حيث قال: « الحديث الخامس والخمسون، أخرج الباوردي عن أبى سعيد، قال: قال


رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم الثقلين، ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله سبب طرفه بأيديكم وعترتي أهل بيتي، وانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض »(١) .

وهكذا قال البدخشي في ( مفتاح النجا - مخطوط ).

ترجمته:

١ - الذهبي : « الامام المحدث الحافظ المفيد »(٢) .

٢ - الذهبي أيضاً: « والابيوردى - الحافظ زين الدين أبو الفتح محمد ابن أبي بكر الصوفي الشافعي. سمع وهو ابن أربعين سنة من كريمة وابن قميرة فمن بعدهما حتى كتب عن أصحاب محمد بن عماد، وشرع في المعجم وحرص وبالغ فما أفاق من الطلب الا والمنية قد فاجأته، وكان ذا دين وورع، توفي بخانكاه سعيد السعداء في جمادى الاولى وله شعر »(٣) .

٣ - السيوطي : « الابيوردى الامام المحدث الحافظ المفيد زين الدين أبو الفتح، محمد بن محمد بن أبي بكر الصوفي الشافعي نزيل القاهرة، ولد سنة ٦٠١ وطلب الحديث كهلا، فسمع من السخاوي والضياء الحافظ، وكان من أهل الدين والصلاح وله فهم ويقظة، خرج معجمه، ومات في حادي عشر جمادى الاولى سنة ٦٦٧ »(٤) .

٤ - السيوطي أيضاً: « الامام المحدث الحافظ زين الدين »(٥) .

____________________

(١). احياء الميت: ٣٠.

(٢). تذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٧٦.

(٣). العبر حوادث - ٦٦٧.

(٤). طبقات الحفاظ: ٥١١.

(٥). حسن المحاضرة ١ / ٣٠٦.


*(١١٠)*

رواية أبى زكريا النووي

روى حديث الثقلين في ترجمة الامام أمير المؤمنين عليه‌السلام وبيان فضائله. فقال: « و في صحيح مسلم أيضاً عن زيد بن أرقم في جملة حديث طويل قال:

قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد ألا أيها الناس انما أنا بشر يوشك أن يأتى [ يأتينى ] رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله تعالى فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه، قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي [ أذكركم الله في أهل بيتي ]. فقيل: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعد [ ه‍ ] قال: ومن هم؟ قال: آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس »(١) .

ترجمته:

١ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ) مفصلا نقتطف منها جملا. قال: « النواوي - الامام الحافظ الاوحد القدوة شيخ الاسلام علم الاولياء محيي الدين، أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري الحزامي الحوراني الشافعي، صاحب التصانيف النافعة ولازم الاشتغال والتصنيف ونشر العلم والعبادة والاوراد، والصيام والذكر والصبر على المعيشة الخشنة في المأكل والملبس كلية لا مزيد عليها، ملبسه ثوب خام وعمامته سبجانية صغيرة، تخرج به جماعة من العلماء منهم: الخطيب الصدر سليمان الجعفري،

____________________

(١). تهذيب الاسماء واللغات ١ / ٣٤٧.


وشهاب الدين أحمد بن جعوان، وشهاب الدين الاربدي، وعلاء الدين ابن العطار، وحدث عنه ابن أبى الفتح، والمزي، وابن العطار فمن تصانيفه: شرح صحيح مسلم ورياض الصالحين والاذكار والاربعين والارشاد في علوم الحديث والتقريب مختصره وكتاب المهمات وتحرير الالفاظ والعمدة وتصحيح النسبة والايضاح والمناسك مجلد. وله ثلاثة مناسك سواه، والتبيان في آداب حملة القرآن والروضة وقال الشيخ شمس الدين بن الفخر الحنبلي: كان اماماً بارعاً حافظاً متقناً».

٢ - السيوطي : « النووي الامام الفقيه الحافظ الاوحد القدوة، شيخ الاسلام علم الاولياء كان اماماً بارعاً حافظاً متقناً، أتقن علوماً شتى، وبارك الله في علمه وتصانيفه لحسن قصده، وكان شديد الورع والزهد، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، تهابه الملوك، تاركاً لجميع ملاذ الدنيا أفرزت ترجمته بالتأليف »(١) .

وانظر: (مرآة الجنان ٤ / ١٨٢ ) و (تتمة المختصر ٢ / ٣٢٢ ) و (النجوم الزاهرة ٧ / ٢٧٨ ) و (طبقات الاسنوي ٢ / ٤٧٦ ) و ( طبقات السبكى ٥ / ١٦٥ ) وغيرها.

*(١١١)*

رواية محب الدين الطبري

روى حديث الثقلين حيث قال: « الباب الخامس في فضل أهل البيت والحث على التمسك بهم وبكتاب الله عز وجل والخلف فيهما [ بخير ]: عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا

____________________

(١). طبقات الحفاظ: ٥١٠.


علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.أخرجه الترمذي. وقال: حديث غريب.

و عنه قال: قام فينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد يا أيها الناس انما أنا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربي فأجيبه، واني تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فتمسكوا بكتاب الله عز وجل وخذوا به، وحث عليه ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله عز وجل في أهل بيتي، ثلاث مرات. فقيل لزيد: من أهل بيته؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: بلى، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة عليهم، قيل: ومن هم؟ قال: هم آل جعفر وآل علي وآل عقيل وآل العباس. قيل: أكل هؤلاء قد حرم عليهم الصدقة؟ قال: نعم. أخرجه مسلم.

و عند أحمد بمعناه من حديث أبي سعيد ولفظه أنه قال: اني أوشك أن أدعى فأجيب، واني تارك فيكم الثقلين كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي أهل بيتي، ان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا بما تخلفوني فيهما »(١) .

ترجمته:

وتوجد ترجمة محب الدين الطبري في كثير من المصادر المعتبرة، منها:

١ - تذكرة الحفاظ ( ٤ / ١٤٧٤ ).

٢ - العبر ( ٥ / ٣٨٢ ).

٣ - النجوم الزاهرة ( ٨ / ٧٤ ).

٤ - البداية والنهاية ( ١٣ / ٣٤٠ ).

٥ - طبقات السبكى ( ٥ / ٨ ).

____________________

(١). ذخائر العقبى في مناقب ذوى القربى: ١٦.


٦ - طبقات الاسنوي ( ٢ / ١٧٩ ).

٧ - الوافي بالوفيات ( ٧ / ١٣٥ ).

٨ - طبقات الحفاظ (٥١٠).

٩ - مرآة الجنان ( ٤ / ٢٢٤ ).

١٠ - تتمة المختصر ( ٢ / ٣٤٣ ).

١١ - دول الاسلام ( ٢ / ١٥٣ ).

*(١١٢)*

رواية النظام الاعرج

روى حديث الثقلين في تفسيره بتفسير قوله تعالى ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ) قال ما نصه: « وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم الثقلين، كتاب الله حبل متين ممدود من السماء الى الارض، وعترتي أهل بيتي »(١) .

ترجمته:

ترجم له كبار العلماء، وقد ذكرنا ترجمته والكلام على اعتبار تفسيره واعتماد أبناء السنة عليه، في مجلد ( حديث الغدير ).

*(١١٣)*

اثبات سعيد الدين محمد بن أحمد الفرغاني

فقد قال في الشرح الفارسي لـ [ تائية ابن الفارض ] بشرح قوله:

وأوضح بالتأويل ما كان مشكلا

علي بعلم ناله بالوصية:

« لقد وضح وشرح علي ما كان مشكلا ومخفياً من القرآن والسنة لغيره

____________________

(١).غرائب القرآن ١ / ٣٤٩.


من الصحابة، وبالاخص عمر، ولذلك قال « لولا عليّ لهلك عمر ». ولقد كان بيانه لتلك المشكلات بعلم ورثه من المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بالاضافة الى الوصية حيثقال: انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي - ثلاثاً - وقال أيضاً: أنت منى بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي. معقوله: أنا مدينة العلم وعليّ بابها ».

ترجمته:

١ - الذهبي في ( العبر في خبر من غبر - وفيات سنة ٦٩٩ ).

٢ - والجامى في ( نفحات الانس ٥٥٩ ).

٣ - والكفوى في ( كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار ).

ولقد أوردنا ترجمته مفصلة في مجلد ( حديث مدينة العلم ).

*(١١٤)*

رواية محمد بن مكرم الانصاري الافريقي

روى حديث الثقلين في كتابه ( لسان العرب ) كما تقدم في تخريج رواية ابن اسحاق والازهري.

وقال أيضاً في مادة « حبل » نقلا عن الازهري ما نصه: « وفي حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أوصيكم بكتاب الله وعترتي، أحدهما أعظم من الاخر، وهو كتاب الله، حبل ممدود من السماء الى الارض - أي نور ممدود. قال أبو منصور: في هذا الحديث اتصال كتاب الله عز وجل وان كان يبقى في الارض وينسخ ويكتب، ومعنى الحبل الممدود نور هداه، والعرب تشبه النور الممتد بالحبل والخيط. قال الله تعالى ( حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ) ، يعنى نور الصبح من ظلمة الليل، فالخيط الابيض


هو نور الصبح اذا تبين للابصار وانفلق. والخيط الاسود دونه في الإنارة لغلبة سواد الليل عليه، ولذلك نعت بالاسود ونعت الاخر بالابيض، والخيط والحبل قريبان من السواد. وفي حديث آخر: وهو حبل الله المتين، أي نور هداه، وقيل عهده وامانه الذي يؤمن من العذاب، والحبل العهد والميثاق »(١) .

ترجمته:

١ - الصفدي : « محمد بن مكرم - بتشديد الراء - ابن علي بن احمد الانصاري الرويفعي الافريقي ثم المصري، القاضي جمال الدين أبو الفضل، من ولد رويفع بن ثابت الصحابي. ولد أول سنة ثلاثين، وسمع من يوسف ابن الخيلي وعبد الرحمن بن الطفيل ومرتضى بن حاتم وابن المقير وطائفة، وتفرد وعمر وكبر وأكثروا عنه، وكان فاضلا، وعنده تشيع بلا رفض، مات في شعبان سنة احدى عشرة وسبعمائة »(٢) .

٢ - وابن شاكر الكتبي في ( فوات الوفيات ٤ / ٣٩ ).

٣ - ابن حجر العسقلاني: « عمر وكبر وحدث فأكثروا عنه، وكان مغرى باختصار كتب الأدب المطولة، اختصر الأغاني والعقد والذخيرة ونشوار المحاضرة ومفردات ابن البيطار والتواريخ الكبار، وكان لا يمل من ذلك. قال الصفدي: لا أعرف في الادب وغيره كتاباً مطولا الا وقد اختصره. قال: أخبرني ولده قطب الدين أنه ترك بخطه خمسمائة مجلدة. ويقال: ان الكتب التي علقها بخطه من مختصراته خمسمائة مجلدة.

قلت: وجمع في اللغة كتاباً سماه ( لسان العرب ) جمع فيه بين التهذيب والمحكم والصحاح والجمهرة والنهاية وحاشية الصحاح، وجوده ما شاء ورتبه ترتيب الصحاح، وهو كبير. وخدم في ديوان الانشاء طول عمره، وولي قضاء

____________________

(١). لسان العرب ١١ / ١٣٧.

(٢). الوافي بالوفيات ٥ / ٥٤.


طرابلس، وكان عنده تشيع بلا رفض »(١) .

٤ - الجلال السيوطي : « وكان رئيساً فاضلا في الادب مليح الانشاء، روى عنه السبكي والذهبي. وقال: تفرد بالعوالي، وكان عارفاً بالنحو واللغة والتاريخ والكتابة »(٢) .

*(١١٥)*

رواية الحموئى

روى حديث الثقلين بسنده عن زيد بن أرقم قال: « قام فينا ذات يوم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد أيها الناس، انما ( فانما - ظ ) انا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربي فأجيبه، واني تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فاستمسكوا بكتاب الله وخذوا به، فحث على كتاب الله عز وجل ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي - ثلاث مرات. فقال له حصين يا زيد من أهل بيته؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: بلى ان نساءه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: آل عليّ وآل جعفر وآل عباس وآل عقيل، فقال: كل هؤلاء يحرم الصدقة؟ قال: نعم »(٣) .

و روى عنه أيضاً بسنده فقال: « خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال: ألا قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما كتاب الله عز وجل من تبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة، ثم أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي - ثلاث مرات. قلنا: من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا، أهل بيته

____________________

(١). الدرر الكامنة ٤ / ٢٦٢.

(٢). بغية الوعاة ١٠٦ - ١٠٧.

(٣). فرائد السمطين ٢ / ٢٦٨.


عصبته الذين حرموا الصدقة بعده، آل علي وآل العباس وآل جعفر وآل عقيل »(١) .

و روى بسنده « عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: اني أوشك أن أدعى فأجيب، واني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء الى الارض، وعترتي أهل بيتي، وان اللطيف الخبير أخبرني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا ما تخلفوني فيهما »(٢) . وروى بسند -. فيه الحكيم الترمذي - « عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: لما صدر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع خطب، قال: أيها الناس انه قد نبأني اللطيف الخبير انه لم يعمر نبى الا مثل نصف عمر الذي يليه من قبل، واني أظن أني موشك أن أدعى فأجيب، واني فرطكم على الحوض، واني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، الثقل الاكبر كتاب الله، طرف بيد الله وطرف بأيديكم، فاستمسكوا ولا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فانه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض »(٣) .

ترجمته:

١ - الذهبي في ( العبر في خبر من غبر - وفيات سنة ٧٢٢ ).

٢ - وجمال الدين الاسنوى في ( طبقات الشافعية ).

وقد أكثر النقل عنه جماعة من العلماء منهم:

١ - الزرندي في ( نظم درر السمطين ).

٢ - نور الدين السمهودي في ( جواهر العقدين ).

____________________

(١). فرائد السمطين ٢ / ٢٥٠.

(٢). فرائد السمطين ٢ / ٢٧٢.

(٣). المصدر نفسه ٢٧٤.


*(١١٦)*

رواية نجم الدين القمولي

روى حديث الثقلين بتفسير قوله تعالى ( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ ) فقال: « والثقل: الامر العظيم، قال عليه‌السلام : انّي تارك فيكم الثقلين »(١) .

ترجمته:

١ - الاسنوى : « الشيخ نجم الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي الحرم المكي القمولي، تسربل بسربال الورع والتقوى، وتعلق بأسباب الرقي فارتقى، وخاض مع الأولياء فركب في فلكهم ولزمهم حتى انتظم في سلكهم. كان اماماً في الفقه، عارفاً بالاصول والعربية، صالحاً سليم الصدر، كثير التلاوة متواضعاً متودداً كريماً كثير المروءة. شرح ( الوسيط ) شرحاً مطولا، أقرب تناولا من شرح ابن الرفعة وان كان كثير الاستمداد منه، وأكثر فروعاً منه أيضاً، بل لا أعلم كتاباً في المذهب أكثر مسائل منه، وسماه البحر المحيط في شرح الوسيط، ثم لخص أحكامه خاصة كتلخيص الروضة من الرافعي سماه جواهر البحر، وشرح مقدمة ابن الحاجب في النحو شرح مطولا، وشرح الاسماء الحسنى في مجلد، وأكمل تفسير ابن الخطيب، تولى تدريس الفخرية بالقاهرة ونيابة الحكم بها، وتدريس الفائزية بمصر »(٢) .

٢ - ابن قاضى شهبة : « الشيخ العلامة نجم الدين أبو العباس القمولي المصري، اشتغل الى أن برع، ودرس وأفتى وصنف. قال السبكي في الطبقات الكبرى: كان من الفقهاء المشهورين والصلحاء المتورعين وكان الشيخ صدر الدين ابن الوكيل يقول فيما نقل لنا عنه: ليس بمصر أفقه من القمولي. وقال الكمال جعفر الادفوي قال: لي أربعين سنة أحكم ما وقع

____________________

(١). تفسير الرازي.

(٢). طبقات الشافعية ٢ / ٣٣٢.


لي حكم خطأ ولا مكتوب فيه خلل مني، وكان مع جلالته في الفقه عارفاً بالنحو والتفسير ...»(١) .

٣ - وابن حجر العسقلاني بمثل ما تقدم(٢) .

٤ - الجلال السيوطي : « قال الادفوي: كان من الفقهاء الافاضل والعلماء المتقدمين والصلحاء المتورعين »(٣) .

٥ - الجلال السيوطي أيضاً في ذكر من كان بمصر من الفقهاء الشافعية: « كان اماماً في الفقه، عارفاً بالاصول والعربية، صالحاً متواضعاً »(٤) .

٦ - والداودي باعتبار أنه مفسر، لأنه كمل تفسير الفخر الرازي(٥) .

*(١١٧)*

رواية فخر الدين الهانسوى

روى حديث الثقلين في كتابه ( دستور الحقائق )، فقد قال ملك العلماء الدولت آبادي ما نصه: « وفي دستور الحقائق للامام فخر الدين الهانسوي ما روي عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن حجة الوداع ونزل غدير خم - وهو اسم موضع بين مكة والمدينة - فأمر أن يجمع رحال الابل، فجعلها كالمنبر فصعد عليها وقال: انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي »(٦) .

____________________

(١). طبقات الشافعية ٣ / ١٠٧.

(٢). الدرر الكامنة ١ / ٣٢٤.

(٣). بغية الوعاة: ١٦٨.

(٤). حسن المحاضرة ١ / ٤٢٤.

(٥). طبقات المفسرين ١ / ٨٧.

(٦). هداية السعداء - مخطوط.


ترجمته:

ترجم له كبار العلماء ورجال التاريخ، وقد ذكرنا ترجمته بالتفصيل في مجلد ( حديث الطير ).

*(١١٨)*

رواية علاء الدين الخازن

روى حديث الثقلين في تفسيره بتفسير قوله تعالى: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ) فقال: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ) ، أي تمسكوا بحبل الله، والحبل هو السبب الذي يتوصل به الى البغية، وسمي الامان حبلا لانه سبب يتوصل به الى زوال الخوف، وقيل: حبل الله هو السبب الذي به يتوصل اليه. فعلى هذا اختلفوا في معاني الاية، فقال ابن عباس: معناه تمسكوا بدين الله، لانه سبب يوصل اليه. وقيل: حبل الله هو القرآن، لانه أيضاً سبب يوصل اليه. و في أفراد مسلم من حديث زيد بن أرقم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ألا وانّي تارك فيكم ثقلين، أحدهما كتاب الله هو حبل الله، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة - الحديث »(١) .

و قال في تفسير آية المودة: « م عن زيد بن ارقم ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: اني تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله تعالى واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. فقال له حصين: من أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرمت عليه الصدقة بعده. قال: ومن هم؟

____________________

(١). لباب التأويل ١ / ٣٢٨.


قال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس »(١) .

وقال في تفسير قوله تعالى ( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ ) : « وأراد بالثقلين الانس والجن، سميا ثقلين لانهما ثقلا الارض أحياءاً وأمواتاً، وقيل: كل شيء له قدر ووزن ينافس فيه فهو ثقل، ومنه قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي. فجعلهما ثقلين اعظاماً لقدرهما »(٢) .

ترجمته:

١ - ابن حجر العسقلاني: « اشتغل كثيراً، وجمع تفسيراً كبيراً سماه ( لباب التأويل لمعالم التنزيل ) وشرح ( العمدة )، وهو الذي صنف ( مقبول المنقول ) في عشر مجلدات، جمع فيه بين مسند الشافعي وأحمد والستة والموطأ والدارقطني فصارت عشرة كتب، رتبها على الابواب، وجمع سيرة نبوية مطولة، وكان حسن التحبب والبشر والتودد »(٣) .

٢ - واعتمد احمد بن عبد القادر العجيلي على تفسير الخازن في كتابه ( ذخيرة المآل ) معبراً عنه بـ « الامام ».

٣ - وكذاالشبلنجي في كتابه ( نور الابصار ) في مواضع منه.

٤ - وذكر الكاتب الجلبي القسطنطينى تفسيره في ( كشف الظنون ١٥٤٠ ).

هذا ومن الجدير بالذكر أن الخازن هذا من جملة شيوخ مشايخ ( ولي الدين الدهلوي. والد الدهلوي ) السبعة، الذين يفتخر ويتباهى باتصال سنده بهم، ويصرح بأنهم من الائمة الاعلام، والمشايخ المشهورين في الحرمين،

____________________

(١). الباب التأويل ٦ / ١٠٢.

(٢). لباب التأويل ٧ / ٦.

(٣). الدرر الكامنة ٣ / ٧٩.


المجمع على فضلهم من بين الخافقين.

*(١١٩)*

رواية الخطيب التبريزي

روى حديث الثقلين فقال: « وعن زيد بن أرقم رضي‌الله‌عنه قال: قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد، ألا أيها الناس انما أنا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله عز وجل فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، وفي رواية: كتاب الله هو حبل الله، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة. رواه مسلم »(١) .

و قال فيه: « عن جابر رضي‌الله‌عنه قال: رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصوى يخطب، فسمعته يقول: يا أيها الناس اني تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي. رواه الترمذي.

عن زيد بن أرقم رضي‌الله‌عنه قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن ضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الاخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض، وعترتي أهل بيتي، لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما. رواه الترمذي »(٢) .

____________________

(١). مشكاة المصابيح ٣ / ٢٥٥.

(٢). مشكاة المصابيح ٣ / ٢٥٨.


ترجمته:

ترجم له وأثنى على ( مشكاته ) كبار علماء الرجال وأئمة الحديث، وقد ذكرنا بعض ذلك في مجلد ( حديث الطير ).

*(١٢٠)*

رواية ابى الحجاج المزي

روى حديث الثقلين بطرق عديدة وألفاظ مختلفة في كتابه ( تحفة الاشراف بمعرفة الاطراف ) عن الترمذي ومسلم والنسائي.

فقال في مسند جابر تحت عنوان: « جعفر بن محمد بن علي الهاشمي الصادق عن ابيه محمد بن علي عن جابر:

حديث ت: رأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجته في عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب. الحديث ت في المناقب عن نصر بن عبد الرحمن الكوفي عن زيد بن الحسن عنه به وقال: حسن غريب ».

و قال في مسند زيد بن أرقم: « حبيب بن أبي ثابت الاسدي الكوفي عن زيد بن أرقم حديث ت: اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا. الحديث ت في المناقب عن علي بن المنذر عن ابن فضيل عن الاعمش عنه به. وعن عطية عن ابى سعيد به. وقال: حسن غريب ».

و قال فيه: « عامر بن واثلة أبو الطفيل الليثي الكناني، وله رؤية، عن زيد بن أرقم: حديث ت س: من كنت مولاه فعليّ مولاه. ت في المناقب عن محمد بن يسار عن غندر عن شعبة عن سلمة بن كهيل قال: سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبى سريحة أو زيد بن أرقم - شك شعبة - فذكره وقال: حسن غريب. س فيه عن محمد بن مثنى عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن سليمان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم به - أتم من الاول - لما رجع ونزل غدير خم الحديث ».

وقال فيه: « يزيد بن حيان التيمي الكوفي عن أبي حيان التيمي عن


زيد بن أرقم. حديث م س: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمرو بن مسلم الى زيد بن أرقم قال له حصين: يا زيد لقد رأيت خيراً كثيراً، رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - الحديث بطوله - وفيه: انّي تارك فيكم الثقلين. م في الفضائل عن زهير بن حرب وشجاع بن مخلد كلاهما عن اسماعيل بن علية. وعن ابى بكر ابن ابى شيبة عن محمد بن فضيل وعن اسحاق بن ابراهيم عن جرير، ثلاثتهم عن ابى حيان التيمي وعن محمد بن بكار عن حسان بن ابراهيم عن سعيد بن مسروق كلاهما عنه به. س في المناقب عن زكريا بن يحيى السجزى عن إسحاق ابن ابراهيم به ».

و قال فيه في مسند أبي سعيد الخدري تحت عنوان سليمان بن مهران الاعمش عن عطية عن ابى سعيد: « حديث ت انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي الحديث في ترجمة حبيب بن ابى ثابت عن زيد بن أرقم ».

ترجمته:

١ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٩٦ ) و ( تذهيب التذهيب - مخطوط ) وغيرهما.

٢ - وابن الوردي في ( تتمة المختصر ٢ / ٤٧٤ ).

٣ - وتاج الدين السبكى في ( طبقات الشافعية ).

٤ - وجمال الدين الاسنوى في ( طبقات الشافعية ٢ / ٤٦٤ ).

٥ - وابن قاضى شهبة في ( طبقات الشافعية ١ / ٩٩ ).

٦ - وابن تغرى بردي في ( النجوم الزاهرة ٩ / ٢٧١ ).

٧ - وابن حجر العسقلاني في ( الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ١ / ١٥٤ ).

٨ - وابن الشحنة في ( روضة المناظر في تاريخ الاوائل والاواخر - حوادث سنة ٧٤٢ ).


٩ - والجلال السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٥١٧ ).

١٠ - والشوكانى في ( البذر الطالع لمحاسن من بعد القرن السابع ٢ / ٣٥٢ ).

وهنا نكتفي بما ذكره الشوكاني، وهذا نصه:

« يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الملك بن يوسف بن علي بن أبي الزاهر الحلبي الاصل المزي، أبو الحجاج جمال الدين، الامام الكبير الحافظ، صاحب التصانيف. ولد في ربيع الآخر سنة ٦٥٤ وطلب فأكثر عن أحمد بن أبي الخير ومسلم بن علان والفخر بن البخاري ونحوهم من أصحاب ابن طبرزد والكندي، وسمع الكتب الطوال والاجزاء، ومشايخه نحو ألف شيخ، ومن مشايخه النووي، وأسمع بالشام والحرمين ومصر وحلب والاسكندرية وغيرها.

وأتقن اللغة والتصريف، وتبحر في الحديث، ودرس بمدارس منها دار الحديث الاشرفية، ولما ولي تدريسها قال ابن تيمية: لم يلها من حين بنيت الى الان أحق بشرط الواقف منه. قال الذهبي: ما رأيت أحداً في هذا الشأن أحفظ منه.

ومن مصنفاته ( تهذيب الكمال )، اشتهر في زمانه وحدث به خمس مرات، و ( كتاب الاطراف ) وهو كتاب مفيد جداً.

وقد أخذ عنه الاكابر وترجموا له وعظموه جداً. قال ابن سيد الناس في ترجمته: انه أحفظ الناس للتراجم وأعلمهم بالرواة الاعارب والاعاجم. وأطال الثناء عليه ووصفه بأوصاف ضخمة وقال: انه في اللغة امام، وله في الفرائض معرفة والمام.

وقال الصفدي: سمعنا صحيح مسلم على السيد المنبجي وهو حاضر، فكان يرد على القارئ فيقول القارئ: ما عندي الا ما قرأت، فيوافق المزي بعض من حضر ممن بيده نسخة، اما بأن يوجد فيها كما قال أو يوجد مظننا عليه أو في الحاشية، ولما كثر منه ذلك قلت له: ما النسخة الصحيحة


الا أنت. قال: ولم أر بعد أبي حيان مثله في العربية مثله خصوصاً التصريف، ولم يكن مع توسعه في معرفة الرجال يستحضر تراجم غير المحدثين، لا من الملوك ولا من الوزراء والقضاة والأدباء.

وقال الذهبي: كان خاتم الحفاظ، وناقد الأسانيد والألفاظ، وهو صاحب معضلاتنا ومرجع مشكلاتنا. قال: وفيه حياء وكرم وسكينة واحتمال وقناعة، وترك للتجمل وانجماع عن الناس، ومات يوم السبت ثاني عشر صفر سنة ٧٤٤ ».

*(١٢١)*

اثبات شرف الدين الطيبي

أثبت حديث الثقلين في ( شرح المشكاة ) حيث قال:

« السادس زيد، قوله الثقلين، الثقل المتاع المحمول على الدابة، وانما قيل للانس والجن الثقلان لأنهما قطان الأرض فكأنهما ثقلاها. وقد شبه بها الكتاب والعترة لان الدين يستصلح بهما ويعمر كما عمرت الدنيا بالثقلين. وقيل: سماهما ثقلين لان الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل، وقيل: في تفسيره قوله تعالى: ( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً ) أي أوامر الله ونواهيه، لأنه لا تؤدى الا بتكليف ما ثقيل. وقيل قولا ثقيلا: أي له وزن. وسمي الجن والانس ثقلين لأنهما فضلا بالتمييز على سائر الحيوان، وكل شيء له وزن وقدر يتنافس فيه فهو ثقل. قوله « أذكركم الله في أهل بيتي » أي أحذركم الله في شأن أهل بيتي وأقول لكم لا تؤذوهم واحفظوهم، والتذكير بمعنى الوعظ، يدل عليه قوله « ووعظ وذكر ».

وقال فيه أيضاً: « الفصل الثاني - الاول جابر، قوله « وعترتي أهل بيتي » عترة الرجل أهل بيته ورهطه الأدنون، ولاستعمالهم العترة على أنحاء كثيرة بينها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليعلم أنه أراد بذلك نسله وعصابته الأدنين وأزواجه.


الثاني زيد، قوله « ما ان تمسكتم به » ما الموصولة، والجملة الشرطية صلتها، وإمساك الشيء التعلق به وحفظه، قال تعالى: ( وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ ) . واستمسك الشيء: إذا تحرى الإمساك به، ولهذا لما ذكر التمسك عقبه بالمتمسك به صريحاً، وهو الحبل في قوله « كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض »، وفيه تلويح الى معنى قوله تعالى: ( وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ ) . والتمسك بالعترة: محبتهم والاهتداء بهديهم وسيرتهم.

و قوله « انّي تارك فيكم » إشارة الى أنهما بمنزلة التوأمين الخلفين عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنه يوصي الامة بحسن المعاشرة معهما وايثار حقهما على أنفسهم، كما يوصي الأب المشفق لأولاده. ويعضده الحديث السابق في الفصل الاول « أذكركم الله في أهل بيتي »، كما يقول الأب المشفق: الله الله في حق اولادي. ومعنى كون أحدهما أعظم من الآخر: ان القرآن مؤساة للعترة، وعليهم الاقتداء به، وهم أولى الناس بالعمل بما فيه.

ولعل السرفي هذه الوصية والاقتران بالقرآن إيجاب محبتهم، لقوله تعالى ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) فانه تعالى جعل شكر انعامه وإحسانه بالقرآن منوطاً بمحبتهم على سبيل الحصر، وكأنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوصي الامة بقيام الشكر وقيد تلك النعمة به ويحذرهم عن الكفران، فمن قام بالوصية وشكر تلك الصنيعة بحسن الخلافة بينهما لن يتفرقا، فلا يفارقانه في مواطن القيامة ومشاهدها حتى يردا الحوض فيشكرا صنيعه عند رسول الله، فحينئذ هو بنفسه يكافيه والله يجازيه الجزاء الأوفى، ومن أضاع الوصية وكفر النعمة فحكمه بالعكس.

وعلى هذا التأويل حسن موقع قوله « أنظروا كيف تخلفوني فيهما »، والنظر بمعنى التأمل والتفكر، أي تفكروا واستعملوا الروية في استخلافى إياكم، هل تكونون خلف صدق أو خلف سوء. وان استغربت قولي لا يفارقانه في مواقف الحشر حتى يردا علي الحوض تمسكت بما ورد عن


رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « اقرأوا الزهراوين - الى قوله - يحاجان عن صاحبهما ». وان استبعدت قولي أنشدت لك قول الأعشى »(١) .

ترجمته:

١ - ابن حجر العسقلاني: « الحسن بن محمد بن عبد الله الطيبي، الامام المشهور، صاحب شرح المشكاة وغيره. قرأت بخط بعض الفضلاء: كان ذا ثروة من الإرث والتجارة، فلم يزل ينفق ذلك في وجوه الخيرات الى أن كان في آخر عمره فقيراً. قال: وكان كريماً متواضعاً حسن المعتقد، شديد الرد على الفلاسفة والمبتدعة، مظهراً فضائحهم مع استيلائهم في بلاد المسلمين حينئذ، شديد الحب لله ولرسوله، كثير الحياء ملازماً لاشغال الطلبة في العلوم الإسلامية بغير طمع، بل يجديهم ويعينهم ويعير الكتب النفيسة لأهل بلده وغيرهم من أهل البلدان من يعرف ومن لا يعرف، محباً لمن عرف منه تعظيم الشريعة، مقبلا على نشر العلم، آية في استخراج الدقائق من القرآن والسنن. شرح الكشاف شرحاً كبيراً وصنف في المعاني والبيان التبيان وشرحه، وأمر بعض تلامذته باختصار المصابيح على طريقة نهجها له وسماه المشكاة وشرحها هو شرحا حافلا، ثم شرع في جمع كتاب في التفسير وعقد مجلساً عظيماً لقراءة كتاب البخاري »(٢) .

٢ - الجلال السيوطي : « الامام المشهور العلامة في المعقول والعربية والمعاني والبيان، قال ابن حجر: كان آية »(٣) .

٣ - والشمس الداودي بمثل ما تقدم(٤) .

٤ - الشوكانى : « الامام المشهور، صاحب شرح المشكاة وحاشية

____________________

(١). الكاشف في شرح المشكاة - مخطوط.

(٢). الدرر الكامنة ٢ / ٦٨.

(٣). بغية الوعاة ٢٢٨.

(٤). طبقات المفسرين ١ / ١٤٣.


الكشاف وغيرهما له اقبال على استخراج الدقائق من الكتاب والسنة، وحاشيته على الكشاف هي أنفس حواشيه على الإطلاق، مع ما فيها من الكلام على الأحاديث في بعض الحالات إذا اقتضى ذلك على طريقة المحدثين، مما يدل على ارتفاع طبقته في علمي المعقول والمنقول »(١) .

٥ - القنوجى : « امام مشهور وعالم مبرور »(٢) .

*(١٢٢)*

اثبات شمس الدين الخلخالى

أثبت حديث الثقلين حيث قال: « قوله بماء يدعى خماً » أي سمي ذلك الماء خماً، بضم الخاء المعجمة وتشديد الميم. قوله « يوشك أن يأتينى رسول ربى فأجيب » أخبر النبي عليه‌السلام الناس عن وفاته « الثقلين » قال في شرح السنة: قيل سماهما ثقلين لان الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل، لان الكتاب عظيم القدر والعمل بمقتضاه ثقيل، وكذا محافظة اهل بيته واحترامهم وانقيادكم لهم إذا كانوا خلفاء بعدي »(٣) .

وقال فيه: « قوله: على ناقته القصوى »، قيل انها ناقة تلقب بالجدعاء وتارة بالعضباء وأخرى بالقصوى على حسب ما خيل للناظرين. قوله « كتاب الله وعترتي »، بيان « ما » في ما أخذتم به أو بدل، و « أهل بيتي » بيان عترتي. يريد بأهل بيتي نسله وعصابته الأدنين وأزواجه. و قوله « من السماء الى الأرض » المراد من السماء الربوبية وبالأرض الخلق. و « لن يتفرقا » أي كتاب الله وعترتي »(٤) .

____________________

(١). البدر الطالع ١ / ٢٢٩.

(٢). التاج المكلل: ٣٧٣.

(٣). المفاتيح في شرح المصابيح - مخطوط.

(٤). المفاتيح في شرح المصابيح - مخطوط.


ترجمته:

١ - الاسنوى : « كان اماماً في العلوم النقلية والعقلية ذا تصانيف كثيرة مشهورة، منها ( شرح المصابيح ) و ( مختصر ابن الحاجب ) و ( المفتاح ) و ( التلخيص في علم البيان ) وصنف أيضاً في المنطق »(١) .

٢ - وابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ٣ / ٨٧ ).

٣ - والجلال السيوطي في ( بغية الوعاة ١٠٦ ).

٤ - وابن حجر العسقلاني في ( الدرر الكامنة ٤ / ٢٦٠ ) بمثل ما تقدم.

*(١٢٣)*

تصحيح شمس الدين الذهبي

قال الشيخاني القادري ما نصه: « وأخرج ابو عوانة عن ابى الطفيل عن زيد بن أرقم رضي‌الله‌عنه قال: لما رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم [ أمر بدوحات ] فقممن، ثم قال: كأنى قد دعيت فأجبت، وانّي قد تركت فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: ان الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن. ثم أخذ بيد علي رضي‌الله‌عنه فقال: من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقلت لزيد: سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال: ما كان في الدوحات أحد الا رآه بعينه وسمعه بأذنه. قال الحافظ الذهبي: هذا حديث صحيح »(٢) .

أقول: ووافق الحاكم على تصحيحه في ( تلخيص المستدرك ٣ / ١٠٩ ).

____________________

(١). طبقات الشافعية ١ / ٥٠٥.

(٢). الصراط السوى - مخطوط.


ترجمته:

١ - ابن شاكر الكتبي في ( فوات الوفيات ٣ / ٣١٥ ).

٢ - وتاج الدين السبكى في ( طبقات الشافعية ٥ / ٢١٦ ).

٣ - وجمال الدين الاسنوى في ( طبقات الشافعية ١ / ٥٥٨ ).

٤ - وابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ٢ / ٧٢ ).

٥ - وابن حجر العسقلاني في ( الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ٤ / ٤٢٦ ).

٦ - والجلال السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٥١٧ ).

٧ - وغياث الدين المدعو خواندمير في ( حبيب السير ).

٨ - ( الدهلوي ) في ( بستان المحدثين ) و ( التحفة ).

٩ - والقنوجى في ( التاج المكلل ٤١٣ ).

ونكتفي هنا بما ذكرهالشوكانى وهذا نصه: « محمد بن أحمد بن عثمان ابن قايماز بن عبد الله التركماني الأصل، الفارقي ثم الدمشقي، أبو عبد الله شمس الدين الذهبي، الحافظ الكبير المؤرخ، صاحب التصانيف السائرة في الأقطار، ولد ثالث شهر ربيع الآخر سنة ٦٧٣، وأجاز له في سنة مولده جماعة بعناية أخيه من الرضاع، وطلب بنفسه بعد سنة ٦٩٠ فأكثر عن ابن عساكر وطبقته، ثم رحل الى القاهرة وأخذ عن الدمياطي وابن الصواف وغيرهما وخرج لنفسه ثلاثين بلداً، ومهر في فن الحديث وجمع فيه المجاميع المفيدة الكثيرة. قال ابن حجر: حتى كان أكثر أهل عصره تصنيفاً، وجمع ( تاريخ الإسلام ) فأربى فيه على من تقدمه بتحرير أخبار المحدثين خصوصاً - انتهى.

أي لا باعتبار تحرير غيرهم، فان غيره أبسط منه. واختصر منه مختصرات كثيرة منها ( النبلاء ) و ( العبر ) و ( تلخيص التاريخ ) و ( طبقات الحفاظ ) و ( طبقات القراء ). ولعل ( تاريخ الإسلام ) في زيادة على عشرين مجلداً وقفت منه على أجزاء، و ( النبلاء ) في نحو العشرين مجلدا وقفت منه على أجزاء، وهو مختصر من ( تاريخ الإسلام ) باعتبار أن الأصل لمن لم ينبل


في الغالب و ( النبلاء ) ليس الا لمن نبل، لكنه أطال تراجم النبلاء فيه بما لم يكن في تاريخ الإسلام.

ومن مصنفاته ( الميزان في نقد الرجال ) جعله مختصاً بالضعفاء الذين قد تكلم فيهم متكلم [ وان كانوا غير ضعفاء في الواقع، ولهذا ذكر فيه مثل ابن معين وعلي بن المديني باعتبار أنه قد تكلم فيهما متكلم ] وهذا كتاب مفيد في ثلاث مجلدات كبار.

وله كتاب ( الكاشف ) المعروف، ومختصر ( سنن البيهقي ) الكبرى، ومختصر ( تهذيب الكمال ) لشيخه المزي، وخرج لنفسه ( المعجم الكبير ) و ( الصغير ) و ( المختص بالمحدثين )، فذكر فيه غالب الطلبة من أهل ذلك العصر، وعاش الكثير منهم بعده الى نحو أربعين سنة، وخرج لغيره من شيوخه وأقرانه وتلامذته.

وجميع مصنفاته مقبولة مرغوب فيها، رحل اليه الناس لأجلها، وأخذوا عنه وتداولوها وقرأوها وكتبوها في حياته وطارت في جميع بقاع الأرض، وله فيها تعبيرات رائقة وألفاظ رشيقة غالباً، لم يسلك فيها مسلكه أهل عصره ولا من قبلهم ولا من بعدهم. وبالجملة فالناس في التاريخ من أهل عصره فمن بعدهم عيال عليه، ولم يجمع أحد في هذا الفن كجمعه ولا حرره كتحريره.

قال البدر النابلسى في ( مشيخته ): كان علامة زمانه في الرجال وأحوالهم جيد الفهم ثاقب الذهن، وشهرته تغنى عن الاطناب فيه - انتهى »(١) .

*(١٢٤)*

رواية جمال الدين الزرندي المدني الأنصاري

روى حديث الثقلين في كتاب [ نظم درر السمطين ] حيث قال:

____________________

(١). البدر الطالع ٢ / ١١٠.


« ذكر وصاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأهل بيته وفضل مودتهم وأن محبتهم من الايمان بالله ورسوله:روى ابن عباس ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أحبوا الله لما يغدوكم من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي.

و عن عبد الرحمن بن عوف (رض) قال: قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أوصيكم بعترتي خيراً، وان موعدكم الحوض. وعن زيد بن أرقم (رض) قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

و ورد عن عبد الله بن زيد عن أبيه أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من أحب أن ينسأ له في أجله وأن يمتع بما خوله الله فليخلفني في أهلي خلافة حسنة، فمن لم يخلفني فيهم بتك عمره، وورد علي يوم القيامة مسوداً وجهه.

و في رواية عن زيد بن أرقم: ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قام خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أيها الناس، انما أنا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربى فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي.

و في رواية: كتاب الله هو حبل من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة.

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « وأنا تارك فيكم ثقلين » سماهما ثقلين لان الاخذ بهما والعمل بهما والمحافظة على رعايتهما ثقيل، وقد جعلهما ثقلين لان كان نفيس وخطير ثقيل، ومنه الثقلان الانس والجن، لانهما فضلا بالتمييز والعقل على سائر الحيوان، وكل شيء له وزن وقدر يتنافس فيه فهو ثقل، وسماهما بذلك إعظاماً لقدرهما. وفسروا قوله تعالى: ( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً


ثَقِيلاً ) أن أوامر الله تعالى وفرائضه ونواهيه لا يؤدى الا بتكلف ما يثقل، وقيل أي له وزن. قال زيد بن أرقم رضي‌الله‌عنه : أهل بيته أهل وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده: آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس.

و عن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه قال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: أيها الناس اني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود بين السماء والارض، وعترتي أهل بيتي، ألا وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض - غريب.

و عن جابر رضي‌الله‌عنه قال: رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول: يا أيها الناس، اني تركت فيكم ما أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي.

و رواه بلفظ آخر عن زيد بن أرقم أيضاً »(١) .

وقال نور الدين السمهودي ضمن طرق الحديث: « روى الحافظ جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي المدني في كتابه ( نظم درر السمطين ) حديث زيد من غير اسناد ولا عزو، ولفظه: روى زيد بن أرقم قال: أقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجة الوداع فقال: اني فرطكم على الحوض وانكم تبعي، وانكم توشكون أن تردوا علي الحوض فأسألكم عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما. فقام رجل من المهاجرين فقال: ما الثقلان؟ قال: الاكبر منهما كتاب الله سبب طرفه بيد الله وسبب طرفه بأيديكم فتمسكوا به، والاصغر عترتي، فمن استقبل قبلتي وأجاب دعوتي فليستوص بهم خيراً. او كما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فلا تقتلوهم ولا تقهروهم ولا تقصروا عنهم، واني قد سألت لهم اللطيف الخبير فأعطانى أن يردوا علي الحوض كتين - أو قال كهاتين - فأشار بالمسبحتين، ناصرهما لي ناصر، وخاذلهما لي خاذل، ووليهما لي ولي، وعدوهما لي عدو.

____________________

(١). نظم درر السمطين ٢٣١ - ٢٣٢.


و قال الحافظ جمال الدين المذكور، وورد عن عبد الله بن زيد عن أبيه أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من أحب أن ينسأ له في أجله وان يمتع بما خوله الله فليخلفني في أهلي خلافة حسنة، فمن لم يخلفني فيهم بتر عمره وورد علي يوم القيامة مسوداً وجهه »(١) .

ترجمته:

ترجم له وأثنى عليه ونقل عنه جماعة من كبار العلماء، منهم:

١ - شمس الدين الكرماني في ( الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري ).

٢ - وابن حجر العسقلاني في ( الدرر الكامنة في اعيان المائة الثامنة ٤ / ٢٩٥ ).

٣ - وشهاب الدين احمد في ( توضيح الدلائل - مخطوط ).

٤ - وابن الصباغ المالكي في ( الفصول المهمة ).

٥ - ونور الدين السمهودي في ( جواهر العقدين - مخطوط ).

٦ - ومحمد بن يوسف الشامي في ( سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ).

٧ - وأحمد بن محمد بن الفضل بن باكثير المكي في ( وسيلة المآل - مخطوط ).

٨ - وميرزا محمد خان البدخشانى في ( مفتاح النجا - مخطوط ).

٩ - وأحمد العجيلى في ( ذخيرة المآل - مخطوط ).

وبمراجعة هذه المصادر وغيرها يتبين شأن هذا الرجل واعتماد أبناء السنة عليه.

____________________

(١). جواهر العقدين - مخطوط.


*(١٢٥)*

رواية سعيد الدين الكازروني

روى حديث الثقلين في كتابه ( المنتقى في سيرة المصطفى ) وهذا نص كلامه:

« ومن توقيره صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بره وبر آله وذريته وأمهات المؤمنين، قال رسول الله: أنشدكم الله في أهل بيتي - ثلاثاً. قال الراوي: قلنا لزيد: من أهل بيته؟ قال: آل عليّ وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس.

و قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ».

وقال فيه أيضاً: « ومن طعن في نسب شخص من أولاد فاطمة رضي الله عنها بأن قال: أفنى الحجاج بن يوسف ذريتها ولم يبق أحد منهم وليس في الناس أحد يصح نسبه إليها. فقد ظلم وكذب وأساء، فان تعمد ذلك بعد ما نشأ في بلاد علماء الدين كاد يكون كافراً، لانه يخالف ما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على ما ثبت في الترمذي عن زيد بن أرقم أنه قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الاخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما. وقد تقدم في حديث المباهلة قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهم هؤلاء أهل بيتي.

قال مؤلف هذا الكتاب سعيد بن مسعود الكازروني - جعله الله ممن دخل في العلم من طريق الباب حتى يفوز بالسداد والصواب: فما دام القرآن باقياً فأولاد فاطمة باقون، لظاهر الحديث الصحيح ».

ترجمته:

١ - ابن حجر العسقلاني: « محمد بن مسعود بن محمد ابن خواجة امام


مسعود بن محمد بن علي بن أحمد بن عمر بن اسماعيل بن الشيخ أبي علي الدقاق البليانى الكازروني.

ذكره ابن الجزري في ( مشيخة الجنيد البلياني ) ثم قال: كان سعيد الدين محدثاً فاضلا سمع الكثير، وأجاز له المزي صاحب ( تهذيب الكمال ) وجماعة، وخرج ( المسلسل ) وألف ( المولد النبوي ) فأجاد، ومات في أواخر جمادى الاخرة سنة ٧٥٨ »(١) .

٢ - محيي الدين محمد بن الخطيب القاسم: في ( حاشية روض الاخبار المنتخب من ربيع الابرار - مخطوط ): « كان شيخاً محدثاً في وقته، كتب اجازة بعض تلامذته سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة [ سبعمائة ظ ] بهراة، وروى عنه الشيوخ، منهم الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن محمد الجزري الشافعي، وكان الجزري شيخ المحدثين في أوانه وامام القراء في زمانه ».

٣ - وترجم له محمد بن أحمد بن محمدالسمرقندي في مقدمة كتابه ( ترجمة المنتقى ) ترجمة مفصلة.

وهذا المقدار باختصار يكفي لمعرفة عظمة سعيد الدين الكازروني.

*(١٢٦)*

رواية ابن كثير الدمشقي

روى حديث الثقلين في تفسير قوله تعالى ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ، رواه في تفسير هذه الاية عن مسلم بسنده عن زيد بن أرقم(٢) .

ورواه في تفسير آية المودة عن أحمد بن حنبل بسنده عن زيد أيضاً، ثم

____________________

(١). الدرر الكامنة ٤ / ٢٥٥.

(٢). تفسير ابن كثير ٥ / ٤٥٧.


قال بعده: « وهكذا رواه مسلم في ( الفضائل ) والنسائي من طرق [ عن ] يزيد بن حيان به ».

« ورواه أيضاً عن الترمذي كذلك ثم قال: « وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد رضي الله عنهم »(١) .

وقال أيضاً: « و قد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال في خطبته بغدير خم: انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض »(٢) .

هذا، وقد تقدم في ابن عساكر أن ابن كثير قد روى حديث الثقلين في ( تاريخه ) أيضاً.

ترجمته:

١ - الذهبي في ( المعجم المختص - مخطوط ).

٢ - وابن حجر العسقلاني في ( الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ١ / ٣٩٩ ).

٣ - وابن قاضى شهبة في ( طبقات الشافعية ٢ / ١١٣ ).

٤ - وجلال الدين السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٥٢٩ ).

٥ - والداودي المالكي في ( طبقات المفسرين ١ / ١١٠ ).

وللاختصار نكتفي بما يلي:

قال الداودي: « اسماعيل بن عمر بن كثير كان قدوة العلماء والحفاظ، وعمدة أهل المعاني والالفاظ، تفقه على الشيخين برهان الدين الفزاري وكمال الدين ابن قاضي شهبة، ثم صاهر الحافظ أبا الحجاج المزي ولازمه وأخذ عنه وأقبل على علم الحديث، وأخذ الكثير عن ابن تيمية، وقرأ

____________________

(١). تفسير ابن كثير ٦ / ٢٠٠.

(٢). تفسير ابن كثير ٦ / ١٩٩.


الاصول على الاصفهاني، وسمع الكثير وأقبل على حفظ القرآن ومعرفة الاسانيد والعلل والرجال والتاريخ حتى برع في ذلك وهو شاب، وصنف في صغره كتاب الاحكام على أبواب التنبيه والتاريخ المسمى بالبداية والنهاية والتفسير وكتاباً في جمع المسانيد العشرة واختصر تهذيب الكمال وأضاف اليه ما تأخر في الميزان سماه التكميل وطبقات الشافعية ومناقب الامام الشافعي وخرج الاحاديث الواقعة في مختصر ابن الحاجب وسيرة صغيرة، وشرع في أحكام كثيرة حافلة كتب منها مجلدات الى الحج، وشرح قطعة من البخاري وقطعة كبيرة من التنبيه، وولي مشيخة أم الصالح بعد موت الذهبي، وبعد موت السبكي مشيخة دار الحديث الاشرفية مدة يسيرة، ثم أخذت منه.

وذكره شيخه الذهبي في المعجم المختص فقال: فقيه متفنن ومحدث متقن ومفسر نقاد.

وقال تلميذه الحافظ شهاب الدين ابن حجر: كان أحفظ من أدركناه لمتون الاحاديث، وأعرفهم بتخريجها ورجالها وصحيحها وسقيمها، وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك، وكان يستحضر شيئاً كثيراً من الفقه والتاريخ، قليل النسيان، وكان فقيهاً جيد الفهم صحيح الذهن، ويحفظ ( التنبيه ) الى آخر وقت، ويشارك في العربية مشاركة جيدة، وينظم الشعر، وما أعرف أني اجتمعت به مع كثرة ترددي اليه الا واستفدت منه.

وقال غيره: كانت له خصوصية بالشيخ تقي الدين ابن تيمية ومناضلة عنه واتباع له في كثير من آرائه، وكان يفتي برأيه في مسألة الطلاق، وامتحن بسبب ذلك وأوذي. مات في يوم الخميس السادس والعشرين من شعبان سنة أربع وسبعين وسبعمائة، ودفن بمقبرة الصوفية عند شيخه ابن تيمية »

وقالالقنوجى في ( أبجد العلوم ): « الفقيه الشافعي الحافظ عماد الدين ابن الخطيب شهاب الدين المعروف بالحافظ ابن كثير، ولد سنة سبعمائة وقدم دمشق وله نحو سبع سنين مع أخيه بعد موت أبيه وذكره الذهبي في


معجمه المختص فقال: الامام المحدث المفتي البارع ووصفه بحفظه المتون وسمع من ابن عساكر وغيره وصنف التصانيف الكثيرة في التفسير والتاريخ والاحكام. وقال ابن حبيب فيه: امام ذوي التسبيح والتهليل، وزعيم أرباب التأويل، سمع وجمع وصنف وأطرب الاسماع بأقواله وشنف، وحدث وأفاد وطارت أوراق فتاواه الى البلاد، واشتهر بالضبط والتحرير، وانتهت اليه رئاسة العلم في التاريخ والحديث والتفسير ».

*(١٢٧)*

رواية السيد على الهمداني

روى حديث الثقلين في كتابه [ المودة في القربى ] حيث قال ما نصه: « عن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم الثقلين، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض وأهل بيتي - ويروى عترتي - لم [ لن ظ ] يفترقا حتى يردا علي الحوض ».

و قال فيه: « وعن جبير بن مطعم رضي‌الله‌عنه قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ألست بوليكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: اني أوشك أن أدعى فأجيب، وانّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله ربي وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ».

ترجمته:

ترجم له، واعتمد عليه عدة من الاعلام، مما يدل على جلالته، نذكر من ذلك:

١ - نور الدين جعفر البدخشانى في ( خلاصة المناقب - مخطوط ).

٢ - عبد الرحمن الجامى في ( نفحات الانس ٤٤٧ ).

٣ - الكفوى في ( كتائب أعلام الاخيار - مخطوط ).

٤ - مجد الدين البدخشانى في ( جامع السلاسل - مخطوط ).


٥ - شهاب الدين احمد في ( توضيح الدلائل - مخطوط ).

٦ - حسين الميبدى في ( الفواتح ).

٧ - القشاشى في ( السمط المجيد ).

٨ - الدهلوي ( والد الدهلوي ) في ( الانتباه ).

٩ - الفاضل الرشيد الدهلوي ( تلميذ الدهلوي ) في ( ايضاح لطافة المقال ).

*(١٢٨)*

اثبات السيد محمد الطالقاني

في كتابه ( رساله قيافه نامه ) - على ما نقل عنه مجد الدين البدخشاني في كتابه ( جامع السلاسل - مخطوط ) بترجمة السيد علي الهمداني.

قال في كلام له في معنى « حبل الله »: « وقال بعضهم: ان المراد من حبل الله هو عترة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كما قال: انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، ألا فتمسكوا بهما، فانهما حبلان لا ينقطعان الى يوم القيامة ».

ترجمته:

ترجم له مجد الدين البدخشاني في كتابه ( جامع السلاسل - مخطوط ). وقد أثنى عليه الثناء البالغ، ووصفه بالاوصاف الجميلة التي قلما يصفون أحداً بها.

*(١٢٩)*

اثبات سعد الدين التفتازاني

أثبت حديث الثقلين حيث قال ما نصه:

« فان قيل: قال الله تعالى ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ


الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) . وقال عليه الصلاة والسلام: انّي تركت فيكم ما أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله تعالى وعترتي أهل بيتي. وقال عليه‌السلام : انّي تارك فيكم الثقلين، كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. ومثل هذا يشعر بفضلهم على العالم وغيره.

قلنا: لا تصافهم بالعلم والتقوى وشرف النسب، ألا ترى أنه عليه الصلاة والسلام قرنهم بكتاب الله تعالى في كون التمسك بهما منقذاً عن الضلالة، ولا معنى للتمسك بالكتاب الا الاخذ بما فيه من العلم والهداية. فكذا في العترة، ولهذا قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه »(١) .

ترجمته:

وقد ترجم للتفتازاني جماعة من أعيان العلماء، أمثال:

١ - الجلال السيوطي في ( بغية الوعاة ٣٩١ ).

٢ - وابن حجر العسقلاني في ( الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ٥ / ١١٩ ).

٣ - والداودي في ( طبقات المفسرين ٢ / ٣١٩ ).

٤ - والقنوجى في ( التاج المكلل ٤٧١ ).

٥ - والشوكانى في ( البدر الطالع ٢ / ٣٠٣ ) وهذا نص كلام الشوكاني:

« مسعود بن عمر التفتازاني، الامام الكبير، صاحب التصانيف المشهورة المعروف بسعد الدين، ولد بتفتازان في صفر سنة ٧٢٢، وأخذ عن أكابر أهل العلم في عصره كالعضد وطبقته، وفاق في النحو والصرف

____________________

(١). شرح المقاصد ٢ / ٢٢١.


والمنطق والمعاني والبيان والاصول والتفسير والكلام وكثير من العلوم، وطار صيته واشتهر ذكره ورحل اليه الطلبة، وشرع في التصنيف وهو في ست عشرة سنة، فصنف الزنجانية وفرغ منها في شعبان سنة ٧٣٨، وفرغ من شرح التلخيص الكبير في صفر سنة ٧٤٨ بهراة، ومن مختصره سنة ٧٥٦، ومن شرح التوضيح في ذي القعدة سنة ٧٥٨ بكاشان، ومن شرح العقائد في شعبان سنة ٧٦٨، ومن حاشية العضدي في ذي الحجة سنة ٧٧٠، ومن رسالة الارشاد سنة ٧٧٤، كلها بخوارزم، ومن المقاصد وشرحه في ذي القعدة سنة ٧٨٤ بسمرقند، ومن تهذيب الكلام في رجب منها، ومن شرح المفتاح في شوال سنة ٧٨٩ بسمرقند ايضاً.

وشرع في فتاوى الحنفية يوم الاحد التاسع من ذي القعدة سنة ٧٦٩ بهراة، وفي تأليف مفتاح الفقه سنة ٧٧٢، وفي شرح تلخيص المفتاح سنة ٧٨٦ كليهما بسرخس، وفي حاشية الكشاف في ثامن ربيع الآخر سنة ٧٨٩ بظاهر سمرقند.

هكذا ذكر ملا زادة تاريخ ما فرغ منه من مؤلفاته وما شرع فيه ولم يكمل وقال في أول الترجمة ما لفظه: أستاذ العلماء المتأخرين وسيد الفضلاء المتقدمين مولانا سعد الملة والدين، معدل ميزان المعقول والمنقول، منقح أغصان الفروع والاصول، أبي سعيد مسعود ابن القاضي الامام فخر الملة والدين عمر ابن المولى الاعظم سلطان العارفين الغازي التفتازاني

وبالجملة، فصاحب الترجمة متفرد بعلومه في القرن الثامن، لم يكن له في أهله نظير فيها، وله من الحظ والشهرة والصيت في أهل عصره فمن بعدهم مالا يلحق به غيره ».

*(١٣٠)*

رواية حسام الدين حميد المحلى

روى حديث الثقلين في كتابه ( محاسن الازهار في تفصيل مناقب


العترة الاخيار الاطهار ) كما ذكره العلامة محمد بن اسماعيل الامير في ( الروضة الندية ) في سياق طرق حديث الغدير حيث قال ما نصه: « وذكر الخطبة بطولها الفقيه العلامة حميد المحلى في ( محاسن الازهار ) في شرح قول الامام المنصور بالله:

أيهما نص بها أجملا

له على المكي واليثربي

بسنده الى زيد بن أرقم قال: أقبل نبى الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجة الوداع حتى نزل بغدير الجحفة بين مكة والمدينة، فأمر بدوحات فقم ما تحتهن من شوك، ثم نادى الصلاة جامعة، فخرجنا الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في يوم شديد الحر، ان منا من يضع بعض ردائه على رأسه وبعضه على قدمه من شدة الرمضاء، حتى أتينا الى رسول الله، فصلى بنا الظهر، ثم انصرف الينا فقال:

الحمد لله نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن أضل ولا مضل لمن هدى، وأشهد ان لا اله الا الله وأن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد، أيها الناس فانه لم يكن لنبي من العمر الا النصف من عمر الذي قبله، وان عيسى بن مريم لبث في قومه أربعين سنة، واني قد شرعت في العشرين، ألا واني يوشك أن أفارقكم، ألا واني مسؤول وأنتم مسؤولون، فهل بلغتكم فما ذا أنتم قائلون؟

فقام من كل ناحية من القوم مجيب يقولون: نشهد أنك عبد الله ورسوله، قد بلغت رسالته وجاهدت في سبيله، وصدعت بأمره وعبدته حتى أتاك اليقين، جزاك الله عنا خيراً ما جزى نبياً عن أمته.

فقال: ألستم تشهدون أن لا اله الا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأن الجنة حق والنار حق وتؤمنون بالكتاب كله؟ قالوا: بلى.

فقال: انى أشهد أن صدقتكم وصدقتموني، ألا واني فرطكم وأنتم تبعي توشكون أن تردوا علي الحوض فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف


خلفتموني فيهما.

قال: فأعضل علينا ما ندري ما الثقلان حتى قام رجل من المهاجرين قال: بأبي وأمي أنت يا رسول الله وما الثقلان؟ قال: الاكبر منهما كتاب الله، سبب طرف بيد الله وطرف بأيديكم، تمسكوا به ولا تزلوا ولا تضلوا، والاصغر منهما عترتي، من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي فلا تقتلوهم ولا تقهروهم ولا تقصروا عنهم، فاني قد سألت لهم اللطيف الخبير فأعطاني، وناصرهما لي ناصر وخاذلهما لي خاذل ووليهما لي ولي وعدوهما لي عدو، ألا فانها لن تهلك أمة قبلكم حتى تدين بأهوائها وتظاهر على نبيها وتقتل من قام بالقسط.

ثم أخذ بيد علي بن أبى طالب رضي‌الله‌عنه ورفعها وقال: من كنت مولاه فهذا مولاه، ومن كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ».

ترجمته:

وترجم له جماعة من العلماء، ومما يدل على عظمته وجلالته استناد العلامة الامير الى كتابه ( محاسن الازهار )، ونقله عنه كثيراً في كتابه ( الروضة الندية )، مع وصفه بـ « العلامة الفقيه » وتارة « الفقيه العلامة حميد الشهيد رحمه‌الله ».

وكذا رواية القاضي الشوكاني لكتابه المذكور، فانه يعد بذلك من جملة مشايخ الشوكانى في الاجازة، قال الشوكاني: « محاسن الازهار لحميد الشهيد، أرويها بالاسناد المتقدم في الديباج الى الداودي عن القاسم بن أحمد ابن حميد عن المؤلف »(١) .

____________________

(١). اتحاف الاكابر باسناد الدفاتر: ٧٨.


*(١٣١)*

رواية نور الدين الهيثمي

روى الهيثمي حديث الثقلين في كتابه ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ) - وهو الكتاب الذي جمع فيه زوائد الكتب الستة من ( مسند أحمد ) و ( مسند البزار ) و ( مسند أبي يعلى ) و ( المعاجم الثلاثة للطبراني ) - على ما نص عليه المناوي إذ قال في شرح الحديث: « قال الهيثمي رجاله موثقون، ورواه أيضاً أبو يعلى بسند لا بأس به، والحافظ عبد العزيز بن الاخضر، وزاد أنه قال في حجة الوداع، ووهم من زعم ضعفه كابن الجوزي. قال السمهودي: وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة »(١) .

ترجمته:

١ - شمس الدين السخاوي : « على بن أبى بكر بن سليمان بن أبي بكر ابن عمر بن صالح، نور الدين أبو الحسن الهيثمي القاهري الشافعي الحافظ، ويعرف بالهيثمي، كان أبوه صاحب حانوت بالصحراء، فولد له هذا في رجب سنة خمس وثلاثين وسبعمائة، فنشأ فقرأ القرآن، ثم صحب الزين العراقي وهو بالغ، ولم يفارقه سفراً وحضراً حتى مات وهو مكثر سماعاً وشيوخاً، ولم يكن الزين يعتمد في شيء من أموره الا عليه، حتى أنه أرسله مع ولده الولي لما ارتحل بنفسه الى دمشق، وزوجه ابنته خديجة ورزق منها عدة أولاد.

وكتب الكثير من تصانيف الشيخ، بل قرأ عليه أكثرها، وتخرج به في الحديث، بل دربه في افراد زوائد كتب كالمعاجم الثلاثة للطبراني والمسانيد لأحمد والبزار وأبي يعلى على الكتب الستة. وابتدأ أولا بزوائد أحمد فجاء في مجلدين، وكل واحد من الخمسة الباقية في تصنيف مستقل الا الطبراني

____________________

(١). فيض القدير - شرح الجامع الصغير ٣ / ١٥ وانظر: مجمع الزوائد ٩ / ١٦٣.


الاوسط والصغير منهما في تصنيف، ثم جمع الجميع في كتاب واحد محذوف الاسانيد سماه ( مجمع الزوائد ). وكذا أفرد زوائد صحيح ابن حبان على الصحيحين، ورتب أحاديث الحلية لابي نعيم على الابواب، ومات عنه مسودة فبيّضه وأكمله شيخنا في مجلدين، واحاديث الغيلانيات والخلعيات وفوائد ابى تمام والافراد للدارقطنى أيضاً على الابواب في مجلدين. ورتب كلا من ثقات ابن حبان والعجلي على الحروف

وكان عجباً في الدين والتقوى والزهد والاقبال على العلم والعبادة والاوراد، وخدمة الشيخ وعدم مخالطة الناس في شيء من الامور، والمحبة في الحديث وأهله، وحدث بالكثير رفيقاً للزين، بل قل أن حدث الزين بشيء الا وهو معه، وكذلك قل أن حدث هو بمفرده، لكنهم بعد وفاة الشيخ أكثروا عنه، ومع ذلك فلم يغير حاله ولا تصدر وتمشيخ

وقد ترجمه ابن خطيب الناصرية في ذيل تاريخ حلب، والتقي الفاسي في ذيل التقييد، وشيخنا في معجمه وانبائه ومشيخة البرهان الحلبي، والغرس خليل الاقفهسي في معجم ابن ظهيرة، والتقى ابن فهد في معجمه وذيل الحفاظ وخلق كالمقريزي في عقوده.

قال شيخنا في معجمه: وكان خيراً ساكناً ليناً سليم الفطرة، شديد الانكار للمنكر، كثير الاحتمال لشيخنا ولاولاده، محباً في الحديث وأهله

وقال في أنبائه: انه صار كثير الاستحضار للمتون جداً لكثرة الممارسة، وكان هيناً ليناً ديناً خيراً محباً في أهل الخير، لا يسأم ولا يضجر من خدمة الشيخ وكتابة الحديث، سليم الفطرة كثير الخير والاحتمال والاذى، خصوصاً عن جماعة الشيخ، وقد شهد لي بالتقدم في الفن جزاه الله عني خيراً.

وقال البرهان الحلبي: انه كان من محاسن القاهرة.

وقال التقي الفاسي: كان كثير الحفظ للمتون والاثار صالحاً خيراً


وقال الاقفهسي: كان اماماً عالماً حافظاً زاهداً متواضعاً متودداً الى الناس، ذا عبادة وتقشف وورع - انتهى.

والثناء على دينه وزهده وورعه ونحو ذلك كثير جداً، بل هو في ذلك كلمة اتفاق، وأما في الحديث فالحق ما قاله شيخنا »(١) .

٢ - الجلال السيوطي : « الهيثمي الحافظ قال الحافظ ابن حجر: كان خيراً ساكناً صيناً ليناً سليم الفطرة شديد الانكار للمنكر لا يترك قيام الليل، مات في تاسع عشرين رمضان سنة ٨٠٧ »(٢) .

٣ - الجلال السيوطي أيضاً في ذكر من كان بمصر من حفاظ الحديث ونقاده، كما تقدم(٣) .

٤ - والشوكانى بمثل ما تقدم(٤) .

*(١٣٢)*

رواية المجد الفيروزآبادي

روى حديث الثقلين قائلا: « والثقل محركة متاع المسافر وحشمه وكل شيء نفيس مصون، ومنه الحديث: انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي »(٥) .

ترجمته:

١ - ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ٤ / ٧٩ ).

٢ - وتقى الدين الفاسى في ( العقد الثمين في تاريخ البلد الامين ).

____________________

(١). الضوء اللامع ٥ / ٢٠٠.

(٢). طبقات الحفاظ: ٥٤١.

(٣). حسن المحاضرة ١ / ٣٦٢.

(٤). البدر الطالع ١ / ٤٤.

(٥). القاموس المحيط ٣ / ٣٤٣.


٣ - والسخاوي في ( الضوء اللامع لاهل القرن التاسع ١٠ / ٧٩ ).

٤ - والجلال السيوطي في ( بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ١١٧ - ١١٨ ).

٥ - والشوكانى في ( البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ٢ / ٢٨٠ ).

٦ - والقنوجى في ( التاج المكلل ٨١٧ ) وغيرهم.

وبملاحظة هذه المصادر يتبين شأن المجد الشيرازي الفيروزآبادي لدى أبناء السنة.

*(١٣٣)*

رواية الحافظ البخاري المعروف بـ ( خواجة بارسا )*

روى حديث الثقلين في كتابه ( فصل الخطاب ) فقد قال فيه ما نصه: « وقال الشيخ الامام العارف الولي أبو عبد الله محمد بن علي الحكيم الترمذي قدس الله تعالى روحه في كتاب ( نوادر الاصول في معرفة أخبار الرسول ) في الاصل الموفي خمسين: حدثنا نصر بن عبد الرحمن الوشاء، قال حدثنا زيد بن الحسن الانماطي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه رضي الله عنهما، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب، فسمعته يقول: يا أيها الناس قد تركت ما ان أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي.

حدثنا نصر، قال حدثنا زيد بن الحسن، قال حدثنا معروف بن خربوذ المكي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي‌الله‌عنه قال: لما صدر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع خطب فقال: يا أيها الناس انه قد نبأنى اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي الا مثل نصف عمر الذي بليه من قبل، واني أظن أن يوشك أن أدعى فأجيب، واني فرطكم على الحوض، واني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، فانظروا


كيف تخلفوني فيهما، الثقل الاكبر كتاب الله عز وجل، سبب طرفه بيد الله سبحانه وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا. وعترتي أهل بيتي، فاني قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ».

وقال فيه نقلا عن جامع الاصول: « وقال زيد بن أرقم رضي‌الله‌عنه : قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوماً فيناً خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة فحمد الله عز وجل وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد، ألا أيها الناس انما أنا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربى فأجيب، واني تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله عز وجل فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. أخرجه مسلم رحمه الله تعالى.

قال زيد رضي‌الله‌عنه : اهل بيته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حرم الصدقة بعده، آل عليّ وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس رضي الله عنهم. قيل لزيد: أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته أهله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده - كذا أخرجه مسلم رحمه‌الله ».

ترجمته:

١ - الكفوى : « محمد بن محمد بن محمود الحافظي البخاري المعروف بخواجه محمد بارسا. أعز خلفاء الشيخ الكبير خواجه بهاء الدين نقشبند قدس الله أرواحهما. كان من نسل حافظ الدين الكبير تلميذ شمس الأئمة الكردري قد نص عليه في ذكر محمود الانجير الماضي في قلب الكتيبة الحادي عشر.

ولد سنة ست وخمسين وسبعمائة، وقرأ العلوم على علماء عصره، وقد كان قد بهر على أقرانه في دهره، وحصل الفروع والاصول، وبرع في المعقول


والمنقول، وكان شاباً.

أخذ الفقه عن قدوة وبقية أعلام الهدى الشيخ الامام الشيخ العارف الولي أبو الطاهر محمد بن الحسن بن علي الطاهر، ووقع منه الاجازة في أواخر شعبان سنة ست وسبعين وسبعمائة في بخارى. وروي عن خواجه محمد بارسا أنه قال: أجازنى بقية أعلام الهدى أبو الطاهر اني أروي عنه ما قرأت عليه وما سمعت من الفروع والاصول، وأدرس ما أحرزته من المعقول والمنقول على الشرط المشروط عند النقلة والرواة، وقد أكملت في تلك السنة عشرين، وذلك في أواخر شعبان سنة ست وسبعين وسبعمائة.

وأخذ أبو الطاهر عن الشيخ الامام مولانا صدر الشريعة عبيد الله البرهاني المحبوبى، ووقع الاجازة منه في ذي القعدة سنة خمس وأربعين وسبعمائة. وهو أخذ عن جده تاج الدين محمود بن صدر الشريعة أحمد بن جمال الدين عبيد الله المحبوبي، عن أبيه أحمد عن أبيه جمال الدين، عن الشيخ الامام المفتي امام زاده صاحب الشرعة، عن العماد الزرنجري عن أبيه شمس الائمة الزرنجرى عن شمس الأئمة السرخسي، عن شمس الائمة الحلواني عن أبي على النسفي عن الشيخ الامام أبي بكر محمد بن أبي الفضل، عن عبد الله السدموني عن أبي عبد الله عن أبي حفص الكبير، عن أبيه عن محمد عن أبي حنيفة رحمة الله عليهم أجمعين.

وأخذ الفروع والاصول عنه المولى العالم الكامل الياس بن يحيى بن حمزة الرومي، وأجازه ببخارى يوم الجمعة الحادي والعشرين من شعبان سنة احدى وعشرين وثمانمائة، وأخذ عنه أيضاً ولده المولى العارف الرباني حافظ الدين محمد بن محمد بن محمد بن محمود الحافظى البخاري الشهير بخواجه أبو نصر بارسا »(١) .

٢ - غياث الدين المدعو بـ ( خواندمير ) في تاريخه ( حبيب السيرفي

____________________

(١). كتائب اعلام الاخيار.


اخبار افراد البشر ): « كان من أولاد عبد الله بن جعفر الطيار رضي الله عنهما، توجه في محرم سنة ٨٢٢ لاداء فريضة الحج وزيارة قبر خير الانام عليه الصلاة والسلام وكلما دخل بلدة أو قرية تلقاه أهلها وعلماؤها بالاكرام والاعزاز، وعند ما وصل مكة وفرغ من المناسك ابتلي بمرض شديد حتى انه طاف الطواف الاخير وهو محمول. ثم انه توجه الى المدينة على ما هو عليه من الضعف والمرض، فبينما هو في بعض الطريق اذ أمر أحد أصحابه بكتابة هذه الكلمات:

بسم الله الرحمن الرحيم. جاءنى سيد الطائفة الجنيد قدس الله سره في ضحوة يوم السبت التاسع عشر من ذي لحجة سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة عند انصرافنا من مكة المكرمة زادها الله تعالى تكريما، ونحن نسير مع الركب وأنا بين النوم واليقظة، فقال لي: زيارة وبشارة، القصد مقبول. فحفظت هذه الكلمة وسررت بها، ثم استيقظت من الحالة الواقعة بين النوم واليقظة، والحمد لله على ذلك.

حتى وصل المدينة المنورة يوم الاربعاء في الثالث والعشرين من الشهر نفسه، فتوفي يوم الخميس، فصلى عليه مولانا شمس الدين الفناري، وأهل الركب ليلة الجمعة، ودفن في تلك الليلة بجوار العباس رضي‌الله‌عنه .

ومن مؤلفات الخواجة محمد پارسا كتاب ( فصل الخطاب ) وهو الكتاب الذي لا ينظر اليه علماء الشيعة بنظر الاعتبار ».

٣ - ومجد الدين البدخشانى في ( جامع السلاسل - مخطوط ).

٤ - وعبد الرحمن الجامى كما تقدم(١) .

وهذا المقدار كاف لمعرفة عظمة الرجل

____________________

(١). نفحات الانس: ٣٩٢.


*(١٣٤)*

رواية ملك العلماء شهاب الدين الدولت آبادي

روى حديث الثقلين بطرق عدة من الكتب المعتبرة في الاخبار والسنة، مع بيانات له تؤكد معنى الحديث وتصريح بما هو الحق الذي لا ريب فيه.

قال في الجلوة الاولى فيما جاء في تمسكهم: « وفي ( دستور الحقائق ) للامام فخر الدين الهانسوي رحمه‌الله : روى عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن حجة الوداع ونزل عند غدير خم - وهو اسم موضع بين مكة والمدينة - فأخر أن يجمع رحال الابل، فجعلها كالمنبر فصعد عليها وقال: اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، ان تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي.

و فيه أيضاً: من أراد أن يتمسك بالحبل المتين فليحب علياً وذريته.

و في ( المشارق ) في باب أما و ( المصابيح ) عن زيد بن أرقم قال: قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فينا خطيباً بماء يسمى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد يا أيها الناس، انما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، واني تارك فيكم الثقلين كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي.

و في ( العمدة ) و ( الدرر ) و ( تاج الاسامي ): اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، ولن تضلوا أبداً ان تمسكتم بهما.

و في ( الاربعين عن الاربعين ) و ( كتاب الشفاء ) و ( نصاب الاخبار ) و ( المصابيح ) و ( مشكاة الانوار ) و ( النسائية ): أنا محمد بن المثنى، قال نبأ يحيى [ بن حماد، قال أنا أبو عوانة، عن سليمان، قال ثنا حبيب ] بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن حجة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن ثم قال: اني


دعيت فأجبت، واني تارك فيكم الثقلين، أحدهما أعظم من الاخر وأكبر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

و في ( المصابيح ) في الحسان: عن جابر رضي‌الله‌عنه قال: رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الناقة القصواء يخطب فسمعته يقول: يا أيها الناس اني تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي »(١) .

ثم انه تكلم على هذا الحديث وأحاديث أخرى بما لا مزيد عليه، إذ شرحها شرحاً يكشف عن أسرارها ويوضح مقصود النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من تلك الاقوال، كلمة كلمة.

ثم انه رواه في الجلوة الثالثة والخامسة والسادسة من كتابه المذكور.

كما رواه في كتابه الاخر ( مناقب السادات ).

ترجمته:

١ - الشيخ عبد الحق الدهلوي في ( أخبار الاخيار ).

٢ - ومحمد محبوب عالم في ( تفسير شاهي ) حيث ينقل عنه.

٣ - وولى الله الدهلوي ( والد الدهلوي ) في ( المقدمة السنية ).

٤ - والكاتب الجلبى في ( كشف الظنون ) حيث ذكر كتبه.

٥ - وغلام على آزاد في ( سبحة المرجان في علماء هندوستان ٣٩ ).

٦ - ورشيد الدين خان الدهلوي في ( ايضاح لطافة المقال ) و ( غرة الراشدين ).

وهذا تعريب ما ذكره الشيخ عبد الحق الدهلوي في ترجمة الدولت آبادي:

« القاضي شهاب الدين الدولت آبادي، أوصافه أشهر من أن تذكر،

____________________

(١). هداية السعداء - مخطوط.


فانه - وان كان في عصره علماء وأساتذة كثيرون - اشتهر من بينهم ونال القبول التام في أهل زمانه دونهم.

ومن تصانيفه ( حواشي الكافية ) وهو في غاية اللطافة والمتانة، وقد اشتهر في زمانه وانتشر في الاقطار، و ( الارشاد ) في النحو، وقد التزم فيه التمثيل في ضمن التعبير، ورتبه ترتيباً جيداً، وهو أيضاً فريد من نوعه، و ( بديع البيان ) في علم البلاغة، وقد تقيد فيه بالسجع، و ( البحر المواج ) وهو تفسير للقرآن الكريم بالفارسية وله ( شرح أصول البزودي ) الى مباحث الامر ورسائل وكتب أخرى بالعربية والفارسية. وله رسالة في تقسيم العلوم، وأخرى في ( الصنائع ) بالفارسية. وكان ينظم الشعر أيضاً.

توفي في سنة ثمان وأربعين وثمانمائة، وقبره في مدينة ( جونبور ).

وللقاضي شهاب الدين رسالة تسمى بـ ( مناقب السادات ) ذكر فيها وجوب محبة أهل البيت عليهم‌السلام ، وأسأله تعالى أن يسعده في الاخرة ببركاتها »(١) .

*(١٣٥)*

رواية ابن الصباغ المالكي

« روى حديث الثقلين حيث قال:

« وروى الترمذي أيضاً عن زيد بن أرقم رضي‌الله‌عنه قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه. هذا اللفظ بمجرده رواه الترمذي ولم يزد عليه.

و زاد غيره - وهو الزهري - ذكر اليوم والزمان والمكان، قال: لما حج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حجة الوداع وعاد قاصداً المدينة قام بغدير خم - وهو ما بين مكة والمدينة - وذلك في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة

____________________

(١). وتوجد ترجمته في نزهة الخواطر ٣ / ١٩.


الحرام وقت الهاجرة وقال: أيها الناس اني مسؤول وأنتم مسؤولون، هل بلغت ونصحت؟ قالوا: نشهد أنك بلغت ونصحت. ثم قال: وأنا أشهد أني قد بلغت ونصحت. ثم قال: أيها الناس تشهدون أن لا اله الا الله وأني رسول الله؟ قالوا: نشهد أن لا اله الا الله وأنك رسول الله. قال: وأنا أشهد مثل ما شهدتم. ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيها الناس قد خلفت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وأهل بيتي، ألا وان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، وسعة حوضي ما بين بصرى وصنعاء، عدد آنيته عدد النجوم، ان الله سائلكم كيف خلفتموني في كتابه وفي أهل بيتي. ثم قال: أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين؟ قالوا: الله ورسوله أولى بالمؤمنين يقول ذلك ثلاث مرات. ثم قال في الرابعة - وأخذ بيد علي رضي‌الله‌عنه -: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاده - يقولها ثلاث مرات - ألا فليبلغ الشاهد الغائب »(١) .

ترجمته:

وقد ترجم له ونقل عنه معتمداً عليه جماعة من مشاهير العلماء منهم:

١ - نجم الدين عمر بن فهد المكي في ( اتحاف الورى بأخبار أم القرى ).

٢ - وشمس الدين السخاوي في ( الضوء اللامع لاهل القرن التاسع ٥ / ٢٨٣ ).

٣ - ونور الدين السمهودي في ( جواهر العقدين - مخطوط ).

٤ - ونور الدين الحلبي في ( السيرة الحلبية ).

٥ - والشيخانى القادرى في ( الصراط السوي - مخطوط ).

٦ - وعبد الرحمن الصفورى في ( نزهة المجالس ).

____________________

(١). الفصول المهمة: ٢٣.


٧ - ومحمد محبوب عالم في ( تفسير شاهي ).

٨ - واكرام الدين الدهلوي في ( سعادة الكونين ).

٩ - ومحمد الصبان في ( اسعاف الراغبين ).

١٠ - والعجيلى في ( ذخيرة المآل - مخطوط ).

١١ - والعدوى الحمزاوى في ( مشارق الانوار ).

١٢ - والشبلنجي في ( نور الابصار ).

والخلاصة: ان الرجل من كبار علماء أهل السنة البارزين الذين اعتمدوا على كتبهم ونقلوا رواياتهم.

*(١٣٦)*

رواية شمس الدين السخاوي الشافعي

روى حديث الثقلين يطرق وأسانيد متكثرة، فقال في بيان تفسير آية المودة:

« واذ قد بان لك الصحيح في تفسير هذه الاية فأقول: قد جاءت الوصية الصريحة بأهل البيت في غيرها من الاحاديث، فعن سليمان بن مهران الاعمش عن عطية بن سعيد العوفي وحبيب بن أبي ثابت، أولهما عن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه وثانيهما عن زيد بن أرقم رضي‌الله‌عنه قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الاخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما. أخرجه الترمذي في جامعه وقال: حسن غريب - انتهى.

وحديث أبي سعيد عند أحمد في مسنده من حديث الاعمش، وكذا من حديث أبي اسرائيل الملائي اسماعيل بن خليفة وعبد الملك بن سليمان، ورواه الطبراني في الاوسط من حديث كثير النواء أربعتهم عن عطية، ورواه


أبو يعلي وآخرون.

وتعجبت من ايراد ابن الجوزي له في العلل المتناهية، بل أعجب من ذلك قوله: انه حديث لا يصح، مع ما سيأتي من طرقه التي بعضها في صحيح مسلم، فقد أخرج في صحيحه حديث زيد من طريق سعيد بن مسروق وأبي حيان يحيى بن سعيد بن حيان كلاهما واللفظ الثاني - عن يزيد بن حيان عن ثانيهما عن زيد بن أرقم رضي‌الله‌عنه قال: قام فينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ ثم ذكر ثم قال: أما بعد أيها الناس فانما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، واني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى النور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثاً. فقيل لزيد: من أهل بيته، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قيل: ومن هم؟ قال: هم آل عليّ وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس رضي الله عنهم. قيل: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.

و في لفظ: قيل لزيد رضي‌الله‌عنه : من أهل بيته؟ نساؤه؟ فقال: لا أيم الله ان المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع الى أمها. وفي رواية غيره: الى أبيها وأمها، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده. أخرجه مسلم أيضاً، وكذلك النسائي باللفظ الاول، وأحمد والدارمي في مسنديهما وابن خزيمة في صحيحه، وآخرون كلهم من حديث أبي حيان التيمي يحيى بن سعيد بن حيان عن يزيد بن حيان.

و أخرجه الحاكم في المستدرك من حديث الاعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن زيد بن أرقم رضي‌الله‌عنه .

و من حديث سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل أيضاً.

وحديث أبي الضحى مسلم بن صبيح عن زيد بن أرقم رضي‌الله‌عنه .

وقال عقب كل طريق من الطرق الثلاثة: انه صحيح على شرط


الشيخين ولم يخرجاه.

وكذا اخرجه من طريق يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم، وافقه على تخريج هذه الطريق الطبراني في الكبير وأخرجه الطبراني أيضاً من حديث حكيم بن جبير عن أبي الطفيل عن زيد

وفي الباب عن جابر، وحذيفة بن أسيد، وخزيمة بن ثابت، وسهل بن سعد، وضميره، وعامر بن أبي ليلى، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر، وعدي بن حاتم، وعقبة بن عامر، وعليّ بن أبي طالب، وأبي ذر، وأبي رافع، وأبي الشريح الخزاعي، وأبي قدامة الانصاري، وأبي هريرة، وأبي الهيثم بن التيهان ورجال من قريش، وام سلمة وام هاني ابنة أبى طالب الصحابية رضوان الله عليهم.

أما حديث جابر فرواه الترمذي في ( جامعه ) من طريق زيد بن الحسن ورواه أبو العباس ابن عقدة في ( الولاية ) من طريق يونس بن عبد الله بن أبي فروة

وأما حديث حذيفة بن أسيد الغفاري فرواه الطبراني في ( معجمه الكبير ) من طريق سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل عنه وزيد بن أرقم ومن هذا الوجه أورده الضياء في ( المختارة ). ورواه أبو نعيم في ( الحلية ) وغيره من حديث زيد بن الحسن الانماطي عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن حذيفة وحده به.

و أما حديث خزيمة فهو عند ابن عقدة من طريق محمد بن كثير عن فطر وأبي الجارود كلاهما عن أبي الطفيل أن علياً رضي‌الله‌عنه قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أنشدكم الله من شهد غدير خم الاقام، ولا يقوم رجل يقول نبئت أو بلغني الا رجل سمعت أذناه ووعاه قلبه. فقام سبعة عشر رجل منهم: خزيمة ابن ثابت وسهل بن سعد وعدى بن حاتم وعقبة بن عامر وأبو أيوب الانصاري أبو سعيد الخدري وأبو شريح الخزاعي وأبو قدامة الانصاري وأبو ليلى وأبو الهيثم بن التيهان ورجال من قريش، قال علي رضي‌الله‌عنه وعنهم:


هاتوا ما سمعتم.

فقالوا: نشهد أنا أقبلنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع حتى إذا كان الظهر خرج رسول الله، فأمر بشجرات شذ بن والقي عليهن ثوب ثم نادى بالصلاة، فخرجنا فصلينا، ثم قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس ما أنتم قائلون؟ قالوا: قد بلغت. قال: اللهم اشهد - ثلاث مرات. قال: اني أوشك أن أدعى فأجيب، واني مسؤول وأنتم مسؤولون. ثم قال: ألا ان أموالكم ودماءكم حرام كحرمة يومكم هذا وحرمة شهركم هذا، أوصيكم بالنساء، أوصيكم بالجار، أوصيكم بالمماليك، أوصيكم بالعدل والاحسان. ثم قال: أيها الناس اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، نبأني بذلك اللطيف الخبير. وذكر الحديث في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « من كنت مولاه فعليّ مولاه ».

فقال علي رضي‌الله‌عنه : صدقتم وأنا على ذلك من الشاهدين.

وأما حديث زيد فرواه أحمد في ( مسنده )

وأما حديث سهل فقد تقدم مع خزيمة.

وأما حديث ضميرة الاسلمي فهو في ( الموالاة ) من حديث ابراهيم بن محمد الاسلمي عن حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده رضي‌الله‌عنه

وأما حديث عامر فأخرجه ابن عقدة في ( الموالاة ) من طريق عبد الله ابن سنان عن أبي الطفيل عن عامر بن ليلى بن ضمرة وحذيفة بن أسيد رضي الله عنهما ومن طريق ابن عقدة أورده أبو موسى المديني في ( ذيله ) في الصحابة وقال: انه عزيز جداً.

وأما حديث عبد الرحمن بن عوف فهو عند ابن أبي شيبة، وعند أبي يعلى في ( مسنديهما )، وكذا أخرجه البزار في ( مسنده ) أيضاً

وأما حديث ابن عباس فأشار اليه الديلمي في ( مسنده ).


وأما حديث ابن عمر فهو في ( المعجم الاوسط ) للطبراني بلفظ: آخر ما تكلم به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أخلفوني في أهل بيتي.

وأما حديث عدي بن حاتم وعقبة بن عامر فقد تقدم حديثهما في خزيمة.

وأما حديث على فهو عند اسحاق بن راهويه في ( مسنده ) من طريق كثير بن زيد عن محمد بن عمر بن علي أبي طالب وكذا رواه الدولابي في ( الذرية الطاهرة ). ورواه الجعابي من حديث عبد الله بن موسى عن أبيه عن عبد الله بن حسن عن أبيه عن جده عن علي رضي‌الله‌عنه . ورواه البزار

وأما حديث أبي ذر فأشار اليه الترمذي في ( جامعه )، وأخرجه ابن عقدة من حديث سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباتة عن أبي ذر رضي‌الله‌عنه

وأما حديث أبي رافع فهو عند ابن عقدة أيضاً من طريق محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

وأما حديث أبي شريح وأبي قدامة فقد تقدما في خزيمة.

وأما حديث أبي هريرة فهو عند البزار في ( مسنده )

وأما حديث الهيثم ورجال من قريش فقد تقدموا في خزيمة.

وأما حديث أم سلمة فحديثها عند ابن عقدة من حديث هارون بن خارجة عن فاطمة ابنة علي عن أم سلمة رضى الله عنها

وأما حديث أم هاني فحديثها عنده أيضاً من حديث عمر بن سعيد عن عمر ابن جعدة بن هبيرة عن أبيه »(١) .

____________________

(١). استجلاب ارتقاء الغرف - مخطوط.


ترجمته:

ذكرنا ترجمته مفصلة عن جماعة في مجلد حديث ( مدينة العلم )، وهنا نكتفي بخلاصة ما ذكره هو بترجمة نفسه:

« ولد في ربيع الاول سنة احدى وثلاثين وثمانمائة، وأدخله أبوه المكتب بالقرب من الميدان عند المؤدب الشرف عيسى بن أحمد المقسى الناسخ، فأقام عنده يسيراً جداً، ثم نقله لزوج أخيه الفقيه الصالح البدر حسين بن أحمد الازهري أحد أصحاب العارف بالله يوسف الصفي، فقرأ عنده القرآن وصلى به الناس التراويح في رمضان، ثم توجه به أبوه لفقيه المجاور لمسكنه المفيد النفاع القدوة الشمس محمد بن أحمد التحريري الضرير مؤدب البرهان ابن خضر والجلال ابن الملقن، وابن اسد، وغيرهم من الائمة، ولزم الاستاذ الفريد البرهان ابن خضر، وكذا قرأ على أوحد النحاة الشهاب أبي العباس الحناوي. وأخذ العربية أيضاً عن الشهاب الابدي المغربي، والجمال ابن هشام الحنبلي حفيد سيبويه وقته الشهير وغيرهما، وحضر عند الشمس الوقائى وكذا أخذ اليسير من الفقه عن العلم صالح البلقينى

وحضر تقسيم البهجة بتمامه عند الشرف المناوي وتقسيم المهذب أو غالبه عند الزين البوتنجى، وتردد اليه في الفرائض وغيرها، بل أخذ عن الشهاب ابن المجدي، وقرأ الاصول عن الكمال ابن امام الكاملية، وحضر كثيراً من دروس التقي الشمني، وأخذ دروساً كثيرة عن الامين الاقصرائى، وكثير من التفسير وغيره عن السعد ابن الديري، ومن شرح ألفية العراقي عن الزين السندبيسي، بل قرأ الشرح بتمامه على الزين العراقي، وأخذ قطعة من القاموس في اللغة تحريراً واتقانا مع المحب ابن الشحنة، ولزم الشمس الطبنداني الحنفي امام مجلس التدرسية فيها أياماً، ولبس الخرقة مع التلقين من المحيوي حفيد الكمال يوسف العجمي، وأبي محمد مدين الاشموني، وأبي الفتح الفوي وعمر التنيسى في آخرين في هذه العلوم وغيرها كابن الهمام، وأبي القاسم النويرى، والعلاء القلقشندي، والجلال المحلي، والمحب


الاقصرائي. وقبل ذلك كله سمع مع والده الكثير من الحديث على شيخه امام الائمة الشهاب ابن حجر، حتى صار أكثر أهل العصر مسموعاً وأوسعهم دراية.

ومن محاسن من أخذ عنه من عنده الصلاح ابن أبي عمر، وابن أميلة، وابن النجم، وابن الهبل، والشمس ابن المحب، والفخر ابن يسارة، وابن الخوجي، والمنبجي، والزيتاوي، والبياني، والسوقي والطبقة، ثم من عنده القاضي العز ابن جماعة، والتاج السبكى، وأخوه البهاء، الجمال الاسنائي، والشهاب الاذرعي، والكرماني، والصلاح الصفدي، والقيراطي، والحراوي، ثم الحسين التكريتي، والاميوطي، والباجي، وأبو البقاء السبكى، والنشاوري، وابن الذهبي، وابن العلائي، والآمدي، والنجم ابن الكشك، وأبو اليمن، وابن الكويك، وابن الخشاب، وابن حاتم، والمليحي، وابن رزين، والبدر ابن الصاحب، ثم السراج الهندي، وأكمل الدين البلقينى، وابن الملقن، والعراقي، والهيثمي، والابناسي، والبرهان ابن فرحون.

وهكذا سمع من أصحاب أبي طاهر ابن الكويك، والعز ابن جماعة، وابن خير، ثم من أصحاب الولي العراقي، والفوي، وابن الجزري، ثم من يليهم، والبرهان الزمزمي، والتقى ابن فهد، والزين الامياطي، والشهاب الشوابطي، وأبي السعادات، وابن ظهيرة، وابن حامد بن العيناء، والبدر عبد الله بن فرحون، والشهاب أحمد بن النور المحلي، وابن الفرج المراغي، والثغر الاسكندري.

ولهذا كله زاد عدد من أخذ عنه من الاعلى والدون والمساوي حتى الشعراء ونحوهم على ألف ومائتين، والاماكن التي تحمل فيها من البلاد والقرى على الثمانين.

واجتمع له من المرويات بالسماع والقراءة ما يفوق الوصف. وهي تتنوع أنواعاً:


أحدها: ما رتب على الابواب الفقهية ونحوها، وهي كثيرة جداً.

ثانيها: ما رتب على المسانيد.

ثالثها: ما هو على الاوامر والنواهي.

رابعها: ما هو على الحروف في أول كلمات الاحاديث.

خامسها: ما هو في الاحاديث الطوال خاصة.

سادسها: ما يقتصر فيه على أربعين حديثاً فقط.

سابعها: ما هو على الشيوخ.

ثامنها: ما هو على الرواة.

تاسعها: ما يقتصر فيه على الافراد والغرائب.

عاشرها: ما لا تقيد فيه بشيء مما ذكر.

حادي عشرها: مالا اسناد فيه بل اقتصر فيه على المتون مع الحكم عليها.

الى غيرها من المسموعات التي لا تقيد فيها بالحديث كالشاطبية والرائية في علم القراءة والرسم والالفية في علمي النحو والصرف وجمع الجوامع في الاصلين التصوف. كما أنه ليس المراد بما ذكر من الانواع الحصر، اذ لو سرد كل نوع منه لطال ذكره وعسر الان حصره، بل لو سرد مسموعه ومقروه على شيخه فقط لكان شيئاً عجباً. وأعلى ما عنده من المروي ما بينه وبين الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالسند المتماسك فيه عشرة أنفس.

وشرع في التصنيف والتخريج قبيل الخمسين وهلم جراً. ومما صنفه في علوم هذا الشأن: فتح المغيث بشرح ألفية الحديث، الغاية في شرح منظومة ابن الجوزي الهداية في مجلد لطيف، والايضاح في شرح نظم العراقي للاقتراح في مجلد لطيف أيضاً، والنكت على الالفية وشرحها بيض منه نحو ربعه في مجلد وشرح التقريب للنووي في مجلد، وبلوغ الامل بتلخيص كتاب الدارقطني في العلل كتب منه الربع مع زوائد مفيدة، وتكملة تلخيص شيخنا للمتفق والمفترق ومنه في الشروح تكملة شرح الترمذي للعراقي كتب منه أكثر


من مجلدين في عدة أوراق من المتن، وحاشية في أماكن من شرح البخاري لشيخه وغيره من تصانيفه، وشرح الشمائل النبوية للترمذي ويسمى أقرب الوسائل كتب منه نحو مجلد، والقول المفيد في ايضاح شرح العمدة لابن دقيق العيد، والضوء اللامع لاهل القرن التاسع، والذيل على دول الاسلام للذهبي، والقول المنبي في شرح ابن عربي في مجلد حافل، واستجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذوي الشرف.

وفرض أشياء من تصانيفه غير واحد من ائمة المذاهب، فمن الشافعية شيخه والعلاء القلقشندي والجلال المحلي والعلم البلقيني.

وأئمة الاب: منهم الشهاب الحجازي وابن صالح وابن حنطة.

ومن الحنفية: العيني وابن الديري والشمني والاقصرائي والكافيجي والزين قاسم وأبو الوقت المرشدى المكي.

ومن المالكية: البدر ابن النيبسى قاضي مصر، وابن المخلطة قاضي اسكندرية والحسام ابن جرير قاضي مصر أيضاً.

ومن الحنابلة: العز الكتاني.

وأفرد مجموع ذلك ونحوه في تأليف، اجتمع فيه منهم نحو المائتين، أجلهم شيخه فقرض له على غير واحد من تصانيفه، وكان من دعواته له قوله: والله المسؤول أن يعينه على الحصول حتى يتعجب السابق من اللاحق، وأثنى خطاً ولفظاً بما أثبته في التأليف المشار اليه، وضبط عنه غير واحد من اصحابه تقديمه على سائر جماعته

ومنهم الحافظ محدث الحجاز التقي ابن فهد الهاشمي، حيث وصفه بأشياء منهم: زين الحفاظ، وعمدة الائمة الايقاظ.

وكان ولده الحافظ النجم عمر لا يقدم عليه أحداً، ومما كتبه الوصف: شيخنا الامام العلامة الاوحد الحافظ الفهامة المتقن، العلم الزاهر والبحر الزاخر عمدة الحفاظ وخاتمتهم، من بقاؤه نعمة يجب الاعتراف بقدرها ومنة لا يقام شكرها، وهو حجة لا يسع الخصم لها الجحود، وآية تشهد بأنـ؟ امام


الوجود، وكلامه غير محتاج الى شهود.

والحافظ الرحلة الزين القاسم الحنفي، ومن بعض كتابته الوصف بالواصل الى دقائق هذا الفن وجليله والمروي فيه من الصدى جمع غليله.

والعلامة الموفق أبو ذر ابن البرهان الحلبي الحافظ، فوصف بمولانا وشيخنا العلامة الحافظ الاوحد، قدم علينا حلب فأفاد وأجاد، كان الله له. بل صرح بما هو أعلى منه.

والبرهان البقاعي: ان ممن ضرب في الحديث بأوفر نصيب وأوفى سهم مصيب المحدث البارع الاوحد المفيد الحافظ الامجد

والعز الحنبلي، ومنه الوصف بالامام العلامة الحافظ الاستاذ الحجة المتقن المحقق شيخ السنة حافظ الامة امام العصر أوحد الدهر، مفتي المسلمين محيي سنة سيد الاولين والاخرين، أبقاه الله للمعارف علماً ولمعالم العلم اماماً مقدماً، وأحيى بحياته الشريفة مآثر شيخه شيخ الاسلام، وجعله خلفاً عن السلف الائمة الاعلام، ويحرسه من حوادث الزمان وغدره ويأمنه من كيد العدو ومكره، برسوله محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

والمعز البليغ البرهان الباعوني شيخ أهل الادب، فكان مما قال: الشيخ الامام الحائز لانواع الفضل على التمام، الحافظ لحديث النبي، أمتع الله بحياته وأعاد على المسلمين من بركاته، هو الان من الافراد في علم الحديث الذي اشتهر فيه فضله، وليس بعد شيخ الإسلام ابن حجر فيه مثله، وقد حصل الاجتماع بخدمته، والفوز ببركته والاقتباس من فوائده، والاستماع بفرائده.

وقاضي القضاة العلم البلقيني، فمن وصفه قوله: الشيخ الفاضل العلامة الحافظ، جمع فأوعى واهتم بهذا الفن، ولم يزل يرعى وصرح غير مرة بالانفراد.

وفقيه المذهب الشرف المناوي، ومما كتبه أنه لما أشرف علم الحديث على الاندراس من التدريس حتى لم يبق منه الا الاثر والانفصال من


التأليف حتى لم يبق منه الخبر، انتدب لذلك الاخ في الله تعالى الامام العالم العلامة، والحافظ الناسك الالمعي الفهامة، الحجة في السنن على أهل زمانه، والمشمر في ذلك عن ساعد الاجتهاد في سره واعلانه.

وحافظ المذهب السراج العبادي فقال: هو الذي انعقد على تفرده بالحديث النبوي الاجماع، وانه في كثرة اطلاعه وتحقيقه لفنونه بلغ ما لا يستطاع، ودونت تصانيفه واشتهرت وثبتت في هذا الفن النفيس وتقررت، ولم يخالف أحد من العقلاء في جلالته ووفور ثقته وديانته وأمانته، بل صرحوا بأجمعهم بأنه هو المرجوع اليه في التعديل والتجريح والتحسين والتصحيح بعد شيخه شيخ مشايخ الاسلام ابن حجر، حامل راية العلوم والاثر.

والعلامة فريد الادباء الشهاب الحجازي، فكان مما قاله: الامام العلامة حافظ عصره ومسند شامه ومصره، هو بحر طاب مورداً وسيد صار لطالبي اتصال متون الحديث على الحالين سنداً»(١) .

*(١٣٧)*

رواية الحسين الكاشفى الواعظ

روى حديث الثقلين بقوله: « في فضيلة أهل البيت الكرام الذين هم أئمة الدين والمقتدون في العلم واليقين، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي وفي تكراره « أذكركم الله في أهل بيتي » ثلاثاً دليل واضح على وجوب تعظيم أهل البيت ومحبتهم ومتابعتهم، وأهل بيت الرسول هم علي وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، يدل على ذلك ما جاء في الصحيحين من أنه لما نزل

____________________

(١). الضوء اللامع ٧ / ١ - ٣٢.


قوله تعالى ( تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ) جمع النبيّ عليّاً وفاطمة والحسن والحسين فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي »(١) .

وقال في تفسيره في تفسير قوله تعالى: ( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ ) قال: « ان العرب تسمى كل شيء ثقيل ونفيس بثقل « انّي تارك فيكم الثقلين »(٢) .

ترجمته:

ترجم له واعتمد على تفسيره وذكره:

١ - الشيخ أحمد الحنفي الصالحي - المعروف بـ « ملاجيون » الذي تجد ترجمته في ( سبحة المرجان ) في تفسيره ( تفسير أحمدي ).

٢ - والمولوى تراب على في كتابه ( التدقيقات الراسخات في شرح التحقيقات الشامخات ).

٣ - ومحمد محبوب عالم في مواضع عديدة من ( تفسير شاهى ).

٤ - ( الدهلوي ) نفسه في كتابه ( التحفة ) في الجواب عن المطعن الحادي عشر من مطاعن أبي بكر.

٥ - والكاتب الچلبى القسطنطينى في ( كشف الظنون ٨٧٨ ).

*(١٣٨)*

رواية جلال الدين السيوطي

روى حديث الثقلين في عدة كتب من مصنفاته بطرق عديدة وألفاظ متنوعة فقد قال في ( احياء الميت ):

____________________

(١). الرسالة العلية في الاحاديث النبوية: ٢٩ - ٣٠.

(٢). المواهب العلية = تفسير حسينى ٢ / ٣٦٨.


« الحديث الخامس: أخرج مسلم والترمذي والنسائي عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أذكركم الله في أهل بيتي - الحديث.

الحديث السادس: أخرج الترمذي وحسنه والحاكم عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

الحديث السابع: أخرج عبد بن حميد في مسنده عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض.

الحديث الثامن: أخرج أحمد وأبو يعلى عن أبي سعيد الخدري: ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: اني أوشك أن أدعى فأجيب، وانّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وان اللطيف الخبير خبرني أنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما »(١) .

قال: « الحديث الثاني والعشرون: أخرج البزار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي قد خلفت فيكم اثنين لن تضلوا بعدهما، كتاب الله ونسبي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض »(٢) .

و رواه أيضاً عن البزار عن علي، وهو الحديث الثالث والعشرون(٣) .

و رواه أيضاً عن الترمذي عن جابر، وهو الحديث الاربعون(٤) .

____________________

(١). احياء الميت بفضائل أهل البيت: ١١ - ١٢.

(٢). المصدر: ١٩.

(٣). المصدر: ١٩.

(٤). المصدر: ٢٦.


ورواه أيضاً عن الطبراني عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه، وهو الحديث الثالث والاربعون(١) .

و رواه أيضاً عن الباوردي عن أبي سعيد، وهو الحديث الخامس والخمسون(٢) .

و رواه أيضاً عن أحمد والطبراني عن زيد بن ثابت، وهو الحديث السادس والخمسون(٣) .

و رواه في كتابه ( نهاية الافضال ) في الحديث التاسع منه عن زيد بن أرقم برواية الترمذي التي حسنها أيضاً(٤) .

و رواه في كتابه ( الاساس ) عن مسلم والنسائي عن زيد بن أرقم كل بلفظه ثم قال: « رواه الترمذي وقال حديث حسن، والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط البخاري ومسلم » ثم روى حديث جابر عن الترمذي، والذي قال فيه: حديث حسن(٥) .

هذا، ويقول السيوطي في مقدمة كتابه ( الاساس ) هذا: « الحمد لله الذي وعد هذه الامة المحمدية بالعصمة من الضلالة ما ان تمسكت بكتابه وعترة نبيه، وخص آل البيت النبوي من المناقب الشريفة ما قامت عليه الاحاديث الصحيحة لساطع البرهان وجليه ».

و رواه في كتابه ( الانافة ) عن الطبراني عن عبد الله بن حنطب(٦) .

و رواه في ( البدور السافرة ) عن ابن أبي عاصم عن زيد بن ثابت(٧) .

و رواه في تفسيره بتفسير قوله تعالى: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً )

____________________

(١). احياء الميت: ٢٧.

(٢). المصدر: ٣٠.

(٣). المصدر: ٣٠.

(٤). نهاية الافضال في تشريف الال - مخطوط.

(٥). الاساس في فضائل بنى العباس - مخطوط.

(٦). الاناقة في رتبة الخلافة ١٠.

(٧). البدور السافرة عن أمور الآخرة ١٦.


عن أحمد عن زيد بن ثابت، عن الطبراني عن زيد بن أرقم، وعن ابن سعد وأحمد والطبراني جميعاً عن أبي سعيد الخدري (١) .

وفيه بتفسير قوله تعالى: ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) عن الترمذي - قال وحسنه - وابن الانباري عن زيد بن أرقم(٢) .

و رواه في كتابه ( الجامع الصغير ): « أما بعد، ألا أيها الناس انما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل، فخذوا بكتاب الله تعالى واستمسكوا به، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. حم وعبد بن حميد، حم عن زيد بن أرقم، ورواه فيه عن حم طب عن زيد بن ثابت »(٣) .

و رواه في كتابه ( الخصائص الكبرى ) عن الترمذي قال: وحسنه، و عن الحاكم قال: وصححه عن زيد بن أرقم أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي(٤) .

و رواه في كتابه ( النثير ) في مختصر نهاية ابن الاثير في « ثقل » قال: انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، سماهما ثقلين لعظم قدرهما، ويقال لكل نفيس خطير ثقل، أو لان الاخذ بهما والعمل ثقيل ».

ترجمته:

وممن ترجم للسيوطي أو نقل عنه معتمداً عليه وواصفاً إياه بالصفات الجليلة:

١ - الشعراني في ( لواقح الانوار ).

____________________

(١). الدر المنثور في التفسير بالمأثور ٢ / ٦٠.

(٢). المصدر ٦ / ٧.

(٣). الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير بشرح المناوي ٢ / ١٧٤

(٤). الخصائص الكبرى ٢ / ٢٦٦.


٢ - والثعالبي في ( مقاليد الاسانيد ).

٣ - والنخلى في ( رسالة الاسانيد ).

٤ - والمقري في ( فتح المتعال ).

٥ - والمناوى في مقدمة ( فيض القدير ).

٦ - والشنوانى في ( الدرر السنية ).

٧ - وولى الله الدهلوي في ( الارشاد الى أمهات الاسناد ) و ( الانتباه في سلاسل اولياء الله ).

٨ - والشوكانى في ( البدر الطالع ١ / ٣٢٨ ).

٩ - وحسن زمان في ( القول المستحسن ).

١٠ - والقنوجى في ( التاج المكلل ٣٤٩ ).

١١ - و ( الدهلوي ) نفسه في ( بستان المحدثين ) و ( رسالة في أصول الحديث ).

ولقد ترجم السيوطي لنفسه في كتاب ( حسن المحاضرة ) ترجمة مطولة نكتفي هنا بشيء مما قال:

« كان مولدي بعد المغرب ليلة الاحد مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة، وحملت في حياة أبي الى الشيخ محمد المجذوب، ورجل كان من كبار الاولياء بجوار المشهد النفيسي فبرك علي، ونشأت يتيماً، فحفظت القرآن ولي دون ثمان سنين، ثم حفظت العمدة ومنهاج الفقه والاصول وألفية ابن مالك.

وشرعت في الاشتغال بالعلم من مستهل سنة أربع وستين، فأخذت الفقه والنحو عن جماعة من الشيوخ، وأخذت الفرائض عن العلامة فرضي زمانه الشيخ شهاب الدين الشارمساجى الذي كان يقال انه بلغ السن العالية وجاوز المائة بكثير، والله أعلم بذلك. قرأت عليه في شرحه على المجموع.

وأجزت بتدريس العربية في مستهل سنة ست وستين.


وقد ألفت في هذه السنة، فكان أول شيء ألفته ( شرح الاستعاذة والبسملة ) وأوقفت عليه شيخنا شيخ الاسلام علم الدين البلقيني، فكتب عليه تقريظاً. ولازمته في الفقه الى أن مات ملازمة ولده، وأجازني بالتدريس والافتاء من ست وسبعين وحضر تصديري، فلما توفي سنة ثمان وسبعين لزمت شيخ الاسلام شرف الدين المناوي.

ولزمت في الحديث والعربية شيخنا الامام العلامة تقي الدين الشبلي الحنفي فواظبته أربع سنين، وكتب لي تقريظاً على ( شرح ألفية ابن مالك ) وعلى ( جمع الجوامع ) في العربية تأليفى، وشهد لي غير مرة بالتقدم في العلوم بلسانه وبنانه، ولم أنفك عن الشيخ الى أن مات.

ولزمت شيخنا العلامة أستاذ الوجود محيي الدين الكافيجي أربع عشرة سنة، فأخذت عنه الفنون من التفسير والاصول والعربية والمعاني وغير ذلك، وكتب لي إجازة عظيمة.

وحضرت عند الشيخ سيف الدين الحنفي دروساً عديدة في الكشاف والتوضيح وحاشيته عليه وتلخيص المفتاح والعضد.

وشرعت في التصنيف سنة ست وستين وبلغت مؤلفاتي الى الان ثلاثمائة كتاب سوى ما غسلته ورجعت عنه.

وسافرت بحمد الله تعالى الى بلاد الشام والحجاز واليمن والهند والمغرب والتكرور، ولما حججت شربت من ماء زمزم لامور، منها أن أصل في الفقه الى رتبة الشيخ سراج الدين البلقيني، وفي الحديث الى رتبة الحافظ ابن حجر.

وأفتيت من مستهل سنة احدى وسبعين، وعقدت املاء الحديث من مستهل سنة اثنتين وسبعين.

ورزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والمعاني، والبيان، والبديع - على طريقة العرب والبلغاء لا على طريقة العجم وأهل الفلسفة. والذي أعتقده أن الذي وصلت اليه من هذه العلوم الستة سوى الفقه، والنقول التي اطلعت عليها فيها، لم يصل اليه ولا وقف


عليه أحد من أشياخى فضلا عمن هو دونهم، وأما الفقه فلا أقول ذلك فيه

وأما مشايخي في الرواية سماعاً وإجازة فكثير، أوردتهم في ( المعجم ) الذي جمعتهم فيه وعدتهم نحو مائة وخمسين، ولم أكثر من سماع الرواية لاشتغالي بما هو أهم وهو قراءة الدراية.

وهذه أسماء مصنفاتي لتستفاد:

فن التفسير وتعلقاته والقراءات : الاتقان في علوم القرآن، الدر المنثور في تفسير المأثور، ترجمان القرآن في التفسير، المسند، أسرار التنزيل يسمى « قطف الازهار في كشف الاسرار » لباب النقول، في أسباب النزول.

فن الحديث وتعلقاته : كشف المغطى في شرح الموطا، اسعاف المبطأ برجال الموطأ، التوشيح على الجامع الصحيح، الديباج على صحيح مسلم ابن الحجاج، مرقاة الصعود على سنن أبي داود، قوت المغتذي على جامع الترمذي، زهر الربى على المجتبى، مصباح الزجاج شرح ابن ماجة، تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، شرح ألفية العراقي، عين الاصابة في معرفة الصحابة، كشف التلبيس عن قلب أهل التدليس، توضيح المدرك في تصحيح المستدرك، اللئالي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، البدور السافرة عن أمور الاخرة، الاساس في مناقب بني العباس.

فن العربية وتعليقاته : شرح ألفية ابن مالك يسمى البهجة المرضية في شرح الالفية، الفريدة في النحو والصرف والخط، النكت على الالفية، الكافية، الشافية، الشذور، النزهة، الفتح القريب على مغنى اللبيب، شرح شواهد المغني جمع الجوامع، شرح يسمى همع الهوامع، شرح اللمحة.

فن الاصول والبيان والتصوف : شرح لمعة الاشراق في الاشتقاق الكوكب الساطع في نجم جمع الجوامع، شرحه، شرح الكوكب الوقاد، في الاعتقاد، نكت على التلخيص يسمى الافصاح، عقود الجمان في المعاني والبيان، شرحه، شرح أبيات تلخيص المفتاح، مختصره، نكت على حاشية


المطول للمقيرى رحمه الله تعالى ، الخبر الدال على وجود القطب والاوتاد والابدال، مختصر الاحياء، المعاني الدقيقة في ادراك الحقيقة.

فن التاريخ والادب : تاريخ الصحابة وقد مر ذكره، طبقات الحفاظ، طبقات النحاة الكبرى، والوسطى، والصغرى، طبقات المفسرين، طبقات الاصوليين، طبقات الكتاب، حلية الاولياء، طبقات شعراء العرب، تاريخ الخلفاء، تاريخ مصر هذا، تاريخ أسيوط، معجم شيوخي الكبير الملتقط من الدرر الكامنة، تاريخ العمر وهو ذيل على أنباء الغمر ديوان خطب، ديوان شعر، المقامات، الرحلة القيومية، الرحلة المكية، الرحلة الدمياطية، الوسائل الى معرفة الاوائل، مختصر معجم البلدان لياقوت، الشماريخ في علم التواريخ، الجمانة، رسالة في تفسير الألفاظ المتداولة ...»(١) .

*(١٣٩)*

رواية نور الدين السمهودي

روى حديث الثقلين في كتابه ( جواهر العقدين في فضل الشرفين شرف العلم الجلي والنسب العلي - مخطوط ) فقال:

« الذكر الرابع في حثه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الامة على التمسك بعده بكتاب ربهم وأهل بيت نبيهم، وأن يخلفوه فيهما بخير، وسؤاله من يرد عليه الحوض عنهما، وسؤال ربه عز وجل الامة كيف خلفوا نبيهم فيهما، ووصيته بأهل بيته، وأن الله تعالى أوصاه بهم، وقوله « استوصوا بأهلي خيراً، فانى أخاصمكم عنهم غداً، ومن أكن خصيمه أخصمه، ومن أخصمه دخل النار »، وحثه على حفظهم والتجاوز عن مسيئهم ».

ثم روى حديث الثقلين عن الترمذي عن زيد بن أرقم، وعن أحمد عن أبي سعيد، ثم أشار الى رواية الطبراني في الاوسط وأبي يعلى وغيرهما فقال:

____________________

(١). حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة ١ / ٣٣٥ - ٣٤٤.


« وسنده لا بأس به ».

ثم روى عن معالم العترة النبوية للحافظ أبي محمد عبد العزيز بن الاخضر حديث السفينة وحديث باب حطة ثم قال ما نصه:

« ومن العجيب ذكر ابن الجوزي له في العلل المتناهية، فاياك أن تغتر به، وكأنه لم يستحضره حينئذ الا من تلك الطرق الواهية ولم يذكر بقية طرقه، بل في صحيح مسلم وغيره عن زيد بن أرقم قال: قام فينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد ألا أيها الناس انما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب، وانّي تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي.

فقيل لزيد: من أهل بيته، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: بلى ان نساءه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قيل: ومن هم؟ قال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس رضي الله عنهم. قيل: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم. أخرجه مسلم في صحيحه من طرق ولفظه في أحدها: قلنا - أي لزيد رضي‌الله‌عنه - من أهل بيته، نساؤه؟ فقال: لا أيم الله، ان المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع الى أبيها وقومها، أهل بيته أهله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده.

وأخرجه الحاكم في المستدرك من ثلاث طرق وقال في كل منها: انه صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

وروى الحافظ جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي المدني في كتابه نظم درر السمطين حديث زيد من غير اسناد ولا عزو ».

وقال في ( جواهر العقدين ) أيضا - بعد أن أورد مؤيدات حديث الثقلين - « وفي الباب عن زيادة على عشرين من الصحابة رضوان الله عليهم »


فجعل يروي رواية كل واحد عن الصحاح والمسانيد والجوامع، كما تقدم في رواية السخاوي.

ترجمته:

ترجم له أو اعتمد على كتابه وأكثر من النقل عنه:

١ - السخاوي في ( الضوء اللامع ٥ / ٢٤٥ ).

٢ - وجار الله المكي في ( ذيل الضوء اللامع ).

٣ - وأحمد بن الفضل بن محمد باكثير في ( وسيلة المآل - مخطوط ).

٤ - والشيخانى القادرى في ( الصراط السوي - مخطوط ).

٥ - وعبد الحق الدهلوي في ( جذب القلوب ).

٦ - ورضى الدين الشامي في ( تنضيد العقود السنية ).

٧ - والبرزنجى في ( النواقض ) و ( الاشاعة ).

٨ - والبدخشانى في ( مفتاح النجا - مخطوط ).

٩ - والشوكانى في ( البدر الطالع ١ / ٤٧٠ ).

١٠ - والعجيلى في ( ذخيرة المآل - مخطوط ).

وإليك خلاصة ما ذكره السخاوي:

« ولد في صفر سنة أربع وأربعين وثمانمائة بسمهود ونشأ بها، فحفظ القرآن والمنهاج، ولازم والده حتى قرأ عليه بحثاً مع شرحه للمحلى وشرح البهجة لكن النصف الثاني منه سماعاً وجمع الجوامع وغالب ألفية ابن مالك، بل سمع عليه جل البخاري ومختصر مسلم للمنذري وغير ذلك، وقدم القاهرة معه وبمفرده غير مرة، أولها سنة ثمان وخمسين.

لازم أولا الشمس الجوجري في الفقه وأصوله والعربية، وأكثر من ملازمة المناوي، وقرأ على النجم ابن قاضي عجلون، وعلى الزين زكريا، وعلى الشمس الشرواني، وحضر عند العلم البلقيني من دروسه في قطعة الاسنائي، وعند الكمال امام الكاملية دروساً، وألبسه الخرقة ولقنه الذكر،


وقرأ عمدة الاحكام بحثاً على السعد ابن الديري، وأذن له في التدريس هو والبامى والجوجرى، وفيه وفي الافتاء الشهاب السارمساجى بعد امتحانه له في مسائل ومذاكرته معه، وفيهما أيضاً زكريا وكذا المحلي والمناوى.

ثم انه استوطن القاهرة، وكنت هناك فكثر اجتماعنا، وكتب بخطه مصنفي الابتهاج وسمعه مني، وكذا سمع منى غيره من تصانيفي، وكان على خير كبير وفارقه بمكة بعد أن حججنا، ثم توجه منها الى طيبة فقطنها من سنة ثلاث وسبعين، ولازم وهو فيها الشهاب الابشيطي وحضر دروسه، وأكثر من السماع هناك على أبي الفرج المراغي، بل قرأ على العفيف عبد الله بن القاضي ناصر الدين ابن صالح أشياء بالاجازة، وألبسه خرقة التصوف بلباسه من عمر الاعرابي، وكذا كان سمع بمكة على كمالية ابنة محمد بن أبي بكر المرجاني وشقيقها الكمال أبي الفضل محمد والنجم عمر بن فهد في آخرين.

وصنف في مسألة فرش البسط المنقوشة، رداً على من نازعه، وقرض له أئمة القاهرة، وكذا عمل للمدينة النبوية تاريخاً، وكذا ألف غير ما ذكر، ومن ذلك حاشيته على الايضاح للنووي في المناسك.

وبالجملة فهو انسان فاضل متفنن متميز في الفقه والاصلين، مديم للعمل والجمع والتأليف، متوجه للعبادة وللمباحثة والمناظرة، قوي الجلادة على ذلك طلق العبارة فيه، مغرم به، مع قوة نفس وتكلف، خصوصا في مناقشات لشيخنا في الحديث ونحوه ».

وأضاف تلميذه جار الله في ذيله أقول: « وبعد المؤلف عاش نحو عشر سنين وصار مجمعا عليه فيما يقوله ويؤلفه، واجتمعت به رفقة والدي في عام تسع وتسعمائة بالمدينة، وسمعت عليه تاريخه ( الوفا ) وفتاواه المجموعة وغيرهما من كتب الحديث، وأجاز لي روايتها فاغتبطت ومات يوم الخميس ثامن عشر ذي القعدة عام إحدى عشرة وتسعمائة ولم يخلف بالمدينة مثله ».


*(١٤٠)*

رواية الفضل بن روزبهان

روى حديث الثقلين في ( شرح عقائده ) التي كتبها بالفارسية بأمر عبد الله خان أوزبك والي بخارا، قال - على ما نقل عنه - « قوله ونعتقد بوجوب تعظيم آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووجوب الاقتداء بهم. أقول: أما تعظيم أهل بيت رسول الله فنعتقد أنه فرض، لورود الاحاديث الصحيحة في ذلك، ومنها قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في خطبته في حجة الوداع: يا أيها الناس اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي الى آخره. و قال في حديث آخر: أذكركم الله في أهل بيتي - ثلاث مرات.

ويستفاد من ذلك وجوب تعظيمهم واحترامهم ورعاية حقوقهم. وكذا من قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا أبداً » فانه أمر بالاقتداء بهم، والمراد من أهل البيت هم الذين حرموا الصدقة ».

ترجمته:

ترجم له أو اعتمد عليه:

١ - السخاوي في ( الضوء اللامع ٦ / ١٧١ ).

٢ - ورشيد الدهلوي في ( غرة الراشدين ).

٣ - وحيدر على في ( منتهى الكلام ) وغيرهم.

وقد ذكرنا ترجمته بالتفصيل في مجلد حديث الطير.

*(١٤١)*

رواية شهاب الدين القسطلاني

روى حديث الثقلين في ( المواهب اللدنية ) في تحقيق أهل البيت قائلا:


« وعن زيد بن أرقم قال: قام فينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، أيها الناس انما بشر مثلكم يوشك أن يأتينى رسول ربى فأجيبه، وانّي تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله عز وجل فيه الهدى والنور، فتمسكوا بكتاب الله عز وجل وخذوا به! وحث ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله عز وجل في أهل بيتي - ثلاث مرات. فقيل لزيد: من أهل بيته، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: بلى ان نساءه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم عليهم الصدقة بعده. قيل: ومن هم؟ قال: هم آل عليّ وآل جعفر وآل عقيل وآل عباس. قيل: كلا هؤلاء حرم عليهم الصدقة؟ قال: نعم. أخرجه مسلم.

والثقل محركة - كما في القاموس - كل شيء نفيس مصون. قال: ومنه الحديث: « انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي »، وهو بكسر المهملة وسكون المثناة الفوقانية، والاخذ بهذا الحديث أحرى ».

و قال: « وأخرج أحمد عن أبي سعيد معنى حديث زيد بن أرقم السابق مرفوعاً بلفظ: اني أوشك أن ادعى فأجيب، وانّي تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا ما تخلفوني فيهما ، وعترة الرجل - كما قاله الجوهري - أهله ونسله ورهطه الأدنون، أي الأقارب »(١) .

ترجمته:

١ - السخاوي في ( الضوء اللامع ٢ / ١٠٣ ).

٢ - وجار الله المكي في ( ذيل الضوء اللامع ).

٣ - والشعراني في ( المنن الكبرى ) و ( لواقح الأنوار ).

٤ - والعيدروسى في ( النور السافر ).

____________________

(١). المواهب اللدنية. بشرح الزرقانى ٧ / ٤ - ٨.


٥ - والثعالبي في ( مقاليد الأسانيد - مخطوط ).

٦ - والشوكانى في ( البدر الطالع ١ / ١٠٢ ).

٧ - والقنوجى في ( اتحاف النبلاء ).

٨ - و ( الدهلوي ) نفسه في ( بستان المحدثين ).

وهذه خلاصة ما ذكره الشوكاني:

« ولد في الثاني عشر من ذي القعدة سنة ٨٥١ بمصر ونشأ بها، فحفظ القرآن والشاطبيتين ونصف الطيبة الجزرية والوردية في النحو، وتلى السبع على السراج عمر بن قاسم الانصاري الشناوي، وأخذ الفقه على الفخر المقسمي تقسيماً والشهاب العبادي، وسمع على الملتوني الرضى الاوجاتي والسخاوي، وقرأ صحيح البخاري بتمامه في خمسة مجالس على الشاوي، وقرأ في الفنون على جمع.

وجلس للوعظ بالجامع العمري، وكتب بخطه لنفسه ولغيره أشياء، بل جمع في القراءات العقود السنية في شرح المقدمة الجزرية في التجويد، والكنز في وقف حمزة وهشام على الهمز، والشرح على الشاطبية وصل فيه الى الإدغام الصغير وزاد فيه زيادات ابن الجزري مع فوائد غريبة لا توجد في شرح غيره، وكتب على الطيبة قطعة مزجاً، وعلى البردة مزجاً أيضاً سماه مشارق الأنوار المضية في مدح خير البرية، وتحفة السامع بختم صحيح البخاري. ومن مؤلفاته المشهورة شرح البخاري المسمى ارشاد الساري على صحيح البخاري في أربع مجلدات، وشرح صحيح مسلم مثله ولم يكمل، والمواهب اللدنية بالمنح المحمدية.

وكان متعففاً جيد القراءة للقرآن والحديث والخطابة، شجي الصوت، مشاركاً في الفضائل، متواضعاً متودداً لطيف العشرة، سريع الحركة مع كثرة استقامة، واشتهر بالصلاح والتعفف على أهل الفلاح ».


*(١٤٢)*

رواية شمس الدين العلقمي

روى حديث الثقلين برواية زيد بن أرقم، ثم قال:

« قوله: يدعى « خماً » بضم المعجمة وتشديد الميم، وهو غدير على ثلاثة أميال من الجحفة يقال له « غدير خم ». قوله « وانا تارك فيكم الثقلين » فذكر كتاب الله واهل بيته. قال النووي: قال العلماء: سميا ثقلين لعظمهما وكبر شأنهما، وقيل لثقل العمل بهما. قوله: ولكن أهل بيته من حرم الصدقة، قال النووي هو بضم الحاء وتخفيف الراء. والمراد بالصدقة الزكاة، وهي حرام على بنى هاشم وبنى المطلب، وقال مالك بنو هاشم فقط، وقيل بنى قصى، وقيل قريش كله. قوله: ومن أهل بيته يا زيد، أليس نساؤه من أهل بيته، قال: نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال آل علي وآل عقيل - الى آخره.

وفي رواية أخرى لمسلم أيضاً بعد الرواية الاولى، فقلنا: من أهل بيته نساؤه؟ قال: لا وأيم الله، ان المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع الى أبيها وأمها، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده. قال النووي: وفي هذه الرواية دليل على إبطال قول من قال قريش كلها، فقد كان في نسائه قرشيات، وهن عائشة وحفصة وأم سلمة وسودة وأم حبيبة »(١) .

ترجمته:

١ - شهاب الدين الخفاجي : « ومن بيوت العلم بالقاهرة العلاقمة، فمنهم شيخنا العلامة ابراهيم العلقمي، وأخوه شمس الملة والدين، أما الشمس صاحب ( الكوكب المنير في شرح الجامع الصغير ) فشيخ الحديث في

____________________

(١). الكوكب المنير في شرح الجامع الصغير - مخطوط.


القديم والحديث لم تزل سحب افاد [ ا ] ته في رياض الفضل ذوارف، حتى صار وهو العلم المفرد من أعرف المعارف، فهو هضبة مجد، وفي التقى جوهر فرد، قد تحلى بخدمة الجلال السيوطي كمالا، ورقى الى سماء المعالي فازداد جمالا »(١) .

٢ - الشيخ احمد المقري فوصفه بالشيخ الامام الحافظ العلقمي(٢) .

٣ - الكاتب الچلبى القسطنطينى حيث ذكر كتابه ( الكوكب المنير )(٣) .

*(١٤٣)*

رواية عبد الوهاب البخاري

روى حديث الثقلين في تفسيره بتفسير آية المودّة، حيث قال: « وعن أبى سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه قال: خطب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: أيها الناس اني تركت فيكم الثقلين خليفتين، ان أخذتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض، وعترتي وهم أهل بيتي، لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. أورده الثعلبي، وذكر الامام أحمد بن حنبل في مسنده بمعناه »(٤) .

ترجمته:

١ - الشيخ عبد الحق الدهلوي في ( أخبار الأخيار ).

٢ - السيد محمد البخاري فوصفه بقوله « تاج الأولياء سيد الأتقياء، وارث علوم الأنبياء والمرسلين، ناظم أمور المؤمنين، بحر العلوم والحقائق،

____________________

(١). ريحانة الالباء ٢ / ٧٧.

(٢). فتح المتعال في مدح النعال ٥٤.

(٣). كشف الظنون ٥٦٠.

(٤). تفسير انوري - مخطوط.


مستخرج الحكم بالدقائق، جامع جوامع الكمالات، محيي مراسم الخيرات، معدن أنوار التوفيق، مخزن أسرار التحقيق، المخصوص بعون الله الباري، قطب الاقطاب حاجي عبد الوهاب البخاري قدس‌سره »(١) .

*(١٤٤)*

رواية شمس الدين الشامي الدمشقي الصالحي

روى حديث الثقلين في كتابه ( سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ) المعروف بـ ( السيرة الشامية ) على ما جاء في « انسان العيون » للحلبي.

ترجمته:

ترجم له أو نقل عنه مع الاعتماد عليه ووصفه بالأوصاف الجليلة:

١ - الشعراني في ( لواقح الأنوار ).

٢ - وابن حجر المكي في ( الخيرات الحسان ).

٣ - والخفاجي في ( ريحانة الالباء ١ / ٢٧ ).

٤ - والمقري في ( فتح المتعال ).

٥ - وأحمد زيني دحلان في ( السيرة النبوية ) حيث ينقل عنه.

٦ - والكاتب الچلبى القسطنطيني في ( كشف الظنون / ٩٨٧ ).

٧ - والدهلوي نفسه في ( رسالة أصول الدين ).

٨ - وحسن زمان في ( القول المستحسن ).

٩ - والمحبى في ( خلاصة الاثر ٤ / ٢٣٩ ).

____________________

(١). تذكرة الابرار - مخطوط. وله ترجمة في نزهة الخواطر ٤ / ٢٢٣.


*(١٤٥)*

رواية الخطيب الشربينى

روى حديث الثقلين في تفسيره بتفسير آية المودة، قائلا: « وروى زيد بن أرقم عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال: انّي تارك فيكم كتاب الله وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. قيل لزيد بن أرقم: فمن أهل بيته؟

فقال: هم آل عليّ وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس »(١) .

وقال فيه بتفسير الآية: ( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ ) : « والثقل العظيم الشريف قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّى تارك فيكم ثقلين، كتاب الله عز وجل وعترتي »(٢) .

*(١٤٦)*

رواية شهاب الدين ابن حجر الهيتمى المكي

رواه في ( الصواعق ) عن الطبراني وغيره بسند صحيح(٣) .

و رواه أيضاً في فصل الايات الواردة في شأن أهل البيت (ع) فقال عند الكلام على آية التطهير بعد كلام له: « ومن ثم صح أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: انّى تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي »(٤) .

و رواه في الفصل المذكور بعد قوله تعالى: ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) عن مسلم عن زيد بن أرقم، وعن الترمذي وعن أحمد بألفاظ مختلفة.

ثم قال: « وذكر ابن الجوزي لذلك في ( العلل المتناهية ) وهم أو غفلة عن استحضار بقية طرقه، بل في مسلم عن زيد بن أرقم و في رواية

____________________

(١). السراج المنير ٣ / ٥٢٨.

(٢). المصدر ٤ / ١٦٧.

(٣). الصواعق المحرقة: ٢٥.

(٤). المصدر ٨٦ - ٨٧.


صحيحة: انّي تارك فيكم أمرين لن تضلوا ان تبعتموهما، وهما كتاب الله وعترتي.

... ثم اعلم: أن لحديث التمسك بذلك طرقاً كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابياً، ومر له طرق مبسوطة في حادي عشر الشبه، وفي بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة، وفي أخرى أنه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه، وفي أخرى أنه قال ذلك بغدير خم، وفي أخرى أنه قال لما قام خطيباً بعد انصرافه من الطائف كما مر.

ولا تنافي إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماماً بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة. و في رواية عند الطبراني عن ابن عمر أن آخر ما تكلم به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أخلفوني في أهل بيتي. وفي أخرى عند الطبراني وأبى الشيخ: ان لله عز وجل ثلاث حرمات فمن حفظهن حفظ الله دينه ودنياه ومن لم يحفظهن لم يحفظ الله دنياه ولا آخرته. قلت: ما هن؟ قال: حرمة الإسلام، وحرمتي، وحرمة رحمي »(١) .

ورواه أيضاً في [ الصواعق ] في تتمة التي تضمنت خلاصة كتاب ( المناقب للحافظ السخاوي ) حيث قال: « وقد جاءت الوصية الصريحة بهم في عدة أحاديث منها حديث « انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي، الثقلين أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ». قال الترمذي حسن غريب. وأخرجه آخرون. ولم يصب ابن الجوزي في إيراده في ( العلل المتناهية )، كيف وفي صحيح مسلم وغيره ولهذا الحديث طرق كثيرة عن بضع وعشرين صحابياً »(٢) .

ورواه أيضاً في كتاب ( المنح المكية ) بشرح هذا البيت:

____________________

(١). الصواعق المحرقة ٨٩ - ٩٠.

(٢). المصدر ١٣٦.


« آل بيت النبي ان فؤادي

ليس يسليه عليكم التأساء »

قال: « وفي الحديث أيضاً: انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله وعترتي. فليتأمل كونه قرنهم بالقرآن في أن التمسك بهما يمنع الضلال ويوجب الكمال »(١) .

ترجمته:

ترجم له أو نقل عنه مع المدح والثناء العظيم:

١ - الشعراني في ( لواقح الأنوار ).

٢ - والخفاجي في ( ريحانة الالباء ١ / ٤٣٥ ).

٣ - والعيدروسى في ( النور السافر ٢٨٧ ).

٤ - والشرقاوى في ( التحفة البهية ).

٥ - والجهرمى في ( البراهين القاطعة ).

٦ - والبلخي خليفة السيد علي الهمداني في ( شرح المسائل ).

٧ - والقاري في ( المرقاة في شرح المشكاة ).

٨ - والعجيلى في ( ذخيرة المآل - مخطوط ).

٩ - وسالم بن عبد الله بن البصري في ( الامداد بمعرفة علو الاسناد ١٧ ).

١٠ - و ( الدهلوي ) نفسه في ( رسالة أصول الدين ).

*(١٤٧)*

رواية نور الدين على المتقى

روى حديث الثقلين في ( كنز العمال ) حيث قال: « أما بعد، الا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم

____________________

(١). المنح المكية في شرح القصيدة الهمزية ١٨٢.


الثقلين أولهما كتاب الله تعالى [ فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ] وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي.حم وعبد بن حميد. م. عن زيد ابن أرقم.

و رواه في موضع آخر عن ( طب ) وهو رمز الطبراني.

كما أنه قد تقدمت بعض نصوص روايته سابقاً.

ترجمته:

١ - عبد القادر بن أحمد الفاكهي في ( القول النقي في مناقب المتقي ).

٢ - وعبد الوهاب المتقى القادري في ( اتحاف التقي في فضل الشيخ علي المتقي ).

٣ - وعبد الحق الدهلوي في ( زاد المتقين في سلوك طريق اليقين ) و ( أخبار الأخيار ).

٤ - والعيدروسى في ( النور السافر ).

٥ - وغلام على آزاد في ( سبحة المرجان ٤٣ ).

٦ - والقنوجى في ( اتحاف النبلاء ) و ( أبجد العلوم ).

٧ - والكاتب الجلبى القسطنطيني في ( كشف الظنون ) حيث ذكر مصنفاته.

وهذه خلاصة ترجمته في ( أبجد العلوم ): « كان البكري يقول: للسيوطي منة على العالمين وللمتقي منة عليه، اشتغل بالتدريس والتأليف، ورتب جمع الجوامع للسيوطي على أبواب الفقه، تزيد مؤلفاته على المائة، وكان الشيخ ابن حجر المكي الفقيه الشافعي صاحب الصواعق المحرقة أستاذه، وفي الآخر تلمذ عليه ولبس الخرقة منه، توفي رحمه‌الله في سنة ٩٧٥ »(١) .

____________________

(١). و وصفه في نزهة الخواطر حيث ترجم له بالشيخ الامام العالم الكبير المحدث ثم أورد كلمات صاحب النور السافر، والشعراني في الطبقات الكبرى، وعبد الحق الدهلوي أنظر ٤ / ٢٣٤ - ٢٤٤.


*(١٤٨)*

رواية محمد طاهر الفتنى الكجراتى

روى حديث الثقلين في كتاب ( مجمع البحار ) في مادة « ثقل » فقال: فيه « انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي » سميا به لان الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل، ويقال لكل شيء خطير نفيس ثقل، فسماهما به إعظاماً لقدرهما وتفخيماً لشأنهما ».

وقال في « عترة »: « فيه « كتاب الله وعترتي » عترة الرجل أخص أقاربه وهم بنو عبد المطلب، وقيل أهل بيته الأقربون. وهم أولاده، وعلي وأولاده، وقيل عترته الأقربون والأبعدون منهم ».

وقال في ( تكملة مجمع البحار ) في « ثقل »: « فيه تارك فيكم الثقلين »، هو بفتحتين نحو المتاع ».

ترجمته:

وقد ترجم له أو نقل عنه معتمداً عليه:

١ - العيدروسى في ( النور السافر ).

٢ - وعبد الحق الدهلوي في ( أخبار الأخيار ).

٣ - وغلام على آزاد في ( سبحة المرجان ٤٣ ).

٤ - ورفيع الدين خان المرادآبادي في ( حالات الحرمين ).

٥ - ورشيد الدين خان الدهلوي في ( إيضاح لطافة المقال ).

٦ - وحيدر على في ( إزالة الغين ).

٧ - والقنوجي في ( أبجد العلوم ) و ( اتحاف النبلاء ).

٨ - و ( الدهلوي ) نفسه في ( رسالة أصول الحديث ).

وهذه خلاصة ما جاء في ( أبجد العلوم ): « الشيخ محمد طاهر الفتنى صاحب ( مجمع البحار في غريب الحديث ) - وفتن بلدة من بلاد كجرات - تلمذ على علماء بلده، وصار رأساً في العلوم الحديثية والادبية، ورحل الى


الحرمين الشريفين، وأدرك علماءهما ومشايخهما سيما الشيخ على المتقي، له ( المغني في أسماء الرجال ) و ( تذكرة الموضوعات ).

وقد ذكر الشيخ عبد الحق الدهلوي ترجمته في أخبار الأخيار، وذكرتها أنا في اتحاف النبلاء، وأيضاً أفردت ترجمته في رسالة مستقلة ألحقتها في أوائل مجمع البحار.

قال الشيخ عبد الوهاب المتقي: رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الرؤيا فقلت: من أفضل الناس في هذا الزمان يا رسول الله؟ فقال: شيخك ثم محمد طاهر، ويا لها من رؤيا تفضل على اليقظة.

وكتابه ( مجمع البحار ) قد طبع بالهند لهذا العهد، واشتهر اشتهار الشمس في رابعة النهار، وهو كتاب جمع فيه كل غريب الحديث وما ألف فيه، فجاء كالشرح للصحاح الستة، فان لم يكن عند أحد شرح لكتاب من الأمهات الست فهذا الكتاب يكفيه لحل المعاني وكشف المباني، وهو كتاب متفق على قبوله متناول بين أهل العلم منذ ظهر بالوجود. وبالله التوفيق »(١) .

*(١٤٩)*

رواية الميرزا مخدوم الجرجاني

روى حديث الثقلين في كتابه ( النواقص ) حيث قال: « فضائل أهل البيت عن زيد بن أرقم ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قام خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد، يا أيها الناس انما أنا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به،

____________________

(١). وترجم له في نزهة الخواطر ٤ / ٢٩٨ بالشيخ العالم الكبير المحدث اللغوي العلامة مجد الدين محمد بن طاهر بن على الحنفي الفتنى الكجراتى، صاحب مجمع بحار الأنوار في غريب الحديث، الذي سارت بمصنفاته الرفاق، واعترف بفضله علماء الآفاق توفى سنة ٩٨٦.


وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. وفي رواية: كتاب الله هو حبل الله، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة -رواه مسلم ».

ثم رواه عن الترمذي عن زيد أيضاً.

ترجمته:

وتظهر جلالته وثقته من اعتماد الاعلام عليه، أمثال:

١ - البرزنجى في ( النواقض ).

٢ - والسهارنپورى في ( المرافض ).

٣ - والفاضل رشيد الدين خان في ( إيضاح لطافة المقال ).

٤ - وحيدر على الفيض آبادى في ( إزالة الغين ).

٥ - وقد ذكر الكاتب الجلبى كتابه في ( كشف الظنون ).

*(١٥٠)*

رواية العيدروس اليمنى

روى حديث الثقلين حيث قال: « وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن ابن عوف قال: لما فتح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مكة انصرف الى الطائف فحصرها سبع عشرة أو تسع عشرة يوماً، ثم قام خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أوصيكم بعترتي خيراً، وان موعدكم الحوض، والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة أو لأبعثن إليكم رجلا مني - أو كنفسي - يضرب أعناقكم. ثم أخذ بيد علي رضي‌الله‌عنه ثم قال: هو هذا.

و في رواية أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال في مرض موته: أيها الناس يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً فينطلق بي، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم، الا انّي مخلف فيكم كتاب ربي عز وجل وعترتي أهل بيتي. ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: هذا على مع القرآن والقرآن مع على لا يفترقان حتى يردا علي


الحوض فأسألهما ما خلفت فيهما »(١) .

ترجمته:

ترجم له أو اعتمد عليه:

١ - ابنه عبد القادر العيدروس في ( النور السافر ).

٢ - والشيخانى القادرى في ( الصراط السوى - مخطوط ).

٣ - ومحمد محبوب عالم في ( تفسير شاهى ) حيث ينقل عنه.

*(١٥١)*

اثبات فخر الدين الجهرمى

أثبت حديث الثقلين في كتابه ( البراهين القاطعة في ترجمة الصواعق المحرقة ) حيث ترجم عبارات ابن حجر المكي المشتملة على حديث الثقلين كما تقدم(٢) .

*(١٥٢)*

رواية بدر الدين الرومي

روى حديث الثقلين في كتابه ( تاج الدرة في شرح البردة ). حيث قال بشرح قول البوصيري:

« محمد سيد الكونين والثقلين

والفريقين من عرب ومن عجم »

قال: « والثقل بالتحريك: متاع المسافر وحشمه و في الحديث « تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي » والثقلان الانس والجن ».

____________________

(١). العقد النبوي والسر المصطفوى - مخطوط.

(٢). وتوجد ترجمته في نزهة الخواطر ٤ / ٢٧٤. قال: الشيخ الفاضل الكبير كمال الدين بن فخر الدين الجهرمى البيجاپورى أحد العلماء المشهورين، له البراهين القاطعة ترجمة الصواعق المحرقة بالفارسية ترجمها سنة ٩٩٤ بأمر دلاورخان البيجاپورى الوزير.


وقال بشرح قوله:

« دعا الى الله فالمستمسكون به

مستمسكون بحبل غير منفصم »

ما نصه: « المعنى: يقول ذلك الحبيب هو الذي دعا أهل التكليف قاطبة من جن وانس وعرب وعجم في زمانه وبعده الى يوم القيامة الى دين الله وما فيه رضاه، أو ترجى شفاعته داعياً الى الله باذنه، فالمعتصمون بدينه والمجيبون لدعوته اعتصام حق وإجابة صدق، معتصمون بسبب من الله تعالى متصل الى رضوانه الاكبر، من غير أن يطرأ عليه انفصام أصلا، وذلك السبب ليس الا كتاب الله تعالى وعترة نبيه من أهل العصمة والطهارة الواجب على غيرهم مودتهم بعد معرفتهم، ايماناً بقوله ( قُلْ لا أَسْألُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) ، وتصديقاً لقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي. و في رواية: تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. وهذا نص في المقصود، فمن تمسك بكتاب الله تمسك بهم ومن عدل منهم عدل عن كتاب الله من حيث لا يدري ».

*(١٥٣)*

رواية جمال الدين المحدث الشيرازي

روى حديث الثقلين في كتابه ( الأربعين في فضائل أمير المؤمنين - مخطوط ) عن حذيفة بن أسيد الغفاري.

وكذا في كتابه ( روضة الأحباب في سير النبي والال والاصحاب ).

ترجمته:

ترجم له وأثنى عليه واعتمد على أقواله وأخباره:

١ - غياث الدين المدعو خواندمير في ( حبيب السيرفي أخبار أفراد البشر ).


٢ - وعبد الحق الدهلوي في ( أسماء رجال المشكاة ).

٣ - وعلى القاري في ( المرقاة في شرح المشكاة ).

٤ - والشنوانى في ( الدرر السنية ).

٥ - وأبو على محمد الملقب بارتضى العمرى في ( مدارج الاسناد ).

٦ - والقنوجى في ( الحطة في ذكر الصحاح الستة ).

٧ - و ( الدهلوي ) نفسه في ( رسالة أصول الحديث ).

*(١٥٤)*

رواية على القاري

روى حديث الثقلين عن مسلم والنسائي عن زيد بن أرقم، وعن الترمذي عنه، وعن جابر قال: وحسنه. وقد شرح الحديثين وأوضح معانيهما(١) .

ورواه عن مسلم عن زيد بن أرقم، وعن أحمد عن أبي سعيد الخدري، وعن الترمذي عن جابر، وعنه عن زيد بن أرقم(٢) ...

وهذه الأحاديث جميعاً رواها شارحاً إياها حيث رواها صاحب ( الشفاء ) وصاحب ( المشكاة ).

وأضاف الى رواية صاحب المشكاة بقوله: « ورواه أحمد والطبراني عن زيد بن ثابت ولفظه: اني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ».

ترجمته:

١ - محمد بن أبى بكر باعلوى في ( عقد الجواهر والدرر ).

____________________

(١). شرح الشفاء ٤٨٥.

(٢). المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٥٩٣ - ٥٩٤. وأيضاً ٥ / ٦٠٠ - ٦٠١.


٢ - والمحبى في ( خلاصة الأثر ٣ / ١٨٥ ).

٣ - والشوكانى في ( البدر الطالع ١ / ٤٤٥ ).

٤ - ومحمد عابد السندي في ( حصر الشارد ).

٥ - والقنوجى في ( اتحاف النبلاء المتقين ).

٦ - و ( الدهلوي ) نفسه في ( رسالة أصول الحديث ).

*(١٥٥)*

رواية عبد الرءوف المناوى

روى حديث الثقلين شارحاً الروايات التي رواها الجلال السيوطي في ( الجامع الصغير )، ومبيناً المعاني الدقيقة التي تفيدها الروايات المذكورة من القرطبي والسمهودي وغيرهما(١) .

وكان الجلال السيوطي قد روى حديث الثقلين عن حم عبد بن حميد م. عن زيد بن أرقم. وعن حم طب عن زيد بن ثابت. فأضاف المناوي الى الرواية الثانية قوله: « الضياء في المختارة. قال الهيثمي: رجاله موثقون. ورواه أيضاً أبو يعلى بسند لا بأس به، والحافظ عبد العزيز بن الأخضر وزاد انه في حجة الوداع.

ووهم من زعم ضعفه كابن الجوزي، قال السمهودي: وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة »(٢) .

وهكذا رواه في شرحه الآخر ( التيسير ) حيث شرح الرواية التي رواها الجلال السيوطي عن حم طب عن زيد بن ثابت، ثم قال: « ورجاله موثقون ».

كما شرح الرواية الأخرى كذلك.

____________________

(١). فيض القدير في شرح الجامع الصغير ٢ / ١٧٤ - ٥٧١.

(٢). نفس المصدر ٣ / ١٤ - ١٥.


ترجمته:

١ - المحبى في ( خلاصة الأثر ٢ / ٤١٢ ).

٢ - والثعالبي في ( مقاليد الأسانيد ).

٣ - والتاج الدهان في ( كفاية المتطلع ).

٤ - وسالم بن عبد الله البصري في ( الامداد بمعرفة علو الاسناد ١٤ ).

٥ - وأحمد بن محمد النخلى في ( رسالة الأسانيد ٥٦ ).

٦ - ورشيد الدين خان في ( غرة الراشدين ).

٧ - وحيدر على الفيض آبادى في ( إزالة الغين ).

٨ - و ( الدهلوي ) نفسه في ( رسالة أصول الحديث ).

*(١٥٦)*

اثبات الملا يعقوب البنبانى اللاهورى

أثبت حديث الثقلين في رسالة ( عقائده ) حيث قال: « ثم ان محبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم توجب محبة الال والاصحاب، لقرب منزلة أهل البيت وقرابتهم بالنبيّ عليه‌السلام ، حتى قرنوا معه في الصلاة، وقال الله تعالى: ( قُلْ لا أَسْألُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) و قوله عليه‌السلام : انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي.

وسئلت عائشة رضي الله عنها: أي الناس كان أحب الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قالت: فاطمة رضي الله عنها. فقيل: من الرجال؟ قالت: زوجها ».

ترجمته:

١ - المولوى رزق الله الملقب بحافظ عالم خان في ( الأفق المبين في أحوال المقربين ).

٢ - ومحمد صالح المؤرخ في ( العمل الصالح ).

٣ - وشاه نوازخان في ( مرآت آفتاب نما ).


ويكفي دليلا على جلالة الرجل اعتماد ( الدهلوي ) وتمسكه بأقواله في ( حاشية التحفة ) في الجواب عن حديثنا ( حديث الثقلين )(١) .

*(١٥٧)*

رواية نور الدين على الحلبي الشافعي

روى حديث الثقلين في ( انسان العيون ) حيث قال: « أي ولما وصل صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى محل بين مكة والمدينة يقال له « غدير خم » بقرب « رابغ » جمع الصحابة وخطبهم خطبة، بين فيها فضل علي كرم الله وجهه وبراءة عرضه مما تكلم فيه بعض من كان معه بأرض اليمن، بسبب ما كان صدر منه إليهم من المعدلة التي ظنها بعضهم جوراً وبخلا، والصواب كان معه كرم الله وجهه في ذلك، فقال « ص »:

أيها الناس انه قد نبأنى اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي الا نصف عمر الذي يليه من قبله، واني لأظن أن يوشك أن أدعى فأجيب، واني مسؤول وانكم مسؤولون، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت فجزاك الله خيراً. وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تشهدون أن لا اله الا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنته حق وناره حق، وأن الموت حق، وأن البعث حق بعد الموت، ( وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها، وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) ؟ قالوا: بلى نشهد بذلك. قال: اللهم اشهد - الحديث.

ثم حض على التمسك بكتاب الله ووصى بأهل بيته، أي فقال: انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. وقال في حق علي كرم الله وجهه لما كرر عليهم: ألست أولى بكم

____________________

(١). وترجمه في نزهة الخواطر ٤ / ٢٨٥ بقوله: الشيخ العالم المحدث أبو يوسف يعقوب البنبانى اللاهورى، أحد الرجال المشهورين في الفقه والحديث والفنون الحكمية. ثم نقل عن الأفق المبين، ومرآة آفتاب نما. وذكر مؤلفاته، وارخ وفاته بسنة ١٠٩٨.


من أنفسكم ثلاثاً، وهم يجيبونه بالتصديق والاعتراف، ورفع (ص) بد عليّ كرم الله وجهه وقال: من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار »(١) .

ترجمته:

١ - عبد الله بن حجازي الشرقاوى في ( التحفة البهية في طبقات الشافعية ).

٢ - ومحمد بن فضل الله المحبى في ( خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ٣ / ١٢٢ ).

*(١٥٨)*

رواية أحمد بن الفضل بن محمد باكثير المكي

روى حديث الثقلين حيث قال: « وعن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: يوشك أن أدعى فأجيب، وانّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا بما تخلفوني فيهما.

أخرجه أحمد بن حنبل في ( مسنده ) والطبراني في ( الأوسط ) وأبو يعلى وغيرهم، وسنده لا بأس به. وأخرجه الحافظ أبو محمد عبد العزيز بن الأخضر في ( معالم العترة النبوية ) وفيه: ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال ذلك في حجة الوداع.

و أخرجه الحاكم في ( المستدرك ) من ثلاث طرق وقال في كل منها:

____________________

(١). انسان العيون في سيرة الامين المأمون ٣ / ٣٣٦.


انه صحيح على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه ».

ثم رواه عن الترمذي وعن ابن عقدة وعن الضياء وعن الزرندي وعن أبي الحسن يحيى بن الحسن وعن الجعابي وعن الدولابي وعن البزار وعن أبي نعيم وعن ابن حجر وعن الدارقطني بألفاظهم المختلفة وطرقهم المتعددة عن جمع كثير من الصحابة »(١) .

ترجمته:

١ - المحبى في ( خلاصة الأثر ١ / ٢٧١ ).

٢ - ورضى الدين الشامي في ( تنضيد العقود السنية بتمهيد الدولة الحسينية ).

*(١٥٩)*

رواية الشيخانى القادرى المدني

روى حديث الثقلين عن جمع من رجال الحديث، وقال بعد كلام له: « والصحيح مما ذكرنا أيضاً قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كأني قد دعيت فأجبت اني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: ان الله مولاي، وأنا ولي كل مؤمن. ثم أخذ بيد عليّ فقال: من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

والصحيح مما ذكرنا أيضاً قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: فان هذا مولى من أنا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فلقيه عمر رضي‌الله‌عنه فقال: هنيئاً لك، فأصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة ».

____________________

(١). وسيلة المآل في عد مناقب الال - مخطوط.


وبعد أن روى الحديث عن زيد بن أرقم وأبي سعيد قال: « وقد اخطأ ابن الجوزي حيث ذكر هذا في واهياته على عادته في ذلك، غافلا عما ذكر مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم قال: قام فينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطيباً

وأخرجه الحاكم في المستدرك على شرط الشيخين ».

ورواه فيه أيضاً عن زيد بن ثابت وعبد الرحمن بن عوف وأبي الطفيل وأبي هريرة وجابر وحذيفة بن أسيد وغيرهم، عن كبار علماء الحديث كالبزار وابن عقدة والطبراني وابن سعد والملا والزرندي(١) .

*(١٦٠)*

رواية السيد محمد ماه عالم

روى حديث الثقلين بقوله: « الحمد لله الذي شرف السادات بخطاب ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) وأنزل في حقهم لتعظيم قدرهم ( لا أَسْألُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) .

والصلاة والسلام على النبيّ الامي الذي ذكر أولاده لعلوهم في الشأن مساوياً بالقرآن حيث قال « اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، فان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي »(٢) .

*(١٦١)*

رواية عبد الحق الدهلوي

روى حديث الثقلين في ( اللمعات في شرح المشكاة ) حيث شرح

____________________

(١). الصراط السوى في مناقب آل النبي - مخطوط.

(٢). تذكرة الأبرار - مخطوط. وقد ترجم له في نزهة الخواطر ٥ / ٣٣٧ ووصفه بالشيخ الصالح، ونقل في ترجمته عن عدة من الكتب، وأرخ وفاته بسنة ١٠٤٥.


حديث زيد بن أرقم الذي رواه مسلم في صحيحه، وحديث جابر الذي رواه الترمذي في صحيحه، الواردين في ( المشكاة ) كما تقدم.

ورواه أيضاً في كتابه ( مدارج النبوة / ٥٢٠ ).

ترجمته:

١ - السيد محمد البخاري في ( تذكرة الأبرار - مخطوط ).

٢ - وغلام على آزاد في ( سبحة المرجان / ٥٢ ).

٣ - وشاه نوازخان في ( مرآة آفتاب نما ).

٤ - وتاج الدين الدهان في ( كفاية المتطلع ).

٥ – و ولى الله الدهلوي ( والد الدهلوي ) في ( المقدمة السنية ).

٦ - والقنوجى في ( اتحاف النبلاء )(١) .

*(١٦٢)*

رواية شهاب الدين الخفاجي

روى حديث الثقلين في كتابه ( نسيم الرياض ) حيث شرح ما رواه القاضي عياض من روايات حديث الثقلين، فبعد أن شرح حديث زيد بن أرقم الذي أورده القاضي أضاف:

« وهذا كما رواه مسلم في فضائل آل البيت في خطبة خطبها صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو راجع من حجة الوداع في آخر عمره قال فيها: أما بعد أيها الناس انما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيبه، وانّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله فيه الهدى والنور فتمسكوا به، وأهل بيتي، وفيه ما ذكره

____________________

(١). وفي نزهة الخواطر ٥ / ٢٠١: الشيخ الامام العالم العلامة المحدث الفقيه شيخ الإسلام وأعلم العلماء الاعلام وحامل راية العلم والعمل في المشايخ الكرام، أول من نشر علم الحديث بأرض الهند تصنيفاً وتدريساً وارخ وفاته بسنة ١٠٥٢.


المصنف رحمه الله تعالى من تفسيره لأهل بيته بما ذكر »(١) .

ورواه مرة أخرى بلفظ آخر عن مسلم ووصفه بالصحة(٢) .

ورواه أيضاً بشرح قول القاضي: وأوصى بالثقلين بعده كتاب الله وعترته حيث قال: « و حديث الوصية رواه مسلم، وفيه انه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطبهم وقال: أيها الناس انما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه، واني تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فتمسكوا به. وحث على ذلك، ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثاً. والكلام عليه مستوفى في شروحه»(٣) .

ترجمته:

والخفاجي من أعيان علماء أهل السنة ومشاهير أدبائهم، فقد ترجم له:

١ - المحبى : « الشيخ أحمد بن محمد بن عمر. قاضي القضاة الملقب بشهاب الدين الخفاجي المصري الحنفي صاحب التصانيف السائرة، وأحد أفراد الدنيا المجمع على تفوقه وبراعته، وكان في عصره بدر سماء العلم، ونير أفق النثر والنظم، رأس المؤلفين ورئيس المصنفين، سار ذكره سير المثل، وطلعت أخباره طلوع الشهب في الفلك. وكل من رأيناه أو سمعنا به ممن أدرك وقته معترفون له بالتفرد في التقرير والتحرير وحسن الإنشاء، وليس فيهم من يلحق شأوه ولا يدعى ذلك، مع أن في الخلق من يدعى ما ليس فيه. وتآليفه كثيرة ممتعة مقبولة، انتشرت في البلاد ورزق فيها سعادة عظيمة، فان الناس اشتغلوا بها، وأشعاره ومنشآته مسلمة لا مجال للخدش فيها.

____________________

(١). نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض ٣ / ٤٠٩.

(٢). نفس المصدر ٤ / ٢٨٣.

(٣). نفس المصدر ٤ / ٣٢٤ - ٣٢٥.


والحاصل: انه فاق كل من تقدمه في كل فضيلة، وأتعب من يجيء بعده، مع ما خوله الله تعالى من السعة وكثرة الكتب ولطف الطبع والنكتة والنادرة. وقد ترجم نفسه في آخر ريحانته من حين مبدئه »(١) .

٢ - القنوجى : « الشيخ الفاضل والأديب الكامل شهاب الدين أحمد الخفاجي صاحب ريحانة الالباء وزهرة الحياة الدنيا، حامل علم العلم وناشره وجالب متاع الفضل وتاجره. كان ممن شرف اليه مسائلة الكمال رحالها، إذ ورث من سماء المعالي بدرها وهلالها، وحوى طارفها وتليدها، وأرضع من در الفنون كهلها ووليدها، وسفرت له فرائد العلوم رافعة النقب، وتزينت بمنظومه ومنثوره صدور المجالس والكتب، حرر لنفسه ترجمة في كتابه الريحانة وقال ما ملخصه وكان رحمه‌الله علامة في العربية ولسان العرب، وحاشيته على تفسير البيضاوي تدل على علو علومه وسعة فضله وكمال ذكائه وغاية اطلاعه ونهاية تحقيقه، لم يقم في الحنفية مثله في الزمان ولم يساوه في فضائله ومناقبه انسان. ذكر له مدير مطابع مصر ترجمة حافلة في أول تلك الحاشية ويا لها من ترجمة أنوارها فاشية »(٢) .

٣ - ويدل على عظمة الخفاجي وجلالته أنه أحد شيوخ مشايخ والد ( الدهلوي ) السبعة الذين يفتخر ويعتز باتصال سنده إليهم، وذلك لان الشيخ حسن العجيمي - وهو أحد السبعة المشار إليهم - يروي شرح الشفاء للخفاجي، نص على ذلك تاج الدين الدهان في ( كفاية المتطلع ) - الذي جمع فيه مرويات العجيمي - قائلا: كتاب شرح الشفاء للعلامة شهاب الدين أحمد بن محمد الخفاجي رحمه الله تعالى ، أخبر به إجازة عن مؤلفه العلامة أحمد بن محمد الخفاجي رحمه‌الله ».

٤ - والخفاجي من مشايخ الشيخ عبد الله بن سالم البصري - وهو

____________________

(١). خلاصة الأثر ١ / ٣٣١.

(٢). التاج المكلل ٢٨٩.


أيضاً أحد المشايخ السبعة المشار إليهم - نص على ذلك ولده سالم بن عبد الله في ( الامداد ) الذي جمع فيه مشايخ والده، حيث قال: « ومنهم الشيخ العلامة عيسى بن محمد بن أحمد الثعالبي الجعفري المالكي، فانه أخذ عنه أخذاً بيناً واجازه بجميع مروياته ومسموعاته وإجازة عن جماعة. منهم بل أجلهم أبو الإرشاد نور الدين علي بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الاجهوري، عن نور الدين علي بن أبي بكر العراقي، عن أبي الفضل الحافظ جلال الدين السيوطي بسنده المعلوم. وأخذ الشيخ عيسى المذكور عن قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن محمد بن خفاجة المصري الحنفي الشهير بالخفاجي، عن البرهان ابراهيم بن أبي بكر العلقمي، عن أبى الفضل الحافظ السيوطي بسنده »(١) .

٥ - وقال الشيخ أحمد النخلي - وهو أيضاً أحد المشايخ السبعة المذكورين في ( رسالة أسانيده ) عند ذكر مشايخ شيخه عيسى المغربي: « ومن أجلهم قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن محمد بن خفاجة المصري الحنفي عن البرهان ابراهيم بن أبي بكر العلقمي عن أبي الفضل الحافظ الجلال السيوطي بسنده »(٢) .

٦ - ودلت العبارتان المتقدمتان على أن الخفاجي من مشايخ الشيخ عيسى المغربي، فليعلم أن الشيخ عيسى هذا هو أحد المشايخ السبعة المذكورين الذين مدحهم ولي الله ( والد الدهلوي ). وذكر في ( رسالة الإرشاد الى مهمات الاسناد ) في بيان اتصال سند مشايخه السبعة الممدوحين الى الشيخ زين الدين زكريا الانصاري والجلال السيوطي: « وأما الشيخ عيسى فروى عن جماعة منهم: أبو الإرشاد نور الدين علي بن محمد الاجهوري عن علي ابن أبي بكر العراقي عن الجلال السيوطي. ومنهم شهاب الدين أحمد بن محمد

____________________

(١). الامداد بمعرفة علو الاسناد ٤١.

(٢). رسالة أسانيد النخلى ٤٢.


الشهير بالخفاجي عن البرهان ابراهيم بن أبي بكر العلقمي عن الجلال السيوطي ».

وقال هناك أيضاً في ذكر شيوخ محمد بن محمد بن سليمان الرداني، وهو أحد المشايخ السبعة: « ومنهم أبو الإرشاد علي بن محمد الاجهوري، وقاضي القضاة أحمد بن محمد الخفاجي، كلاهما عن الشمس محمد بن أحمد الرملي عن الشيخ زكريا ».

٧ - وقال ( الدهلوي ) نفسه في ( رسالة أصول الحديث ): « سنن أبي داود عن شيخنا الشيخ أبي طاهر، عن الشيخ حسن العجيمي، عن الشيخ عيسى المغربي، عن الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد الخفاجي، عن بدر الدين حسن الكرخي - وهو مسند وقته - عن الحافظ أبي الفضل جلال الدين السيوطي - إلخ ».

وبهذا كله يتضح شأن الشهاب الخفاجي

*(١٦٣)*

رواية العزيزي البولاقى الشافعي

روى حديث الثقلين، حيث شرح ما رواه الحافظ الجلال السيوطي في ( الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير )(١) .

ترجمته:

ترجم لهالمحبى في كتابه ( خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ٣ / ٢٠١ ). وبمراجعته يظهر أن العزيزي هذا من أكابر أعلام محدثي أبناء السنة

____________________

(١). السراج المنير في شرح الجامع الصغير ١ / ٣٢٢ و ٢ / ٥١.


*(١٦٤)*

رواية المقبلى الصنعاني

روى حديث الثقلين في [ ملحقات الأبحاث المسددة ] حيث قال: « وأعجب من ذلك كله ما ادعاه حثالة المتأخرين أنه انعقد الإجماع على تحريم الخروج على أهل الجور، يعني: وأما وقت الحسين وأهل الحرة ونحوهم فلم يكن اجماع، فحين لم يشفهم سبهم أخرجوهم من أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لان كان من صدق عليه أنه من أمة محمد (ص) فهو معتبر في الإجماع عند من عقل معناه الشرعي، على أن هؤلاء النوكى يصرحون أن معرفة الكتاب والسنة قد استحالت، فكيف يكون الإجماع من الجهال، ظلمات بعضها فوق بعض. انما أرادوا أن يجيبوه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين قال: « انّي تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبداً، ان اللطيف الخبير نبأني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما »، ورواياته مع شواهده متواترة معنى، فأجاب هؤلاء نخلفك فيهما شر خلافة، من قدر على السيف فيستقيد، ومن لم يقدر فبلسانه وقلبه، ومن تأخر زمانه كتاريخنا تناول بعداوته الأولين والآخرين، فكان أعمهم جناية، والله المستعان ».

ترجمته:

١ - محمد بن اسماعيل الامير اليماني في ( الروضة الندية ) و ( ذيل الأبحاث المسددة ).

٢ - والشوكانى في ( البدر الطالع ١ / ٢٨٨ ) و ( اتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر ١١٢ ).

٣ - وعبد الحق بن فضل الله الهندي ثم المكي في ( النكت اللطيفة ).

٤ - والقنوجى في ( التاج المكلل / ٣٧٦ ).


*(١٦٥)*

اثبات أحمد أفندى الشهير بالمنجم باشى

هو ممن أثبت حديث الثقلين فقد قال رضي الدين الحسيني بترجمته ما نصه:

« قلت: وقد رأيت له رحمه‌الله تعليقة على الحديث الشريف، وهو قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم خليفتين كتاب الله تعالى حبل ممدود بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض - الحديث. وفي بعض الروايات زيادة: فاعرفوا كيف تخلفوني فيهما.

قال رحمه الله تعالى : وقد نقلها سيدي الوالد دام فضله ومن خطه رحمه‌الله نقلت: لا يخفى ان في هذا الحديث الشريف مواضع ينبغي للناظر المتبصر أن يقف على ما فيها من النكات والمزايا - إلخ »(١) .

ترجمته:

وقد ذكر رضي الدين الحسيني بترجمته: « وفي سنة ثلاث عشرة ومائة وألف توفي رئيس المحققين وسلطان المدققين العالم العلامة والفاضل الفهامة أحمد أفندي الشهير بالمنجم باشي، قاله صاحب لسان الزمان، وكان هذا الرجل أعجوبة من عجائب الدهر وفريدة من فرائد العصر، وهو من الأروام، جد واجتهد في طلب العلم. وقرأ على يحيى منقاري زاده وغيره من أكابر العلماء وصارت له يد طولى في علم المعقول والمحكيات والطب، وأما الفلك والتنجيم فكان فريد دهره ووحيد عصره، وكذلك كانت له اليد الطولى في علم العربية مثل النحو والصرف والمعاني والبيان، واتساع في الأدب ومعرفة اشعار العرب وتبحر في علم التاريخ وأخبار الأمم السالفة، واختص بصحبة

____________________

(١). تنضيد العقود السنية.


السلطان محمد خان بن ابراهيم خان، ولازمه نحواً من عشرين سنة، وكان من خواص جلسائه وندمائه محترماً لديه ومقبولا عنده - الى أن قال:

وكان خفيف الروح، لطيف الشمائل، كثير التواضع، حج في أيام السلطان محمد، وهو في رئاسة، ورجع الى اسطنبول ثم عاد مرة ثانية وأقام بالمدينة المنورة، فأخذ عنه جماعة من أهلها وانتفعوا به، ثم الى مكة شرفها الله، فصحبته وجالسته وقرأت عليه بعض الكتب وانتفعت به، وله حواشي كثيرة نفيسة على علم المعقول والعربية وغير ذلك - انتهى ملخصاً من لسان الزمان »(١) .

*(١٦٦)*

رواية الزرقانى الأزهري المالكي

روى حديث الثقلين حيث شرح الأحاديث التي رواها الشهاب القسطلاني في ( المواهب اللدنية ) كما تقدم، وأضاف عليه أحاديث من مسلم والترمذي وغيرهما(٢) .

ترجمته:

١ - محمد خليل المرادي في ( سلك الدرر في أعيان القرن الحادي عشر ٤ / ٣٢ ).

٢ - والشرقاوى في ( التحفة البهية في الطبقات الشافعية ).

٣ - ومحمد بن محمد الأزهري في ( رسالة الأسانيد ).

٤ - وزيني دحلان في ( السيرة ) حيث ينقل عنه.

٥ - والكاتب الچلبى في ( كشف الظنون ) حيث ذكر كتبه (١٨٩٧).

____________________

(١). تنضيد العقود السنية.

(٢). شرح المواهب اللدنية ٧ / ٤ - ٨.


*(١٦٧)*

رواية حسام الدين السهارنبورى

روى حديث الثقلين في مواضع من ( مرافض الروافض )، فرواه عن مسلم عن زيد بن أرقم ضمن الأحاديث التي رواها في مناقب أهل البيت.

وروى حديثه هناك أيضاً عن الترمذي.

وهكذا روى حديث جابر عن الترمذي.

ورواه عند الجواب عن حديث الغدير عن الطبراني وغيره بسند صحيح كما صرح بذلك.

*(١٦٨)*

رواية محمد بن معتمد خان البدخشي

روى حديث الثقلين عن مسلم والترمذي والطبراني والحاكم وعبد ابن حميد وابن الأنباري والبارودي والحكيم الترمذي(١) ...

ورواه في كتابه ( نزل الابرار ) عن مسلم عن زيد بن أرقم، وعن الحكيم الترمذي والطبراني عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد(٢) .

ترجمته:

ترجم له جماعة من العلماء، وقد ذكرنا ترجمته عنهم بالتفصيل في مجلد ( حديث الغدير )(٣) .

____________________

(١). مفاتح النجا في مناقب آل العبا - مخطوط.

(٢). نزل الأبرار بما صح من مناقب أهل البيت الاطهار ١٢.

(٣). وترجمه في نزهة الخواطر ٦ / ٢٥٩ بالشيخ العالم المحدث محمد بن رستم بن قباد الحارثي البدخشي، أحد الرجال المشهورين في الحديث والرجال. ثم ذكر كتبه: تراجم الحفاظ، مفتاح النجا، نزل الأبرار، تحفة المحبين.


*(١٦٩)*

رواية رضى الدين الشامي الشافعي

روى حديث الثقلين في كتابه ( تنضيد العقود السنية بتمهيد الدولة الحسينية ) كما تقدم آنفاً.

*(١٧٠)*

رواية محمد صدر عالم

روى حديث الثقلين في سياق طرق حديث الغدير، عن الطبراني والحاكم عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم. وعن الحكيم الترمذي والطبراني - بسند صحيح - عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد(١) .

ترجمته:

ترجم له ولي الله الدهلوي ( والد الدهلوي ) في كتابه ( التفهيمات الالهية ). وقد ذكرنا ترجمته في بعض المجلدات بالتفصيل.

*(١٧١)*

رواية ولى الله والد ( الدهلوي )

روى حديث الثقلين عن مسلم والحاكم وأبي عمرو(٢) .

ورواه في كتابه الاخر عن مسلم والترمذي(٣)

____________________

(١). معارج العلى في مناقب المرتضى - مخطوط. وفي نزهة الخواطر ٦ / ١١٣: الشيخ الفاضل، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ثم ذكر مصنفاته ومنها معارج العلى، وذكر كلمة ولى الله وقصيدته في تقريظ معارج العلى.

(٢). ازالة الخفا عن سيرة الخلفا ٢ / ٥٤.

(٣). قرة العينين ١١٩ و ١٦٨.


ترجمته:

١ - ولى الله نفسه في ( الجزء اللطيف ) و ( التفهيمات الالهية ) و ( الفوز الكبير ).

٢ - ومحمد أمين بن محمد معين السندي في ( دراسات اللبيب في الاسوة الحسنة بالحبيب ).

٣ - وارتضاء العمرى في ( مدارج الاسناد ).

٤ - ورشيد الدين خان في ( غرة الراشدين ) و ( إيضاح لطافة المقال ).

٥ - والقنوجى في ( أبجد العلوم ) و ( اتحاف النبلاء ).

٦ - وولده ( الدهلوي )(١) .

*(١٧٢)*

رواية محمد معين بن محمد أمين السندي

روى حديث الثقلين في ( دراسات اللبيب في الاسوة الحسنة بالحبيب ) كما سيأتي ان شاء الله(٢) .

*(١٧٣)*

رواية محمد بن اسماعيل الامير

روى حديث الثقلين في ( الروضة الندية في شرح التحفة العلوية ) بشرح البيت التالي:

« فغدت عترته من أجلها

عترة المختار نصاً نبويا »

« وغدى السبطان والال

نسبوهم نبوياً علويا »

____________________

(١). وترجم له في نزهة الخواطر ٦ / ٣٩٨ - ٤١٥ ترجمة مفصلة جداً، ووصفه بأوصاف ضخمة، وقد أوردنا طرفاً مما ذكره في مقدمة الكتاب.

(٢). ترجم له في نزهة الخواطر ٦ / ٣٥١ - ٣٥٥ ووصفه بالشيخ الفاضل العلامة أحد للعلماء المبرزين في الحديث والكلام والعربية.


فروى الحديث عن أحمد والترمذي عن زيد بن أرقم، وعن أبي عمرو الغفاري عن أياس بن سلمة، وعن أحمد عن علي أمير المؤمنين عليه‌السلام . ثم قال: « وحديث الثقلين قد أخرجه أئمة المسانيد عن أكثر من عشرة ( عشرين ظ ) من الصحابة ». كما روى حديث الثقلين عن ( محاسن الازهار لحميد المحلي ) في سياق طرق حديث الغدير.

ترجمته:

١ - الشوكانى في ( البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ٢ / ١٣٣ ).

٢ - والقنوجى في جملة من كتبه منها ( التاج المكلل ٤١٤ ).

*(١٧٤)*

رواية محمد بن على الصبان

روى حديث الثقلين حيث قال: « وعن زيد بن أرقم قال: قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس انما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول ربي عز وجل - يعني: ملك الموت - فأجيبه، واني تارك فيكم ثقلين، كتاب الله فيه الهدى والنور، فتمسكوا بكتاب الله عز وجل وخذوا به وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. رواه مسلم.

ثم رواه عن أحمد، ورواه عن مسلم والنسائي عن زيد بن أرقم »(١) .

____________________

(١). اسعاف الراغبين ١١٠ - ١١١.


*(١٧٥)*

اثبات محمد مرتضى الزبيدي الحنفي

أثبت حديث الثقلين في ( تاج العروس ): [ والثقل محركة متاع المسافر وحشمه ] والجمع: أثقال [ وكل شيء ] خطير [ نفيس مصون ] له قدر ووزن: ثقل عند العرب [ ومنه ] قيل لبيض النعام ثقل لان آخذه يفرح به وهو قوت، وكذلك [ الحديث اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ] جعلهما ثقلين إعظاماً لقدرهما وتفخيماً لهما. وقال ثعلب: سماها ثقلين لان الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل »(١) .

ترجمته:

ترجم لهالقنوجى في ( أبجد العلوم ) بما ملخصه:

« أبو الفيض محمد مرتضى بن محمد الحسيني صاحب ( تاج العروس شرح القاموس ) السيد الواسطي البلجرامي نزيل مصر، شريف النجار، عظيم المقدار، كريم الشمائل، غزير الفواضل والفضائل.

أخذ العلوم النقلية والعقلية في مدينة زبيد على جماعة أعلام، ثم توجه الى إقليم مصر، واستكمل فيها العلوم النقلية والعقلية، وبرع في جميع العلوم سيما علمي الحديث واللغة، وأدرك شيوخاً من أهل الأسانيد العالية، وألف التآليف النافعة الواسعة.

وقد طبع كتابه تاج العروس شرح القاموس لهذا العهد بمصر القاهرة وشاع في الأمصار، وبلغ الى الأقطار، يتضح من النظر فيه علو كعبه في علم اللغة وكونه اماماً فيه، وشرحه هذا يغني عن حمل جملة الدفاتر المؤلفة في فن اللغة وقد وقع تأليفه في علم الفقه والحديث وأصولهما والتصوف والسير، وكلها نافعة مفيدة على اختصار في أكثرها، وعندي منها نحو سبع عشرة

____________________

(١). تاج العروس من جواهر القاموس ٧ / ٣٤٥.


رسالة.

استجاز منه الملك الأعظم أبو الفتح نظام الدين عبد الحميدخان سلطان الروم لكتب الحديث، فكتب له الاجازة وسند الحديث المسلسل المأثور المشهور: الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، مع غيره من الإجازات.

وقد أفنى رحمه‌الله عمره في اشتغال العلم والتدريس بمصر، والعلم عند الله سبحانه وتعالى ».

*(١٧٦)*

رواية أحمد بن عبد القادر العجيلى

روى حديث الثقلين بشرح قوله: « والزم بحبل الله ثم اعتصم » قائلا: « قال الله تعالى: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) . و قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي: أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي ان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، وسيأتي تحقيق ذلك ».

ثم روى حديث زيد بن أرقم، ورواه بلفظ الطبراني أيضاً، مع تحقيق معنى الحديث وشرحه(١) .

ترجمته:

١ - أحمد بن محمد الشيرواني في ( المناقب الحيدرية ).

٢ - وعبد الرحمن بن سليمان بن يحيى بن عمر في ( النفس اليماني والروح الريحاني في إجازة القضاة بني الشوكاني ).

٣ - والقنوجى وهذه خلاصة ما ذكره: « الشيخ العلامة المشهور،

____________________

(١). ذخيرة المآل في شرح عقد جواهر اللئال في مناقب الال - مخطوط.


عالم الحجاز على الحقيقة لا المجاز أحمد بن عبد القادر بن بكري العجيلي رحمه‌الله ، لم يزل مجتهداً في نيل المعالي، وكم سهر في طلبها الليالي، حتى فاز من ذلك بالقدح المعلى وصلى في محرابها وجلى. أخذ العلوم عن آبائه الكرام وعن غيرهم من الاعلام، وله مؤلفات في التصوف والتوحيد والعقائد الإلهيات والنبويات »(١) .

*(١٧٧)*

رواية محمد مبين اللكهنوى

روى حديث الثقلين في ( وسيلة النجاة في مناقب السادات ) عن مسلم عن زيد بن أرقم، وعن المشكاة عن الترمذي عن جابر بن عبد الله، وعن الترمذي عن زيد بن أرقم، وعن الحاكم عنه.

هذا، وقد صرح في مقدمة كتابه هذا بأنه قد التزم فيه بالرواية عن الكتب المعتبرة، وبإيراد الأحاديث الصحيحة، معرضاً عن الضعاف المتروكة والموضوعات المطروحة، مقتصراً على ما كان ثابتاً وحقاً، غير ملتفت الى ما كان باطلا وضعيفاً(٢) ...

*(١٧٨)*

رواية محمد اكرام الدين الدهلوي

روى حديث الثقلين في كتابه ( سعادة الكونين في بيان فضائل الحسنين ) عن المشارق والمصابيح وغيرهما، مترجماً إياه الى الفارسية.

____________________

(١). التاج المكلل: ٥٠٩.

(٢). ترجم له في نزهة الخواطر ٧ / ٤٠٣ بقوله: الشيخ الفاضل الكبير مبين بن محب اللكهنوى أحد الفقهاء الحنفية ثم ذكر كتابه. و وفاته سنة ١٢٢٥.


ترجمته:

أثنى عليه حيدر علي الفيض آبادي في كتابه ( إزالة الغين )، وعده من كبار العلماء والمحدثين الذين يلعنون يزيد بن معاوية، وعد كتابه ( سعادة الكونين ) من الكتب التي ألفها علماء أهل السنة في فضائل أهل البيت عليهم‌السلام ، متوخياً بذلك اثبات ولائهم لهم ومحبتهم إياهم، وهكذا اعتمد على كتابه المذكور واستند اليه في مباحث كتابه ( إزالة الغين ). وهذا المقدار كاف لمعرفة شأن إكرام الدين الدهلوي واعتبار كتابه(١) .

*(١٧٩)*

رواية ميرزا حسن على المحدث اللكهنوى

روى حديث الثقلين في ( تفريح الأحباب في مناقب الال والاصحاب ) حيث قال: « عن زيد بن أرقم قال: قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد، الا أيها الناس انما أنا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. و في رواية: كتاب الله هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة. رواه مسلم ».

و رواه عن الترمذي عن جابر، وعنه عن زيد بن أرقم(٢) .

____________________

(١). وترجم له في نزهة الخواطر ٧ / ٦٩ بقوله: الشيخ العالم المفتي إكرام الدين أحد العلماء المشهورين ثم ذكر مصنفاته وعد منها: سعادة الكونين.

(٢). ترجم له في نزهة الخواطر ٧ / ١٣٦ ووصفه بالشيخ العالم المحدث، أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث. وارخ وفاته بسنة ١٢٥٥.


*(١٨٠)*

اثبات عبد الرحيم الصفي بورى

أثبت حديث الثقلين في مادة « ثقل » حيث قال ما تعريبه: « والثقل محركة متاع المسافر وحشمه الجمع أثقال، وكل شيء نفيس محفوظ. ومنه الحديث « اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي »(١) .

*(١٨١)*

رواية ولى الله اللكهنوى

روى حديث الثقلين عن مسلم عن زيد بن أرقم، وعن الصواعق المحرقة عن الطبراني بسند صحيح.

هذا، وقد صرح في مؤلفه المذكور بأنه التزم فيه بالنقل من الكتب المعتبرة من الصحاح والتواريخ منبهاً على أسامي الكتب، معرضاً عن الضعاف المتروكة عند علماء الحديث، مقتصراً على ما تواتر من الأحاديث أو اشتهر أو كان من الحسان(٢) .

*(١٨٢)*

رواية رشيد الدين خان الدهلوي

روى حديث الثقلين في كتابه ( الحق المبين في فضائل أهل بيت سيد المرسلين ) عن الصواعق والشفاء وقرة العينين ونزل الأبرار وأحمد وابن جرير

____________________

(١). منتهى الارب ١ / ١٤٣. وتوجد ترجمة الصفي پورى في نزهة الخواطر ٧ / ٢٥٨. قال: الشيخ الفاضل العلامة عبد الرحيم بن عبد الكريم الصفي پورى أحد العلماء المبرزين في النحو واللغة. توفى ١٢٦٧.

(٢). مرآة المؤمنين - مخطوط وتوجد ترجمة ولى الله هذا في نزهة الخواطر ٧ / ٥٢٧ قال: الشيخ الفاضل العلامة أحد الاساتذة المشهورين ثم ذكر مصنفاته وعد منها - مرآة المؤمنين. وارخ وفاته بسنة ١٢٧٠.


والحاكم وشرح المقاصد. وقد تقدمت هذه الروايات.

وهكذا رواه في كتابه ( ايضاح لطافة المقال )(١) .

*(١٨٣)*

اثبات عاشق على خان اللكهنوى

أثبت حديث الثقلين في ( ذخيرة العقبى في ذكر فضائل أئمة الهدى ) حيث قال ما تعريبه: الحق أن مثل هذه الجرأة تختص بهؤلاء حيث لا يتحرجون من الافتراء، والا فان مما لا شك فيه - وهو كالشمس في الوضوح - أن الفرقة المحقة لا يفتخرون الا بركوب سفينة أهل البيت والتمسك بحديث الثقلين، وهو لا يوجد في غيرهم ».

*(١٨٤)*

رواية حسن العدوى الحمزاوى

روى حديث الثقلين عن ابن حجر عن أحمد في مسنده، وعن السيوطي عن مسلم والنسائي(٢) .

هذا وتبين التقاريظ المطبوعة في خاتمة الكتاب في طبعاته المصرية من أدباء مصر مع كلمات الحمزاوي نفسه، تبين ما لهذا الكتاب من قيمة واعتبار لدى العلماء ورجال الحديث.

____________________

(١). وقد ترجم له في نزهة الخواطر ٧ / ١٧٧ وأثنى عليه الثناء الكبير وذكر تتلمذه على صاحب التحفة وأخويه حتى صار علماً مفرداً في العلم معقولا ومنقولا، ونقل عن صاحب اليانع الجنى الثناء عليه وقوله: دأبه الذب عن حمى السنة والجماعة والنكاية في الرافضة المشائيم، صنف في الرد عليهم ما يعظم موقعه عند الجدليين من أهل النظر!! ثم ذكر مصنفاته. وارخ وفاته بسنة ١٢٤٣.

(٢). مشارق الأنوار في فوز أهل الاعتبار: ٨٦.


*(١٨٥)*

رواية سليمان البلخي القندوزى

عقد لحديث الثقلين وحديث الغدير فصلا خاصاً، فروى حديث الثقلين برواياته وطرقه المتكثرة عن أساطين الحديث، وأرباب الصحاح والمسانيد، فرواه عن مسلم والترمذي والثعلبي وأحمد وعبد الله بن أحمد والسمهودي والخوارزمي والسيد علي الهمداني والزرندي في آخرين عن كبار الصحابة(١) .

*(١٨٦)*

رواية حسن زمان

روى حديث الثقلين في ( القول المستحسن في فخر الحسن ) حيث قال: « وقد قال المناوي في شرح الجامع الصغير في حديث: « انّي تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض » رواه أحمد والطبراني والضياء في المختارة عن زيد بن ثابت، قال الهيتمي رجاله موثقون، ورواه أيضاً بسند لا بأس به الحافظ عبد العزيز بن الأخضر ، وزاد كونه في حجة الوداع، ووهم من زعم وضعه كابن الجوزي. قال السمهودي: وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة.

تنبيه: قال الشريف: هذا الخبر يفهم وجود من يكون أهلا للتمسك من أهل البيت والعترة الطاهرة في كل زمان الى قيام الساعة، حتى يتوجه الحث المذكور الى التمسك به، كما أن الكتاب كذلك، فلذلك كانا أماناً لأهل الأرض فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض، انتهى بلفظه الشريف ».

____________________

(١). ينابيع المودة ٢٧ - ٤١.


*(١٨٧)*

رواية صديق حسن خان

روى حديث الثقلين في كتابه ( السراج الوهاج في شرح صحيح مسلم ابن الحجاج ) حيث شرح روايات مسلم من روايات حديث الثقلين. كما أنه أضاف عليها من الترمذي وغيره.

ترجمته:

ترجم له جماعة، كما ترجم هو نفسه في الكتب التالية:

١ - الحطة في ذكر الصحاح الستة.

٢ - اتحاف النبلاء المتقين باحياء مآثر الفقهاء والمحدثين.

٣ - أبجد العلوم.

٤ - التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والاول.


الفهرس

كلمة المؤلف تمهيدات ١٣

الباب الاول الالتزام بآداب المناظرة وقواعد البحث ٢٩

الباب الثاني أسلوبه في الاستدلال ٣٣

١ - البحث السندى ٣٤

توثيق الرواة: ٢ - البحث الدلالى ١ - الاحتجاج بأخبار أهل السنة لا بأخبار الشيعة ٣٧

٢ - الرجوع الى كتب أهل السنة في كل فن ٣٨

« تنبيه » ٣ - الاستناد الى فهم الاصحاب ٤٨

أ - في معنى « من كنت مولاه فعليّ مولاه » ٤٩

ب - في معنى حديث الطائر ٥٠

ج - في معنى ثلاثة أحاديث ٥٢

د – في معنى حديث المنزلة ه - في معنى حديث التشبيه ٥٣

٤ - الاستدلال بالقواعد المقررة أ - قاعدة « تقدم المثبت على النافي » ٥٤

ب - قاعدة « عدم حمل الاستثناء على المنفصل ما أمكن المتصل » ج - قاعدة « الحمل على المعنى » ٥٥

د - قاعدة « الحديث يفسر بعضه بعضاً » ه - قاعدة « لزوم حمل اللفظ المشترك عند فقد المخصص على جميع معانيه » ٥٦

الباب الثالث أسلوبه في الرد ٥٧

(١) - نقل كلام الخصم كاملا (٢) - الاستيعاب الشامل ٥٨

(٣) - التتبع الهائل ٦٠

(٤) - الكشف عن الجذور أ - انتحال الدهلوي لبحوث الآخرين ٦٢


ب - نسب لا أصل لها ٦٣

ج - تحريفات وتصرفات ٦٤

(٥) - التنبيه على موارد مخالفة الالتزامات: ٧٠

(٦) - رد بعضهم ببعض ٧٢

(٧) - النظر في أسانيد الأحاديث ٧٦

(٨) - النظر في شأن صدورها ٧٩

(٩) - النظر في متونها ٨٠

(١٠) - النقض ٨٢

(١١) - المعارضة ٨٣

(١٢) - الإلزام ٨٥

الباب الرابع بحوث وتحقيقات في كتاب العبقات ١ - أحاديث موضوعة ٨٧

٢ - عدالة الصحابة ٩٠

٣ - الحسن والقبح العقليان ٩١

٤ - موقف أهل السنة من أئمة أهل البيت ٩٢

٥ - حول الصحيحين ليس كل ما في الكتابين بصحيح ٩٣

ليس كل ما ليس في الكتابين بغير صحيح ٩٤

تعصب المؤلفين في الامامة والمناقب ٦ - تحقيق حال رجال ٩٥

أ - تحقيق حال عباد بن يعقوب الرواجني ٩٦

ب - تحقيق حال ابن عقدة ٩٧

ج - تحقيق حال الأجلح بن عبد الله د - تحقيق حال سبط ابن الجوزي ٩٨

هـ - تحقيق حال الجاحظ ٩٩

٧ - تحقيق حال كتب أ - تحقيق حول مسند أحمد ١٠٠

ب - تحقيق حول الموضوعات لابن الجوزي ١٠١

ج - كتاب الامامة والسياسة لابن قتيبة د - كتاب سر العالمين للغزالى ١٠٢

٨ - تحقيق حول انتشار العلوم في البلاد الإسلامية ١٠٣


٩ - تحقيق حول سلاسل الصوفية الباب الخامس ( كتاب عبقات الأنوار ) ١ - في سبيل التأليف ١٠٦

٢ - أثر الكتاب أ - في أوساط الهند ١٠٨

ب - في الاوساط الأخرى ١٠٩

٣ - تقاريظ الكتاب ١١٠

تقريظ سيد الطائفة في عصره المجدد السيد الميرزا الشيرازي(٢) ١١١

تقريظ خاتمة المحدثين الميرزا حسين النوري(١) ١١٣

تقريظ الفقيه الكبير الشيخ زين العابدين المازندراني الحائري(١) ١١٥

تقريظ سماحة العلامة الحجة الفقيه السيد محمد حسين الشهرستاني(١). ١١٦

٤ - بعض ما قيل في الكتاب ١ - الميرزا أبو الفضل الطهراني: ١١٨

٢ - السيد محسن الامين العاملي: ٣ - وقال شيخنا الحجة الطهراني: ١١٩

٤ - وقال المحدث الكبير الشيخ القمي ما تعريبه: ٥ - وقال المحقق الشيخ محمد على التبريزي ما تعريبه: ٥ - الأحاديث التي تم البحث عنها ١٢٠

٦ - مؤلفو هذه المجلدات وما طبع منها ١٢٢

٧ - استفادة المؤلفين من الكتاب ١٢٣

٨ - ترجمته الى اللغات ٩ - فشل القوم في الرّد عليه ١٢٥

الباب السادس ترجمة مشاهير بيت صاحب العبقات(١). ترجمة السيد محمد قلى ١٢٨

ولادته: ١٢٩

مؤلفاته: ١٣٠

وفاته: *(٢)* ترجمة السيد حامد حسين كلمات العلماء في حقه: ١ - قال الحجة الامين العاملي: ١٣١

أساتذته: ١٣٥

تصانيفه: ١٣٦

وفاته: رثاؤه: ١٣٨

*(٣)* ترجمة السيد اعجاز حسين ١٣٩


*(٤)* ترجمة السيد سراج حسين ١٤١

*(٥)* ترجمة السيد ناصر حسين ١٤٢

*(٦)* ترجمة السيد ذاكر حسين ١٤٦

*(٧)* ترجمة السيد محمد سعيد ولادته: اساتذته: ١٤٧

وفاته: *(٨)* ترجمة السيد محمد نصير ١٤٩

الباب السابع المكتبة الناصرية ١٥٠

الباب الثامن كتاب التحفة الاثنا عشرية ١٥٥

أ - فهرس هذا الكتاب ١٥٦

ب - طبعاته: ج - ترجمته الى مختلف اللغات: ١٥٧

د - الردود عليه ١٥٩

الباب التاسع ترجمة صاحب التحفة ١٦٠

الباب العاشر في علمنا في الكتاب ١٦٥

في طريق العمل ١٦٦

١ - الاسلوب في التعريب ٢ - الاسلوب في التحقيق ١٦٧

٣ - الأسلوب في التخليص ١٦٨

٤ - الأسلوب في التعليق ١٧٠

٥ - الاسلوب في التنظيم ١٧١

حديث الثقلين ١٨٣

كلمة المؤلف ١٨٥

كلمة السيد صاحب العبقات ١٨٧

كلام الدهلوي حول حديث الثقلين ١٩٠

الرد: ١٩٤

أسماء الرواة والمخرجين لحديث الثقلين ١٩٧

رواية سعيد بن مسروق الثوري ٢١١


رواية الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري ٢١٣

رواية ابى حيان يحيى بن سعيد التيمي ٢١٤

رواية عبد الملك بن ابى سليمان العرزمي ٢١٦

رواية سليمان بن مهران الكاهلي الأعمش ٢٢١

رواية محمد بن إسحاق بن يسار المدني ٢٢٦

رواية إسرائيل بن يونس السبيعي ٢٣٠

رواية عبد الرحمن الكوفي المسعودي ٢٣٣

رواية محمد بن طلحة اليامى الكوفي ٢٣٤

رواية ابى عوانة اليشكري ٢٣٥

رواية شريك القاضي ٢٣٧

رواية حسان بن ابراهيم الكرماني ٢٤١

رواية جرير الضبي الكوفي ٢٤٢

رواية ابن علية البصري ٢٤٥

رواية محمد بن الفضيل الضبي الكوفي ٢٤٩

رواية عبد الله بن نمير ٢٥١

رواية ابى احمد الزبيري الحبال ٢٥٢

رواية ابى عامر العقدى ٢٥٤

رواية الأسود بن عامر الشامي ٢٥٦

رواية يحيى بن حماد الشيباني ٢٥٨

رواية محمد بن حبيب البغدادي ٢٥٩

رواية محمد بن سعد الزهري ٢٦٠

رواية خلف بن سالم المهلبي ٢٦٢

رواية ابى خيثمة النسائي ٢٦٤

رواية شجاع بن مخلد الفلاس ابو الفضل البغوي ٢٦٨

رواية ابى بكر عبد الله بن محمد المعروف بابن ابى شيبة ٢٦٩


رواية محمد بن بكار الريان الهاشمي ٢٧٢

رواية ابى يعقوب إسحاق بن مخلد المعروف بابن راهويه ٢٧٣

رواية ابى محمد وهبان بن بقية بن عثمان الواسطي ٢٧٧

رواية احمد بن محمد بن حنبل الشيباني ٢٧٨

رواية نصر بن عبد الرحمن بن بكار الباجى الكوفي الوشاء ٢٨٠

رواية ابى محمد عبد بن حميد الكسى ٢٨١

رواية عباد بن يعقوب الرواجني الأسدي ٢٨٤

رواية نصر بن على بن نصر بن على الجهضمي ٢٨٥

رواية محمد بن المثنى العنزي ٢٨٦

رواية ابى محمد الدارمي ٢٨٧

رواية على بن المنذر الطريقي ٢٩٠

رواية مسلم بن الحجاج القشيري ٢٩١

رواية ابن ماجة القزويني ٢٩٤

رواية ابى داود السجستاني ٢٩٥

رواية عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي البصري ٢٩٨

رواية ابن أبى العوام التميمي ٢٩٩

رواية ابن ابى الدنيا رواية محمد بن على الحكيم الترمذي ٣٠١

رواية ابن ابى عاصم الشيباني ٣٠٣

رواية عبد الله بن احمد بن حنبل ٣٠٥

رواية ابى العباس ثعلب الشيباني رواية ابى بكر البزار ٣٠٨

رواية ابى نصر القبانى ٣٠٩

رواية ابى عبد الرحمن النسائي ٣١٠

رواية ابى يعلى الموصلي ٣١٢

رواية ابن جرير الطبري ٣١٣

رواية أبى بشر الدولابي ٣١٥


رواية ابن خزيمة النيسابوري ٣١٧

رواية الباغندي الواسطي ٣١٩

رواية أبى عوانة الاسفراييني ٣٢٠

رواية عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ٣٢٣

رواية ابن عبد ربه القرطبي ٣٢٤

رواية ابن الانباري ٣٢٥

رواية ابى عبد الله الضبي المحاملي ٣٢٦

رواية احمد بن محمد بن سعيد ( ابن عقدة ) ٣٢٧

رواية دعلج السجزى ٣٢٨

رواية ابن الجعابي رواية سليمان بن احمد الطبراني ٣٣٠

رواية أبي بكر القطيعي ٣٣٥

رواية الازهري اللغوي ٣٣٧

رواية محمد بن المظفر البغدادي ٣٣٩

رواية أبى الحسن الدارقطني ٣٤١

رواية محمد بن عبد الرحمن المخلص الذهبي ٣٤٣

رواية محمد بن سليمان بن داود البغدادي ٣٤٤

رواية الحاكم النيسابوري ٣٤٥

رواية عبد الملك الخركوشي رواية ابى اسحاق الثعلبي ٣٤٧

رواية أبى نعيم الاصبهانى ٣٤٩

رواية ابى نصر العتبى ٣٥١

رواية أبى بكر البيهقي ٣٥٢

رواية ابى غالب النحوي ٣٥٤

رواية ابن عبد البر القرطبي ٣٥٥

رواية الخطيب البغدادي ٣٥٦

رواية ابى محمد الحسن الغندجاني ٣٥٧


رواية على بن محمد الطيب - ابن المغازلي ٣٥٨

رواية محمد بن فتوح الحميدي ٣٥٩

رواية ابى المظفر السمعاني ٣٦١

رواية اسماعيل بن احمد البيهقي ٣٦٢

رواية محمد بن طاهر المقدسي ٣٦٣

رواية شيرويه الديلمي ٣٦٥

رواية البغوي - محيي السنة ٣٦٥

رواية رزين العبدري ٣٦٦

رواية عبد الوهاب الانماطي ٣٦٧

رواية القاضي عياض اليحصبى ٣٦٨

رواية ابى محمد العاصمى ٣٦٩

رواية الموفق بن أحمد ( اخطب خوارزم ) ٣٧٠

رواية ابن عساكر الدمشقي ٣٧١

رواية ابى موسى المديني ٣٧٢

رواية محمد بن مسلم بن ابى الفوارس رواية سراج الدين الفرغاني الحنفي ٣٧٤

رواية ابى الفتوح العجلى رواية ابن الاثير الجزرى ٣٧٥

رواية فخر الدين الرازي ٣٧٦

رواية ابن الاخضر الجنابذي ٣٧٧

رواية عز الدين ابن الأثير ٣٧٨

رواية ضياء الدين المقدسي ٣٧٩

رواية ابن النجار رواية رضى الدين الصغانى ٣٨٠

رواية ابن طلحة الشافعي ٣٨٢

رواية سبط ابن الجوزي ٣٨٣

رواية الكنجي الشافعي رواية أبى الفتح الابيوردى ٣٨٤

رواية أبى زكريا النووي ٣٨٦


رواية محب الدين الطبري ٣٨٧

رواية النظام الاعرج اثبات سعيد الدين محمد بن أحمد الفرغاني ٣٨٩

رواية محمد بن مكرم الانصاري الافريقي ٣٩٠

رواية الحموئى ٣٩٢

رواية نجم الدين القمولي ٣٩٤

رواية فخر الدين الهانسوى ٣٩٥

رواية علاء الدين الخازن ٣٩٦

رواية الخطيب التبريزي ٣٩٨

رواية ابى الحجاج المزي ٣٩٩

اثبات شرف الدين الطيبي ٤٠٢

اثبات شمس الدين الخلخالى ٤٠٥

تصحيح شمس الدين الذهبي ٤٠٦

رواية جمال الدين الزرندي المدني الأنصاري ٤٠٨

رواية سعيد الدين الكازروني ٤١٢

رواية ابن كثير الدمشقي ٤١٣

رواية السيد على الهمداني ٤١٦

اثبات السيد محمد الطالقاني اثبات سعد الدين التفتازاني ٤١٧

رواية حسام الدين حميد المحلى ٤١٩

رواية نور الدين الهيثمي ٤٢٢

رواية المجد الفيروزآبادي ٤٢٤

رواية الحافظ البخاري المعروف بـ ( خواجة بارسا )* ٤٢٥

رواية ملك العلماء شهاب الدين الدولت آبادي ٤٢٩

رواية ابن الصباغ المالكي ٤٣١

رواية شمس الدين السخاوي الشافعي ٤٣٣

رواية الحسين الكاشفى الواعظ ٤٤٣


رواية جلال الدين السيوطي ٤٤٤

رواية نور الدين السمهودي ٤٥١

رواية الفضل بن روزبهان ٤٥٥

رواية شهاب الدين القسطلاني ٤٥٥

رواية عبد الوهاب البخاري ٤٥٩

رواية شمس الدين الشامي الدمشقي الصالحي ٤٦٠

رواية الخطيب الشربينى رواية شهاب الدين ابن حجر الهيتمى المكي ٤٦١

رواية نور الدين على المتقى ٤٦٣

رواية محمد طاهر الفتنى الكجراتى ٤٦٥

رواية الميرزا مخدوم الجرجاني ٤٦٦

رواية العيدروس اليمنى ٤٦٧

اثبات فخر الدين الجهرمى رواية بدر الدين الرومي ٤٦٨

رواية جمال الدين المحدث الشيرازي ٤٦٩

رواية على القاري ٤٧٠

رواية عبد الرءوف المناوى ٤٧١

اثبات الملا يعقوب البنبانى اللاهورى ٤٧٢

رواية نور الدين على الحلبي الشافعي ٤٧٣

رواية أحمد بن الفضل بن محمد باكثير المكي ٤٧٤

رواية الشيخانى القادرى المدني ٤٧٥

رواية السيد محمد ماه عالم رواية عبد الحق الدهلوي ٤٧٦

رواية شهاب الدين الخفاجي ٤٧٧

رواية العزيزي البولاقى الشافعي ٤٨١

رواية المقبلى الصنعاني ٤٨٢

اثبات أحمد أفندى الشهير بالمنجم باشى ٤٨٣

رواية الزرقانى الأزهري المالكي ٤٨٤


رواية حسام الدين السهارنبورى رواية محمد بن معتمد خان البدخشي ٤٨٥

رواية رضى الدين الشامي الشافعي رواية محمد صدر عالم رواية ولى الله والد ( الدهلوي ) ٤٨٦

رواية محمد معين بن محمد أمين السندي رواية محمد بن اسماعيل الامير ٤٨٧

رواية محمد بن على الصبان ٤٨٨

اثبات محمد مرتضى الزبيدي الحنفي ٤٨٩

رواية أحمد بن عبد القادر العجيلى ٤٩٠

رواية محمد مبين اللكهنوى رواية محمد اكرام الدين الدهلوي ٤٩١

رواية ميرزا حسن على المحدث اللكهنوى ٤٩٢

اثبات عبد الرحيم الصفي بورى رواية ولى الله اللكهنوى رواية رشيد الدين خان الدهلوي ٤٩٣

اثبات عاشق على خان اللكهنوى رواية حسن العدوى الحمزاوى ٤٩٤

رواية سليمان البلخي القندوزى رواية حسن زمان ٤٩٥

رواية صديق حسن خان ٤٩٦

الفهرس ٤٩٧